الشراكة الأردنية الأوروبية.. نموذج للعلاقات الإستراتيجية
ليلى خالد الكركـي
يرتبط الأردن بعلاقة تاريخية وطويلة الأمد مع الاتحاد الأوروبي ممتدة إلى عقود، ويعد شريكا رئيسا في الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، وهناك تنسيق مستمر ودعم ملموس ولقاءات على أعلى المستويات في القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.
ويلخص هذه العلاقة المتأصلة اتفاقية الشراكة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي والأردن عام 2002، وتقديم الاتحاد للأردن بين عامي 2014 و2020، حوالي (2.8) مليار يورو من المساعدات المالية الثنائية، الأمر الذي يجعل من المفوضية الأوروبية أكبر داعم للمملكة.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن والاتحاد الأوروبي سجلا علامة فارقة في علاقاتهما من خلال إطلاق شراكة استراتيجية وشاملة متواصلة، والعمل معا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، كان الاتحاد الأوروبي شريكا موثوقا للأردن وحريصا على دعم مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي التي تنتهجها المملكة والدور الذي تؤديه في تحقيق الاستقرار في منطقة تشهد كثير من التحديات والصراعات الإقليمية.
وفي كل عام تتعمق هذه الشراكة القوية حتى باتت الآن أقوى من أي وقت مضى، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي الأردن في طليعة الدول المنخرطة في الحرب على الإرهاب، وقد أبدى تضامناً هائلاً في استضافته أعداداً غفيرة من اللاجئين السوريين.
لذلك، يؤكد الاتحاد الأوروبي أنه سيبقى إلى جانب الأردن ملتزما التزاماً كاملاً تجاه دعم الشعب الأردني والحكومة الأردنية في مجابهة التحديات.
ويخطط الاتحاد الأوروبي في الفترة الواقعة من 2021 إلى 2027 لدعم 3 أولويات رئيسة في المملكة: الحكم الرشيد، والنمو الأخضر والاقتصاد المستدام، والتنمية البشرية والتوظيف.
وعبر القيام بذلك يترجم الاتحاد في تعاونه مع الأردن، تنفيذ الأهداف الرئيسة للشراكة المتجددة مع الجوار الجنوبي للاتحاد، وكذلك الصفقة الخضراء للاتحاد لتعزيز الوقاية والتخفيف من تغير المناخ، مع ربطها بفرص عمل جديدة.
وبالتزامن مع حلول عيد الاستقلال تؤكد المفوضية الأوروبية استمرارها في دعم الأردن للوقوف في وجه الصعوبات والتحديات في المنطقة، وخاصة مسألة اللاجئين على أراضيه، حيث يستضيف أكثر من (1.3) مليون لاجئ سوري على أراضيه، والاتحاد الأوروبي مستمر بالتزامه دعم جهود الأردن السخية في هذا المجال.
وفي كانون الثاني من العام الجاري 2025 تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حزمة مالية واستثمارية بقيمة ثلاثة مليارات يورو (3.12 مليار دولار) للأردن.
وتتضمن هذه المساعدات المالية للأعوام 2025-2027، منحا بقيمة 640 مليون يورو، واستثمارات بحجم 1.4 مليار يورو، ومخصصات لدعم الاقتصاد بنحو 1 مليار يورو.
ويعتزم الاتحاد الأوروبي والأردن العمل في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعاون الإقليمي والأمن والدفاع والتجارة والاستثمار والتعليم ومساعدة اللاجئين.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن التمويل يأتي في إطار شراكة «استراتيجية» جديدة مع الأردن، وإنه «في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية والأزمات المتنامية في المنطقة، يعد تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن القرار الصحيح في التوقيت المناسب».
وفيما يتعلق بتطورات الحرب الدائرة على غزة منذ 19 شهرا، تدعم المفوضية الأوروبية الجهود الأردنية الرامية إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لتأمين دخول المساعدات الإنسانية.
ونوهت فون دير لاين في تصريحات سابقة لها إلى أن «الأردن يلعب دورا حاسما في تعزيز وقف إطلاق النار في غزة»، وأن الاتحاد الأوروبي يقر بأهمية الأردن كمركز إقليمي للمساعدات الإنسانية، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهد بالفعل في بداية العام الجاري بتخصيص 130 مليون يورو لعمليات المساعدات الإنسانية في غزة وتم تسهيل عمليات إجلاء مئات الأطفال من غزة والذين يتلقون العلاج الآن في دول عديدة من دول الاتحاد، مشيدة بمبادرة الأردن التي أعلنها جلالة الملك باستقبال 2000 طفل من غزة للعلاج في الأردن.
ويعود تاريخ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والاتحاد الأوروبي إلى عام 1977، حيث شهد ذلك العام توقيع اتفاقية التعاون التي دخلت حيز التنفيذ عام 1978.
ويتألف الإطار الذي تنتظم داخله العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين الأردن والاتحاد الأوروبي بعدة أمور تبدأ من الشراكة الأورومتوسطية التي تم إطلاقها خلال المؤتمر الأورومتوسطي الذي عقد في برشلونة عام 1995 لإرساء سياسة طموحة ذات أهداف بعيدة المدى بهدف تدعيم التعاون بين الاتحاد الأوروبي من جهة ودول حوض البحر المتوسط من جهة أخرى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
الاستقلال ليس يومًا… بل مشروع أمة
نُحيي كل عام في الخامس والعشرين من أيار عيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، لكنّنا المعنى سيكون منقوصاً إذا اختصرناه في الأعلام والاحتفالات فقط . فالاستقلال، أيها الأردني النبيل الشريف ، ليس يومًا في الروزنامة — بل مشروع أمة، وعهدُ شعب، وبوابةُ مستقبل. الاستقلال لا يُحافَظ عليه فقط … بل يُبدَع فيه … لقد سبَقنا جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله برؤية بعيدة المدى، حين وضعنا أمام الحقيقة: أن الاستقلال لا يُقاس بتقادم السنين، بل ، بتقدّم السياسات، ونزاهة المؤسسات، وقدرة الشعب على أن يكون مصدر القوة لا متلقّي الأوامر. ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله أيده الله ، يحمل الشعلة نفسها، لكنه يزرعها في أرض الشباب ، بخطوات مدروسة، واهتمام بالغ بالتحول الرقمي، وريادة الأعمال، وفرص التعليم الحديث، يقودنا إلى استحقاقات الاستقلال الجديد: اقتصاد مستقل، دولة منتجة، إنسان فاعل وشباب مدرك وواعي .. الشعب الأردني الوفي العظيم : الحارس الصامد لهذا الاستقلال لكنَّ هذا المشروع الوطني العظيم، ما كان ليستمر لولا الحاضنة التي حمَتْه وأصَرّت عليه . شعبٌ صبر على الأزمات، ولم يساوم على الوطن. شعبٌ أصرّ على الولاء للقيادة، لا بدافع الخوف، بل من منطلق الفهم والإيمان والقناعة والشراكة ، والحكمة . شعبٌ أعطى من جيبه، وعرقه، ودمه، ليبقى الأردن حرًا، ومهابًا، ومرفوع الرأس. لقد حمَى هذا الشعب استقلال بلاده بالوعي، لا بالغضب. وبالانتماء الصادق، لا بالشعارات. وفي كل محطة مصيرية ، من النكبات إلى الأوبئة، من التقلبات الاقتصادية إلى الهزات السياسية ، كان الأردني يقول: الوطن أولاً . ليست مهمتنا أن نرث الاستقلال فقط، بل أن نُبدع فيه، ونمنحه ملامح جديدة ونسخة محدثة في كل جيل. الاستقلال ليس أن نحفظ تاريخ من قاتل لأجله فحسب، بل أن نكون نحن جديرين بأن نُذكَر مثلهم يومًا ما في مستقبل أجيالنا…. أن تستقلّ، يعني أن تُنتج لا أن تُقلّد. أن تُضيف لا أن تُكرّر. أن تنظر للأمام بثقة، لا أن تعيش على ذكرى الأطلال . جيل اليوم: أنتم أبناء الاستقلال، لا جمهوره يا شباب الأردن، ما خُلقتم لتكونوا مشاهدين في حفلة وطنية، بل صُنّاعًا لمستقبل وطني. أنتم لستم الجيل الذي يُقال له: لم تكونوا هناك حين نلنا الاستقلال ، بل الجيل الذي يُنتظر منه أن يضع طابعَه وبصمته الخاصة على معناه. الاستقلال ينتظركم في معامل التكنولوجيا، في ساحات الزراعة، في صفوف التعليم، في منابر الحرية، في مختبرات الإبداع ، في مشاريع العمل ، وفي ميادين الرجولة.. كل فكرة تبني الوطن، وكل يد تزرع الأمل، وكل صوت يقول الحق ، هي امتداد لهذا الاستقلال. التحدي اليوم: كيف نتحدى الصعاب ونتجاوز التحديات لنطور وطنا ونحيا باستقلاله .. أن تكون الدولة مستقلة، لا يعني فقط أن عَلَمها مرفوع على سارية او عامود ، بل أن قرارها كذلك لا يُملى من أحد. أن لا يخضع اقتصادها لمزاج المانحين. أن لا تُقيّدها شروط الخارج على حساب شعبها. أن لا يُعطى الفاسد حصانة، ولا يُحرم المُجتهد من فرصته. كيف نُكمل مشروع الاستقلال؟ •بالمشاركة: لا تعتزلوا الشأن العام ، لا تقولوا ( ما في فايدة ) . الاستقلال لا يكتمل بالصمت. •بالعدالة: لا استقلال حقيقي دون عدالة تُشعر المواطن أن الوطن له، لا عليه. •بالكفاءة: لا توريث في الوطن. لا احتكار في القرار ، كل مَن يستحق، يجب أن يكون له مكان. •بالحلم والعمل: احلموا بوطن أفضل… وابدأوا بصناعته من مقاعدكم، من أعمالكم، من أفكاركم ، من إبداعكم ، من دفاعكم عن ترابه وحدوده ، من فخركم بإنجازاته والمحافظة عليها وتطويرها وتقدمها ، لا الثبات عليها..او الاكتفاء بها ..والانكفاء على حدها القريب .. دعونا نعيد تعريف الاستقلال الاستقلال الحقيقي هو أن: •يُصبح الإبداع عادة. •ويُصبح النقد حبًا لا عداء. •ويُصبح الوطن مشروعًا مستمرًا، لا نشيدًا محفوظًا. •ويُصبح كل مواطن، جنديًا في معركة الكرامة ومقاتلاً شرساً دفاعاً عن صيانة الاستقلال ، لا فقط على الحدود، بل أيضًا في ميادين النزاهة، والعلم، والإبداع والضمير . باستمرار رفعة الجيش والأمن وتطويره وتدريبه وتحديثه ليبقى الحامي الأول والأخير للاستقلال. فلنحتفل بالاستقلال، نعم،وبكل فخر .. لكن دعونا لا نكتفي بالاحتفال ، بل نبني، نُبدع، نُحب، نُقدّم ، نطور ، نحدث ونحافظ ، لنكون على قدر الوعد. لأن الاستقلال الحقيقي… هو أن نصبح نحن، جزء من مشروع استقلال هذا الوطن .

الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
الدستور تُهنئ وتصدر ملحقًا بالمناسبة
تغتنمُ أسرة «الدستور» مناسبة عيد الاستقلال الـ 79 ، لتتقدّم من جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والأسرة الأردنية الواحدة، بأصدق التهاني والتبريك، داعيةً الله العلي القدير أن يُعيدها علينا وعلى وطننا العزيز بالعز والفخار وبمزيد من التطور والنماء في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وكل عام وأنتم بخير. وبهذه المناسبة الغالية، تصدر «الدستور» ملحقًا خاصًا مع العدد.


الوكيل
منذ 4 ساعات
- الوكيل
بلومبرغ: الاتحاد الأوروبي يدرس فصل 20 مصرفا روسيا عن...
الوكيل الإخباري- أفادت وكالة "بلومبرغ" نقلا عن مصادرها بأن الاتحاد الأوروبي يدرس فصل 20 مصرفا روسيا عن نظام "سويفت" للتعاملات المصرفية في إطار العقوبات الجديدة ضد روسيا. وأشارت المصادر كذلك إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث خفض سقف الأسعار الذي تم فرضه على النفط الروسي من 60 إلى 45 دولارا للبرميل. اضافة اعلان وأوضحت أن خفض سقف الأسعار من المخطط إقراره على مستوى مجموعة الدول السبع، ما سيتطلب موافقة الولايات المتحدة. ومن بين المقترحات قيد النقاش فرض عقوبات على مشروع "السيل الشمالي" لنقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق. وأكدت المصادر أن المفوضية الأوروبية تتشاور مع دول الاتحاد الأوروبي بشأن تلك الخطط. ويشار إلى أن إقرار العقوبات على مستوى الاتحاد يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء، وأن المقترحات التي يجري بحثها الآن، قد تكون مختلفة عن الصيغة النهائية للعقوبات. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن فرض الحزمة الـ 17 من العقوبات على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا. بدورها، أعلنت إدارة الولايات المتحدة أنها تفضل الامتناع عن فرض عقوبات جديدة ضد موسكو في الفترة الحالية من أجل إتاحة المجال لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا التي استأنفت في تركيا لأول مرة منذ انقطاعها في عام 2022.