
إيران بعد محادثات الجولة الرابعة مع أميركا: لا تنازل عن تخصيب اليورانيوم
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد إن إيران لن تتنازل عن حقّها في تخصيب اليورانيوم، وذلك بعد جولة محادثات رابعة مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني.
وفي تصريح للتلفزيون الإيراني من مسقط حيث عُقدت المحادثات، أكد عراقجي أن "التخصيب يجب أن يستمر ولا مجال للتنازل في هذا الأمر"، لكنه أشار إلى انفتاح محتمل لإيران على الحد من نسبة التخصيب "للمساعدة في بناء الثقة".
وأشار إلى أن "المفاوضات كانت أكثر جدية وتفصيلا من الجولات الثلاث السابقة"، لافتا إلى أنه تمت مناقشة "قضايا أكثر تفصيلا" ومؤكدا أن المفاوضات "ماضية قدما".
من جهته، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن الجولة الرابعة من المحادثات، تضمنت أفكارا "مفيدة وجديدة" تعكس رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق "مشرف".
وأضاف البوسعيدي في منشور على إكس أن الجولة القادمة من المحادثات ستعقد بعد أن يتشاور الجانبان مع قيادتيهما.
وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في منشور على منصة "إكس" إنَّ "الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة انتهت"، مشيراً إلى أنها كانت "صعبة ولكنها مفيدة لفهم مواقف بعضنا بعضاً وإيجاد وسائل منطقية وواقعية للتعامل مع الخلافات".
من جهته، وصف مسؤول أميركي رفيع الأحد جولة المحادثات الرابعة مع إيران بشأن برنامجها النووي بـ"المشجّعة"، مشيراً إلى أن جولة جديدة ستجري قريبا.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته إنَّ المحادثات التي جرت في عمان برئاسة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف "كانت مرة أخرى مباشرة وغير مباشرة واستمرت أكثر من ثلاث ساعات". وأضاف: "تم التوصل إلى اتفاق للمضي قدما بالمحادثات لمواصلة العمل على المسائل الفنية. نتيجة اليوم مشجّعة بالنسبة الينا، ونتطلع إلى اجتماعنا المقبل الذي سيجري في المستقبل القريب".
ورغم أن طهران وواشنطن قالتا إنَّهما تفضلان الديبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بشأن عدد من الخطوط الحمراء التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
وعقد عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجولة الرابعة من المحادثات، على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفاً صارماً في العلن، والذي قال مسؤولون إيرانيون إنَّه لن يساعد المفاوضات.
وقبل مغادرته إلى مسقط، قال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لإيران مواقف معروفة مبنية على مبادئ واضحة... نأمل أن نتوصل إلى موقف حاسم في اجتماع الأحد". وأضاف أن فريق الخبراء الإيراني موجود في عُمان، و"سيتم التشاور معه عند الضرورة".
وقال ويتكوف لموقع برايتبارت نيوز يوم الخميس إنَّ الخط الأحمر بالنسبة لواشنطن هو "لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح"، الأمر الذي يتطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان بالكامل.
وأضاف ويتكوف في المقابلة: "إذا لم تكن المحادثات مثمرة اليوم الأحد، فلن تستمر وسنضطر إلى سلك مسار مختلف".
ومن المقرر أن يتوجه ترامب، الذي هدد باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية، إلى الشرق الأوسط حيث سيزور السعودية وقطر والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 أيار/ مايو.
ورداً على تعليقات ويتكوف، قال عراقجي السبت إنَّ إيران لن تقبل التنازل عن حقوقها النووية، والتي تشمل تخصيب اليورانيوم.
ويقول مسؤولون إيرانيون إنَّ طهران مستعدة للتفاوض بشأن بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها" في المحادثات.
وقال مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض إنَّ مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في "عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية لن تساعد في تقدم المفاوضات".
وأشار المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أنَّ "ما تقوله الولايات المتحدة علناً يختلف عما يقال في المفاوضات".
وأوضح أن الأمور ستتضح أكثر عندما تجرى المحادثات اليوم الأحد، والتي كان من المقرر في البداية أن تجرى في الثالث من مايو أيار في روما ولكن تم تأجيلها بسبب ما وصفتها سلطنة عمان بأنها "أسباب لوجستية".
وعلاوة على ذلك، استبعدت إيران تماماً التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، وتطالب المؤسسة الدينية بضمانات قاطعة بعدم انسحاب ترامب مرة أخرى من الاتفاق النووي.
وكان ترامب، الذي أعاد تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير شباط، قد انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.
ومنذ 2019 تنتهك إيران القيود النووية التي فرضها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك تسريعها تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 في المئة تقريبا اللازم لصنع الأسلحة، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكد طهران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي سلمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 29 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة
هاجم جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سياسات واشنطن السابقة في الشرق الأوسط، معتبرًا أن محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة كانت فاشلة ومكلفة إلى حدٍّ صادم. وخلال خطاب ألقاه في الأكاديمية البحرية الأميركية، ونشره عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس'، قال فانس: 'بدلًا من تركيز طاقاتنا على مواجهة ظهور قوى منافسة مثل الصين، اختار زعماؤنا ملاحقة ما اعتقدوا أنه مهمة سهلة، بناء ديمقراطيات في الشرق الأوسط. لكن كما تبيّن، كانت المهمة شبه مستحيلة، وباهظة التكلفة، تجاوزت تريليون دولار، دفع ثمنها المواطن الأميركي'. وأشار فانس إلى أن جولة ترامب الأخيرة إلى السعودية وقطر والإمارات كانت أكثر من مجرد محادثات استثمارية، معتبرًا إياها 'نقطة تحوّل في السياسة الخارجية الأميركية'. وأضاف، 'الزيارة لم تكن فقط لتأمين تريليونات الدولارات في استثمارات لصالح بلادنا، بل شكلت مؤشرًا واضحًا على نهاية نهج قديم دام لأكثر من عقد، تمثل في المقايضة بين الحفاظ على التحالفات والتدخل في شؤون الدول الأخرى'. وأكد نائب الرئيس أن إدارة ترامب تتجه نحو استراتيجية قائمة على الواقعية وحماية المصالح الوطنية الأميركية الأساسية، وقال: 'لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من الصراعات المفتوحة. نحن نعود إلى سياسة خارجية تعكس مصالحنا أولًا'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
"صراع الخطوط الحمراء".. 4 ملفات تهدد الاتفاق النووي بين إيران وأميركا
عقدت إيران والولايات المتحدة، الجمعة، في روما جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، وغادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة. ورغم الحديث عن تقدم في المفاوضات إلا أن نقاط خلاف ما زالت مستمرة حول الملف النووي الإيراني رغم وساطة سلطنة عمان. التخصيب يشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي. تشتبه الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء إنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهنا بنسبة 60 في المئة، متجاوزة إلى حد بعيد سقف 3.67 في المئة الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018، ورداً على الخطوة الأمريكية، أعلنت إيران أنها غير ملزمة بعد اليوم بمضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداءً من 20 في المئة، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علماً أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. والأحد، صرح الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لايران بأن تملك ولو واحداً في المئة من القدرة على التخصيب. وتؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها. وقال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي، إن محادثات الجمعة أبرزت "صراع الخطوط الحمراء، التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". "مواقف متناقضة" تصر طهران على أن تنحصر المحادثات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وفي 2018، اعتبر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق الدولي حول النووي مدفوعاً في شكل جزئي بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران البالستي الذي ينظر إليه كتهديد لإسرائيل حليفة واشنطن. وفي 27 أبريل (نيسان)، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المباحثات، وكذلك دعم إيران لما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل أبرزها حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية في غزة والمتمردون الحوثيون في اليمن. ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلاً عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأمريكيين. وقال وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الشهر الفائت: "إذا واصلنا سماع مواقف متناقضة، فذلك سيطرح مشكلات بالنسبة إلى المباحثات". عقوبات تندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل العديد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأمريكية الأربعاء، قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والبالستية. ورأت الدبلوماسية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأمريكيين على الصعيد الدبلوماسي". مع نهاية أبريل (نيسان)، وقبل الجولة الثالثة من المباحثات، فرضت واشنطن أيضاً عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. الخيار العسكري في موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. والجمعة، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة سي إن إن الثلاثاء عن العديد من المسؤولين الأمريكيين، أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية. وحذرت طهران من أنها ستحمل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي. وذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن ستيف ويتكوف أجرى مشاورات مع مسؤولين اسرائيليين الجمعة، سبقت الجولة التفاوضية الخامسة. وكتبت صحيفة كيهان الايرانية المحافظة المتشددة السبت، أن "التنسيق بين ترامب ونتانياهو يفضي إلى مأزق في المفاوضات". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
المحادثات مع ايران بناءة.. مسؤول اميركي: أحرزنا مزيداً من التقدم
كما أضاف أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجدداً في وقت قريب. فيما ختم قائلاً: 'نحن ممتنون لشركائنا العمانيين على جهودهم المستمرة في تسهيل المحادثات'. الجولة الخامسة يأتي ذلك بعد إعلان وزير خارجية سلطنة عمان بوقت سابق انتهاء الجولة الخامسة من المباحثات حول البرنامج النووي بين الوفدين الإيراني والأميركي والتي عقدت في روما، لافتاً إلى إحراز 'بعض التقدم'. وقال بدر البوسعيدي عبر منصة 'إكس': 'انتهت اليوم في روما الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة مع تحقيق بعض التقدم من دون أن يكون حاسماً'، مبدياً أمله أن يتم توضيح 'القضايا العالقة' في الأيام المقبلة.