logo
بين ليني وجيفرز... لا تغيير في القرار الأميركي

بين ليني وجيفرز... لا تغيير في القرار الأميركي

الديار٠٢-٠٥-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
بين كلام رئيس الجمهورية عن التقدم المحرز على صعيد تطبيق القرار 1701 جنوب الليطاني، وتاكيد وزير الداخلية ان لا زمن محدد لسحب سلاح حزب الله، انعقد المجلس الاعلى للدفاع، في جلسته الاولى منذ انتخاب عون، متخذا قرارات حاسمة، تحديدا في الملف الفلسطيني، محذرا حركة حماس من الاستمرار في استباحة الساحة اللبنانية، موجهة رسالة لمن يعنيهم الامر خارج الحدود.
ليس بعيدا عن ذلك، ودون انذار مسبق اتخذت واشنطن قرارا بتعيين الجنرال مايكل جاي ليني خلفا للجنرال جاسبر جيفرز ، على راس اللجنة الخماسية لمراقبة وقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل، في ظل سلسلة تغييرات تشهدها الادارة الاميركية، مع تعيين مستشار جديد للامن القومي، عشية مواقف تصعيدية لكبير مستشاري الرئيس ترامب لشؤون الشرق الاوسط وافريقيا، مسعد بولس، تناول فيها الملف اللبناني.
مصادر متابعة للقاءات، كشفت ان التغييرات العسكرية مرتبطة بالتطورات في المنطقة، واعادة توزيع المهام، حيث سيتولى الجنرال جيفرز، قيادة العمليات الخاصة في الشرق الاوسط والخليج العربي وسط اسيا، في ظل الحرب الاميركية المفتوحة في اليمن، دون ان يعني ذلك انقطاع علاقته بالملف اللبناني، الذي يبقى جزءا من منطقة صلاحياته.
واشارت المصادر الى ان الرئيس الجديد للجنة سيقيم في عوكر، بعد تعزيز الفريق العسكري التابع له، وسط تساؤلات بين المعنيين، عن سبب تراجع واشنطن عن تعيين مدني رئيسا للجنة، كما كان قد اتفق عليه، وهو خطوة اثارت ارتيابا لبنانيا، مع الحديث المتزايد عن اتجاه لسحب الملف اللبناني من الوسيطة مورغان اورتاغوس، بعد ابعاد مسعد بولس من الصورة، ومحاولة ستيفن ويتكوف "احتكار" الملف اللبناني.
وتتابع المصادر، ان جولة الفريق الاميركي، اكدت ان موقف واشنطن لم يتبدل، اذ كان تشديد في المقرات الاربعة التي زارها اعضاء الوفد العسكري، على ضرورة بسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل اراضيها، من دون استخدام اي مصطلحات تميز بين شمال الليطاني او جنوبه، معتبرين، ان الاتفاق ليس محصورا بمنطقة معينة، في مقابل موقف رئاسي موحد اعاد التاكيد على وجهة النظر اللبنانية.
ورات المصادر، ان التبديل الشكلي الذي حصل لن يغير من الموقف الاميركي الفعلي من لبنان، والذي يتعامل من منطلق التوازنات الجديدة التي افرزت "خاسرا ورابحا"، مبدية اعتقادها بان الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التشدد الاميركي، خصوصا ان ما سرب يشير الى ان الجنرال الجديد من ابرز المؤيدين لاسرائيل، فضلا عن شخصيته وطباعه "الحدة" في التعبير عن مواقفه، كما انه بدا ملما بشكل لافت بالملف اللبناني، حيث تحدث بلغة دقيقة (يلم باللغة العربية) وواثقة عاكسا فهما عميقا للتفاصيل للعسكرية والسياسية اللبنانية وتلك المرتبطة بالوضع على الحدود، وفقا لاحد المشاركين في الاجتماعات، حيث حرص على تدوين دقيق للملاحظات التي سمعها، متابعة، بان تفعيل لجنة مراقبة وقف النار غير مرتبط بالاشخاص، بقدر ارتباطه بالقرار الاميركي، وهو لن يتخذ الا في حال قررت واشنطن ردع اسرائيل عن الاعتداء على الاراضي اللبنانية، والزامها بتطبيق الـ 1701 من جانبها ايضا.
ووفقا لاضبارته العسكرية، ولد الجنرال مايكل جاي ليني، عام 1966، في بريدجبورت، ولاية كونيتيكت، حيث التحق بمعهد فيرجينيا العسكري في ليكسينغتون، حيث تخرج منه كضابط في سلاح المدفعية، وحصل على بكالوريوس في التاريخ، ثم على ماجستير في الدراسات الاستراتيجية من كلية الحرب العليا في الجيش الاميركي، حيث شغل عدة مناصب، عام 1988 نقل الى سلاح المشاة اختصاص مضاد للدروع، ليلتحق بعدها بمدرسة الدفاع الجوي، عين قائدا لوحدة التدريب والمساعدة في قندهار، قبل ان يعين عام 2022 قائدا عاما لفرقة المشاة الاربعين، ليشغل عام 2023، منصب القائد العام لقوة المهام "سبارتان" ويستقر في معسكر "عريفجان" في الكويت، ويصبح نائبا لقائد القيادة المركزية في الجيش الاميركي، في تشرين الاول عام 2024.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت
زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في مؤشر سياسي وانتخابي لافت، حطّت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل رحالها في معراب، حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في زيارة تحمل أكثر من دلالة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس لاتحاد بلديات المتن الشمالي، الذي بات يختزن في طياته أبعادًا تتخطى الحسابات الإنمائية إلى ما يشبه معركة رمزية على زعامة القضاء المسيحي الأوسع في جبل لبنان. الزيارة، التي أتت بعد اتصالات غير معلنة، تأتي على خلفية ترشح الجميّل في وجه ميرنا المرّ، التي تستند إلى إرث سياسي وشبكة نفوذ واسعة خلفها النائب والوزير الراحل ميشال المرّ، في وقت تعاني فيه الساحة المتنية من تباينات بين قوى «المسيحيين السياديين» حول مقاربة المعركة: هل تكون مواجهة سياسية صريحة مع المرّ؟ أم تسوية محلية تقطع الطريق على استقطاب عمودي داخل القرى والبلدات المتنية؟ داخل القيادة القواتية تحديدًا، لا يبدو القرار محسومًا: فهناك من يعتبر أن دعم نيكول الجميّل هو تموضع طبيعي في سياق مشروع سياسي مشترك قائم على ثوابت سيادية واضحة، بينما يُفضّل آخرون التفاهم مع المرّ باعتبارها «شخصية مستقلة» تملك حضورًا محليًا واسعًا، وتُشكّل امتدادًا لتركيبة متنية دقيقة، يصعب كسر توازناتها. لكن مصادر مواكبة للقاء أشارت إلى أن الزيارة كانت إيجابية جدًا، وجرى خلالها نقاش في العمق حول إمكان توحيد الجهود في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما مع تراجع الحضور المسيحي الفاعل في الدولة، والحاجة إلى إعادة رسم خارطة تحالفات جديدة تعيد تصليب الساحة المسيحية في مواجهة محاولات التذويب السياسي والاجتماعي.

'المزاج يتغير': تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
'المزاج يتغير': تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة

سيدر نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • سيدر نيوز

'المزاج يتغير': تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة

بينما تدخل الحرب الإسرائيلية في غزة مرحلة جديدة من العنف، تتصاعد الأصوات الرافضة لها في إسرائيل، وللطريقة التي تتعامل بها الحكومة. وكان يائير غولان، السياسي اليساري البارز ونائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد أشعل موجة غضب يوم الاثنين عندما قال: 'إسرائيل تسير نحو أن تُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة'. وأضاف أثناء حديثه في برنامج إخباري صباحي في إذاعة إسرائيل: 'الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية، ولا تتبنى هدفاً يتمثل في إجلاء السكان من مناطقهم'. وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تلك التصريحات، ووصفها بأنها 'محض افتراء'. أما موشيه 'بوغي' يعالون، وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فذهب لما هو أبعد من ذلك في تصريحاته. وقال في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: 'ما يحدث ليس 'هواية'، بل سياسة تتبعها الحكومة، وغايتها النهائية هي التشبث بالسلطة، تلك السياسة تجرّنا نحو الدمار'. هذه التصريحات كان لا يمكن تصوّرها، قبل 19 شهراً فقط، عندما اجتاز مسلحو حركة حماس السياج الحدودي إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، واحتجزوا 251 رهينة آخرين في غزة. أما الآن، فغزة غارقة في الدمار، وأطلقت إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً، وعلى الرغم من إعلانها الموافقة على إنهاء الحصار الذي دام 11 أسبوعاً، فإن المساعدات التي وصلت حتى اللحظة لا تزال ضئيلة جداً. وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن، في حين يؤيد 25 في المئة فقط تصعيد العمليات العسكرية واحتلال غزة. وتصر إسرائيل على تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين، كما يصرّ نتنياهو على قدرته على تحقيق 'انتصار كامل'، معتمداً في ذلك على قاعدة دعم شعبية قوية لا تزال متمسكة به. لكن الشعور السائد بين فئات أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هو 'الإحساس باليأس والصدمة، وغياب الشعور بالقدرة على إحداث أي تغيير'، وفقاً لما قاله غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضايا الرهائن. وأضاف: 'الغالبية العظمى من عائلات الرهائن ترى جميعها أن الحرب يجب أن تنتهي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق'. كما ترى نسبة ضئيلة أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون القضاء على حماس أولاً، ثم تحرير الرهائن. وشهد يوم الأحد خروج نحو 500 متظاهر، العديد منهم يرتدون قمصاناً تحمل عبارة 'أوقفوا الرعب في غزة'، ورفعوا صوراً لأطفال قُتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، ونظموا مسيرة من مدينة سديروت إلى الحدود مع غزة، احتجاجاً على الهجوم العسكري الجديد لإسرائيل. ونظمت التظاهرة مجموعة تُطلق على نفسها 'الوقوف معاً'، وهي مجموعة صغيرة يتزايد عددها من مواطنين يهود وفلسطينيين داخل إسرائيل يعارضون الحرب، وسعوا إلى إغلاق طريق، واعتُقل قائد المجموعة، ألون-لي غرين، وثمانية آخرون. وقال غرين لبي بي سي: 'أعتقد أنه من البديهي ملاحظة وجود صحوة بين الإسرائيليين، وملاحظة تبني المزيد من الأشخاص لموقف صريح'. ولفت أوري فيلتمان، أحد نشطاء مجموعة 'الوقوف معاً'، إلى أنه يعتقد أن ثمة قناعة تتزايد بأن استمرار الحرب 'لا يضر المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يعرض حياة الرهائن، وحياة الجنود، وحياة الجميع منا للخطر'. جدير بالذكر أن الآلاف من قوات الاحتياط الإسرائيلية، من مختلف أسلحة الجيش، وقّعوا في شهر أبريل/نيسان الماضي، رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف المعارك والتركيز على التفاوض من أجل إعادة الرهائن المتبقين. وعلى الرغم من ذلك تتفاوت وجهات النظر الأخرى بين الكثيرين في إسرائيل. وأجرت بي بي سي، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، يوم الأربعاء، مقابلة مع غيديون هاشافيت، عضو في مجموعة تحتج على السماح بدخول المساعدات. ووصف الموجودين في غزة بأنهم 'ليسوا أبرياء، لقد اتخذوا قرارهم، عندما اختاروا الانتماء إلى منظمة إرهابية'. وأعلنت المملكة المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على بعض من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وهي جماعات المستوطنين. وفي أقوى إجراء اتخذته حتى الآن، أوقفت المملكة المتحدة محادثات متعلقة باتفاقية تجارية مع إسرائيل واستدعت سفير الدولة، كما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، التصعيد العسكري في غزة بأنه 'غير مبرر أخلاقياً'. كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، إن 'أغلبية قوية' من الأعضاء يؤيدون إعادة النظر في هذه الاتفاقية التي مضى عليها 25 عاماً. وشاركت أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، يوم الاثنين، في توقيع بيان مشترك شديد اللهجة، يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، ويحذر من 'اتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة' في حال عدم تحسّن الوضع الإنساني في غزة. وقال فيلتمان: 'الأجواء تتغير، والرياح بدأت تعصف في الاتجاه المعاكس'.

هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟
هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟

كتب سامر زريق في 'نداء الوطن': ليست «الجماعة الإسلامية» بمنأى عن مندرجات زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، حيث تشير المعلومات إلى وجود إجماع قيادي لإعلان فك الارتباط التنظيمي مع «حركة حماس»، ولا سيما غداة الحصاد الانتخابي الكارثي. فخلال الاستعدادات للاستحقاق البلدي، واجهت ارفضاضاً عن التحالف معها من قبل القوى السياسية والاجتماعية والدينية على اختلاف مشاربها، حتى في المناطق التي تعد من معاقلها التقليدية. هذا الرفض يعد ترجمة لمناخ بدأ في التشكّل إبان الحرب، ودفع بقياداتها إلى خروج جماعي من لبنان لتسكين المزاج الاجتماعي. وعقب توقيع «حزب الله» اتفاق الإذعان، انطلقت نقاشات داخل أروقة التنظيم، مصحوبة بضغط قيادات كانت تعارض في الأصل التحوّل إلى «بيدق» حمساوي، والاشتراك في الحرب، من أجل تبني قرار فصل الارتباط عن «الحركة». ازداد تأييد هذا التوجه نتيجة وضع الذراع العسكرية «قوات الفجر» في المهداف، وبتحريض ضمني من «الحزب» ضمن مساعيه للتلطي خلف السلاح السني رغم هشاشة تأثيره السياسي، وما أفضى إليه من اعتقال عدد من شباب التنظيم، الذين خرج بعضهم في ما بعد. في موازاة حالة النفور الاجتماعي التي نجم عنها إرباك داخلي واسع، ولا سيما أنها تطورت بشكل سلبي تحت تأثير ما يتداول به من «فيتو سعودي»، رغم عدم صحته، بلغ حدّ عجز «الجماعة» عن ترشيح أشخاص باسمها، واضطرارها إلى اعتماد مسميات «جمعياتية»، كما هو الحال في طرابلس التي ولد فيها التنظيم، وخرّجت أبرز قادته، أو التستّر بغطاء تحالفي سياسي – عائلي في بعض الأرياف. ومع ذلك أتت النتيجة كارثية، حيث خسرت في طرابلس حتى على صعيد المخاتير، رغم أنها دفعت بالعديد من المرشحين في هذا المضمار للمرة الأولى، وبالكاد نجح مختار «عتيق» بفارق نحو 20 صوتاً في أحد الأحياء. كما عجزت اللائحة التي قادها مسؤولها في طرابلس والشمال عن تحقيق أي خرق في البداوي. وامتدت الخسائر لتطال باقي الحواضر والأرياف، وخصوصاً معاقلها التقليدية، مثل «ببنين» أكبر البلدات العكارية، و«بطرماز» في الضنية، وبلدة «القلمون» الطرابلسية المحافظة للمرة الأولى منذ عام 1998. وبالإجمال خسرت كل النزالات الانتخابية التي خاضتها ما خلا استثناءات محدودة وغير مؤثرة. والحال نفسه ينسحب على البقاع. أما في بيروت، فقد حال الخوف من تأثيرها السلبي في صناديق الاقتراع دون دخولها مركب التوافق العريض، لكن الطامة الكبرى هي الاستعاضة عنها بخصمها اللدود عقائدياً «جمعية المشاريع الإسلامية» لتكون رافعة التوافق السنية، ونجاحها في ذلك أيّما نجاح. فيما حققت اللائحة التي شكلتها بالشراكة مع النائب نبيل بدر خرقاً وحيداً عبر العميد المتقاعد محمود الجمل، بقوة حضوره الشخصي معزّزاً بـ «قبة باط» شعبية سنية في وجه النائب فؤاد مخزومي. وكان الحصاد في العاصمة عدد هزيل من المخاتير اضطرّوا للتخلّي عن «اللافتة التنظيمية» والانضواء ضمن تحالفات شعبية واجتماعية. في حين يُعزى الانتصار الذي حققته في بلدات إقليم الخروب إلى «تيار المستقبل» الذي يواصل قادته عملية توزيع البلوكات والماكينات الانتخابية لضمان تشظي التمثيل السني، والإسهام في تأكيد الحاجة إلى زعيمه «المخلّص» كـ «ضمانة» متعددة الأوجه، للمناصفة، للسلم الأهلي، للاعتدال، للتمثيل القادر على التأثير في المعادلات السياسية. إزاء هذه الخسائر «المفزعة» التي لن تبددّها نتائج صيدا والقرى الحدودية السنية حيث لديها حضور بارز، بل يمكن أن تزيدها، وثبوت فشل طرح التقارب مع «الحزب» في تحصيل «مغانم» في بنية الدولة، يضغط مجلس شورى «الجماعة» وقيادات سابقة وحالية على الأمين العام محمد طقوش لتوظيف هذه اللحظة السياسية وسياقاتها الإقليمية من أجل إعلان الانفصال عن «حماس»، وإطلاق معالجات جدية لحصاد إسناد «الحزب»، مدعومة بخطاب تصالحي وانفتاحي ينطلق من المتغيرات السياسية الجذرية في المنطقة، وسط خشية متعاظمة من تكرار السيناريو البلدي في الاستحقاق النيابي العام المقبل، والخروج من المعادلة السياسية إلى الهامش. بيد أن طقوش لا يزال متردداً في الإعلان عن القرار رغم قناعته به، بسبب ارتباطه تنظيمياً ومالياً بـ «حماس» التي أتت به إلى سدّة القرار، فضلاً عن سيطرتها على الجناح الأمني والعسكري لـ «الجماعة» الذي كان خاضعاً لإمرة نائب رئيسها صالح العاروري، وبعد اغتياله صار قراره في عهدة أحد قادتها أيمن شناعة. وهذا ما يجعل الضغط الداخلي يأخذ طابعاً أكثر صلابة وشمولاً للحد من تأثير مصير «حماس» على «الجماعة الإسلامية»، والحؤول دون توريطها في مناورات مع «العهد» ومظلة الدعم العربية والدولية التي يتمتّع بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store