
ترامب: إيران 'ترغب بشدة' في استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة
وأكد ترامب بأن واشنطن من جهتها على استعداد لاستئناف الحوار، مضيفا: "إنهم يريدون التفاوض.. يريدون ذلك بشدة، نحن لسنا في عجلة من أمرنا. لقد اتيحت لهم فرصة للتوصل إلى اتفاق ولم يفعلوا ذلك، ثم قصفنا منشآتهم النووية".
وأضاف ترامب أن طهران فوتت فرصة إبرام اتفاق بعد أن ضربت واشنطن عددا من مواقع البنية التحتية النووية الإيرانية، وعلى الرغم من ذلك واشنطن مستعدة للعودة إلى الحوار إذا ما بادرت طهران إلى ذلك بالفعل، حسب قوله.
يشار إلى أن إسرائيل شنت عملية ضد إيران في ليلة 13 يونيو، متهمة إياها بمتابعة برنامج نووي عسكري سري. وشملت أهداف القصف الجوي والغارات التي شنتها مجموعات التخريب منشآت ذرية وجنرالات وفيزيائيين نوويين بارزين وقواعد جوية.
من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات، وردت بهجمات من جانبها، حيث تبادل الطرفان الضربات لمدة 12 يوما، وانضمت الولايات المتحدة بهجوم واحد ليلة 22 يونيو على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي ردها على واشنطن، شنت طهران ضربات صاروخية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر مساء يوم 23 يونيو، كما صرحت عن عدم نيتها في مزيد من التصعيد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 13 دقائق
- الدستور
الأمريكيون الجُدد يبتعدون عن إسرائيل
كشف تحليل أجراه مركز (بيو) الأمريكي للأبحاث، أن نسبة الجمهوريين الذين يحملون رأيًا سلبيًا تجاه إسرائيل، ارتفعت من 27% عام 2022 إلى 37% هذا العام.. هذا، بعدما كشف استطلاع أُجري العام الماضي، أن 33% من الأمريكيين تحت سن الثلاثين عامًا يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقابل 14% فقط مع الإسرائيليين.. هذه الأرقام تعيد إلى الواجهة ما أظهرته استطلاعات رأي، على الساحة الأمريكية، من نُذر تغيّر بطيء لكنه لافت، في ما كان يُعتبر ثوابت في التعاطف والانسجام بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. هذا التغير الذي ظهر واضحًا في تصويت النائبة الأمريكية، مارجوري تايلور جرين، المعروفة بتأييدها المتشدد للرئيس دونالد ترامب، لصالح قطع التمويل عن البرنامج التعاوني الإسرائيلي، بعد ساعات من قيام دولة الاحتلال بقصف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة.. وبهذا التصويت، انضمت جرين إلى عضوتي الكونجرس الديمقراطيتين التقدميتين، رشيدة طليب وإلهان عمر، التي أيدتا أيضًا قطع التمويل عن البرنامج الذي تُقدّم الولايات المتحدة بموجبه لدولة الاحتلال مبلغ خمسمائة مليون دولار لتعزيز برامجها الصاروخية، وهو مبلغ منفصل عن 3.3 مليار دولار أخرى، تُرسلها الولايات المتحدة إلى تل أبيب كـ (مساعدة أمنية) سنويًا. وفي تصريح نادر من عضو جمهوري في البرلمان، قالت جرين لزملائها، (قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية في غزة، التي يُباد سكانها بالكامل، في ظل استمرار حرب إسرائيل العدوانية على غزة.. سيتم تخصيص خمسمائة مليون دولار لتمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المُسلّح نوويًا، والولايات المتحدة تقدم بالفعل لإسرائيل 3.8 مليار دولار سنويًا كمساعدات خارجية، نعم 3.8 مليار دولار، هذا مبلغ كبير).. وقد تضمّنت الميزانية الإضافية الأمنية الأمريكية لشهر أبريل 2024، مبلغ 8.7 مليار دولار لدولة الاحتلال، على الرغم من أن الدولة العبرية، وهي دولة نووية تُوفّر رعاية صحية شاملة لمواطنيها ودعمًا للتعليم الجامعي، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول حاجتها للدعم التسليحي الخارجي.. هكذا أوضحت جرين، التي قالت، (هنا في أمريكا، لدينا ديون بقيمة 37 تريليون دولار، وسيضمن مقترح التعديل الذي تقدمت به، أن تطبق وزارة الدفاع مبدأ أمريكا أولًا، وهذا ما نحتاجه بالضبط. لم تكن تعليقات جرين الأخيرة في قاعة مجلس النواب، أول انتقادات توجهها لسيطرة الاحتلال على صنع السياسات في واشنطن.. ففي ظهور لها في برنامج (تاكر كارلسون)، المذيع المحافظ على الإنترنت الشهر الماضي، أعربت عن إحباطها مما وصفته بمحاولة مستمرة لاسترضاء دولة الاحتلال في الكونجرس.. وقالت، (منذ أن أصبحت عضوًا في الكونجرس منذ عام 2021، صوّتنا على 22 قرارًا لصالح إسرائيل، نحن لا نصوّت أبدًا على قرارات تُعلن عن إنجازات عظيمة لأمريكا، أو تدافع عن أمريكيين معينين).. ومضت تقول، أن الأمريكيين أصبحوا بحاجة للتوقف للحظة والتساؤل، (ماذا عن بلدنا؟.. ماذا عن شعبنا؟)، مستشهدة بأبنائها الذين هم في العشرينيات من عمرهم، مشيرةً إلى الصعوبات المالية التي يواجهها الشباب الأمريكي، (لا يستطيع الشباب في أمريكا تحمل إيجار السكن، لا يستطيعون شراء منزل، لا يستطيعون تحمل تكاليف التأمين، لا يستطيعون شراء سيارة جديدة، لا يستطيعون العثور على وظيفة براتب جيد.. يبدو الأمر ميؤوسًا منه بالنسبة لهم، ولكن في الكونجرس، الجميع يسعى ويسعى ويعلن ولائه لدولة أجنبية)، أي إسرائيل. وكانت جرين قد اختلفت مع قرار الرئيس دونالد ترامب، بقصف المواقع النووية الإيرانية في يونيو الماضي، ولجأت إلى برنامج عبر الإنترنت، لصوت آخر بارز في حركة (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، ستيف بانون، حيث أصرت على أن واشنطن (تقصف إيران نيابة عن إسرائيل)، وأن (فوكس نيوز تغسل أدمغة كل جيل) بينما تشجع الحروب الأمريكية.. وقد بات من الواضح، أن تيار (لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا) في الحزب الجمهوري، يشَنّ حملةً مناهضةً للحرب، تصل إلى حدّ الانحياز إلى اليسار التقدمي، حيث عبّر كلٌّ من كارلسون وبانون، اللذان لطالما حظيا باهتمام الرئيس، مؤخرًا عن آرائهما النقدية تجاه دولة الاحتلال ورئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، والحرب مع إيران، أمام ملايين المستمعين.. وقال كارلسون لبانون الشهر الماضي، (نشأتُ في عالمٍ يُشجّع العنف.. هذا ما تفعله حكومة الولايات المتحدة)!!. ●●● مع تعاقب الأجيال، خصوصا بين المحافظين الشباب والتيار الشعبوي، يشهد الحزب الجمهوري الأمريكي تحولًا أيديولوجيًا متسارعًا، مما يؤدي إلى تراجع كبير في الدعم التقليدي لإسرائيل، ويُهدد التوافق القديم لهذا الحزب مع غريمه الحزب الديمقراطي، بشأن العلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب، حسب رأي الصحفي نتانيل سليوموفيتش، في صحيفة (هآرتس) العبرية، الذي اتهم في مقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، بلعب دور محوري في تآكل دعم الديمقراطيين لإسرائيل، بأساليبه العنيفة وانحيازه للجمهوريين.. ورغم أن الرئيس دونالد ترامب، وكبار قادة حزبه الجمهوري من الجيل القديم لا يزالون يدعمون إسرائيل، فإن حركة MAGA الشعبوية التي أسسها، بدأت تُظهر ميولًا انعزالية متزايدة، وتشكيكًا في جدوى الانخراط الأمريكي في الحروب والالتزامات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الدعم غير المشروط لإسرائيل. أشار كاتب المقال، إلى أن أصواتًا معارضة بدأت تبرز وسط شخصيات محافظة رئيسية، من أمثال ستيف بانون ـ الذي أدار أول حملة رئاسية لترامب عام 2016، وهو أحد مهندسي الحركة الشعبوية المزدهرة ـ والمذيع الأمريكي الشهير تاكر كارلسون، إذ إن كليهما ينتقد نتنياهو علنًا، كما يصفانه بـ (المُحرّض) الذي يدفع أمريكا نحو الحروب.. وهناك أيضا السياسية وسيدة الأعمال الأمريكية اليمينية، مارجوري تايلور جرين وشخصيات أخرى مقرّبة من ترامب، كلها تُشكك في مكانة إسرائيل الأخلاقية وأهميتها الإستراتيجية.. وفي هذا السياق، دعا جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي ـ في خطاب له ـ إلى أن تتولى إسرائيل والدول السنية في الشرق الأوسط مسئولية (ضبط المنطقة)، مما يسمح لأمريكا بالانسحاب التدريجي.. أضف إلى ذلك، مؤثري بودكاست وإعلاميين (مثل ثيو فون، وتيم ديلون)، يعكسون بدورهم تصاعد الغضب الرقمي بين الشباب تجاه النفوذ الإسرائيلي في السياسة الأمريكية.. وفي مقابلة أجرتها صحيفة (نيويورك تايمز) مع بانون، لم يخفِ ازدراءه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه داعية حرب يقود ترامب إلى الحرب، من خلال المبالغة في التهديد النووي الإيراني.. إذ قال ـ في تلك المقابلة ـ مخاطبًا نتنياهو، (أنت أشعلت حربًا، وبدأت صراعًا، وأنت لا تملك القدرة العسكرية على إنهائه، ثم لم تجد بُدا من الاعتماد علينا). لطالما كان دعم إسرائيل، منذ تأسيسها عام 1948، محل إجماع بين الحزبين في الولايات المتحدة، وفق سليوموفيتش، مُذكِّرا بما قاله الرئيس جون كينيدي عام 1962، لوزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير، إن (للولايات المتحدة علاقة خاصة مع إسرائيل في الشرق الأوسط، تشبه فقط علاقتها مع بريطانيا).. لكن الصحفي الإسرائيلي، يشير في مقاله، إلى أن نتنياهو ظل لأكثر من عقد من الزمن يعمل بشكل منهجي على تقويض العلاقة مع الحزب الديمقراطي وناخبيه حتى قطعها.. (والآن، يبدو أنه أسهم بشكل كبير في إحداث تغيير جذري في الرأي العام الجمهوري).. وكانت اللحظة الفارقة في القطيعة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي ـ في رأيه ـ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكونجرس الأميركي عام 2015، عندما دعاه أعضاء الحزب الجمهوري في أكبر هيئة تشريعية في الولايات المتحدة، لمهاجمة الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس باراك أوباما. ورأى سليوموفيتش، أن هذا (الاختيار الواعي) لحرق الجسور مع الحزب الديمقراطي، أدى إلى رد فعل عنيف كان واضحًا بالفعل خلال عملية (حارس الأسوار)، التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في مايو 2021، عندما أظهرت مجموعة من استطلاعات الرأي العام، أن الدعم لإسرائيل بين الديمقراطيين انخفض إلى أقل من 50% للمرة الأولى، وقد استمر الانحدار بلا هوادة منذ ذلك الحين.. وأكد مقال (هآرتس)، أن قيادات شعبوية بدأت تتحدث، عن أن الدعم المقدم لإسرائيل يتناقض مع شعار (أميركا أولًا) الذي يرفعه ترامب، معتبرين أن إسرائيل تدفع الولايات المتحدة إلى حروب لا مصلحة لها فيها، وتتبنى قيمًا اجتماعية تتعارض مع القيم المسيحية المحافظة في الولايات المتحدة، (مثل دعم حقوق الإجهاض والشواذ جنسيًا). ومثل التقدميين في الحزب الديمقراطي، أفاد كاتب المقال، بأن أصواتًا في حركة ترامب، تطالب بتقليص النفوذ السياسي للجماعات الموالية لإسرائيل، مثل لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك).. وأضاف، أن ثمة دعوات أيضًا لإغلاق القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط بعد الحرب الأخيرة مع إيران، وتحذيرات من أن إسرائيل قد تجر الولايات المتحدة مجددًا إلى صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل.. ويمكن إيجاز ما يريد الكاتب التنبيه له، في أن ما كان يعد في السابق إجماعًا أمريكيًا على دعم إسرائيل، بدأ يتفكك.. فبين الجمهوريين الشباب والتيار الشعبوي الموالي لترامب، هناك موجة متصاعدة من الشك والتساؤل حول طبيعة العلاقة مع إسرائيل، ومطالبة بسياسات خارجية تركز على المصالح الأمريكية في المقام الأول، وليس على حماية حلفاء يُنظر إليهم اليوم بعين الريبة. ●●● في قلب العاصمة الأمريكية، تدور مفارقة لافتة: كلما زاد الإنفاق المالي لجماعات الضغط الداعمة للسياسات الإسرائيلية، بدا أن تأثيرها في ضمير الشعب يتراجع!.. ففي عام 2023، أعلنت (أوبن سيكرتس) عن إنفاق قياسي تجاوز الثلاثين مليون دولار، بينما أظهر استطلاع (جالوب) لعام 2024، أن 55% من الأمريكيين يرون تجاوزًا إسرائيليًّا في غزة، والنسبة ترتفع إلى 75% بين الشباب.. هذا التناقض يطرح سؤالًا جوهريًّا: هل لا تزال القوة تقاس بالمال والنفوذ فقط؟. لتفكيك هذه الإشكالية، يقول الكاتب عبد الله النعمة، إنه يجب فهم أن قوة اللوبيات نبعت تاريخيًّا من قدرتها على تحقيق (الهيمنة الثقافية)، كما وصفها جرامشي، وقد نجحت لعقود في جعل خطابها جزءًا من (الحس المشترك) الأمريكي عبر (فن التأطير)، مقدمةً القضية ضمن إطار (الأمن) و(الديمقراطية) و(مكافحة الإرهاب).. وكما قال والتر ليبمان، أسهمت في رسم (الصور في رؤوسنا) عن الصراع.. وفي (العصر الذهبي) أي الثمانينيات وبداية الألفية الثالثة، ساد توازن شبه مطلق بين خطاب اللوبي والثقافة السائدة؛ إذ تناغمت رسائلها مع منطق الحرب الباردة والاستثنائية الأمريكية، مدعومةً ببيئة إعلامية منضبطة وإجماع نخبوي.. كانت السياسة والثقافة تسيران في اتجاه واحد. لكن (الطوفان الثقافي) للعقدين الأخيرين قلب المعادلة مع أحداث مفصلية، كحرب العراق 2003، الأزمة المالية 2008، حركة (حياة السود مهمة) 2020، وحرب غزة الحالية، أحدثت شروخًا عميقةً.. الثورة الرقمية كسرت احتكار المعلومات، وأتاحت للفلسطينيين نقل روايتهم مباشرةً.. ووفقًا لاستطلاع (بيو) 2024، فإن 70% من جيل الشباب يحصلون على أخبارهم من وسائل التواصل، و58% يرون القضية الفلسطينية كقضية عدالة.. يتجلى الصدام في ثلاث جبهات: صدام الأطر: إطار (الأمن) القديم يصطدم بإطار (العدالة وحقوق الإنسان) الجديد.. ما كان يؤطر كـ (مكافحة إرهاب) أصبح يُرى كـ (احتلال)، وما كان (دفاعًا عن الديمقراطية) بات (فصلًا عنصريًّا).. صدام الرسل: الساسة التقليديون يفقدون مصداقيتهم أمام نشطاء تيك توك والأكاديميين النقديين والفنانين الذين يربطون القضية بحركات العدالة العالمية.. صدام الساحات: انتقلت المعركة من أروقة الكونجرس إلى ساحات الجامعات والفضاءات الرقمية، حيث لا تعمل أدوات النفوذ التقليدية بنفس الكفاءة.. أرقام تكشف الأزمة أن 62% من الديمقراطيين الشباب يؤيدون وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، أكثر من مائة جامعة شهدت احتجاجات مؤيدةً لفلسطين تحت هاشتاج (الحرية لفلسطين)، الذي حصد خمسين مليار مشاهدة على تيك توك تحاول اللوبيات المواجهة بالتصعيد المالي والضغط المؤسسي وحرب السرديات، لكن هذه الإستراتيجيات تبدو وكأنها تعمق الأزمة، مؤكدةً للشباب شكوكهم حول (قوة المال) و(قمع الأصوات).. الاستمرار في ترديد خطاب فقد أساسه الثقافي، هو تشبث بحاضر يتآكل؛ أما إدراك التغير، فيعني تطوير خطاب يتواءم مع القيم الناشئة.. كما قال ابن خلدون: (إذا تغيرت الأحوال جملةً، فكأنما تبدل الخلق من أصله).. إن التحدي ليس مجرد معارضة سياسية، بل أزمة وجودية تتعلق بالقدرة على التكيف مع تغير ثقافي عاتٍ.. يفرض القانون الأزلي نفسه: (من يرد الحاضر فسوف يتلاشى، ومن يدرك التغير فسيكون هو الغد).. إنها ليست قصة جماعة ضغط بعينها، بل درس في حتمية التطور لكل مؤسسة تريد البقاء في عالم، قانونه الوحيد الثابت هو التغير. ●●● ومن قلب واشنطن أيضًاـ حذّر الكاتب والمحلل الإسرائيلي، حنان شتاينهارت، من أن إسرائيل تمر بتحول إستراتيجي خطير، قد يشكل تهديدًا على وجودها في المستقبل، لا بسبب الحروب أو التهديدات العسكرية، بل بسبب احتمال انهيار العلاقة الخاصة التي ربطتها لعقود مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي وفّرت لها الحماية الدولية والدعم العسكري والمالي والسياسي غير المشروط.. وفي مقال موسع نشره في صحيفة (معاريف)، قال شتاينهارت ـ الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ـ إن هذا التآكل في العلاقة لا يحدث فجأة، بل بشكل تدريجي ومتسارع، لكن المفارقة ـ في رأيه ـ أن أحدًا في إسرائيل لا يتعامل معه كخطر وجودي، رغم ما يحمله من دلالات إستراتيجية بعيدة المدى.. وعزا ذلك إلى سياسات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التي وصفها بـ (المتهورة) والتي دمّرت الأساس الذي بُني عليه هذا التحالف التاريخي. استند الكاتب إلى معطيات من استطلاعات الرأي الحديثة التي أجراها معهد (بيو) للأبحاث ومؤسسة (جالوب)، والتي أظهرت أن أكثر من نصف الأمريكيين لم يعودوا يتعاطفون مع إسرائيل، وهو تغير جذري مقارنة بما كانت عليه صورة إسرائيل في الولايات المتحدة خلال معظم العقود الماضية.. ففي استطلاع أجرته مؤسسة (جالوب) في مارس 2023، ظهرت لأول مرة مؤشرات على تغيّر جوهري في المزاج السياسي الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ أظهر الاستطلاع أن 49% من الأمريكيين باتوا يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقارنة بـ 38% فقط ما زالوا يؤيدون إسرائيل.. واعتُبر هذا التحول التاريخي نقطة انعطاف في نظرة الأمريكيين، خصوصًا المنتمين إلى التيار التقدمي والشباب، إذ كانت النسبة المعاكسة هي السائدة في العقود السابقة.. وفي سياق أكثر حداثة، استند شتاينهارت أيضًا إلى استطلاع مركز (بيو) للأبحاث، أجري في أواخر عام 2023، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أظهر الاستطلاع أن 53% من الأمريكيين ينظرون إلى إسرائيل نظرة سلبية، في مقابل 41% فقط ما زالوا يحملون انطباعًا إيجابيًا عنها.. ويشير هذا الاستطلاع، إلى أن التراجع في التأييد لا يقتصر على الحزب الديمقراطي، بل يمتد إلى المستقلين وبعض المحافظين، مما يعني أن هذا التحول ليس ظاهرة عابرة، لكنه واقع سياسي واجتماعي آخذ في الترسخ. وما يثير قلق الكاتب بشكل خاص، هو الانهيار شبه الكامل للدعم داخل الحزب الديمقراطي، الذي يُرجّح أن يكون القوة المهيمنة في السياسة الأمريكية خلال السنوات المقبلة.. فقد كشف استطلاع (بيو)، أن 69% من الديمقراطيين باتوا ينظرون إلى إسرائيل بشكل سلبي، في حين تظهر الأرقام الأكثر درامية في أوساط الشباب الديمقراطيين دون سن الثلاثين، حيث يتعاطف 47% منهم مع الفلسطينيين، بينما لا تتجاوز نسبة المتعاطفين مع إسرائيل 7% فقط.. ويرى شتاينهارت، أن هذه الأرقام لا تعكس فقط أزمة علاقات عامة لإسرائيل، بل تدل على أزمة أعمق تمس صورتها الأخلاقية والسياسية داخل المجتمع الأمريكي، مما قد تكون له تبعات إستراتيجية بعيدة المدى، خصوصًا إذا استمرت إسرائيل في تجاهل هذا التآكل المتسارع في رصيدها الشعبي. ويحذر الكاتب من أن هذا الاتجاه آخذ في التعمق، إذ إن الأجيال الجديدة داخل الحزب الديمقراطي تنتمي في معظمها إلى التيارات التقدمية، التي ترى في الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي ممارسات استعمارية، مناقضة للقيم الليبرالية التي تؤمن بها هذه القاعدة السياسية.. وقد راهنت إسرائيل على الحزب الخطأ في الولايات المتحدة، حيث تبنّى نتنياهو علاقة شبه مطلقة مع الحزب الجمهوري، وتحديدًا مع التيارات الشعبوية اليمينية المرتبطة بدونالد ترامب، مما أدى إلى تسييس غير مسبوق للعلاقة مع واشنطن، في حين أن الديمقراطيين ـ وهم من سيمسكون على الأرجح بمقاليد الحكم في المستقبل ـ باتوا ينظرون إلى إسرائيل كعبء أخلاقي وسياسي. في هذا السياق، يلفت الكاتب إلى خطورة احتمالية أن يصل إلى البيت الأبيض في المستقبل، زعيم ديمقراطي تقدمي من طراز بيرني ساندرز، السيناتور اليهودي المعروف بانتقاداته الشديدة لإسرائيل ودعمه الصريح لحقوق الفلسطينيين.. ويقول، إن (فرص وجود رئيس ديمقراطي شاب عام 2028 عالية جدًا، وإن الحزب الديمقراطي في عامي 2026 و2028 سيكون له وجه يشبه السيناتور بيرني ساندرز، الذي يمثل رمزًا لتحول أعمق يجري داخل الحزب الديمقراطي، وهو التحول من تأييد غير مشروط لإسرائيل، إلى تبني خطاب يحمّلها المسئولية عن استمرار الاحتلال ورفض حل الدولتين والانتهاكات الحقوقية.. ويؤكد أن وصول رئيس أمريكي من هذا التيار، يعني أن العلاقة مع واشنطن ستنتقل من الدعم المطلق إلى المحاسبة وربما فرض العقوبات، خصوصًا إذا استمرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في تجاهل أي تسوية مع الفلسطينيين.. ويحذر من أن الإدارة الأمريكية في هذه الحالة، قد لا تكتفي ببيانات الإدانة، بل قد تذهب نحو إعادة النظر في الدعم العسكري، ووقف التعاون في المؤسسات الدولية، بل وحتى دعم قرارات في مجلس الأمن، تُدين إسرائيل أو تطالبها بإنهاء الاحتلال رسميا. ويرى شتاينهارت، أن النخب السياسية والأمنية في إسرائيل لا تزال تفشل في فهم طبيعة التحولات العميقة التي تمر بها السياسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الخطاب الإسرائيلي الرسمي ما زال يعتمد على فرضية أن الدعم الأمريكي ثابت، وأن إسرائيل مُحصنة من المحاسبة، بينما الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة.. ويشير في هذا السياق، إلى أن إسرائيل تخسر اليوم دعم الأوساط الجامعية، ومراكز الفكر، والكنائس التقدمية، وحتى قطاعات واسعة من اليهود الأمريكيين الليبراليين، الذين يشعرون بالغربة عن السياسات الإسرائيلية، (إسرائيل تُقدَّم اليوم على أنها دولة قومية دينية متطرفة تقمع الفلسطينيين، وتمنع حرية العبادة، وتحكمها حكومة يمينية فاسدة، وهذه صورة تدمرها في الغرب). كما يسلط الكاتب الضوء على الشرخ المتسع بين إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ولا سيما بين الدولة العبرية والتيارات الإصلاحية والمحافظة التي تشكل الغالبية في صفوف يهود أمريكا.. ويرى أن هذه التيارات باتت تبتعد عن إسرائيل بسرعة متزايدة، في ظل تنامي الفجوة في القيم والهوية بين يهود الولايات المتحدة الليبراليين، ومعظمهم من مؤيدي الحزب الديمقراطي، وبين حكومة إسرائيل اليمينية القومية والدينية.. هذه القطيعة تتجلى بوضوح في الأوساط الجامعية الأمريكية، وفي مواقف الجناحين التقدمي والوسطي داخل الحزب الديمقراطي، الذين لم يعودوا يرون في إسرائيل الحليف الذي كان ذات يوم يحظى بإجماع يهودي أمريكي واسع. ويسخر شتاينهارت من المفارقة التي تجسّدها سيرة نتنياهو السياسية، إذ قال، إن الأخير الذي بنى حياته السياسية على صورته كرجل الغرب و(السيد أمريكا)، هو نفسه من أجهز على أهم ركيزة في السياسة الخارجية الإسرائيلية، أي العلاقة مع واشنطن.. وذكّر بأن نتنياهو، منذ أن بدأ مسيرته الرسمية في ثمانينيات القرن الماضي، عندما تم تعيينه ملحقًا دبلوماسيًا في واشنطن، بنى هالة إعلامية حوله، بأنه خبير في فهم الأمريكيين، ولكن النتيجة اليوم كارثية.. ففي سعيه للبقاء السياسي، حوّل نتنياهو العلاقة مع إسرائيل، من كونها (قضية فوق حزبية) في واشنطن، إلى قضية حزبية مرتبطة بالحزب الجمهوري، الأمر الذي فاقم من تآكل الدعم الديمقراطي لها، وهو ما لم يجرؤ أي زعيم إسرائيلي سابق على فعله.. كما ينتقد الكاتب بشدة، السياسة التي انتهجها نتنياهو في التعامل مع قطاع غزة، حيث اعتبر أن إستراتيجية (إبقاء حماس في الحكم)، لتحويلها إلى جهة معزولة ومُسيطر عليها، أدت إلى نسف أي أمل بوجود شريك فلسطيني معتدل يمكن التفاوض معه، وهو ما عزّز في المقابل صورة إسرائيل كدولة لا تريد السلام، وإنما تسعى فقط لإدارة الصراع. وفي ختام مقاله، يوجه شتاينهارت نداءً تحذيريًا حاد اللهجة، مؤكدًا أن استمرار تجاهل هذا التحول في الموقف الأمريكي سيكون ثمنه باهظًا جدُا.. ويقول، إن إسرائيل لطالما كانت معتمدة بشكل شبه مطلق على الدعم الأمريكي، سواء في التسلح، أو الدفاع في المحافل الدولية، أو التمويل السنوي، وحتى في الردع غير المباشر أمام أعدائها، وأن انهيار هذه العلاقة سيترك إسرائيل مكشوفة في عالم مُتغيّر، حيث تتصاعد موجات المقاطعة والعزلة، وتفقد فيه إسرائيل تفوقها، بينما تظهر كدولة مارقة لا تحترم القانون الدولي، (إذا لم تدرك إسرائيل أن العلاقة مع واشنطن ليست أبدية، وأنها بدأت تتفكك فعلًا، فإننا سنصل في وقت قريب إلى لحظة، ندرك فيها أننا فقدنا آخر حليف حقيقي لنا، ولم يتبقَّ إلا جدار من الأوهام). ●●● وسلّط مراسل صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في واشنطن، بن صامويلز، الضوء على الأزمة التي تمر بها إسرائيل مع قاعدة التيار الإنجيلي المحافظ في الولايات المتحدة، بعد القصف الإسرائيلي الذي طال كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، إحدى أبرز دور العبادة في المدينة، وتسبب باستشهاد ثلاثة فلسطينيين في مجمع الكنيسة.. وتطرق التقرير إلى تصاعد انتقادات شخصيات دينية وسياسية بارزة في الولايات المتحدة، للسياسات الإسرائيلية تجاه المسيحيين الفلسطينيين، واستهداف أماكن العبادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب تضييقات متزايدة على دخول الحجاج المسيحيين إلى إسرائيل.. ويرى مُعد التقرير، أن هناك (تطورًا غير معتاد، حيث وجّه السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي ـ من التيار الإنجيلي والمعروف بتأييده العلني للمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية ـ انتقادات علنية شديدة للسياسات الإسرائيلية، التي قال إنها تضر بالمسيحيين الفلسطينيين والأجانب على حد سواء). وبحسب التقرير، فإن غضب هاكابي (يعكس تململًا واسعًا داخل التيار الإنجيلي الأمريكي من سلوك الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي قد تكون له تداعيات سياسية مباشرة على دعم تل أبيب داخل الحزب الجمهوري).. وجاءت انتقادات هاكابي، كما يذكر مُعد التقرير، بعد أيام فقط من زيارته إلى قرية الطيبة في الضفة الغربية، حيث أضرم مستوطنون النار في كنيسة محلية.. ووصف هاكابي ما جرى بأنه (عمل إرهابي، وجريمة ضد المقدسات).. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُدين فيها هاكابي أفعال المستوطنين، حيث جاءت تصريحاته بعد أيام من استشهاد الشاب الذي يحمل الجنسية الأمريكية، سيف الله مسلط، 20 عامًا، إثر اعتداء مستوطنين عليه، قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية. وكشف بن صامويلز عن توجيه هاكابي رسالة شديدة اللهجة إلى وزير الداخلية الإسرائيلي، موشيه أربيل، أعرب فيها عن خيبة أمله بسبب فشل اجتماع سابق في معالجة أزمة منح التأشيرات للمنظمات المسيحية.. وقال هاكابي، إن استمرار التضييق على الجماعات المسيحية، سيدفع السفارة الأمريكية إلى إصدار بيان علني، يُعلن أن (إسرائيل لم تعد ترحب بالمنظمات المسيحية)، مهددًا صراحة بأن السفارة ستدرس معاملة بالمثل للمواطنين الإسرائيليين الراغبين في دخول الولايات المتحدة.. ونقل التقرير عن هاكابي تحذيره، من أن استمرار هذه السياسات (قد يُهدد عضوية إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة، الذي انضمت إليه قبل نحو عامين فقط). ويرى مراسل الصحيفة الإسرائيلية، أن (تأثير هذه التطورات بدأ يظهر داخل الحزب الجمهوري)، ونقل عن المعلق الأمريكي المحافظ، مايكل نول، قوله (أنتم تخسرونني.. الحكومة الإسرائيلية تُحدث فوضى عارمة.. يجب أن تنتهي هذه الحرب المروعة تمامًا).. كما نقل عن النائب الجمهوري، رايلي مور، دعوته لإسرائيل بـ (ضمان حماية الكنائس والمواقع المسيحية)، معتبرًا ذلك انتقادًا نادرًا يصدر عن أعضاء جمهوريين في مجلس النواب.. إلا أن رد الفعل الأكثر حدة، كان من النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور جرين، أبرز منتقدي ترامب في قاعدة مؤيديه (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا)، التي قدمت تعديلًا على مشروع قانون الدفاع الأميركي، ودعت لإلغاء المساعدات العسكرية الإضافية لإسرائيل بقيمة خمسمائة مليون دولار، مستشهدة بالقصف الإسرائيلي للكنيسة في غزة.. كما لفت المراسل إلى التحول السياسي داخل تيار (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا)، قائلًا، إنه (أصبح أكثر وضوحًا، مع انفتاح بعض رموزه على خطاب أكثر نقدًا للسياسات الإسرائيلية، مثل ما عبّر عنه الإعلامي تاكر كارلسون، حين استضاف القس الفلسطيني، مونتر إسحاق، للحديث عن اضطهاد المسيحيين). واختتم صامويلز تقريره بالتأكيد، على أن ما يجري (لا يمثل أزمة عابرة، بل يعكس تحولًا أعمق داخل التيار الإنجيلي المحافظ المؤيد لترامب، حيث بدأت العديد من الشخصيات داخله تدعو لإعادة النظر في دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل، لا سيما في ظل انتهاكها لحقوق المسيحيين الفلسطينيين وتجاهلها للتحذيرات). ●●● رجع الصدى تتردد أصداؤه في إسرائيل.. في مقال نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست)، كتبت الناشطة الإسرائيلية، مانويلا روثستين، أن حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، آثرت انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس وتجنب مواجهة الحقيقة، وفضّلت السير (بلا تبصر) نحو الهاوية.. وأشارت إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خاطب جنوده أثناء جولة ميدانية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قائلًا، إن أهداف الحرب في غزة (واضحة وأخلاقية وهي حماية الدولة، واستعادة الأسرى، وهزيمة حركة حماس)!!.. وطرحت روثستين ـ وهي عضوة في حركة (نساء يصنعن السلام) الشعبية الإسرائيلية وخبيرة اتصالات ـ أربعة أسئلة (صعبة)، مطالبة الحكومة بالإجابة عنها. السؤال الأول: ما مصير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس؟.. إذ تقول الكاتبة إن ثلاثين أسيرًا عادوا إلى ديارهم ـ ثمانية منهم عادوا جثثًا ـ قبل أن تنتهك إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، وتركت حكومة نتنياهو تسعة وخمسين غيرهم قيد الأسر.. الأسرى الذين أُفرج عنهم، حذروا من خطورة استمرار القتال في قطاع غزة على الأسرى المتبقين، حيث يواجهون خطر التعرض للقصف أو الإعدام أو ببساطة الاختفاء في الأنفاق، مؤكدة أن كل يوم من القتال يقلل من فرص عودتهم أحياء. السؤال الثاني: ألم يعد من الواضح فعلا أننا نتجه إلى الطريق المسدود نفسه؟.. إذ يتوقع رئيس هيئة الأركان، أن تهزم قواته لواء رفح التابع لحركة حماس، في حين أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن قبل أشهر عن هذا النصر.. ووفق الناشطة الإسرائيلية في مقالها، فإن قبضة حماس المستمرة على السلطة في قطاع غزة تثير قلقًا بالغًا، لكن إجراءات حكومة تل أبيب لا تهدف، على ما يبدو، إلى اجتثاثها.. وتستطرد قائلة، إن الحرب تقوي حركة حماس بدلًا من أن تضعفها، (فهي تغذي التطرف وتعزز اليأس وتُعين المقاومة الفلسطينية على تجنيد مقاتلين جدد). السؤال الثالث: هل ثمة خيار آخر غير الحرب التي لا نهاية لها؟.. إذ يؤكد الخبراء في مجال الأمن، أنه ما من سبيل لإنشاء إدارة مدنية تحل محل حماس وتعيد بناء غزة، سوى إبرام اتفاق في المنطقة يحظى بدعم دول عربية (معتدلة) وضمانات دولية.. ومن شأن خطوة كهذه ـ في رأي روثستين ـ أن تعمل على إرساء قيادة فلسطينية براجماتية، وتساعد على (تهميش) حماس عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا.. وتفيد كاتبة المقال، بأن على أي حكومة ملتزمة حقًا باجتثاث حماس، أن تقترح خطة سياسية شاملة، (ذلك أن رفض الدخول في محادثات يصب في مصلحة الحركة الفلسطينية). السؤال الرابع: هل هذه حقا حرب (اللاخيار)؟.. إذ لطالما آثر قادة إسرائيل لسنوات عدم التطرق إلى الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، على أمل إدارته (على نار هادئة)، على حد تعبير المقال، الذي لفتت كاتبته، إلى أن الإسرائيليين استطاعوا التكيف مع (وهم) العيش حياة طبيعية.. غير أنه ثبت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وبعد عامين من القتال، أن إدارة الصراع تعني العيش في ظل حرب وحشية وانعدام أمن مستمر وحزن عميق.. وشددت روثستين، على أن الواقع الحالي يستوجب تغييرًا في الرؤية، مؤكدة أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء (موجودون هنا ليبقوا)، و(إذا أردنا تجنب العنف الدائم، يجب أن نجد طريقة للعيش معًا).. وتقر الناشطة، أن الطريق إلى ذلك لن يكون سهلًا، لكنه الأمل الوحيد نحو سلام دائم.. ناصحة لحكومة الاحتلال، أن تعمل على إعادة الأسرى الآن، وإنهاء الحرب (من أجلنا جميعًا)، وإطلاق مبادرة دبلوماسية جريئة لوضع حد لدوّامة العنف. وفي (هآرتس) أيضًا، قال الكاتب الإسرائيلي، جدعون ليفي، إنه بدا جليًا الآن، ولأول مرة منذ بدء الحرب على غزة، أن لإسرائيل خطة واضحة ومتعمدة للتطهير العرقي وإجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع قسرًا.. القيادة الإسرائيلية لم تعد تتصرف فقط كردّ فعل على حركة حماس، بل تعمل بشكل إستراتيجي على إفراغ القطاع المحاصر من سكانه الفلسطينيين.. وقارن ليفي في مقاله، بين السياسات الإسرائيلية والأساليب التي مارستها ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية لتسهيل هجرة اليهود منها، حيث تم تأسيس وكالة مركزية لهذا الغرض، أُسندت رئاستها إلى أدولف آيخمان.. وقال إن جوزيف برونر، والد رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الحالي، ديفيد برنيع، كان في الثالثة من عمره، عندما هرب من ألمانيا النازية مع والديه، قبل تنفيذ خطة إجلاء اليهود من هناك. وأشار الكاتب الإسرائيلي اليساري في مقاله، إلى أن برنيع الحفيد، زار الأسبوع المنصرم واشنطن لمناقشة إخلاء قطاع غزة من سكانه.. وأضاف أن القناة الثانية عشر الإخبارية الإسرائيلية أفادت، بأن برنيع أبلغ المسئولين الأميركيين، أن إسرائيل شرعت في محادثات مع ثلاث دول لإقناعهم باستقبال الفلسطينيين المُهجّرين في أراضيها.. وقال ليفي، إن من سخرية القدر أن التاريخ توارى خجلًا، إذ إن برنيع ـ وهو نفسه حفيد أحد اللاجئين اليهود الذين تعرضوا للتطهير العرقي في ألمانيا النازية ـ يتحدث عن تطهير عرقي بحق الفلسطينيين، دون أن يخطر بباله ذكرى المحرقة (الهولوكوست). وكشف كاتب المقال، أن المرحلة الأولى من خطة تهجير مليوني فلسطيني من بلادهم، تتضمن نقل جزء كبير من السكان إلى معسكر اعتقال من أجل تسهيل عملية ترحيل فعالة.. ولفت إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية نشرت الأسبوع تقريرًا استقصائيًا استنادًا إلى صور الأقمار الاصطناعية، يُظهر التدمير المنهجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث تُمحى القرية تلو الأخرى من على وجه الأرض، وتُسَوَّى بالأرض من أجل بناء معسكر الاعتقال، بحيث لن تكون الحياة في غزة ممكنة بعد الآن.. ومضى إلى القول، إن إسرائيل ترتكب جريمة ضد الإنسانية بهدوء، بالقضاء المنهجي على أي فرصة للحياة هناك، مع تهيئة البنية التحتية لتجميع الفلسطينيين في مدينة (إنسانية)!!، يراد لها أن تكون معسكر عبور قبل ترحيلهم إلى ليبيا وإثيوبيا وإندونيسيا، وهي الوجهات التي حددها برنيع، حسب تقرير القناة الثانية عشر. ووصف ليفي ما تقوم به إسرائيل، بأنها خطة تطهير عرقي بعيدة المدى لقطاع غزة، إذ لم يعد بإمكان أحد أن يتهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بشن حرب بلا هدف، (بل هناك هدف، وهو هدف إجرامي)، مضيفًا أن ما من أحد يستطيع أن يقول بعد اليوم لقادة الجيش الإسرائيلي، إن جنودهم يموتون بلا سبب: (إنهم يموتون في حرب تطهير عرقي).. ووفقا للكاتب، إذا كان مشروع المساعدات الإنسانية قد أودى بحياة مئات الفلسطينيين في غزة، فإن الترحيل سيودي بحياة عشرات الآلاف منهم، محذرًا أن لا شيء سيحول دون تنفيذ إسرائيل خطتها.. ويبدو أن ليفي يلمح بذلك إلى تواطؤ دولي. وفي مقاربة موحية تنطوي على سخرية، أشار في ختام مقاله إلى ديفيد برنيع، ليس بصفته مسئول الموساد، بل رئيسًا لما أسماها (الوكالة المركزية للهجرة الفلسطينية)، حتى وصفه بـ (موظف كبير مُطيع، لم يسبق أن تسبب في أي احتكاك مع رؤسائه).. وتساءل ليفي: (هل يبدو ذلك مألوفًا؟).. وقال متهكمًا: (إذا طلبت منه إنقاذ رهائن، سيفعل.. وإذا طلبت منه التحضير لترحيل ملايين الأشخاص، فهذه مهمة لا تسبب له مشكلة، فهو، في النهاية، مجرد منفذ للأوامر)!!. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.


تحيا مصر
منذ 19 دقائق
- تحيا مصر
ترامب يعلن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة اليونسكو
أعلن البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى قرر سحب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). انسحاب أمريكا من منظمة اليونسكو وهذا ليس الانسحاب الأول لترامب من اليونسكو، إذ انسحبت الولايات المتحدة منها خلال ولايته الأولى، قبل أن يعود خليفته الرئيس جو بايدن إلى المنظمة في محاولة لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد داخلها. ومنذ تولي ترامب الرئاسة في يناير الماضي، أصدر قرار بانسحاب الولايات المتحدة من عدد من الوكالات والاتفاقيات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، بحجة أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تلعب دورا، بما في ذلك استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل هذه الوكالات والاتفاقيات. في خطوة أثارت العديد من الانتقادات ووصف مثل هذا الإجراءات تقلل من نفوذ الولايات المتحدة في العالم، وتخلق مساحات يملأها المنافسون المنافسون، وبالتالي فإن الانسحاب منها يقوض المصالح الوطنية. وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي لصحيفة نيويورك بوست : "قرر الرئيس ترامب سحب الولايات المتحدة من اليونسكو - التي تدعم القضايا الثقافية والاجتماعية المثيرة للانقسام والتي تتعارض تماما مع السياسات السليمة التي صوت عليها الأميركيون في نوفمبر" . وأضافت:"سيضع هذا الرئيس دائمًا أمريكا في المقام الأول وسيعمل على ضمان أن تكون عضوية بلادنا في جميع المنظمات الدولية متوافقة مع مصالحنا الوطنية". دعم المنظمة لفلسطين وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مراجعة الإدارة حددت مشاكل في سياسات التنوع والمساواة والشمول في اليونسكو، وما اعتبرته تحيزًا مؤيدًا للفلسطينيين ومؤيدًا للصين. وستكون هذه هي المرة الثالثة التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من منظمة اليونسكو التي يوجد مقرها في باريس. وأعلنت إدارة ترامب في عام 2017 أن الولايات المتحدة ستنسحب من اليونسكو، مشيرة إلى التحيز ضد إسرائيل. دخل هذا القرار حيز التنفيذ بعد عام. أوقفت الولايات المتحدة وإسرائيل تمويل اليونسكو بعد تصويتها على ضم فلسطين كدولة عضو عام 2011. سبق للولايات المتحدة أن انسحبت من اليونسكو في عهد إدارة ريجان عام 1984، لأنها اعتبرت المنظمة سيئة الإدارة، وفاسدة، وتُستغل لخدمة مصالح الاتحاد السوفيتي. ثم عادت للانضمام إليها عام 2003 خلال رئاسة جورج دبليو بوش . وسيدخل قرار ترامب حيز التنفيذ في نهاية ديسمبر2026. ولن يكون هذا مفاجئًا لمسؤولي اليونسكو، الذين توقعوا مثل هذه الخطوة في أعقاب المراجعة المحددة التي أمرت بها إدارة ترامب في وقت سابق من هذا العام.


المشهد العربي
منذ ساعة واحدة
- المشهد العربي
ترامب يسعى لفتح سوق التقاعد الأمريكية أمام الاستثمارات البديلة
يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفتح سوق التقاعد الأمريكية، التي تُقدر قيمتها بـ 9 تريليونات دولار، أمام الاستثمارات في العملات المشفرة، الذهب، والأسهم الخاصة. ووفقًا لثلاثة مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة "فاينانشال تايمز"، من المتوقع أن يوقع ترامب أمرًا تنفيذيًا، من شأنه فتح خطط التقاعد "401k" أمام استثمارات بديلة بخلاف الأسهم التقليدية والسندات. وأضافت المصادر أن الأمر التنفيذي سيلزم الهيئات التنظيمية في واشنطن بالتحقيق في العقبات المتبقية اللازمة للسماح بإدراج هذه الاستثمارات البديلة في الصناديق المدارة باحترافية والتي تُستخدم في خطة "401k". وفي بيان للصحيفة، ذكر البيت الأبيض أن "ترامب ملتزم بإعادة الرخاء للأمريكيين وحماية مستقبلهم الاقتصادي"، مضيفًا أنه "لا ينبغي اعتبار أي قرار رسميًا إلا إذا صدر عن الرئيس نفسه".