logo
فاطمة بنت علي تواجه تعقيدات الحياة بالفلسفة

فاطمة بنت علي تواجه تعقيدات الحياة بالفلسفة

الإمارات اليوم١٤-٠٢-٢٠٢٥

تؤمن الكاتبة الإماراتية فاطمة بنت علي المحضار، بأنه كلما زادت تعقيدات الحياة وطغيان المادة، زادت أهمية الفلسفة، فهي تسهم في توضيح معالم الحياة، والإجابة عن السؤال الوجودي الكبير: كيف يجب أن نعيش؟ موضحة أن الإنسان المعاصر، أو الجيل العلمي، غالباً ما يختصر وجوده في الاحتياجات المادية، وهو الأمر الذي يمثل مشكلة جوهرية.
وأضافت فاطمة لـ«الإمارات اليوم»: «في هذا العصر الذي يغمرنا فيه فيض من المعلومات والأفكار، تبدو الحاجة ماسّة إلى أدوات تعيننا على الترشيح والتصفية.
وإلى وسائل للتفكير وأدوات فلسفية تمكّننا من التمييز بين الغث والسمين، وتفتح أمامنا آفاقاً أعمق لفهم العالم. فوسط هذا السيل الجارف، يصبح التفكير المنهجي والفلسفي ضرورة وجودية، لا رفاهية فكرية، ليعيد للإنسان قدرته على التأمل والاختيار الواعي في مواجهة التشتت.
ويعتقد بعضهم أن الفلسفة لم تستطع الصمود أمام التطورات العلمية الحديثة، وأن العلماء وحدهم أصحاب المفاتيح لفهم المعرفة. لكن هذا تصوّر مضلل بالنسبة لأهداف الحياة، ما أدى إلى تداعيات مؤسفة على الفرد والمجتمع.
ولكن من جهة أخرى، ينبغي علينا ألا نغفل عن الإسهامات القيمة التي تُبذل لتعزيز الفلسفة في دولة الإمارات لتعزيز مفهوم العقل المستنير، وقدرة الإنسان على التعامل مع الحياة اليومية، وما تفرضه عليه من ضغوط عديدة، وذلك عبر مبادرات بارزة مثل «بيت الفلسفة» بالفجيرة، وما تقوم به من جهود لترسيخ الفلسفة في صميم الحياة
هذا الشغف بالفلسفة، كان دافعاً لفاطمة لإصدار كتابها «مشكلات معاصرة»، ضمن سلسلة كتب الشباب الفلسفية الصادرة عن دار «بيت الفلسفة»، بعد أن قامت بترجمة كتاب «فلسفة الخوف» الذي أصدرته الدار.
موضحة أن هدفها هو الخوض في الكيفية التي عالجت الفلسفة بها التعاملات والتفاعلات العصرية، ليكون محاولة متواضعة للارتقاء بالوعي، ولربط الفلسفة بالحاضر في أذهان القراء.
وأشارت إلى أن الكتاب يتناول مفهوم «المشكلة» من ناحية المعنى، ويستكشف كذلك مختلف القضايا التي تثقل كاهل الإنسان المعاصر، ويحاول أن يطرح بعض الحلول، ليكون بمثابة دعوة للتأمل في جوهر الوجود، والتحديات التي يفرضها شكل العالم الحديث من أزمة الحداثة وما بعد الحداثة، وما اتصل بها من مشكلات أخرى كتشظي الثقافة والاستهلاك، والوصول لفهم أعمق للقضايا التي تواجه الذات البشرية في عصرنا وتؤثر فيها. لافتة إلى أن للكتاب ثلاثة أبعاد فلسفية.
ناقش البعد الأول معنى المشكلة والفرق بينها وبين السؤال.
أما البعد الثاني، فيغوص في تجربة الحاضر والوعي، مُبرزاً ظواهر الحداثة وما بعد الحداثة، وكيف تسهم التجربة والملاحظة في صياغة الفهم الإنساني للعالم، وذلك يتضح من خلال محاولات لفهم مشكلات مثل التحول إلى مجتمع السوق وتشيؤ الإنسان وغيرها.
وفي البعد الثالث، يسعى الكتاب إلى استكشاف سبل حل هذه الإشكالات من خلال الفلسفة الأخلاقية، مُشدداً على أهمية التأمل والاستبطان لفهم الذات.
وذكرت فاطمة التي تستعد للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، أن العمل على الكتاب استغرق ستة أشهر بين البحث، والكتابة، والمراجعة، وهو موجه للقارئ غير المتخصص، وأولئك الذين أبدوا وعياً بمشكلات الحياة العصرية.
وقد كُتب بلغة بسيطة ومقتضبة تهدف إلى نقل أفكار الفلاسفة والمهتمين بالفلسفة دون الانغماس في تفاصيل سيرهم الشخصية أو الأفكار بصورة موسعة. معربة عن أملها في أن يُثير هذا أسئلة القارئ وفضوله ليتجاوز القراءة إلى البحث والاستقصاء في الإحالات والإشارات المتضمنة.
فاطمة بنت علي:
. وسط هذا السيل الجارف يصبح التفكير المنهجي والفلسفي ضرورة وجودية لا رفاهية فكرية، ليعيد للإنسان قدرته على التأمل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أصغر مخترعة» تواصل رحلة الشغف بردّ الجميل للوطن
«أصغر مخترعة» تواصل رحلة الشغف بردّ الجميل للوطن

الإمارات اليوم

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

«أصغر مخترعة» تواصل رحلة الشغف بردّ الجميل للوطن

بعد رحلة بدأتها مهندسة الكمبيوتر وصاحبة لقب «أصغر مخترعة»، دخلت فاطمة الكعبي مجال الابتكار والتكنولوجيا في عمر صغير، لتتوجه اليوم إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي، واستخداماته، وكيف يمكن الاستفادة منه بطريقة تحفظ ثقافة الوطن، من خلال التدريب وورش العمل التي تقدمها للطلبة، سواء داخل الدولة أو خارجها، كما تركز على التوعية بأهمية تسجيل الاختراعات، وحفظ الملكية الفكرية. وقالت المهندسة الإماراتية فاطمة الكعبي - التي قدمت خلال مسيرتها في عالم الابتكارات ما يقارب 12 اختراعاً - في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»: «منذ كنت في السابعة من عمري، بدأ يظهر شغفي، فقد نشأت في عائلة تُعنى بمجال التكنولوجيا، فوالدي مهندس، ووالدتي متخصصة في مجال تقني، وتربيت على محادثات عالم التكنولوجيا، وازداد هذا الشغف من خلال متابعتي للرسوم المتحركة التي كنت أرى فيها الروبوتات والمختبرات والتجارب العلمية، كما أن عائلتي حرصت على تنمية هذا الميول بتسجيلي في المسابقات الهندسية والعلمية». وأضافت: «قدمت أول اختراع وأنا في سن العاشرة، وكان عبارة عن روبوت مصور، هدفه التقاط المسافة بينه وبين الشخص، والتقاط الصورة وطباعتها، ثم تعمقت في عالم الابتكار إلى أن وصلت إلى تقديم 12 اختراعاً، وبعدها توجهت إلى التعليم والتدريب، ووصلت إلى أكثر من 5000 طالب على مستوى المنطقة، من خلال ورش العمل في الجامعات والمدارس بمجال العلوم والتكنولوجيا». وحول اختراعاتها، أوضحت المهندسة فاطمة أن عالم الابتكار كان مجرد هواية في البدء، وكانت تقدم ابتكارات هدفها التسلية، كالروبوت المصور، أو الروبوت المشجع لكرة القدم، إلا أنها في ما بعد راحت تنجز اختراعات تقدم حلولاً لمشكلات، ومنها - على سبيل المثال - الاختراعات الخاصة بأصحاب الهمم، إذ ابتكرت طابعة للمكفوفين، تعمل باستخدام الأوامر الصوتية، ومقوداً ذكياً لاستخدام الهاتف في أثناء القيادة بطريقة آمنة، وغيرها من الأشياء المفيدة. مجال صعب ووصفت المهندسة فاطمة العلوم والتكنولوجيا بأنها من المجالات الصعبة، لاسيما عند الغوص فيها في سن صغيرة، منوهة بأنها كانت محظوظة جداً بأن عائلتها لم تتجاهل هذه الاهتمامات لديها، بل عملت على تنميتها، وقدمت لها الدعم المطلق من خلال الورش، ثم حظيت بدعم لافت من الدولة، مسترجعة محطة تكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومنحها لقب «أصغر مخترعة» الذي تعتبر أنه كان اللبنة الأساسية لتعزيز شعورها بالرغبة في تقديم المزيد من الإبداع ورد الجميل للوطن. ولم تكن الرحلة في عالم التكنولوجيا خالية من التحديات، إذ أكدت المهندسة فاطمة أنها مع بداية دخولها المجال، لم تتوافر ورش عمل مختصة في التكنولوجيا والعلوم، ولكن في ما بعد حددت القيادة الرشيدة في الدولة أسبوع الابتكار، ثم شهر الابتكار، وكذلك خصصت عاماً للابتكار، ما أسهم في زيادة الوعي المجتمعي. ولفتت إلى أنها شاركت بعرض العديد من الاختراعات في معارض علمية، أو مسابقات على مستوى العالم دون حفظ حقوق ملكية فكرية، ما أدى إلى انتشار عدد من ابتكاراتها أو سرقة بعض الأفكار، مشيرة إلى أن العملية الخاصة بتسجيل الاختراعات كانت معقدة، ولكنها تبدلت وباتت أكثر سهولة، لذا تحرص عبر مشاركتها في العديد من المحافل بتقديم التوعية بهذا الخصوص. ورش عمل وبعد رحلة طويلة في عالم الاختراعات، تركز المهندسة فاطمة اليوم على مجال الذكاء الاصطناعي، وتحديداً تثقيف أفراد المجتمع به في ورش وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تطمح إلى تقديم مبادرة، أو مركز مختص بهذا المجال، هدفه استخدام هذه التقنيات بطريقة إبداعية، تحفظ ثقافة الإمارات، ويكون ذكاء اصطناعياً ثقافياً بحتاً. وذكرت أنها باتت أكثر اهتماماً بالتعليم، لأن الاختراعات مع الوقت تصل إلى حد معين. وحول نوع الورش التي تقدمها، ذكرت أنها حصلت على شهادة تدريب رسمية، وبدأت التدريب في مدارس العين، ثم انتقلت إلى مختلف مناطق الدولة، وكذلك في الخارج، ولكن تركيزها اليوم على تقديم المواد العلمية أكثر من التجريب، بهدف تبسيط المعلومات للطلبة. نقطة البدء شاركت المهندسة فاطمة الكعبي في ورشة عمل قدمها أخيراً جناح المرأة في مدينة إكسبو دبي، احتفالاً باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم. وقدمت نصيحة للفتيات بضرورة التركيز على الخطوة الأولى، لأنها الأصعب ونقطة البدء، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى لو أنها لم تدرس الهندسة، بل تدرس تخصصاً مغايراً، ولكنها مع الأيام اكتشفت أن دخول أي مجال لا يحتاج إلى شهادة وخبرة، فأحياناً من خلال الإنترنت يمكن الوصول إلى الميول الحقيقية والمعلومات الوفيرة. ولفتت إلى أنه يمكن الاستفادة من الكثير من المنصات الاجتماعية من أجل البدء في مجال الابتكار أو العلوم. فاطمة الكعبي: . كنت محظوظة بأن عائلتي لم تتجاهل اهتماماتي بالعلوم والتكنولوجيا، بل عملت على تنميتها. . العملية الخاصة بتسجيل الاختراعات كانت معقدة، ولكنها تبدلت وباتت أكثر سهولة. . 12 اختراعاً قدمتها المهندسة فاطمة الكعبي.

فاطمة بنت علي تواجه تعقيدات الحياة بالفلسفة
فاطمة بنت علي تواجه تعقيدات الحياة بالفلسفة

الإمارات اليوم

time١٤-٠٢-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

فاطمة بنت علي تواجه تعقيدات الحياة بالفلسفة

تؤمن الكاتبة الإماراتية فاطمة بنت علي المحضار، بأنه كلما زادت تعقيدات الحياة وطغيان المادة، زادت أهمية الفلسفة، فهي تسهم في توضيح معالم الحياة، والإجابة عن السؤال الوجودي الكبير: كيف يجب أن نعيش؟ موضحة أن الإنسان المعاصر، أو الجيل العلمي، غالباً ما يختصر وجوده في الاحتياجات المادية، وهو الأمر الذي يمثل مشكلة جوهرية. وأضافت فاطمة لـ«الإمارات اليوم»: «في هذا العصر الذي يغمرنا فيه فيض من المعلومات والأفكار، تبدو الحاجة ماسّة إلى أدوات تعيننا على الترشيح والتصفية. وإلى وسائل للتفكير وأدوات فلسفية تمكّننا من التمييز بين الغث والسمين، وتفتح أمامنا آفاقاً أعمق لفهم العالم. فوسط هذا السيل الجارف، يصبح التفكير المنهجي والفلسفي ضرورة وجودية، لا رفاهية فكرية، ليعيد للإنسان قدرته على التأمل والاختيار الواعي في مواجهة التشتت. ويعتقد بعضهم أن الفلسفة لم تستطع الصمود أمام التطورات العلمية الحديثة، وأن العلماء وحدهم أصحاب المفاتيح لفهم المعرفة. لكن هذا تصوّر مضلل بالنسبة لأهداف الحياة، ما أدى إلى تداعيات مؤسفة على الفرد والمجتمع. ولكن من جهة أخرى، ينبغي علينا ألا نغفل عن الإسهامات القيمة التي تُبذل لتعزيز الفلسفة في دولة الإمارات لتعزيز مفهوم العقل المستنير، وقدرة الإنسان على التعامل مع الحياة اليومية، وما تفرضه عليه من ضغوط عديدة، وذلك عبر مبادرات بارزة مثل «بيت الفلسفة» بالفجيرة، وما تقوم به من جهود لترسيخ الفلسفة في صميم الحياة هذا الشغف بالفلسفة، كان دافعاً لفاطمة لإصدار كتابها «مشكلات معاصرة»، ضمن سلسلة كتب الشباب الفلسفية الصادرة عن دار «بيت الفلسفة»، بعد أن قامت بترجمة كتاب «فلسفة الخوف» الذي أصدرته الدار. موضحة أن هدفها هو الخوض في الكيفية التي عالجت الفلسفة بها التعاملات والتفاعلات العصرية، ليكون محاولة متواضعة للارتقاء بالوعي، ولربط الفلسفة بالحاضر في أذهان القراء. وأشارت إلى أن الكتاب يتناول مفهوم «المشكلة» من ناحية المعنى، ويستكشف كذلك مختلف القضايا التي تثقل كاهل الإنسان المعاصر، ويحاول أن يطرح بعض الحلول، ليكون بمثابة دعوة للتأمل في جوهر الوجود، والتحديات التي يفرضها شكل العالم الحديث من أزمة الحداثة وما بعد الحداثة، وما اتصل بها من مشكلات أخرى كتشظي الثقافة والاستهلاك، والوصول لفهم أعمق للقضايا التي تواجه الذات البشرية في عصرنا وتؤثر فيها. لافتة إلى أن للكتاب ثلاثة أبعاد فلسفية. ناقش البعد الأول معنى المشكلة والفرق بينها وبين السؤال. أما البعد الثاني، فيغوص في تجربة الحاضر والوعي، مُبرزاً ظواهر الحداثة وما بعد الحداثة، وكيف تسهم التجربة والملاحظة في صياغة الفهم الإنساني للعالم، وذلك يتضح من خلال محاولات لفهم مشكلات مثل التحول إلى مجتمع السوق وتشيؤ الإنسان وغيرها. وفي البعد الثالث، يسعى الكتاب إلى استكشاف سبل حل هذه الإشكالات من خلال الفلسفة الأخلاقية، مُشدداً على أهمية التأمل والاستبطان لفهم الذات. وذكرت فاطمة التي تستعد للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، أن العمل على الكتاب استغرق ستة أشهر بين البحث، والكتابة، والمراجعة، وهو موجه للقارئ غير المتخصص، وأولئك الذين أبدوا وعياً بمشكلات الحياة العصرية. وقد كُتب بلغة بسيطة ومقتضبة تهدف إلى نقل أفكار الفلاسفة والمهتمين بالفلسفة دون الانغماس في تفاصيل سيرهم الشخصية أو الأفكار بصورة موسعة. معربة عن أملها في أن يُثير هذا أسئلة القارئ وفضوله ليتجاوز القراءة إلى البحث والاستقصاء في الإحالات والإشارات المتضمنة. فاطمة بنت علي: . وسط هذا السيل الجارف يصبح التفكير المنهجي والفلسفي ضرورة وجودية لا رفاهية فكرية، ليعيد للإنسان قدرته على التأمل.

أميركية الشارقة تنجح في تطوير منصة إلكترونية لدعم مجتمع المزارعين
أميركية الشارقة تنجح في تطوير منصة إلكترونية لدعم مجتمع المزارعين

الشارقة 24

time١٩-١١-٢٠٢٤

  • الشارقة 24

أميركية الشارقة تنجح في تطوير منصة إلكترونية لدعم مجتمع المزارعين

الشارقة 24: فاز مفهوم سوق مستدامة تستخدم تقنية البلوك تشين، الذي طوره فريق طلابي من دول مختلفة بقيادة طالبة من الجامعة الأميركية في الشارقة، بالمركز الأول في مخيم قادة المناخ للشباب لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإسيسكو"، والذي أقيم مؤخراً في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار. تهدف منصة السوق عبر الانترنت، والتي أطلق عليها مسمى "ثمار"، إلى ربط المستهلكين بالمجتمعات الزراعية، وتوفير اشتراكات للحصول على البقالة بكميات يحددها الذكاء الاصطناعي حسب احتياجاتهم للحد من هدر الطعام. ومن المقرر عرض هذا المشروع لأول مرة في جناح منظمة ال إ يسيسكو في مؤتمر الأطراف "كوب 29" في أذربيجان هذا الشهر. وتتماشى مبادرة "ثمار" مع مبادرة عام الاستدامة 2024 في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تركز على مجالين أساسيين من المجالات الأربع التي ركزت عليها مبادرة هذا العام، وهما الاستهلاك المسؤول والزراعة بوعي، لتكون منصة "ثمار" ترجمة فعلية لشعار مبادرة عام الاستدامة "قول وفعل". كما تساهم مبادرة "ثمار" في دفع جهود أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصةً: القضاء التام على الجوع، والصحة الجيدة والرفاهية التامة، والمدن والمناطق المستدامة، والاستهلاك والإنتاج بشكل مسؤول، والعمل المناخي، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف. وذكرت الطالبة إزما فاطمة، طالبة الدراسات الدولية في أميركية الشارقة وقائدة الفريق الطلابي المسؤول عن المشروع: "أن شعارنا هو الوصول والتواصل والمكافأة، فمن خلال منصة "ثمار"، يمكن للمستهلكين الوصول إلى حصصهم التي يحتاجونها بحساب كميتها بواسطة الذكاء الاصطناعي للتقليل من هدر الطعام، كما يمكنهم التواصل مع المزارعين الذين يزرعون طعامهم، وحتى تجربة الزراعة العضوية من المنزل بينما يدعمون أيضاً الزراعة العضوية من خلال تمويل المزارعين، كما يحصل المستهلكون على نقاط ولاء وهدايا نتيجة جمع النفايات العضوية والغذائية، والتي يتم إعادة استخدامها لصالح مجتمعات الزراعة العضوية المحلية في الشارقة بما يتماشى مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من النفايات بنسبة 50 % بحلول عام 2030". وأشارت فاطمة إلى أن تبني منصة "ثمار" لنموذج اقتصاد دائري يحقق 3 أهداف رئيسية هي: "جعل المنتجات العضوية والمنتجة بشكل مستدام متاحة للجميع، وتعزيز ثقافة الزراعة العضوية، وتقليل هدر الغذاء". وركز الفريق الطلابي، الذي يضم 7 طالبات من سلطنة عمان وقطر والسودان ودولة الإمارات، على ربات البيوت في المنطقة في نهج يعزز العادات الاستهلاكية الصحية، بدلاً من إغراق السوق بمنتجات مستدامة ذات طلب منخفض. قالت فاطمة: "غالباً ما تقوم النساء باتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة باستهلاك الأسرة، وهن دائماً يبحثن عن خيارات صحية ومستدامة لعائلاتهن، إلا أنهن يواجهن صعوبات في الوصول إلى منتجات الزراعة العضوية لعدم توافرها بكثرة في ظل نقص الوقت والموارد، مما يحد من إمكانية وصولهن، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الأغذية العضوية في الإمارات العربية المتحدة إلى 500 مليون دولار بحلول عام 2025، وتمثل ربات البيوت نحو 10 % من هذا السوق. وهذا يعني بالنسبة لـ "ثمار" سوقاً مستهدفاً تبلغ قيمته نحو 50 مليون دولار. إن دخول منصة "ثمار" هذه السوق لا يعني مواءمتها مع مبادرات الاستدامة في دولة الإمارات فحسب، بل أيضًا تقديمها منصة قابلة للتطوير وتلبي الطلب المتزايد على خيارات غذائية صحية ومستدامة". وتتطلع المنصة إلى بناء شراكات مع المزارع والأسواق العضوية، والعلامات التجارية التي تركز على الاستدامة، والحكومات المحلية. وجاء تطوير منصة "ثمار" بعد دراسة شاملة تخللتها زيارات ميدانية ومناقشات مع منظمة الإسيسكو، ومركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، وأسواق شجرة ومنبت، مما وفر للفريق الطلابي إمكانية الوصول إلى شبكات اتصال مهمة للاستفادة منها في دعم مبادرتهم. وقالت فاطمة: "قمنا بزيارة مشروعي منبت وشجرة في إمارة الشارقة، واللذان يركزان على ممارسات الزراعة لتعظيم الإنتاج العضوي باستخدام أساليب مستدامة، والذي هو محور أساسي لمقترح مشروعنا، كما كان من دواعي سرورنا أن ننهل العلم من أساتذة متخصصين في جامعات رائدة من حول دولة الإمارات، خاصةً في مجالات الاقتصاد والهندسة المستدامة والفلسفة البيئية والمجتمع والحوكمة، خاصة فيما يتعلق بالاتجاهات والتقنيات الشائعة التي تركز على تحديات المناخ الخاصة بالمنطقة". وسلطت فاطمة الضوء، وهي التي صممت وقدمت ملخص المشروع النهائي، على دور التعليم متعدد التخصصات الذي حصلت عليه في الجامعة الأميركية في الشارقة في تنمية مهاراتها للتعامل مع المشروع من وجهات نظر متنوعة. وقالت: "أنا ممتنة للغاية للجامعة الأميركية في الشارقة لتقديمها هذه الفرصة التعليمية الفريدة من نوعها، لقد منحتني المساقات الأكاديمية متعددة التخصصات في الجامعة، على سبيل المثال لا الحصر، العلوم البيئية والكيمياء العضوية والاقتصاد والدراسات الدولية، ميزة متعددة الجوانب كنت بحاجة إليها للفوز. وأنا أؤمن أن تنوع المساقات التي درستها أعطتني القدرة على التعامل مع المشروع من زوايا متعددة لتقديم حلول شاملة. وأود أن أذكر بشكل خاص الدكتورة جيسيكا ديفيس، الأستاذة المساعدة في الدراسات الدولية في الجامعة الأميركية في الشارقة، والتي دربتنا على العرض التقديمي وقدمت لنا إرشادات لا تقدر بثمن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store