
ذكرى وفاة يوسف شاهين.. المخرج المتمرد الذي ألهم أجيالا من السينمائيين والنقاد
مريم محمد
تحلّ اليوم، الأحد 27 يوليو، الذكرى السابعة عشرة لرحيل المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، أحد أبرز أعمدة السينما العربية وأكثرها تأثيرًا، الذي يظل حاضرًا بأفلامه وصوته المختلف في المشهد السينمائي العربي والدولي، لم يكتفِ بسرد الحكايات، بل استخدم الكاميرا أداة لمساءلة الواقع ومواجهة السلطة وطرح التساؤلات.
ذكرى وفاة يوسف شاهين
ولد يوسف شاهين في 25 يوليو 1926 بمدينة الإسكندرية، في بيئة جمعت بين الثقافات واللغات، ولتنعكس فيما بعد عن رؤيته السينمائية المنفتحة على العالم، والتساؤلات عن الهوية والانتماء.
تلقى تعليمه في كلية فيكتوريا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما والمسرح في معهد باسادينا بولاية كاليفورنيا، قبل أن يعود إلى مصر ليبدأ مسيرته الفنية بفيلم «بابا أمين» عام 1950 بطولة حسين رياض وماري منيب وفاتن حمامة، أخرجه ولم يكن عمره يتجاوز الـ24 عامًا.
يوسف شاهين
كانت السينما بالنسبة لـ شاهين لم تكن مجرد وسيلة للمتعة أو التسلية، بل مؤمنًا بأن الفن موقف من الواقع يجب أن يصل إلى الجمهور من خلال الشاشة الكبيرة، وأن على الفن أن يطرح الأسئلة حين يصمت الجميع تنقّل بين الاجتماعي والسياسي والتاريخي.
جاءت أفلامه كأدوات اشتباك مع قضايا السياسة والمجتمع والهوية، مستخدمًا نظرته البصرية الفنية التي تمتاز بتفردها، وقدم أفلامًا لا تزال تُعد من كلاسيكيات السينما مثل: «باب الحديد، الأرض، الاختيار، الناصر صلاح الدين، العصفور».
رباعية الإسكندرية
في عام 1978، دخل يوسف شاهين مرحلة جديدة من مسيرته الإبداعية، عبر تقديمه ما عُرف بـ«رباعية الإسكندرية»، التي ضمت أفلام: «إسكندرية… ليه؟»، «حدوتة مصرية»، «إسكندرية كمان وكمان»، و«إسكندرية نيويورك»، وهي أعمال يستعرض فيها سيرته الذاتية وتحولات الحياتية بطابع فني، وطرح من خلالها تساؤلات وجودية حول الوطن والانتماء، والشرق والغرب، والذات والآخر.
أفلام يوسف شاهين
وكان شاهين متمردًا وخاض اشتباكًا دائمًا مع السلطة، بكل تجلياتها: السياسية، والدينية، والاجتماعية، وفي فيلم «العصفور» 1972، الذي تحدث عن نكسة يونيو، حيث صور بصراحة مريرة الهزيمة النفسية التي سبقت نكسة يونيو، وفي فيلم «المهاجر» 1994 خطوطًا حمراء بتأويلات دينية أثارت جدلًا واسعًا.
فيلم المصير
إما في فيلمه «المصير» 1997، صور شاهين المعركة بين النور والظلام، مستخدمًا قصة الفيلسوف ابن رشد كمرآة للعصر الحديث، ووضع العقل، والتسامح، والانفتاح، في مواجهة الفكر المتطرف الذي يعادي الفنون والعقل معًا، عُرض الفيلم خارج المسابقة في مهرجان «كان» السينمائي، ونال إعجابًا واسعًا كرسالة ثقافية وسياسية ضد الإرهاب.
لم يكن شاهين مجرد مخرج يختار الممثلين لأداء أدوارهم، بل كان بمثابة أستاذ داخل البلاتوه، واكتشف العديد من النجوم مثل عمر الشريف، الذي انطلق إلى العالمية بعد مشاركته في «صراع في الوادي» 1954، أعطى الفرصة الأولى لهاني سلامة في «المصير»، ولخالد النبوي في «المهاجر»، كما أعاد تقديم نور الشريف بشكل مختلف في «حدوتة مصرية» لم يكن يتعامل مع الممثل كمؤدٍ بل كشريك في بناء الرؤية.
وفاة يوسف شاهين
توفي المخرج يوسف شاهين بسبب نزيف في المخ أدى إلى دخوله في غيبوبة، نُقل إلى باريس لتلقي العلاج، ثم عاد إلى القاهرة حيث توفي وهو في غيبوبة في مثل هذا اليوم عام 2008، عن عمر ناهز 82 عامًا.
رغم وفاته، لا تزال أفلام يوسف شاهين تُعرض في المهرجانات، وتُدرّس في معاهد السينما، وتُناقش في الندوات والأكاديميات، لم يتحول إلى اسم في التاريخ فقط، بل إلى مشروع فكري حي، يُلهم الأجيال الجديدة من السينمائيين، ويدفعهم إلى التفكير والتساؤل والخروج عن المألوف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 2 ساعات
- بوابة الفجر
برفقة ليلى علوي وهالة صدقي.. إلهام شاهين تثير الجدل في أحدث ظهور لها خلال إجازتها الصيفية
أثارت الفنانة إلهام شاهين حالة من الجدل عبر حسابها بموقع إنستجرام بعدما شاركت مجموعة من الصور خلال قضاء إجازتها مع صديقتها. إطلالة إلهام شاهين ونشرت إلهام شاهين مجموعة صور جديدة لفتت بها الأنظار أطلت فيها بملابس شفافه، مرتدية توب وبنطلون أسود من خامة الدانتيل، البنطلون مبطن بشورت أسود أما التوب غير مبطن. إلهام شاهين تقضي اجازتها الصيفية في اليونان وتقضي إلهام شاهين اجازتها الصيفية مع صديقاتها الفنانة هالة صدقي والفنانة ليلى علوي في اليونان وتحديدا جزيرة ميكونوس. آخر أعمال إلهام شاهين وكان آخر أعمال إلهام شاهين كان مسلسل "سيد الناس" الذي عرض في موسم دراما رمضان 2025، وحقق نجاحًا واسعًا بمشاركة نخبة من النجوم مثل عمرو سعد، خالد الصاوي، ريم مصطفى، أحمد زاهر، نشوى مصطفى، سلوى عثمان وملك زاهر، ليؤكد المسلسل على استمرار حضورها القوي في الساحة الفنية رغم المنافسة الشرسة. وايضا ظهرت إلهام شاهين بشخصيتها الحقيقية، خلال مشهد تصوير أحد المعجبين معها ضمن أحداث فيلم ريستارت بطولة تامر حسنى، هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، عصام السقا، ميمي جمال، أحمد عزيز، أحمد على وعدد من ضيوف الشرف على رأسهم إلهام شاهين، محمد رجب، شيماء سيف، رانيا منصور، توانا الجوهري، ولاعب نادى الزمالك السابق أحمد حسام ميدو والفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق.


الجمهورية
منذ 10 ساعات
- الجمهورية
فى ذكرى رحليها..هند رستم لم تقف على خشبة المسرح فى حياتها
اسمها بالكامل هند حسين مراد رستم، درست بمدرسة (سان فانسان دي بول)، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1946، حيث ساقتها الصدفة إلى مكتب شركة الأفلام المتحدة كي تعمل في دور صغير مع يحيى شاهين في فيلم (أزهار وأشواك)، وقامت بعدها بعدة أدوار صغيرة. هند رستم صارت أشهر وأهم نجمة إغراء في السينما المصرية على يد المخرج حسن اﻹمام الذي استفاد من مواهبها المتعددة، وأسند إليها الأدوار البارزة في تاريخ حياتها. تشكل هند رستم حالة خاصة في الأداء، فرغم أن أدوار البطولة الأولى لها كانت إغراء كما في فيلم (الجسد)، إلا أنها لم تلبث أن غيرت من هويتها في أفلام أخرى مثل (باب الحديد) و(امرأة على الهامش)، كما عملت دورًا كوميديًا متميزًا في فيلم (حب في حب)، كما تألقت في دور قصير في فيلم (كلمة شرف). عملت مع الكثير من المخرجين الكبار بخلاف حسن اﻹمام ومنهم عاطف سالم وفطين عبدالوهاب وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وحسام الدين مصطفى ومحمود ذو الفقار وأحمد بدرخان. لم تمثل في المسرح قط، وحصلت على العديد من الجوائز عن أفلامها خاصة (الجبان والحب) عام 1975. قررت اعتزال السينما في أواخر السبعينيات، وكرمتها أكثر من مؤسسة منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1993.


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
إلهام شاهين أيقونة مهرجان شرم الشيخ الدولي في دورته العاشرة
سارة نعمة الله أطلقت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي البوستر الرسمي للدورة العاشرة، إيذانًا بانطلاق دورة استثنائية من المهرجان الذي يحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات على تأسيسه، ليواصل دعمه المتواصل للمسرح الشبابي المصري والعالمي، ويؤكد على رسالته التي تربط المسرح بقيم السلام والإبداع والانفتاح الثقافي. موضوعات مقترحة إلهام شاهين أيقونة مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي تحمل هذه الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين، تقديرًا لمسيرتها الفنية الحافلة، ودورها البارز في إثراء الحركة المسرحية المصرية والعربية، حيث تُعد شاهين من أبرز الفنانات اللاتي قدمن أعمالًا مسرحية نوعية وجريئة، مزجت بين التمثيل والالتزام الثقافي. شرم الشيخ للمسرح يحتفل بمرور ١٠ سنوات يحتفل المهرجان هذا العام بمرور عشر سنوات على انطلاقته، حيث يجري التحضير لعدد من الاحتفاليات الضخمة التي تليق بهذه المناسبة المهمة في تاريخ الحركة المسرحية الشبابية، وتُسلّط الضوء على ما حققه المهرجان من تراكم إبداعي وسمعة دولية خلال العقد الماضي. بوستر مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي وجاء البوستر الرسمي للدورة العاشرة بتصميم الفنان الشاب علي عبد الرحمن، ويحمل طابعًا بصريًا فخمًا ومُفعمًا بالرمزيات؛ حيث تتصدره صورة لامرأة ترتدي فستانًا كلاسيكيًا فخمًا، تعبيرًا عن جمالية المسرح وقيمته الجمالية والتاريخية، فيما تزينها هالة ذهبية توحي بالإلهام والنور، وتتقاطع الألوان بين الذهبي والأسود والأحمر في توازن بصري يجمع بين الجدية والاحتفال. يتوسط التصميم الرقم "10" في إشارة إلى العقد الأول من عمر المهرجان، مع شعار الدورة(المسرح من أجل الإنسانية و السلام)، ليُجسد التزام المهرجان برسالته الثقافية والإنسانية. احتفالية خاصة بسيدة المسرح وفي لفتة وفاء وتقدير، يخصص المهرجان هذا العام احتفالية خاصة لتكريم الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب، الرئيس الشرفي للمهرجان، والتي شكلت على مدار سنوات رمزًا للمسرح العربي بقيمه العالية وتجلياته الفنية الأصيلة، وشكّلت الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب، أيقونة المسرح العربي، حجر الأساس الروحي والمعنوي لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، حيث كانت الداعمة الأولى له منذ دورته التأسيسية، وتقلّدت رئاسته الشرفية بكل ما حملته من هيبة وتاريخ فني مشرف. لم يكن حضورها الرمزي مجرد لقب، بل كان احتضانًا حقيقيًا للمهرجان، إذ آمنت برسالته في تمكين الأجيال الجديدة وإحياء روح المسرح الشبابي العربي. وعلى مدار سنوات، كانت سميحة أيوب حاضرة بتوجيهها ورؤيتها، تُبارك خطوات المهرجان وتفتح له أبواب الشرعية الفنية والثقافية، لتظل روحها مُلهمة لكل من يواصل هذا المشروع المسرحي النبيل. مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية بقيادة معالي الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبمشاركة فاعلة من محافظة جنوب سيناء في إطار جهودها لتعزيز النشاط الثقافي والسياحي بالمحافظة، وذلك بدعم مستمر من اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بما يعكس تضافر الجهود بين المؤسسات لتحقيق التكامل بين الثقافة والتنمية. ومنذ انطلاق المهرجان في نسخته الأولى، يقوده المخرج مازن الغرباوي، مؤسس ورئيس المهرجان، الذي لعب دورًا محوريًا في تحويل هذا المشروع الثقافي الطموح إلى حدث دولي يحتفي بالمسرح الشبابي، ويُعلي من قيم التبادل الفني والحوار الحضاري. وبفضل رؤيته المتجددة وإصراره على ترسيخ مكانة المهرجان على خريطة المهرجانات المسرحية العالمية، استطاع الغرباوي أن يمدّ جسورًا فنية بين شباب المسرح في مصر والعالم، وأن يحوّل شرم الشيخ إلى منصة عالمية للحوار المسرحي، تحت راية الإبداع والسلام والتمكين الثقافي للشباب. تدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، التي نجحت منذ انطلاقه في ترسيخ مكانته كأحد أبرز المهرجانات الدولية المخصصة للشباب في مجال المسرح، فيما يتولى المنتج هشام سليمان رئاسة اللجنة العليا للمهرجان، مواصلًا دعمه الكامل لبنية المهرجان التنظيمية ورؤيته المستقبلية. وكانت الدورة التاسعة قد أقيمت في نوفمبر الماضي، وحملت اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وشهدت مشاركة واسعة من الفنانين الشباب من مختلف الدول، إضافة إلى فعاليات ثقافية وفنية متنوعة نالت استحسان الجمهور والنقاد. ويواصل المهرجان في دورته العاشرة دعوته الدائمة إلى أن يكون المسرح منبرًا للسلام، ومنصة للحوار بين الثقافات، واحتفالًا حيًا بموهبة الشباب وجسارة الحلم. بوستر مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي بوستر مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي بوستر مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي