logo
ما هو أبعد من منصّات صواريخ بدائية الصنع

ما هو أبعد من منصّات صواريخ بدائية الصنع

بيروت نيوز٢٣-٠٣-٢٠٢٥

ما حصل في الجنوب أمس ليس حدثًا عابرًا. هو أكثر من مؤشّر. بل يمكن القول إنه بدء على عودة معاناة أهل القرى الجنوبية، الذين لم يندمل جرحهم بعد. فما بعد 22 آذار قد لا يكون كما قبله أو كما ما قبل قبله. فما يقوم به جيش الاحتلال في قطاع غزة يعيدنا إلى بدايات الحرب المدّمرة، التي لم تبقِ حجرًا على حجر، وهو الذي اتخذ من عملية 'طوفان الأقصى' ذريعة لتنفيذ ما كان يسعى إليه ويخطّط له قبل أن يفكرّ قادة 'حماس'، ومعظمهم قد انضموا إلى قافلة الشهداء، بالقيام بمثل هذه العملية. ويذكّرنا بالأخصّ بأن عين تل أبيب لم تغب عن لبنان منذ اليوم الأول لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي قالت عنه إسرائيل باستفزازاتها اليومية 'بلوه وشربو ميتو'.
كانت إسرائيل تعلم جيدًا أن 'حزب الله' لن يستطيع أن يقف طويلًا مكتوف الأيدي ومتفرجًا على ما تقوم به من اعتداءات جديدة في القطاع وفي الجنوب، وأنها ستقوم بالرد في الزمان والمكان المناسبين، حتى ولو أنه سيلجأ إلى رد فيه الكثير من التمويه كالذي حصل بالأمس بعدما كشف الجيش على المنصّات التي أُطلقت منه الصواريخ في اتجاه مستوطنة المطّلة وتبيّن له أنها بدائية الصنع، مما يعني في الظاهر أن من المستبعد أن يلجأ 'حزب الله' إلى هكذا أسلوب، وهو الذي لا يزال يعلن أنه يملك ترسانة من السلاح الوازن في معادلات الردع والرعب على رغم ما تكبّده من خسائر جسيمة خلال حربه الأخيرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي لم تنتهِ.
صحيح أن إسرائيل لا تحتاج إلى أي حجة لمواصلة اعتداءاتها سواء في قطاع غزة أو في لبنان. وقد تأخذ هذه الاعتداءات هذه المرّة أشكالًا مختلفة عمّا كان عليه الوضع الميداني في السابق، وفق ما يشير إليه أكثر من مراقب وخبير عسكري، ووفق ما تؤكده المعطيات الميدانية، إذ سارع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى توجيه تهديد مباشر للبنان عبر حكومته ومحمّلًا إياها مسؤولية إطلاق الصواريخ من أراضيها، وقال 'لن نسمح بحقيقة تكرار إطلاق النار من لبنان على البلدات الإسرائيلية في الجليل'. وهدّد بأن 'المطلة مقابل بيروت'.
ما يتخّوف منه المراقبون السياسيون هو أن تجد الحكومة نفسيها مضطّرة للردّ على إسرائيل كما فعلت بالنسبة إلى حوادث الحدود الشرقية حين أُعطيت الأوامر للجيش لكي يردّ على ما تعرّضت له القرى الحدودية من اعتداءات من الجانب السوري، خصوصًا إذا تفاقم الوضع الميداني جنوبًا وبقاعًا وحتى في بيروت إلى ما ينذر بتطورات دراماتيكية سريعة لن يستطيع لبنان أن يتحمّل نتائجها لوحده. وقد لا يكون لديه من وسائل الدفاع سوى اللجوء إلى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل هذه المرّة في شكل مختلف عن المرّات السابقة لوقف اعتداءاته، التي يُخشى أن تتطور من مسألة ردّ يقال إنه روتيني على ما تعرّضت له مستوطنة المطلة إلى أبعد من ذلك.
فما يمكن أن يتعرّض له لبنان في الأيام المقبلة قد يكون أخطر مما سبق أن تعرّض له في السابق، خصوصًا إذا تبيّن أن ثمة ضوءًا أخضر قد أُعطي لإسرائيل لاستكمال ما بدأت به انطلاقًا من قطاع غزة وامتدادًا نحو اليمن ووصولًا إلى لبنان، الذي تعتبره تل أبيب جزءًا لا يتجزأ من حلمها التوراتي الكبير، الذي تسعى إلى تنفيذه خطوة وراء خطوة.
وما يخشاه لبنان أكثر هو أن يكون ما قام به مطلقو الصواريخ أمس من منصّات بدائية الصنع قد أعطوا لإسرائيل الطامعة بمياه لبنان وأراضيه جنوبًا وبقاعًا حجّة إضافية لاستكمال ما بدأت به في 17 أيلول الماضي حين لجأت إلى تفجير 'البيجرات' كخطوة من ضمن خطوات أدّت إلى تدمير قرى الحافة الأمامية بأكملها وإلى اغتيال كبار قادة 'حزب الله' السياسيين والعسكريين.
المؤشرات الإقليمية تنبئ بأن إطلاق الصواريخ من منطقة تقع شمال نهر الليطاني قد يكون بداية لمرحلة جديدة من التطورات الميدانية المرتبطة ببعضها البعض من ضمن ما يُسمى المحور الإيراني، الذي يبدأ باليمن ويمتدّ إلى كل من غزة ولبنان وجزء من سوريا والعراق وصولًا إلى طهران.
وقد يكون ما حذّرت منه قيادة الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب من أن ما يحصل في الجنوب سيؤدي إلى نتائج وخيمة من بين المؤشرات الخطيرة، التي يمكن أن يتعرّض لها لبنان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معركة صيدا: الاختبار الأخير للشارع السنّي قبل الانتخابات النيابيّة 2026
معركة صيدا: الاختبار الأخير للشارع السنّي قبل الانتخابات النيابيّة 2026

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 21 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

معركة صيدا: الاختبار الأخير للشارع السنّي قبل الانتخابات النيابيّة 2026

رغم الإعلان الواضح والصريح للرئيس سعد الحريري بأنه وتيار المستقبل والحزبيين في حزبه انهم لم يخوضوا الانتخابات البلدية والاختيارية ترشيحًا واقتراعًا مع ترك حرية القرار للناخبين المقربين، فان المعطيات والوقائع أكدت على الارض ان ماكينات المستقبل في بيروت وصيدا، خاضت "معركة شرسة"، لإسقاط واضعاف خصوم الرئيس سعد الحريري ومحاولة وراثته على بعد سنة وبضعة اشهر عن انتخابات ربيع 2026 النيابية. وتؤكد اوساط سنية متابعة لما جرى في بيروت لـ "الديار"، ان القوى السنية ذات توجه المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش)، حصلت على 6 مخاتير ومقعدين في البلدية. والجماعة الاسلامية حافظت على وجودها السني البيروتي عبر 4 مقاعد اختيارية. اما النائب فؤاد مخزومي، فتقول الاوساط نفسها ان مخزومي فشل مرة جديدة كما في العام 2018 والعام 2022 في تقديم نفسه كمرجعية سنية بيروتية تقرر وتشكل اللوائح وتربح الاستحقاقات الانتخابية، اكان في النيابة في العام 2022 ، حيث كان يمني مخزومي نفسه بحاصل نيابي ثان، اتت النتائج ليفوز وحيداً وبشق النفس. اما في انتخابات بيروت الاخيرة، فإنه "اقنع" الجميع بأنه سيشكل الثقل السني للائحة، فأتت النتائج مخيبة للامال بعدما تبين انه "اقتنص" رئاسة البلدية بالفي صوت جيرها للائحة مقابل 10 الاف كان وعد بها حلفاؤه السنة على لائحة " بيروت تجمعنا". اما في صيدا والتي تخاض فيها اليوم معركة شرسة بين 4 لوائح مكتملة واخرى غير مكتملة، يتردد في صيدا ووفق معلومات لـ "الديار"، ان مخزومي يدعم "تحت الطاولة" لائحة "صيدا بدا ونحنا قدا" برئاسة الصيدلي عمر محمد مرجان، والمدعومة من عائلات والمجتمع المدني ويدعمها النائب عبد الرحمن البزري. في المقابل، تنفي اوساط بيروتية سنية ان يكون لمخزومي القدرة على دعم لائحة البزري- مرجان وان ليس لديه اصواتا سنية في صيدا. وبين التأكيد والنفي، تلفت الاوساط السنية والمعنية بالبيت السني الى ان على خصوم الحريري والمحاولين "وراثته"، ان يراجعوا حساباتهم وان يعيدوا ترتيب اوراقهم. فلا يعني ضعف "المستقبل" وتراجعه شعبيا بابتعاده عن السلطة والحكومة والبرلمان وبالتالي انعدام قدرته على تقديم خدمات ومنافع لجمهوره من "كيس مؤسسات الدولة" بعد خروجه من "جنة السلطة"، انتهاءه وانعدام وجوده في الشارع السني في صيدا وبيروت، ولا سيما انه لا يزال ممسكًا بمفاتيح شعبية واختيارية ومناطقية، وهذا طبيعي في ظل وجوده في السلطة عبر الحريري الاب منذ العام 1992. وترى الاوساط ان احد الطامحين الكبار لوراثة الحريري، هو المخزومي نفسه الذي لم يستطع تسويق نفسه كمرجع سني بيروتي، لا شعبيا ولا عند السعودية، ولا حتى عند الاميركيين. كما لم ينجح في تسويق نفسه كمرشح "للممانعة" حيث كان يرى حزب الله في سعد الحريري المرشح السني الطبيعي والوسطي الذي يمكن التفاهم معه. علي ضاحي -الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

خلصوا من الكبتاغون.. عقبال عنا
خلصوا من الكبتاغون.. عقبال عنا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 21 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

خلصوا من الكبتاغون.. عقبال عنا

قال صحافي عراقي إن سقوط نظام بشار الأسد أدى في نتائجه المباشرة إلى إنهاء معاناة اقتصادية للعراقيين مع توقف تهريب الدولار من بلاده إلى سوريا (لتمويل حرب المحور الممانع)، ودخول المخدرات والكبتاغون إليها (أيضاً لتمويل المحور الممانع). فقد أوضح الصحافي خلال لقاءٍ بمشاركتي عبر إذاعة ألمانية، أن تغيير النظام السوري قطع جسر التواصل بين الميليشيات العراقية وبين "حزب الله"، كما أن جهود الدولة لضبط مطار بيروت بفعل التشدد الدولي في مراقبته، أدى إلى هذه النتيجة الإيجابية. واستبشر الزميل بالمرحلة المقبلة مع غياب تحكُّم "حزب الله" بالشؤون العراقية، موضحاً أنه كان يتدخل في تشكيل الحكومات. وهذا الدور انحسر مع تراجع دور إيران، مشيراً إلى أن سقوط النظام الأسدي أفقد الخطاب الديني الإيراني فعاليته، ولم تعد تنفع المطالبة بحماية مقام السيدة زينب، مثلاً، تلقى صداها، وسوف يستمر التراجع مع الضغط الأميركي المتواصل، مشيراً إلى أن الجيل الثالث لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين لا يؤمن بولاية الفقيه وتكليفاته الشرعية، ما يمهد لتغيير هادئ منتظر. كلام الزميل العراقي يعيدنا إلى بيروت، فليس اكتشافاً أن المعاناة ذاتها يعيشها اللبنانيون، ربما ضعفت بعض الشيء، لكنها لم تنته. المسيرة لا تزال طويلة ووعرة، وإن كان لا يمكن تجاهل الإشارات الإيجابية. فالمطار ينضبط يوماً بعد يوم على الرغم من محاولات الخرق لكسر الحصار على تمويل "الحزب" إن عبر تهريب الذهب والدولار، أو التهريب المعاكس للكبتاغون الذي بدأ يكسد في مخازنه على ما يبدو. ولعل هذه الإشارات هي ما يدفع الممانعين إلى الاستنفار وشحذ أقلامهم وألسنتهم ضد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، ووصفه بالعاجز والمستسلم لإرادة الشيطان الأكبر والشياطين الأصغر، واعتبار طرحه مع المسؤولين اللبنانيين مصير السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، إنما هو تمهيد للتوطين، وليس لاتخاذ القرار اللازم لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بدأ بنزع السلاح الفلسطيني. وطبيعي أن يستنفر الممانعون، فهم لا يريدون إلا المحافظة على كل سلاح غير شرعي، إن استطاعوا، وتحديداً ذلك المستخدم تحت إمرة المحور الإيراني، لأن هدفه حماية مخططات هذا المحور، مع استدعاء حقوق الفلسطينيين واضطهاد الدولة اللبنانية لهم منذ ما قبل اتفاق القاهرة. ويتجاهل هؤلاء ما تبين بالأدلة الملموسة من أن وظيفة هذا السلاح كما غيره، شن الحروب الخاسرة للاستثمار فيها، واختراع تنظيمات فلسطينية إسلامية متطرفة وتمويلها لتخويف باقي اللبنانيين، وذلك فقط لمصادرة أذرع المحور سيادة الدولة اللبنانية خدمة لمشاريع مشغلها ومصالحه على حساب المصلحة الوطنية. وليس واضحاً إذا ما كان استخدام الورقة الفلسطينية سينفع الممانعين ورأس محورهم، إلا أن الواضح هو وحدة العناوين بين بغداد وبيروت. وهي تؤكد دخول المنطقة حقبة جديدة، يشيد بها العراقيون لأنهم خلصوا من الكبتاغون.. وعقبال عنا.. سناء الجاك - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

3 مراحل لضبط السلاح الفلسطيني بدعم مصري تركي قطري؟
3 مراحل لضبط السلاح الفلسطيني بدعم مصري تركي قطري؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 21 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

3 مراحل لضبط السلاح الفلسطيني بدعم مصري تركي قطري؟

لا تقتصر مفاعيل التزام الرئيس محمود عباس بالتخلي عن السلاح في مخيمات لبنان، على الساحة الفلسطينية. حين يتحدث عن معارضته 'أي سلاح' خارح الشرعية، كما جاء في خطاب منحه جائزة صناع السلام من 'أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام'، فلهذا وقعه على سلاح حزب الله، لا سيما بعد سرعة تحديد جدول للتنفيذ بدءاً من منتصف حزيران المقبل، لمباشرة التنفيذ انطلاقا من مخيمات بيروت. عمّم عباس تأكيده لوحدانية الشرعية والجيش والسلاح، على الدول العربية كافة، في زمن الضغط الدولي لإنهاء أدوار التنظيمات الخارجة عن الدولة NON STATE ACTORS)). هذه الوحدانية مطلوب من 'حماس' أن تسلم بها في غزة. التعميم يشمل بالاستنتاج، اليمن والعراق وسوريا، حيث لإيران أدوار. والأرجح أنه لهذا السبب، اتكلت الشرعيتان اللبنانية والفلسطينية على اتصالات أجرتها وستجريها كل من قطر وتركيا ومصر مع 'حماس' لتسهيل تنفيذ ما اتفق عليه عباس مع الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، حسب قول مصادر رسمية ل'أساس'. حققت اللجنة المشتركة الفلسطينية اللبنانية التي أُعلن عنها في اليوم الأول من زيارة الرئيس الفلسطيني اختراقاً مهماً حين أسرعت أمس في وضع خطة لنزع السلاح الفلسطيني من المخيمات تبدأ بالأكثر سهولة انتهاءً بالمخيم الذي يختزن تعقيدات جراء عوامل سياسية وأمنية، أي مخيم عين الحلوة. البدء بالأسهل انتهاءً بعين الحلوة مراحل الخطة عدة تتدرج كالآتي: البدء في 15 حزيران المقبل، بجمع السلاح في مخيمات بيروت الثلاثة: صبرا وشاتيلا، مار الياس، وبرج البراجنة. في الأول من تموزالمقبل: نزع سلاح مخيم الجليل عند مدخل مدينة بعلبك في البقاع، ومخيم البداوي عند أطراف مدينة طرابلس في الشمال. المرحلة الثالثة تقضي بالانتقال إلى نزع السلاح من مخيمات الجنوب، أي عين الحلوة المخيم الأكبر، في مدينة صيدا ثم مخيمات البص، الرشيدية والبرج الشمالي الواقعة بين صيدا وصور. يقضي الجدول الزمني بأن يتم جمع السلاح الثقيل والمتوسط في شكل رئيسي، (القذائف الصاروخية وقنابل الهاون وما شابه) في هذه المخيمات، على أن يحدد المسؤولون الأمنيون من الجانبين، التوجه المفترض حيال السلاح الخفيف والفردي ومستودعاته. والجانب اللبناني يضم المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات الجيش العميد طوني قهوجي، اللذين يعرفان ملف المخيمات جيداً. وسيتم تحديد طريقة التعاطي مع المخيمات وحاجاتها في خطوات تُتخذ لاحقاً. أنقرة والقاهرة والدوحة وبيروت وإجراءات التضييق ترتكز سرعة الاتفاق على تطبيق الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيسان عباس وعون في البيان المشترك الذي صدر الأربعاء الماضي، إضافة إلى حماس السلطةالفلسطينية والدولة اللبنانية إلى الدعم السياسي الذي يحظى به تنفيذه من كل من القاهرة، أنقرة والدوحة، التي لكل منها صلاتها مع حركة 'حماس'. إذ أنه بمجرد إعلان عباس عن التزام السلطةالفلسطينية قرار الدولة اللبنانية حصر السلاح بها، طُرح السؤال عن مدى تجاوب الحركة و'الجهاد الإسلامي' وبعض الفصائل الصغرى التي لهما مونة أو تأثير عليها. في هذا الصدد أوضح مصدر حكومي أن قناعة اللجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة والقيادتين السياسيتين تقوم على عنصرين: طالما أن منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية قررت المضي بنزع السلاح، فلا مبرر للفصائل والمجموعات غير المنضوية تحت لواء المنظمة والسلطة أن تحتفظ بسلاحها. وجرى ترتيب الجدول الزمني وتحديد المراحل وفقاً لنفوذ حركة 'فتح' الكاسح في المخيمات التي سيتم تطبيق الاتفاق فيها. أن اتصالات كلٍ من القاهرة والدوحة وأنقرة مع 'حماس' كانت ضاغطة عليها للتجاوب. وإذا حاولت التهرب من فإن إجراءات تضييق وتصاعد في الضغوط ستتخذ في حقها. والجانب اللبناني بدوره سيأخذ إجراءات من هذا النوع. هاجس التجارب السابقة الفاشلة في 2006 مع الأثر السياسي الإيجابي لزيارة محمود عباس بيروت، والتزام السلطة الفلسطينية حصرية السلاح في يد الدولة، بقي السؤال عن استعدادات 'الممانعين' للانسجام مع المرحلة الجديدة. فموقف يلزم حركة 'فتح' وبعض الفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير، لا 'حماس' و'الجهاد الإسلامي' وسائر الفصائل الصغرى التي كانت ترعاها استخبارات النظام السوري البائد، ومن بعده 'حرس الثورة' الإيرانية والحزب. إفشال بشار الأسد، ومعه حزب الله قرار 'مؤتمر الحوار الوطني' عام 2006 بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، و'تنظيمه' داخلها، أرخى بثقله على مسألة السلاح الفلسطيني طوال الـ19 سنة الماضية. الوظيفة الإقليمية لرعاية محور 'الممانعة' للسلاح الفلسطيني، استوجبت تفريخ ودعم مجموعات مسلحة إسلامية، بعضها تكفيري والآخر استخباري غب الطلب. بعضها يدور في فلك 'حماس' والآخر لتغذية الصراع على مرجعية المخيمات… الكيمياء اللبنانية الفلسطينية وخريطة الطريق اختصر عباس معاناة الـ19سنة الماضية بقوله إن 'وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة إضعافٌ للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية'. عدّلت الحرب بعد 'طوفان الأقصى' موقع رافضي نزع السلاح، في ميزان القوى بالداخل والخارج. وبات على السلطة اللبنانية الجديدة خطوات وعد بها خطاب القسم للرئيس جوزيف عون، وحكومة الرئيس نواف سلام. طبيعي أن يعلن عباس 'أننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية'. فهو أيضاً عليه التزامات عربية ودولية، بالإصلاحات، ودور السلطة في الداخل والشتات والأجهزة الأمنية… شكل البيان المشترك اللبناني الفلسطيني بعد اجتماع عون وعباس خريطة طريق نحو 'إنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية'. ومباشرة اللجنة المشتركة اللبنانية الفلسطينية لأوضاع المخيمات، إجراءاتها أمس، اعتبره سفير غربي تحدث إليه 'أساس' دليل جدية وتقدم في المسار، حيال 'انتهاء زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية'. إلا أنه لا بد من تسجيل الأبعاد التي ستأتي لصالح الجانبين اللبناني والفلسطيني من وراء تسريع خطوات نزع سلاح المخيمات. فالخطوة تخفف عن كاهلي رام الله وبيروت الضغوط الأميركية المتواصلة، على كل منهما جراء الانحياز الكامل لإسرائيل، ولو لفترة من الزمن. وليد شقير - اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store