logo
وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر

وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر

هذه الزيارة، التي تأتي ضمن جولة إقليمية لرايت في الشرق الأوسط، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حملت في طياتها رسائل اقتصادية ترتبط بأجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، خصوصًا في ما يتعلّق بالتجارة والطاقة وإعادة تموضع واشنطن في الأسواق العالمية.
أجندة ترامب: تصدير لا استيراد فقط
كريس رايت، وفي تصريح لافت لـ "سكاي نيوز عربية"، لخص بدقة الرؤية التجارية للرئيس دونالد ترامب ، حيث قال: "أجندة الرئيس ترامب التجارية مدفوعة بأمرين. أولًا، الولايات المتحدة تُرحّب بشدة بالواردات... لكن معظم شركائنا التجاريين لم يرحبوا بالصادرات الأميركية بنفس القدر".
بهذا التصريح، يوضح رايت أن ترامب لا يسعى لإغلاق السوق الأميركية، بل لتكافؤ الفرص. فمرحلة " أميركا المستوردة" قد انتهت في رؤيته، وحان وقت إعادة التوازن، عبر فرض رسوم جمركية تهدف، من وجهة نظره، إلى تشجيع الشركاء التجاريين على فتح أسواقهم أمام المنتجات الأميركية، وإعادة توطين الصناعات الثقيلة داخل الولايات المتحدة.
أشار رايت خلال حديثه إلى التحول الجذري الذي يسعى إليه ترامب في السياسة الاقتصادية: "على مدى 20 أو 25 عامًا، غادرت الكثير من الصناعات الثقيلة الولايات المتحدة... لديه شغف كبير بإعادة تلك الوظائف ، ورفع الأجور الأميركية ، وتعزيز الأمن الأميركي".
هذه الاستراتيجية، وإن كانت تصطدم بأعراف السوق الحرة، تنطوي على أهداف أمنية واقتصادية، وتصب في إطار ما يسمى "السيادة التصنيعية". فإعادة المصانع تعني استرجاع الوظائف ، وتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة في القطاعات الاستراتيجية كالتكنولوجيا والطاقة.
أسعار الطاقة: التوازن المستحيل؟
مفارقة لافتة أشار إليها رايت عندما تطرّق إلى محاولة ترامب خفض أسعار الطاقة للمستهلك، بالتزامن مع رفع الإنتاج المحلي: "هناك نوع من التناقض. كيف يمكن وضع خطة للتوفيق بين المطلبين؟... السوق هو الذي يُحدد الأسعار".
هنا تكمن معضلة أساسية في أجندة ترامب. إذ أن زيادة الإنتاج تعني بالضرورة انخفاض الأسعار، مما قد يضر بربحية الشركات. لكن من جهة أخرى، فإن ذلك يدعم الاقتصاد الأميركي من حيث تخفيض تكلفة المعيشة وتعزيز التنافسية.
هذه المعادلة المعقّدة تتطلب تدخلًا محدودًا من الحكومة، وفق النظام الأميركي القائم على السوق، لكنها تُبقي على ضرورة تحسين البنية التحتية للطاقة وتبسيط الحصول على التصاريح.
في دلالة على استشراف طويل المدى، قال رايت: " الذكاء الاصطناعي نفسه، خلال السنوات الخمس المقبلة، سيشهد نموًا ملحوظًا في الطلب، لا سيما على الغاز الطبيعي والكهرباء".
هذا التصريح يعكس إدراكًا للتحولات المقبلة، حيث سيقود الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتقدمة النمو الاقتصادي، ما يعني أن الحاجة إلى طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة ستكون أكثر إلحاحًا. وهنا تتلاقى الرؤية الإماراتية في الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الأجندة الأميركية.
امتلاك إيران سلاح نووي سيء للشرق الأوسط وللعالم
لم تغب السياسة عن تصريحات رايت، حيث اعتبر أن: "أفضل طريقة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني هي المفاوضات... لكن هذا يتطلب بعض الضغط".
كما أكد أن المفاوضات مع الصين "في مراحلها الأولى"، معيدًا التذكير بأن "السنوات الأربع الماضية لم تكن عظيمةً على صعيد الفرص الاقتصادية".
هذه الرؤية تعني أن ملفات الجغرافيا السياسية من الملف النووي الإيراني إلى العلاقات الاقتصادية مع الصين ستكون محورية لدى إدارة ترامب ، وستُستخدم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة.
الإمارات شريك استراتيجي
في هذا السياق، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن بلاده ملتزمة بـ"تعزيز أمن الطاقة بما يدعم الاقتصاد العالمي"، مشددا على تعزيز الشراكات البناءة والممتدة مع الولايات المتحدة الأميركية التي ترتكز على التعاون الفاعل لدفع التقدم والتنمية المشتركة، تصريح يحمل دلالات على الشراكة المتنامية مع الولايات المتحدة في ظل التحولات الدولية.
وتُعد الإمارات لاعبًا محوريًا في سوق الطاقة والتكنولوجيا ، ما يجعلها شريكًا طبيعيًا في مشاريع إعادة التصنيع الأميركي وتوسيع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
زيارة كريس رايت إلى أبوظبي ليست سوى تأكيد على التعاون الأميركي الإماراتي الممتد والمستمر، في وقت تُهيمن عليه أجندة ترامب الاقتصادية الطموحة، أجندة تسعى لإعادة التمركز الأميركي على الساحة العالمية عبر بوابات الطاقة والتجارة، مدفوعة برؤية قائمة على مبدأ "أميركا أولًا... ولكن عبر شراكات ذكية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية"
كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية"

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية"

وقال كارني خلال مؤتمر صحفي: "لدينا القدرة، إذا ما رغبنا بذلك، على المشاركة في القبة الذهبية من خلال استثمارات بالشراكة (مع الولايات المتحدة). هذا أمر ندرسه وناقشناه على مستوى رفيع". ماذا نعرف عن "القبة الذهبية"؟ في كلمة من المكتب البيضاوي، قال ترامب إنه يتوقع أن يكون النظام "جاهزا للعمل بالكامل قبل نهاية ولايتي" التي تنتهي عام 2029. النظام وفق ترامب سيكون قادرا على "اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من الفضاء". ترامب قال إن الجنرال مايكل غيتلين ، نائب قائد العمليات الفضائية الحالي، سيتولى مسؤولية الإشراف على تقدم المشروع. تتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة "القبة الذهبية" قدرات أرضية وفضائية يمكنها رصد واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسية لهجوم محتمل، بدءا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف. خلال الأشهر الماضية، عمل مخططو البنتاغون على إعداد خيارات متعددة للمشروع، وصفها مسؤول أميركي بأنها "متوسطة، وعالية، وفائقة الارتفاع" من حيث التكلفة، وتشتمل جميعها على قدرات اعتراض فضائية. يرى مراقبون أن تنفيذ " القبة الذهبية" سيستغرق سنوات، إذ يواجه البرنامج تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. عبّر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك حليف ترامب التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي بالانتير وأندوريل لبناء المكونات الرئيسية للنظام. فكرة "القبة الذهبية" مستوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية "القبة الحديدية" الأرضية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ والقذائف. "القبة الذهبية" التي اقترحها ترامب فهي أكثر شمولا وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولا منفصلا من الأقمار الاصطناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها. ذكر ترامب فإن "كل شيء" في "القبة الذهبية" سيُصنع في الولايات المتحدة.

رئيس وزراء كندا: ندرس الاستثمار في نظام دفاع "القبة الذهبية" المقترح من ترامب
رئيس وزراء كندا: ندرس الاستثمار في نظام دفاع "القبة الذهبية" المقترح من ترامب

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

رئيس وزراء كندا: ندرس الاستثمار في نظام دفاع "القبة الذهبية" المقترح من ترامب

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنه يدرس إمكانية الاستثمار في نظام الدفاع "القبة الذهبية"، الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كجزء من مبادرة لتعزيز القدرات الدفاعية. وأشار إلى أنه أجرى نقاشات مباشرة مع ترامب حول مفهوم النظام، مؤكدًا أن كندا تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز أمنها القومي والتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة. ما هي "القبة الذهبية" التي تحدث عنها ترامب؟ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصميم جديد لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي الذي أُطلق عليه اسم "القبة الذهبية"، مؤكدًا أن النظام سيدخل الخدمة بحلول نهاية ولايته الرئاسية. وبحسب تفاصيل المشروع، تبلغ تكلفة النظام 175 مليار دولار، مع تخصيص 25 مليار دولار كمبلغ أولي ضمن قانون الميزانية الجديد. إلا أن مكتب الميزانية في الكونغرس أشار إلى أن التكاليف الإجمالية قد تصل إلى 542 مليار دولار خلال العقدين المقبلين، خصوصًا فيما يتعلق بالأجزاء الفضائية من النظام. "القبة الذهبية".. سلاح مواجهة التهديدات المتقدمة ويهدف نظام "القبة الذهبية" إلى مواجهة طيف واسع من التهديدات المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية (فرط-سونيك) وأنظمة القصف المداري الجزئي المعروفة بـ"FOBS"، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.

على غرار واقعة زيلنيسكي.. ترامب يواجه رامابوسا بمزاعم عن «إبادة البيض» بجنوب إفريقيا
على غرار واقعة زيلنيسكي.. ترامب يواجه رامابوسا بمزاعم عن «إبادة البيض» بجنوب إفريقيا

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

على غرار واقعة زيلنيسكي.. ترامب يواجه رامابوسا بمزاعم عن «إبادة البيض» بجنوب إفريقيا

واشنطن - رويترز واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا، باتهامات بارتكاب جرائم قتل جماعي، ومصادرة أراضٍ من البيض خلال لقائهما في البيت الأبيض الأربعاء، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير/ شباط الماضي. وترفض جنوب إفريقيا اتهامات بأن البيض مُستهدفون بالجرائم على نحو متناسب. وتشهد معدلات القتل ارتفاعاً في جنوب إفريقيا، لكن الغالبية العظمى من الضحايا سود. وصل رامابوسا إلى الاجتماع قائلاً إنه يرغب في مناقشة التجارة والمعادن الأساسية، وبدأ الاجتماع الذي بثه التلفزيون بداية ودية، حيث تبادل هو وترامب ملاحظات عن رياضة الجولف. وكان بطلا الجولف، من جنوب إفريقيا، إرني إلس وريتيف جوسن حاضرين ضمن وفد رامابوسا. ولكن سرعان ما اتخذ اللقاء في المكتب البيضاوي مساراً مختلفاً، حيث عرض ترامب مقطعاً مصوراً، ومقالات مطبوعة يفترض أنها تُظهر أدلة لدعم مزاعمه التي لا أساس لها بأن البيض في جنوب إفريقيا يتعرضون للاضطهاد. وقال ترامب في واحدة من سلسلة اتهامات: «يهرب الناس من جنوب إفريقيا حفاظاً على سلامتهم. تُصادر أراضيهم، وفي كثير من الحالات، يُقتلون». وترفض جنوب إفريقيا مزاعم ترامب. وعانت جنوب إفريقيا التمييز الوحشي ضد السود لقرون خلال فترة الاستعمار، والفصل العنصري، قبل أن تصبح ديمقراطية متعددة الأحزاب عام 1994 في عهد نلسون مانديلا. ويتيح قانون جديد للإصلاح الزراعي، يهدف إلى معالجة مظالم الفصل العنصري، مصادرة الأراضي دون تعويض عندما يكون ذلك في المصلحة العامة، وعلى سبيل المثال إذا كانت الأرض بوراً. ولم تُنفذ أي عملية مصادرة من هذا القبيل، ويمكن الطعن في أي أمر صادر عنها أمام القضاء. وأظهر المقطع المصور الذي عرضه ترامب صلباناً بيضاء قال إنها قبور للآلاف من البيض، وزعماء يُلقون خطابات تحريضية. وطالب ترامب بضرورة اعتقال أحدهم وهو جوليوس ماليما. - الإصلاح الزراعي وإسرائيل خلال عرض التسجيل المصور، لم يظهر أي تعبير على وجه رامابوسا معظم الوقت، وكان يُحرك رقبته أحياناً لينظر إلى التسجيل المصور. وقال إنه لم يشاهده من قبل، وإنه يرغب في معرفة مكان تصويره. وعرض ترامب بعد ذلك نسخاً مطبوعة من مقالات قال إنها تُظهر قتلى من البيض في جنوب إفريقيا، وكان يقول: «الموت، الموت» وهو يُقلّب صفحاتها. من جهته قال رامابوسا إن هناك جرائم في جنوب إفريقيا، وإن غالبية الضحايا من السود. لكن ترامب قاطعه قائلاً: «المزارعون ليسوا سوداً». ورد رامابوسا: «هذه مخاوف نحن على استعداد للتحدث معك عنها». وحافظ الزعيم الجنوب إفريقي على رباطة جأشه طوال المشهد. وفي الأشهر القليلة الماضية، انتقد ترامب قانون الإصلاح الزراعي وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية. وألغى ترامب المساعدات إلى جنوب إفريقيا، وأمر بطرد سفيرها، وقرر منح اللجوء للأقلية البيضاء بناء على مزاعم التمييز العنصري التي تنفيها بريتوريا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store