
الراكبون على الموجة
الألباب المغربية/ عزيز لعويسي
منذ ما وصف بعملية طوفان الأقصى المأسوف عليها، العشرات من المسيرات والوقفات التي نظمت عبر التراب الوطني تضامنا مع أهل غزة، وتنديدا بالغطرسة الإسرائيلية، وإذا لم نكن مبالغين، فالمغرب تصدر قائمة الدول العربية على الأقل، التي تركت باب الاحتجاج والتضامن مفتوحا، ولم يفرض القيود على الفعل الاحتجاجي والتضامني، بخلاف ما حدث ويحدث في عدد من الدول العربية؛
لكن على ما يبدو، فحرية التضامن والاحتجاج باسم الدفاع عن فلسطين والتضامن مع غزة وأهلها، كانت بالنسبة للبعض، فرصة لتصفيةالحسابات مع الدولة، والضرب في توجهاتها واختياراتها الاستراتيجية، خدمة لأجندات ومشاريع خارجية باتت معلومة، دون أي اعتبار لاستقرار الدولة وأمنها ومصالحها الحيوية، في سياق جيوسياسي إقليمي ودولي، تواجه فيه البلاد عدة تحديات، في طليعتها قضية الوحدة الترابية للمملكة؛
من اعتاد النزول إلى الشوارع حاملا شعار 'مع فلسطين ظالمة أو مظلومة' و'غزة رمز العزة'، رافعا صورا وشعارات وأعلاما، غير الأعلام والرموز الوطنية، دون أن تتحرك فيه مشاعر الدفاع عن الوطن ونصرة قضاياه العادلة، في ظل ما تتعــرض البلاد من حملات عدائية ممنهجة، ومن إساءة لرموز الأمة وثوابتها، فهو يرتقي إلى مرتبة العداء ومنزلة الخيانة، لأن الذي لا تسكنه غيرة الوطن، ويضع بيضه كاملا في سلة الخصوم والأعداء، فالوطن منه براء؛
دعوات التظاهر أمام الموانئ المغربية، كما حدث في ميناء الدار البيضاء، عبر ادعاء وجود باخرة تجارية محملة بأسلحة متجهةنحو إسرائيل، والدخول في مناوشات مع قوات الأمن، يعكس بجلاء، أن هدف الجهات التي اعتادت الخروج إلى الشارع والتظاهر تحت يافطة التضامن مع غزة، ليس فلسطين ولا غزة، بل إحداث الفوضى والمساس بأمن واستقرار البلد، واستهداف معلن للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية للوطن، بما يخدم بقصد أو بدونه، ما يتطلع إليه خصوم وأعداء الوطن، وفي طليعتهم نظام العالم الآخر؛
المظاهرات التي نظمت تضامنا مع غزة، كان يمكن أن يكون لها معنى، لو حضرت لما تم استهداف مدينة السمارة المجاهدة قبل أشهر من قبل صعاليك تندوف ومن يتحكم في حركاتهم وسكناتهم، وكان يمكن أن يكون لها مغزى، لو تجلت مشاهدها، في سياق ما تتعرض له قضية الوحدة الترابية للمملكة من حملات عداء واستفزاز ممنهجة من جانب أعداء السوء، لكنها تغيب أمام حضرة الوطن، وتحضر بكل حماسها واندفاعها، لما يتعلق الأمر بالاصطفاف مع الآخر، ضد الوطن ومصالحه الحيوية والاستراتيجية؛
التظاهر أمام منشأة استراتيجية وحيوية بالنسبة للاقتصاد الوطني بوزن ميناء الدار البيضاء أو ميناء طنجة المتوسطي الذي بات مفخرة للوطن، هو تصرف بئيس وممارسة جبانة ضد الوطن، وخدمة واضحة للخصوم والأعــداء، وهذه 'البسالة' باللغة الدارجة، لم يعد ممكنا أن تستمر بدون قيد أو لجـام، بعدما تحول التظاهر باسم فلسطين، إلى فرصة بالنسبة لبعض المتهورين والمندفعين من الوصوليين والانتهازيينوالمسترزقين، لإحداث الفوضى والمساس بالنظام العام، والتأثير على المصالح الحيوية والاستراتيجية للدولة؛
حب فلسطين والتضامن مع القضايا الإنسانية العادلة عبر العالم، والتنديد بالحروب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسـان عبر العالم، والتطلع إلى عالم آمن ومستقر ومتسامح ومتعاون، هي أمور لا يمكن البتة، الاختلاف بشأنها، من زاوية الإنسانية التي تجمعنا، مهما اختلفنا على مستوى الأديان والمعتقدات والثقافات واللغات وأنماط العيش…، لكن في ذات الآن، لن يسمح أي مواطن مغربي تسري داخله دماء 'تامغربيت'، بأن يتم التنكر للوطن أو المساس بأمنه واستقراره ووحدته، أو التشويه على مصالحه الحيوية والاستراتيجية، مهما كان الدافع أو الباعث؛
يؤسف له أن القضية الفلسطينية، أفرغت من قدسيتها ونبلها، وتحولت للأسف، إلى قضية للاسترزاق السياسي والمصالح الضيقة وتصفية الحسابات والابتزاز وخدمة الأجندات الخاصة ما ظهر منها وما بطن، والقضية في حاجة ماسة اليوم، إلى حكماء وعقلاء، يكونون شركاء في صناعة الأمن والسلام والسكينة، استحضارا لتباين موازين القوى، لا إلى من يكتفي بتسخين 'التعارج' و'البنادر'، أو من يقدم على المغامرات الاندفاعية غير محسوبة العواقب، التي لا تحمل إلا الخراب والدمار والمآسي كما حدث فيما وصف بطوفان الأقصى؛
ونختم بالإشارة إلى الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، لما وجه الملك محمد السادس، البوصلة نحو الوطنية والخيانة، بالقول 'ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما أن يكون خائنا'، وعليه، فأي تجمعات أو مسيرات تحت يافطة التضامن مع غزة، لا يحضر فيها صوت الوطن، ولا تراعى فيها ثوابت الأمة ومصالحها الحيوية والاستراتيجية، هي ممارسات وضيعة لا تليق ولا تستقيم البتة، بمن يتقاسم معنا هوى الوطن، ولابد من كبح جماحها، حرصا على النظام العام وحفظا للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
ولا يمكن أن ندع الفرصة تمر، دون الترحم على شهداء غزة، متأسفين على ما خلفه العدوان من خراب ودمار ومن جرائم حرب وضد الإنسانية، وكان يمكن تفادي ما حصل من مآسي إنسانية، لو حل التعقل والتبصر والتقدير، محل الحماسة والاندفاع والانتحار، على أمل أن تجد القضية الفلسطينية حلا نهائيا في إطار 'حل الدولتين' ، بما يحقق سلاما عادلا وشاملا لشعوب المنطقة، وأن تتضافر جهود الدول الرشيدة والحكيمة والمتبصرة، من أجل الإسهام المشترك في صناعة السلام، بعيدا عن كل من يضع الحل كاملا، في سلة التهور والعناد والاندفـاع والانتحارالأعمى…، وبمعزل عن كل من حول القضية إلى 'موجة' للركوب، و'تبوريدا' في الشوارع، وصلت حد الحموضة ودرجة الاستنكار…

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بديل
منذ 3 أيام
- بديل
الحرب الإمبريالية على إيران
في هذا المقال، سنتناول موضوع الحرب الإمبريالية على إيران من خلال الإجابة على أسئلة من قبيل طبيعة هذه الحرب وسياقاتها وأبعادها العالمية والإقليمية، وموقف اليسار منها وأولوية ذلك، مع تحليل وتبيان البرنامج النووي الإيراني ضمن برامج الدول الأخرى، وكيل أدوات الإمبريالية المختلفة بمكيالين اتجاه ذلك، ولا سيما منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن والاتحادات الإقليمية، وذلك في ثلاث حلقات. الحلقة الأولى: السياق العالمي والإقليمي للحرب على إيران كان الصراع على أرض أوكرانيا، ولا يزال، المحور الرئيسي والأساسي للحرب الإمبريالية العالمية الثالثة من نوعها، وفق معطيات واعتبارات وتقنيات جديدة مختلفة عن الحربين العالميتين الأولى والثانية. حرب تشارك فيها عدة أطراف، إما مباشرة أو خلف الظل، عبر الدعم المتنوع التقني والاستخباراتي وما شابه. حرب واجهت فيها روسيا أكثر من 50 دولة من الغرب بكل قواتها الاقتصادية والتكنولوجية، حرب تدور بأساليب وطرق جديدة بدون زحف للجيوش. وكما سبق أن أكدنا عليه في مقالات سابقة، فإن هذه الحرب/الصراع لها ارتدادات في عدة مجالات وحقول وبكل مكان بالعالم، حيث انفجرت بشكل طفيف في إفريقيا بالمستعمرات الفرنسية السابقة لحمل فرنسا على المغادرة، لتنتقل إلى حرب ضروس عنيفة وقاسية في فلسطين/غزة ولبنان وسوريا، واليوم بإيران، وستنقل الحرب/الصراع بأشكال متنوعة إلى كل بلد في العالم. ما يميز الحرب اليوم هو البعد العالمي، لكونها ليست بين بلدين مختلفين على حدود أو على مواضيع ثنائية، بل هي حرب عالمية وصراع أقطاب حول الهيمنة على العالم. ما يعيشه العالم العربي الآن، هو صدمة كبيرة حقيقية. لقد حصلت تغييرات مهمة وسريعة في المنطقة، بحيث تُرسم بها خرائط جديدة في ظل تحولات وحراك للقوى العالمية الفاعلة للبحث عن توازن عالمي جديد ترسمه موازين القوى العالمية. في ظل المتغيرات الدولية، توجد بالمنطقة حاليا ثلاث دول إقليمية مهمة، كلها دول غير عربية: تركيا وإيران وإسرائيل. أما دول العالم العربي فغير موجودة على الخريطة، موجودة جغرافيا واقتصاديا، لكن سياسيا غير حاضرة، بدليل أن التفاعلات القائمة لا نكاد نرى فيها دورا عربيا يُذكر. وحتى مصطلح 'العالم العربي' اختفى ولم يعد يُذكر، وتم تعويضه بمفهوم 'الشرق الأوسط'، لإقحام إسرائيل كقوة غربية غريبة على المنطقة. المنطقة في حالة كارثية، بدليل النتائج الواقعية على الأرض. فمن المنظور التاريخي السياسي الملموس، تم القضاء على محور المقاومة في الشرق الأوسط بالكامل تقريبا: تدمير شبه كامل لغزة، واغتيال إسماعيل هنية بطهران، ومقتل الرئيس الإيراني في ظروف غامضة، واغتيال قادة الصف الأول لحماس وحزب الله، وأيضا الإطاحة بنظام الأسد، وتعرض القوات الإيرانية سابقا لضربات قاسية. لم تكن الأوضاع الحالية وليدة اليوم، بل مُهّد لها على الأقل منذ الغزو الإمبريالي الأمريكي للعراق خلال حرب الخليج الثالثة في مارس 2003، وما تلاها من أحداث سنة 2011 ومسلسل التطبيع مع العدو الصهيوني. كما أنه من الأخطاء الاستراتيجية عزل عملية 'طوفان الأقصى' عن أي استراتيجية واضحة بتحالفات معلنة واتفاقات معينة، حيث غاب التنسيق مع المحيط الفلسطيني الداعم، ولم نشاهد أي رد فعل عربي أو إسلامي موحد، مساند وداعم. ولقد ساهمت الماكينة الإعلامية الغربية والعربية، وتصريحات قادة دول غربية ومثقفون عرب ومغاربيون وغربيون، في محاولة إلصاق تهمة الإرهاب على عملية طوفان الأقصى. أما الجامعة العربية فقد أصبحت جمع أصفار. فعلى هذا المستوى، كان الهجوم غير مدروس وبدون التوفر على رسم الخطوات الموالية. تصعيد حماس الاستباقي، استغلته إسرائيل والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كمبرر للوصول إلى أهدافهم في قطاع غزة وفي عموم المنطقة. وما يطرح تساؤلات عريضة هو عدم مشاركة العالم العربي والإسلامي بأي شكل من الأشكال في الأحداث، واكتفاؤه ببيانات إدانة أو باحتجاجات شعبية، وهو ما لم يكن متناسبا مع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني من طرف النظام الصهيوني المحتل. ولقد أفقدت حرب الإبادة الجماعية الكيان الإسرائيلي تماما صورته كضحية في نظر المجتمع الدولي، إذ استُنزف 'الرصيد الأخلاقي' وفُقد التعاطف الذي اكتسبه اليهود بسبب ما سُمي بالمحرقة الفظيعة خلال حكم هتلر. لكنه ظهر كقوة طبعت معها عديد من الأنظمة ويخشاها الجميع، ويجب التعامل معها بجدية، ما جعله يروج لخريطة جديدة للشرق الأوسط ولإسرائيل الكبرى كقوة تضع نفسها قوة إقليمية مهيمنة وقائدة للمنطقة، خاصة مع إضعاف ما تبقى من محور المقاومة بعد القضاء، سابقا، على النظامين العراقي والليبي. كما خلق تدمير غزة وإضعاف محور المقاومة وضعا دوليا جديدا بالمنطقة، ومع خلو الساحة من فاعلين أقوياء، بدا أنه ليس هناك من خيار حقيقي لمعارضة هذا التوجه الإمبريالي الخطير، خاصة مع حالة الترقب والحذر بسبب المصالح والحسابات الجيوسياسية والاستراتيجية للقوى العالمية الأخرى كالصين وروسيا وحلفائهما، وجبن وخيانة الأنظمة الرجعية بالمنطقة. - إشهار - أمام هذا الواقع، وإن لم يحقق الكيان الصهيوني كامل أهدافه المعلنة بسبب الصمود البطولي للمقاومة، فقد ظهر منتصرا ومنتشيا وأصابه الغرور، مدعوما من الغرب الذي يكيل بمكيالين، في عالم اختفى فيه القانون الدولي أو يكاد، ليُعوض بقانون الغاب، حيث السياسة سياسة الأقوى، قانون 'أقتلني أو أقتلك'. دفع الغرور بالطفل المدلل والابن الولود الذي ترعاه الدول الغربية، الكيان الصهيوني، قادته الإرهابيين، المطلوبين للعدالة الجنائية الدولية، إلى التجرؤ على دولة إيران التي كانت، وما تزال، رغم تناقضاتها الداخلية، شوكة في خاصرة المشروع الصهيوني الأمريكي التوسعي، والدخول معها في حرب جبانة وتوجيه ضربات على إيران يوم الجمعة 13 يونيو 2025، شملت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. عملية أُطلق عليها الاسم الرمزي «عم كلافي»، وتعني حرفيا 'شعب كلبؤة'، هذا في الوقت الذي فُتح الحوار معها حول مشروعها النووي الموجَّه، حسبها، للاستعمال السلمي. هكذا دخلت المنطقة بكاملها في فصل صراع جديد ومرحلة جديدة، عنوانها إلغاء الحوار 'الحضاري' واستبداله بحوار البندقية، المعزز بالإرهاب الإمبريالي وترويع الشعوب والدول باغتيال السياسيين والنخب العلمية ونشر الأكاذيب بهدف زرع البلبلة. إنها حرب قانونها 'إما أنا أو أنت' في هذه المنطقة، إنها حرب وجود، لم تعد لفصائل المقاومة، بعد إضعافها وتحييدها، فيها من تأثير حقيقي، مع تراجع وحدة الساحات. تحولت إلى الصدام الحقيقي بين القوتين والأيديولوجيتين الأكثر تأثيرا: إيران، التي يقودها نظام عقدي عقائدي أيديولوجي من جهة، والكيان الإسرائيلي الصهيوني الإمبريالي الممتد على المستوى العالمي والمستوى الإقليمي عبر دول التحالف الإبراهيمي التطبيعي الغادر والجبان من جهة ثانية. ولعل ما يميز هذا الفصل من الصراع المحموم هو أنه بلغ ذروته، حيث تُضرب قلب العواصم، ما يجعلها آخر الحروب الإمبريالية بالمنطقة، لفرز القيادة الإقليمية لشرق أوسط جديد فوق ألغام القهر والظلم. في السابق، كانت إسرائيل تحارب فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ولأول مرة، منذ 1973، تدخل في حرب مع دولة قائمة الذات. فإيران دولة عظمى تحتل موقعا مهما في الخارطة السياسية والاستراتيجية إقليميا وعالميا. فهو بلد تأسس سنة 1501م، متسع جغرافيا ومترامي الأطراف وغني بموارده. يقع في قلب القارة الآسيوية، يحدها من الشمال دول الاتحاد السوفيتي (سابقا)، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الغرب العراق وتركيا، ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي. وتبلغ مساحة إيران 1,648 مليون كلم². ويبلغ طول حدودها البرية 5440 كلم. كما يبلغ طول شريطها الساحلي قرابة 2440 كلم على طول الخليج العربي وخليج عمان، وقرابة 740 كلم بحر قزوين (بحر الخزر). وقد بلغ عدد سكان إيران أزيد من 85,6 مليون نسمة سنة 2024. إيران، بلد تعايش الثقافات والأعراق، حيث الفارسي والأذري والجيلكي والمازندراني والعربي والكردي واللور والبلوش والترك وغيرها، وحيث تعايش الأديان والمذاهب من مختلف الأعراق: من الشيعة 65%، والسنة 25%، والطوائف اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية 10%. ولقد كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري، لكن أهل السنة في هذا البلد من الشعوب غير الفارسية يقطنون بالهوامش، بعيدين عن المدن الكبرى والعاصمة، حيث الشيعة الفرس. وفي ذلك، يوضح المفكر فهمي هويدي أن المشاكل التي يتعرض لها أهل السنة في إيران مرجعها ليس مذهبيا، إذ تعتبر إيران ليست دولة سنية أو شيعية، بل دولة مركزية. وبالفعل، فإيران دولة بكل المقومات الحضارية والسياسية والاقتصادية، استطاعت بكل المقاييس بناء دولة صناعية، السلمية والعسكرية، ضمنت بفعل علمائها وقادتها السياسيين الاكتفاء الذاتي والسيادة الأمنية للدفاع عن شعبها، باعتبار الصناعات العسكرية الخاصة بها تُشغلها بحرية خارج التعاقدات المفروضة من القوى الإمبريالية وشروط صفقات الأسلحة التي تلزم الدولة المشترية باحترام شروط تشغيل الأسلحة بواسطة كودات لا تسلمها، عادة، القوى الإمبريالية للدول المشترية. وهذا ما يخيف العدو الإسرائيلي، الذي يرى أن إيران، بترسانتها العسكرية والنووية السلمية التي قد ترتقي إلى مستوى سلاح نووي حقيقي، تشكل التهديد الحقيقي لوجود إسرائيل.


الأيام
منذ 4 أيام
- الأيام
'عنصرية الملاجئ'.. الصواريخ الإيرانية تفضح تماسك الشعب الإسرائيلي (فيديو)
لطالما سعت السردية الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين، إلى تسويق صورة متماسكة عن وحدة الشعب الإسرائيلي وتضامنه، معتبرة إياه 'الشعب الأمثل' في المنطقة، لكن هذه الرواية بدأت تتآكل منذ عملية 'طوفان الأقصى'، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكريي لحركة المقاوة الإسلامية (حماس)، أواخر عام 2023. ومع اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل وما صاحبها من إطلاق صواريخ إيرانية اتجاه العمق الإسرائيلي، باتت صفارات الإنذار تدوي في مختلف المدن، مما دفع الإسرائيليين للهرع إلى الملاجئ وفق تعليمات الجبهة الداخلية. غير أن مشهدا كشف عنه الصحفي الإسرائيلي دانيال عمرام عبر منصة 'إكس' أظهر حقيقة مغايرة تماما للسردية الرسمية حول تلاحم المجتمع الإسرائيلي. فقد وثق مقطع فيديو سكان أحد المباني في بتاح تكفا وهم يرفضون السماح للعائلات التي لديها أطفال بالدخول إلى الملجأ أثناء صفارات الإنذار، معللين ذلك بأنه 'ليس نقصا في المساحة، بل هو مسألة مبدأ'. "גורשנו מהמקלט באמצע האזעקות״: דיירי בניין עם מקלט מסרבים להכניס משפחות עם ילדים: הלילה בפתח תקווה באמצע האזעקות משפחות עם ילדים מצאו את עצמן בחוץ באמצע האזעקות, כי דיירי הבניין ממול החליטו שהם לא מאפשרים יותר לדיירים שלא מהבניין להכנס למקלט. ״זה לא שאין מקום זה עניין עקרוני״.… — daniel amram – דניאל עמרם (@danielamram3) وذكر عمرام أن الشرطة حضرت إلى الموقع دون أن تتخذ أي إجراء، في وقت ظل فيه سكان المبنى مصرين على موقفهم وهددوا بمنع دخول الغرباء خلال أي إنذار قادم. هذا المشهد أثار موجة غضب وجدلا حادا بين الإسرائيليين على منصات التواصل الاجتماعي. وعلق بعض المغردين بأن ما حدث 'صادم'. وقالوا 'منذ تأسيس الدولة، روِجت لنا روايات عن القوة والوحدة والتضامن، وعن جيش لا يقهر وشعب يجتمع وقت الشدة. لكن في لحظة الحقيقة، ظهرت صورة أخرى: بدأنا بالنضال من أجل إعادة المخطوفين، واليوم نترك الناس في الشارع خلال الإنذارات يبحثون عن مأوى'. وأشار آخرون إلى أن هذه الظاهرة ليست فردية، بل تنتشر في عدة أماكن، مما بدأ يتسبب بشرخ كبير في المجتمع، على حد تعبيرهم. لم يسمح الإسرائيليون للأوكرانيين بالدخول إلى الملاجئ! سيدة أوكرانية في تل أبيب تقول: "تلقينا إشعار الإنذار وانطلقنا إلى الملاجئ وعند وصولنا قالوا لنا لن يسمح لكم بالدخول ولسنا مضطرين للسماح لكم لأن الملاجئ لا تكفي لكم هذا هو التضامن الإسرائيلي".. — ميثم الحمدي (@MaithamAlhmdy) وكتب أحد الإسرائيليين 'يا للعار! في ملجئنا نسمح لأي شخص بالدخول ونترك الباب مفتوحا. ليس الجميع لديهم مأوى، ويجب مراعاة ذلك. ما حدث يعرض حياة الإسرائيليين للخطر، إنها فضيحة حقيقية'. يذكر أن مشاهد طرد الإسرائيليين لبعضهم بعضا متنوعة، إذ أظهر مقطع فيديو آخر فتاة أوكرانية في تل أبيب تؤكد أن الإسرائيليين منعوها وآخرين من دخول الملاجئ أثناء دوي الإنذارات. كما وثقت مشاهد أخرى إغلاق مستوطنين أبواب الملاجئ لمنع دخول آخرين بحجة منع الاكتظاظ، في ظل تصاعد التوتر العسكري بين تل أبيب وطهران.ذ مستوطنون إسرائيليون يغلقون باب أحد الملاجئ لمنع دخول آخرين إليه، بذريعة منع الاكتظاظ، في ظل حرب مشتعلة بين تل أبيب وطهران. — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag)


لكم
منذ 5 أيام
- لكم
للجمعة 81.. دعوات للاحتجاج بالمدن المغربية ضد العدوان الصهيوني على الدول الإسلامية وإبادة غزة
أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، اليوم الخميس، عن تنظيم وقفات احتجاجية في مختلف المناطق المغربية، في جمعة طوفان الأقصى الـ 81. وقالت الهيئة في بلاغ لها إن احتجاجات الجمعة تأتي تنديدا بالعدوان الصهيوني على الشعب الإيراني، ورفضًا لسياسات التهديد التي يوجّهها الكيان الغاصب ضد الدول الإسلامية. كما أن احتجاجات الجمعة، تضيف الهيئة، تشكل استمرارًا في شجب المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال المجرم بحق أبناء غزة، بما فيها من سياسة تجويع ممنهجة وقتل متعمد لطالبي المساعدات الإنسانية، في مصائد موت أصبحت تستهدف السكان المحاصَرين والمضطهدين ظلمًا وعدوانًا. وأضافت الهيئة أن جمعة الغضب الـ81 هي مناسبة أيضا لاستنكار الصمت الدولي المخزي تجاه هذه الجرائم المتواصلة في عموم فلسطين، وشجبًا للعربدة والغطرسة الصههيونية التي امتدت لتطال لبنان وسوريا واليمن، وتصل اليوم إلى دولة إيران. ودعت هيئة النصرة الشعب المغربي إلى المشاركة القوية والفاعلة في جمعة طوفان الأقصى رقم 81، التي تتخذ من آية 'إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ' شعارا لها.