
"شيوخ" فلسطينيون يطالبون بانفصال الخليل وتحويلها لإمارة تقيم سلاماً مع إسرائيل - مقال في وول ستريت جورنال
نبدأ من صحيفة وول ستريت جورنال، التي كتب فيها إليوت كوفمان مقالاً عنونه بـ "عرض فلسطيني جديد للسلام مع إسرائيل".
ويقول الكاتب إنّ العرض قدمه من وصفه بالشيخ وديع الجعبري، الذي اقترح "انفصال محافظة الخليل عن السلطة الفلسطينية، ومن ثم تأسيس إمارة خاصة بالخليل، لتنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل".
ووقع الجعبري وأربعة "شيوخ" آخرين من الخليل وصفهم الكاتب بالبارزين على "رسالة يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية".
ووجه الجعبري المعروف بـ "أبو سند"، رسالته إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، رئيس بلدية القدس السابق، الذي استضاف الجعبري وآخرين في منزله، والتقى بهم أكثر من مرة منذ فبراير/شباط، وفقاً للصحيفة.
وبحسب الرسالة فإن "إمارة الخليل ستعترف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي... وستعترف دولة إسرائيل بإمارة الخليل كممثلة للسكان العرب في منطقة الخليل".
وتهدف الرسالة إلى وضع "جدول زمني لمفاوضات تهدف إلى الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، والتوصل إلى ترتيب عادل ولائق يحلّ محل اتفاقيات أوسلو، التي لم تجلب سوى الضرر والموت والكوارث الاقتصادية والدمار".
واقترح "الشيوخ" بأن تسمح إسرائيل بدخول 1,000 عامل من الخليل لفترة تجريبية، ثم 5,000 آلاف آخرين، ليرتفع العدد لاحقاً إلى 50 ألف عامل أو أكثر من الخليل بالتنسيق مع نير بركات، إلى جانب إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان داعماً لكنه حذر، منتظراً ليرى كيفية تطور هذه المبادرة".
وقال الوزير الإسرائيلي بركات: "لا أحد في إسرائيل يؤمن بالسلطة الفلسطينية، ولن تجد الكثير من الفلسطينيين يؤمنون بها أيضاً... الشيخ الجعبري يريد السلام مع إسرائيل والانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، بدعم من زملائه الشيوخ. فمن في إسرائيل سيرفض؟"، وفقا لما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال.
إسرائيل "تسعى إلى تغيير النظام الإيراني"
وفي صحيفة التلغراف البريطانية، تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، عن "اتجاه نحو مواجهة" في المكتب البيضاوي بين الرئيس الجمهوري ونتنياهو، مشيراً إلى أن اللقاء الذي سيتناول إيران وغزة والإدارة الجديدة في سوريا، "قد يشكل نقطة تحول" على حد تعبير المسؤول السابق. لكنه تساءل: "ما مدى تقارب موقفي الزعيمين، وهل يمكن التوفيق بين خلافاتهما؟".
وقال بولتون مستشار الأمن القومي لترامب خلال ولايته الأولى، إن ترامب تجاوز نقطة اللاعودة، عندما أمر بشن هجوم عسكري مباشر على أهداف مرتبطة ببرنامج إيران النووي، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي مخطئ إذا ظن أن الضربات كانت عملية واحدة وانتهت.
ورأى أن الكثير لا يزال يتعين القيام به على الرغم من ادعاء، ترامب، بأن المواقع الإيرانية المستهدفة دمرت تماماً.
وتحدث بولتون عن نجاح نتنياهو في إقناع ترامب في استخدام القوة العسكرية ضد إيران، لكن سرعان ما فرض الرئيس الأمريكي وقفاً لإطلاق النار بعدما تلقى تقارير إيجابية عن الضربات، على حد تعبير الكاتب.
وأشار إلى أن نتنياهو الذي حذر من التهديد النووي الإيراني على مدى 3 عقود، لم يكن أمامه بعد الضربة إلا قبول التهدئة، لكن بولتون يعتبر أن نتنياهو حقق هدفين رئيسين، الأول بإدخال ترامب في الحرب، والثاني بإلحاق ضرر جسيم، وإن لم يكن حاسماً، بالمشروع النووي الإيراني.
ووفق المسؤول الأمريكي السابق، فإن نتنياهو يرى أن الوقت حان لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إيران، بينها إجراءات تشجع المعارضة الداخلية على التحرك ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي الخامنئي .
وقال بولتون إنه على الرغم من أن الدفاعات الجوية الإيرانية شبه معطلة إلا أن هذا الوضع لن يدوم طويلاً. ورأى أن إيران ستعيد ترتيب صفوفها وستستأنف العمل، رغم القضاء على قادة عسكريين وعلماء نوويين.
ويعتبر الكاتب أن آخر شيء يريده نتنياهو هو أن يقدم ترامب لطهران طوق نجاة اقتصادياً أو سياسياً، مضيفا أن إسرائيل تسعى إلى تغيير النظام في إيران، وأن نتنياهو يحتاج على الأقل، إلى قبول ترامب الضمني كي تواصل إسرائيل تفكيك ما تبقّى من مشروع طهران النووي.
وتحدث بولتون عن سعي ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام، وقال "يبدو هاجس ترامب بجائزة نوبل الآن مركز على غزة" حيث يضغط على طرفي الحرب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ورأى أن حماس تريد تخفيف الضربات الإسرائيلية، كما أن الكلف المادية والبشرية على إسرائيل في غزة والضغوط السياسية الداخلية لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن لم تترك لنتنياهو سوى هامش ضيق من المناورة، وفقا لبولتون.
وعن سوريا، أشار بولتون إلى أن انهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد شكل انتكاسة خطيرة لإيران، لكنه تساءل ما إذا كان من وصفهم بإرهابيي جبهة النصرة سابقاً (هيئة تحرير الشام) التي تحكم البلاد، تخلوا عن الإرهاب.
وأضاف الكاتب أن اجتماع نتنياهو وترامب ربما لن يسفر عن أي شيء ملموس بشأن سوريا، لكنه اعتبر النتيجة الأهم من الاجتماع، ستكون القرارات المتعلقة بإمكانية استخدام القوة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية لتحقيق أهداف رئيسية على الجبهتين.
هل يحل "قانون الغاب" مكان الأمم المتحدة؟
وفي صحيفة الغارديان، كتب سيمون تيسدال، مقالاً بعنوان: "الأمم المتحدة هي أفضل درع لدينا ضد حرب عالمية ثالثة. بينما يلوّح ترامب بالفأس، من سيقاتل لإنقاذها؟".
واستهل الكاتب بالحديث عن نقص التمويل المتواصل الذي تعاني منه الأمم المتحدة ووكالاتها، وقرار البيت الأبيض بشأن مراجعة مدتها ستة أشهر لعضوية الولايات المتحدة في جميع المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بينها الأمم المتحدة، وذلك بهدف خفض أو إنهاء التمويل واحتمال الانسحاب. وهي المدة التي تنتهي المدة الشهر المقبل.
وقال تيسدال إن إلغاء ترامب للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتفكيك معظم برامج المساعدات، ألحق أضراراً جسيمة بالعمليات الإنسانية التي تقودها أو تدعمها الأمم المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على التمويل الطوعي.
معتبراً أن المفهوم الأساسي للمسؤولية الجماعية عن الحفاظ على السلام والأمن العالميين، والتعاون في معالجة المشاكل المشتركة الذي تجسده الأمم المتحدة، أصبح على المحك.
ويرى الكاتب أن ميثاق الأمم المتحدة تعرض للتقويض بعد الفشل في وقف الحرب في أوكرانيا والهجمات الإسرائيلية الأمريكية على إيران، مضيفاً أن الصين ودولاً أخرى بينها المملكة المتحدة، تتجاهل القانون الدولي عندما يناسبها ذلك، على حد تعبيره.
ويستدل المقال على حججه بتزايد عدد النزاعات في العالم ومدتها، وما وصفه بتهميش مبعوثي الأمم المتحدة، والاستخفاف بعمليات حفظ السلام، والشلل الذي يعاني منه مجلس الأمن بفعل حق النقض، والعجز الذي تتسم به الجمعية العامة، وفقا للمقال.
وحذر الكاتب من أن السماح بانهيار الأمم المتحدة أو عجزها... فلن يحل مكانها إلا قانون الغاب، وسيكون العالم من دون الأمم المتحدة، أكثر خطراً وجوعاً وفقراً، وأقل صحة، وأبعد عن الاستدامة، وفقا لما جاء في المقال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
عقيدة بيغن: "حق إسرائيل في أن تملك وحدها السلاح النووي"
يوم 18 أبريل نيسان 2025، نشرت صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية مقالاً افتتاحياً، تدعو فيه حكومة، بنيامين نتنياهو، إلى "التحرك بمفردها إذا تطلب الأمر، لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدميرها في أقرب وقت ممكن". وقالت الصحيفة، في حضها للحكومة الإسرائيلية على شن الهجمات، التي وقعت فعلاً يوم 13 يونيو حزيران، إن "عقيدة بيغن، لا ينبغي أن تبقى مجرد حدث تاريخي في الذاكرة، وإنما لابد أن تكون سياسة تمارس في الواقع اليومي". ما عقيدة بيغن، وماذا تعني؟ تنسب هذه العقيدة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن ( 1977 إلى 1983). وهو زعيم صهيوني يميني. ولد عام 1913 في بيلاروسيا حالياً، ودرس في بولندا. ومات في تل أبيب عام 1992. ويعرف أكثر بتوقيعه اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر عام 1979. ومنح بيغن جائزة نوبل للسلام، في عام 1978، مناصفة مع الرئيس المصري، أنور السادات، بعد توقيعهما على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وفي مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تولى بيغن قيادة منظمة مسلحة تعرف باسم، إيرغون. وهي منظمة يهودية متطرفة، تناهض الانتداب البريطاني، وتعادي العرب في فلسطين. وتدعو إلى إقامة دولة يهودية على ضفتي نهر الأردن. وفي عام 1946، فجرت منظمة إيرغون، بقيادة مناحم بيغن، فندق الملك داوود في القدس. وقتل في العملية 91 شخصاً، بينهم جنود بريطانيون. وأصبح بيغن بعدها مطلوبا للسلطات الأمنية البريطانية بتهمة "الإرهاب". وعرضت بريطانيا مكافأة مالية لمن يقبض عليه. وهاجمت مجموعة مسلحة، تابعة لمنظمة إيرغون، في 1948 قرية دير ياسين الفلسطينية، وقتلت فيها 100 شخص على الأقل. وكانت "مجزرة دير ياسين" من بين الأحداث الدامية، التي عجلت بنزوح الكثير من الفلسطينيين عن ديارهم، خوفاً على حياتهم. أما عقيدته فتقوم على مبدأ استراتيجي مفاده بأن إسرائيل "لها الحق في منع أي دولة، تراها معادية، من الحصول على السلاح النووي". ويكون ذلك بضرب الأهداف، التي تحددها لهذا الغرض. وتوصف هذه العمليات العسكرية، في عقيدة بيغن، بأنها "دفاع استباقي عن النفس". وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي عقيدته هذه أول مرة في 1981، بقوله: "لن نسمح لأي عدو بأن يطور أسلحة الدمار الشامل فيستعملها ضدنا". ومن أجل تحقيق ذلك، وضع أساساً أمنياً تلتزم به الدولة، وتتعهد فيه بشعار أن "ندافع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة لنا". ويعتقد أنصار بيغن أن إسرائيل من "حقها ضرب الأهداف العسكرية، التي ترى فيها تهديداً محتملاً لأمنها". ويرون أيضاً أن "الضربات الاستباقية" من شأنها أن "تردع خصوم إسرائيل، وتجعلهم يترددون في تطوير الأسلحة النووية، مخافة أن تضربها إسرائيل". وكان بيغن يحرص، في الترويج لعقيدته، على ربطها بالمحرقة اليهودية. وقال لتبرير الغارات الجوية على المنشأة النووية العراقية تموز في 1981، إن "محرقة أخرى كانت ستقع في تاريخ الشعب اليهودي"، لو أن إسرائيل لم تنفذ ضربتها. "القنبلة النووية الإسرائيلية" لا يعرف أحد حجم الترسانة النووية الإسرائيلية. ولا يمكن لأحد أن يعرف بالتدقيق. فإسرائيل تنتهج سياسة التعتيم على هذا الملف. فلا تعترف ولا تنفي امتلاكها للأسلحة النووية. ولكن هذه المسألة أصبحت اليوم من الأسرار المكشوفة. ففي عام 1999 نشر الباحث الإسرائيلي الأمريكي، أفنير كوهين، كتاباً بعنوان "إسرائيل والقنبلة". اعتمد فيه على آلاف الوثائق الحكومية الأمريكية والإسرائيلية، التي رُفعت عنها السرية. واستند على حوارات أجراها مع فاعلين في المشروع النووي الإسرائيلي. وكشف الباحث أن إسرائيل أنتجت أول قنبلة نووية في عام 1967، يوماً واحداً قبل اندلاع حربها مع جيرانها العرب. وبدأ المشروع مع ديفيد بن غوريون، بإنشاء اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية في 1952، بمساعدة من فرنسا، التي أمدتها بالتكنولوجيا المطلوبة. ويقول الكاتب إن إسرائيل تكتمت على برنامجها النووي في الداخل والخارج، حتى لا تثير مخاوف جيرانها العرب. وأخفت حقيقته العسكرية حتى عن الإدارة الأمريكية، التي كانت وقتها قلقة بشأن انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم. والواقع أن عقيدة بيغن تعود إلى مطلع ستينات القرن الماضي. فكانت إسرائيل تجتهد في تطوير الأسلحة النووية لنفسها. وتعمل في الوقت نفسه، بكل "الوسائل المتاحة لها"، على تدمير أي محاولة من جيرانها للحصول على هذه التكنولوجيا. صواريخ عبد الناصر في 2022، رفع الموساد السرية عن وثائق، عمرها 40 سنة، تكشف كيف تعقب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، عالماً ألمانياً وقتله في عام 1962. والسبب أنه كان يشرف على برنامج مصري، لتطوير صواريخ طويلة المدى، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وكان هانس كروغ من العلماء، الذين طوروا صناعة الصواريخ الألمانية في الحرب العالمية الثانية. وبعد سقوط النازية، تسابقت العديد من الدول لتوظيف هؤلاء العلماء والاستفادة من كفاءتهم وخبرتهم، في صناعاتها العسكرية، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا. ولعل أشهرهم ، فيرنر فان براون، الذي كان عضواً بارزاً في الحزب النازي، وفي جهاز مخابراته، ورائد صناعة الصواريخ الألمانية. ودفع التنافس مع الاتحاد السوفييتي بالولايات المتحدة إلى توظيف فان براون ليقود برامجها الصاروخية والفضائية في وكالة ناسا. وأقنعت السلطات المصرية بدورها كروغ ومجموعة من زملائه العلماء بمساعدتها في تطوير الصواريخ وصناعتها محلياً. ووصلت المعلومات عن البرنامج المصري إلى إسرائيل، فاعتبرت ذلك تهديداً مباشراً لأمنها. وقررت، وفق وثائق الموساد، إيقافه بكل الوسائل. وبدأت المهمة بتخويف العلماء وتهديدهم ليتركوا العمل مع الحكومة المصرية. وانتهت بالاختطاف والقتل. وتذكر وثائق الموساد أن تصفية كروغ تمت في غابة قريبة من ميونيخ، على يد عميل ألماني، متهم بجرائم الحرب، اسمه أوتو سكورزني. وكان سكورزني، قبل أن يصبح عميلاً للموساد، عضواً في الحزب النازي، ومخابراته، ومن رجال زعيمه أدولف هتلر المقربين. ومنحه هتلر وسام الفارس الصليبي الحديدي، لأنه أنقذ في سبتمبر أيلول 1943 صديقه، بينيتو موسيليني، من السجن. أوزيراك، مفاعل تموز العراقي كانت فرنسا، التي زودت إسرائيل بالتكنولوجيا النووية بداية من الخمسينات، تسعى إلى موطئ قدم لها في المنطقة العربية بثروتها النفطية الهائلة. وأقامت باريس منذ الستينات علاقات متميزة مع بغداد، أثمرت عن صفقات مربحة لشركاتها، وعلى رأسها توتال. ووقعت حكومة، جاك شيراك، في 1975 اتفاقاً مع حكومة، صدام حسين، تبني بموجبه فرنسا مفاعلاً نووياً للعراق. ولكن بناء مفاعل الماء الخفيف، الذي يستعمل حصراً لإنتاج الطاقة الكهربائية، حسب تأكيد المسؤولين الفرنسيين، لم ينطلق إلا بعد 4 سنوات. وكان العراق انضم منذ 1970 إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تسمح له باستعمال التكنولوجيا النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولكن إسرائيل، التي لم توقع على المعاهدة إلى اليوم، كانت تنظر إلى نظام صدام حسين على أنه تهديد مباشر لأمنها. "عمليات تخريبية مشبوهة" تعثر إنجاز مشروع أوزيراك، بتسميته الفرنسية، أو مفاعل تموز، عند الحكومة العراقية، مرات عديدة، على الرغم من العلاقات المتميزة بين البلدين. وتعرض قبل انطلاقه إلى عراقيل و"عمليات تخريب" مشبوهة، لم يكشف فاعلها رسمياً إلى اليوم. التزمت فرنسا بتزويد العراق بمركز للبحث النووي، وتدريب 600 مهندس عراقي. وفي أبريل نيسان 1979، كانت تجهيزات مفاعل تموز 1، في مخازن ميناء، لاسين سور مير، جنوب شرقي فرنسا، تنتظر شحنها إلى العراق. وكان معها 65 كيلو من اليورانيوم المخصب. وفي ليل 5 إلى 6 أبريل نيسان وصلت مجموعة من الأشخاص، في هيئة سياح، على متن حافلة إلى مدينة تولون. وقصدوا الميناء. ونزل 5 منهم وتسلقوا الجدار. ووصلوا إلى المخازن، التي فيها تجهيزات المفاعل النووي، وثبوا فيها متفجرات تعمل بالتحكم عن بعد، وغادروا المكان. وبعد دقائق، دمر الانفجار 60 في المئة من التجهيزات، وتسبب في خسائر قدرها 23 مليون دولار. وتأخر التسليم بذلك سنة كاملة. ولم تسفر التحقيقات الفرنسية عن شيء. ولكن مهندساً إسرائيلياً أكد لصحيفة هآرتس، في 2021، مسؤولية الموساد عن تلك التفجيرات. وفي صباح يوم 14 يونيو حزيران 1980، عثرت عاملة التنظيف، بفندق مريديان في باريس، على نزيل مقتول في غرفته. كان المهندس المصري، يحيى المشد، يبلغ من العمر 48 عاماً، ومن أبرز علماء الذرة في العالم العربي وقتها. كلفته وكالة الطاقة الذرية العراقية بتمثليها في التواصل مع المسؤولين الفرنسيين. وكان يفترض أن يستلم منهم، في اليوم التالي، تجهيزات ومواد علمية ينقلها إلى العراق. ولم تكشف التحقيقات الأمنية الفرنسية، مرة أخرى، عن هوية القاتل أو الجهة المسؤولة عنه. وبعد أيام من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، أغارت طائرات فانتوم 4 الإيرانية، في سبتمبر أيلول 1980، على مجمع التويثة للبحث النووي، في بغداد. ولكن الهجمات أصابت البناية من الخارج، ولم تتسبب في أي خسائر بالمنشأة نفسها. أول غارة على مفاعل نووي واصل العراقيون إنجاز مشروعهم بالتعاون مع الفرنسيين. وكان يفترض أن يبدأ المفاعل في العمل، وفق تقارير الاستخبارات الإسرائيلية، في سبتمبر أيلول 1981. ويعتقد أن إسرائيل حددت يوم 10 مايو أيار 1981 لضرب المنشأة العراقية. وتزامن ذلك مع الانتخابات الرئاسية في فرنسا. ولكن زعيم المعارضة وقتها، شيمون بيريز، طلب من بيغن تأجيل الضربة، حتى لا تفسد أخبارها عرس الانتخابات على صديقه الحميم الرئيس، فرانسوا متيران. وتقرر تنفيذها يوم 7 يونيو حزيران، الذي يصادف ذكرى حرب الستة أيام 1967، بين إسرائيل وجيرانها العرب. في منتصف نهار 7 مايو أيار 1981، أقلعت 8 مقاتلات أف 16 إسرائيلية مدعومة بطائرات اعتراضية أف 15 من قاعدتها في سيناء المصرية، التي كانت تحتلها إسرائيل. وعبرت الأجواء الأردنية والسعودية إلى الأجواء العراقية، دون أن ترصدها الرادارات. وحلقت على ارتفاع 30 متراً فوق مجمع التويثة في بغداد، وأطلقت عليه صواريخها، فدمرت مفاعل أوزيراك - تموز تماماً. حدث كل ذلك في دقيقتين من الزمن. وعادت الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها سالمة. ولم تنتبه لها الدفاعات الجوية في عودتها أيضاً. لم يعلن العراق عن الهجوم إلا بعد 24 ساعة من وقوعه، عندما صرحت به إسرائيل. وقالت في بيان إن: "القنبلة الذرية، التي كان بمقدور ذلك المفاعل إنتاجها، بحجم قنبلة هيروشيما. ويعني هذا أنه كان خطراً قاتلاً، يتطور ليهدد شعب إسرائيل". وأثارت الغارات الإسرائيلية، التي قتل فيها 10 عراقيين وفرنسي واحد، تنديداً دولياً واسعاً، لأنها كانت أول هجوم على مفاعل نووي. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم بالإجماع، دون أن تعترض الولايات المتحدة على القرار. وبعد أسبوعين من الهجوم على المنشأة العراقية، اعترفت إسرائيل، لأول مرة، بأنها تملك القدرة على إنتاج القنبلة النووية. ثم كشف الخبير الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، في 1986 مشاركته، منذ السبعينات، في برامج إسرائيلية سرية لإنتاج الأسلحة النووية. "اليورانيوم الفرنسي المغشوش" بعد أربعين سنة، كشفت وثائق أمريكية، رفعت عنها السرية في 2021، أن الفرنسيين طمأنوا الأمريكيين في اجتماع يوم 25 يوليو تموز 1980 في باريس بأن مفاعل أوزيراك تموز لا يمكنه أن ينتج الأسلحة النووية نظراً لتصميمه، وبسبب نوعية المادة، التي تسلمها فرنسا للعراق. وأكد الفرنسيون في الاجتماع أن تصميم المفاعل العراقي لا يسمح بإنتاج الوقود للقنبلة النووية. وكان المهندسون الفرنسيون يغيرون سراً التركيبة الكيميائية لليورانيوم، الذي يسلمونه للعراقيين، بطريقة تجعله غير صالح تماماً لإنتاج الأسلحة النووية. "مفاعل الكبر" في سوريا وفي العاشرة والنصف ليلاً من يوم 5 سبتمبر أيلول 2007، انطلقت طائرات أف 16 مصحوبة بطائرات أف 15 من جنوب إسرائيل، باتجاه دير الزور في سوريا. وأغارت هناك على مجمع قالت إسرائيل إنه "مشروع مفاعل نووي تبنيه سوريا بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية". ولم تعترف إسرائيل بالهجوم، الذي قتل فيه عشرات السوريين، إلا في 2018. وكتب الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، في مذكراته إنه رفض طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بضرب المفاعل السوري المزعوم، "دون إعلان المبررات". ولكن أولمرت رد عليه، حسب المستشار الأمريكي، إليوت أبراهامز: "إذا لم تتحركوا لضرب المفاعل، فإننا سنفعل بمفردنا". وقال في 2018: "عندما اكتشفنا وجود مفاعل نووي في سوريا. قررنا على الفور أن ندمره. يستحيل أن نقبل به على حدودنا". وأثنت جيروسالم بوست على موقف أولمرت ووصفته بأنه يترجم عقيدة بيغن، التي ينبغي أن يلتزم بها نتنياهو في تعامله مع إيران. وقالت "إن الذين حذروه من رد سوريا في 2007، كانوا على خطأ. فسوريا لم ترد، مثلما لم يرد العراق في 1981". "القنبلة النووية الإسلامية" عندما أجرت الهند أول تفجير نووي في مايو أيار 1974، قررت باكستان الحصول على القنبلة النووية بأي ثمن. وينقل عن الرئيس، ذو الفقار علي بوتو، قوله بشأن ذلك: "سنأكل العشب ونحصل عليها". وتحقق طموح بلاده في مايو أيار 1998، على يد العالم النووي، عبد القادر خان. وتعتقد باكستان أن إسرائيل سعت منذ السبعينات إلى إفشال برنامجها النووي. فقد تعرضت الشركات الأوروبية، التي كان عبد القادر خان يتعامل معها لتمويل مشروعه، إلى هجمات مشبوهة. وتعرض خان نفسه إلى مضايقات وتهديدات بقتله. وذكر الجنرال الباكستاني، فيروز حسن خان، في كتابه "نأكل العشب"، أن باكستان كانت متخوفة من هجوم هندي إسرائيلي على منشأة كاهوتا النووية الباكستانية. ويعتقد أن الأمريكيين هم الذين نبهوا الحكومة الباكستانية إلى الأمر في 1984. وللتعبير عن قلقه من البرنامج النووي الباكستاني، كتب بيغن رسائل إلى قادة الدول العظمى، من بينها رسالة بعث بها في مايو أيار 1979 إلى رئيسة الوزراء البريطانية، مارغريت ثاتشر، يطالب فيها بمنع الشركات البريطانية من تمويل باكستان بالمواد والتكنولوجيا النووية. وطمأنته ثاتشر في ردها يوم 19 يونيو حزيران 1979 بأن حكومتها ملتزمة بذلك. ولكنها نبهته إلى أن إسرائيل مطالبة هي الأخرى "بتجنب نشر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط". وأضافت أن "إسرائيل وجميع الدول الأخرى مطالبة باحترام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية". "برنامج السعودية النووي" عبّر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان منذ 2018، عن عزم بلاده على امتلاك التكنولوجيا النووية. وقال لقناة فوكس نيوز الأمريكية، في 2023: "نحن قلقون من أي دولة تمتلك القنبلة النووية. وإذا نجحت إيران في تطوير قنبلة نووية، فإننا سنحصل على واحدة". وحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن السعودية اشترطت في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مساعدتها في تطوير برنامجها النووي. ولكن إسرائيل رفضت هذا الشرط، كما اعترض عليه أنصار، جو بايدن، في الكونغرس. وتصطدم عقيدة بيغن و "حق إسرائيل" في منع أعدائها من الحصول على الأسلحة النووية، مع "حق دول المنطقة المماثل"، في منع أعدائها أيضاً من الحصول على الأسلحة النووية. وهو ما عبر عنه ولي العهد السعودي بقوله: "نحن قلقون من أي دولة تمتلك القنبلة النووية". وأكد على ذلك مدير المخابرات السعودي السابق، تركي الفيصل، في مقال أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ويدعو تركي الفيصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "من باب العدل، إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، مثلما قصفت طائراته المنشآت النووية الإيرانية". ويتسع الاعتقاد في الغرب، بين المثقفين والحقوقيين وخبراء الطاقة النووية، بأن الغارات الإسرائيلية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قد تزيد من إصرار النظام على تطوير السلاح النووي. وهو ما يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى مواجهة نووية مدمرة. سلاح "لإبادة البشرية وتدمير الأرض" تذكر الحملة الدولية لمنع الأسلحة النووية أن رأساً نووياً واحدًا يمكنه أن يقتل مئات الألاف من البشر في لحظة واحدة. ويتسبب في أضرار فادحة للإنسان والبيئة. وقد يصل عدد ضحايا تفجير نووي واحد على مدينة، مثل نيويورك، إلى أكثر من 583 ألف قتيل. وتملك الصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، مجتمعة أكثر من 12300 رأس نووي. قوة رأس واحد منها أكبر وأكثر فتكاً من القنبلة، التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما، في اليابان. الدولة النووية الوحيدة والدولة الوحيدة، التي تملك السلاح النووي في الشرق الأوسط، هي إسرائيل. أما تركيا فتؤوي أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، ولكنها لا تملكها ولا تتصرف فيها. وتخزن الولايات المتحدة رؤوساً نووية، في بلدان أخرى هي بلجيكا وألمانيا وهولندا. أما روسيا فلها رؤوس نووية مخزنة في بلاروسيا المجاورة. وهناك دول أخرى لا تملك أسلحة نووية، ولا تؤويها على أراضيها، ولكنها توافق، بحكم معاداتها وتحالفاتها العسكرية، على تخزين الأسلحة النووية، أو مرورها أو إطلاقها من أراضيها. كل هذه الدول، فضلاً عن 9 دول تمتلك أسلحة نووية، و6 دول أخرى تخزنها في أراضيها، موافقة على تفجير القنبلة النووية، في أي نزاع عسكري. وهددت روسيا مراراً باستعمال مقدراتها النووية التكتيكية في نزاعها مع الغرب، بشأن حربها في أوكرانيا. ولكن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم، حتى الآن، التي استعملت السلاح النووي. وألقت في 1945 قنبلة أولى على مدينة هيروشيما في اليابان، فقتلت 140 ألف شخص. ثم استهدفت قنبلة ثانية مدينة ناغازاكي بقنبلة ثانية، فقتلت 80 ألف إنسان في لحظة واحدة. ضربة "يوم القيامة" يذكر الباحث الإسرائيلي، أفنير كوهين، أن إسرائيل كانت مرتين على وشك استعمال السلاح النووي، في حربها مع جيرانها العرب. المرة الأولى كانت في حرب 1967، عندما أراد القادة الإسرائيليون توجيه رسالة إلى مصر والدول العظمى بأنهم يملكون "سلاح يوم القيامة". وعندما فشل الهجوم الإسرائيلي المضاد على القوات المصرية في 1973، اقترح وزير الدفاع، موشي ديان، الخيار النووي يومي 9 و17 أكتوبر. ويبدو أن رئيسة الوزراء غولدا مائير وافقت، على إخراج صواريخ أريحا وتركيب الرؤوس النووية عليها، ثم تراجعت في آخر لحظة. وحسب تقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية فإن روسيا تتصدر دول العالم من حيث عدد الرؤوس النووية بحوالي 5449 رأساً. وتليها الولايات المتحدة بحوالي 7277 رأساً، من بينها 20 رأسا تخزنها في منطقة الشرق الأوسط بتركيا. وتقدر الحملة الدولية مقدرات إسرائيل النووية بعدد 90 رأساً على الأقل، ولا تفصح إسرائيل عن الأرقام الحقيقية. ولا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذا يجعل منطقة الشرق الأوسط مخزناً لأكثر من 110 رؤوس نووية، تحت تصرف إسرائيل والولايات المتحدة. 66 مليون شخص مهددون بالإبادة ويمكن لهذه الرؤوس النووية إذا فُجرت كلها، حسب الخبراء العسكريين، أن تبيد 66 مليون إنسان في لحظات. ويعني هذا أنها ستقضي تماماً على سكان سوريا والأردن وإسرائيل وفلسطين مجتمعين، فلا تبقي منهم أحداً. أو تقضي على 80 في المئة من سكان تركيا أو إيران. وتملك إسرائيل والولايات المتحدة قوة نووية عسكرية مخزنة في الشرق الأوسط، بإمكانها إبادة سكان الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، مجتمعين، أو القضاء على سكان السعودية ودول الخليج العربية الأخرى كلها، وفق تقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية. أما إذا اندلعت حرب نووية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة فإنها ستؤدي إلى هلاك مئات الملايين من البشر. وتسبب الإشعاعات في تزايد الأمراض والتشوهات الخلقية. ويؤدي تدمير البيئة إلى مجاعة عالمية تمس المليارات من البشر على وجه الأرض.


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
المفاوضات التجارية اختبار لصورة ترامب كصانع صفقات
واشنطن: سعى دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض لتحقيق طموحه المزمن بإعادة ترتيب التجارة الأمريكية مع العالم، غير أن النتيجة حتى الآن كانت نشر الفوضى والضبابية. بدأ قطب العقارات الذي بنى سمعته في الأعمال كما في السياسة على صورته كـ'صانع صفقات' بارع، بتطبيق إستراتيجية متشددة تقوم على فرض رسوم جمركية عقابية توقعت إدارته أن تؤدي إلى انتزاع 'تسعين صفقة في تسعين يوما'. غير أن كل ما حققه إلى الآن هو اتفاقان، بالإضافة إلى خفض التصعيد في الحرب التجارية مع الصين من خلال اتفاق مؤقت. وحدد ترامب بالأساس لعشرات الشركاء والخصوم التجاريين على السواء وبينهم الاتحاد الأوروبي والهند واليابان، مهلة تسعين يوما حتى التاسع من تموز/ يوليو للتوصل إلى اتفاق قبل دخول الرسوم الجمركية المشددة حيز التنفيذ. لكن قبل أيام من ذلك الاستحقاق، مدد ترامب المهلة حتى الأول من آب/ أغسطس. وكان ذلك ثاني تمديد منذ أن أعلن عن الرسوم الإضافية في نيسان/ أبريل، ما أعاد طرح 'نظرية تاكو'، وهي مفردة لقيت انتشارا في أوساط أسواق الأسهم الأمريكية خلال الآونة الأخيرة، تختصر بالأحرف الأولى عبارة 'ترامب دائما يتراجع'. وتشير 'نظرية تاكو' التي أطلقتها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إلى أن الرئيس الجمهوري غالبا ما يتراجع عن السياسات التي يقرّها بنفسه، ما إن تنعكس اضطرابات في أسواق الأسهم. ويعتقد أن وزير الخزانة سكوت بيسنت كان من أكثر الذين دعوا إلى تعليق العقوبات وإعطاء مهلة. غير أن لقب 'تاكو' أثار غضب ترامب الذي أكد الثلاثاء أن الاستحقاق كان محددا بالأساس في الأول من آب/ أغسطس. وأعلن خلال اجتماع للوزراء 'لم أدخل أي تغيير، بل ربما توضيح'. وكتب 'ندعوكم إلى المشاركة في اقتصاد الولايات المتحدة الاستثنائي، السوق الأولى في العالم بفارق كبير'. وبعث بحوالي عشرين رسالة هذا الاسبوع ولا سيما إلى الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والبرازيل، يعلن فيها دخول الرسوم الجمركية المشددة حيز التنفيذ على منتجاتها التي تستوردها الولايات المتحدة. ورأت إينو ماناك الباحثة في السياسة التجارية في مجلس العلاقات الدولية أن هذه الرسائل 'هي أسلوب ترامب للتصدي لهذه التسمية'. وقالت لوكالة فرانس برس 'يريد أن يظهر أنه لا يماطل بشأن الاستحقاق، بل إنه جاد بهذا الصدد'. وأضافت 'لا شك أنه محبط لعدم رؤية سيل من الصفقات المتواردة'. موقع 'معقد سياسيا' وأوضح وليام راينش المستشار في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن 'التحول في خطابه من لن يكون هناك تكلفة، الدول الأخرى ستدفع الثمن، إلى سيكون هناك تكلفة على المدى القريب إنما مكاسب على المدى البعيد، وضعه في موقع أكثر تعقيدا سياسيا'. ولطالما أكد ترامب أن الدول الأخرى ستدفع ثمن سياسته الجمركية، في حين أن الشركات الأمريكية هي التي تتكبد الفاتورة في الواقع. وقال راينش، المسؤول التجاري الأمريكي السابق، 'في ذهن الرأي العام، الرسوم مؤلمة، لكن الاتفاقات ستكون مكسبا'. وحذر من أنه في حال عدم التوصل إلى صفقات، فقد يستخلص الأمريكيون أن سياسة ترامب غير مجدية وسيعتبرون إستراتيجيته فاشلة. تحويل الانتباه في هذه الاثناء، أعلن ترامب عن رسوم مشددة بنسبة 50% على واردات النحاس اعتبارا من الأول من آب/ أغسطس. كما أكد وزير التجارة هاورد لوتنيك أن المسؤولين سيختتمون بحلول نهاية الشهر التحقيقات حول أشباه الموصلات والأدوية، ما قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية. وقالت ماناك إن 'هذا التوقيت ليس بالصدفة، فهو يطابق الاستحقاق الجديد في الأول من آب/ أغسطس، ما يزيد الضغط ويصرف الانتباه عن أي قصور في الصفقات التي يتم التوصل إليها ضمن هذه المهلة'. ويعتقد المحللون أن مؤيدي ترامب لن يعيروا اهتماما للمحادثات التجارية ما لم تؤد الرسوم الجمركية إلى زيادة التضخم. وقالت إميلي بنسون مسؤولة الإستراتيجية في شركة 'مينرفا تكنولوجي فيوتشرز' إن 'السياسة التجارية ليست في طليعة اهتمامات الناخب العادي'. وبرأيها، فإن تركيز إدارة ترامب على تعزيز قطاع التصنيع الأمريكي وإعادة تنشيط الصناعات الدفاعية يشير إلى أنها مستعدة لتحمل التبعات السياسية لهذه القرارات من أجل تحقيق أهدافها. غير أن هذا يتطلب من الإدارة موازنة دقيقة وصعبة. فمن المرجح بنظر ماناك أن يبدي الناخبون اهتماما أكبر في حال نفذ ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية مشددة في مطلع آب/ أغسطس. وقالت 'قد نرى أيضا رد فعل سلبيا من السوق، لن يمر بدون أن يترك أثرا'. (أ ف ب)


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
ما مدى جدية الدعوات الغربية بالاعتراف بدولة فلسطينية؟
مع تجدد الحديث مرة أخرى، عن استعداد دول غربية، للاعتراف بدولة فلسطينية، تُثار تساؤلات حول مدى جدية تلك الدعوات، وهل يمكن أن تتمخض عن واقع حقيقي؟ ولماذا لا يتم إيقاف الحرب الدائرة في غزة أولا؟، ثم الشروع في التحركات الدبلوماسية، ومنها الاعتراف بدولة فلسطينية. ويقود تلك الحملة ويروج لها حاليا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكان قد دعا خلال زيارة أخيرة له للمملكة المتحدة، إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطينية، من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، معتبرا أنه الطريق "الوحيد الذي يؤدي الى أفق للسلام" بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الخميس 10 تموز/يوليو : "اؤمن بمستقبل حل الدولتين الذي سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها. اؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان، للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها الى أفق للسلام". وفي نفس اليوم الذي أدلى فيه ماكرون بتصريحاته تلك، كان 60 نائبا من حزب العمال البريطاني، يطالبون في رسالة وجهوها لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بالاعتراف الفوري بدولة فلسطينية وحذر النواب الذين يشملون نوابا، من الوسط واليسارفي الرسالة، التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، من أن غزة تتعرض لـ "تطهير عرقي". مشيرين إلى أن "أن عدم الاعتراف بفلسطين كدولة، يعني أننا نتراجع عن سياستنا الخاصة بحل الدولتين ونضع توقعات بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر، مما يؤدي إلى محو وضم الأراضي الفلسطينية". ماكرون والصوت الأوربي وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قال في مقابلة له مع قناة "فرانس 5" في نيسان إبريل الماضي : "علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الأشهر المقبلة"، مضيفا أن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الطريق الوحيد، نحو سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويأمل الفرنسيون في أن تحصل دعوة ماكرون، للاعتراف بدولة فلسطينية، على مزيد من الزخم، خلال المؤتمر الأممي للنظر في " حل الدولتين"، الذي ستستضيفه الأمم المتحدة، والذي أُعلن عن موعد جديد لانعقاده، يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين، من تموز/يوليو 2025، وكان الموعد الأصلي لانعقاد هذا المؤتمر هو حزيران/ يونيو الماضي، إلا أن الحرب بين إيران وإسرائيل أدت إلى تأجيله. ورغم الاستعداد الأوروبي، الذي يتحدث عنه المراقبون للمضي قدما، وراء الخطوة الفرنسية، في حالة الاعتراف بدولة فلسطينية، إلا أن الأمر على مايبدو مايزال مرهونا، بموافقة ومباركة أمريكيتين، إذ حذرت واشنطن الدول من أي اعتراف أحادي بدولة فلسطينية، وهددت بعواقب دبلوماسية لأي اعتراف من هذا القبيل. وتمثل فرنسا دولة ذات ثقل كبير في السياسية الدولية بجانب أنها تضم أكبر جاليتين من اليهود والمسلمين وهو مايجعله لاعترافها تداعيات على المستوى الأوروبي ، وكان وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي قد صرح لوكالة رويترز للأنباء بأنه "إذا اتخذت فرنسا الخطوة، ستلحق بها العديد من الدول". ويرى مراقبون أن اعتراف فرنسيا من هذا القبيل يحتاج إلى دراسة متأنية وإلى قراءة مواقف الأطراف الأوروبية خشية أن يؤدي إلى مزيد من الانقسام الأوروبي في ظل انقسام موجود بالفعل تجاه العديد من القضايا لكن الخلاف الأكبر ربما يكون مع الولايات المتحدة والتي تعد الحليف الأقوى والأكبر لإسرائيل. فرنسا تبدو غير عابئة ورغم المحاولات الإسرائيلية، لمنع اعتراف فرنسي من هذا القبيل، ورغم التحذيرات الأمريكية، فإن مسؤولين فرنسيين يرون أن فرنسا لن تتأثر بتلك الانتقادات، والضغوط الإسرائيلية والأمريكية. وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول فرنسي كبير قوله: "إذا كانت هناك لحظة (ملائمة) في التاريخ للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى لو كان ذلك رمزيا فقط، فأنا أقول إن تلك اللحظة قد حانت على الأرجح"، مضيفا أن ماكرون قد يرغب أيضا في ترك إرث له في التاريخ قبل انتهاء ولايته الرئاسية في عام 2027. ويذكر أن كلا من فرنسا وبريطانيا وكندا ،كانت قد قالت في بيان مشترك في نيسان/إبريل الماضي، إنها ملتزمة بالاعتراف بدولة فلسطينية، في وقت يشير فيه مراقبون إلى أن كلا من كندا وبريطانيا، ليستا متحمستين بشدة في الوقت الراهن لمثل هذا الاعتراف. بقي القول إن هناك من المراقبين، من يرون أن حل الدولتين يجب أن يُربط على المستوى العربي، بأي عملية تطبيع مستقبلية بين إسرائيل ودول عربية، بمعنى أن يكون قيام دولة فلسطينية، شرطا لإتمام تطبيع كامل بين الدول العربية، التي تنتظر قطار التطبيع وإسرائيل. سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 14 تموز/يوليو. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب