
البناء: نتنياهو لـ«إسرائيل» الكبرى من السعودية ومصر إلى لبنان وسورية والعراق والأردن.. لاريجاني لسنا نحن مَن أعطاكم ورقة مكتوبة للتعليمات ووضع لكم جدولاً زمنياً لتنفيذها.. سلام يطلب تأييد قرارات الحكومة كدليل على دعم لبنان… وإيران تدعم
.
ما فعله نتنياهو هو التحدّث بصراحة عن كيفيّة تفكيره وما فعله العرب هو التعبير عن خشيتهم من فعل ما يجب عليهم فعله، ونتنياهو صاحب كتاب «مكان تحت الشمس» عام 1993، يقول علناً إنه يريد احتلال البقاع والجنوب في لبنان والوصول إلى مشارف دمشق في سورية وأطراف الموصل في العراق وأجزاء من مصر والسعودية، كحدّ أدنى من خريطة طموحة لـ»إسرائيل» الكبرى تشمل كل جغرافيا هذه الدول، ويصف هذا الحد الأدنى بحدود الأمن الإسرائيلي، لكن مَن يُقنع رئيس حكومة لبنان والرئيس السوري والرئيس الفلسطيني عدا حكام الأردن ومصر والسعودية والعراق بأن بلادهم وثرواتهم تحت منظار التصويب الإسرائيلي، وأن لا شيء يردع «إسرائيل» مما يتوهّمون من علاقات دوليّة ومساعٍ دبلوماسية قالت حرب غزة إنّها بلا قيمة ما لم تكن هناك قوة تردع، أو بالحد الأدنى التسبّب بالضغط الاقتصاديّ والقطيعة السياسيّة، لكن حتى الآن لا حياة لمن تنادي، ولذلك يمدّ نتنياهو قدميه حيثما شاء
.
في لبنان انتهت زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني، بعد يومين من الصخب الإعلامي شارك خلالهما المسؤولون في الحكومة اللبنانية بالحديث عن مفهوم للسيادة يصوّر إيران كدولة تتدخل في شؤون لبنان وتضع مقياساً لدعم لبنان هو مساندة قرارات الحكومة، والموضوع المطروح لهذا الدعم هو نزع سلاح المقاومة، وقد نجح لاريجاني بكسر موجة الخطاب الرسميّ بالإشارة إلى التعدد اللبناني ومخاطر الانقسام في لبنان نظراً لما يقوله التاريخ وإعلان أن إيران تدعم التوافق اللبناني، أما عن السيادة والتدخل في شؤون لبنانيّة، فقال لاريجاني مخاطباً المعنيين، لسنا نحن مَن قدّم لكم ورقة بالتعليمات ووضع لكم جدولاً زمنياً لتنفيذها، فلا تخطئوا معرفة الصديق من العدو، والمقاومة رصيد لكل لبنان بوجه الاحتلال والعدوان اللذين لا يتوقفان عن السيطرة على الأرض اللبنانية وقتل المواطنين اللبنانيين
.
وفيما تتوالى فضائح حكومة الرئيس نواف سلام بعد القرارات المشؤومة التي اتخذتها، وتبني حكومة بنيامين نتنياهو تقديم المساعدة للحكومة لإضعاف حزب الله وقرارات نزع سلاحه بموازاة إرباك تعيشه الحكومة وعهد الرئيس جوزاف عون الذي نقل عنه بعض المقرّبين وفق معلومات 'البناء' عدم اقتناعه بقرارات الحكومة الأخيرة بحصريّة السلاح بيد الدولة، لكنه اعتقد أن ذلك يجنّب لبنان عدواناً إسرائيلياً موسّعاً كانت تتحضر 'إسرائيل' لشنه على لبنان خلال الأسبوع الماضي
.
وخطفت زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني الى لبنان الأضواء، حيث كانت زيارة ناجحة بكل المعايير، رغم محاولة وزير خارجية القوات اللبنانية جو رجي إلغاءها بالتعاون مع رئيس الحكومة وكل محاولات التشويش عليها تحت شعار السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية! فيما ذكّرت مصادر سياسية بوقاحة المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس خلال زياراتها إلى لبنان، بشكرها 'إسرائيل' من منبر قصر بعبدا على هزيمة حزب الله وتمخترها وتبخترها حاملة صاروخاً للمقاومة من مخازن الجيش اللبناني في الجنوب، ولفتت المصادر لـ'البناء' الى أن من المضحك المبكي أن المسؤولين اللبنانيين الذين يقدّمون محاضرات بالسيادة والاستقلال للمسؤول الإيراني علي لاريجاني هم الذين خضعوا وركعوا أمام المبعوث الأميركي توم باراك وأقروا تحت تهديد عصاه الغليظة ورقته التي تحمل الشروط الإسرائيلية. وتساءلت المصادر هل هناك سيادة بسمنة وسيادة بزيت؟ لماذا تصمت الأفواه حيال كل الانتهاكات الأميركية والسعودية للسيادة والتدخلات بالشؤون الداخلية ويبدأ التشدّق بالسيادة عندما يأتي مسؤول إيراني لزيارة لبنان؟
وتوقفت المصادر عند فضيحة كلام نتنياهو حول مساعدة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله، والفضية الأخطر هو صمت الحكومة المريب حيال هذه التصريحات، وكذلك كلام نتنياهو أمس، عن نيته ضمّ مناطق واسعة في لبنان ومصر والأردن وسورية الى 'دولة إسرائيل
'.
الى ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. وأكد الرئيس عون أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين. وشدّد رئيس الجمهورية على أن لبنان وطن نهائيّ لجميع أبنائه، مسيحيّين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكوّنات اللبنانية
.
ولفت الرئيس عون المسؤول الإيراني إلى أن من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، واذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، 'لكننا نحن في لبنان نسعى الى تحقيق مصالحنا'. وأضاف: 'نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانيّة آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أيّ دولة أخرى ويحترم خصوصيّاتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخليّة
.
غير أن أوساطاً سياسيّة سألت رئيس الجمهورية: هل ما يقوله ينطبق على التدخلات الأميركية والسعودية الفاضحة بالشؤون الداخلية اللبنانية؟
من جانبه، جدّد لاريجاني موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسميّة للجمهورية الإسلامية الإيرانية
.
ومن بعبدا، توجّه لاريجاني إلى عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأكد بعد اللقاء أن 'لبنان هو بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه'. وقال 'نحن مؤمنون أن من خلال الحوار الودّي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة'. وأكد أن 'وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والازدهار أمر مهمّ، وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول، لافتاً إلى عدم تأييده 'للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما'، ورأى أنه 'ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان'. وقال 'رسالتنا تقتصر على نقطة واحدة، إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات'. وأبدى 'احترامه لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها
'.
وحطّ لاريجاني والوفد المرافق، في السراي الحكومي بحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أكد أن 'التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانيّة اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، تشكّل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز
'.
وقال 'قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيّون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد
'.
وردًا على سؤال حول سبب عدم لقائه وزير الخارجية يوسف رجّي، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: 'وقتنا ضيّق
'.
وسخرت الأوساط السياسية من كلام سلام، معتبرة أن مفهومه للسيادة بالتعامل مع إيران يختلف عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، حيث تمّ استدعاؤه إلى فرنسا قبل القرارات المشؤومة، ونفذ الأوامر الأميركية بوقت قياسيّ، ولم يتسلح بذرة سيادة واستقلالية لتأجيل جلسة الثلاثاء إلى الخميس بطلب من وزراء 'الثنائي'، لسبب أن الأمير السعودي يزيد بن فرحان طلب حسم إقرار بند حصرية السلاح في الجلسة
.
وأشار لاريجاني، في كلمة من مرقد الأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصرالله، الى أن 'إذا أردتم السير على درب الشهيد السيد حسن نصرالله فواجبكم الصمود على المقاومة'، مؤكداً أن 'حزب الله هو مفخرة ومدعاة للكرامة والعزة
'.
وقال لاريجاني 'الشهيد السيد حسن نصر الله كان رجلاً عظيماً وكان رأس مال كبيراً للعالم الإسلامي أجمع، وصحيح أننا فقدنا هذا الشهيد لكن أبناءه الذين تتلمذوا في مدرسته ما زالوا أحياء'، مضيفاً 'حقد البعض لكم هو سبب تأثيركم وصلابتكم
'.
واستقبلت لاريجاني حشود واسعة من جمهور المقاومة انتظرته على جانبي طريق المطار وفي منطقة 'الكوكودي'، حاملين الرايات الصفراء والأعلام اللبنانية والإيرانية. كما التقى مجموعة واسعة من فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية والقومية، وعدد من الإعلاميين
.
ولفتت مصادر مطلعة على الزيارة لـ'البناء' أن زيارة لاريجاني في هذا التوقيت الحساس والخطير الذي يمرّ فيه لبنان والمنطقة، يحمل جملة رسائل للأميركيين والسعوديين بأن إيران لن تترك حلفاءها ولن تخلي الساحة للأميركيين والسعوديين الذين يتقدمون بموقفهم السلبيّ على الأميركيين عبر تدخل الأمير يزيد الفاضح وزيارات السفير السعودي في لبنان الذي يجول على مرجعيات ونواب الطائفة السنية وبعض الشخصيات السياسية المسيحية والدرزية لتحريضهم ضد سلاح المقاومة. كما وجّه لاريجاني رسالة الى قيادة حزب الله والمقاومة وجمهورها بأن إيران مستمرة بدعم المقاومة ولن تقبل الاستفراد الأميركي الإسرائيلي والسعودي بمقاومة لبنان وأن إيران مستعدة لدعم المقاومة في لبنان بما تطلبه. كما حملت زيارة لاريجاني الآتي من بغداد، رسالة مفادها أن تكرار العدوان على لبنان من 'إسرائيل' أو أي جبهة أخرى، قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة برمّتها
.
وفي رد على زيارة لاريجاني إلى لبنان، زار رئيس الأركان الإسرائيلي إحدى التلال المحتلة في جنوب لبنان
.
ميدانياً، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن 'غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في بلدة حداثا قضاء بنت جبيل أدّت إلى سقوط شهيد
'.
في المواقف شدّد الوزير السابق مصطفى بيرم على 'أن المقاومة هي التي تمثل السيادة، وتوجّه للذين يسألون ماذا قدمت المقاومة، وقال' فلتعرفوا أنه لولا المقاومة لكانت 'إسرائيل' الآن في بعبدا وبيروت، ولتنظروا إلى التجربة في جارتنا سورية، سورية التي لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان، هاجمتها 'إسرائيل' وأصبحت تحتل مساحات واسعة منها تعادل مساحة لبنان أو أكثر دون أن تنتظر ذرائع، فهي عدو توسعيّ احتلاليّ عنصريّ لا يحترم المستسلمين، ولا مكان للمستسلمين في هذا الزمن، لذا فإن خيارنا هو التمسك بالمقاومة ونهجها لأنها هي التي تصنع دولة قادرة ومقتدرة وعزيزة'.
بدوره، شجب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، 'إعلان نتنياهو تنفيذه خرائط مشروع إسرائيل الكبرى، في سياق إصراره على قتال الجبهات الموصل لهذا الحلم الإرهابي الأخطر. وهذا يعني أننا في قلب أزمة وجود كبرى تطاول نصف بلاد العرب، بل وتضرب عمق بلادنا العربيّة الاستراتيجيّ، وتؤكد المؤكد منذ العام 1948، على أن ما يجري في قطاع غزة والضفة وجنوب سورية وغيرها… دليل مطلق على وحشيّة هذا الكائن الصهيونيّ الأميركيّ الذي يعتاش على ابتلاع بلاد العرب بالقوة والاحتلال، والعين على أنظمة التطبيع وحكام الطاعة الأميركيّة للخروج من أسوأ كابوس سياديّ
'.
وأضاف البيان: 'حكومة لبنان وسلطاته التنفيذية معنية بالجواب الممنوع والموقف المقموع وسط شلل سيادي وفضيحة وطنية لا سابق لها على الإطلاق، علّ حكومة هذا البلد تفهم ما قاله رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير اليوم فوق أرض لبنان المحتلة، ومن دون خشية من حكومة هذا البلد المنهزمة والتي لا تعرف لغة العنتريّات إلا اتجاه شعبها، فقط لأنّ بعض مَن بهذا البلد يقمع الجيش اللبناني العزيز من القيام بأكبر وظائفه السيادية، ولا حل في وجه هذا الطغيان الصهيوني إلا الممانعة السيادية وإسقاط الجوقة الحكوميّة المستسلمة فضلاً عن تأكيد الخيار الإستراتيجي جيش شعب مقاومة كأساس سيادي ووجودي لهذا البلد بعيداً من الاستسلام الحكومي الذي يهدّد أصل وجود لبنان
'.
على صعيد آخر، أشار وزير الإعلام بول مرقص الذي تلى مقرّرات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي إلى أن ' الموافقة على تطويع نحو 1500 رقيب لصالح قوى الأمن الداخلي، موضحاً بأنه تمّت الموافقة على تطويع رقيب متمرن اختصاصي وعادي عدد 500 ودركي متمرن عدد 1000 لصالح قوى الأمن الداخلي والموافقة على استخدام 56 أجيراً لصالح قوى الأمن
.
وأعلن بأنه تم تعيين محمد سليم زعتري مديراً عاماً لمستشفى بيروت الجامعي، على أن يتم استكمال التعيينات لسائر مجالس إدارة المستشفيات الحكومية
.
وأعلن عن جلسة حكومية غداً الخميس في السراي عند الساعة ٣ لاستكمال البحث في البنود الواردة في جدول الأعمال، والتي لم يتسنّ للحكومة درسها
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
لبنان الرسمي للثنائي براك ــ اورتاغوس: الكرة في ملعب «اسرائيل» مصير «اليونيفل» يتحدد خلال أيام الشارع «الاسرائيلي» يضغط على نتنياهو لانهاء حرب غزة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يحُط المبعوثان الاميركيان توم براك ومورغان اورتاغوس اليوم الاثنين في بيروت في زيارة ستكون حاسمة لملفين، الاول تحديد مصير الورقة الاميركية التي وافق عليها مجلس الوزراء مطلع الشهر الحالي بعد ابلاغه بالرد الاسرائيلي عليها. اما الملف الثاني فهو مصير القوات الدولية «اليونيفيل» والذي سيُبت التجديد لها في جلسة يعقدها مجلس الامن الدولي نهاية آب الحالي. وكشفت مصادر رسمية لـ«الديار» أن «لبنان ينتظر ما سيحمله المبعوثان الاميركيان وهو يترقب بشكل اساسي ما اذا كانا سيوصلان موافقة اسرائيلية - سورية على السير بالورقة الاميركية باعتبار ان التزام لبنان وحيدا بها ورفض الطرفين الآخرين المعنيين بها تنفيذ مضامينها يجعلها ساقطة حكما». وأوضحت المصادر ان «رئيس الجمهورية كما رئيس الحكومة سيشددان امام الضيفين الاميركيين على ان لبنان نفّذ ما هو مطلوب منه لجهة اتخاذ قرار حكومي بحصرية السلاح ووكّل قيادة الجيش بوضع خطة تنفيذية وحدد مهلا زمنية لذلك، وبالتالي آن الاوان ان تنفذ بالمقابل اسرائيل ولو جزءا مما هو مطلوب منها سواء لجهة وقف الخروقات، أو الانسحاب من الاراضي المحتلة وتحرير الاسرى»، لافتة الى انه خلاف ذلك سيكون من الصعب على لبنان مواصلة القيام وحيدا بالخطوات المطلوبة منه». مواقف عون وفي حديث تلفزيوني، أوضح الرئيس عون ان الورقة الأميركية التي حملها براك، وضع لبنان ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، «وهي لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها». ولفت في هذا المجال الى انه كان امام خيار من اثنين: «اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندئذ سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه.» مصير «اليونيفل» وعلمت «الديار» ان مرافقة اورتاغوس لبراك سببها الاساسي انها الممسكة راهنا من الجانب الاميركي بملف التجديد لقوات اليونيفل. وفي هذا الاطار، شددت المصادر الرسمية اللبنانية على ان «لبنان سيؤكد لها اصراره على التجديد للقوات الدولية وفق القواعد المعمول بها راهنا ومن دون توسيع صلاحياتها، من منطلق ان دورها اساسي راهنا في مساعدة ومساندة الجيش لتطبيق المطلوب منه جنوبي الليطاني كما استلام مهمة التنسيق مع اسرائيل التي لا تزال تحتل قسما من اراضيه، هذا عدا المهام الاجتماعية والانسانية التي تقوم بها في منطقة لا تزال منكوبة وتحتاج الى الكثير للنهوض من جديد». وليس واضحا حتى الساعة ما اذا كانت واشنطن ستوافق على طلب لبنان التجديد لهذه القوات والمحافظة على عديدها دون شروط خاصة، في ظل الضغوط الاسرائيلية لانهاء مهام «اليونيفل». حزب الله: المرحلة خطرة ولا يبدو حزب الله متفائلا كثيرا بما سيحمله المبعوثان الاميركيان وبأداء السلطة اللبنانية. اذ رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، أن «المرحلة التي يمر بها لبنان، هي مرحلة حرجة وخطرة ومعقّدة»، معتبرا خلال احتفال تأبيني، أن «السلطة اللبنانية وقعت في خطأ جسيم، وأوقعت معها البلد في حالة خطرة وأكثر تعقيداً، وتنطوي على احتمالات أكثر سلبية، عندما تراجعت عن أولوية الإنسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية». واذ شدد على أن «قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي»، أكد فياض أن « حزب الله حرص منذ تفاهم وقف إطلاق النار أن يقدِّم أداء مرناً وإيجابياً آخذاً بعين الاعتبار، خصوصية الوضع اللبناني وضروراته، وأن يفتح الطريق أمام السلطة اللبنانية لمسار المعالجة، ولكن يبدو أن هذه السلطة، اختارت الرضوخ لمسار الفرض والإملاء من قبل الخارج والاستسلام للشروط الإسرائيلية، وهذا مسار مكلف وخطر على المستويات كافة». ضوء في النفق؟ وفي ظل الضبابية والسواد المحيط بالوضع العام، كان لافتا في عطلة نهاية الاسبوع خروج وكالة «ستاندرد أند بورز» لرفع التصنيف الائتماني للدين المحلي اللبناني بالعملة المحلية إلى CCC مع نظرة مستقبلية «مستقرة». ويعتبر الخبير المالي الدكتور محمود جباعي ان ما حصل في هذا المجال «خطوة جيدة، لكن وجودنا تحت خانة الـC يعني اننا لا نزال في خطر»، لافتا في حديث لـ«الديار» الى ان قرار رفع التصنيف ارتكز على «نجاح الحكومة والمصرف المركزي بالحفاظ على الاستقرار النقدي طوال عامين ونصف كما بالايفاء بالتزاماتها بالليرة اللبنانية، ما يعطي نظرة مستقبلية شبه مستقرة للعملة المحلية، وبالتحديد خلال الاشهر الـ12 المقبلة». ويضيف جباعي:»اما ابقاؤنا بتصنيف SD بالعملة الاجنبية، فمرده لكون لبنان لم يفاوض بعد بشكل واضح حملة اليوروبند ولم يقم بجدولة ديونه الخارجية «. ضغوط داخلية على نتنياهو اما على خط الحرب في غزة، فقد عاد الشارع الاسرائيلي ليضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لوقف الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. وخرج مئات المتظاهرين، الأحد، إلى الشوارع في كل أنحاء فلسطين المحتلة وأغلقوا طرقاً رئيسية في المدن، من بينها الطريق السريع الذي يربط تل أبيب بالقدس، وأشعلوا إطارات سيارات، ما تسبب باختناقات مرورية. ودعا المتظاهرون و «منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين» إلى إضراب شامل في كل أنحاء الدولة العبرية مطالبين الحكومة بالتراجع عن قرارها الأخير بتوسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة. من جهته، اعتبر نتنياهو أن «من يدعو اليوم لإنهاء الحرب دون التخلص من حماس يعزز موقفها ويبعد تحرير الأسرى ويضمن تكرار 7 أكتوبر»، مشددا على ان «السيطرة لأمنية المستمرة على قطاع غزة هي أحد شروطنا لإنهاء الحرب والتي ترفضها حماس»، مضيفاً «نحن مصرون على نزع سلاح حماس وسننزع سلاح القطاع على المدى الطويل من خلال العمل ضد أي محاولة للتسلح». وعن الوضع في لبنان، قال:»عملنا في لبنان يتم وفق اتفاق وقف إطلاق النار وسنستهدف أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله». مصير الحرب الروسية - الاوكرانية في هذا الوقت، تتجه الانظار اليوم الى واشنطن حيث يُعقد اجتماع بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي يرافقه عدد من القادة الاوروبيين وأبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واعلن ترامب عشية اللقاء أن «هناك تطوراً كبيراً بشأن حرب روسيا وأوكرانيا»، مضيفا:»ترقبوا الأخبار»، فيما أعلنت رئيسة «المفوضية الأوروبية»، الأحد، أن قادة أوروبيين سيرافقون زيلنسكي إلى واشنطن، الاثنين، للقاء ترمب، فيما أفاد مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى واشنطن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب قادة أوروبيين آخرين اليوم الاثنين. وأضاف البيان أن الزعماء سيواصلون «العمل المنسق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحفظ المصالح المهمة لأوكرانيا وأمن أوروبا». في وقت تحدثت وكالة «إنترفاكس» للأنباء الاحد عن احباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هجوماً أوكرانياً بطائرة مسيرة على محطة سمولينسك للطاقة النووية.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
عون: سلاح حزب الله شأن داخلي ووضعنا ملاحظات على الورقة الأميركيّة وهي أضحت ورقة لبنانيّة تخويف اللبنانيين من بعضهم مجرد كلام وغير مبرر... والجيش موجود على الحدود وفي الداخل
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان "ايران هي دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة. ويجب عليها ان تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة"، مشددا ًعلى ان لبنان لا يتدخل في شؤون أي دولة، ولكنه لا يسمح بتدخل أي دولة في شؤونه". وعن الورقة الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي السفير توماس براك، أوضح الرئيس عون ان "لبنان وضع ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، وانها "لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا و "إسرائيل" عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها". مواقف الرئيس عون جاءت خلال مقابلة تلفزيونية، وقال عن زيارة علي لاريجاني: "كنت واضحاً معه. قلت اذا كنتم ترغبون بصداقة لبنان، فأهلاً وسهلاً بكم، ولكن يجب ان تكون مرتكزة على الاحترام المتبادل. ذكّرته بزيارة وزير الخارجية الإيراني الى لبنان في الرابع من حزيران الماضي، حيث تكلمت معه على أسس العلاقات بين أي بلدين، والتي تقوم على 4 ركائز: الشفافية، الصراحة، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين. ويجب على ايران ان تكون صديقة لكل مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة. المساعدة تكون استناداً الى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية"، مضيفا "نحن لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون الدولة الإيرانية او أي دولة أخرى، ولكن في المقابل لا نقبل ان يتدخل احد في شؤوننا. سلاح حزب الله شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع. اذا عدنا الى وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، فهي واضحة في موضوع حصر السلاح. وحتى خطاب القسم والبيان الوزاري أشارا الى حصر السلاح، ولا اعتقد ان أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح." وتابع "عندما جاء السفير توم براك الينا، قال ان هناك اتفاقية تم التوقيع عليها في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وهي اتفاقية وقف اطلاق النار التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية السابقة بكل أطيافها، فكيف تريدون منا مساعدتكم على تطبيقها؟ وعند عودته ثانية، حمل الينا ورقة تتضمن لائحة أفكار كخريطة طريق. تمت دراسة هذه الورقة من قبل الرؤساء الثلاثة، وشكلنا لجنة لذلك، وتم وضع ملاحظات عليها من قبلنا، وتسليمها اليه، وحصل تبادل للملاحظات على هذه الورقة. كما قلت، هذه الورقة هي خريطة طريق لتنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار، ووضعنا ملاحظاتنا عليها، فأضحت بذلك ورقة لبنانية، وأجرينا إضافات عليها، أهمها تحت بند ملاحظات، وهو الاتي: لا تصبح هذه الاتفاقية نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا و"إسرائيل" عليها. وهناك أيضا إضافات أخرى ضمن بند ملاحظات أيضاً، والامر الثاني الذي اكدنا عليه هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، اذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها. والورقة في حد ذاتها، تحتوي على 4 مواضيع أساسية: اولاً الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وتثبيت الحدود ووقف الاعتداءات على لبنان، ثانياً انعاش الاقتصاد اللبناني، ثالثاً إعادة الاعمار، ورابعاً ترسيم الحدود مع سوريا. وفي هذا الاطار، أود أن أثمّن الموقف السوري تجاه هذه الورقة، حيث قالت وزارة الخارجية السورية تعليقا على بنودها: في ورقة براك والمرتبطة بسوريا، ترسيم الحدود مع لبنان والتنسيق الأمني بيننا هما من أهم الملفات لأنها تقود الى تعاون اقتصادي كبير بين البلدين، لذلك نحن منفتحون على التعاون". وأردف "اذاً، هذه هي النقاط او المواضيع الأربعة الأساسية في ورقة براك، وأنا كرئيس للدولة، همّي مصلحة لبنان، لدي خيار من اثنين: اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة "إسرائيل" عليها، فيتم بالتالي الانسحاب وتحرير الاسرى وترسيم الحدود ووقف الاعتداءات وانعاش الاقتصاد، وإما لا أوافق على الورقة، وعندئذ "إسرائيل" سترفع وتيرة اعتداءاتها، ومن الممكن ان يتم ذلك بدعم من المجتمع الدولي، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان احدهم يعتقد موهوماً بأن أحداً سيساعدنا ويقاتل عنا، فهو مخطىء. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه. الموضوع حساس ودقيق، وعلينا ان نختار ما هو افضل لجميع اللبنانيين وليس لفئة على حساب اخرى". وقال الرئيس عون: "لم نتلق أي تهديد، ما قاله الأميركيون هو انكم اذا اردتم تنفيذ الورقة فأهلاً وسهلاً، واذا لم تريدوا تنفيذها، فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا"، مضيفا "ان اتفاق الطائف واضح في موضوع حصر السلاح، ومن اساسيات قيام الدولة قرار السلم والحرب وحصر السلاح بيدها. هناك احتلال إسرائيلي، واسرى لبنانيون في السجون الإسرائيلية، وحدود غير مرسَّمة مع "إسرائيل"، وأريد اتفاقا مع الطرف الآخر، برعاية فرنسية او أميركية او دولية لا فرق، لأتمكن من مقاربة هذا الملف. لماذا عليَّ أن أقاربه من طرف واحد؟ صحيح أنه أمر داخلي، ولكن هناك ورقة تقدم لي أفضليات، فلماذا لا أستفيد منها؟ وكما ذكرت، إما أن نتبع مسار هذه الورقة ونفك عزلة لبنان، وتحصل الولايات المتحدة على موافقة "إسرائيل" عليها، واما لا نسير بالورقة، فيسوء الوضع أكثر مما هو الآن". أنني رجل دولة وقد جئت لأبني بلداً أضاف "انا لا احكم على النوايا، ولا اعرف ما هي الحسابات وراء المواقف، ولكن ما يعنيني، هو أنني رجل دولة وقد جئت لأبني بلداً، ليس لدي حسابات انتخابية او حزب يشغل بالي، ولا تطلعات سياسية لاحقة بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، همي ان احمي البلد وان ابني دولة، فقط لا غير. ومن يريد ان يزايد فهو حر". وعن موضوع المحادثات مع حزب الله، قال: "انا منفتح على ان ابحث أي موضوع تحت سقف الدولة، ومن يرغب فاهلاً وسهلاً به. اعود وأكرر ان همّي ليس المحاور ولا انقل لبنان من محور الى آخر، بل همّي ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الامن والازدهار والاستقرار، لانه من دون استقرار سياسي وأمني ليس هناك من ازدهار وانتعاش اقتصادي. لدي احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور الى آخر. من يرغب بمساعدة لبنان من دون تدخل بشؤونه فاهلاً وسهلاً به". نعمل على تحصين علاقتنا مع سوريا وأكد أننا "نعمل على تحصين علاقتنا مع سوريا امنياً وعسكرياً برعاية المملكة العربية السعودية، وترسيم الحدود أساسي في هذا الإطار. ولكن هذا الخوف غير مبرر. وكما قلت إذا كان هناك من خوف ما، فالدولة اللبنانية بقواها المسلحة تعنى به. والجيش موجود على الحدود وهو جاهز للحفاظ على الأمن من أي محاولة تستهدف لبنان. وحتى في الداخل، فإننا نلاحظ ان جميع الأفرقاء كلمتهم واحدة لجهة تحصين لبنان وتحييده، من المفتي دريان الى مشيخة العقل، وصولا الى جميع الفاعليات السياسية والدينية. الكل مع تحييد لبنان، وهذا ما يقويه ويحصنه تجاه أي تحديات تواجهه من أي جهة كانت". أضاف "منذ تأليف الحكومة الى اليوم، حصلت عدة إنجازات لجهة الإصلاح المالي والإقتصادي والمصرفي. واليوم وقَّعت على قانون إصلاح المصارف، وقبله قانون السرية المصرفية، وتعيين حاكم المصرف المركزي. وأصبحت هناك لجنة رقابة، ونواب للحاكم. وتم التواصل مع البنك الدولي، ووفد منه اتى الى لبنان، فالخطوات قائمة لتحقيق الإصلاح. وحتى المؤشرات الاقتصادية مشجعة. وبالأمس، مؤشر اليوروبوند بلغ نحو 20%، في حين انه قبل ذلك كان بحدود 6%. هذه مؤشرات مشجعة، عدا عن السياحة. بالتالي، اننا نقوم بخطوات. وحتى في القضاء، محاربة الفساد ومعالجة ملفاته هي باتجاه الإصلاح الإقتصادي والمالي والمصرفي. يبقى البحث في موضوع الفجوة المالية، الذي بدأته الحكومة. بذلك، نكون قد قمنا بكل الخطوات مبدئيا بإتجاه وضع لبنان على السكة الصحيحة لإستعادة الثقة". وعن ملفات الفساد، قال الرئيس عون: "ان التوقيفات التي حصلت، والملفات التي فتحت، تشمل كل الطوائف، وهذا واضح للجميع. والتشكيلات الجديدة والمدعون العامون الجدد سيتابعون هذه الملفات. ونحن في بداية مرحلة جديدة في مقاربة موضوع الفساد". والازدهار والانتعاش الاقتصادي وعن السلام، قال الرئيس عون: "نحن منطلقون من مبادرة السلام العربية التي انبثقت عن قمة بيروت العام 2002. وفي هذا الإطار، اريد ان اشيد بدور وجهود الأمير محمد بن سلمان الذي يسعى بكل جهده لأخذ المنطقة الى السلام. ولقد رأينا في الفترة الأخيرة، المؤتمر الذي حصل برعاية سعودية-فرنسية وقام على اساس حل الدولتين، إضافة الى كل المحاولات الجدية التي يقوم بها الأمير لأخذ الوضع في المنطقة الى السلام. نحن موجودون ضمن الإجماع العربي، وخطة السلام القائمة على السلام العادل وإعادة الحقوق لأصحابها. ووفقا لمبادرة السلام العربية، لبنان سيكون في هذا القطار"، مضيفا "كل ما نقوم به هو باتجاه السلام، والازدهار والانتعاش الاقتصادي، لأن الاستقرار السياسي والأمني يؤدي الى الاقتصاد وليس الى العكس. نحن نعمل على هذا الموضوع، وتحديداً على خطين: القضاء والإصلاحات الاقتصادية، وبالتأكيد الوضع الأمني". وعن موضوع توطين الفلسطينيين، قال: "انه امر مرفوض كليا من قبلنا". وعن موضوع نزع سلاح المخيمات، قال الرئيس عون: "لقد تم تأخيرها لسببين: الأحداث التي حصلت والاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وكذلك بعض الاعتبارات الداخلية عند السلطة الفلسطينية. لقد حصل تأخير، ولكن لم يقفل هذا الملف. هناك سلطة فلسطينية، ورئيس لها اتى الى لبنان وقال: هذا وعدي لكم. ونحن بانتظار الترتيبات الداخلية لكي ننسق وإياهم حول كيفية التنفيذ. لكن القرار اتخذ من قبلهم. ونحن تلقفناه، وهو قرار مرحب به". لا أحد بإمكانه إخراج أحد وعن التخوف من أي حرب او إقتتال داخلي، قال: "لبنان تعب من الحروب والأزمات. نحن سنحاول قدر المستطاع وأكثر، تجنيب لبنان أي خضات داخلية او خارجية"، مضيفا "لا أحد بإمكانه إخراج أحد. الطائفة الشيعية موجودة في لبنان، وهي فاعلة في الحياة السياسية اليومية، وفاعلة في الحياة البرلمانية، وما من احد يستطيع إخراجها من حيث هي موجودة. ولكن للأسف، البعض لأهداف سياسية خاصة ولأهداف إنتخابية، يحاول تخويف اللبناني من الآخر، وهذه مشكلتنا في لبنان. هناك دائما طرف يعمد الى اخافة مجتمعه من الطرف الآخر. والآن نحن في مرحلة إنتخابية. ولكن ما من خوف على اية طائفة، وما من طائفة لها فضل على أخرى، وما من طائفة اقوى من أخرى، جميعنا موجودون تحت سقف لبنان، ولدينا هوية واحدة، ولدينا الفرص نفسها، ونواجه التحديات نفسها. موقفنا ووحدته هو اهم سلاح. فلا ندع أحدا يحاول إخافة الآخر من احد، فمحاولات التخويف هذه كلها باطلة، وانا مسؤول عن كلامي". لبنان دولة مسروقة وليس دولة مفلسة واعتبر الرئيس عون "لبنان دولة مسروقة وليس دولة مفلسة. ورأيي ان 90% من المشكلة في لبنان تكمن في الفساد الذي كان مستشرياً لأنه لم تكن هناك من محاسبة. اليوم بات لدينا قضاء يحاسب ويفتح ملفات. ولبنان يتمتع بإمكانات هائلة، ولديه شبان وشابات من ذوي الخبرات. واللبنانيون الذين يعملون في الخارج وفي مختلف دول الخليج وهم يكبّرون القلب اذ نسمع عن انجازاتهم كلما سافرنا يشكلون رأسمالنا الأساسي، وهو موجود في الخارج كما في الداخل اللبناني. من هنا، فإن لبنان بقدراته ليس مفلسا، لكنه كان منهوبا". الجيش محصَّن وعن دور الجيش للمرحلة المقبلة، قال: "الجيش محصَّن، والدليل على ذلك المرحلة السابقة التي مرت، فعلى الرغم من كل الذي حصل، بقي الجيش قلباً واحداً. وهو ينفذ مهامه في كافة المناطق اللبنانية بجميع عناصره، ويقدِّم الشهداء من كافة الطوائف والمذاهب والمناطق. والجيش يأتمر بالسلطة الإجرائية المسؤولة عنه والتي تصدر اوامرها اليه، فلا يخف احد. الجيش محصن، وهو يقوم بكافة مهماته". وختم الرئيس عون بالقول: "انا افهم اللبناني وهو يعيش منذ فترة في قلق امني واقتصادي ومالي، يتوق الى الخلاص. ولكن انا ليس لدي عصا سحرية. ما تم تحقيقه في ستة أشهر يشكِّل إنجازات. وانا أعد اللبناني في الداخل والخارج اننا سنتابع ولا عودة الى الوراء، ولكن يجب اعتماد بعض الصبر لكي نتمكن من اخذ لبنان الى بر الأمان. 40 سنة، ليس من السهل بين ليلة وضحاها ان نقوم بتغييرها، ولكن التغيير بدأ وهو ملموس. لقد بدأ لبنان بالعودة الى ما يريده منه العالم العربي، ونحن نريد مساعدة العرب لنا. وكما كانوا يقولون قبلا من ان لبنان هو شرفة العرب، فإن لبنان سيعود شرفة العرب، بمساعدة العرب"، مضيفا "لقد قلت لكل العالم: لا اريد هبات بل اريد إستثمارات، تعالوا استثمروا في لبنان بلدكم الآخر، والاستثمارات تكون على أشكال عدة، ولدينا قطاعات كثيرة يمكنكم الاستثمار فيها".


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
حزب الله: الدولة لم تفعل شيئاً على الأقل كان عليها أن تردّ أسيراً أو توقف عدواناً أو على الأقل تطالب حليفتها أميركا باحترام اتفاق وقف إطلاق النار
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب *اعتبر رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن أن "التهديدات الإسرائيلية باقية، والتهديدات التكفيرية باقية، والتي جاءت على لسان الأميركي باراك حينما قال إننا سنضم لبنان إلى سوريا. ومع وجود هذه التهديدات، من المنطقي أن يتفق اللبنانيون على كيفية مواجهتها قبل البحث في أي موضوع، وهذا ما نص عليه خطاب القسم". وقال خلال لقاء سياسي نظمه قسم العلاقات العامة في حزب الله في بلدة سرعين الفوقا: "إن الحكومة في 5 و7 آب قفزت فوق خطاب القسم وفوق بيانها الوزاري، وذهبت إلى تنفيذ إملاءات براك الذي هدد بالحرب الأهلية. لم نسمع صوت أحد من الحكومة حينما قال براك إن عدم تنفيذ هذه الورقة أو سحب السلاح سيؤدي إلى حرب أهلية وحرب إقليمية. لم تحرك ساكناً حينذاك الحكومة، بل ضربت الميثاقية حين أكملت الجلسة بعد مغادرة الوزراء الشيعة ولم تحترمها"، مضيفا "الدولة لم تفعل شيئاً، على الأقل كان عليها أن تردّ أسيراً أو توقف عدواناً، أو على الأقل تطالب حليفتها أميركا باحترام الاتفاق. لذلك، الخطر على لبنان ليس من مكوّن لبناني، إنما من الأميركي والإسرائيلي، والانخداع بالأميركي بات مستشرياً". وختم الحاج حسن: "موقفنا واضح، أوقفوا العدوان، ولنستعد الأسرى، وتبدأ عملية إعادة الإعمار، ولتنسحب إسرائيل من النقاط الخمس، وبعد ذلك، نحن كجزء من الدولة اللبنانية والشعب اللبناني جاهزون لأي نقاش في كل القضايا. أما أي استجابة للمطلب الأميركي الإسرائيلي اليوم قبل تحقيق هذه الأهداف، هي استجابة للوحوش الكاسرة بلا ضمانات، ولن تحقق أي مصلحة إلا لصالح دولة الكيان". *رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، أن "المرحلة التي يمر بها لبنان، هي مرحلة حرجة وخطرة ومعقّدة، وينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق، وإن السبب في ذلك، هو حجم الاستهدافات التي يتعرض لها لبنان بإدارة أميركية-إسرائيلية، وبالتعاون الوثيق مع قوى أخرى، تبذل كل إمكاناتها وقدراتها وضغوطاتها في نفس الإتجاه الذي يعمل عليه الأميركيون والإسرائيليون، وما زاد الطين بلة، والمشهد تعقيداً، هي سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في موضوع حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة، وبخلفية إستهداف المقاومة وسلاحها، أي بما يخدم أيضاً الإتجاه الذي يريده الأميركي والإسرائيلي". وشدد خلال احتفال تأبيني لمحمد مدلج في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، على أن "قرارات الحكومة كشفت لبنان، وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي تستند إليه قوة الموقف التفاوضي اللبناني الرسمي، وبمعزلٍ عن أي خلاف سياسي، فإن إستراتيجية التفاوض للسلطة اللبنانية باتت فارغة وهزيلة، وقدمت أداءً غبياً، عندما رمت أوراقها بالمجان ودون أي مقابل، سوى الوعود الفارغة والرهانات البائسة، وبالمحصلة، أراحت قرارات الحكومة اللبنانية الإسرائيلي، ووسعت هامش ذرائعه في تصعيد الأعمال العدائية والإغتيالات اليومية وتعليق إنسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة على شروط غير قابلة للتطبيق، مما يعني تأييد إحتلاله بقرارات لبنانية وإلى أمدٍ غير معلوم. وإن كل هذا يحصل، في وقت يصعِّد فيه الإسرائيلي من اعتداءاته، وتغيب في مواقفه وسلوكه أية مؤشرات عن إستعداده للإلتزام بالإنسحاب أو وقف الأعمال العدائية راهناً أو مستقبلاً، بل أكثر من ذلك، إن مسؤوليه باتوا يتحدثون عن المناطق التي دخلوها في جنوب سوريا وجنوب لبنان، كأحزمة أمنية غير مستعدين للانسحاب منها في المدى القريب، كما أن حديث نتنياهو عن إسرائيل الكبرى يضع لبنان، مثل باقي دول المنطقة، في مواجهة تحديات شديدة الخطورة، وتخلط المعطيات رأساً على عقب". ولفت إلى أن "العدو الإسرائيلي يعلن صراحة أنه يريد أن يجعل من لبنان وفلسطين وسوريا ومناطق أخرى، مسرحاً دائماً لعملياته الأمنية، الآن ومستقبلاً، تحت عنوان "إزالة تهديد محتمل"، وهي ذريعة فضفاضة تتجاوز أية حدود أو ضوابط، وتحوِّل حياة البشر في هذه المجتمعات إلى جحيم لا يطاق. وبالتالي، ليس أمام اللبنانيين سوى التمسك بأولوية الإنسحاب الإسرائيلي وإيقاف الأعمال العدائية، وعدم التفريط بحق الدفاع عن النفس". *رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب رائد برو، أن "ما أقرته الحكومة اللبنانية خلال الجلسة المشهورة هو قرار استسلام لبنان وتجريده من نقطة قوته". وسأل الحكومة خلال مجلس أربعين الإمام الحسين الذي أحيته القرى الكسروانية في قاعة حسينية بلدة زيتون: "كيف تسلمون أهم نقطة قوة في أول مرحلة؟ وهل فكر أحد من أركان الدولة في حال لم يلتزم العدو بالمراحل التالية ماذا سيقوم به في لبنان هذا العدو المتغول المجرم الذي يرتكب المجازر والإبادة في غزة؟" مضيفا "إن رفضنا لهذا القرار واستعدادنا للذهاب إلى أي سيناريو يعتمد على عدم تحصيل إجابات على هذه الأسئلة فضلا عن تجربتنا مع هذا العدو الذي نشاهد يوميا انتهاكاته التي يقوم بها ضاربا بعرض الحائط أبسط القوانين الدولية التي يراهن عليها البعض كضامن للاستقرار". ورأى أن "ورقة براك تتعاطى مع الجانب اللبناني لغة الفرض والإخضاع والذل، بينما مع الجانب الصهيوني لغة التمني والتسويف. ومن أجل دفع هذا الذل عن لبنان وشعبه بكل مكوناته، اعتبرنا هذا القرار غير السيادي بأنه قرار غير موجود". وختم: "نحذر من أن يستثمر العدو من خلال توفر النية الى تنفيذ ما تريده الدولة، وعلينا ألا نقدم الذرائع لهذا العدو. العدو يقول بأن النية متوافرة، اذا نفذ العدو ما يلمح به من نيات عدوانية تجاه لبنان، فما هو موقف الدولة اللبنانية؟ ما سيحصل سيكون وصمة عار في وجه الدولة التي تتعاطى بخفة والقليل من الحرص".