logo
الشرق الأوسط على شفير كارثة عابرة للحدود تهدّد البشر والبيئة لعقود مقبلة

الشرق الأوسط على شفير كارثة عابرة للحدود تهدّد البشر والبيئة لعقود مقبلة

المردةمنذ 6 ساعات

في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إيران والاحتلال 'الإسرائيلي'، تتصاعد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو كارثة بيئية غير مسبوقة، عنوانها الأبرز: التسرب الإشعاعي النووي، كواحد من أكثر السيناريوهات رعبا. فالهجمات المتبادلة ، لا سيما تلك التي تستهدف منشآت نووية حساسة، والتصريحات المتوترة بين الطرفين، تضع الشرق الأوسط بأسره على شفير كارثة عابرة للحدود، تهدد البشر والبيئة لعقود قادمة.
يذكر أن الإشعاع النووي هو ظاهرة فيزيائية ناتجة عن انبعاثات غير مستقرة، تصدر من نوى الذرات، وينتج عنها طاقة هائلة يمكن استغلالها بطرق سلمية أو عسكرية، وتنقسم هذه الإشعاعات إلى ثلاثة أنواع رئيسية: أشعة ألفا، وأشعة بيتا، وأشعة غاما.
حوادث التسرب الإشعاعي لطالما كانت مصدر قلق عالمي، بسبب المخاطر التي يمكن أن تتسبب بها وتهدد الكائنات الحية على سطح الأرض. ونتيجة التوتر العسكري المتصاعد بين الاحتلال 'الإسرائيلي' وإيران، تتزايد المخاوف من أن تتحول الحرب المستمرة بين الطرفين، من مواجهة سياسية وعسكرية إلى كارثة بيئية تهدد ليس فقط أطراف النزاع، بل دول الجوار والمنطقة بأكملها.
رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي أعرب عن مخاوف استهداف المنشآت النووية، وخطر تسرب الإشعاع النووي قائلاً: إن 'التوتر العسكري الحالي بين 'إسرائيل' وإيران، يزيد من خطر تسرب إشعاع نووي، ويؤخر جهود منع حيازة أسلحة نووية'، داعيا إلى 'ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد'، وطالب 'بعدم تحويل هذه المواقع إلى أهداف عسكرية تحت أي ذريعة، فاي تسرب إشعاعي لن يكون محصورا جغرافيا، بل سيمتد عبر الحدود، ويتطلب تعاونا إقليميا ودوليا واسعا لمواجهته'.
التسرّب الإشعاعي لا يعترف بالحدود
وفي آخر التطورات، شن العدو هجوما جويا استهدف منشأة 'نطنز' النووية الإيرانية، وهي إحدى أبرز مواقع تخصيب اليورانيوم في البلاد، وأعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسجيل 'تلوث إشعاعي داخل الموقع، دون مؤشرات على تسرب خارجي'، مؤكدة أن 'عمليات تقييم الأضرار وإزالة التلوث جارية، وأن الوضع لا يدعو للقلق'. لكن رغم هذه التطمينات، أثار الهجوم قلقا دوليا من احتمال تسرب كارثي في المستقبل، قد يعجز أي نظام عن منعه أو احتوائه لاحقا.
يشار إلى أن إيران تمتلك عددا من المنشآت النووية، أبرزها:
– نطنز: منشأة تخصيب.
– فوردو: منشأة تخصيب.
– أصفهان: تصنيع وقود نووي.
– تسا: إنتاج وتركيب أجهزة الطرد المركزي.
– أراك: توليد الطاقة وإنتاج البلوتونيوم.
– مفاعل طهران: يصنف ضمن المفاعلات الصغيرة، وينتج النظائر الطبية المشعة لمعالجة السرطان، ويعمل بوقود من اليورانيوم المخصب.
– مفاعل بوشهر: مفاعل كهروذري قادر على إنتاج 1000ميغاوات من الكهرباء، وموصول عمليا بشبكة الكهرباء الوطنية.
– أجهزة الطرد المركزي 'آي آر 1' IR-1: أجهزة طرد من الجيل الأول، تمتلك إيران آلاف الأجهزة، وهي غير كافية سوى للتخصيب بنسب تتراوح بين 3.6 – 4%.
– أجهزة الطرد المركزي 'آي آر 6' IR-6:نسخة مطورة محليا، وتقول إيران إنها أكثر تقدما بنحو 6 أضعاف النموذج السابق.
التسرب الإشعاعي لا يعترف بالحدود. فالتلوث الناتج عن حادث كبير، قد ينتقل عبر الرياح أو المياه ليطال العراق ودول الخليج ولبنان. وهذا ما دفع جهات سياسية وبيئية إلى التحرك. وفي هذا الإطار دعت النائبة نجاة صليبا عون الحكومة إلى 'اتخاذ إجراءات سريعة وجدية لحماية المواطنين، سواء في حال وقوع تسرب عرضي أو في حال استخدام الإشعاع كسلاح'، وطالبت عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، 'بتفعيل خطة وطنية للطوارئ الإشعاعية، بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة ومركز البحوث العلمية للطاقة الذرية، ومراقبة يومية للهواء والمياه، لرصد أي تغيرات إشعاعية، إضافة إلى إطلاق حملات توعية حول السلامة الإشعاعية، وكيفية التصرف الصحيح في حالات الطوارئ'.
سرطان… تلف الخلايا العصبية…
وتشوّهات خلقيّة للأجنة
من جهته، أكد الأمين العام للهيئة الوطنية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، أن الهيئة 'تتابع المستجدات لحظة بلحظة بشفافية، وتنسق مع كل الجهات الرسمية'، ودعا المواطنين إلى 'الاطمئنان، فكل كل الإجراءات جاهزة، وأي طارئ سيُواجه وفق خطط واضحة ومدروسة'، موضحا أنه 'في حال رصد أي تغير، تحلل البيانات فورا، وتنفذ الإجراءات تدريجيا وفق مستوى التلوث، بدءا من التوصية بالبقاء في المنازل، وصولا إلى الإخلاء إذا لزم الأمر، مع تحديد مدة التعرض الآمن'.
مصدر طبي أكد لـ'الديار' أن 'التسرب الإشعاعي يعد خطرا على الإنسان، فالتعرض للإشعاع لفترات طويلة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والدم والجلد والرئة، كما يؤدي الإشعاع إلى تلف الخلايا العصبية ويضعف المناعة، وقد يتسبب في تشوهات خلقية للأجنة عند تعرض الحوامل له. وفي حالات التعرض الشديد، قد تؤدي الجرعات العالية من الإشعاع إلى الوفاة خلال أيام أو أسابيع'.
تعد المواد المشعة مثل اليود 131، السيزيوم 137، والسترونتيوم 90، من أخطر المواد التي قد تتسرب إلى البيئة. فاليود 131 يهاجم الغدة الدرقية، والسيزيوم 137 قد يبقى في البيئة لعقود مسببا سرطانات وأمراض مزمنة، فيما يهاجم السترونتيوم 90 العظام والجهاز العصبي. ويرجع تاريخ التلوث النووي إلى أواخر الحرب العالمية الثانية، إذ أدت القنبلتان النوويتان الأميركيتان على مدينتي هيروشيما وناغازاكي عام 1945، إلى مصرع نحو 220 ألف مواطن ياباني على الفور، ولقي ما يزيد على 200 ألف شخص مصرعه لاحقاً من الجرعات الإشعاعية الفتاكة الزائدة، حسب الأمم المتحدة.
وتمتلك 'إسرائيل' 6 منشآت نووية، أبرزها:
– يودفات: منشأة مشتبه بها لتجميع الأسلحة النووية.
– إيلابان: ثاني منشأة لتخزين الأسلحة 'الإسرائيلية'، وتحتوي على قذائف نووية تكتيكية.
– كفار زخاريا: قاعدة صواريخ نووية مشتبه بها ، ومنشأة لتخزين القنابل.
– تسوريك: يتعامل مع تصميم الأسلحة وبنائها إلى جانب الأبحاث النووية.
– تيروش: يُرجح أنه مخصص للتخزين الإستراتيجي.
– نيغيف/ ديمونا: مركز أبحاث قريب من ديمونا، يضم بنية تحتية مرتبطة بتطوير الأسلحة النووية.
يشار إلى أن شركة 'رافائيل' تعد المسؤولة عن التجميع الفعلي للأسلحة النووية 'الإسرائيلية'.
التسرب الإشعاعي خطر لا يستهان به، وتجاهله قد يؤدي إلى كوارث يصعب احتواؤها، فالخطر لا يقتصر على الإنسان بل يمتد إلى البيئة أيضا، حيث أكدت الجمعيات والمؤسسات البيئية التي تعمل على حماية البيئة والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، أن التسرب الإشعاعي يؤثر على الأنهار والبحار والمياه الجوفية، مما يؤدي إلى تلوث السلسلة الغذائية، ويؤدي إلى إتلاف المحاصيل وتقليل خصوبة الأرض لعشرات أو مئات السنين، حيث تصبخ بعض المناطق غير صالحة للسكن أو الزراعة لعقود طويلة، إضافة إلى موت بعض الكائنات فورا، وظهور تشوهات خلقية في الحيوانات، واضطرابات في السلاسل الغذائية.
إرشادات
اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP) تؤكد أن التصرف السريع والحكيم قد ينقذ الأرواح. ومن أبرز الإرشادات ضمن حملات التوعية للوقاية من مخاطر الإشعاع النووي:
– الاحتماء داخل مبنى فورأ، ويفضل الطابق السفلي أو مركز المبنى.
– تجنّب الأبواب والنوافذ، وضبط أجهزة الراديو لمتابعة التوجيهات الرسمية.
– خلع الملابس الملوثة وغسل الجسم، إذا وُجدت مؤشرات تعرض.
– إبقاء الحيوانات الأليفة بعيداً عن أماكن المأوى وتنظيفها.
– عدم الإخلاء الذاتي إلا بتوجيه رسمي، لتفادي دخول مناطق ملوثة.
– تجهيز حقيبة طوارئ تشمل أدوات إسعاف، مياه، طعام، وأدوية تكفي لأسبوعين.
وتعد كارثة تشيرنوبيل عام 1986 أكبر كارثة نووية شهدها العالم، وقعت قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا، واعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل 'منطقة منكوبة'. كما خلف انفجار المفاعل النووي في منطقة فوكوشيما بسبب زلزال 2011 في اليابان قرابة 20 ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة، وكلف خسائر مادية قدرت بحوالى 170 مليار دولار، كما عانت الأسواق عالميا من حالة من الجمود نتيجة الترقب والحذر الذي ساد أجواء التعاملات الاقتصادية.
التسرب الإشعاعي اليوم ليس نظرياً، إنه تهديد حقيقي يلوح في الأفق مع كل غارة تشن وكل منشأة تستهدف، هو خطر لا يعترف بالحدود ولا ينتظر أحد، ويعد كأحد السيناريوهات التي قد تغير شكل المنطقة لعقود، في عصر يتصاعد فيه التوتر من دون سقف، فتجنب الكارثة لا يعتمد على القوة بل على الوعي والوقاية والتعاون الدولي الحقيقي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

9 دول نووية.. من منها تتربع قنابله على عرش الدمار؟
9 دول نووية.. من منها تتربع قنابله على عرش الدمار؟

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

9 دول نووية.. من منها تتربع قنابله على عرش الدمار؟

في عالم يزداد اضطرابًا، تظل الأسلحة النووية أحد أبرز رموز القوة الجيوسياسية ومصادر القلق الدولي في آنٍ معًا. وبينما تُبذل جهود متواصلة للحد من انتشار هذا النوع من السلاح الفتاك، تؤكد المعطيات أن مشهد التسلّح النووي ما زال متشابكًا ومعقدًا، حيث تحتفظ بعض الدول بترسانات ضخمة، بينما تسعى أخرى إلى حيازة هذا السلاح أو تطويره خارج الأطر القانونية. الدول النووية المعترف بها ومعاهدة عدم الانتشار يوجد حاليًا تسع دول يُعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية، خمس منها تُعرف بأنها "الدول الأصلية المالكة للسلاح النووي"، وهي: الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة. وقد كانت هذه الدول أول من امتلك هذا السلاح خلال القرن العشرين، وهي الدول الوحيدة المعترف بها رسميًا كدول نووية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). تنص المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ عام 1970، على التزام الدول غير النووية بعدم امتلاك أو تطوير السلاح النووي، في مقابل تعهد الدول المالكة له بالسعي "للتفاوض بنية حسنة" من أجل نزع السلاح النووي تدريجيًا. ومع ذلك، فإن هذه الدول الخمس لم تُحرز تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، وتواصل تحديث ترساناتها بشكل دائم، ما يثير انتقادات حول مصداقية التزاماتها. دول خارج المعاهدة: الهند وباكستان وإسرائيل ثلاث دول رئيسية نووية لم توقّع على معاهدة عدم الانتشار، وهي الهند، باكستان، وإسرائيل. • الهند أجرت أول اختبار نووي عام 1974 تحت اسم "بوذا المبتسم"، ثم أجرت سلسلة اختبارات جديدة عام 1998. • باكستان، وفي رد مباشر على اختبارات الهند، أجرت تجاربها النووية بعد أسابيع فقط، ما جعل جنوب آسيا أحد أكثر مناطق العالم توترًا من الناحية النووية. • إسرائيل لم تعترف رسميًا بامتلاكها للسلاح النووي، لكنها بحسب تقارير ومصادر استخباراتية يُعتقد أنها تملك نحو 90 رأسًا نوويًا، ويُرجّح أنها تملك قدرات إنتاج عالية في منشأة "ديمونا" النووية بصحراء النقب. كوريا الشمالية.. انسحاب وتصعيد أما كوريا الشمالية، فقد انضمت إلى معاهدة عدم الانتشار عام 1985، لكنها أعلنت انسحابها منها عام 2003 متذرعة بـ"العدوان الأميركي". ومنذ عام 2006، أجرت بيونغ يانغ سلسلة من التجارب النووية، وتُعد اليوم من بين الدول التي تمتلك رؤوسًا نووية فعلية، رغم العقوبات الدولية والتنديد العالمي المستمر. إيران.. بين الشكوك والتخصيب المرتفع في المقابل، تظل إيران حالة خاصة ومعقدة. فعلى الرغم من توقيعها على معاهدة عدم الانتشار، ومواصلة تأكيدها أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، إلا أن أنشطتها الأخيرة، وعلى رأسها تخصيب اليورانيوم حتى مستوى 60٪، تثير مخاوف واسعة، خاصة أن النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي هي 90٪. ووفقًا لتقديرات وكالات الاستخبارات الأميركية، فإن طهران لا تسعى حاليًا بشكل نشط إلى تصنيع قنبلة نووية، إلا أن المسافة التقنية اللازمة لذلك تتقلص باستمرار. أرقام الرؤوس النووية حتى يناير 2025 بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن التقديرات الأخيرة لعدد الرؤوس النووية العسكرية القابلة للاستخدام (حتى يناير 2025) توزعت على النحو التالي: الدولة عدد الرؤوس النووية روسيا 4309 الولايات المتحدة 3700 الصين 600 فرنسا 290 المملكة المتحدة 225 الهند 180 باكستان 170 إسرائيل 90 كوريا الشمالية 50 المشهد العالمي.. ردع أم سباق تسلح؟ يبدو المشهد النووي الدولي اليوم مرهونًا بمفارقة لافتة: فبينما تُستخدم الأسلحة النووية كأداة "ردع استراتيجي" أكثر من كونها سلاحًا فعليًا يُستخدم في المعارك، فإن استمرارية إنتاجها وتطويرها تشير إلى سباق تسلح بطيء ومتصاعد. كما أن غياب التقدم الحقيقي في ملفات نزع السلاح النووي يزيد من خطر الانتشار، لا سيما في مناطق النزاع الساخنة كشرق آسيا والشرق الأوسط.

كيف تستعد لكارثة نووية وسط تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران؟
كيف تستعد لكارثة نووية وسط تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 4 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

كيف تستعد لكارثة نووية وسط تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران؟

المصدر: الشرق في ظلّ تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، وتهديد تل أبيب العلني بتدمير البرنامج النووي الإيراني، والقلق من ردّ طهران، تتزايد المخاوف من كارثة نووية في حال تعرّض أي مفاعل لضربة مباشرة. ويثير مفاعل بوشهر المطلّ على الخليج العربي، ومفاعل ديمونة في صحراء النقب، قلقاً خاصاً لما قد ينجم عن أي أضرار فيهما من تسرّبات إشعاعية تهدد صحة السكان وسلامة البيئة في المنطقة. 1) كيف تنتشر المنشآت النووية في إيران؟ يضم البرنامج النووي الإيراني العديد من المنشآت النووية التي قد تكون أهدافاً محتملة في حال شنّت إسرائيل هجمات عليها. أبرز هذه المنشآت هي "نطنز" وهو مجمع خارج مدينة قم جنوب طهران، يضم منشآت تتضمن محطتين للتخصيب واحدة تحت الأرض وأخرى فوق الأرض. وكانت إسرائيل قد وجّهت بالفعل ضربات للمنشأة يوم الجمعة الماضي. وأشارت السلطات الإيرانية إلى أنها لم ترصد أي تلوث نووي خارج المحطة بعد الهجمات. منظر لمبنى المفاعل في محطة بوشهر للطاقة النووية، روسية البناء، مع تحميل أول وقود في 21 أغسطس 2010 في بوشهر جنوب إيران. - المصدر: بلومبرغ منظر لمبنى المفاعل في محطة بوشهر للطاقة النووية، روسية البناء، مع تحميل أول وقود في 21 أغسطس 2010 في بوشهر جنوب إيران. - المصدر: بلومبرغ على الجانب المقابل من قم، يقع موقع "فوردو" للتخصيب، وهو محفور داخل جبل، وبالتالي يُحتمل أن يكون محصناً بشكل أفضل. كما تمتلك إيران مركزاً كبيراً للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ثاني أكبر مدنها، ويتضمن مصنعاً لتصنيع صفائح الوقود (FPFP) ومنشأة لتحويل اليورانيوم (UCF) التي يمكنها معالجة اليورانيوم إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم الذي يُغذى في أجهزة الطرد المركزي. وتضمّ مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل كان يُعرف سابقاً باسم "أراك"، وأصبح الآن يُسمى "خنداب"، بالإضافة إلى "بوشهر" وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة التي تعمل في إيران، وتطلّ على الخليج. 2) ماذا عن إسرائيل؟ يقع المفاعل النووي الرئيسي في إسرائيل في منطقة ديمونة بصحراء النقب، وقد بدأ تشغيله سرّاً في ستينيات القرن الماضي. وبحسب مركز الحد من التسلح ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، يُعتقد أن إسرائيل تمتلك 90 رأساً حربياً نووياً صنعتها من البلوتونيوم، وأنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ما بين 100 إلى 200 سلاح نووي. ولا يخضع مجمع ديمونة النووي لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما لا يُسمح لمفتشيها بالذهاب إلى هناك. ويصف كثيرون امتلاك إسرائيل لسلاح نووي على أنه أكثر سرّ معروف في العالم. 3) من في دائرة الخطر؟ في حال استُهدفت منشآت نووية داخل إيران أو إسرائيل، فإن المناطق المحيطة ستكون الأكثر تأثراً، حيث قد يؤدي انفجار في مفاعل أو منشأة نووية إلى انبعاث نظائر مشعة مثل اليود-131 والسيزيوم-137 وسترونتيوم - 90 في الهواء والمياه والتربة، بحسب تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولا تتوقف التأثيرات عند حدود الدولتين، فقد يمتد نطاق الإشعاع إلى مئات الكيلومترات من موقع الانفجار حسب اتجاه الرياح، كما أظهرت تجربتا تشيرنوبيل عام 1986 وفوكوشيما عام 2011. ففي تشيرنوبيل، أدى الانفجار إلى تسرب إشعاعي هائل رُصد بعد يومين في محطة "فورسمارك" النووية بالسويد، على بُعد أكثر من ألف كيلومتر، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبيانات منظمة الصحة العالمية. أما في حالة كارثة فوكوشيما، فتشير تقارير "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" إلى رصد آثار إشعاعية على السواحل الغربية للولايات المتحدة. بالتالي، إذا ضُرب مفاعل بوشهر، فإن دول الخليج: الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، شرق السعودية، عُمان، بالإضافة إلى العراق، قد تواجه خطر التلوث الإشعاعي، خصوصاً مياه الخليج التي تعتمد عليها المنطقة في تحلية مياه الشرب. وكان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حذر في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون في مارس، من أن استهداف مفاعل بوشهر الإيراني قد يؤدي إلى تلويث مياه الخليج. وقال إن بلاده أجرت تجربة محاكاة، قبل بناء خزانات المياه منذ بضع سنوات، أظهرت أن قطر قد تنفد من المياه الصالحة للشرب خلال ثلاثة أيام في حال وقوع تسرّب إشعاعي. وأضاف: "لا مياه، لا أسماك، لا شيء... لا حياة." ولفت إلى أن التداعيات لن تقتصر على قطر، بل ستطال أيضاً دولاً مجاورة مثل الكويت والإمارات. وحذر المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعه الاستثنائي المنعقد عبر الاتصال المرئي في 16يونيو من العواقب الخطيرة لأي استهداف للمنشآت النووية، لما يشكّله "من مخاطر بشرية وبيئية جسيمة". أما إذا استُهدف مفاعل "ديمونة"، فقد يمتد الخطر إلى الأردن والضفة الغربية ولبنان وسوريا ومصر، وهي مناطق غنية بالزراعة والمياه الجوفية، ما يزيد من حجم التهديد للأمن الغذائي والبيئي. 4) ما المخاطر الفورية وطويلة الأمد للكوارث النووية؟ تشمل الآثار الفورية لأي كارثة نووية الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحاد خلال ساعات أو أيام، والتي تترافق مع أعراض تشمل الغثيان والتقيؤ والحروق الجلدية، وصولاً إلى فشل الأعضاء والموت. وسُجّلت مثل هذه الحالات في كارثة تشيرنوبل عام 1986، حيث توفي العديد من أوائل المستجيبين خلال أسابيع. أما الخطر الأكبر فيكمن في الآثار طويلة الأمد، إذ تبقى بعض النظائر المشعة في البيئة لعقود، ملوّثة التربة والمياه وسلاسل الغذاء. وترتبط هذه التراكمات بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، واضطرابات الهرمونات، والطفرات الجينية، حسبما أظهرته دراسات صادرة عن منظمة الصحة العالمية ولجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع. ففي كارثة فوكوشيما (2011)، رغم أن التسرب كان أقل حدّة من تشيرنوبل، إلا أنه خلّف تلوثاً طويل الأمد وقاد إلى عمليات إجلاء جماعية. فالكارثة النووية لا تنتهي بالانفجار، بل تمتدّ لأجيال. 5) كيف تستعد لكارثة نووية؟ في حال حدوث كارثة نووية ناجمة عن استهداف منشأة نووية أو تسرّب إشعاعي، توصي الجهات المتخصصة مثل وكالة إدارة الطوارئ الأميركية (FEMA) ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بعدد من الخطوات الوقائية الأساسية: تبدأ أولى هذه الخطوات بالتوجّه فوراً إلى مأوى داخلي، مثل الطابق السفلي أو غرفة داخلية بعيدة عن النوافذ، وإغلاق الأبواب والنوافذ وإيقاف أنظمة التهوية لمنع دخول الجسيمات المشعّة، مع استخدام شريط لاصق ولفائف بلاستيكية لإغلاق الفتحات. مع العلم أن الإشعاع لا يُرى بالعين ولا يُشمّ، فهو خطر صامت بلا لون أو رائحة. براميل تحمل علامة تحذير من الإشعاع، مغطاة بطبقة من الطلاء الأخضر - بلومبرغ براميل تحمل علامة تحذير من الإشعاع، مغطاة بطبقة من الطلاء الأخضر - بلومبرغ ومن المهم تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على كمية كافية من المياه وطعام معلب لا يحتاج إلى طهي، وراديو يعمل بالبطاريات أو يشحن يدوياً، ومصباح يدوي، وبطاريات احتياطية، وأدوية أساسية، بالإضافة إلى أقنعة تنفس من نوع N95 أو أعلى. كما يُنصح بالحصول على أقراص يود للحماية من امتصاص اليود المشع، شرط تناولها فقط بعد صدور تعليمات رسمية من السلطات الصحية. وفي حال التعرض للهواء الخارجي أثناء أو بعد الحادث، يجب خلع الملابس فوراً ووضعها في كيس بلاستيكي محكم، ثم الاستحمام بالماء الدافئ والصابون لتقليل التلوّث. كما يجب البقاء داخل الملجأ لمدة 24 إلى 72 ساعة على الأقل، أو حتى تُصدر الجهات الرسمية تعليمات بالخروج. هذه الإجراءات ليست ضماناً كاملاً، لكنها تقلّل من مخاطر التعرّض للإشعاع والأضرار الصحية المحتملة. 6) ما هي استعدادات الدول العربية لمواجهة أي كارثة نووية؟ في السنوات الماضية، اتخذت عدة دول عربية خطوات متفاوتة لتعزيز جاهزيتها لمواجهة الطوارئ النووية والإشعاعية، ضمن جهود وطنية وإقليمية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتُعد الإمارات العربية المتحدة من الدول الأكثر تقدّماً في هذا المجال، إذ طوّرت منظومة متكاملة للاستجابة لحالات الطوارئ، بالتوازي مع تشغيل محطة "براكة" للطاقة النووية. وفي السعودية، أُنشئت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية لتطوير خطط الطوارئ الإشعاعية، من خلال تقييم المخاطر، ونمذجة انتشار الإشعاع، ووضع توصيات وقائية وتنظيمية. أما قطر، فقد نظّمت في عام 2024 ورشة عملية موسعة لتنفيذ الخطة الوطنية للطوارئ النووية والإشعاعية، بمشاركة وزارات الدفاع والداخلية والبيئة، شملت تأسيس نظام إنذار مبكر، وتدابير لحماية المواطنين، وكشف الإشعاع. وفي الكويت، وُضعت خطة وطنية للطوارئ الإشعاعية تُعنى بالاستجابة لحوادث قد تقع في الدول المجاورة، وتُحدّد أدوار الوزارات والجهات المسؤولة. وأنشأت مصر الهيئة للرقابة النووية والإشعاعية التي أصدرت بياناً السبت الماضي طمأنت المواطنين أنها تتابع على مدار الساعة التطورات المتعلقة بوضع المنشآت النووية بالمحيط الإقليمي في ضوء التطورات الجارية. ويضمّ لبنان شبكة مراقبة إشعاعية تضم 26 محطة أرضية تغطي مختلف المناطق، بهدف رصد التغيرات في مستويات الإشعاع البيئي وإصدار تنبيهات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

في إيران.. تعرفوا إلى أبرز منشأة نووية "محصنة جداً"!
في إيران.. تعرفوا إلى أبرز منشأة نووية "محصنة جداً"!

ليبانون 24

timeمنذ 4 ساعات

  • ليبانون 24

في إيران.. تعرفوا إلى أبرز منشأة نووية "محصنة جداً"!

حذّر مسؤول سابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية من التداعيات الكارثية لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية ، على الناس والحياة البشرية. وفي حديث عبر قناة " الجزيرة"، قال الرئيس السابق لمكتب التحقق وسياسة الأمن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، طارق رؤوف، إن تفاعل اليورانيوم المخصب مع الماء والهواء يتحول إلى مادة تؤدي إلى حرق البشرة وأحشاء الإنسان، ما يجعله يحتاج إلى ملابس خاصة تحمي الجسم. واستبعد أن تنجح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في استهداف منشأة فوردو في جنوب طهران ، والتي تقع في مكان عميق (أكثر من 80 مترا تحت الأرض). وذكر أنَّ هناك احتمالية أن تنجو المنشأة حتى لو تم قصفها بالقنابل الكبيرة التي تستخدم لاختراق الأماكن المحصنة، لكنه رجح أن يتم قصف مداخل المنشأة التي قال إنه يوجد بها نحو 4 آلاف من أجهزة الطرد المركزي. كذلك، استبعد رؤوف حدوث أضرار على الناس، باعتبار أن المنشأة موجودة في منطقة غير مأهولة بالسكان، وسيكون الضرر على العمال ومن هم قريبون من المكان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store