logo
خور عبد الله بين شرعية الدم وازدواجية السيادة ومصير الأجيال القادمة

خور عبد الله بين شرعية الدم وازدواجية السيادة ومصير الأجيال القادمة

موقع كتاباتمنذ 14 ساعات
قضية خور عبد الله لم تعد مسألة تقنية في ترسيم حدود أو تنظيم ملاحة بل تحولت إلى مسألة سيادية تمس العمق الجغرافي والتاريخي والسياسي للعراق وتمس وعي الأجيال القادمة وهويتها الوطنية فالخور ليس مجرد ممر مائي بل هو الشريان الذي يربط العراق بالعالم البحري وهو الامتداد الطبيعي لمدينة البصرة ولميناء الفاو الكبير وهو من حيث الجغرافيا والواقع والنضال التاريخي عراقي صرف حينما اندلعت الحرب بين العراق وإيران في ثمانينات القرن الماضي كان خور عبد الله في قلب المعركة البحرية كانت إيران تحاول خنق العراق من البحر وكانت تستهدف الممر والموانئ العراقية في أم قصر والفاو والزبير ولم تكن هناك قوات كويتية على خطوط الدفاع لم ترسل الكويت جنديا واحدا للدفاع عن الخور ولم تعلن أن ما يتعرض له هو مساس بسيادتها بل اكتفت بمراقبة المشهد من بعيد فيما كانت العراق تحمي الممر بالدم والعتاد والموقف الوطني لكن ما إن سقط العراق في لحظة الانهيار بعد العام الفين وثلاثة حتى تغيرت المعادلة رأينا كيف بدأت الكويت تسعى لترسيخ سيطرتها السياسية والقانونية على الخور بدعم من القرار الأممي ثلاثة وثمانين وثلاثمئة الذي صدر في ظروف استثنائية لا يمكن وصفها بالعادلة العراق كان حينها مكبلا بالعقوبات ومنهكا بالحرب ومفتتا داخليا فاستُثمر هذا الضعف لتثبيت واقع جغرافي لم يكن موجودا من قبل الكويت تقول إن القرار الأممي نهائي وملزم والعراق يعترض قائلا إن ما جرى لم يكن تعبيرا عن إرادة سيادية حرة بل كان نتيجة ضغوط دولية وظروف احتلالية عسكرية وسياسية ثم جاءت اتفاقية خور عبد الله الموقعة عام الفين واثني عشر لتزيد الطين بلة حيث تم تمريرها برلمانيا وسط أجواء سياسية فاسدة وانقسامات داخلية لتمنح الكويت وضعا قانونيا أقرب إلى الهيمنة على الممر مما أثار غضب العراقيين شعبا ونخبا ورأينا كيف أن المحكمة الاتحادية العراقية أبطلت المصادقة على الاتفاقية معتبرة أنها لا تمثل الإرادة الوطنية بل تعكس تهاونا وتفريطا بالحقوق البحرية إن ما يثير الغضب الشعبي في العراق اليوم ليس فقط التنازل عن جزء مهم من السيادة بل الإحساس العميق بأن الكويت تكرر الأخطاء الاستراتيجية ذاتها وأنها تتعامل مع لحظة الضعف العراقي بوصفها فرصة لتحقيق مكاسب بعيدة المدى إن العقلية التي تتعامل مع الجغرافيا بميزان الربح والخسارة دون اعتبار للتاريخ والدماء والكرامة تفتح الأبواب أمام مستقبل مظلم إن مستقبل الأجيال العراقية مهدد إذا ما استمر هذا التوجه في التعامل مع خور عبد الله كملكية كويتية منفردة فالموضوع لم يعد تقنيا بل وجوديا وسياديا وإنه لمن المؤلم أن يصبح الشريان البحري الوحيد للعراق رهينة لمزاج جار قرر أن يفرض إرادته تحت غطاء القانون الدولي المجتزأ
وربما اليوم العراق وبسبب فساد الطبقة الحاكمة غارق في الضعف والتفكك والتنازلات لكن من المؤكد أن هذا الحال لن يدوم حتما سيأتي يوم يتولى فيه نخبة وطنية من الجيل الجديد زمام القيادة وسيعيدون النظر بكل ما فُرض على العراق في سنوات الذل والانقسام وسيعود الحق لأصحابه ولو بعد حين وإن لم يحدث ذلك عبر المفاوضات والعدالة الدولية فقد تعود حمامات الدم من جديد لأن الجغرافيا لا تُمحى بالقرارات ولا تُنسى بالإملاءات
ولهذا فإننا نقولها بوضوح إن على الحكومة الكويتية أن تتبنى مشروعا حقيقيا لتهدئة التوترات مع العراق وأن تبتعد عن الخطابات المتصلبة وأن تعي أن هذا الخور لن يُترك في طي النسيان وأن الشعب العراقي في وعيه الجمعي يرفض فكرة أن خور عبد الله كويتي ويراه عراقيا صرفا بل أكثر من ذلك يراه جزءا من كرامته الوطنية التي أُهينت مرارا على طاولات السياسة والابتزاز الدولي الزمن لن يرحم من يزرع بذور الصراع في الجغرافيا والذاكرة وإذا لم تتحرك الحكومات بعقلانية لتفكيك الألغام السياسية الآن فستتفجر في وجه الجميع لاحقا والتاريخ لا ينسى من باع الأرض ولا من سكت عن بيعها كما لا ينسى من دفع ثمن الدفاع عنها بالدم

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دعوات فرنسية لتدخل عسكري في فلسطين: الاعتراف بها كدولة لا يكفي
دعوات فرنسية لتدخل عسكري في فلسطين: الاعتراف بها كدولة لا يكفي

شفق نيوز

timeمنذ 24 دقائق

  • شفق نيوز

دعوات فرنسية لتدخل عسكري في فلسطين: الاعتراف بها كدولة لا يكفي

شفق نيوز- باريس رحبت حركة "فرنسا الأبية" بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، داعية إلى تدخل عسكري فرنسي لإنقاذ أهالي غزة من حصار إسرائيل. وأكدت الحركة على أن خطوة ماكرون تبقى "غير كافية" في ظل الوضع الكارثي في قطاع غزة، وطالبت بعقوبات على الحكومة الإسرائيلية وإجراءات ميدانية فورية. وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، أن زعيم الحركة اليسارية، جان لوك ميلانشون، قال في تدوينة له، إن إعلان ماكرون عن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين، خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، يمثل "نصرا معنويا يعكس ضغط الشارع الفرنسي، وتضامنا شعبيا واسعا مع الشعب الفلسطيني خلال الأشهر الأخيرة". لكن ميلانشون لم يخف انتقاده الشديد لتوقيت الإعلان، معتبرا أنه "محاولة للهروب الإعلامي من أزمات داخلية". وتساءل: "لماذا الانتظار حتى أيلول/سبتمبر؟ سكان غزة يقتلون الآن، وليس بعد شهرين". ودعت الحركة إلى "فرض حظر شامل على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، ووقف العمل باتفاق الشراكة الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وتل أبيب"، موضحة أن "الاعتراف الرمزي" لا يكفي وحده في مواجهة ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية الجارية في غزة". كما طالب ميلانشون بتدخل عسكري فرنسي لتأمين ممرات إنسانية نحو القطاع المحاصر، قائلا إنه على فرنسا أن تتحمل مسؤولياتها كقوة دولية. وقال ميلانشون: "يجب على الجيش الفرنسي أن يرسل مساعدات إنسانية إلى غزة، متحديا الحكومة الإسرائيلية أن تواجه دولة ذات سيادة وقوة، بدلا من المدنيين العزل". وانتقدت النائبة الأوروبية ريما حسن، المنتمية إلى "فرنسا الأبية" الشروط التي طرحها ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خصوصا مسألة "نزع السلاح" واعتبرتها محاولة لـ"إفراغ مفهوم السيادة من مضمونه"، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في المقاومة طالما استمرت سياسة الاستيطان والاحتلال". وفي 24 تموز/يوليو، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر. في حين دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة إعلان ماكرون بأن فرنسا ستعترف بفلسطين كدولة. وقال مكتب نتنياهو في بيان: "مثل هذه الخطوة تكافئ الإرهاب وتخاطر بخلق وكيل إيراني آخر، تماما كما أصبحت غزة"، مضيفا: "دولة فلسطينية في هذه الظروف ستكون منطلقا لإبادة إسرائيل".

المحكمة العليا الفرنسية تلغي مذكرة توقيف بحق بشار الأسد
المحكمة العليا الفرنسية تلغي مذكرة توقيف بحق بشار الأسد

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 24 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

المحكمة العليا الفرنسية تلغي مذكرة توقيف بحق بشار الأسد

المستقلة/- ألغت أعلى محكمة في فرنسا مذكرة توقيف بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية في البلاد. وأعلنت محكمة النقض بطلان مذكرة التوقيف بموجب القانون الدولي، الذي يمنح رؤساء الدول حصانة شخصية من الملاحقة القضائية أمام المحاكم الأجنبية أثناء توليهم مناصبهم. وقال القضاة إنه لا توجد استثناءات، لكنهم قالوا إن قرارهم يسمح بإصدار مذكرة توقيف جديدة لأن الأسد لم يعد رئيسًا للدولة. منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، يعيش الأسد في المنفى في روسيا. وقالت ماريانا بينا، المستشارة القانونية البارزة في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح (OSJI)، إن الحكم كان 'فرصة ضائعة' للمحكمة لإصدار استثناء بشأن رفع الحصانة عن رؤساء الدول المتهمين بارتكاب أخطر الجرائم، لكنها أضافت أن حملة تقديم الأسد للعدالة ستستمر. أصدرت محكمة فرنسية مذكرة التوقيف الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ردًا على هجومين بالأسلحة الكيميائية في سوريا. في القضية الأولى، التي وقعت في أغسطس/آب 2013، يُعتقد أن غاز السارين المحظور قد أودى بحياة أكثر من 1000 شخص، بينهم مئات الأطفال، في منطقة الغوطة شرق دمشق. وفي القضية الثانية، التي وقعت في أبريل/نيسان 2018، أصيب 450 شخصًا في مدينتي عدرا ودوما. رُفعت القضية التي أدت إلى إصدار مذكرة التوقيف من قِبل أطراف مدنية، من بينها ناجون من الهجمات، والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ومعهد العدالة في سورية. سعى مكتب مكافحة الإرهاب الفرنسي في البداية إلى إلغاء مذكرة التوقيف بحجة حصانة رئيس الدولة. وفي العام الماضي، أيدت محكمة الاستئناف في باريس مذكرة التوقيف بعد طلب إبطالها، ليُقدم مكتب مكافحة الإرهاب والنيابة العامة استئنافًا جديدًا. في جلسة الاستئناف، جادل معهد العدالة في سورية بأنه لا ينبغي تطبيق الحصانة عندما يرتكب القادة جرائم خطيرة ضد شعبهم. سبق أن أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار آخرين، من بينهم شقيق الرئيس السابق ماهر الأسد، بتهمة التواطؤ في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ولم تصدر محكمة النقض قرارًا بشأن هذه المذكرات التي لا تزال سارية المفعول. كاد هجوم السارين عام 2013 أن يؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة في الحرب الأهلية السورية. وكان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي آنذاك، قد حذّر الأسد من أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون 'خطًا أحمر'، لكنه تراجع عن العمل العسكري بعد أن وافقت سوريا على تفكيك أسلحتها الكيميائية. في عام 2020، اتهم تقرير صادر عن الهيئة التابعة للأمم المتحدة والمشرفة على استخدام الأسلحة الكيميائية سوريا باستخدام غاز السارين في ساحة المعركة. وقد أشادت جماعات حقوق الإنسان بالتقرير باعتباره لحظة فارقة ذات تداعيات على تحقيقات جرائم الحرب. بدأ الصراع السوري باحتجاجات ومظاهرات مؤيدة للديمقراطية عام 2011، وتصاعد إلى حرب أهلية في العام التالي. ويُعتقد أن ما يصل إلى 610 آلاف شخص لقوا حتفهم.

قيادات امنية وعسكرية يبحثون الجوانب الامنية لزيارة الاربعينية في كربلاء
قيادات امنية وعسكرية يبحثون الجوانب الامنية لزيارة الاربعينية في كربلاء

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 24 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

قيادات امنية وعسكرية يبحثون الجوانب الامنية لزيارة الاربعينية في كربلاء

المستقلة / علي النصر الله / .. عقد في مقر قيادة عمليات كربلاء المقدسة، اليوم السبت، اجتماع لقيادات أمنية وعسكرية لبحث الجوانب التنظيمية والأمنية الخاصة باستقبال زوار أربعينية الامام الحسين عليه السلام، وضمان انسيابية حركة الملايين المتوافدين من داخل وخارج البلاد. وقال النائب الاول لمحافظ كربلاء علي الميالي في تصريح لــ (المستقلة) استعرض' القادة الامنيين آليات توزيع وانتشار القوات الأمنية، وخطط السيطرة على المحاور الرئيسة داخل المدينة، إضافة إلى الإجراءات المتعلقة بإدارة الحشود البشرية، وتأمين الطرق والمنافذ المؤدية إلى المدينة القديمة، ومحيط مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام'. وأضاف كما ' ناقش الاجتماع خطط المرور لضمان انسيابية الحركة، وخطط الدفاع المدني للتعامل مع حالات الطوارئ المحتملة، والتأكيد على الجاهزية القصوى لجميع الوحدات، في ظل توقعات بتوافد ملايين الزائرين خلال الأيام المقبلة. وأوضح إن 'الاجتماع هدف على حرص الإدارة المحلية في كربلاء المقدسة والقيادات الأمنية والعسكرية على توفير بيئة آمنة ومنظمة تليق بعظمة المناسبة، وتلبي تطلعات الزوار القادمين لإحياء المناسبة الدينية الأهم في العراق والعالم الإسلامي '.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store