
مدير سي آي أيه يقول ان برنامج إيران النووي تأخر لسنوات
أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه)، جون راتكليف، أعضاء متشككين في الكونغرس الأميركي، يوم الأحد، أن الضربات العسكرية الأميركية دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، وأدت بذلك إلى انتكاسة هائلة لبرنامج طهران النووي ستحتاج سنوات للتغلب عليها، بحسب ما أفاد به مسؤول أميركي، يوم الأحد.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن راتكليف أوضح أهمية الضربات على منشأة تحويل المعادن خلال جلسة سرية للمشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي.
وظهرت تفاصيل الإحاطات الخاصة بينما يواصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين الديمقراطيين وغيرهم حول مدى تأثر إيران بالضربات قبل وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي.
"محوه بشكل لم يسبق له مثيل"
وقال ترامب في مقابلة على برنامج "صنداي مورنينج فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز: "لقد تم محوه بشكل لم يسبق له مثيل".وأضاف "وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن".
كما أبلغ راتكليف المشرعين أن مجتمع الاستخبارات قدر أن الغالبية العظمى من اليورانيوم المخصب المتراكم في إيران على الأرجح لا تزال مدفونة تحت الأنقاض في أصفهان وفوردو، وهما اثنتان من المنشآت النووية الرئيسية الثلاث التي استهدفتها الضربات الأميركية.
ولكن حتى لو ظل اليورانيوم سليما، فإن فقدان منشأة تحويل المعادن قد أزال بشكل فعال قدرة طهران على بناء قنبلة لسنوات قادمة، حسبما قال المسؤول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 35 دقائق
- المشهد اليمني الأول
هل يختلق ترامب الأكاذيب بشأن منشأة فوردو النووية؟
في حين يدّعي ترامب أن منشأة فوردو النووية في إيران قد دُمّرت بالكامل خلال العمليات الجوية الأمريكية، فإن شكوكاً واسعةً قد أثيرت داخل الولايات المتحدة بشأن تلك الادعاءات، حيث باتت تصريحاته المتعلقة بإلحاق أضرار جسيمة بإيران موضع تساؤل وريبة. وبحسب تقييم تقرير استخباراتي أمريكي سري، فإن الهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، لم تتمكن من تدمير تلك المنشآت النووية تحت الأرض، ولم تؤدِ إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط. الوثيقة 'بالغة السرية'، التي أعدتها وكالة الاستخبارات الدفاعية ونشرتها وسائل الإعلام الأمريكية، تتناقض مع تصريحات ترامب التي زعم فيها أن منشآت فوردو، ونطنز، وأصفهان قد دُمرت باستخدام مزيج من القنابل الخارقة للتحصينات والقنابل التقليدية. غير أن التقارير الرسمية لا تدعم صحة هذه الادعاءات. وفي المقابل، رفض ترامب وكبار المسؤولين في إدارته التقارير الاستخباراتية، معتبرين أن تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية مجرد 'أخبار زائفة'. وخلال اجتماع لحلف الناتو في لاهاي الأسبوع الماضي، أكد ترامب أنه يعتقد أن البرنامج النووي الإيراني قد تأخر لعقود بسبب الهجمات الأمريكية. ماذا تقول تقارير وكالة الاستخبارات الدفاعية؟ أشارت التقارير الأولية الصادرة عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، إلى أن القصف الأمريكي لم يؤدِ إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني، بل عرقل تقدمه لبضعة أشهر فقط. وقبل الهجوم الإسرائيلي على إيران في الثالث عشر من يونيو، كانت وكالات أمريكية قد حذّرت من أن إيران، في حال قررت العمل على تصنيع سلاح نووي، قد تحتاج إلى حوالي ثلاثة أشهر فقط لتحقيق ذلك. إلا أن تقريراً حديثاً لصحيفة 'نيويورك تايمز' نقل عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية تقديرها بأن إيران أصبحت، بعد الضربات الأخيرة على منشآتها النووية، على بُعد أقل من ستة أشهر من تصنيع قنبلة نووية. وبحسب الاستنتاجات الأولية، فإن الهجمات الأمريكية قد أدت إلى سدّ مداخل المنشآت النووية، لكنها لم تدمّر المنشآت الموجودة تحت الأرض. كما كشف التقرير أن إيران كانت قد نقلت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل وقوع الهجمات، مما حال دون تعرضه للدمار. لكن ترامب، في تصريح له يوم الأربعاء الماضي، رفض تصديق تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الذين قالوا إنهم أخرجوا اليورانيوم المخصب من منشأة فوردو النووية. وقال: 'أنا على قناعة بأنهم لم يمتلكوا الوقت الكافي لنقل أي شيء، لأن الهجوم الأمريكي كان سريعاً للغاية. لو استغرق الهجوم أسبوعين، ربما كان النقل ممكناً، لكن نقل مواد كهذه في وقت قصير أمر شديد الصعوبة والخطورة.' وقد كانت شبكة 'سي إن إن' أول من نشر تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية، حيث نقلت عن مصادر مجهولة أن تأثير الهجمات الأمريكية على المواقع الثلاثة – فوردو، ونطنز، وأصفهان – كان مقتصراً إلى حد كبير على الهياكل فوق الأرض، التي تعرضت لأضرار جسيمة، بينما لم تتأثر المنشآت تحت الأرض بشكل كبير. من جهة أخرى، أفاد شخصان مطلعان على تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية لشبكة 'سي إن إن' بأن مخزون اليورانيوم المخصب لإيران لم يُدمر، وأن أجهزة الطرد المركزي بقيت سليمةً إلى حد كبير. وأوضحت تحليلات قدّمها خبراء لوكالة 'رويترز' أن تقييم حجم الضرر بناءً على صور الأقمار الصناعية، قد لا يكشف مدى الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، نظراً لأن المنشأة تقع تحت سطح الأرض، بعيداً عن أنظار الأقمار الصناعية. كيف هاجمت الولايات المتحدة منشأتي فوردو ونطنز؟ منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تُعدّ من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصيناً، حيث تشير التقارير إلى أنها مدفونة على عمق مئات الأمتار في قلب جبال شمال غرب إيران. أما نطنز، فهي أكبر وأهم مجمع لتخصيب اليورانيوم في البلاد، وتحتوي على قاعات ضخمة تضمّ آلاف أجهزة الطرد المركزي، بعضها يقع تحت الأرض. في المقابل، تشكّل أصفهان مركزاً رئيسياً للبحث والإنتاج النووي، حيث تضمّ منشآت لتحويل اليورانيوم ومصانع لإنتاج الوقود النووي. وفقاً لما ادّعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قامت القوات الأمريكية بإطلاق 14 قنبلة خارقة للتحصينات، وزن كل واحدة منها 30,000 رطل (13,000 كيلوغرام)، في الوقت الذي نسقت فيه غواصات البحرية الأمريكية هجمات صاروخية باستخدام صواريخ كروز على منشأتي نطنز وأصفهان. كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الهجوم استخدم فيه القنبلة النفاثة العملاقة GBU-57 (MOP)، وهي أقوى قنبلة خارقة للتحصينات في الترسانة العسكرية الأمريكية، بوزن يبلغ نحو 13,000 كيلوغرام (30,000 رطل). تفنيد الادعاءات الأمريكية من مصادر أخرى على الجانب الآخر، وبعد نشر التقييم الأولي لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية عبر شبكة CNN وصحيفة نيويورك تايمز الذي أفاد بأن منشأة فوردو النووية لم تُدمّر، أصدرت وكالة أسوشيتد برس تقريراً بناءً على معلومات استخباراتية أمريكية، أكدت فيه أن الهجمات الأمريكية لم تُلحق ضرراً كبيراً بالبرنامج النووي الإيراني، بل لم تؤدِ إلا إلى تأجيله لبضعة أشهر فقط. أما صحيفة وول ستريت جورنال، فقد استندت إلى تقارير استخباراتية أولية لتؤكد أن الهجمات الأمريكية لم تحقق سوى تأخير بسيط للبرنامج النووي الإيراني، لا يتجاوز بضعة أشهر. وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن مصادر صهيونية أفادت لشبكة ABC بأن المراجعات الأولية، أظهرت أن نتائج الهجوم الأمريكي على منشأة فوردو النووية الإيرانية لم تكن مُرضيةً. هل يكذب ترامب؟ في ظل تفنيد العديد من المصادر الأمريكية، بل وحتى الإسرائيلية، لمزاعم دونالد ترامب بشأن تدمير منشأة فوردو النووية بشكل كامل، يثار التساؤل: لماذا يصر ترامب على ادعاءاته حول القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني؟ حتى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، خرج في تصريح حديث ليؤكد أن إيران بإمكانها استئناف تخصيب اليورانيوم خلال بضعة أشهر، وهو تصريح يتناقض تماماً مع ادعاءات ترامب بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل. فما الذي يدفع ترامب إلى الإصرار على هذه الرواية؟ لقد أظهر ترامب مراراً وتكراراً حرصه على تصوير نفسه كصاحب إنجازات عظيمة. فالهجمات الجوية على منشأة فوردو النووية في إيران تمثّل بالنسبة له 'إنجازاً كبيراً'، ومن الطبيعي أن يواجه أي تقرير أو تحليل يقلل من حجم هذا الإنجاز بمقاومة شديدة. طوال فترة رئاسته، حرص ترامب على صياغة صورة تعكس 'عظمة شخصيته' و'جلال قيادته'، حيث يسعى لتقديم نفسه كزعيم شجاع، استثنائي، وقوي لا مثيل له. لذا، فإن أي معلومات تتعارض مع هذه الرواية لن تلقى قبولاً لديه، بل سيعمل على رفضها والتشكيك فيها. من زاوية أخرى، قد يكون ترامب يسعى لتجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مكلفة جديدة مع إيران، فهو لا يرغب في الدخول في حرب طويلة الأمد غير مجدية. ومن هنا، فإن الرئيس الأمريكي يعتمد على ادعاء تحقيق أهدافه عبر الهجمات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية، بما فيها تدمير القدرة النووية لإيران، ليغلق الباب أمام أي ذريعة قد تؤدي إلى تجدد الصراع. فهو يدرك أن أي دليل يُظهر قدرة إيران على استئناف برنامجها النووي بعد الهجمات الجوية يفتح باب التساؤل: هل ينبغي على الولايات المتحدة شنّ هجوم عسكري جديد للقضاء على البرنامج النووي الإيراني؟ وهل يجب أن تستمر في استهداف قدرات إيران بهجمات إضافية؟ مثل هذه الأسئلة قد تجرّ الولايات المتحدة إلى حقبة من 'شبه الحرب' مع إيران تمتد لسنوات، وهو أمر لا يريده ترامب، لأنه يحمل في طياته خطر تصعيد المواجهة إلى صراع أوسع نطاقاً. كما أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة قاعدة دعمه داخل الحركات الانعزالية في الولايات المتحدة، التي لطالما طالبت بتجنب التورط في حروب جديدة بالشرق الأوسط، أو اتخاذ إجراءات عسكرية مكلفة في دول أخرى. فالحرب مع إيران تتعارض مع تطلعات مؤيديه التقليديين، الذين يرون في سياسة الابتعاد عن الصراعات الخارجية جزءاً من هوية ترامب السياسية. في تعليق نشره ستيفن كالينسون على شبكة CNN، يذهب إلى أن السؤال الجوهري هو: هل تمكنت القنابل الخارقة للتحصينات، التي استخدمت لأول مرة ضد إيران، من اختراق طبقات الصخور والإسمنت المدفونة تحت مئات الأقدام والوصول إلى منشأة فوردو لتدمير أجهزة الطرد المركزي التي تعمل على تخصيب اليورانيوم؟ أم أن تأثيرها كان محدوداً؟ لكن السؤال الأهم الذي يطرحه كالينسون هو: هل يقوم ترامب فعلاً بمهامه كرئيس ملتزم بمسؤولياته، أم أنه مجرد زعيم يبحث عن الأضواء والإثارة؟


المشهد اليمني الأول
منذ 8 ساعات
- المشهد اليمني الأول
فشلٌ أمريكي أمام إيران.. والتسريبات تشهد
في تطور يكشف التحوّلات العميقة في موازين القوة بالمنطقة تكشّفت الاعترافات الغربية واحدة تلو الأُخرى عن فشل الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في تدمير البرنامج النووي الإيراني. تصريحات متقطعة وتقارير استخبارية مُسرّبة بل وحتى تلميحات على لسان مسؤولين باتت تشكّل مشهدًا متكاملًا: الضربات لم تحقّق أهدافها وإيران خرجت من الجولة أكثر تماسُكًا. وفي خضم هذه التطورات والتحولات كشفت تقارير إعلامية غربية بارزة أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لم تحقّق أهدافها. وأبرز هذه التقارير ما بثته شبكة سي إن إن والتي أكّـدت أن الضربات فشلت في تدمير القدرات النووية الإيرانية؛ مشيرة إلى أن تأثيرها كان محدودًا وغير حاسم. الأمر نفسه أكّـدته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية التي نقلت عن مسؤولين أُورُوبيين قولهم إن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران لم يتعرض لأضرار حقيقية وأن قدرات طهران النووية لا تزال قائمة بل وربما أكثر استعدادًا للتقدم. وبالتالي فشل الهجمات لم يكن مُجَـرّد خطأ تكتيكي. بل مثّل صفعة استراتيجية مدوية لمنظومة الردع الغربية التي راهنت لعقود على أنّ الخيار العسكري هو العصا التي تلوّح بها واشنطن وتل أبيب لمنع إيران من التقدّم النووي. لكن إيران، لا فقط صمدت بل أثبتت أنها طورت منظومتها الدفاعية والنووية بطريقة جعلت من ضرب منشآتها أمرًا مكلفًا وغير مُجدٍ. هذه الاعترافات الغربية تعكس عمق المأزق الأمريكي في التعاطي مع إيران. فحين تعجز آلة الحرب الأمريكية بكل ما تمتلكه من تقنيات وتخطيط عن تقويض برنامج نووي ظل محاصرًا ومراقبًا لعقود فإننا أمام تحوّل استراتيجي في ميزان الردع. منذ اللحظة التي أعلنت فيها واشنطن عن شن هجمات على منشآت إيرانية كانت النية المعلنة هي توجيه ضربة قاصمة تُجبر إيران على العودة إلى الطاولة بشروط أمريكية. لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن. فإيران لم تُجبر على التراجع ولم تستسلم بل استثمرت هذا التصعيد لتأكيد صلابة بنيتها النووية وتحصين موقعها التفاوضي. وبعد هذه الضربة الفاشلة انحدرت إدارة ترامب بسرعة نحو خطوات توحي بضعف لا يتماشى مع خطابها الناري. فقد تم إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد دون الحصول على أي تنازل إيراني بالمقابل، ثم تلاه ضغط أمريكي غير مباشر على تل أبيب لوقف عدوانها حتى لا يتسبب في انفجار إقليمي واسع يصعُبُ احتواؤه. ولم يقف الأمر عند وقف التصعيد بل تجاوز إلى ما هو أعمق: عرض أمريكي لاتّفاق شامل يتضمّن تنازلات كبرى لصالح إيران تشمل تخفيف العقوبات وتقديم ضمانات اقتصادية ودبلوماسية. إنها ليست اتّفاقية تفاوض متكافئ بل استجابة اضطرارية أملتها موازين القوى الجديدة. ترامب يخرج على الإعلام بتصريحاته المعهودة يهاجم إيران تارة ويتوعدها تارة أُخرى ويعِد الأمريكيين بـنصر ساحق لم يأتِ. هذه التصريحات لا تعكس فقط اضطرابًا في القرار السياسي الأمريكي بل تكشف أَيْـضًا محاولة مكشوفة لطمس الفشل العسكري عبر الضجيج الإعلامي. ترامب يعلم جيِّدًا أن الاعتراف بالفشل أمام إيران سيكون بمثابة انتحار سياسي داخلي لذا اختار أن يخفي الحقيقة خلف ستار من العنتريات الخطابية محاولًا خداع الداخل الأمريكي بإيهامٍ بالسيطرة في حين أن الواقع على الأرض مختلف تمامًا. ختامًا المشهد اليوم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى: الضربة العسكرية لم تُسقط النووي الإيراني والرد الأمريكي جاء مخضّبًا بالتنازلات بينما تحاول واشنطن تجميل الهزيمة بلغة المنتصر. ما لم تدركه الإدارة الأمريكية هو أن إيران لم تعد الملف الأسهل في الشرق الأوسط بل باتت رقمًا صعبًا يعيد تشكيل معادلات الردع والتحالفات ويجبر حتى أقوى الدول على تغيير خطابها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالمؤمن محمد جحاف


اليمن الآن
منذ 10 ساعات
- اليمن الآن
إدارة ترامب تخوض معركة جديدة لإغلاق التقييمات الأولية للضربة على إيران
أثار تقرير مسرب لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) شكوكًا حول ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة "دمرت بالكامل" ثلاث منشآت نووية إيرانية، حيث خلص التقرير إلى أن العملية لم تؤدِ إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط. وقد نشرت قناة "CNN" وصحيفة "نيويورك تايمز" هذا التقرير بعد أيام من موافقة ترامب على تنفيذ الضربات وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران. وفي خطاب وطني عقب العملية مباشرة، أعلن ترامب أن المواقع "دُمرت كليًا وبشكل تام". وفيما شنت إدارة ترامب حملة جديدة لتقويض التقرير الأولي الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون، أكد خبراء لوسائل إعلام، منها "فوكس نيوز ديجيتال"، أن المعلومات المتاحة حاليًا غير كافية لتحديد حجم الأضرار بدقة، مشيرين إلى أن تجميع تقييم استخباراتي شامل هو عملية معقدة وتستغرق وقتًا. وقال ترامب يوم السبت إن الولايات المتحدة نفذت "ضربة ناجحة جدًا" ضد المنشآت النووية الإيرانية في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، مؤكدًا أن منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية قد "أُبيدت". دان شابيرو، الذي شغل سابقًا منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل، صرح بأنه لا يولي أهمية كبرى للتقييمات المتفائلة أو المتشائمة الصادرة بسرعة، مرجّحًا أن تقييم DIA الأولي استند فقط إلى صور الأقمار الصناعية. وقال شابيرو، الذي يعمل حاليًا زميلًا بارزًا في "مجلس الأطلسي"، لـ"فوكس نيوز ديجيتال": "هذه مجرد قطعة من أحجية التقييم الكامل. يتعين اختبار جميع مصادر الاستخبارات الأخرى، من استخبارات الإشارات، والمصادر البشرية، إلى أشكال أخرى من المراقبة، وربما زيارات من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذا قد يستغرق أيامًا أو أسابيع". وأضاف: "لكن من المرجح، في حال أداء الذخائر كما هو متوقع، أن تكون الأضرار جسيمة، مما سيؤدي إلى تأخير كبير في البرنامج النووي". من جهته، قال الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، يوم الأحد، إن التقييمات الأولية لأضرار المعركة تشير إلى أن "جميع المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار ودمار شديد للغاية"، لكنه أقر بأن التقييم النهائي "سيستغرق بعض الوقت". ورغم ذلك، رسمت تقارير إعلامية، استنادًا إلى تقرير DIA، صورة مغايرة. فقد أفادت شبكة "CNN" بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمر في الضربات، وذلك استنادًا إلى معلومات قدمها سبعة أشخاص اطّلعوا على التقرير، والذي استند بدوره إلى تقييم أعدّته القيادة المركزية الأميركية. عدد من أعضاء إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسث، شككوا لاحقًا في استنتاجات التقرير، مشيرين إلى أنه تم تصنيفه على أنه "منخفض الثقة". وأوضح خبراء أن هذا المصطلح شائع في التقييمات الأولية، ويعني أن الاستنتاجات تستند إلى بيانات محدودة. وقال الأدميرال المتقاعد مارك مونتغمري، الذي شغل سابقًا منصب مدير التهديدات العابرة للحدود في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون، إن توصيف "منخفض الثقة" يُستخدم كثيرًا في التقييمات السريعة التي تُعد خلال 24 ساعة. وأضاف زميله في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، كريغ سينغلتون، أن هذا التصنيف يستخدم عندما تكون الأدلة ضعيفة ويهدف إلى تحذير صانعي السياسات من ضرورة الحصول على مزيد من المعلومات. وأردف: "الأهم من ذلك، أن تقييمات منخفضة الثقة تصدر عادة حين لم يتم التحقق من الحقائق الأساسية، وهذا ينطبق بوضوح على هذه الحالة". وقال روب غرينواي، نائب مساعد الرئيس السابق لشؤون الأمن القومي في مجلس الأمن القومي بإدارة ترامب، إن إصدار تقييم شامل وموثوق أكثر سيستغرق من شهر إلى شهرين. وأشار غرينواي إلى أن الضربات استهدفت بشكل خاص البنى التحتية تحت الأرض، ما يجعل تقييم الأضرار أكثر تعقيدًا، حيث سيتطلب الأمر مصادر استخبارات متعددة، مثل الإشارات والمعلومات البشرية. وأضاف أن إسرائيل كانت قد نفذت سابقًا ضربات على المواقع ذاتها، مما يزيد من تعقيد المشهد التحليلي. وقال: "كل واحدة من هذه الضربات هي جزء من أحجية أكبر، والتقييم النهائي يجب أن يدرس التأثير الشامل وليس فقط أثر ضربة بعينها". ورغم كل ذلك، قال غرينواي إن حجم الذخائر المستخدمة – أكثر من 14 قنبلة تزن كل منها 30 ألف رطل – يشير إلى أن المنشآت المستهدفة أصبحت غير قابلة للاستخدام. وأضاف: "لقد استخدمنا ضعف الكمية اللازمة لتحقيق التأثير المطلوب، لضمان عدم الحاجة إلى العودة". وأردف: "لا توجد احتمالات رياضية تقريبًا تسمح باستخدام تلك المنشآت مجددًا من قبل إيران للغرض المقصود، وهذا يعني أن كل ما تبقى الآن يقع ضمن قدرة إسرائيل على الضرب إذا لزم الأمر". كما صرح مايكل ألين، المدير السابق لمجلس الأمن القومي في إدارة جورج بوش الابن، بأنه رغم عدم جاهزية حكم نهائي من مجتمع الاستخبارات، فإن "الصورة الاستخباراتية ستزداد وضوحًا" في الأيام القادمة. وقال: "المعلومات تتدفق، ونحن نقوم بجمعها، ويحاول المسؤولون إيصالها إلى البيت الأبيض في أسرع وقت ممكن"، مضيفًا أنه يعمل حاليًا مديرًا في شركة الاستشارات "بيكون غلوبال ستراتيجيز". من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن عددًا محدودًا فقط من الأشخاص كان لديهم حق الاطلاع على التقرير، مشيرة إلى أن من قام بتسريبه لوسائل الإعلام ستتم محاسبته، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يحقق في الأمر. وأضافت ليفيت للصحفيين يوم الخميس: "تلك الشخصية تصرفت بشكل غير مسؤول. وعلينا معرفة من يقف وراء التسريب. ويجب أن نُحكم آليات الحماية لضمان أمننا القومي وحماية الشعب الأميركي".