«ماكسيم» في ذكراه ال185.. ميلاد مخترع غير مسار التاريخ
تحل في 5 فبراير عام 2025 الذكرى ال185 لميلاد المخترع البارز هايرام ستيفنز ماكسيم، الذي دخل اسمه التاريخ بوصفه مبتكر أول سلاح آلي فعال حقا، وهو الرشاش الشهير من طراز ماكسيم.
وُلد هايرام ماكسيم عام 1840 في بلدة صغيرة تُسمى سانجرفيل في ولاية مين بالولايات المتحدة الأمريكية. ونشأ في عائلة فقيرة، لكنه أظهر منذ صغره قدرات استثنائية في مجال الميكانيكا والاختراع. وقد سجل حوالي 270 براءة اختراع في مجالات تقنية مختلفة، بدءا من الإضاءة بالغاز وانتهاء إلى صناعة الطائرات.ودخل ماكسيم التاريخ بشكل أساسي كمبتكر أول رشاش آلي، وفقا لروايته، خطرت بباله فكرة استخدام طاقة الارتداد لإعادة تحميل السلاح عام 1881، عندما لاحظ قوة الارتداد أثناء إطلاق النار من بندقية، وبحلول عام 1883 كان النموذج الأولي للرشاش جاهزا، وبحلول عام 1885 تم تطوير الرشاش ليصبح جاهزا للاستخدام.وتمثلت الابتكارات التصميمية الرئيسية للرشاش في استخدام طاقة ارتداد السبطانة لتشغيل الآلية الأوتوماتيكية. وعند إطلاق النار تتحرك السبطانة مع الزناد للخلف بفعل الارتداد، مما يؤدي إلى إخراج الطلقة المستهلكة وإعادة تحميل القادح وإعادة السبطانة إلى وضعها الأمامي، وتتكرر تلك العملية باستمرار، وكان الرشاش قادرا على إطلاق النار بسرعة تصل إلى 600 طلقة في الدقيقة، وهو ما كان يُعتبر رقما قياسيا خياليا في ذلك الوقت.ولفت السلاح الجديد انتباه الجيوش حول العالم على الفور، وكانت روسيا من بين الدول الأولى التي أدركت إمكانات هذا السلاح. وبدأت اختبارات رشاش ماكسيم في روسيا عام 1887، وتم شراء الدفعة الأولى المكونة من 12 رشاشا عام 1889.وأظهرت الاختبارات فعالية عالية للسلاح، وتم لاحقا تقديم طلب إضافي لشراء 300 رشاش. وفي أوائل القرن العشرين، حصلت روسيا على ترخيص لإنتاج هذا السلاح، وبدأت إنتاجه في مصنع "تولا" للأسلحة.واستُخدمت رشاشات "ماكسيم" على نطاق واسع من قبل القوات الروسية خلال الحرب الروسية اليابانية (1904-1905). وفي الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، شكلت رشاشات "ماكسيم" العمود الفقري لتسليح الجيش الروسي حيث أثبتت هذه الرشاشات فعاليتها وموثوقيتها.بعد ثورة أكتوبر 1917 استمر استخدام رشاش "ماكسيم" في الجيش الأحمر. واستخدم على نطاق واسع خلال الحرب الأهلية (1918–1922)، وخلال الفترة ما بين الحربين العالميتين، تم تحسين تصميم الرشاش، وظهرت نماذج أخف وزنا وبتعديلات أفضل. وبحلول بداية الحرب العالمية الثانية (1939–1945) ظل "ماكسيم" رشاشا رئيسيا للجيش الأحمر.وعلى الرغم من قدم تصميمه، استُخدم الرشاش بنجاح طوال فترة الحرب، وأثبت موثوقيته وقدرته على التحمل.استمر إنتاج رشاشات "ماكسيم" في الاتحاد السوفيتي حتى عام 1945. وخلال سنوات الحرب الوطنية العظمى (1941–1945) تم إنتاج أكثر من نصف مليون رشاش من هذا النوع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصباح العربي
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الصباح العربي
'دير المنيرة'.. الحصن الروماني الذي حمى الصحراء وروى حكايات آلاف السنين
حصن دير المنيرة يقع على بعد 23 كيلو متر بالتقريب شمال مدينة الخارجة بالصحراء الغربية، ويعتبر من الحصون الرومانية الكبيرة المتبقية في واحة الخارجة، ويرجع تاريخه إلى ما يزيد عن 1700 عام. ويرجح أن الحصن تم بناءه في عهد الإمبراطور دقلديانوس أو واحد من خلفائه، وهذا لحماية الطريق الصحراوي الذي يربط بين فرشوط ووادي النيل. تم بناء الحصن على صورة مربع، مزود بجدران كبيرة يصل ارتفاعها إلى ما يزيد عن 12.5 متر، ويحتوي على 12 برج نصف دائري، مع سلالم ومصاعد داخلية، بالإضافة إلى مدخل محتمل من الغرب. يضم الحصن على بئر مياه ونظام متطور من القنوات الجوفية التي كانت تربطه بالمباني والحقول المحيطة به، ما يعكس تخطيط عسكري متقدم. يعتقد أن الحصن تحول في فترة لاحقة إلى دير مسيحي، وهو ما يفسر تسميته الحالية بـ"دير المنيرة"، كما استخدمته القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، وترك الجنود نقوش على جدرانه. شهد الموقع اهتمام بالغ من الرحالة الأوروبيين في القرن الـ19، وكان من أبرزهم السير أرشيبالد إدمونستون كما أجرى باحثون ألمان دراسات ومسوح أثرية خلال النصف الأول من القرن العشرين. وفي أواخر التسعينيات، أجريت عدة حملات تنقيب بقيادة فريق "ألفا نيكروبوليس" بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، كشفت عن ثلاث مناطق دفن، وعدد كبير من التوابيت الحجرية و المومياوات المحنطة. و تعود هذه المدافن إلى القرنين الثالث والخامس الميلادي، وتشير إلى تأثير واضح للطقوس المسيحية في تلك الفترة. وأسفرت التنقيبات أيضًا عن اكتشاف مومياوات كلاب محفوظة جيدًا، كان يعتقد أنها تم تقديمها كقربان لإله الموت "أنوبيس" مما يدل على تداخل بين الديانات القديمة والمسيحية في المنطقة. اليوم، لا يزال حصن دير المنيرة متوفر وقائم كأثر فريد في الصحراء الغربية، يعكس التعدد الحضاري في مصر القديمة، من العصور الرومانية، مرورًا بالمسيحية، وصولًا إلى الحقبة البريطانية، كما يطالب خبراء الآثار بضرورة الحفاظ على الموقع ودعمه بحثيًا وسياحيًا لما له من أهمية تاريخية كبرى.


النهار المصرية
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- النهار المصرية
المؤتمر الدولي للعلوم البينية بمكتبة الإسكندرية..بناقش الذكاء الاصطناعي وكيفية الحفاظ على الكون والمجتمعات.
شهدت مكتبة الإسكندرية جلسة محاضرات افتتاحية على هامش مؤتمر "نحو استكشاف آفاق علمية جديدة: ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل"، ترأس الجلسة الدكتور سامح فوزي؛ كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، وشارك فيها الأستاذ الدكتور أشرف حيدر غالب؛ أستاذ الجراحة العامة بجامعة القاهرة، ورئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقًا، والرئيس المؤسس لجامعة الجلالة سابقًا، والدكتور بهاء دوريش؛ أستاذ الفلسفة المتفرغ بكلية الآداب جامعة المنيا، والدكتور هشام العسكري؛ أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض، كلية شميد للعلوم والتكنولوجيا، جامعة تشابمان، وشارك عبر تقنية الفيديو من تونس الدكتور حسين بو عزيزي؛ أستاذ علم الاجتماع جامعة منوبة. ألقى الدكتور أشرف حيدر غالب؛ محاضرة بعنوان "دمج المفاهيم البيئية والعابرة للتخصصات في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي"، مؤكدًا أن العالم يتغير بوتيرة سريعة خلال العشر سنوات الأخيرة كما تتصاعد هذه الوتيرة في الوقت الحالي، مشددًا على أن مستقبل العالم في خطر لوجود خطر استعمار فكري وتكنولوجي وهو ما يتطلب عمل جاد من مصر للمشاركة في التطور التكنولوجي وحماية المجتمع من هذا الاستعمار الجديد. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي وما هو قادم بعده يعد تغيرات سريعة تتزامن مع تأثيرات وخطر مجتمعي مازلنا نحاول أن نرصده، متطلعًا لوجود تحكم إنساني يسيطر على هذه التكنولوجيا، وإيجاد طريقة للحفاظ على الكون والمجتمعات. وتحدث غالب عن تأثير التداخل بين التخصصات العلمية على المهن المستقبلية، وأنواع النهج التخصصي المتداخل، والمتطلبات الأساسية لنجاح عمل متعدد التخصصات، وكيفية تطبيق حلول مبتكرة وإدارة جميع الجهود لتحقيق ذلك، مشددًا على أن الإبداع والابتكار والتحول الرقمي سوف يقود إلى التنمية المستدامة. فيما طرح الدكتور بهاء درويش عدداً من التساؤلات في محاولة لاستشراف مستقبل العلم وبينيه التخصصات، ولكن في البداية لابد من التفريق بين التخصص والعلم، فالعلم يمكن أن يصبح تخصص إذا تم دراسته في إطار مؤسسي. وسرد درويش تاريخ ظهور التخصصات العلمية المعاصرة والتي ظهرت لأول مرة في ألمانيا عندما تحولت المعاهد إلى تعليمية وبحثية، وفي هذا السياق ظهرت البينية في القرن التاسع عشر عند دمج تخصصين، أما مفهوم التعددية العلمية فقد ارتبط بثقافة التمويل في عشرينيات القرن الماضي بظهور معاهد يتم تمويلها لعمل دراسات تضع سياسات وخطط قائمة على دراسة علمية. وأضاف: "في الحرب العالمية الأولى ظهرت الابحاث البينية وفي الحرب العالمية الثانية زاد الاعتماد عليها، وكانت نواة التمويل البحثي للعلم وفتح المجال أمام تمويل الأبحاث على النطاق الواسع، كما لا يمكن إغفال السياق السياسي مثل الفترة التي شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي". وعن استشراف المستقبل، أكد درويش أن كل مراحل العلم أصبحت مفتوحة ولا تتوقف المشاركة على العلماء والباحثين فقط ولكن يمكن للمواطن العادي المشاركة، لكونها تبحث عن حلول لمشكلات المجتمع". وألقى الدكتور هشام العسكري محاضرة بعنوان "التعطيل، والتصميم، والتكامل: خارطة الطريق إلى ما وراء التخصص، من خلال البحث التعاوني"، متحدثًا عن خارطة الطريق من تعدد التخصصات إلى التعددية التخصصاتية بمعنى البحث التعاوني، فبدون البحث العلمي وبدون هذا التعاون لن نصل إلى مشروع متكامل. وأشار العسكري إلى أن المشكلات العالمية تحتاج إلى عملية متكاملة ومدروسة جيدًا للتعامل معها من علوم وتخصصات مختلفة، لهذا السبب لابد من الخروج من تعدد التخصصات والأبعاد والتعمق في التحديات، وبدلًا من الحديث عن الطرق أو الأدوات التحدث عن عملية إنجاز شيء ما. وأضاف: "نحن نتجه نحو التكامل في العلوم، بدأ هذا بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والخطوة التالية، هي STEAM أي دمج الفنون والعلوم الإنسانية في مفهوم STEM". وتابع: "من أبرز إنجازاتي في حياتي كأحد مظاهر التعددية التخصصية البحث الذي أجريته مع الدكتور مجدي يعقوب، حيث أجرينا عدة أبحاث معًا، أنا متخصص في رصد الأرض والأقمار الصناعية وعلم البيانات، وفي الوقت نفسه انخرطتُ بشكل كبير معه في مشروع عملنا عليه يتعلق بأمراض القلب، ونشر البحث في مجلة "علم وممارسة طب القلب العالمي". فيما ألقى الدكتور سامح فوزي محاضرة بعنوان "التنمية... خبرة التقاء العلوم الاجتماعية"، موضحًا أن التنمية، بأبسط تعريف لها، هي اكتساب مجموعة من المعارف من خلال تغيير اجتماعي معين، وقد وُلدت التنمية في الاقتصاد ثم اتضح أنها تتجاوز محتواها الاقتصادي، ودخلت مجال التنمية البشرية ثم انتقلت إلى موضوع السياسات العامة، وفي كل مرحلة من هذه التحولات كان هناك جدل كبير في مجال التنمية. وأوضح فوزي أن القضية الرئيسية والجوهر في كل هذا الحديث عن التنمية هي قضية الفقر، ثم تطور مفهوم الفقر واكتسب معنىً آخر وهو التهميش ثم في مرحلة لاحقة اكتسب عدم المساواة معنىً آخر، وإذا نظرنا إلى أهداف التنمية المستدامة نجد أن الهدف العاشر هو الهدف الجوهري أو المحوري فيها وهو الحد من أشكال عدم المساواة. وأشار فوزي إلى أن التنمية قد يكون لها معنى اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو جغرافي، لذا فإنها متعددة الأبعاد تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد، ولا يمكن إيجاد حل نهائي لمشكلة التنمية. وتابع: "فإن الحلول التقليدية لا تناسب المشكلات متعددة الأبعاد، ومع تعقيد المجتمعات وتزايد درجة عدم اليقين في كثير من القرارات تزداد المشكلات تعقيدًا وتتطلب الحلول تدخلات أكثر تعقيدًا". وتحدث عن الإشكاليات التي تواجه التنمية من منظور دول العالم الثالث؛ من بينها فكرة الهوية العلمية للتنمية، والموقع الجغرافي، والعنصر البشري، والمعرفة المحلية والبحث العلمي وأخيرًا النظم الإدارية وعلاقتها بصانع السياسات العامة. واختتمت الجلسة بمحاضرة من الدكتور حسين بو عزيزي؛ بعنوان "سوسيولوجيا الجنوب: نحو سوسيولوجيا ذاتية النشأة"، قائلاً: "نحن اليوم نفكر في مجتمعاتنا ونراها بعيون غيرنا التي تدرس مجتمعات غير مجتمعاتنا وتقترح حلولا لا تصلح لنا". ودعا "بو عزيزي" إلى التحرر من التفكير الغربي، وعلم اجتماع "الأقنعة البيضاء" انتهت اليوم وكل مفاهيمها من التاريخ ولم تعد تفيد في شيء، وآن الأوان أن ننتقل إلى تفكير بديل هو علم اجتماع الجنوب، وأن نتعاون مع اقتسام المعرفة مع الآخر ولا ننتظر من الأخر، مختتمًا: "لابد من التفكير في مساحة تقارب مع المعارف المهمشة، لنصل إلى معرفة فلسفية محلية النشأة"


فيتو
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- فيتو
جلسة حوارية على هامش المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية بمكتبة الإسكندرية
شهدت مكتبة الإسكندرية جلسة محاضرات افتتاحية على هامش مؤتمر "نحو استكشاف آفاق علمية جديدة.. ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل"، وترأس الجلسة الدكتور سامح فوزي؛ كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية. وشارك فيها الدكتور أشرف حيدر غالب؛ أستاذ الجراحة العامة بجامعة القاهرة، ورئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقًا، والرئيس المؤسس لجامعة الجلالة سابقًا، والدكتور بهاء درويش؛ أستاذ الفلسفة المتفرغ بكلية الآداب جامعة المنيا، والدكتور هشام العسكري؛ أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض، كلية شميد للعلوم والتكنولوجيا، جامعة تشابمان، وشارك عبر تقنية الفيديو من تونس الدكتور حسين بو عزيزي؛ أستاذ علم الاجتماع جامعة منوبة. وألقى الدكتور أشرف حيدر غالب؛ محاضرة بعنوان "دمج المفاهيم البيئية والعابرة للتخصصات في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي"، مؤكدًا أن العالم يتغير بوتيرة سريعة خلال العشر سنوات الأخيرة كما تتصاعد هذه الوتيرة في الوقت الحالي، مشددًا على أن مستقبل العالم في خطر لوجود خطر استعمار فكري وتكنولوجي وهو ما يتطلب عمل جاد من مصر للمشاركة في التطور التكنولوجي وحماية المجتمع من هذا الاستعمار الجديد. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي وما هو قادم بعده يعد تغيرات سريعة تتزامن مع تأثيرات وخطر مجتمعي مازلنا نحاول أن نرصده، متطلعًا لوجود تحكم إنساني يسيطر على هذه التكنولوجيا، وإيجاد طريقة للحفاظ على الكون والمجتمعات. وتحدث غالب عن تأثير التداخل بين التخصصات العلمية على المهن المستقبلية، وأنواع النهج التخصصي المتداخل، والمتطلبات الأساسية لنجاح عمل متعدد التخصصات، وكيفية تطبيق حلول مبتكرة وإدارة جميع الجهود لتحقيق ذلك، مشددًا على أن الإبداع والابتكار والتحول الرقمي سوف يقود إلى التنمية المستدامة. فيما طرح الدكتور بهاء درويش عددًا من التساؤلات في محاولة لاستشراف مستقبل العلم وبينيه التخصصات، ولكن في البداية لابد من التفريق بين التخصص والعلم، فالعلم يمكن أن يصبح تخصص إذا تم دراسته في إطار مؤسسي. وسرد درويش تاريخ ظهور التخصصات العلمية المعاصرة والتي ظهرت لأول مرة في ألمانيا عندما تحولت المعاهد إلى تعليمية وبحثية، وفي هذا السياق ظهرت البينية في القرن التاسع عشر عند دمج تخصصين، أما مفهوم التعددية العلمية فقد ارتبط بثقافة التمويل في عشرينيات القرن الماضي بظهور معاهد يتم تمويلها لعمل دراسات تضع سياسات وخطط قائمة على دراسة علمية. وأضاف: "في الحرب العالمية الأولى ظهرت الابحاث البينية وفي الحرب العالمية الثانية زاد الاعتماد عليها، وكانت نواة التمويل البحثي للعلم وفتح المجال أمام تمويل الأبحاث على النطاق الواسع، كما لا يمكن إغفال السياق السياسي مثل الفترة التي شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي". وعن استشراف المستقبل، أكد درويش أن كل مراحل العلم أصبحت مفتوحة ولا تتوقف المشاركة على العلماء والباحثين فقط ولكن يمكن للمواطن العادي المشاركة، لكونها تبحث عن حلول لمشكلات المجتمع". وألقى الدكتور هشام العسكري محاضرة بعنوان "التعطيل، والتصميم، والتكامل: خارطة الطريق إلى ما وراء التخصص، من خلال البحث التعاوني"، متحدثًا عن خارطة الطريق من تعدد التخصصات إلى التعددية التخصصاتية بمعنى البحث التعاوني، فبدون البحث العلمي وبدون هذا التعاون لن نصل إلى مشروع متكامل. وأشار العسكري إلى أن المشكلات العالمية تحتاج إلى عملية متكاملة ومدروسة جيدًا للتعامل معها من علوم وتخصصات مختلفة، لهذا السبب لابد من الخروج من تعدد التخصصات والأبعاد والتعمق في التحديات، وبدلًا من الحديث عن الطرق أو الأدوات التحدث عن عملية إنجاز شيء ما. وأضاف: "نحن نتجه نحو التكامل في العلوم، بدأ هذا بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والخطوة التالية، هي STEAM أي دمج الفنون والعلوم الإنسانية في مفهوم STEM". وتابع: "من أبرز إنجازاتي في حياتي كأحد مظاهر التعددية التخصصية البحث الذي أجريته مع الدكتور مجدي يعقوب، حيث أجرينا عدة أبحاث معًا، أنا متخصص في رصد الأرض والأقمار الصناعية وعلم البيانات، وفي الوقت نفسه انخرطتُ بشكل كبير معه في مشروع عملنا عليه يتعلق بأمراض القلب، ونشر البحث في مجلة "علم وممارسة طب القلب العالمي". فيما ألقى الدكتور سامح فوزي محاضرة بعنوان "التنمية... خبرة التقاء العلوم الاجتماعية"، موضحًا أن التنمية، بأبسط تعريف لها، هي اكتساب مجموعة من المعارف من خلال تغيير اجتماعي معين، وقد وُلدت التنمية في الاقتصاد ثم اتضح أنها تتجاوز محتواها الاقتصادي، ودخلت مجال التنمية البشرية ثم انتقلت إلى موضوع السياسات العامة، وفي كل مرحلة من هذه التحولات كان هناك جدل كبير في مجال التنمية. وأوضح فوزي أن القضية الرئيسية والجوهر في كل هذا الحديث عن التنمية هي قضية الفقر، ثم تطور مفهوم الفقر واكتسب معنىً آخر وهو التهميش ثم في مرحلة لاحقة اكتسب عدم المساواة معنىً آخر، وإذا نظرنا إلى أهداف التنمية المستدامة نجد أن الهدف العاشر هو الهدف الجوهري أو المحوري فيها وهو الحد من أشكال عدم المساواة. وأشار فوزي إلى أن التنمية قد يكون لها معنى اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو جغرافي، لذا فإنها متعددة الأبعاد تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد، ولا يمكن إيجاد حل نهائي لمشكلة التنمية. وتابع: "فإن الحلول التقليدية لا تناسب المشكلات متعددة الأبعاد، ومع تعقيد المجتمعات وتزايد درجة عدم اليقين في كثير من القرارات تزداد المشكلات تعقيدًا وتتطلب الحلول تدخلات أكثر تعقيدًا". وتحدث عن الإشكاليات التي تواجه التنمية من منظور دول العالم الثالث؛ من بينها فكرة الهوية العلمية للتنمية، والموقع الجغرافي، والعنصر البشري، والمعرفة المحلية والبحث العلمي وأخيرًا النظم الإدارية وعلاقتها بصانع السياسات العامة. واختتمت الجلسة بمحاضرة من الدكتور حسين بو عزيزي؛ بعنوان "سوسيولوجيا الجنوب: نحو سوسيولوجيا ذاتية النشأة"، قائلًا: "نحن اليوم نفكر في مجتمعاتنا ونراها بعيون غيرنا التي تدرس مجتمعات غير مجتمعاتنا وتقترح حلولا لا تصلح لنا". ودعا "بو عزيزي" إلى التحرر من التفكير الغربي، وعلم اجتماع "الأقنعة البيضاء" انتهت اليوم وكل مفاهيمها من التاريخ ولم تعد تفيد في شيء، وآن الأوان أن ننتقل إلى تفكير بديل هو علم اجتماع الجنوب، وأن نتعاون مع اقتسام المعرفة مع الآخر ولا ننتظر من الأخر، مختتمًا: "لابد من التفكير في مساحة تقارب مع المعارف المهمشة، لنصل إلى معرفة فلسفية محلية النشأة". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.