
الجيش الإسرائيلي يطالب بزيادة موازنته و"الصاروخ الإيراني" يعمق خلافات الداخل
مع توقعات الجيش الإسرائيلي باستمرار الحرب لأكثر من أسبوعين في الأقل، وتعزيز هذه التوقعات مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالتمهل أسبوعين قبل اتخاذ قراره في شأن التدخل في حرب إيران، طالب الجيش الإسرائيلي بزيادة موازنته بـ8 مليارات ونصف مليار دولار، ليتمكن من استكمال حربه في ايران وضمان استمرار نشاط الجيش في لبنان وسوريا وغزة، والأهم، كما قال مسؤول عسكري، هو تعبئة مخازن الأسلحة التي بدأت تنفذ سواء الهجومية، وبينها القنابل أو الدفاع، والأخطر بينها "حيتس"، وهي المنظومة المعتمد عليها في مواجهة صواريخ إيران الباليستية.
يأتي هذا المطلب مع ارتفاع الأصوات المحذرة من خطورة استمرار الحرب في ظل اتساع الفجوة بين خطة الجيش، وما يقرره مع القيادة من عمليات لتنفيذها داخل إيران، وبين الواقع في الجبهة الداخلية، إذ شكلت رشقة صواريخ أمس الخميس، نقطة فارقة في موقف ووضع الجبهة الداخلية، وتعالت الأصوات المنتقدة متخذي القرار بعد خمسة أيام فقط من دعم 89 في المئة من الإسرائيليين الحرب على إيران.
لن نضحي بأنفسنا
مطلب موازنة الجيش أشعل بدوره النقاش في ظل الارتفاع الهائل للأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية، في مقابل عدم تزويد الموازنات الجبهة الداخلية لضمان حماية السكان، الذين يعتبرون أن الخطر الذي يتعرضون له بمثابة إهمال كبير من متخذي القرار.
آفي بنياهو المتحدث السابق بلسان الجيش الإسرائيلي اعتبر أن الفجوة تتسع بين بنك أهداف الحرب وما هو على أرض الواقع، وقال في أعقاب الأضرار الخطرة التي ألحقتها صواريخ الخميس، "على متخذي القرار أن يدركوا أننا وسط حرب مع دولة تمتلك أكثر من ألفي 2500 صاروخ، ومخزوناً كبيراً من الأسلحة المتنوعة، وطائرات مسيرة، وما يحدث هنا معجزات حقيقية كون الصواريخ لم تأت مباشرة على المباني أو المستشفيات. تصوروا لو جاءت إصابة الصاروخ مباشرة، فستكون النتائج مدمرة، ولا أفهم كيف لم تأخذ القيادة في حساباتها ما سيحدث في حربها مع إيران".
وكانت إسرائيل اتخذت مساء الأربعاء قراراً خففت بموجبه التعليمات والقيود على الجمهور، في وقت لم تعد صفارات الإنذار آمنة للسكان بسبب خلل يحول دون إطلاقها لتحذير السكان قبل وصول الصاروخ، وهو ما جعل كثيرين لا يدخلون إلى الملاجئ والغرف الآمنة، وفقط الحظ منع إصابة كثيرين.
أكثر من 200 إصابة هو مجمل سقوط 25 صاروخاً وقعت في حيفا ومركز تل أبيب وبئر السبع في الجنوب، ووقعت الإصابات الأخطر في المباني التي أصيبت وسط تل أبيب بصاروخ. ووفق التقديرات العسكرية فإن أحد الصواريخ المنفجرة كان مزوداً برأس حربي عنقودي، مما أدى إلى تناثر صواريخ صغيرة متفجرة في مناطق عدة في محيط تل أبيب، بينها يافا وأور يهودا وغوش دان وغيرها.
أما استخدام هذه النوعية من الصواريخ فيعود، بحسب الإسرائيليين، لنقطتين: محاولة إيران التخفيف من الضغط العسكري الذي تتعرض له بلداتها نتيجة القصف الإسرائيلي، ومحاولتها عبر قصف ثالث أكبر مستشفى، وهو مستشفى "سوروكا" في بئر السبع في الجنوب، إلحاق مزيد من الضرر في عدد كبير من البلدات، مما خلق ضغطاً دفع الإسرائيليين إلى مطالبة حكومتهم بوقف الحرب، علماً أن أكثر من خبير إسرائيلي تحدث عن أن الصاروخ لم يسقط مباشرة في المستشفى بل في منطقة قريبة منه، لأنه لو طاول المستشفى لكان عدد القتلى والجرحى مرتفعاً كثيراً.
من جهته حمل بنياهو متخذي القرار مسؤولة الخطر الذي يتعرض له السكان جراء الصواريخ الإيرانية، وقال "هناك لعبة تدور بين الجبهة الداخلية والجمهور من جهة، ومتخذي القرار من جهة أخرى، في كيفية التناسب بين القرارات التي يتخذونها، وبين الواقع الذي تعانيه الجبهة الداخلية"، وتابع "أخشى من اتساع الفجوة بين أداء الجيش وسلاح الجو والموساد والدفاع الجوي، وبين أدائنا هنا في الجبهة الداخلية، الفجوة كبيرة جداً. لقد سمعت رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزير المالية (بتسلئيل سموتريتش) وهما يتوجهان للناس بالقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، أنتم ستكونون على ما يرام، هذه تصريحات والواقع على الأرض أمر آخر".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صاروخ الخميس ومنظومة الدفاع
حديث بنياهو جاء بعد أن بين تقرير أولي حول صواريخ يوم الخميس أن الإصابة الواسعة كانت جراء صاروخ مزود برأس انشطاري لم تتمكن منظومات الدفاع من التصدي له، ومع سقوطه تناثر ما يحمله من قنابل حتى منطقة واسعة وصل بعضها حتى يافا. وبحسب الجيش، يدور الحديث عن صاروخ أرض - أرض، ينفصل رأسه الحربي على ارتفاع نحو سبعة كيلومترات، وينثر قنابل صغيرة في دائرة قطرها نحو ثمانية كيلومترات، وتحتوي كل قنبلة صغيرة على ما بين كيلوغرامين إلى سبعة كيلوغرامات من المواد المتفجرة. وعلى رغم أن مدى تأثير هذا الصاروخ أوسع، مقارنة بصواريخ ذات رأس حربي ثقيل، إلا أن الأضرار التي تحدثها كل قنبلة صغيرة أقل نسبياً. وأشار الجيش إلى أن أحد الأخطار الكامنة في هذا النوع من الذخيرة، هو احتمال بقاء قنابل غير منفجرة في مناطق الإصابة، ولذلك سيجري قريباً إطلاق حملة توعوية لتحذير الجمهور من هذه الأخطار.
ووصف الإسرائيليون صواريخ الخميس بـ"الرعب غير المسبوق"، وتبين أن أحد أكبر أبراج تل أبيب، التي يصفها الإسرائيليون بالأبراج اللامعة، يواجه إمكان هدمه وبنائه من جديد، كما تكبد مركز البورصة الرئيس في تل أبيب خسائر فادحة جراء إصابته.
وأشار تقرير إسرائيلي إلى أنه، ووفق التقديرات، تتجاوز الأضرار التي خلفتها الصواريخ الإيرانية على مبان وممتلكات وبنى تحتية 571 مليون دولار، وهو قريب لمجمل كلفة الأضرار التي خلفتها الحربان على قطاع غزة ولبنان، في الجنوب والشمال.
شعب كالأسد أصيب بالمرض
من جهته، قال خبير الشؤون الإسرائيلية - العربية والكاتب في صحيفة "هآرتس" جدعون ليفي أن لا جدوى من هذه الحرب حتى لو تنازلت إيران عن سلاحها النووي، ورأى أنه بانتظار حسم قرار ترمب بعد أسبوعين يبقى مصير الحرب مرتبطاً في ما سماه ليفي بنزوة ترمب "إذا قام بالقصف فربما سيكون انتصاراً، وإذا لم يقم بالقصف فإن إسرائيل تكون قامت بشن حرب عبثية أخرى وأخطر من سابقاتها"، وبرأيه أيضاً "كان يجب أن يكون التدخل الأميركي مضموناً مسبقاً، بل شرطاً لشن الحرب. في هذه الأثناء دونالد ترمب يتدرب على تمارين فرض الاستسلام والإهانة الطفولية لإيران، ويدمر بتصريحاته الاحتمالية الضعيفة التي ما زالت باقية التوصل إلى اتفاق، الذي هو الفرصة الأخيرة لنهاية جيدة".
وتابع ليفي "في ضباب هذه الحرب إسرائيل موحدة خلف الحرب ورئيسها، وهي تحتفل وتتفاخر وتنفعل وتردد وتتبجح من دون أي نقاش عام حول أي شيء. الدمار في الشوارع أصبح أيضاً أمراً طبيعياً، هناك بالفعل شوارع تظهر مثل الحطام المتفحم بعد انفجار قنبلة، وهذا على ما يرام بالنسبة إلينا. الشعب الذي هو كالأسد أصبح مريضاً"، بحسب تعبيره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 19 دقائق
- Independent عربية
فوردو: قلعة نووية إيرانية محصنة في باطن الجبل
في أعماق تلال تقع وسط إيران، كثفت سلطات طهران إنتاجها من اليورانيوم المخصب، في تقرير حديث أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وهي هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، عن "بالغ قلقها" من "الزيادة الكبيرة في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وتخزينه" في إيران. يشار إلى أنه عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الذي توسط فيه سلفه الرئيس باراك أوباما، الذي كبح جماح البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات عن إيران، لم تكن طهران تمتلك سوى 150 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.6 في المئة فقط. أما اليوم، فارتفع هذا الرقم إلى 409 كيلوغرامات مخصبة بنسبة 60 في المئة. واستناداً إلى تحليل أجراه "معهد العلوم والأمن الدولي" Science and International Security (ISIS) الذي يتخذ من واشنطن العاصمة مقراً له، يمكن لإيران أن تحول هذا المخزون إلى مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة، والصالح للاستخدام في صنع أسلحة نووية في غضون أسابيع قليلة. كذلك، هذه الكمية تكفي لإنتاج تسعة أسلحة نووية. في المقابل، تدير إيران أكثر من 30 منشأة في أنحاء البلاد، تشارك في مراحل مختلفة من دورة الوقود النووي، وجرى قصف عدد منها في الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف تعطيل القدرات النووية المحتملة لإيران. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إلا أن أكثر هذه المنشآت إثارة للقلق، والمعروفة باسم فوردو، لا تزال سليمة. فهي مخبأة تحت الأرض ومحصنة بشدة، وتحتوي على نحو 2700 جهاز طرد مركزي أساس لتخصيب اليورانيوم. في ما يأتي تورد "اندبندنت" ما هو متوافر من معلومات عن منشأة فوردو، التي تقع قرب مدينة قم الإيرانية، وتلقي الضوء على الأسباب التي تجعلها محط اهتمام إسرائيل ومثار قلقها إلى هذا الحد. متى شيدت منشأة فوردو، وما طبيعتها؟ تعد فوردو ثاني منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، بعد الموقع الرئيس الإيراني في نطنز، محافظة أصفهان. كل ما يمكن رؤيته منها من الجو، هو خمسة مداخل أنفاق محفورة في سلسلة جبال، وتقع جميعها ضمن محيط أمني واسع. يقال إن الموقع الذي يقع على عمق نحو 80 متراً تحت الصخور والتربة، محمي أيضاً بأنظمة صواريخ أرض - جو إيرانية وروسية، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى أن إسرائيل ربما تكون قد استهدفت بالفعل هذه الدفاعات. على رغم أن منشأة فوردو هي أصغر من نطنز حجماً، إلا أنها كثيراً ما كانت محور قلق دولي في ما يتعلق ببرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما عبر عن ذلك عندما كشف عن وجودها عام 2009، في حضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، قائلاً إن حجمها وتصميم بنيتها "يتجاوزان ما يتطلبه برنامج نووي سلمي". وكانت إيران أبلغت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" قبل أيام فقط من تصريح أوباما، عزمها تشييد منشأة جديدة لتخصيب الوقود، لكن بحلول ذلك الوقت، كانت أعمال البناء بدأت قبل أعوام. وفي هذا الإطار تؤكد الوكالة الرقابية الدولية، أن لديها صوراً التقطتها أقمار اصطناعية، تظهر أن موقع فوردو كان قيد الإنشاء منذ عام 2002. لماذا تعد المنشأة محورية في الصراع الإسرائيلي - الإيراني؟ ليس من قبيل المصادفة أن الصواريخ الإسرائيلية الأولى التي ضربت إيران في هذه الجولة الأخيرة من الأعمال العدائية، جاءت بعد أن أصدرت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" تقريراً أعربت فيه عن "قلقها البالغ" إزاء برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. ونبهت الوكالة في تقريرها المؤرخ في الـ31 من مايو (أيار) الماضي، إلى أن "الارتفاع الحاد في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وتخزينه من جانب إيران - الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المواد النووية - هو أمر مقلق للغاية". بعد أسابيع قليلة، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة يشيئيل لايتر لقناة "فوكس نيوز"، إن الحملة الجوية ضد إيران "ينبغي أن تستكمل بتدمير منشأة فوردو". أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فاعتبر أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، وإمكان امتلاك طهران أسلحة نووية، يشكلان تهديداً وجودياً لبلاده. وقد تم استهداف عدد من المواقع النووية الإيرانية الأخرى بالقصف الإسرائيلي، منها منشأتان لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ضربتا صباح الأربعاء الماضي. إضافة إلى ذلك، جرى اغتيال عشرات من المسؤولين والعلماء النوويين الإيرانيين. هل يمكن تدمير منشأة فوردو؟ في هذه النقطة تكمن مشكلة إسرائيل، فعلى رغم كونها من أكثر دول العالم تسلحاً وتمتلك بعضاً من أكثر الأسلحة المتطورة، ولديها تفوق جوي على إيران يمنح جيشها حرية القصف أينما شاء، إلا أنه قواتها تفتقر للأسلحة التي لديها القدرة على اختراق مخبأ عميق مثل موقع فوردو. ووفقاً للخبراء، فإن السلاح الوحيد الذي يعتقد أنه قادر على إلحاق أضرار جسيمة بالمنشأة الإيرانية هو قنبلة "جي بي يو 57 / بي الخارقة للتحصينات الضخمة" GBU-57/B Massive Ordinance Penetrator التي تزن 30 ألف رطل، التي تمتلكها الولايات المتحدة. ويوضح جاستن برونك الباحث البارز في مركز الأبحاث "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" Royal United Services Institute (RUSI) والخبير في القوة الجوية، أن الطريقة الوحيدة لتدمير منشأة فوردو هي بإحداث تفجيرات متعددة في النقطة نفسها، باستخدام هذه القنبلة أميركية الصنع. علاوة على ذلك، يشير برونك إلى أن هذا السلاح لا يمكن إيصاله إلا بواسطة قاذفة القنابل الشبح الأميركية "يو أس بي 2 سبيريت" US B-2 Spirit، ويؤكد أن نجاح الضربة "يتوقف كلياً على دقة إطلاق هذه القنابل وكفاءة استخدامها". إلا أنه حتى الآن، لم تبد الولايات المتحدة أية نية واضحة لضرب الموقع النووي، وكانت إدارة الرئيس ترمب منخرطة في مفاوضات على الملف النووي مع طهران قبل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. مع ذلك، لم يستبعد الرئيس الأميركي احتمال شن عمل عسكري. وأفاد مسؤولون أميركيون لشبكة "سي بي أس نيوز" بأن ترمب يدرس الانضمام إلى إسرائيل في هجماتها، وذلك لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تمكنها من صنع أسلحة نووية. وفي حديث على متن "طائرة الرئاسة الأميركية"، كان ترمب واضحاً في شأن خطه الأحمر عندما قال "لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، المسألة هي بهذه البساطة". في المقابل، كان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي صريحاً هو الآخر بالمقدار نفسه، عندما حذر الولايات المتحدة من أنها ستواجه "عواقب مدمرة لا يمكن إصلاحها" إذا ما قامت بالتدخل.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
"غرفة العمليات" الأميركية... أسرار لا يعرفها إلا الحاضرون
ثلاثة اجتماعات أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع فريق مستشاريه في الأيام القليلة الماضية لبحث كيفية التعامل مع المواجهات الإسرائيلية- الإيرانية الراهنة، كانت كفيلة بأن تجذب انتباه العالم إلى غرفة، يقال إنها صغيرة من ناحية الحجم، تقع في البيت الأبيض بواشنطن وفيها تتابع أحداث طارئة وتتخذ قرارات كبرى على صعيد أميركا والعالم. "غرفة العمليات" تسمية تطلق على هذه القاعة التي تقع في مركز إقامة الرئيس الأميركي في واشنطن، ويعود تاريخها إلى بداية سبعينيات القرن الماضي، فيما اتخذت بداخلها قرارات مصيرية وتمت متابعة أحداث هزت العالم، لعل أبرزها متابعة تنفيذ عملية قتل زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن. فما قصة هذه الغرفة، متى أنشئت وكيف تحولت إلى "مطبخ القرارات الحاسمة"؟ وما أبرز القرارات التي اتخذها المجتمعون داخلها؟ افتتاح في عهد الرئيس جون كينيدي تنوه التقارير إلى أن فكرة إنشاء غرفة العمليات في البيت الأبيض طرحت للمرة الأولى على الرئيس السابق دوايت أيزنهاور في خمسينيات القرن العشرين، لكنها لم تنفذ. وبعدها بسنوات وفيما كان الرئيس جون كينيدي، وبعد أشهر قليلة من تسلمه منصبه عام 1961، يواجه نكسة عملية "خليج الخنازير"، والتي فشل خلالها بالإطاحة بحكم فيديل كاسترو في كوبا بسبب "نقص المعلومات"، تولدت قناعة تامة في واشنطن بأنه لا بد أن تكون هناك قاعة أو غرفة يتواصل فيها الرؤساء الأميركيون بشكل آمن ويجتمعون بمستشاريهم في وقت الأزمات، وفيها يتم تبادل المعلومات والتقارير الاستخباراتية. فاتخذ القرار بإنشاء هذه الغرفة، وقد نفذت الأمر كتيبة البناء التابعة للبحرية الأميركية خلال أسبوع واحد وبتكلفة 35 ألف دولار، وهي في الحقيقة ليست مجرد غرفة، بل مركز قيادة آمن تحت الأرض، ويتم الدخول إليه من المدخل السفلي من الجناح الغربي للبيت الأبيض، في مكان كان سابقاً صالة للعبة "البولينغ". وفي تقرير نشرته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، تكشف أن غرفة العمليات هذه محاطة من ثلاث جهات بمكاتب صغيرة متعددة، ومحطات عمل، وفيها طاولة اجتماع وشاشات كبيرة وأجهزة كمبيوتر ومعدات اتصالات. كما أنها معزولة تماماً لناحية الصوت، أي كل ما يتم تباحثه بداخلها لا يمكن أن يسمع من الخارج، كذلك فإن كل جزء من هذا المركز مخصص لوظيفة معينة. وفي عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تم تجديدها بالكامل عام 2023 لتشمل تكنولوجيا أكثر تطوراً مواكبة للتطورات التكنولوجية المتقدمة ومنعاً لأية اختراقات سيبرانية. 5 "غرفة العمليات"... قرارات مصيرية ومعلومات حساسة "غرفة العمليات"... قرارات مصيرية ومعلومات حساسة 1/5 الرئيس ليندون جونسون يتابع حرب الأيام الستة عام 1967 من غرفة العمليات (مواقع التواصل) الرئيس ليندون جونسون يتابع حرب الأيام الستة عام 1967 من غرفة العمليات (مواقع التواصل) 2/5 غرفة العمليات في عهد الرئيس جون إف. كينيدي (موقع غرفة العمليات الأرشيفي) غرفة العمليات في عهد الرئيس جون إف. كينيدي (موقع غرفة العمليات الأرشيفي) 3/5 جورج بوش يلوح لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي خلال مؤتمر عبر الفيديوعام 2007 من غرفة العمليات (ا ف ب) جورج بوش يلوح لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي خلال مؤتمر عبر الفيديوعام 2007 من غرفة العمليات (ا ف ب) 4/5 باراك أوباما أثناء متابعة العملية ضد أسامة بن لادن في غرفة العمليات عام 2011 (ا ف ب) باراك أوباما أثناء متابعة العملية ضد أسامة بن لادن في غرفة العمليات عام 2011 (ا ف ب) 5/5 فكرة إنشاء غرفة العمليات في البيت الأبيض طرحت للمرة الأولى على الرئيس دوايت أيزنهاور (ا ف ب) الوظائف الأساسية و"الكتاب الصباحي" من الوظائف الأساسية لهذا المركز مراقبة الأزمات العالمية على مدار الساعة وتحليل المعلومات الاستخباراتية من مختلف الوكالات الأميركية، وبخاصة الـ"سي آي أي"، إضافة إلى التواصل الآمن مع القادة حول العالم عبر تقنيات متطورة للاتصالات الآمنة تتضمن في الحالات الصعبة بيانات مشفرة، وأيضاً عند وقوع أحداث كبرى أو تطورات أمنية على صعيد العالم يزود الفريق العامل في هذا المركز الرئيس وكبار المسؤولين ومجلس الأمن القومي بآخر المستجدات والمعلومات، بخاصة قبل استخدام قرارات مصيرية، وأخيراً في حالات الهجمات أو الكوارث الكبرى، يتم تنسيق ردود الفعل العسكرية والدبلوماسية من هذه الغرفة. ويكشف موقع الـ"سي آي أي" أن يوم الفريق المناوب المراقب في هذه الغرفة أو المركز يبدأ بتحضير "الكتاب الصباحي"، ويُعد هذا الكتاب للرئيس، ونائب الرئيس، وكبار موظفي البيت الأبيض، ويحتوي على: - نسخة من النشرة الاستخباراتية اليومية الوطنية - الملخص الصباحي لوزارة الخارجية - البرقيات الدبلوماسية - تقارير استخباراتية مختارة ذات صلة بالمبادرات الدبلوماسية الجارية أو بموضوعات واردة في جدول أعمال الرئيس ويُوضع "الكتاب الصباحي" عادةً في سيارة مستشار الأمن القومي عند اصطحابه للعمل، فيما يتضمن الروتين الصباحي أيضاً الإيجاز اليومي للرئيس الذي تعده وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويسلم يدوياً ويعرض على الرئيس وأعضاء مجلس الأمن القومي من قبل أحد ضباط الوكالة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العاملون في "غرفة العمليات" يعمل في غرفة العمليات الأميركية طاقم مكون من نحو 130 شخصاً عبر فرق مناوبة، ويتضمن ضباطاً من الاستخبارات والدفاع، محللي معلومات، موظفين تقنيين وموظفين من مجلس الأمن القومي، فيما تُدار الغرفة بواسطة "مدير غرفة العمليات"، وهو منصب رفيع غالباً ما يشغله ضابط سابق في الجيش أو وكالة استخبارات، كما لا يسمح الدخول إليها لمن ليس لديه عمل أو تصريح خاص، حتى من موظفي البيت الأبيض. أيضاً يمنع على أي شخص سيدخل إلى هذا المكان أن يحمل هاتفاً محمولاً أو أي جهاز تقني آخر، فيما المحادثات التي يجريها الرؤساء لا تسجل، وبدلاً من ذلك، يستمع موظفون عبر سماعات الرأس لما يدور في المحادثات ويدونون كل شيء يدوياً، ثم يقارنون رواياتهم لاحقاً. قرارات مصيرية "طبخت" داخلها جلس في هذه الغرفة 12 رئيساً أميركياً من جون كينيدي إلى الرئيس الحالي دونالد ترمب، وخلال وجودهم في هذا المركز اتخذوا قرارات مصيرية امتد تأثيرها من الداخل الأميركي وصولاً إلى كل الدول، فيما تفاوت الحضور بين رئيس وآخر. يتذكر العالم جيداً صورة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حين كان رئيساً وقد دخل هذه الغرفة واجتمع مع فريقه ومستشاريه ونائبه، لاتخاذ قرار غير مسبوق ومتابعة تنفيذه وهو عملية قتل أسامة بن لادن في مايو (أيار) عام 2011. ومن هذه الغرفة أيضاً تابع المعنيون أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 إذ شكلت حينها الغرفة مركز التنسيق الأساسي لحظة بلحظة. يكشف الكاتب الأميركي الإعلامي جورج ستيفانوبولوس في كتابه "غرفة العمليات- القصة الداخلية للرؤساء في الأزمات" الذي يقع في 368 صفحة ونشر في مايو عام 2024، بعضاً من أهم المحطات التي شهدتها تلك الغرفة، ويقول إن المناوبين في هذه الغرفة رفضوا مغادرة المكان في هجوم 11 سبتمبر وطلب منهم تدوين أرقام الضمان الاجتماعي للتعرف إليهم في حال وقوع هجوم جوي على البيت الأبيض. ويلفت الكاتب إلى أنه خلال حرب فيتنام، استخدم الرئيس السابق ليندون جونسون غرفة العمليات أكثر من أي رئيس آخر على الإطلاق في محاولة للحصول على أية معلومة من فيتنام قد تساعد في إنقاذ أرواح الجنود الأميركيين هناك، قائلاً إن "غرفة العمليات المركز العصبي لإدارة حرب فيتنام". كما يستعيد المشهد الاستثنائي عندما طلب الرئيس جيمي كارتر من داخل هذه الغرفة المساعدة من وسطاء حكوميين سريين لإنقاذ الرهائن الأميركيين في إيران عام 1979. في المقابل، كان الرئيس ريتشارد نيكسون يتجنب استخدام الغرفة بسبب عدم ارتياحه لنطاق عمل مجلس الأمن القومي، وهو شعور أطلق عليه مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر اسم "متلازمة غرفة العمليات".


المناطق السعودية
منذ 2 ساعات
- المناطق السعودية
أسعار النفط تتجه لمكاسب أسبوعية على خلفية صراع إسرائيل وإيران
المناطق_متابعات بددت أسعار خام برنت مكاسب الجلسة الماضية وانخفضت بنحو دولارين، اليوم الجمعة، بعد أن أرجأ البيت الأبيض اتخاذ قرار بشأن تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني، لكنها تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. بحلول الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.89 دولار أو 2.4% لتصل إلى 76.96 دولار للبرميل، لكنها ارتفعت 3.8% على أساس أسبوعي حتى الآن. فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يوليو/تموز 53 سنتا أو 0.7% إلى 75.67 دولار، ولم يتم تسويتها أمس الخميس لأنه كان عطلة في الولايات المتحدة وينتهي أجلها اليوم الجمعة، وفقًا لـ 'رويترز'. 'غولدمان ساكس': علاوة المخاطر الجيوسياسية ترفع أسعار النفط 10 دولارات للبرميل وفقا للعربية : ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أغسطس/آب الأكثر تداولا 0.2% أو 17 سنتا إلى 73.67 دولار. وقفزت الأسعار 3% تقريبا أمس الخميس بعد أن قصفت إسرائيل أهدافا نووية في إيران التي أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل وأصابت مستشفى هناك. ولا مؤشرات حتى الآن على انحسار القتال بين الجانبين. وقلصت العقود الآجلة لخام برنت مكاسب الجلسة الماضية بعد تصريحات البيت الأبيض بأن الرئيس دونالد ترامب سيحدد قراره بشأن التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني خلال الأسبوعين المقبلين. وقال فيل فلين المحلل في مجموعة برايس فيوتشرز 'ارتفعت أسعار النفط وسط مخاوف من زيادة تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني. ومع ذلك، أشار البيت الأبيض في وقت لاحق إلى أنه لا يزال هناك فرصة لتخفيف التصعيد'. وتعد إيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ تضخ نحو 3.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام. ويمر نحو 18 مليون إلى 21 مليون برميل يوميا من الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز على طول الساحل الجنوبي لإيران، ويتزايد القلق من أن يؤدي القتال إلى تعطيل التدفقات التجارية في ضربة للإمدادات. وقال توني سيكامور المحلل لدى آي.جي 'مهلة الأسبوعين هي أسلوب استخدمه ترامب في قرارات رئيسية أخرى. وغالبا ما تنتهي هذه المهلات دون اتخاذ إجراء ملموس… الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى استمرار ارتفاع سعر النفط الخام وربما يزيد من المكاسب التي حققها في الآونة الأخيرة'.