
فوردو: قلعة نووية إيرانية محصنة في باطن الجبل
في أعماق تلال تقع وسط إيران، كثفت سلطات طهران إنتاجها من اليورانيوم المخصب، في تقرير حديث أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وهي هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، عن "بالغ قلقها" من "الزيادة الكبيرة في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وتخزينه" في إيران.
يشار إلى أنه عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الذي توسط فيه سلفه الرئيس باراك أوباما، الذي كبح جماح البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات عن إيران، لم تكن طهران تمتلك سوى 150 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.6 في المئة فقط. أما اليوم، فارتفع هذا الرقم إلى 409 كيلوغرامات مخصبة بنسبة 60 في المئة.
واستناداً إلى تحليل أجراه "معهد العلوم والأمن الدولي" Science and International Security (ISIS) الذي يتخذ من واشنطن العاصمة مقراً له، يمكن لإيران أن تحول هذا المخزون إلى مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة، والصالح للاستخدام في صنع أسلحة نووية في غضون أسابيع قليلة.
كذلك، هذه الكمية تكفي لإنتاج تسعة أسلحة نووية.
في المقابل، تدير إيران أكثر من 30 منشأة في أنحاء البلاد، تشارك في مراحل مختلفة من دورة الوقود النووي، وجرى قصف عدد منها في الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف تعطيل القدرات النووية المحتملة لإيران.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن أكثر هذه المنشآت إثارة للقلق، والمعروفة باسم فوردو، لا تزال سليمة. فهي مخبأة تحت الأرض ومحصنة بشدة، وتحتوي على نحو 2700 جهاز طرد مركزي أساس لتخصيب اليورانيوم.
في ما يأتي تورد "اندبندنت" ما هو متوافر من معلومات عن منشأة فوردو، التي تقع قرب مدينة قم الإيرانية، وتلقي الضوء على الأسباب التي تجعلها محط اهتمام إسرائيل ومثار قلقها إلى هذا الحد.
متى شيدت منشأة فوردو، وما طبيعتها؟
تعد فوردو ثاني منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، بعد الموقع الرئيس الإيراني في نطنز، محافظة أصفهان. كل ما يمكن رؤيته منها من الجو، هو خمسة مداخل أنفاق محفورة في سلسلة جبال، وتقع جميعها ضمن محيط أمني واسع.
يقال إن الموقع الذي يقع على عمق نحو 80 متراً تحت الصخور والتربة، محمي أيضاً بأنظمة صواريخ أرض - جو إيرانية وروسية، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى أن إسرائيل ربما تكون قد استهدفت بالفعل هذه الدفاعات.
على رغم أن منشأة فوردو هي أصغر من نطنز حجماً، إلا أنها كثيراً ما كانت محور قلق دولي في ما يتعلق ببرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما عبر عن ذلك عندما كشف عن وجودها عام 2009، في حضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، قائلاً إن حجمها وتصميم بنيتها "يتجاوزان ما يتطلبه برنامج نووي سلمي".
وكانت إيران أبلغت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" قبل أيام فقط من تصريح أوباما، عزمها تشييد منشأة جديدة لتخصيب الوقود، لكن بحلول ذلك الوقت، كانت أعمال البناء بدأت قبل أعوام. وفي هذا الإطار تؤكد الوكالة الرقابية الدولية، أن لديها صوراً التقطتها أقمار اصطناعية، تظهر أن موقع فوردو كان قيد الإنشاء منذ عام 2002.
لماذا تعد المنشأة محورية في الصراع الإسرائيلي - الإيراني؟
ليس من قبيل المصادفة أن الصواريخ الإسرائيلية الأولى التي ضربت إيران في هذه الجولة الأخيرة من الأعمال العدائية، جاءت بعد أن أصدرت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" تقريراً أعربت فيه عن "قلقها البالغ" إزاء برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.
ونبهت الوكالة في تقريرها المؤرخ في الـ31 من مايو (أيار) الماضي، إلى أن "الارتفاع الحاد في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وتخزينه من جانب إيران - الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المواد النووية - هو أمر مقلق للغاية".
بعد أسابيع قليلة، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة يشيئيل لايتر لقناة "فوكس نيوز"، إن الحملة الجوية ضد إيران "ينبغي أن تستكمل بتدمير منشأة فوردو".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فاعتبر أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، وإمكان امتلاك طهران أسلحة نووية، يشكلان تهديداً وجودياً لبلاده.
وقد تم استهداف عدد من المواقع النووية الإيرانية الأخرى بالقصف الإسرائيلي، منها منشأتان لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ضربتا صباح الأربعاء الماضي. إضافة إلى ذلك، جرى اغتيال عشرات من المسؤولين والعلماء النوويين الإيرانيين.
هل يمكن تدمير منشأة فوردو؟
في هذه النقطة تكمن مشكلة إسرائيل، فعلى رغم كونها من أكثر دول العالم تسلحاً وتمتلك بعضاً من أكثر الأسلحة المتطورة، ولديها تفوق جوي على إيران يمنح جيشها حرية القصف أينما شاء، إلا أنه قواتها تفتقر للأسلحة التي لديها القدرة على اختراق مخبأ عميق مثل موقع فوردو.
ووفقاً للخبراء، فإن السلاح الوحيد الذي يعتقد أنه قادر على إلحاق أضرار جسيمة بالمنشأة الإيرانية هو قنبلة "جي بي يو 57 / بي الخارقة للتحصينات الضخمة" GBU-57/B Massive Ordinance Penetrator التي تزن 30 ألف رطل، التي تمتلكها الولايات المتحدة.
ويوضح جاستن برونك الباحث البارز في مركز الأبحاث "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" Royal United Services Institute (RUSI) والخبير في القوة الجوية، أن الطريقة الوحيدة لتدمير منشأة فوردو هي بإحداث تفجيرات متعددة في النقطة نفسها، باستخدام هذه القنبلة أميركية الصنع.
علاوة على ذلك، يشير برونك إلى أن هذا السلاح لا يمكن إيصاله إلا بواسطة قاذفة القنابل الشبح الأميركية "يو أس بي 2 سبيريت" US B-2 Spirit، ويؤكد أن نجاح الضربة "يتوقف كلياً على دقة إطلاق هذه القنابل وكفاءة استخدامها".
إلا أنه حتى الآن، لم تبد الولايات المتحدة أية نية واضحة لضرب الموقع النووي، وكانت إدارة الرئيس ترمب منخرطة في مفاوضات على الملف النووي مع طهران قبل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. مع ذلك، لم يستبعد الرئيس الأميركي احتمال شن عمل عسكري.
وأفاد مسؤولون أميركيون لشبكة "سي بي أس نيوز" بأن ترمب يدرس الانضمام إلى إسرائيل في هجماتها، وذلك لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تمكنها من صنع أسلحة نووية.
وفي حديث على متن "طائرة الرئاسة الأميركية"، كان ترمب واضحاً في شأن خطه الأحمر عندما قال "لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، المسألة هي بهذه البساطة".
في المقابل، كان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي صريحاً هو الآخر بالمقدار نفسه، عندما حذر الولايات المتحدة من أنها ستواجه "عواقب مدمرة لا يمكن إصلاحها" إذا ما قامت بالتدخل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
تقرير: أمريكا لا تستبعد استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد إيران
قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة لا تستبعد خيار استخدام السلاح النووي التكتيكي في إيران، للقضاء على منشآتها المحصنة التي تزعم أمريكا وإسرائيل أن طهران تطور أسلحة نووية بها. وزعمت صحيفة "الجارديان، الأربعاء، أن الجيش الأمريكي لديه تحفظات بشأن نجاح استخدام قنبلة تقليدية خارقة للتحصينات، للقضاء على منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، الموجودة على عمق كبير داخل جبل. ومع ذلك، أفادت بأن اثنين من مسؤولي الدفاع أُبلغا بأن سلاحًا نوويًا تكتيكيًا فقط هو القادر على بلوغ الهدف وتدميره، لكن الرئيس "دونالد ترامب" لا يفكر في هذا الخيار. ومع ذلك، ذكرت كبيرة مراسلي البيت الأبيض لدى شبكة "فوكس نيوز"، "جاكي هاينريش"، أثناء تغطية حدث في مقر الرئاسة الأمريكية الخميس، أن ذلك لم يحدث. وقالت "هاينريش": "أبلغني مسؤول كبير هنا للتو أن كل ما ورد في هذا التقرير غير صحيح، وأن جميع الخيارات مطروحة، لكن الجيش الأمريكي واثق تمامًا من أن القنابل الخارقة للتحصينات قادرة على إنجاز المهمة في فوردو". وحذّر المتحدث باسم الكرملين، "دميتري بيسكوف"، من أن أي استخدام محتمل لأسلحة نووية من قبل الولايات المتحدة ضد إيران سيكون تطورًا كارثيًا.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
أسهم أوروبا تصعد مع تراجع المخاوف من تدخل أميركي وشيك في الشرق الأوسط
ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة بعد ثلاث جلسات من التراجع، إذ جاء قرار الولايات المتحدة في شأن التريث إزاء التدخل ضمن الصراع داخل الشرق الأوسط بمثابة مصدر ارتياح للمتعاملين القلقين. وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.4 في المئة إلى 537.98 نقطة، ويقترب المؤشر من تسجيل تراجع للأسبوع الثاني. ودخلت الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، ويسعى المسؤولون الأوروبيون إلى إقناع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن القرار في شأن التدخل الأميركي المحتمل سيُتخذ في غضون أسبوعين. ورفعت هذه الأخبار من معنويات السوق وساهمت في استعادة بعض الاهتمام بالأصول عالية الأخطار التي شهدت عمليات بيع خلال الأسبوع، بسبب حال الغموض في شأن الصراع داخل منطقة الشرق الأوسط. وكانت أسهم قطاع السفر والترفيه الأكثر ارتفاعاً، إذ صعدت 1.1 في المئة مع تراجع أسعار النفط. وعلى الجانب الآخر، تذيلت أسهم الطاقة المؤشر بتراجعها 0.7 في المئة، بعدما بددت بعض مكاسب الأسبوع. وكان سهم "بيركلي" في لندن أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية بهبوطه ثمانية في المئة، وعينت شركة بناء المنازل الرئيس المالي الحالي ريتشارد ستيرن رئيساً تنفيذياً جديداً لها، لكنها أعلنت عن أرباح سنوية قبل الضرائب تفوق توقعات السوق بقليل. "وول ستريت" تفتح مرتفعة في أقصى الغرب، فتحت مؤشرات "وول ستريت" الرئيسة مرتفعة اليوم على غرار الأسهم العالمية، بعدما أحجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اتخاذ قرار فوري في ما يتعلق بمشاركة الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران. وصعد مؤشر "داو جونز" الصناعي 119.4 نقطة أو 0.28 في المئة عند الفتح إلى 42291.09 نقطة، وارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بمقدار 18.8 نقطة أو 0.31 في المئة إلى 5999.67 نقطة، وزاد مؤشر "ناسداك" المجمع 93.1 نقطة أو 0.48 في المئة إلى 19639.408 نقطة. "جيه بي مورغان" يخفض توقعاته لنمو الناتج المحلي لإسرائيل في غضون ذلك، خفض بنك "جيه بي مورغان" اليوم توقعاته للنمو الاقتصادي داخل إسرائيل ورفع توقعاته لعجز الموازنة، مرجعاً ذلك لاندلاع الصراع مع إيران. وقال خبراء اقتصاديون داخل البنك الاستثماري الأميركي إنهم يتوقعون الآن أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل اثنين في المئة العام الحالي، بانخفاض من 3.2 في المئة ضمن تقديرات سابقة، بينما توقعوا أن يبلغ عجز الموازنة 6.2 في المئة مقابل تقدير سابق بلغ نحو خمسة في المئة. وأضاف البنك أن الحرب سترفع التضخم أيضاً وستجبر البنك المركزي داخل إسرائيل على تأجيل بدء دورة خفض أسعار الفائدة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مقارنة بتوقعات سابقة بأن تبدأ خلال سبتمبر (أيلول) المقبل. "نيكاي" الياباني يغلق منخفضاً وفي أقصى الشرق تخلى مؤشر "نيكاي" الياباني عن مكاسبه المبكرة لينهي تداولات اليوم على انخفاض، إذ أثرت الأخطار الجيوسياسية المحيطة بالصراع في الشرق الأوسط على المعنويات. وهبط "نيكاي" 0.22 في المئة إلى 38403.23 نقطة بعد ارتفاعه 0.4 في المئة خلال وقت سابق من الجلسة، وأنهى المؤشر تعاملات الأسبوع بمكاسب 1.5 في المئة. وتراجع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.75 في المئة إلى 2771.26 نقطة لكنه سجل مكاسب أسبوعية 0.54 في المئة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المدير العام لقسم أبحاث الاستثمار في شركة "إيواي كوزمو" للأوراق المالية شويتشي أريساوا "مع غياب المحفزات المحركة للسوق، أثرت الضبابية المحيطة بتوتر الشرق الأوسط في معنويات المستثمرين". وقال أريساوا "علاوة على حال الضبابية في شأن الصراع داخل المنطقة، لا تزال توقعات خطط الرسوم الجمركية الأميركية غير واضحة". الذهب إلى تراجع وفي أسواق المعادن النفيسة تراجعت أسعار الذهب اليوم، متجهة إلى تسجيل أسوأ أداء أسبوعي خلال شهر بعدما خفف مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) من توقعات خفض أسعار الفائدة وبفضل انحسار موقت للمخاوف من شن هجوم أميركي وشيك على إيران. ونزل الذهب خلال المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 3350.66 دولار للأوقية (الأونصة)ـ وتراجع 2.4 في المئة منذ بداية الأسبوع، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.2 في المئة إلى 3366.30 دولار للأوقية. وارتفع الدولار 0.5 في المئة منذ بداية الأسبوع ويتجه نحو تحقيق أكبر مكسب أسبوعي خلال أكثر من شهر، مما يجعل الذهب أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى. وقال المحلل في "ويزدوم ترى" نيتيش شاه إن "تحديد ترمب مهلة أسبوعين يشير إلى أن الأمور قد تشهد بعض الأمل في تهدئة قبل تدخل الولايات المتحدة في تلك الهجمات العسكرية"، مضيفاً "أعتقد أن هذا يخفف القلق في الأسواق، ويسمح لأسعار الذهب بالانخفاض قليلاً". وأبقى "الفيدرالي" أسعار الفائدة ثابتة أول من أمس الأربعاء، لكنه أبطأ الوتيرة المتوقعة بوجه عام لخفض الفائدة في ظل توقعات اقتصادية تشكل تحدياً أكبر. وكرر ترمب أمس الخميس دعواته لـ"الفيدرالي" لخفض أسعار الفائدة، قائلاً "إنها يجب أن تكون أقل بنحو 2.5 نقطة مئوية". وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة خلال المعاملات الفورية واحداً في المئة إلى 36.01 دولار للأوقية، وصعد البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1051.53 دولار، وهبط البلاتين 1.4 في المئة إلى 1289.52 دولار، بعدما وصل إلى أعلى مستوى خلال أكثر من 10 أعوام ضمن الجلسة السابقة.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
انطلاق مباحثات حول "تفاوض شامل" بين أوروبا وإيران
ندّد وزير الخارجية الإيراني اليوم الجمعة بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبراً أنها "خيانة" للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكداً أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان الى "اتفاق واعد" في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال عباس عراقجي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف قبل اجتماع بالغ الأهمية مع وزراء خارجية أوروبيين، "هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية. كان مقرراً أن نلتقي الأميركيين في 15 يونيو (حزيران) لصوغ اتفاق واعد جداً". ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مقر في جنيف حيث من المقرر أن يجري محادثات مع نظراء أوروبيين حول البرامج النووية والصاروخية لبلاده اليوم الجمعة. ومع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل وتبادل الضربات بين الطرفين، تسعى الدبلوماسية الأوروبية إلى إنهاء الصراع عبر المفاوضات، بينما قالت إيران اليوم الجمعة إنها لن تناقش مستقبل برنامجها النووي وهي تحت القصف الإسرائيلي، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيتخذ قراراً في شأن تدخل أميركي محتمل خلال أسبوعين. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس وبرلين ولندن ستقدم "عرضاً تفاوضياً شاملا" للإيرانيين في جنيف الجمعة، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ الباليستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة. وأكد ماكرون على هامش معرض باريس الجوي أنه "يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية". ويلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف في وقت لاحق الجمعة مع نظرائه البريطاني ديفيد لامي والفرنسي جان نويل بارو والألماني يوهان فادفول، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وينسق الأوروبيون جهودهم خلال غداء قبل الاجتماع المقرر عقده نحو الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13.00 بتوقيت غرينتش). وقال ماكرون إن الملف النووي الإيراني "يشكل تهديداً ويجب ألا يكون هناك أي تراخ في هذا الأمر"، لكن "لا أحد يستطيع أن يعتقد بجدية أن هذا التهديد يمكن معالجته بالعمليات الحالية فقط". وأضاف أن "هناك منشآت تتمتع بحماية شديدة" و"لا أحد يستطيع اليوم أن يحدد بشكل قاطع مكان وجود اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة (...). لذلك، يتعين استعادة السيطرة على هذا البرنامج، من خلال الخبرة الفنية والتفاوض أيضا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبحسب مصدر دبلوماسي فإن هذا المقترح الشامل قد يتناول مثلاً "تحديد إطار للتحقق المتعمق من المنشآت النووية الإيرانية (...) ويمكننا أن ننص على دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كل مكان لإجراء عمليات التفتيش دون إعلام مسبق". وأضاف المصدر أن "هذا سيكون نموذجاً للتفتيش يشبه ما تم تطبيقه في شأن النووي في العراق بعد عام 1991 وحرب الخليج التي شهدت هزيمة صدام حسين". ودعا ماكرون إسرائيل أيضاً إلى وقف ضرباتها على "البنى التحتية المدنية" الإيرانية. وأكد أن "لا شيء يبرر استهداف البنى التحتية للطاقة والسكان المدنيين". كما شدد على ضرورة عدم "نسيان الوضع في غزة، الذي يتطلب اليوم، لأسباب إنسانية وأمنية أيضاً، وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية واستئناف العمل السياسي". قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة إن بريطانيا تعمل مع السلطات الإسرائيلية لترتيب رحلات طيران عارض للمواطنين البريطانيين من تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي. وأضاف في بيان "في إطار جهودنا لدعم المواطنين البريطانيين في الشرق الأوسط، تعمل الحكومة مع السلطات الإسرائيلية لتوفير رحلات طيران عارض من مطار (بن جوريون في) تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي". وأغلق مطار بن جوريون الأسبوع الماضي بسبب الحرب الجوية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. ونصحت لندن يوم الاثنين مواطنيها في إسرائيل بتسجيل وجودهم لدى السلطات البريطانية، مؤكدة أنها تراقب الوضع وتدرس خيارات للمساعدة. وأضافت أنها زادت من دعمها اللوجيستي للمواطنين الذين لجأوا إلى مغادرة إسرائيل باستخدام الطرق البرية عبر الأردن ومصر. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار فريدريش ميرتس بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة الصراع بين إسرائيل وإيران. وأضاف المتحدث أن الزعيمين تحدثا عن جهودهما الدبلوماسية الرامية لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة ووعدا بالتنسيق الوثيق من الآن فصاعداً. وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن ترمب سيقرر ما إذا كان "سيمضي قدماً أم لا" في المشاركة الأميركية في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين نظراً إلى احتمال عقد مفاوضات مع إيران قريباً. وقال دبلوماسيان قبل الاجتماع الذي سيضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه سيتم إبلاغ عراقجي بأن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مباشرة.