لمَن تهدي إيران هذا النصر؟
احتفال إيران بـ"النصر" يعيد إلى الذاكرة، العبارة الشهيرة التي قالها زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في حرب تموز 2006، التي سأل فيها "لمن يهدي حزب الله النصر؟".. ويتكرر السؤال اليوم، "لمن ستهدي إيران النصر؟"
والسؤال مبرر ومشروع، في ظل آلاف التغريدات والاحتفالات الرقيمة بـ"انتصار إيران" على إسرائيل.. وتخلط، تماماً كما فعل "حزب الله" في حرب تموز 2006، بين أمرين: "الانتصار"، و"عدم الهزيمة"..
— سجاد عبدالله (@Mehyar_17)
ومتى هُزم محور الممانعة أصلاً؟ يسأل مغرد معارض لإيران، ذلك أن المحور، الذي وضع سقفاً لانتصاره بزوال إسرائيل، وبتدميرها خلال سبع دقائق ونصف الدقيقة، لم يُهزم يوماً، مهما عاثت إسرائيل فيه خراباً، ومهما قتلت من مدنييه وأطفاله وقادته العسكريين.. ويقود ذلك الى حقيقة راسخة، مفادها أن الفرد في هذا المحور، هو مجرد رقم. أما في إيران، فهو مجرد "جندي" في خط الولاية، مهما علا شأنه، ومهما بلغ من مراتب علمية أو عسكرية، وحتى لو وصل الى مرتبة رئيس للجمهورية أو قائد أركان الجيش أو عالم نووي!
من أي بلد تبارك لأيران بالنصر ✌🏻🇮🇷
— المستشارة د. شهلاء الايرانية (@mshhdy15890)
وعليه، فإن مفهوم النصر في محور إيران، وفيها نفسها، هو مختلف عن جميع الانتصارات التي يعرفها العالم. مجرد أن المحور لم يُهزم، فهو انتصر. انتصر ببقائه، بمعزل عن شكل هذا البقاء! وانتصر بالحفاظ على وجوده، لأنه يعرف حجم التهديد الوجودي.. انتصر، لأن إيران لم يتفكك نظامها، كما كان مخططاً، في اليوم الأول من الحرب، والتي حولت المعركة إلى حرب استنزاف ليست لصالح إسرائيل، مما استدعى تدخلاً أميركياً، أخرج الطرفين من المعادلة فائزَين ومنتصرَين، حسبما أوحى الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وتعبّر عن هذا الرأي ثلة من مناصري طهران، بيقول أحدهم إن "الجمهورية الإسلامية انتصرت في هذه الحرب على المعتدين لأن الكيان الغاصب لم يحقق أهدافه من القضاء على البرنامج النووي والبرنامح الصاروخي ومن تغيير النظام وتفتيت محور المقاومة".
لمن تهدي إيران هذا النصر؟ للشعب الإيراني الذي سيضطر لإعادة بناء منشآته الحيوية وطموحاته النووية باللحم الحيّ؟ لضحايا غزة الذين لم تتوقف المقتلة بحقهم؟ للنازحين من منازلهم في جنوب لبنان الذين ينتظرون تسوية اقليمية تعيدهم الى منازلهم؟ للجوعى والمحاصرين في اليمن؟ للخائفين من من أن يكونوا ضحايا توازنات اقليمية جديدة في العراق؟
بالتأكيد لن ينال أحد منهم حصته من النصر. فهؤلاء مجرد أرقام. أضرار جانبية على هامش "الانتصار العظيم". ضحايا على "طريق القدس"، يعبّدون طريق "النصر الإلهي".
✨ نحن شعب الشهادة
شهيد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني*
*
— Houda Ali Alhusseini (@ali_alhuss77003)
في مواقع التواصل، يستعيد البعض عبارة "تجرّع السم" التي قالها الإمام الخميني لدى إعلانه الموافقة على إنهاء الحرب مع العراق.. أما الآن، فإن الانتصار يعادل إعلان البقاء. مجرد البقاء. تقلصت الطموحات الى هذه الحدود. إيران لم تُهزم، بدليل إطراء ترامب. تلك الحاجة الوحيدة في معركة شبيهة، ستستدرج تسويات أخرى، ليس أقلها القبول بنتائج الضربات وترميم ما تهدم، وإعادة الأذرع الى ساحاتها الأولى، وأولها لبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 17 دقائق
- ليبانون 24
خطوات احترازية "منعا للمفاجآت"
نفت مصادر مطلعة أن يكون " حزب الله" قد دخل في حال استنفار كامل خلال الحرب بين إيران وإسرائيل، خلافًا لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام. وأوضحت المصادر أن الحزب اتخذ إجراءات احترازية محدودة، شملت اخلاء بعض المواقع ومتابعة التطورات بشكل دقيق، تحسبًا لاحتمال إقدام إســرائيل على خطوات تصعيدية مفاجئة قد تستهدفه " وتؤكد المعطيات أن الحزب اختار الترقب الحذر من دون الانخراط المباشر في المواجهة، انسجامًا مع قراره بعدم توسيع دائرة الصراع وعدم استفزاز العهد الجديد ، إلا في حال تم استهدافه بشكل مباشر وواضح".


ليبانون 24
منذ 17 دقائق
- ليبانون 24
مع انتهاء الحرب مع ايران.. إسرائيل تعاني نقصاً في الذخائر والسلاح
بينما لا يزال التأهب العسكري على أوجه في إسرائيل بعد خوضها حرباً شرسة مع غيران امتدت 12 يوماً، فضلا عن استمرار الجحرب في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، ناهيك عن الحرب التي اشتعلت في لبنان ضد حزب الله الصيف الماضي، يبدو أن الجيش الإسرئيلي بدأ يعاني نقصاً في السلاح. فقد أكد مسؤولون أميركيون أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في بعض الأسلحة الرئيسية، حسب ما نقلت شبكة "أن بي سي" اليوم الأربعاء. نقص في الذخائر كما أوضحا أن إسرائيل التي تسورد أغلب سلاحها القوي من الولايات المتحدة ، تعاني من نقص في الذخائر على وجه التحديد. أتت تلك المعلومات في ظل توترات اشتعلت أمس بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدما اهتز وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح أمس الثلاثاء. إذ أبدى ترامب امتعاضه من إسرائيل وإيران لخرقهما وقف النار الذي أعلنه سابقا وبشكل مفاجئ بعد وساطة قطرية

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
سلاح حزب الله والقرار المعلق بين مهلة باراك والتسويات الكبرى
مع دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ فجر امس الثلاثاء، ورغم الغموض ومفاجأة الاعلان عنه، تبدل المشهد الإقليمي ووقف العالم على اعتاب مرحلة جديدة هي اقرب الى هدنة مؤقتة منها الى سلام بالمعنى الحقيقي، فهل نجا العالم حقاً من شبح الحرب النووية؟ وهل خرجت المنطقة من عنق الزجاجة أم أن الانفجار قد أُجّل فحسب؟ والاهم اين اصبح موقع لبنان على خارطة الحرب القائمة وهو المنتظر دائما لمآلات التطورات الجارية؟ مثّلت العمليات العسكرية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية و"مطرقة منتصف الليل" الاميركية مقابل الرد الإيراني "بشائر الفتح"، محور الاحداث على مدى ايام عدة، وقد حبس الشرق الاوسط ومعه العالم انفاسهما على وقع ضرباتها بالرغم من وضوح اشارات التنسيق غير المعلنة بين طهران وواشنطن، حيث وُضع الطرفان الاميركي والايراني امام اختبار دقيق على ضبط النفس وادارة "المعركة الخطيرة" التي كانت مدروسة وتحت السيطرة. في لبنان عاد المبعوث الاميركي توم باراك هذه المرة بورقة واضحة الى بيروت تتضمن مهلة تقارب الاسبوعين لاقرار حصر السلاح بيد الدولة بلهجة حاسمة لا تترك مجالا للتسويف والمماطلة بحسب المعلومات، الا ان السؤال المطروح هل انفك حزب الله عن ايران ام لا يزال ورقة تفاوضية بيدها بعد الاشتباك العسكري مع ايران وضرب مفاعلاتها النووية؟ تفيد مصادر مطلعة لـ "ليبانون فايلز" الى ان حزب الله لم يكن يوما خارج حسابات التنسيق الايراني - الاميركي، وهنا يمكن توقع امرَين، فإمّا ان يكون مصيره قد كُتب فعلا في ورقة التفاوض المُنجز او قيد الانجاز، والاحتمال الاخر هو ان تكون ايران وضعت ملفه ضمن التسويات الكبرى حينما تحصل، فقرار السلاح ليس لبنانيا صرفا والاتفاق حول آلية تسليمه او نزعه يتخطى بيروت الى طهران وواشنطن. من جهة أخرى، لا تخفي بعض الاوساط هواجس سعي اسرائيل أو حكومة نتنياهو تحديدا، إلى استثمار الوقت الضائع وافتعال ذريعة جديدة تعيد إشعال الحرب على الجبهة اللبنانية في ظل التعقيدات الداخلية التي يواجهها، خاصة انه يرى في التصعيد وسيلة لمواجهة احراجه وتثبيت موقعه السياسي. ومع ذلك، لا يزال الرهان قائما حول دخول المنطقة الى مرحلة تسويات كبرى لا تخلو من الخضات الامنية والسياسية والمواقف الحادة. في الوقت الراهن تنفس العالم الصعداء، لكن البركان لا يزال يغلي تحت السطح. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News