
تطورات غزة.. حلحلة بالمساعدات وعقدة في المفاوضات وتصعيد بالميدان
شهدت عملية إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة بعض الحلحلة مع استمرار العقدة في المفاوضات بالتزامن مع تصعيد عسكري بالميدان.
مجمل التطورات هذه تزامنت مع تصعيد غير مسبوق في السياسة الأوروبية إزاء استمرار الحرب مع انطلاق خطوات سياسية لأول مرة منذ بداية الحرب.
فبعد أن أعلنت إسرائيل إدخال 5 شاحنات مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة أمس فقد أعلنت اليوم إدخال 93 شاحنة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بناء على توصية من الصفوف المهنية في الجيش الإسرائيلي، ووفقا لتوجيهات المستوى السياسي، دخلت اليوم (الثلاثاء) عبر معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة 93 شاحنة تابعة للأمم المتحدة محملة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك الدقيق وأغذية الأطفال والمعدات الطبية والأدوية".
وأضاف: " تم نقل كافة المساعدات بعد فحص أمني دقيق من قبل موظفي هيئة المعابر البرية بوزارة الدفاع".
وهذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها هذه الكمية من المساعدات منذ إغلاق إسرائيل الطريق أمام دخول المساعدات الإنسانية في مطلع مارس/آذار الماضي.
غير أن المؤسسات الإنسانية الدولية اعتبرت أن "هذا لا يكفي".
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان إنها مجرد "قطرة في محيط" مما هو مطلوب.
وبدورها قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) لويز ووتريدج إن الناس محاصرون في غزة، لا تتوافر لديهم إمدادات، ويتم تجويعهم وقصفهم يوميا.
وكانت ووتريدج تتحدث عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان إلى المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء.
وقالت ووتريدج وهي تقف في أحد مستودعات المساعدات هناك: "يوجد هنا ما يكفي من الغذاء لمئتي ألف شخص لمدة شهر كامل. وما يكفي من الأدوية لتشغيل مراكزنا الصحية التسعة و38 نقطة طبية، أي لتقديم الرعاية لنحو 1.6 مليون شخص. هناك مستلزمات نظافة، وبطانيات لـ 200,000 أسرة، ولوازم تعليمية لـ 375,000 طفل، كلها هنا فقط".
ووصفت الوضع بأنه "مروع ولا يغتفر"، مضيفة أنه كان من الممكن أن تصل تلك الإمدادات إلى غزة بعد ظهر اليوم، فهي على بُعد ثلاث ساعات فقط من القطاع.
وأشارت إلى أن مخازن الأونروا في غزة خاوية مضيفة أنه "مر 11 أسبوعا من الحصار. في هذه المرحلة، كل ما نرسله هو محاولة لإصلاح الضرر الذي حدث بالفعل. بالنسبة للكثيرين، فات الأوان".
وفي هذا الصدد، قالت حركة "حماس" في بيان: "إن تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، محاولة لذر الرماد في العيون، وخداع المجتمع الدولي، حيث لم تدخل حتى الآن أي شاحنة إلى القطاع، بما في ذلك تلك الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم ولم تتسلّمها أي جهة دولية".
وأضافت: "نثمّن جهود الوسطاء، ونؤكد استمرارنا في التعامل الإيجابي والمسؤول مع أي مبادرة توقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، والبدء بإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال.
عقدة في المفاوضات
وإن كان موضوع إدخال المساعدات شهد بعض الحلحلة فإن المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار ما زال يعتريها الجمود.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان: " توافق إسرائيل على المقترح الأمريكي لإعادة المختطفين، المبني على خطة ويتكوف. هذا المقترح نُقل مؤخرًا إلى حماس عبر الوسطاء، لكنها حتى الآن ما زالت متمسكة برفضها".
وأضاف: "بعد نحو أسبوع من اتصالات مكثفة في الدوحة، سيعود طاقم التفاوض الرفيع إلى البلاد للتشاور، فيما سيبقى في هذه المرحلة في الدوحة الطاقم التنفيذي".
وبذلك فإن كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض سيعودون إلى إسرائيل فيما سيبقى الموظفون المهنيون.
ونقلت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين: "المفاوضات استنفذت نفسها. إذا قررت حماس المضي قدمًا، فسنعرف كيف نستأنفها بسرعة. لقد ضغط الأمريكيون علينا حتى لا نقطعها تمامًا، لذا ستبقى فرق العمل".
ولم يتضح إذا ما كان نتنياهو سيعيد كبار المفاوضين إلى الدوحة مجددا.
تصعيد في الميدان
بالمقابل، شهد الميدان تصعيدا عسكريا ملحوظا مع استمرار الهجمات الإسرائيلية وتوالي سقوط قتلى فلسطينيين.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي دفع المزيد من قواته إلى داخل قطاع غزة مع وجود تقديرات إسرائيلية بأن الجيش بات يسيطر على 50% من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بدأت قوات اللواء 401 ولواء غفعاتي تحت قيادة الفرقة 162 بالعمل شمال قطاع غزة".
وأضاف: " ندخل إلى مرحلة جديدة مختلفة في حجمها وقوتها لاستكمال أهداف الحرب في إعادة المختطفين وحسم حماس".
وقام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زامير اليوم الثلاثاء بتقييم الوضع وجولة ميدانية في قطاع غزة برفقة قائد قيادة المنطقة الجنوبية وقائد الفرقة 98 وعدد آخر من القادة.
وقال زامير: "حماس ستدفع ثمن رفضها – ستواجه قوة نارية هائلة وسنوسّع المناورة وسنقوم باحتلال مناطق أخرى وتطهير وتدمير البنى التحتية المعادية إلى أن يتم حسمها".
وأضاف: "تقف حماس أمام خيار واحد فقط وهو إخلاء سبيل مختطفينا. وإذا تم التوصل إلى اتفاق سيعرف الجيش ملاءمة أعماله تناسبًا مع ذلك".
غير أن هذا التصعيد الميداني الإسرائيلي بات يواجه بانتقادات حادة وخاصة في دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا التي بدأت تتحرك سياسيا من أجل وقف الحرب.
فقد أعلن الاتحاد الأوروبي أن وزير الخارجية الهولندي قدم إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد اقتراحًا لمراجعة المادة 2 من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.
وقال الاتحاد الأوروبي: نتفق جميعًا على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة في أسرع وقت ممكن. قرار إسرائيل بالسماح بدخول بعض المساعدات لا يُمثّل سوى قطرة في البحر. آلاف الشاحنات تنتظر على الحدود. موّلت الأموال الأوروبية هذه المساعدات الإنسانية، ويجب أن تصل إلى المحتاجين إليها".
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "لقد علّقنا اليوم المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة".
وأضاف: "من غير الممكن مواصلة هذه المناقشات مع حكومة تنتهج سياساتٍ سافرة في الضفة الغربية وغزة".
كما أعلن فرض عقوبات على أفراد وبؤر استيطانية غير قانونية ومنظمات تدعم العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
aXA6IDgyLjI3LjIzNC42MyA=
جزيرة ام اند امز
CH

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 30 دقائق
- سكاي نيوز عربية
إسرائيل ترد بـ"عنف" على الاتحاد الأوروبي
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان نشره المتحدّث باسمها أورين مارمورشتاين على منصة إكس: "نحن نرفض تماما توجّه" مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "الذي يعكس سوء فهم تامّا للواقع المعقّد الذي تواجهه إسرائيل (..) ويشجّع حماس على التمسّك بمواقفها". قرار الاتحاد الأوروبي وفي وقت سابق، قررت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إصدار أمر بمراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهو اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين، وذلك على خلفية حظر تل أبيب دخول المساعدات إلى غزة. ونقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) عن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب قوله إن هذا الأمر جاء في أعقاب قرار إسرائيل حظر دخول المساعدات إلى غزة. يأتي ذلك بعد أن حشدت هولندا ما يكفي من الدعم لمقترحها بمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب استمرار الأخيرة في توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات. وفي بيان صدر، الاثنين، أصدرت فرنسا وبريطانيا وكندا بياناً مشتركا هددوا فيه بفرض عقوبات على إسرائيل في حال لم توقف عمليتها العسكرية في غزة، وفي حال لم ترفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بشأن إفشال المحادثات
واتهمت حماس نتنياهو بالدخول في المحادثات بسوء نية، قائلة إنه تظاهر بالمشاركة في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي. وأضافت الحركة في بيان "نعدّ استمرار تواجد الوفد الصهيوني المرسل إلى الدوحة، رغم ثبوت افتقاره لأي صلاحية للتوصّل إلى اتفاق، محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية، إذ يواصل تمديد إقامة وفده يوما بيوم دون الدخول في أي مفاوضات جادة، حيث لم تُجرَ أي مفاوضات حقيقية منذ يوم السبت الماضي". بيان مكتب نتنياهو وذكر مكتب نتنياهو في بيان: "بعد حوالي أسبوع من الاتصالات المكثفة في الدوحة، سيعود الأعضاء البارزون بفريق التفاوض إلى إسرائيل للتشاور، وستظل الفئة العاملة في الوقت الحالي في الدوحة". وأشار البيان إلى أن إسرائيل وافقت على مقترح، بناء على مقترح خر قدمه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي نص على الإفراج عن عدد من الرهائن ووقف أطول لإطلاق النار. وذكر مكتب نتنياهو أن حماس تواصل رفض الخطة وتطالب بإنهاء الحرب في غزة كشرط للإفراج عن الرهائن المتبقين. كانت نتنياهو قد صرح في وقت سابق من الثلاثاء إن الحرب الدائرة في غزة: "يمكن أن تنتهي غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وألقت حماس أسلحتها، وتم نفي قادتها القتلة"، إضافة إلى جعل غزة منطقة منزوعة السلاح. كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في ساعة مبكرة من صباح السبت الماضي عن إطلاق عملية عسكرية جديدة كبيرة في قطاع غزة. وأضاف "هذا جزء من الاستعدادات لتوسيع العمليات وتحقيق أهداف الحرب، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن وتفكيك منظمة حماس الإرهابية".


صحيفة الخليج
منذ 5 ساعات
- صحيفة الخليج
روبيو: عدد التأشيرات التي ألغتها أمريكا يقدر بالآلاف
«الخليج»: وكالات أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن عدد التأشيرات التي ألغتها الولايات المتحدة «ربما بالآلاف»، مضيفاً أنه يعتقد أنه لا يزال هناك مزيد لفعله. وذكر روبيو أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ: «لا أعرف أحدث عدد، ولكن ربما لا يزال أمامنا المزيد للقيام به»، مقدراً أن العدد ربما يكون بالآلاف في هذه المرحلة. وتابع: «التأشيرة ليست حقاً، إنها امتياز». وبدأت الولايات المتحدة في إلغاء التأشيرات لكثير من الطلاب الأجانب، بعد مشاركتهم في الاحتجاجات الجامعية ضد الحرب في غزة. وأكد الطلاب المستهدفون بالترحيل أنهم لم يرتكبوا أي فعل إجرامي، أو مثير للجدل في الولايات المتحدة سوى دعمهم العلني للقضية الفلسطينية خلال الحرب في غزة بين إسرائيل و«حماس». ولم تقتصر أوامر ترحيل الطلاب على حاملي التأشيرات فحسب. إذ يخوض الناشطان محمود خليل ومحسن مضاوي، وهما مؤيدان للفلسطينيين في جامعة كولومبيا، معركةً ضد الترحيل بعد أن أمرت وزارة الخارجية بإلغاء إقامتهما القانونية الدائمة، المعروفة باسم «البطاقة الخضراء»، واعتقلتهما في مارس/آذار وإبريل/نيسان. منذ بداية ولاية ترامب الثانية، أصدرت الإدارة تحذيرات من أن الحكومة تُراقب الأشخاص المقيمين في الولايات المتحدة بتأشيرات.