logo
المصارحة قبل المصالحة... لحظة تاريخية نادرة

المصارحة قبل المصالحة... لحظة تاريخية نادرة

بعد تحرير دولة الكويت وتقريباً عام 1992 كتب المرحوم الدكتور أحمد الربعي مقالاً في «القبس» تحت عنوان «المصارحة قبل المصالحة» وكان يرى فيه أنه لا جدوى من المصالحة مع النظام العراقي الذي ارتكب أم الجرائم بغزوه الهمجي لدولة الكويت قبل أن نفتح باب المصارحة ونبين للرأي العام وللعالم من الذي أخطأ بحق الآخر ومن يتحمل تبعات الغزو وكيف نمنع تكرار هيجان حاكم مستبد انفرد بقراره وتسبب بتدمير بلدين عربيين وزرع الكراهية بينهما، كذلك فعل الراحل الكبير غازي القصيبي برفعه شعار المصارحة قبل المصالحة.
الآن يقف النائب سامي الجميل في مجلس النواب وبجرأة غير مسبوقة ويدعو لتحويل مجلس النواب بعد نيل حكومة نواف سلام الثقة إلى مؤتمر وطني تحت عنوان «المصارحة ثم المصالحة»، حتى نمنع حروب الآخرين على أرض لبنان ونوقف توغل طائفة على هذا البلد وبشعارات كبيرة ومرعبة... شرط أن يكون جميع اللبنانيين متساوين، فلا سلاح بيد فئة ولا أجندة خارجية أو استقواء بالخارج لدى حزب أو طائفة وعلى حساب لبنان.
اعترف النائب الجميل وبشجاعة فائقة بالأخطاء والخطايا التي ارتكبها حزب الكتائب بالرغم من الضحايا والشهداء الذين تسبب بموتهم، لذلك يطالب الآخرين أن يحذوا حذوه، فالطوائف الوازنة، مسيحيين أو سنة أو شيعة أو دروزاً، ارتكبت جرائم بحق لبنان، وحان الوقت لأن يعترفوا بأخطائهم ويتصالحوا مع أنفسهم كي يبنوا لبنان على صورة أبنائه.
الدعوة للمصارحة قبل المصالحة لا تعني «عفا الله عما سلف» بل اعتراف بالخطيئة، وبالتالي البناء عليها وهذا لن يتحقق إذا لم تكن هناك إرادة وقرار من زعماء الطوائف والأحزاب ومنظومة الحكم التي جلبت الخراب والدمار والفساد للبلد.
هل حانت ساعة المصالحة في بلد أنهكته الحروب والطوائف وصراعات الآخرين على أرضه؟ لقد جرّبت «الطوائف الوازنة» أن تخطف البلد بأسره إلى حيث تهوى وبتناغم كامل مع قوى وأطراف ودول خارجية، لكنها في النهاية اصطدمت بالحائط بعد أن دمرت وعاثت خراباً في حياة الناس والمجتمع... وكانت النهايات مفجعة.
إعادة البناء تستدعي رجالات وقيادات ونخباً استفادت من تجاربها وعقدت العزم على الاعتراف بالخطايا ومن ثم التوجه لبناء الإنسان والمواطن على أسس صلبة وكيانات مستدامة وفق منظومة من القيم والقوانين والدساتير.
مطلوب «بطل» أو قائد وطني ملهم يأخذ بيد الجميع» إلى بيت يجمع كل اللبنانيين وينقذهم من الأمراض والأوبئة التي تراكمت على صيغة نظام سياسي تآكل مع مرور السنين، وطوّعه زعماء الطوائف كل على قياسه!
كنت مقداماً وشجاعاً يا أستاذ سامي الجميل، نتمنى عليك ألا تتوقف وتكمل الدعوة ويعلو صوتك أقوى، فهناك من يشاطرك المخاوف والهواجس التي عبّرت عنها بصدق وأمانة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كادوا يغتالون جابر واغتالوا الحريري... وتساعدونهم؟!
كادوا يغتالون جابر واغتالوا الحريري... وتساعدونهم؟!

الجريدة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجريدة

كادوا يغتالون جابر واغتالوا الحريري... وتساعدونهم؟!

ارتكبوا قرابة مئة عمل إرهابي بالكويت، تفجيرات مصافٍ وسفن نفط وموانئ وسفارات واغتيالات واختطاف طائرات لأكثر من أربعين عاماً أشارت أصابع الاتهام والأحكام القضائية فيها إلى إيران من خلال ذراعها «حزب الله» اللبناني، وكان من بين أواخرها خلية العبدلي التي صدر بشأنها حكم تمييز منذ ثمانية أعوام، فإرهابهم خلال الثمانينيات بالكويت كان دامياً، ففجروا في يوم واحد سبعة أماكن عام 1983، منها السفارة الأميركية، وقُتِل فيها أبرياء، وبعدها بعام اختطفوا طائرة «الكويتية» كاظمة، وقُتِل فيها دبلوماسيان، وبعدها بثلاثة أعوام اختطفت طائرة الجابرية وقُتِل كويتيان، كما تم تفجير مقاهٍ شعبية كان ضحاياها أحد عشر شخصاً، وفي نفس العام ارتكبوا أخطرها، ويصادف اليوم ذكراها من عام 1985 حين حاولوا اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر. فإرهاب «حزب الله» نشأ في مسقط رأسه بجيش موّلته إيران لاغتيال خصومه السياسيين، وأيادي مدبري الاغتيالات تقطر دماً بجريمة اغتيال رفيق الحريري، من لبنانيين وإيرانيين، أمثال مغنية وأبومهدي المهندس، ومن مساوئ المصادفات أيضاً أن نفس الأيادي كانت تقطر دماً لمحاولتها اغتيال الأمير الشيخ جابر. لذا يأتي دور حكومتنا لوضع كل هذه الوقائع على طاولة المفاوضات عند التفكير في تقديم مساعدات جديدة للبنان بعد أن كسرت قروضنا له حاجز المليار دولار تقريباً، مع منح بحوالي نصف هذا المبلغ منذ ستين عاماً، مما جعلنا نطالب مؤخراً بوقف المساعدات للبنان، فعلينا وضع شروط صارمة، ليست اقتصادية فحسب بل سياسية كذلك. فلك أن تتخيل عزيزي المواطن تقديمنا قروضاً ومنحاً لأماكن وجود «حزب الله» بالجنوب اللبناني، الذي مارَس الإرهاب ضدنا وكالةً عن إيران، بما يتجاوز 193 مليون دولار كمشاريع نقل مياه الليطاني إلى الجنوب للري والشرب ومشاريع الصرف الصحي، وكنسنا شوارعهم بعد كل حرب للحزب مع إسرائيل دُمّر بها لبنان، كإصلاح محطات كهرباء وإعادة إعمار بمنح تعدت 37 مليون دولار عام 2000، ومنح أخرى لإعادة إعمار بقيمة 311 مليون دولار بعد حربهم مع إسرائيل عام 2006! نعلم أنكم تحبون لبنان ولهجته، ولكم ولنا فيه أصدقاء، وتعشقون جباله وضيعاته، وذكرياتكم بالجامعة الأميركية ببيروت، لكن ضعوا هذا بعيداً عن حرمة أموالنا العامة، ليصل بنا الحال إلى تقديم مئات الملايين منحاً، إحداها لبناء متحف بقيمة 30 مليون دولار في 2009، مع توجيه ما تبقى منها لإعادة بناء الاهراءات وتصليح أضرار انفجار مرفأ بيروت، وكل ذلك تسبب فيه «حزب الله»! لقد كتبنا أكثر من سبعين مقالاً على مدى عقدين من الزمن، وكم حذرنا ووجهنا رسائل إلى حكوماتنا السابقة دون جدوى، لنوجهها هذه المرة للحكومة الأفضل في عهد الحزم، بأن عليها وضع شروط صارمة على لبنان دون مجاملة لمجرد التفكير في تقديم مساعدات، فكشف الذمم المالية للقيادات ورؤساء الأحزاب الذين يملك بعضهم مليارات ضروري، مع إجبارهم على المساهمة في مشاريع إعادة الإعمار من خلال إنشاء صندوق محلي للإعمار، ويجب عدم تقديم دولار واحد دون نزع سلاح «حزب الله» حتى لا يتهور ويطلق صاروخاً تجاه إسرائيل، كما فعل خلال الـ 25 عاماً الماضية، لتأتي إسرائيل وتدمر كل قدمناه من مساعدات، كما لا يجوز أن تذهب قروضنا ومِنحنا نحو الجنوب اللبناني حيث «حزب الله» الذي ارتكب كل تلك العمليات الإرهابية بالكويت، والذي كاد يغتال أميرنا الراحل الشيخ جابر، واغتال رئيس وزرائهم، فهل يُعقَل أن نقوم الآن بمساعدتهم؟! *** إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.

وزير الخارجية: مشاركة الكويت بقمتي كوالالمبور تؤكد حرصها على تعزيز التواصل مع التكتلات الإقليمية
وزير الخارجية: مشاركة الكويت بقمتي كوالالمبور تؤكد حرصها على تعزيز التواصل مع التكتلات الإقليمية

كويت نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • كويت نيوز

وزير الخارجية: مشاركة الكويت بقمتي كوالالمبور تؤكد حرصها على تعزيز التواصل مع التكتلات الإقليمية

كونا – قال وزير الخارجية عبدالله اليحيا إن مشاركة دولة الكويت في القمة الثانية بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والقمة المرتقبة بين قادة دول المجلس ورابطة (آسيان) والصين في كوالالمبور تؤكد حرصها على ترسيخ نهج الشراكة الدولية وتعزيز التواصل مع مختلف التكتلات الإقليمية. جاء ذلك في تصريح أدلى به وزير الخارجية اليحيا اليوم السبت في ضوء استعداد دولة الكويت للمشاركة في القمتين إلى جانب المشاركة في المنتدى الاقتصادي المصاحب لهما وذلك خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو الجاري في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وقال اليحيا إن ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله سيترأس وفد دولة الكويت والجانب الخليجي في أعمال القمتين في إطار رئاسة الكويت لأعمال الدورة ال45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأوضح أن مشاركة دولة الكويت تؤكد حرصها على ترسيخ نهج الشراكة الدولية وتعزيز التواصل مع مختلف التكتلات الإقليمية وتوسيع نطاق التعاون في المجال متعدد الأطراف وذلك في ضوء ما تشهده العلاقات الخليجية مع دول آسيان والصين من تطور متسارع في مختلف المجالات مما يعزز المصالح المشتركة. وذكر أن إطار التعاون بين مجلس التعاون والآسيان للفترة 2024 – 2028 يتضمن تعزيز التعاون في أربعة مجالات تتعلق بالحوار السياسي والاقتصادي والتجاري والطاقة والأمن الغذائي والتنسيق في المحافل الدولية موضحا أن القمتين تفسحان المجال أمام قادة الدول المشاركة لتبادل وجهات النظر حول عدد من المستجدات الاقليمية والدولية وتنسيق المواقف في المحافل الدولية. وأشار إلى أهمية أعمال القمتين اللتين تستضيفهما العاصمة كوالالمبور مؤكدا حرص دول مجلس التعاون على تعزيز التكامل الإقليمي وتطوير قنوات التعاون مع دول رابطة آسيان والصين في المجالات ذات الاهتمام المشترك. ولفت إلى أن أجندة أعمال القمتين ستناقش مسائل وملفات هامة تتصدر أولويات التعاون المشترك والتي يأتي من ضمنها ما يتعلق بالأمن الغذائي وأمن الطاقة والتحول الرقمي والابتكار والربط اللوجستي والتعليم والسياحة بما يخدم جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز الامن والاستقرار الإقليمي مضيفا بأن أعمال القمتين يسهمان في تعميق الشراكة الاقتصادية. واستذكر أعمال القمة الأولى بين الآسيان ومجلس التعاون التي عقدت في الرياض عام 2023 والتي حددت مجالات التعاون ذات الأولوية بين الجانبين. وأكد أن مشاركة دولة الكويت في كوالالمبور برئاسة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله تعكس التزام الكويت الراسخ بتفعيل دبلوماسيتها التنموية وتعزيز شراكاتها الدولية ذات التأثير العالمي مضيفا أن دولة الكويت تنظر إلى أعمال القمتين كجسور تواصل ومنصات هامة لتبادل الرؤى والتنسيق حول قضايا ذات الاهتمام المتبادل وبشكل يسهم في تعزيز الشراكة. وبين أنه من خلال هذه المشاركة رفيعة المستوى تسعى دول مجلس التعاون إلى الإسهام في بلورة رؤية جماعية طموحة تعكس التفاهم الإقليمي وتدفع نحو تكامل أوثق بين مجلس التعاون ورابطة جنوب شرق آسيا والصين بما يحقق تطلعات الشعوب نحو الأمن والازدهار والتنمية المستدامة. وأعرب عن ثقته بأن مخرجات القمتين ستسهم في إقرار خارطة طريق للتعاون المؤسسي بين دول مجلس التعاون والآسيان والصين وبشكل يمكن معه تحديد آليات متابعة وتفعيل المبادرات المشتركة ودفع العمل نحو إقامة شراكات في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأشار إلى أن ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله سيعقد على هامش مشاركته في أعمال القمتين والمنتدى الاقتصادي عددا من اللقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول أبرز المستجدات الإقليمية والدولية واستكشاف فرص التعاون المشترك بما يخدم المصالح المتبادلة ويسهم في دعم مسارات الشراكة الاستراتيجية بين دولة الكويت والدول الصديقة.

ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد يغادر غداً إلى ماليزيا
ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد يغادر غداً إلى ماليزيا

كويت نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • كويت نيوز

ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد يغادر غداً إلى ماليزيا

كونا – بحفظ الله ورعايته يغادر ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله والوفد الرسمي المرافق لسموه يوم غد الأحد 27 ذو القعدة 1446 هجري الموافق 25 مايو 2025 إلى دولة ماليزيا الصديقة وذلك لترؤس وفد دولة الكويت المشارك في القمة الثانية لدول الآسيان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقمة دول الآسيان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية اللتين ستعقدان بالعاصمة كوالالمبور. رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store