logo
نبيل عمر يكتب عن : الهلالى والمرأة والميراث وأشياء أخرى!

نبيل عمر يكتب عن : الهلالى والمرأة والميراث وأشياء أخرى!

البشاير٠٥-٠٥-٢٠٢٥

لا تمر فترة إلا ويثير الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ضجة وجدلا برأى أو تفسير لقضية إسلامية أو مسألة فقهية، فتنزل على رأسه الأوصاف الحادة والعبارات القاسية التى تصل إلى حد اتهامه بازدراء الأديان والطعن فى الشريعة ونشر الضلال والفكر المنحرف، مثل فتواه عن الحجاب، وزواج المحلل، الأضحية بالطيور، والدفاع عن المسجد الأقصى..الخ.
وآخر هذه الآراء هو المساواة بين الذكر والأنثى فى الميراث، إذا كان الطرفان على نفس درجة القرابة مثل الأخ والأخت، وجاء رأيه تأييدا لمشروع قانون فى تونس يقر هذه المساواة فى الميراث.
وعموما حين يسمع أو يقرأ كثير من المسلمين، ومنهم رجال دين، مثل هذه الأراء أو الفتاوى، يفزعون للدفاع عن الإسلام، وهذا واجب، لكنهم يتصورون أن الإسلام فى خطر، وعليهم صد هؤلاء الذين يعملون على هدمه وتفكيك ثوابته، كما لو أن عمارة الإسلام وأساسياته ليست فى صلابة الفولاذ، يستحيل أن تنهدم أو تتحطم، ولم يحدث على الإطلاق منذ أربعة عشر قرنا أن كان الإسلام فى خطر أو كاد يصيبه الوهن، وتفتت على صلابته آلاف المحاولات لتشويهه منذ القرن السابع الميلادي!
مناقشة رصينة
قلة هى التى تناقش هذه الأراء المثيرة بهدوء ورصانة دون استخدام ألفاظ عنيفة، والمدهش أن هؤلاء الغاضبين لا يحركون ساكنا أن خرج رجل دين مؤكدا حديث السحر، أو داعية بحديث السبع تمرات عجوة التى تؤكل فى الصباح، فتقى من السم حتى المساء، أو جماع الوداع للزوجة الميتة»، أو فوائد بول الإبل، أو زواج البنات القاصرات، أو شرعية عدم دفاع الرجل عن زوجته التى تغتصب أمام عينيه إذا كان متيقنا أن الدفاع عنها سيؤدى إلى مقتله ..إلخ.
ولا يعنى قولى هذا الموافقة على اجتهاد الدكتور الهلالى بالمساواة فى الميراث بين الأخ والأخت، وإنما هو دعوة إلى استخدام العقل فى أى حوار، دون اتهامات وتجريح وصراخ وإلقاء عبارات نارية..
نعود إلى فتوى الدكتور سعد فى الميراث، ويمكن أن نضعها فى «خانة» الدفاع عن النساء، خاصة فى بيئة تحمل ثقافتها الشعبية قدرا كبيرا من التمييز الذى يصل إلى حد الاضطهاد ضد المرأة، بما فيها ثقافة رجال دين لهم جماهيرية فى أوساط تقل معرفتهم المباشرة بدينهم، ويتعلمونه شفاهة ونقلا دون إعمال العقل حتى لو كانوا متعلمين!
الثانية: وظيفة المال فى العائلة، فالرجل يظل مرتبطا بعائلته، بينما تنتقل مسئولية المرأة إلى زوج من عائلة أخرى، والرجل هو المكلف شرعا وقانونا بالإنفاق على عائلته، بينما إنفاق المرأة فى بيتها مرهون برضاها وسماحة نفسها، وليس تكليفا عليها.
وفى الشريعة الإسلامية توجد أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل:
1- الأخ والأخت.
2- الأب والأم لولد متوفى أو بنت متوفاة وبلا أبناء.
3- الأخوة والأخوات لأب مات دون أولاد، وليس له والد.
4- الزوج والزوجة إذا مات أحدهما دون ولد.
حالات إرتفاع نصيب المرأة
وفى المقابل توجد إحدى عشرة حالة ترث فيها المرأة مثل الرجل مثل الأخ والأخت حين يرثان أخا بلا أبناء ومات أبواه، و10 حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، مثل الابن الذى يموت وترثه ابنته وأبوه أو أمه وابنتان وأخ وهكذا،، وأربع حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها الرجل، مثل موت الإنسان وترك بنتا وأختا وعما، للبنت النصف وللأخت النصف، ولا يرث العم.
إذن الذكورة والأنوثة ليست قاعدة مطلقة فى الميراث، بل مجرد حالات، تمثل أقل من 15% من حالات الميراث.
ورجح الدكتور سعد الدين الهلالى رأيه فى مساواة الرجل والمرأة فى الميراث بعدم وجود نص قرآنى صريح يمنع ذلك، وفعلا لا يوجد نص قرآنى يمنع هذه المساوة، لكن يوجد نص قرآنى قاطع بهذه الأنصبة، وعدم وجود المنع لا يعنى أن نلغى أو نتجاوز «المحدد بدقة متناهية»، وحين يحدد الله «الحق» الذى يجب على المسلم أن يتبعه فهو بالضرورة فرض، لا يعقل أن يصوت المجتمع المسلم على تغييره.
ومع هذا يمكن أن نتفهم أسباب الدكتور الهلالى فى رأيه، فهو يعلم حجم المظالم الواقعة على المرأة فى المجتمع الشرقي، والذى ألبسها البعض ثيابا دينية بتفسيرات لا علاقة لها بالنص الديني، ومستمدة فى استقرارها على عادات الشرق العربى وتقاليده ونظرته الموروثة إلى المرأة، مثل ضرب النساء، تفسيرا للآية 34 من سورة النساء، ولفظ «اضربوهن» الذى ورد بالآية، واللفظ أصله فى المعاجم ضرب، وله تسعة وعشرون وجها حسب سياقها فى الجملة، وقد استبعد المفسرون 27 وجها لها، وتحلقوا حول معنى وحيد، هو أصاب وصدم، بينما لو مددنا مقصد الآية على استقامته «واهجروهن واضربوهن»، قد يختلف هذا المعنى، أى بعد الهجر فى المضاجع هو البعد عنهن إلى أبعد نقطة ممكنة تشعرهن بقرب وقوع الطلاق، خاصة أن البعد من معانى الضرب، والله يأمرنا دائما بحسن معاشرة النساء أو تسريحهن بإحسان، والضرب بمعنى اللطم لا يتفق وهذا الأمر الإلهي.
وعلى هذا المنوال يمكن أن نعيد تفسير القوامة بين الرجال والنساء، والشهادة النصفية فى القضاء..الخ، وهى مسائل تقبل الاجتهاد وتعدد التفسيرات. لكن الميراث لا يقبل أن نتخطى حدودا مرسومة بوضوح ولا تحتمل تعدد التفسيرات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استطلاع رأي يكشف رأي الفرنسيين في حرب ماكرون ضد "الإسلام الراديكالي"
استطلاع رأي يكشف رأي الفرنسيين في حرب ماكرون ضد "الإسلام الراديكالي"

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

استطلاع رأي يكشف رأي الفرنسيين في حرب ماكرون ضد "الإسلام الراديكالي"

أظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة CSA أن أكثر من 70% من المواطنين الفرنسيين لا يعتبرون أن الرئيس إيمانويل ماكرون قادر على مكافحة "الإسلام الراديكالي" بشكل فعال. ونقلت قناة Cnews أن "71% من الفرنسيين صرحوا بعدم ثقتهم في رئيس الجمهورية فيما يتعلق بمكافحة الإسلام الراديكالي بشكل فعال"، بينما أعرب 28% من المستجوبين عن ثقتهم في ماكرون بهذا الشأن، وامتنع 1% عن الإدلاء برأيهم. أجري الاستطلاع لصالح محطة Europe 1 الإذاعية وقناة Cnews التلفزيونية وصحيفة JDD يومي 22 و23 مايو على عينة ممثلة من 1001 مواطن فرنسي تزيد أعمارهم عن 18 عاما، دون الإشارة إلى هامش الخطأ الإحصائي. ونشرت صحيفة "فيغارو" الثلاثاء مقتطفات من تقرير استخباراتي فرنسي يفيد بأن المنظمات الإسلامية المرتبطة بجماعة "الإخوان المسلمين" أنشأت شبكة واسعة النطاق في فرنسا والاتحاد الأوروبي، حيث تستخدم نظاما مؤسسيا منظما للضغط من أجل مصالحها في المؤسسات العامة بالاتحاد الأوروبي. وبحسب التقرير الاستخباراتي، فإن شبكات "الإخوان المسلمين" منتشرة على نطاق واسع في بلجيكا والنمسا وألمانيا، بينما أصبحت فرنسا -حسب الصحيفة- "البوابة المفتوحة الواسعة" لانتشار الأيديولوجية الإسلامية في أوروبا، حيث يوجد 139 مكانًا للعبادة الإسلامية في فرنسا تتبع لجماعة "الإخوان المسلمين". وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -بعد نشر التقرير الاستخباراتي عن الانتشار الواسع لشبكة "الإخوان المسلمين" في البلاد- من الحكومة تقديم مقترحات بهذا الشأن قبل مطلع يونيو. ونقلت قناة BFMTV عن القصر الرئاسي أن ماكرون كان "غاضبا للغاية" من تسريب معلومات التقرير الذي كلف بإعداده عام 2024، وانتقد بشدة وزير الداخلية برونو لو مير.

رئيس جامعة الأزهر: الإسلام ربّى أبناءه على العزة لا الذل وعلى العدل لا العدوان
رئيس جامعة الأزهر: الإسلام ربّى أبناءه على العزة لا الذل وعلى العدل لا العدوان

بوابة الأهرام

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة الأهرام

رئيس جامعة الأزهر: الإسلام ربّى أبناءه على العزة لا الذل وعلى العدل لا العدوان

عبدالصمد ماهر أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الإسلام دين يربي أبناءه على العزة والكرامة دون أن يدفعهم إلى الظلم أو الاعتداء، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم رسم للمؤمنين منهجًا متوازنًا يجمع بين احترام الحرمات وتحقيق العدالة، وذلك في أرقى صورها. موضوعات مقترحة وقال رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: "نجد أن الإسلام لم يشرّع القتال عند المسجد الحرام لأنه ليس ساحة معركة، بل وسّع الدائرة فقال تعالى: ﴿وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ﴾، فربط القتال بوجود الاعتداء أولًا". وأوضح أن ذلك كان قبل نزول آية منع المشركين من دخول المسجد الحرام، فلما نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ﴾، أصبحت مكة المكرمة حرمًا آمنًا، لا يُباح لغير المسلمين دخوله، وصارت رمزًا للطهارة والتشريف والهيبة. وتابع أن قوله تعالى: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ﴾، يحمل ثلاث جمل من أعظم ما يُربّي المسلم عليه، مؤكدًا: "كل جملة منها تصلح أن تكون مثلاً وحكمة يُحتذى بها؛ فالشهر الحرام بالشهر الحرام، والحرمات قصاص، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، هذه مبادئ تزرع في المسلم العزة دون ظلم، والقوة دون بطش، والعدل دون انتقام زائد". المؤمن لا يبدأ بالعدوان وشدد على أن الإسلام لا يأمر المؤمنين ببدء القتال، وإنما يأمرهم بالدفاع إذا اعتُدي عليهم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا﴾. وقال: "هذا تربية إيمانية عظيمة، فالمؤمن لا يبدأ بالعدوان، لكنه لا يرضى بالذل، ولا يقبل أن يكون تابعًا خانعًا". وأردف: "القرآن الكريم يعلّمنا كيف نعيش بعزة وكرامة، نأخذ حقوقنا دون أن نظلم غيرنا، ونرفع الظلم دون أن نتجاوز، في توازن بديع يجعل حياة المؤمن قائمة على العدل والكرامة معًا".

حياة المؤمن قائمة على العدل.. رئيس جامعة الأزهر يوضح
حياة المؤمن قائمة على العدل.. رئيس جامعة الأزهر يوضح

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

حياة المؤمن قائمة على العدل.. رئيس جامعة الأزهر يوضح

قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إن الإسلام لم يشرع القتال عند المسجد الحرام، لأنه ليس ساحة معركة، بل وسع الدائرة، وقال "مادام لم يقاتلوكم فيه فلا تقاتلوهم، معقبا: "هذا كان قبل نزول النهي عن أن يقرب المشركون المسجد الحرام، وأن يقربوا مكة المكرمة". وأضاف الدكتور سلامة داوود خلال تقديمه برنامج "بلاغة القرآن والسنة" المذاع عبر قناة الناس، أنه عندما نزلت هذه الآية، منعت ذلك تمامًا وجعلت مكة المكرمة زادها الله تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابةً وبرًا، فجعلتها غير مباحة ولا متاحة لغير المسلمين". وفسر الدكتور سلامة داوود، معنى قوله تعالى:" الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)، قائلًا: "إن هذه ثلاث جمل، كل جملة درة في ذاتها، وكل جملة منها غرّى في جبينها، هذه الجمل الثلاث تستطيع أن تقول كل جملة منها آية تصبح مثلًا يضرب ويتمثل به في كل شيء". وتابع: "أستطيع أن أقول الشهر الحرام بالشهر الحرام في كل عدوان يعتدي به إنسان عليك وهو ظالم لك، فتقول آخذ حقي كما اعتدى عليا، الشهر الحرام بالشهر الحرام، وكذلك تقول الحرمات قصاص، وكذلك تقول فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم". وأكد أن هذه الجمل الثلاثة تبين أن الإسلام يربي المؤمن على العزة، ويربيه على ألاّ يكون ذليلًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store