logo
طعام الأزمات الصامت.. كيف أصبح الفطر غذاء البقاء في الكوارث والمجاعات؟

طعام الأزمات الصامت.. كيف أصبح الفطر غذاء البقاء في الكوارث والمجاعات؟

الجزيرةمنذ 4 أيام
في أحلك لحظات التاريخ، حين تذبل المحاصيل، وتتفكك سلاسل الإمداد الغذائي، ويغدو الخبز ترفا بعيد المنال، يجد الإنسان نفسه مضطرا للعودة إلى ما تجود به الطبيعة بصمت وكرم.
الفطر، هذا الكائن لا يحتاج إلى ضوء الشمس أو تربة خصبة، ولا يتطلب آلات ضخمة أو تقنيات زراعية معقدة؛ يكفيه الظل والرطوبة وبعض البقايا النباتية ليمنح غذاء عالي القيمة. بهذه المزايا، صار الفطر غذاء النجاة بامتياز في أزمنة الحروب والحصار والمجاعات.
غزة: أزمة غذائية تحت الحصار
تُعد غزة اليوم أحد أبرز الأمثلة على المجاعة المعاصرة الناتجة عن الحصار والاحتلال. لقد تسبب الحصار الإسرائيلي طويل الأمد، يرافقه القصف المتكرر، في تدمير البنية التحتية الزراعية ومنع دخول المواد الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء. ووفقا لمنظمات إنسانية، مثل "أطباء بلا حدود"، فإن الوضع في غزة تجاوز حدود انعدام الأمن الغذائي إلى دخول مرحلة المجاعة القاتلة.
في هذا السياق، يصبح من الضروري البحث عن حلول ذكية وبديلة، تتجاوز الطرق الزراعية التقليدية. وهنا يبرز الفطر كمصدر غذائي يمكن الاعتماد عليه، ليس فقط لسد الجوع، بل لتوفير بروتين نباتي في ظل غياب اللحوم والألبان، التي أصبحت نادرة أو باهظة الثمن.
لماذا يعد الفطر غذاء مثاليا في حالات الطوارئ؟
سهولة الزراعة في بيئات قاسية
لا يحتاج الفطر إلى تربة خصبة أو مساحات زراعية واسعة، بل يمكن زراعته في أماكن مظللة ورطبة كالأقبية أو المنازل أو الخيام باستخدام مواد بسيطة مثل القش، نشارة الخشب، أو بقايا الذرة والقمح. هذه الخصائص تجعله خيارا مثاليا في المناطق المتضررة أو المحاصرة مثل غزة، سوريا، أو الأرياف النائية في السودان، حيث تصعب زراعة المحاصيل التقليدية نتيجة تدمير البنية الزراعية أو نقص الموارد.
سرعة الإنتاج
بعض أنواع الفطر، مثل فطر المحار، تتميز بسرعة نمو ملحوظة، إذ يمكن حصادها خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع فقط من الزراعة، مقارنة بمحاصيل الحبوب التي تحتاج إلى أشهر من الرعاية. هذه القدرة على الإنتاج السريع تجعلها خيارا مثاليا لتأمين الغذاء في حالات الطوارئ وسد النقص الغذائي بكفاءة وفي وقت وجيز.
قيمة غذائية مرتفعة
يحتوي الفطر على نسبة عالية من البروتين (تصل إلى 30% في الفطر المجفف)، إضافة إلى فيتامينات ب المركبة مثل ب1 وب2 وب3 وب5، وعناصر حيوية مثل الحديد والزنك والسيلينيوم والبوتاسيوم. هذه المكونات ضرورية جدا خصوصا للأطفال والمسنين، الذين يعانون سريعا من سوء التغذية في حالات المجاعة.
قلة الموارد المطلوبة
لا يحتاج الفطر إلى أسمدة كيميائية أو آلات زراعية، ويزرع بسهولة باستخدام نفايات عضوية مثل بقايا الذرة أو القمح، مع استهلاك محدود جدا للمياه. كما لا يتطلب مياها نقية، بل يمكن استخدام مياه الآبار المتاحة، ما يجعله مناسبا للظروف القاسية التي تندر فيها المياه الصالحة. هذا الإنتاج منخفض التكلفة يجعله خيارا مثاليا للمناطق التي تعاني من شح الموارد أو انهيار اقتصادي أو حصار تجاري.
سهولة التخزين
يتميز الفطر بإمكانية تجفيفه بسهولة دون أن يفقد قيمته الغذائية، ما يتيح تخزينه لفترات طويلة دون الحاجة إلى تبريد أو وسائل حفظ معقدة. هذه الميزة تجعله مصدرا غذائيا احتياطيا مثاليا في حالات الطوارئ، خاصة خلال فترات الحصار أو انقطاع الإمدادات أو غياب الكهرباء والتبريد.
كيف أنقذ الفطر أرواحا؟
البوسنة والهرسك خلال الحرب (1992–1995)
إعلان
خلال حصار قاس استمر سنوات، وثّقت الأبحاث اعتماد سكان شرق البوسنة على الفطر البري كغذاء رئيسي للبقاء. وفي دراسة نُشرت عام 2009 في المجلة الأفريقية للطب التقليدي والتكميلي والبديل، جرى توثيق استخدام 15 نوعا من الفطر و5 أنواع من الطحالب، حيث كانت تُحضر كعصيدة أو تُطحن لتكون بديلًا لدقيق الخبز. هذه الموارد الطبيعية ساعدت العائلات على الصمود رغم انقطاع الإمدادات الغذائية المدعومة.
شتاء الجوع في هولندا (1944–1945)
خلال الحرب العالمية الثانية، حين فرض الألمان حصارا قاسيا على مناطق عديدة من هولندا ما عرف لاحقا بشتاء الجوع الهولندي، استخدم السكان المحليون الفطر البري كوسيلة غذائية للبقاء. أظهرت دراسات نشرت في مجلة الإثنوبيولوجيا والطب العرقي عام2017 أن 3 أنواع على الأقل من الفطر كانت تستهلك في تلك الفترة، رغم محدودية المعرفة ومخاطر التسمم.
كيف يمكن لغزة الاستفادة من الفطر لمواجهة المجاعة؟
في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع وصول الغذاء والدواء إلى غزة، تبرز زراعة الفطر كخيار عملي وسريع لتأمين الغذاء، نظرا لعدم حاجته إلى مساحات واسعة أو تربة خصبة، وإمكانية زراعته باستخدام مخلفات زراعية مثل قش القمح أو نشارة الخشب. ويُعد الفطر مصدرا غنيا بالبروتين عالي الجودة، ما يجعله بديلا فعّالا للحوم التي أصبحت نادرة.
تشير دراسة حديثة نُشرت عام 2024 في مجلة هيليون العلمية الأميركية إلى جدوى استخدام الفطر في البيئات منخفضة الموارد، مستشهدة بنجاح تجاربه في عدة مناطق أفريقية وآسيوية. كما توضح دراسة أخرى، نُشرت عام 2020 في مجلة أول لايف، أهمية الفطر كحل فعّال لتعزيز الأمن الغذائي، مؤكدة ضرورة دمجه ضمن إستراتيجيات الاستجابة السريعة للمجاعات، خاصة في المخيمات ومناطق النزوح، بفضل مرونته وسهولة تكثيف إنتاجه في ظروف الطوارئ.
الحذر واجب: التسمم الفطري خطر حقيقي
رغم فوائد الفطر العديدة، فإن استهلاك الأنواع البرية دون معرفة دقيقة قد يؤدي إلى التسمم، بل والوفاة في بعض الحالات. توثق تقارير من البوسنة حالات تسمم نتجت عن قطف أنواع غير صالحة للأكل، بسبب تشابهها مع الأنواع المفيدة. ولهذا، تؤكد الدراسات على أهمية نشر الوعي والتدريب حول الزراعة الآمنة للفطر، وضرورة تمييز الأنواع السامة من المفيدة.
قد لا يبدو الفطر غذاء مدهشا في أيام الرخاء، لكنه يتحول إلى كنز حقيقي في لحظات الجوع. ومع استمرار الحصار في غزة، وتفاقم الكوارث المناخية حول العالم، ينبغي إدماج زراعة الفطر ضمن خطط الأمن الغذائي، سواء من قبل الحكومات أو المنظمات الإنسانية أو المجتمعات المحلية. فهو "طعام الأزمات الصامت"، الذي لا يحدث ضجيجا لكنه ينقذ أرواحا.
5-
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نصائح ذكية لحماية غسالة الصحون وتوفير الكهرباء
نصائح ذكية لحماية غسالة الصحون وتوفير الكهرباء

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

نصائح ذكية لحماية غسالة الصحون وتوفير الكهرباء

أصبحت غسالة الصحون من الأجهزة الأساسية في المطبخ الحديث، إذ توفر كثيرا من الوقت والجهد المبذولين في تنظيف الأواني، لكنها تحتاج إلى عناية دورية والتزام بتعليمات الاستخدام حتى تعمل بكفاءة وتدوم طويلا. فيما يلي دليل للتنظيف اليومي والعميق لغسالة الصحون، ولتجنب المشكلات الشائعة مثل الروائح الكريهة، وتراكم الترسبات، وظهور الصدأ على الأواني، إلى جانب نصائح لتوفير الماء والكهرباء. أولا: نصائح للاستعمال اليومي تخلصي من بقايا الطعام احرصي على إزالة بقايا الطعام من الأطباق والأواني قبل وضعها في غسالة الصحون لمنع انسداد الفلتر وضمان نظافة الصحون. تجنبي وضع هذه الأشياء داخل غسالتك الأدوات الحادة: الأدوات حادة مثل السكاكين أو مبشرة الجبن قد تؤدي إلى تلف الأرفف، إذ يمكن أن تخدش أو تقطع الطلاء البلاستيكي المحيط بالرف، مما يجعل المعدن مكشوفا وعُرضة للصدأ. الكريستال: قد يتعرض الكريستال للتشقق أو التحطم أثناء دورة الغسل، مما يؤدي إلى تناثر شظايا حادة قد تُلحق ضررا داخل الجهاز، ومن الصعب جمعها بأمان. الخزف الصيني الفاخر: الخزف الفاخر، خصوصا المصنوع يدويا أو العتيق، قد يتشقق أو ينكسر من قوة رشاشات المياه أو من التصادم مع أدوات أخرى. هذا فيما يخص سلامة الغسالة، ولأجل سلامة أدوات مطبخك أيضا تجنبي وضع هذه الأواني في غسالة الصحون: الأدوات الخشبية: تتعرض للتقوس أو التشقق بفعل الحرارة والرطوبة. أواني الألمنيوم غير المطلية: قد يتغير لونها ويتآكل سطحها بسبب المنظفات القوية. الأواني النحاسية: تفقد لمعانها ولونها مع الغسل المتكرر. الحديد الزهر: يفقد طبقة الحماية التي تمنع الصدأ، مما يجعله أكثر عرضة للتلف. تجنبي تكديس الأطباق لضمان أداء فعال لغسالة الصحون وتفادي تضرر الأواني أو الجهاز نفسه، تجنبي وضع كمية كبيرة من الأطباق أو رصها بشكل عشوائي، إذ يكمن أن يعيق الرشاشات أو يمنع دوران الماء بشكل جيد، مما يؤدي إلى تنظيف غير فعال، ويقصر عمر الغسالة. إعلان إذا لم تكن غسالتك مزوّدة بخاصية الفتح التلقائي للباب بعد انتهاء الدورة، فاحرصي على فتحه يدويًا فور الانتهاء من الغسل، فهذا يساعد على تسريع خروج البخار وتقليل الرطوبة داخل الجهاز. وبعد تفريغ الغسالة من الأطباق، يُنصح بترك الباب مواربًا لبعض الوقت، إذ يساعد ذلك على جفافها بالكامل ويمنع تشكّل العفن أو الفطريات مع مرور الوقت. ويمكنك إغلاق الباب بعد مرور 24 ساعة على الأقل لضمان تهويتها بشكل كافٍ تأكدي من مخزون الملح تقول كلير إدواردز خبيرة الاقتصاد المنزلي لموقع "جود هاوسكيبينغ" إن سر إطالة عمر غسالة الصحون "هو استخدام الملح". ويقوم الملح بدورين أساسيين: أولا يُلين الماء ويمنع تراكم الترسبات الكلسية الناتجة عن الماء العسر، وثانيا يساعد في الحفاظ على نظافة الغسالة ويقلل من تكون البكتيريا داخلها. الواجهة الخارجية: لواجهات البلاستيك، استخدمي إسفنجة مبللة بماء دافئ وصابون، وللستانلس ستيل استخدمي مناديل مخصصة للستانلس وامسحيها بقطعة قماش ناعمة، وتجنبي رش المنظف مباشرة على السطح. الطوق المطاطي: احرصي على تنظيف الطوق المطاطي المحيط بباب الغسالة، لأنه قد يحتوي على بقايا طعام دقيقة تتراكم مع الوقت وتسبب روائح كريهة أو تساعد على نمو العفن. نظفيه بانتظام باستخدام قطعة قماش مبللة، وتأكدي من الوصول إلى جميع الزوايا. الفلتر: من الأفضل تنظيف فلتر غسالة الصحون بعد كل استخدام، أو على الأقل مرة أسبوعيا، لأن إهمال تنظيفه قد يؤدي إلى ظهور روائح كريهة بسبب تحلل بقايا الطعام، أو حتى انسداد الغسالة وتوقفها عن العمل. وتنظيف الفلتر بسيط وسهل؛ كل ما عليك هو نزع الفلتر وغسله بإسفنجة وسائل تنظيف الأطباق، ويمكنك استخدام فرشاة صغيرة للوصول إلى الأوساخ العالقة، ثم اتركيه ليجف تماما. وإذا لاحظتِ أي تلف أو ثقوب، فبدليه فورا حتى لا تتسرب الشوائب إلى المضخة وتتسبب في تلفها. أذرع الرش: اغسليها جيدا بالماء وسائل تنظيف الأطباق، وافحصي فتحاتها باستخدام عود أسنان أو أداة رفيعة للتأكد من عدم وجود انسدادات. الجسم الداخلي: امسحي الجسم الداخلي وقاع الغسالة بانتظام بإسفنجة ناعمة لإزالة بقايا الطعام أو الماء المتراكمة، لمنع انبعاث الروائح الكريهة. تحتاج الغسالة إلى تشغيلها فارغة على أعلى درجة حرارة من حين لآخر لتعقيم جميع أجزائها وإزالة أي روائح كريهة، ويفضل القيام بذلك مرة واحدة على الأقل كل شهرين. وقد أشار موقع "جود هاوسكيبينغ" إلى طريقة بسيطة وفعالة للتنظيف العميق، تساعد على تقليل تراكم الترسبات الكلسية وبقايا الصابون، وذلك بوضع كوب من الخل الأبيض على الرف العلوي من الغسالة، ثم تشغيل دورة الغسل العادية. ثالثا: مشكلات شائعة وحلها الصدأ إذا لاحظتِ ظهور بقع صدأ على بعض الأواني بعد غسلها، فقد يكون ذلك نتيجة عدة عوامل، منها: إعلان التعرض المستمر للرطوبة العالية أو استخدام ماء يحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة. ترك بقايا أطعمة حمضية أو مالحة مثل الطماطم أو الليمون على الأواني لفترة قبل غسلها. احتكاك المعادن المختلفة داخل الغسالة، مما يؤدي إلى تآكل سطح بعضها. الاستخدام المفرط لبرامج مثل "الشطف المسبق" مما يعرض الأواني للماء دون تنظيف فعلي. ولحماية أدواتك من الصدأ، اتبعي النصائح التالية: اغسلي السكاكين يدويا للحفاظ على حدتها وحمايتها من الصدأ. اشطفي بقايا الأطعمة المالحة أو الحمضية قبل وضع الأواني في الغسالة. لا تضعي أدوات ظهر عليها صدأ في الغسالة مجددا، لأن الصدأ قد ينتقل إلى أدوات أخرى. احرصي على عدم انسكاب الملح داخل الغسالة، وامسحي أي ماء أو حبيبات مسكوبة حول خزان الملح، وتأكدي من إحكام إغلاق الغطاء. وبعد انتهاء الدورة، افتحي باب الغسالة قليلا لتهوية وتقليل الرطوبة وتجفيف الأدوات. إرشادات لتقليل استهلاك الكهرباء والماء يشير موقع "جود هاوسكيبنغ" إلى أن اختيار البرنامج المناسب في غسالة الصحون يمكن أن يحدث فرقًا كبيرا في استهلاك الماء والكهرباء. وإليك البرامج التي يُنصح باستخدامها، وتلك التي يُفضل تجنبها: البرامج الموصى بها: الوضع الاقتصادي (Eco): يُعد الخيار الأفضل من حيث التوفير في الطاقة والمياه ، رغم أنه يستغرق وقتًا أطول. وهو يناسب الأواني ذات الاتساخ الخفيف. الوضع التلقائي (Auto): يستخدم حساسات لقياس كمية الأوساخ ويعدل وقت الغسل واستهلاك الطاقة والماء تلقائيًا، مما يحقق توازنًا جيدًا بين الأداء والتوفير. ويُنصح به للأواني متوسطة الاتساخ. نصف الحمولة (Half Load): خيار مثالي عند غسل كمية قليلة من الأطباق، حيث يسمح باستخدام رف واحد فقط، مما يقلل من استهلاك الماء والكهرباء عند عدم امتلاء الغسالة. الإعدادات التي يُفضل تجنبها: المكثف (Intensive): يستهلك ضعف كمية الماء والطاقة مقارنة بالبرامج الأخرى، لذا يُفضل استخدامه فقط مع الأواني شديدة الاتساخ مثل المقالي والأواني المحروقة. الغسل المسبق (Pre-Rinse): غالبًا لا حاجة إليه لأن معظم البرامج تتضمن مرحلة أولية للتنظيف، مما يجعل استخدامه الزائد مضيعة للطاقة والماء. يؤدي إلى استهلاك طاقة إضافية فقط لتسريع عملية التجفيف، بينما يمكن الاعتماد على التجفيف الطبيعي بفتح باب الغسالة تلقائيًا بعد انتهاء الدورة.

عطش تحت الحصار.. هكذا يعيش أهل غزة مع شح الماء
عطش تحت الحصار.. هكذا يعيش أهل غزة مع شح الماء

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

عطش تحت الحصار.. هكذا يعيش أهل غزة مع شح الماء

04:33 تواجه عائلات بشمال قطاع غزة أزمة متفاقمة في الحصول على المياه، في ظل الانقطاع المتواصل لخدمات المياه والصرف الصحي، وتراجع قدرة محطات التحلية نتيجة لانقطاع تيار الكهرباء ودمار البنية التحتية. اقرأ المزيد

مسؤول صحي يكشف للجزيرة نت خسائر 22 شهرا من العدوان على غزة
مسؤول صحي يكشف للجزيرة نت خسائر 22 شهرا من العدوان على غزة

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

مسؤول صحي يكشف للجزيرة نت خسائر 22 شهرا من العدوان على غزة

غزة- بعد 22 شهرا من الحرب المتواصلة على قطاع غزة ، تبدو الصورة الإنسانية والصحية صادمة، حيث تكشف أرقام وزارة الصحة حجم الكارثة: أكثر من 60 ألف شهيد، نحو 31% منهم أطفال، وأكثر من 150 ألف جريح منذ بداية العدوان. وبات ثلثا المستشفيات خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، فيما تختفي الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة 300 ألف مريض مزمن في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض. وتشير الإحصاءات إلى أن 6 آلاف و758 مريضا مزمنا توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه. كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع. ضحايا العدوان يقول زاهر الوحيدي، مدير دائرة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة، في حوار خاص مع الجزيرة نت، إنهم سجلوا نحو 60 ألفا و300 شهيد منذ بداية الحرب. أما الإصابات، فقد بلغت 150 ألف جريح، 18 ألفا منهم بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد. ومن بين المصابين 4800 شخص بُترت بعض أطرافهم، 18% منهم أطفال. يدفع الأطفال الثمن الأكبر من بين الضحايا، حيث استشهد 18 ألفا و430 طفلا (30.8% من إجمالي الشهداء)، بينهم 973 أعمارهم أقل من عام، و425 وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب. ولم تسلم النساء من العدوان، إذ بلغ عدد الشهيدات 9 آلاف و300 بنسبة تقارب 17%، من بينهن 8 آلاف و505 أمهات. ويضيف الوحيدي أن 2613 عائلة أبيدت بالكامل ومسحت من السجل المدني، بينما تبقّى من 5943 عائلة، فرد واحد فقط بعد مقتل غالبية أفرادها. لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا. يؤكد الوحيدي أن الحرب لا تقتل الفلسطينيين بالقصف فقط، بل بالتجويع أيضا، فهناك 197 شهيدا بسبب سوء التغذية، بينهم 96 طفلا. كما ذكر أن 1655 شهيدا سقطوا برصاص وقذائف جيش الاحتلال أثناء انتظار المساعدات، بينهم 892 في مراكز توزيع تديرها مؤسسة أميركية، و763 أثناء انتظار الشاحنات التي تحمل المساعدات. ووفقا له، تم تسجيل منذ بداية العام 28 ألف حالة سوء تغذية. وقال إن 500 شخص يدخلون المستشفيات يوميا بسبب مضاعفات الجوع، بينهم 100 طفل. كما تم رصد 3120 حالة إجهاض منذ بداية 2025 بسبب نقص العناصر الغذائية. أمراض خطيرة بدورهم، يعاني 300 ألف من المصابين بأمراض مزمنة بشدة جراء الحرب، نظرا لحاجتهم الدائمة للعلاج ولنظام غذائي خاص. وبحسب الوحيدي، فقد توفي 6758 منهم بسبب نقص الأدوية أو منعهم من السفر للعلاج، بينهم 338 مريض سرطان من أصل 2900 ينتظرون السفر، و350 مريض كلى، يشكلون 41% من مرضى الكلى في غزة. وكشف أن نسبة النقص في أدوية الأمراض المزمنة بلغت 52%. أما من ينتظرون السفر للعلاج، فيبلغ عددهم 16 ألف مريض أنهوا إجراءاتهم كاملة، لكنهم بانتظار تصريح الاحتلال. وخلال الانتظار، توفي 633 منهم. أدى الازدحام في مراكز الإيواء، وتلوث المياه، وتردي النظافة إلى انتشار أمراض خطيرة، وكشف الوحيدي عن إصابة 71 ألفا و338 شخصا بمرض التهاب الكبد الوبائي "أ"، وتسجيل 167 ألف حالة إسهال مصحوب بدم، أكثر من نصفهم أطفال دون سن الخامسة، و490 ألف إصابة بالجهاز التنفسي. كما سجلت وزارة الصحة 1116 حالة حمى شوكية منذ بداية العام، و64 إصابة ب متلازمة غيلان باريه ، بينها 3 وفيات، وهو مرض مناعي نادر غير معدٍ، يهاجم الأعصاب، ويرتبط بتلوث المياه والغذاء والاكتظاظ والإصابة بالالتهابات الناجمة عن الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون، بحسب الوحيدي. قبل الحرب، كان في قطاع غزة 38 مستشفى، اليوم لا يعمل منها سوى 15، بينها 3 مستشفيات مركزية حكومية، بحسب الوحيدي: مستشفى الشفاء شمال القطاع. مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع. مستشفى ناصر جنوب القطاع. مستشفى المعمداني (أهلي غير حكومي). وتراجعت مراكز الرعاية الأولية من 157 إلى 67 فقط، 10 منها تتبع لوزارة الصحة و6 لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، و50 لمؤسسات أهلية. وتقلصت غرف العمليات من 110 إلى 40 جميعها للطوارئ فقط، وهو ما يشكل خطرا جسيما على المرضى المحتاجين لعمليات جراحية غير طارئة (مجدولة)، حيث قد يضطرون للانتظار لفترة تزيد على العام أو أكثر. أضرار جسيمة وتضررت أجهزة التصوير الطبي المستخدمة في تشخيص الأمراض والإصابات أيضا، فأجهزة "سي تي" انخفضت من 19 إلى 7، وأجهزة الرنين المغناطيسي من 7 إلى صفر. ولم تسلم سيارات الإسعاف إذ تعرضت 183 منها للقصف أو إطلاق النار أو الاعتداء المباشر. ويلفت مدير دائرة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة إلى أن الوزارة كانت تقدّم خدمة القسطرة في 5 مراكز بالقطاع قبل الحرب، لكنها توقفت بسبب استهداف الاحتلال للمنظومة الصحية، وهو ما أدى إلى وفاة نحو 1000 مريض. وأضاف أنهم استأنفوا قبل شهرين الخدمة في مركز وحيد، ب مدينة غزة ، يعمل على جهاز واحد، من أصل 7 أجهزة كانت متوفرة قبل الحرب. وأشار إلى أن نسبة إشغال الأسرّة تصل إلى 200% يوميا، وفي بعض المستشفيات مثل المعمداني تصل إلى 300%، ما يضطر الأطباء لعلاج المصابين في الممرات والساحات. وذكر أن الكوادر الطبية مرهقة للغاية، إذ يعمل بعضهم 48 ساعة متواصلة دون غذاء كافٍ أو راحة. ويحذر الوحيدي من وجود نقص كبير في وحدات الدم التي تحتاجها الوزارة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى. وكشف أن الحاجة لوحدات الدم قد ارتفعت بنسبة كبيرة، منذ يونيو/حزيران الماضي بعد افتتاح ما يُعرف بمراكز المساعدات الأميركية، بسبب أعداد الجرحى الكبير. وأوضح "حينما يحدث قصف من الطائرات أو الدبابات يكون هناك عدد كبير من الشهداء، وعدد أقل بكثير من الجرحى، مثلا 10 شهداء و5 جرحى، أما فيما يُعرف بمراكز المساعدات فيحدث العكس، حيث أعداد الجرحى أضعاف أعداد الشهداء، فيكون هناك مثلا 5 شهداء و300 جريح، الكثير منهم يحتاجون عمليات جراحة طويلة وتدخلات معقدة، وهذا استنزاف للموارد ويحتاج إلى نقل وحدات دم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store