
تحديات التمويل والبنية التحتية تعرقل التحول الأخضر في آسيا
ويحول فقدان الجاذبية الاستثمارية في بعض بلدانها دون تحديث الشبكات وإحلالها إضافة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج مقارنة بالوقود الأحفوري، فتتراكم جميع هذه العوائق وتبطئ المسيرة الآسيوية نحو الطاقة المتجددة
.
يشير الدكتور إيف باتن، استشاري الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إلى أن القارة الآسيوية تتسم بتباين ملحوظ في القدرات الاقتصادية والتمويلية ومدى النضج المؤسسي، ومن ثم فإن الاحتياج إلى الانتقال السريع للطاقة المتجددة والقدرة على تمويله في مملكة بوتان أو نيبال أو قيرغيزيا يختلف عن مثيله في ماليزيا أو سنغافورة أو إندونيسيا
.
ويلفت النظر إلى أن " البلدان الآسيوية منخفضة النمو غير جاهزة عمليا لتوفير الاستثمارات الضخمة المطلوبة لتمويل الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة. ومع تأخر أو غياب الاستثمارات، وافتقاد القدرة على بناء قدرات مؤسسية تطور المهارات والتكنولوجيا والبنية التحتية، تفقد هذه البلدان إمكانية الانتقال العادل والمنظم نحو استخدام الطاقة المتجددة المستدامة".
ولمواجهة هذا التحدي سعت عديد من الدول الآسيوية إلى ابتكار أدوات مالية، مثل السندات الخضراء وآليات التمويل المختلط بين القطاعين العام والخاص، لتوجيه مزيد من رأس المال نحو مشاريع الطاقة المتجددة. ومع ذلك، تظل الفجوة قائمة بين الاستثمارات المستهدفة وما تم تحقيقه، فقد استثمرت دول آسيا والمحيط الهادئ 840 مليار دولار في التقنيات منخفضة الانبعاثات خلال عام 2023، على الرغم من حاجتها إلى 1.2 تريليون دولار سنويا بين 2024 و2030 لتلبية أهداف التحول بالوتيرة الحالية
.
ويشير الباحث في أنظمة التمويل فيليب دوبسون إلى أن مشاريع الطاقة المتجددة تتطلب استثمارات كبيرة، وسواء كان التمويل عن طريق الدين أو الأسهم، فهناك مشكلات هيكلية صعبة الحل، وقال: "عادة ما تستخدم أصول المشروع ومصادر إيراداته كضمانات للمستثمرين، وهذا يتطلب توليد الطاقة خلال فترة زمنية مجدية اقتصاديا، لذلك أي تأخير في تحقيق مستوى التوليد المطلوب يؤثر سلبا في ترتيبات التمويل. كما أن كثافة رأس المال في هذه المشاريع تعني ضرورة تجميع استثمارات من مستثمرين متعددين، مما يتوافق مع تباين المصالح خاصة في غياب أطر تنظيمية واضحة المعالم".
إلى جانب العقبات التمويلية، هناك جوانب تقنية تعيق التحول الآسيوي للطاقة المتجددة، فالعديد من شبكات الكهرباء في آسيا قديمة الطراز، وصممت أساسا لأنظمة طاقة مركزية في القرن العشرين، ومن ثم فإن دمجها مع مصادر الطاقة المتجددة يمثل تحديا كبيرا.
وتوضح المهندسة بربارة هولدن، المتخصصة في تقنيات الطاقة المتجددة للاقتصادية أن "البنية التحتية الحالية للشبكات في بلدان وسط آسيا والعديد من دول جنوب آسيا غير مجهزة للتعامل مع زيادة القدرة وتدفق الكهرباء ثنائي الاتجاه الذي تتطلبه المصادر المتجددة. وتحديث الشبكة يرفع تكلفة وحدة الطاقة المتولدة من المصادر المتجددة بشكل يفوق كثيرا نظيرتها من الوقود الأحفوري، مما يدفع الكثير من البلدان النامية في آسيا إلى الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 5 ساعات
- الاقتصادية
الدولار يسجل أعلى مستوى في 5 أسابيع قبيل بيانات أمريكية مرتقبة
صعد مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.3% إلى أعلى مستوى له منذ 23 يونيو، مع تسجيل العملة الأمريكية مكاسب أمام جميع نظرائها من مجموعة العشر . وتكبدت العملات الأوروبية الخسائر الأكبر، حيث واصل اليورو تراجعه إلى أضعف مستوياته منذ أكثر من شهر، وسط مخاوف من التأثيرات الاقتصادية لاتفاق التجارة الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. من المتوقع أن تكون ثقة المستهلك الأمريكي قد تحسّنت في يوليو، كما تصدر يوم الثلاثاء أيضًا بيانات فرص العمل (JOLTS). في حين يُنتظر أن يُبقي "الاحتياطي الفيدرالي" على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه يوم الأربعاء، مع ترجيحات بأن أرقام النمو والتضخم ستعزز الصورة الراهنة لاقتصاد قوي ومتماسك. تصفية مراكز بيع الدولار قال ديريك هالبني، رئيس قسم أبحاث الأسواق العالمية لدى "إم يو إف جي" (MUFG): "على الأقل في الوقت الراهن، تحوّل تركيز المشاركين في سوق العملات بعيداً عن حالة عدم اليقين التجاري إلى متانة الاقتصاد الأميركي"، مضيفاً أن هذا التحول "يسهم بوضوح في تصفية بعض المراكز البيعية على الدولار التي تراكمت خلال النصف الأول من العام". استعاد الدولار جزءاً من خسائره هذا الشهر مع وضوح الرؤية أكثر بشأن سياسات الرسوم الجمركية التي يتبناها دونالد ترمب. كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد توصلا إلى اتفاق تجاري يوم الأحد، في حين صرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن من المرجح تمديد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوماً. في الأسواق، تحركت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بين مكاسب وخسائر، لكنها تفوقت بشكل طفيف على نظيراتها من السندات الحكومية البريطانية والأوروبية. وتراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 3.92%، في وقت أبقى فيه المتعاملون على توقعاتهم بنسبة 60% لاحتمال خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في سبتمبر.


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
"رعاية وتحفيز الولادة".. الصين ترفع إنفاقها الاجتماعي إلى أعلى مستوى منذ جيل كامل
رفعت الصين إنفاقها الحكومي على الرعاية الاجتماعية إلى أعلى مستوى له منذ جيل، في محاولة لتخفيف الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وتعزيز الاستهلاك المحلي، بحسب ما أفادت به وكالة بلومبرغ نيوز. ووصل الإنفاق العام على بنود تشمل التعليم والتوظيف والضمان الاجتماعي إلى نحو 5.7 تريليون يوان (795 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة نسبتها 6.4% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهي النسبة الأعلى منذ بدء تسجيل هذه البيانات في 2007، وفقًا لبيانات وزارة المالية الصينية. وتزامن ذلك مع تقليص بكين لاستثماراتها في البنية التحتية، حيث تراجعت مخصصات مشروعات حماية البيئة ومرافق الري والنقل بنسبة 4.5% على أساس سنوي، وسط ضغوط متزايدة على شبكة الأمان الاجتماعي التي تضررت من تبعات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة عن تخصيص دعم نقدي سنوي يبلغ 3600 يوان لكل طفل دون سن الثالثة، في محاولة لتحفيز الأسر على الإنجاب، بعدما انخفض معدل الولادة في البلاد بشكل حاد. وبحسب وكالة شينخوا، يُقدَّر إجمالي مخصصات هذا البرنامج بنحو 117 مليار يوان للنصف الثاني من العام، فيما يرى بنك "مورغان ستانلي" أن الكلفة السنوية قد تصل إلى 100 مليار يوان، بناء على توقعات بولادة نحو 9 ملايين طفل سنويًا. ويُنتظر أن تؤكد القيادة الصينية خلال اجتماع اقتصادي مرتقب هذا الشهر استمرارها في دعم الطلب المحلي باعتباره أولوية استراتيجية للفترة المقبلة.


مباشر
منذ 6 ساعات
- مباشر
إندونيسيا تشتري 48 طائرة مقاتلة طراز قآن من تركيا
مباشر- قالت وزارة الدفاع الإندونيسية اليوم الثلاثاء إن البلاد وقعت صفقة لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز (قآن) من تركيا، بما يمثل أحدث عملية شراء تقوم بها الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا لتحديث عتادها العسكري المتقادم. ومن أجل تعزيز قواتها الجوية، طلبت جاكرتا أيضا 42 طائرة رافال فرنسية بقيمة 8.1 مليار دولار في عام 2022. وتدرس كذلك طلب طائرات مقاتلة من طراز جيه-10 الصينية وتواصل المحادثات لشراء طائرات إف-15 إس.إكس أمريكية الصنع. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإندونيسية فريجا ويناس إنكريوانج في بيان إن إندونيسيا وتركيا "وقعتا عقد تنفيذ" السبت الماضي على هامش المعرض الدولي للصناعات الدفاعية في إسطنبول. ولم يقدم تفاصيل حول قيمة الصفقة أو مواعيد التسليم. وقآن هي أول طائرة مقاتلة مصنعة محليا في تركيا، وأكملت رحلتها الأولى في فبراير شباط من العام الماضي، لكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج واسع النطاق قبل عام 2028. وتصنف وزارة الدفاع التركية المقاتلة على أنها طائرة من الجيل الخامس وتقول إنه سيتم تزويدها بمحركين من طراز جنرال إلكتريك إف-110 الذي يتم استخدامه أيضا في طائرات إف-16 من الجيل الرابع التي تنتجها لوكهيد مارتن. وذكر فريجا أن وزير الدفاع شافري شمس الدين شهد توقيع الصفقة، وقال إن توقيعها يؤكد التزام الحكومتين بتعزيز التطوير التكنولوجي المشترك وتوسيع قدرة صناعة الدفاع في إندونيسيا. ووقعت إندونيسيا كذلك مذكرة تفاهم مع حوض بناء سفن في تركيا لشراء فرقاطتين خلال معرض الدفاع في إسطنبول، وفقا لمنشور لشافري على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من أمس الاثنين. مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى