
لماذا لم يعترض لبنان الصواريخ الإيرانية كما الأردن؟
بينما تشتعل نيران الحرب بين إيران وإسرائيل على نحو غير مسبوق، يتحول لبنان من ساحة هامشية إلى خط تماس مباشر يهدد استقراره المتهالك منذ أعوام. فمع كل ضربة إسرائيلية تطاول العمق الإيراني يتزايد الضغط على "حزب الله" للرد، ليس فقط بصفته ذراعاً إقليمية لطهران، بل كجزء من منظومة الردع التي طالما تغنى بها "محور الممانعة". لكن دخول الحزب على خط المواجهة لا يعني فقط فتح جبهة الجنوب، بل يضع لبنان برمته أمام احتمالات كارثية كتدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار أمني قد يتجاوز كل ما شهده البلد في حروبه السابقة.
وتتفاقم خطورة المشهد حين نضع في الحسبان استباحة المجال الجوي اللبناني، التي باتت مشهداً يومياً مع تصاعد وتيرة الصراع. وكثيراً ما استخدمت إسرائيل الأجواء اللبنانية منصة لضرب أهداف في سوريا وإيران، من دون أي رد فعل حقيقي من الدولة اللبنانية أو المجتمع الدولي.
في المقابل، باتت إيران وعبر أدواتها لا تتردد في استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق المسيرات والصواريخ، وهو ما يرسخ صورة لبنان كأرض مستباحة، لا تملك قرار الحرب ولا سلطة السلم.
هذه الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي لا تعني فقط تهديداً للأمن القومي، بل تسقط ما تبقى من هيبة الدولة اللبنانية. فحين تصبح الأجواء ممراً مفتوحاً للطائرات المسيرة والمقاتلات والصواريخ المتبادلة بين محورين خارجيين، يتحول لبنان إلى مجرد خط نار ضمن صراع إقليمي لا يملك فيه الشعب اللبناني سوى أن يدفع الثمن. وتكمن الخطورة في أن أي رد إسرائيلي على أهداف داخل لبنان لن يميز بين مواقع لـ"حزب الله" ومراكز البنية التحتية المدنية، مما يهدد بانفجار شامل داخل بلد غير مؤهل لتحمل هزة جديدة.
وكان الحزب أعلن إدانته للهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكداً تضامنه السياسي معها من دون أن يلوح بأي رد عسكري. كما دعا إلى رفض إقليمي واسع للهجوم، محملاً إسرائيل وأميركا مسؤولية التصعيد، وصرح مسؤول حزبي لوكالة "رويترز"، بأن الحزب "لن يبادر إلى مهاجمة إسرائيل رداً على ضربات إيران"، في ما عد مؤشراً إلى توجه "حزب الله" إلى عدم الانتظام المباشر في أي تصعيد عسكري في الوقت الراهن.
في الأجواء اللبنانية
في هذا الإطار، عبرت صواريخ ومسيرات إيرانية الأجواء اللبنانية وكانت متجهة لضرب إسرائيل، أمس، في إطار الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي ضمن عملية "الأسد الصاعد"، والاغتيالات التي طالت أراضيها، وشوهدت بالعين المجردة على كامل الأراضي اللبنانية تقريباً. ولم يصدر عن السلطات اللبنانية أي رد أو استنكار لانتهاك السيادة، كما لم تعلن أنها ستعترض تلك الصواريخ في حال انتهكت المجال الجوي اللبناني مستقبلاً أسوة ببعض الدول كالأردن الذي أعلن اعتراضه صواريخ ومسيرات دخلت أجواء المملكة، وشن طلعات جوية مكثفة لحماية المجال الجوي. كما أعلنت السلطات الأردنية إغلاق معبر جسر الملك حسين مع الضفة الغربية، في خطوة مماثلة لإغلاق الجانب الإسرائيلي للمعبر.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا السياق ذكر مصدران إسرائيليان لشبكة "سي أن أن" الأميركية، أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل على اعتراض الصواريخ الإيرانية، مساء الجمعة، وأن دولاً أخرى في المنطقة دعمت أيضاً الدفاعات الجوية الإسرائيلية بطريقة مماثلة لما فعلته في الهجمات الإيرانية السابقة على إسرائيل. وكانت كل من الأردن، والعراق ولاحقاً لبنان أعلنوا عن إغلاق المجال الجوية موقتاً، مساء أمس الجمعة، قبل أن تعلن تلك الدول عن إعادة فتحه صباح اليوم السبت.
لبنان ساحة مفتوحة
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمتلك لبنان القدرة التقنية على اعتراض الصواريخ الإيرانية، ولماذا لم يعلن عن اعتراضها؟
لبنان بطبيعة الحال لا يمتلك القدرة على اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تنتهك مجاله الجوي. وأيضاً قد لا يريد الدخول في مواجهة مع إيران أو "حزب الله". لكن هذا الأمر يكلف لبنان ثمناً كبيراً على مستوى صورته كدولة ذات سيادة، ويعرض شعبه لخطر التحول إلى ساحة حرب بالوكالة من دون قرار أو حماية.
في المقابل، فإن دولاً مثل الأردن اختارت أن تؤكد سيادتها وتدافع عن مجالها الجوي حتى لو كان الثمن توتراً دبلوماسياً مع طهران. أضف إلى ذلك أن لبنان من الناحية التقنية لا يملك المقدرة العسكرية ومنظومات الدفاع الجوية كـTHAAD أو Iron Dome القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية. فما يملكه من قدرات جوية محدود جداً، ويقتصر على طائرات "هوكر هنتر" قديمة وطائرات خفيفة لدوريات داخلية، وليس لديه سلاح دفاع صاروخي. ويرجع بعض المحللين الأمر إلى أن بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، امتنعت منذ أعوام عن تزويد لبنان بأنظمة دفاعية متطورة بسبب النفوذ السياسي والعسكري لـ"حزب الله" داخل الدولة اللبنانية. كما أن إسرائيل تعارض تسليح الجيش اللبناني بأية وسيلة قد تستخدم من قبل الحزب مستقبلاً.
وفي الواقع، فإن الأجواء اللبنانية مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي، مما يجعل أية منظومة دفاع جوي محتملة عرضة للتدمير المسبق. وكانت القبة الحديدية الإسرائيلية أطلقت صواريخ لاعتراض المسيرات الإيرانية التي مرت في أجواء الحدود اللبنانية الجنوبية باتجاه الداخل الإسرائيلي.
لا يمتلك مجاله الجوي
يشير العميد الركن المتقاعد رئيس الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى مارون خريش، لـ"اندبندنت عربية" إلى أن لبنان لا يستطيع اعتراض صواريخ ولا مسيرات تمر عبر أجوائه، لأنه لا يملك المنظومة الدفاعية الجوية لاعتراض الصواريخ والقذائف، فهو عملياً لا يمتلك مجاله الجوي، وإسرائيل تسيطر على أجوائه. كما أنه بلد مغلوب على أمره لأن قياداته تسرق الأموال بدلاً من أن تجهز الجيش اللبناني في الأقل ليمتلك قدرة مراقبة أجوائه والكشف عن أي خرق. وكان لبنان يمتلك 12 طائرة "ميراج" منذ أيام مجلس الدفاع العربي المشترك (1950) قامت الدول العربية بشرائها من فرنسا وسلمتها للبنان، وكانت تلك الطائرات أهم بكثير من الطائرات التي تمتلكها إسرائيل حينها، بحيث لم تكن تملك الجرأة لخرق الأجواء اللبنانية".
وحول ما يشاع من أن ثمة "فيتو" على تسليح الجيش اللبناني، يقول العميد خريش، إنه "لا يوجد مثل هذا الأمر على الإطلاق، ولو كان لبنان دولة غنية لاستطاع أن يتسلح كباقي الدول المجاورة، كذلك فإن السياسة اللبنانية لا توحي بالثقة للمجتمع الدولي وغير واضحة، وهي من تدفع الدول للتخوف من تسليح الجيش كما يجب. وحتى هذه اللحظة فإن سياسة الحكومة متأرجحة، إذ لم تجتمع الحكومة لإصدار بيان يعبر عن موقفها من الحرب بين إسرائيل وإيران".
خطر على المدنيين
إن مرور صواريخ باليستية فوق الأراضي اللبنانية يتضمن خطر السقوط غير المقصود، سواء عبر خلل فني أو اعتراض إسرائيلي. وأي صاروخ يسقط بالخطأ في بيروت أو البقاع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية. كما أن عدم اعتراض الصواريخ قد يفسر دولياً على أن لبنان متواطئ أو أداة عبور للمحور الإيراني. وهذا ما قد يتسبب في ضغوط دبلوماسية أو حتى عقوبات مستقبلية، خصوصاً إذا ثبت أن "حزب الله" سهل أو نسق هذا العبور.
يشير العميد مارون خريش في هذا المجال إلى أن "بعض الصواريخ تسقط من تلقاء نفسها، والخطر من سقوطها على مناطق مأهولة وارد جداً، وهنا تقع المسؤولية على الدولة اللبنانية لحماية مواطنيها بشتى الطرق، كما يفعل الأردن الذي يحمي أجواءه، ويستطيع لبنان أن يوكل المهمة للأردن الذي تربطه معه اتفاقية دفاعية لتولي مهمة إسقاط الصواريخ قبل أن تصل إلى الأجواء اللبنانية، وذلك عبر الطلب المباشر من قيادة الجيش اللبناني عدم السماح لأي من المسيرات وطائرات سلاح الجو والصواريخ أن يعبروا سماء الأردن ويصلوا إلى الأجواء اللبنانية".
موقف سياسي متردد
وصحيح أن الدولة اللبنانية تحاول النأي بنفسها عن المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، لكن أي تدخل عسكري مباشر ضد إيران قد يفسر كاصطفاف ضد محور إقليمي يضم "حزب الله"، مما قد يؤدي إلى صدام داخلي. أضف إلى ذلك غياب القرار السيادي الموحد في لبنان، ففي حين أن الأردن مثلاً يملك دولة ومؤسسات قادرة على اتخاذ قرار دفاع استباقي، فإن القرار الدفاعي في لبنان مفكك بين الدولة الرسمية و"دولة حزب الله". من هنا لا يمكن للجيش اللبناني التحرك إلا بموافقة ضمنية من القوى السياسية الكبرى، التي قد تخشى استفزاز "حزب الله" أو إيران.
في هذا الإطار يقول العميد خريش، إنه على المسؤولين اللبنانيين حزم أمرهم، وتوضيح أن هكذا قرارات هي قرارات سيادية، وأن لبنان لن يدخل في حرب بين إيران وإسرائيل من أجل حليف "حزب الله" أي النظام الإيراني، الذي لا يفرض على الدولة اللبنانية الالتزام بالتحالف، لأنه عقد اتفاقاً مع الحزب وليس الدولة، بالتالي لا يمكن أن يدخل لبنان ضمن هذا التحالف بحيث يصبح طرفاً في الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وأن يصبح عدواً لأعداء الحزب وإيران.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ترأس صباح اليوم اجتماعاً أمنياً وعسكرياً خصص لمتابعة التطورات الراهنة، بحضور وزراء الدفاع، والداخلية، والأشغال العامة والنقل، وقائد الجيش، والمديرين العامين لقوى الأمن الداخلي، والأمن العام، وأمن الدولة ونائبه، ومدير الاستخبارات في الجيش، ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ورئيس مكتب شؤون المعلومات في الأمن العام، والمستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية.
وتم خلال الاجتماع عرض الأوضاع في ضوء التطورات الأمنية التي نتجت من المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، والإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات هذه المواجهات على الصعيد الأمني، وكذلك ما يتصل بحركة الملاحة الجوية عبر مطار "رفيق الحريري" الدولي. وشدد الرئيس عون على أهمية الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لا سيما لجهة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد. وتقرر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
من هو محمد الغماري الذي حاولت إسرائيل اغتياله في اليمن؟
أعاد حديث الإعلام الإسرائيلي عن محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان لدى الحوثيين، اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، إلى الواجهة الجدل حول هذا المسؤول الذي وصفته إسرائيل بـ"الشخصية الرفيعة". ونقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مسؤول حكومي قوله إن "العملية في اليمن، إن تكللت بالنجاح، فستكون ذات أهمية بالغة". من جهته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن العملية استهدفت رئيس أركان قوات الحوثيين محمد الغماري. وقالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي تمكن، عبر غارة جوية، من اغتيال الغماري، بينما لم يصدر عن جماعة الحوثي أي تعليق حتى اللحظة. في هذا السياق، أكدت مصادر يمنية محلية أن جماعة الحوثي فرضت طوقاً أمنياً في منطقة حدة بصنعاء وأغلقت طرقاً رئيسية قرب مكان الهجوم الإسرائيلي. ويُعد الغماري إحدى الشخصيات العسكرية المحورية في صفوف للحوثيين، وبرز اسمه منذ أحداث محافظة صعدة عام 2013 وسقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014 حيث كان أحد المشاركين في هذه الأحداث. الشخصية العسكرية الثانية لدى الحوثيين يُعد محمد عبدالكريم الغماري أحد أعلى القادة العسكريين داخل جماعة الحوثي، وقد تم تدريبه على يد حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ولفت الغماري الأنظار مع الأعمال العسكرية التي أسندت إليه، خاصةً بعد توليه منصب رئيس هيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وهو ما جعله الشخصية العسكرية الثانية في صفوف الحوثيين. كما يُعد أحد المسؤولين عن إطلاق المسيرات والصواريخ باتجاه الدول المجاورة لليمن، وهو ما دفع تحالف دعم الشرعية في اليمن لوضعه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 على قائمة المطلوبين الحوثيين. تدرج في صفوف الحوثيين نشأ الغماري، وفق مصادر إعلامية، في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرج في سلم القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين الذين وقفوا إلى جانب عبدالملك الحوثي في الحرب الثانية والثالثة، عندما كان هارباً ومتخفياً في منطقة نقعه بصعدة مع بداية توليه زعامة الجماعة. وعمل الغماري سابقاً مشرفاً حوثياً في حجة، وقيادياً ميدانياً في الحديدة، وتولى أيضاً منصب المسؤول الأمني في صنعاء. تدريب عسكري في لبنان وإيران يعتبر الغماري من القيادات العقائدية في حركة الحوثيين، حيث درس في "معهد حسين بدر الدين الحوثي" عام 2003. وأفادت معلومات أن الغماري سافر عام 2012 إلى لبنان، حيث تلقى في الضاحية الجنوبية في بيروت عدة دورات عقائدية وعسكرية على يد حزب الله. كما حصل الغماري على تدريبات عسكرية في إيران على بناء منظومات الصواريخ الباليستية. عقوبات أميركية وأممية اليمن اليمن والحوثي بهجوم في صنعاء.. الجيش الإسرائيلي يحاول اغتيال رئيس أركان الحوثيين وفي مايو (أيار) 2021 صنفت الولايات المتحدة الغماري على أنه "تهديد للاستقرار والسلام" وفرضت عقوبات عليه. كما أُدرج اسمه على قائمة العقوبات الأممية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 "لتهديده السلم والاستقرار في اليمن". وتتهمه الأمم المتحدة بـ"الضلوع في الحملات العسكرية الحوثية التي تهدِّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن". وقالت إنه اضطلع، بصفته رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الحوثيين، بالدور الرئيسي في "تنسيق الجهود العسكرية للحوثيين التي تهدِّد بشكل مباشر السلم والأمن والاستقرار في اليمن، كما أكدت تورطه بالهجمات عبر الحدود. الهجمات البحرية منذ 2023 وأخيراً يعد الغماري أحد المسؤولين عن شن الهجمات التي تستهدف السفن التجارية والأراضي الإسرائيلية منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، وهو ما جعله مطلوباً ضمن قائمة من الشخصيات الحوثية المستهدفة من قبل إسرائيل.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
بوتين مستعد لمفاوضات جديدة وزيلينسكي ينتقد نهج واشنطن التصالحي
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي دونالد ترمب استعداده لإجراء مفاوضات جديدة بين موسكو وكييف، وذلك في اتصال جرى بينهما أمس السبت في يوم أخذ فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على واشنطن نهجها "التصالحي جداً" حيال روسيا. وبحث بوتين وترمب خلال الاتصال الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران، وفق ما أعلن الكرملين. إلا أن الرئاسة الروسية أشارت في بيان إلى أن بوتين أطلع ترمب كذلك على "تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول في الثاني من يونيو (حزيران)". وقال بوتين لترمب إن روسيا مستعدة لمواصلة التفاوض مع أوكرانيا بعد 22 يونيو، في حين "أكد ترمب مجدداً اهتمامه بحل سريع للنزاع الروسي- الأوكراني"، وفق الكرملين. وكان هذا الاتصال الخامس بين الرئيسين في خضم جهود تبذل لإعادة ضبط العلاقات منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، واعتماده حيال موسكو مقاربة تختلف جذرياً عن تلك التي اتبعها سلفه جو بايدن. وقال الكرملين إن الزعيمين أعربا خلال المكالمة التي ناقشا خلالها أيضاً النزاع بين إيران وإسرائيل، "عن رضاهما للعلاقة الشخصية" التي تجمعهما. وأضاف أن الرئيسين "يتواصلان بطريقة عملية ويسعيان إلى إيجاد حلول للقضايا الملحة على الأجندة الثنائية والدولية، بغض النظر عن مدى تعقيد هذه القضايا". أما ترمب فقد كشف على موقع "تروث سوشال" أن بوتين اتصل "ليهنئني بعيد ميلادي" الـ79، لكن "الأكثر أهمية" كان مناقشة الأزمة الإيرانية الإسرائيلية. وقال ترمب في إشارة إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا "إنه يشعر مثلي، بأن هذه الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي، وقد أوضحت له أن حربه أيضاً يجب أن تنتهي". وفي ما يتعلق باحتمال عقد جولة جديدة من المباحثات مع أوكرانيا، اكتفى زيلينسكي إلى الآن بأن المسألة سيتم بحثها "متى أنجزت النقاشات" في شأنها. ولم تفض الجولتان السابقتان من التفاوض سوى إلى تبادل الجانبين لأسرى وجثامين الجنود القتلى، من دون أن تفلح في إبرام هدنة ولو موقتة. زيلينسكي يجدد رفضه لمطالب روسيا كرر زيلينسكي في مؤتمر صحافي السبت رفضه المطالب التي جددتها روسيا خلال التفاوض، خصوصاً التخلي عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها، والتخلي عن مسعى الانضمام لحلف شمال الأطلسي. وقال زيلينسكي إن ما تطلبه روسيا هو "إنذار تمت صياغته بطريقة متعمدة لكي لا تكون أوكرانيا قادرة على قبوله. وأتى ذلك في يوم أعرب زيلينسكي عن أمله ألا يؤدي النزاع الراهن في الشرق الأوسط إلى تراجع في المساعدات الغربية لبلاده مبديا أسفه لـ"تباطؤ" الدعم الأوروبي لكييف. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتعول أوكرانيا التي تواجه منذ أكثر من ثلاث سنوات غزوا روسيا أوقع عشرات آلاف القتلى، بشكل واسع على الدعم الغربي ولا سيما الأميركي في مجهودها الحربي. إلا أن استمرار الدعم الأميركي خصوصاً مهدد باحتمال توقف الولايات المتحدة عن الانخراط في النزاع بسبب عدم تحقيق تقدم نحو إنهاء هذا النزاع وهو من أهداف ترمب منذ عودته إلى الرئاسة. ورأى زيلينسكي أيضاً خلال مؤتمر صحافي عقده الجمعة لكن بث السبت أن المساعدة الأوروبية إلى أوكرانيا "تباطأت" من دون الدعم الأميركي. وأكد أن "تحالف الراغبين يتباطأ، وقد أظهر هذا الوضع أن أوروبا لم تقرر بعد بنفسها ما إذا كانت ستدعم أوكرانيا بشكل كامل من دون الولايات المتحدة". وأضاف "عندما انضموا (الأوروبيون) بزخم إلى تحالف الراغبين، اكتشفوا عدم وجود هذا الزخم لدى الولايات المتحدة"، معتبراً أن "شكوكا بدأت تظهر" بين حلفاء أوكرانيا الأوروبيين. إلى "تغيير لهجتها" تجاه روسيا أوكرانيا تدعو واشنطن إلى "تغيير لهجتها" تجاه روسيا في منشور على منصة إكس، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة السبت إلى "تغيير لهجتها" تجاه روسيا في وقت تأخذ فيه كييف على ترمب اتصالاته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وتردده في فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال زيلينسكي "في الوقت الحالي، تبدو نبرة الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا تصالحية للغاية. لنكن صادقين: هذا لن يوقف بوتين. ما نحتاج إليه هو تغيير اللهجة". وعلى رغم المواجهات على الأرض، أجرت أوكرانيا وروسيا السبت رابع عملية تبادل لأسرى حرب خلال الأسبوع الجاري في إطار اتفاقات أبرمت خلال مباحثات إسطنبول مطلع يونيو. وعلى غرار عمليات التبادل السابقة لم يكشف عن عدد الأسرى المعنيين. وأظهرت صور نشرها زيلينسكي عبر تيليغرام رجالا بأعمار مختلفة حليقي الرأس بغالبيتهم، يلبسون الزي العسكري وقد لفوا أجسادهم بالعلم الأوكراني. والبعض منهم بدا مصاباً فيما نزل آخرون من حافلات وعانقوا أشخاصاً كانوا بانتظارهم. وشوهد البعض وهم يتحدثون على الهاتف مبتسمين أحيانا. من جانبها، نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو يظهر رجالا يرتدون ملابس عسكرية حاملين أعلاما روسية وهم يصفقون ويهتفون "روسيا، روسيا" و"المجد لروسيا" وكان البعض يرفع قبضته في الهواء. وقالت كييف أنها استلمت 1200 جثة إضافية من روسيا قالت موسكو إنها عائدة لأوكرانيين. وسبق لأوكرانيا أن استملت 1212 جثة الأربعاء و1200 الجمعة. وجاءت عملية تبادل الأسرى في وقت رفضت روسيا مراراً دعوات لوقف إطلاق النار وكثفت هجومها إلى خط المواجهة، وخصوصاً في منطقة سومي (شمال شرق) حيث تسعى لإنشاء "منطقة عازلة" لحماية منطقة كورسك التي كانت تحتل أوكرانيا جزءاً منها. وأكد زيلينسكي إيقاف تقدم روسيا نحو سومي، مضيفاً أن قوات كييف تمكنت من استعادة قرية واحدة. وبحسب الرئيس الأوكراني تستعين روسيا بـ53 ألف جندي في عملية سومي. وبات الجيش الروسي على بعد 20 كيلومتراً من عاصمة منطقة سومي التي تحمل الاسم نفسه. وأعلن الجمعة سيطرته على بلدة فيها. والسبت أعلنت السيطرة على زيلين كوت في منطقة دونيتسك في شرق البلاد حيث تتركز المعارك.

صحيفة عاجل
منذ 5 ساعات
- صحيفة عاجل
بالفيديو.. إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ برؤوس حربية باتجاه إسرائيل
أعلنت وسائل إعلام إيرانية مساء السبت عن إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل، تضم نحو 100 رأس حربي، ضمن هجوم مشترك بالصواريخ والطائرات المسيّرة، في خطوة أثارت حالة تأهب قصوى داخل إسرائيل. وفي رد مباشر، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ تنفيذ ضربات جوية في العاصمة الإيرانية طهران، بينما يعمل على اعتراض الصواريخ الإيرانية المنطلقة نحو مدنه. وأضاف في بيان رسمي: "يُطلب من المواطنين دخول المناطق المحمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر". وتزامن ذلك مع تقارير أولية، أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، تفيد بسقوط صواريخ على مدينتي حيفا وطمرة، وسط إطلاق صفارات الإنذار في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك تل أبيب ونابلس والقدس. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر الصواريخ وهي تحلق في سماء مناطق عدة من إسرائيل، وسط أصوات انفجارات وتحليق مكثف للطائرات. في غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان أنهم رصدوا صواريخ فوق مدينة القدس، وأكدوا سماع دوي صفارات الإنذار في مدينة حيفا. التلفزيون الإيراني أكد أن الهجوم على إسرائيل يتم باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، دون أن يوضح حجم الخسائر أو الأهداف التي تم استهدافها بدقة. NOW: HAIFA: Haifa and Tel Aviv under missile fire from the Islamic Republic of Iran 🚨🇮🇷🇮🇱 #BREAKING NEWS: Iranian Media: "Tonight, the world will witness the end of Israel's arrogance."! #ww3 #israel #gaza #islam #armagedon — HELLAS XG (@hellasxg) June 14, 2025 #شاهد | صواريخ إيران في سماء مدينة نابلس في طريقها لأهدافها — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 14, 2025