logo
المطار والتحويلات والسياحة... كيف تتأثّر برفع العقوبات؟

المطار والتحويلات والسياحة... كيف تتأثّر برفع العقوبات؟

MTV١٦-٠٥-٢٠٢٥

تصدّر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا المشهد، معلناً بداية مرحلة جديدة في دمشق، ستنعكس حكماً على لبنان وستكون لها تداعياتها على أكثر من صعيد.
سيتأثّر لبنان إيجاباً بالقرار الأميركي، بعدما أرخت العقوبات، وكان آخرها قانون قيصر، بثقلها على شتّى المجالات. والانفتاح العالمي سيعيد ربط لبنان بخط أنابيب النفط مع العراق، كما خط "الفايبر أوبتيك"، إضافة إلى تسهيل استجرار الغاز الأردني، وإعادة تفعيل خطوط الترانزيت مع دول الخليج، ما يعزّز حركة الاستيراد والتصدير وينعكس بشكل كبير على القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية.
تحضر بعض الهواجس اللبنانية من آثار سلبية وإن كانت محدودة، ويمكن أن تكون أكبر إذا لم يواكب لبنان المرحلة الجديدة بخطوات أكثر حزماً نحو تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ومحاربة الفساد. والأهم بسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها وحصر السلاح فقط بيد الدولة كمدخل أساسي لإستعادة الثقة الدولية.
"ميزان الإيجابيات أكبر بكثير من ميزان السلبيات"، يقول عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور أنيس أبو دياب في حديث لموقع mtv، فالآثار السلبية قليلة جداً، لا بل بالعكس فلبنان كان متضرراً بشكل كبير من وضع العقوبات، خصوصاً في ظل عدم السماح بالتعامل بالدولار في السوق الرسمية في سوريا، ما أدى الى ضغط كبير على لبنان. وأما اليوم فكل هذه الآثار ستزول.
لكن لا بد من الإضاءة على بعض الآثار السلبية، ويشير أبو دياب إلى أن "النقطة التي من الممكن أن تشكل تراجعاً كبيراً للبنان هي المطار، لأن حركة السفر من وإلى سوريا كانت تمرّ عبر مطار بيروت، ما أمّن حركة دائمة في السنوات الماضية بالرغم من تراجع حركة السفر إلى دول الخليج. لكن هذا الأثر يمكن أن تعوّضه عودة الحركة السياحية من الدول العربية".
ويضيف أبو دياب: "النقطة الثانية التي يمكن أن تترك أثراً سلبياً، على المدى البعيد، هي ازدهار السياحة في سوريا إذا استتبّ الوضع الأمني فيها وتحديد النظام السياسي المستقبلي"، مستطرداً "سوريا غنية بالمناطق الأثرية كما تتميّز بشاطئ ممتد على البحر المتوسط ومن الممكن أن تنافس لبنان. لكن هذا الهاجس يمكن أن يعالَج بالتكامل ما بين الشركات السياحية، وتسهيل التأشيرات بين لبنان وسوريا للسيّاح".
ولكن ماذا عن حركة المرافئ؟ يجيب أبو دياب: "لا أخاف على مرفأي بيروت وطرابلس، لا بل أعتقد أن عملية إعادة الإعمار في سوريا ستنشّط مرفأ بيروت الأقرب إلى دمشق من مرافئ طرطوس واللاذقية وبانياس. وبالتالي سيزدهر أكثر، خصوصاً اذا نُظّمت عملية ترانزيت سليمة بين لبنان وسوريا". ويضيف "مرفأ طرابلس سيزدهر أيضاً، لأن خطوط الإمداد إلى مرفأي طرطوس وبانياس لا تزال محدودة عالمياً بسبب النظام السوري السابق. وإعادة انتظام الخطوط والربط مع المرافئ العالمية سيحتاج الى وقت، ويمكن للبنان أن يستفيد أكثر خلال هذه المرحلة".
أما مالياً، فيلفت أبو دياب إلى أن "التحويلات المالية التي كانت تحصل عبر لبنان ربما ستتحوّل إلى سوريا"، موضحاً أنه "لا يوجد حتى الآن نظام مالي في سوريا قادر على استيعاب هذه التحويلات في المدى القصير، وبالتالي ستستمر في المدى القريب عبر لبنان ومن الممكن أن يستفيد النظام المالي في لبنان من الانفتاح السوري عندما ينتظم بشكل أكبر، لأن لدينا بنية تحتية مصرفية موجودة في سوريا منذ العام ٢٠٠٣، من خلال ٦ مصارف لديها فروعها في سوريا وممكن الاستفادة منها بشكل أسرع".
إذاً، النقاط الإيجابية أكبر بكثير من النقاط السلبية بالنسبة الى الإقتصاد اللبناني، لكن لا بد من الاستنفار لمواكبة المرحلة وحجز مكان للبنان فيها، كي لا يسبقنا القطار الإقليمي السريع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!
لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!

ليبانون 24

timeمنذ 27 دقائق

  • ليبانون 24

لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!

يتجه الدولار، اليوم الجمعة، لتسجيل أول انخفاض أسبوعي له منذ خمسة أسابيع، مدفوعًا بمخاوف متزايدة بشأن أوضاع الدين العام في الولايات المتحدة. فقد تحوّل تركيز المستثمرين من المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية إلى القلق من الوضع المالي الأميركي، خصوصًا بعد قيام وكالة "موديز" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وإقرار مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، يوم أمس الخميس، مشروع قانون ضخم يشمل تغييرات في الضرائب والإنفاق. ويأتي هذا التراجع في ظل بلوغ الدين الأميركي مستوى قياسيًا يقدّر بـ36 تريليون دولار، بالتوازي مع خطط للرئيس السابق دونالد ترامب تتضمن خفض الضرائب والميزانيات الفيدرالية، مقابل زيادة الإنفاق العسكري والتمويل المخصص للحدود، وهو ما ساهم في تقلبات حادة في عائدات السندات طويلة الأجل، التي تؤثر مباشرة على كلفة الاقتراض. وسجّل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عامًا انخفاضًا بنحو 4 نقاط أساس، لكنه بقي أعلى بقليل من 5%، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى له خلال 19 شهرًا. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، فقد تراجع بنسبة 0.58% إلى 99.38 نقطة بحلول الساعة 14:01 بتوقيت موسكو ، ويتجه نحو خسائر أسبوعية تُقدّر بـ1.75%.

إدارة ترامب تمنع "هارفارد" من تسجيل الطلاب الأجانب
إدارة ترامب تمنع "هارفارد" من تسجيل الطلاب الأجانب

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

إدارة ترامب تمنع "هارفارد" من تسجيل الطلاب الأجانب

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنها أبطلت حق جامعة "هارفارد" في تسجيل الطلاب الأجانب في خضم نزاع متفاقم بين سيد البيت الأبيض والصرح التعليمي المرموق. وجاء في رسالة وجهتها وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إلى رابطة "آيفي ليغ" التي تضم 8 من أشهر جامعات البلاد: "بمفعول فوري، تم إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب بجامعة هارفارد"، في إشارة إلى النظام الرئيسي الذي يسمح بموجبه للطلاب الأجانب بالدراسة في الولايات المتحدة، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس". وكتبت: "كما شرحت لكم في رسالتي في نيسان/أبريل، فإن تسجيل الطلاب الأجانب هو امتياز". كما شددت على "وجوب أن تمتثل كل الجامعات لمتطلبات وزارة الأمن الداخلي، بما فيها متطلبات الإبلاغ بموجب أنظمة برنامج الطلاب والزائرين، للاحتفاظ بهذا الامتياز". وأردفت أنه "نتيجة لرفضكم الامتثال لطلبات متعددة لتزويد وزارة الأمن الداخلي بمعلومات ذات صلة، وإبقائكم على بيئة غير آمنة في الحرم الجامعي معادية للطلاب اليهود، وتشجع توجهات مؤيدة لحماس، وتطبق سياسات التنوع والمساواة والإدماج العنصرية، فقدتم هذا الامتياز". يشار إلى أن ترامب مستاء من الجامعة التي تخرج منها 162 فائزاً بجوائز "نوبل"، لرفضها طلب إدارته إخضاع عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف، على خلفية اتهامه إياها بأنها "مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية" ومنخرطة في "أيديولوجيا اليقظة (Woke)" التي لا ينفك يوجه إليها انتقادات حادة. كما هدد، الشهر الماضي، بمنع الجامعة من تسجيل الطلاب الأجانب إذا لم توافق على طلب الإدارة الخضوع لإشراف سياسي. وهدد ترامب منذ حملته الانتخابية الأخيرة بتفكيك الجامعات الأميركية بوصفها مقراً للأفكار المتقدمة. وتصب ادعاءات ترامب بشأن التنوع في سياق مآخذ قديمة يعبر عنها المحافظون والمتشددون معتبرين أن الجامعات الأميركية مسرفة في الليبرالية وتستبعد الأصوات اليمينية وتعطي الأفضلية للأقليات، وتعهد ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية بـ"تفكيك" الجامعات التي تنشر ما يسميه "فيروس اليقظة".

علويون سوريون يهربون من العنف الطائفي إلى مقابر لبنان
علويون سوريون يهربون من العنف الطائفي إلى مقابر لبنان

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

علويون سوريون يهربون من العنف الطائفي إلى مقابر لبنان

خلف مسجد غير مكتمل البناء في بلدة الحيصة بشمال لبنان، يعيش الأحياء وسط الأموات... في القبور. وبجوار أكوام القمامة وتحت ظل الأشجار العالية، يبحث رجال ونساء وأطفال من الأقلية العلوية السورية عن مأوى وسط القبور المحيطة بالمسجد، ويحمدون الله لأنهم استطاعوا الفرار من العنف الطائفي في بلدهم، لكنهم يشعرون بالخوف من المستقبل. وقال رجل بعينين غائرتين: "كل واحد عنده قصة رعب وصلتو لهون". وروى آخرون يقيمون في المسجد قصة أم قتلها مسلحون مجهولون أمام أطفالها بعدما عبروا الحدود، حسبما نقلت وكالة "رويترز". وطلب كل اللاجئين الذين تحدثوا إلى "رويترز" عدم نشر أسمائهم خوفاً من الانتقام، فيما لجأ نحو 600 شخص إلى المسجد حيث ينام مئات، بينهم رضيع عمره يوم واحد، في الساحة الرئيسية. وفي الطابق الثاني غير المكتمل من المسجد تفصل ملاءات بلاستيكية منصوبة على عوارض خشبية بين العائلات المتضررة. وينام أشخاص على السطح، فيما نصبت عائلة خيمة تحت الدرج، وأقامت أسرة أخرى بجوار قبر أحد الأولياء. وينام البعض فوق القبور في المدافن المحيطة وآخرون تحت الأشجار وليس بحوزتهم سوى بطانيات خفيفة للتدفئة. كل هؤلاء ليسوا إلا مجموعة من عشرات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من سوريا منذ آذار/مارس الماضي عندما شهدت البلاد أسوأ إراقة دماء منذ أطاحت المعارضة برئيس النظام السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان أن نحو 40 ألف شخص فروا من سوريا إلى شمال لبنان منذ ذلك الحين، في حين يتعرض تمويل العمل الإنساني لضغوط شديدة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية وتفكيك "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" في وقت سابق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store