logo
الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري

الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري

بلاديمنذ 16 ساعات

الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري
عبدالقادر كتــرة
في سياق التوتر المتصاعد بين فرنسا والجزائر، كان الرئيس 'إيمانويل ماكرون' يعتزم، الاثنين 19 مايو 2025، لقاءَ الشيخ شمس الدين حفيظ الجزائري، رئيس المسجد الكبير في باريس والمقرَّب من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
الزيارة أُلغيت بعد نصائح مُتكررة من مستشارين رسميين وغير رسميين بعدم التوجّه إلى هذا المكان الديني، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الدبلوماسية مع نظام تبون. الزيارة كانت تهدف الزيارة – وفق مصادر حصرية حسب مقال الجريدة الفرنسية ليوم الاحد 'جدد'(JDD le journal du dimanche)– إلى طمأنة الجالية الجزائرية والمُجتمع الفرنسي-الجزائري، ومنع ترك ملفّيْ 'الإسلام' و'الجزائر' حصريًا بيد وزير الداخلية برونو ريتاييو، الذي قد يُعزِّز نفوذه بفوزٍ محتمل برئاسة حزب 'الجمهوريون'.
كما تأتي الزيارة قبل مناقشة تقرير سريّ في مجلس الدفاع الفرنسي عن استراتيجية الاختراق الإسلامي (خاصةً الإخواني) لـ'غزو العقول والقلوب' في فرنسا.
لكنّ الإلغاء، حسب نفس الجريدة الفرنسية التي نشرت الخبر، يكشف ارتباك القصر الرئاسي حيث الرئيس ماكرون – بحسب مصادر – 'لا يعرف كيف يتعامل' مع الملفّين الشائكين (العلاقات مع الجزائر والإسلام السياسي)، ما يفرض عليه موازنةً دقيقة بين حماية المبادئ الجمهورية والحفاظ على التحالفات، خاصةً مع دول تُتهم بتمويل الإسلاموية، دون تفجير العلاقات مع الجزائر التي تتهمها فرنسا بتنفيذ عمليات استخباراتية غير قانونية ('بربوزريات') على أراضيها .'
وتشهد العلاقات الفرنسية-الجزائرية أزمة غير مسبوقة منذ 2021، مع اتهامات متبادلة بالتدخل في الشؤون الداخلية. فمن ناحية، تتهم فرنسا الجزائر بتنفيذ عمليات استخباراتية ('بربوزريات') ضد معارضي نظام تبون في فرنسا، مثل اختطاف الناشط 'أمير دز' عام 2024 .
ومن ناحية أخرى، ترفض الجزائر انتقادات فرنسا حول حقوق الإنسان وتُقلّص استخدام اللغة الفرنسية في مؤسساتها .
ويُعتبر إلغاء زيارة ماكرون للمسجد الكبير – الذي يُدار بشخصيات مقرَّبة من تبون – رسالةً تفيد بأن باريس لا ترغب في إضفاء شرعية على النظام الجزائري عبر التواصل الديني .
كما يُشكّل التقرير السري حول 'الاختراق الإسلامي' في فرنسا، استنادا إلى نفس المصدر، محورًا خفيًّا للأزمة.
فالحكومة الفرنسية تُحذّر من نشاط جماعات إسلامية (كالإخوان المسلمين) لاستغلال المساجد والجمعيات لنشر أيديولوجيتها، وهو ما يُفاقم مخاوف باريس من تحوُّل المسجد الكبير – الذي يُديره حفيظ – إلى منصة لنفوذ الجزائر .
كما تتهم فرنسا الجزائر، رغم معاداتها التاريخية للإسلام السياسي داخليًّا، بدعم جماعات إسلامية في أفريقيا كجزء من صراع النفوذ الإقليمي مع المغرب .
من جهة أخرى، يُظهر الإلغاء صراعًا على النفوذ داخل الإليزيه: فماكرون يسعى لاحتواء صعود وزير الداخلية برونو ريتاييو (المحافظ) الذي يُهيمن على ملفَي الأمن والإسلام، بينما يُحاول الرئيس الحفاظ على صورة 'الوسطية' دون استفزاز اليمين .
كما تعكس الأزمة أيضًا في ارتباك فرنسا تجاه سياسة 'الخط الرفيع': كيف تُدين 'بربوزريات' تبون دون قطع الحوار مع دولةٍ تعتبر شريكًا في مكافحة الإرهاب وشريكًا اقتصاديًّا (خاصةً في الغاز) .
قد تؤدي الأزمة إلى مزيد من التباعد، خاصةً مع استمرار الجزائر في سياسات استفزازية مثل دعم الحركات المناهضة لفرنسا في الساحل الأفريقي، أو التضييق على الناشطين الجزائريين في فرنسا .
ومن المرجح أن تبقى العلاقات في حالة 'جمود مُتفجّر'، حيث لا تُريد فرنسا خسارة نفوذها في شمال أفريقيا، ولا تستطيع الجزائر – الغارقة في أزمات اقتصادية – تحمّل عواقب قطيعة كاملة
مع باريس .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري
الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري

بلادي

timeمنذ 16 ساعات

  • بلادي

الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري

الرئيس الفرنسي يُلغي زيارةً إلى المسجد الكبير في باريس ويتجاوز دعوة رئيسه الجزائري عبدالقادر كتــرة في سياق التوتر المتصاعد بين فرنسا والجزائر، كان الرئيس 'إيمانويل ماكرون' يعتزم، الاثنين 19 مايو 2025، لقاءَ الشيخ شمس الدين حفيظ الجزائري، رئيس المسجد الكبير في باريس والمقرَّب من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. الزيارة أُلغيت بعد نصائح مُتكررة من مستشارين رسميين وغير رسميين بعدم التوجّه إلى هذا المكان الديني، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الدبلوماسية مع نظام تبون. الزيارة كانت تهدف الزيارة – وفق مصادر حصرية حسب مقال الجريدة الفرنسية ليوم الاحد 'جدد'(JDD le journal du dimanche)– إلى طمأنة الجالية الجزائرية والمُجتمع الفرنسي-الجزائري، ومنع ترك ملفّيْ 'الإسلام' و'الجزائر' حصريًا بيد وزير الداخلية برونو ريتاييو، الذي قد يُعزِّز نفوذه بفوزٍ محتمل برئاسة حزب 'الجمهوريون'. كما تأتي الزيارة قبل مناقشة تقرير سريّ في مجلس الدفاع الفرنسي عن استراتيجية الاختراق الإسلامي (خاصةً الإخواني) لـ'غزو العقول والقلوب' في فرنسا. لكنّ الإلغاء، حسب نفس الجريدة الفرنسية التي نشرت الخبر، يكشف ارتباك القصر الرئاسي حيث الرئيس ماكرون – بحسب مصادر – 'لا يعرف كيف يتعامل' مع الملفّين الشائكين (العلاقات مع الجزائر والإسلام السياسي)، ما يفرض عليه موازنةً دقيقة بين حماية المبادئ الجمهورية والحفاظ على التحالفات، خاصةً مع دول تُتهم بتمويل الإسلاموية، دون تفجير العلاقات مع الجزائر التي تتهمها فرنسا بتنفيذ عمليات استخباراتية غير قانونية ('بربوزريات') على أراضيها .' وتشهد العلاقات الفرنسية-الجزائرية أزمة غير مسبوقة منذ 2021، مع اتهامات متبادلة بالتدخل في الشؤون الداخلية. فمن ناحية، تتهم فرنسا الجزائر بتنفيذ عمليات استخباراتية ('بربوزريات') ضد معارضي نظام تبون في فرنسا، مثل اختطاف الناشط 'أمير دز' عام 2024 . ومن ناحية أخرى، ترفض الجزائر انتقادات فرنسا حول حقوق الإنسان وتُقلّص استخدام اللغة الفرنسية في مؤسساتها . ويُعتبر إلغاء زيارة ماكرون للمسجد الكبير – الذي يُدار بشخصيات مقرَّبة من تبون – رسالةً تفيد بأن باريس لا ترغب في إضفاء شرعية على النظام الجزائري عبر التواصل الديني . كما يُشكّل التقرير السري حول 'الاختراق الإسلامي' في فرنسا، استنادا إلى نفس المصدر، محورًا خفيًّا للأزمة. فالحكومة الفرنسية تُحذّر من نشاط جماعات إسلامية (كالإخوان المسلمين) لاستغلال المساجد والجمعيات لنشر أيديولوجيتها، وهو ما يُفاقم مخاوف باريس من تحوُّل المسجد الكبير – الذي يُديره حفيظ – إلى منصة لنفوذ الجزائر . كما تتهم فرنسا الجزائر، رغم معاداتها التاريخية للإسلام السياسي داخليًّا، بدعم جماعات إسلامية في أفريقيا كجزء من صراع النفوذ الإقليمي مع المغرب . من جهة أخرى، يُظهر الإلغاء صراعًا على النفوذ داخل الإليزيه: فماكرون يسعى لاحتواء صعود وزير الداخلية برونو ريتاييو (المحافظ) الذي يُهيمن على ملفَي الأمن والإسلام، بينما يُحاول الرئيس الحفاظ على صورة 'الوسطية' دون استفزاز اليمين . كما تعكس الأزمة أيضًا في ارتباك فرنسا تجاه سياسة 'الخط الرفيع': كيف تُدين 'بربوزريات' تبون دون قطع الحوار مع دولةٍ تعتبر شريكًا في مكافحة الإرهاب وشريكًا اقتصاديًّا (خاصةً في الغاز) . قد تؤدي الأزمة إلى مزيد من التباعد، خاصةً مع استمرار الجزائر في سياسات استفزازية مثل دعم الحركات المناهضة لفرنسا في الساحل الأفريقي، أو التضييق على الناشطين الجزائريين في فرنسا . ومن المرجح أن تبقى العلاقات في حالة 'جمود مُتفجّر'، حيث لا تُريد فرنسا خسارة نفوذها في شمال أفريقيا، ولا تستطيع الجزائر – الغارقة في أزمات اقتصادية – تحمّل عواقب قطيعة كاملة مع باريس .

فرنسا والجزائر.. حرب الجواسيس: أكثر من 100 جاسوس لجهاز المخابرات الجزائري في فرنسا لملاحقة ومطاردة المعارضين لاغتيالهم
فرنسا والجزائر.. حرب الجواسيس: أكثر من 100 جاسوس لجهاز المخابرات الجزائري في فرنسا لملاحقة ومطاردة المعارضين لاغتيالهم

بلادي

timeمنذ 2 أيام

  • بلادي

فرنسا والجزائر.. حرب الجواسيس: أكثر من 100 جاسوس لجهاز المخابرات الجزائري في فرنسا لملاحقة ومطاردة المعارضين لاغتيالهم

فرنسا والجزائر.. حرب الجواسيس: أكثر من 100 جاسوس لجهاز المخابرات الجزائري في فرنسا لملاحقة ومطاردة المعارضين لاغتيالهم عبدالقادر كتــرة تشهد العلاقات الفرنسية-الجزائرية أزمة دبلوماسية مصحوبة بحرب سرية بين أجهزة المخابرات، وفق تحقيق أجرته مجلة 'لإكسبريس' الفرنسية. وتكشف التحقيقات عن تورط مخابرات جزائرية في عمليات ترهيب واعتداءات جسدية ضد معارضين جزائريين مقيمين في فرنسا، واستهداف شخصيات سياسية فرنسية، بل والتعاون مع شبكات إجرامية لتنفيذ مهامها. التحقيق الصحفي الجديد يُثقل النظام الجزائري بواسطة إحدى أهم الوسائل الإعلامية الفرنسية. فقد كشفت مجلة 'لإكسبريس' التي تعتبر أحد أبرز المجلات الأسبوعية الفرنسية المتخصصة في الشؤون الجارية في 29 أبريل الماضي عن تحقيقٍ يحتوي على العديد من الكشوفات الخطيرة حول ممارسات 'الجواسيس' الذين ترسلهم السلطات الجزائرية إلى الأراضي الفرنسية لـ'ملاحقة' و'تحييد' المعارضين المنفيين والمحكوم عليهم بأحكام قاسية تعسفية في الجزائر. وأوضح التقرير أن 'منذ حراك 2019-2021، وهو الحراك الشعبي المؤيد للديمقراطية، أصبحت النخبة الحاكمة في الجزائر تركّز بشكل أساسي على مطاردة المعارضين. فمنذ الحراك، لوحظ تغيير في حجم ومهام عملاء المخابرات الجزائرية في فرنسا، حيث تم تعيين أفراد متخصصين في مكافحة المعارضة'، وفقًا لتصريح مسؤول أمني فرنسي. وأضاف: 'هذه ممارسة كلاسيكية للأنظمة الديكتاتورية، لكن الجزائر تتجاوز ذلك إلى حد تنفيذ اعتداءات جسدية على الأراضي الفرنسية'. واستندت المجلة إلى 'مصدرين مقربين من الملف' أكدا أن المخابرات الداخلية الفرنسية (DGSI) تشتبه في تورط النظام الجزائري في التخطيط لثلاث اعتداءات حديثة على معارضين، جميعهم محكوم عليهم في الجزائر ولجأوا إلى فرنسا كلاجئين سياسيين، ومن بينهم مدير موقع 'الجزائر بارت'، عبدو سمار. كما كشف التقرير أن 'مصدرًا أمنيًا قدّر عدد الجواسيس الجزائريين غير المُعلَنين في فرنسا بحوالي ثلاثين فردًا، وإذا أُضيف الموظفون الدبلوماسيون العاملون تحت غطاء، فإن العدد يتجاوز المائة'. ووفق مصادر أمنية فرنسية، يُقدّر عدد العملاء الجزائريين غير المُعلنين في فرنسا بنحو 30 فرداً، بينما يرتفع العدد إلى أكثر من 100 عند إضافة الموظفين الدبلوماسيين العاملين 'تحت غطاء'. وتؤكد مصادر قريبة من التحقيق أن الـDGSI (المخابرات الداخلية الفرنسية) تشتبه في تورط النظام الجزائري في ثلاث حالات اعتداء حديثة على معارضين لجأوا إلى فرنسا بعد إدانتهم في محاكمات توصف بـ'السياسية'. وتُظهر التحقيقات تطوراً خطيراً في أداء المخابرات الجزائرية في الخارج، حيث انتقلت من مراقبة المعارضين إلى تنفيذ اعتداءات جسدية، وهو ما يُعتبر خرقاً صارخاً للقانون الدولي والسيادة الفرنسية. كما أن استخدام شبكات إجرامية (وفق التقرير) يُشير إلى 'خصخصة' الأنشطة الاستخباراتية، مما يُعقّد جهود مواجهتها. ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع التوترات الدبلوماسية بين البلدين حول قضايا مثل الذاكرة الاستعمارية وحقوق الإنسان، وكذلك تقارير عن دعم جزائري محتمل لحركات معادية لفرنسا في منطقة الساحل. ولم تُعلق الحكومة الفرنسية رسمياً، لكن تسريب التحقيق لوسائل إعلام يُشير إلى رغبة في كشف الضغط على الجزائر دون تصعيد علني. كما يُلاحظ أن الـDGSI بدأت مراجعة إجراءاتها الأمنية بعد اكتشافها 'أخطاء داخلية' في تعقب الجواسيس. هذه الفضائح قد تؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات الثنائية، خاصة مع تصاعد الخطاب القومي في الجزائر، كما تُثير التساؤلات حول قدرة فرنسا على حماية اللاجئين السياسيين على أراضيها، وسط انتقادات من منظمات حقوقية.

الجزائر تركع خوفا من القادم: بعد فشل محاولات عديدة، الرئيس الجزائري 'تبون' يتسول فرصة شرف لقاء الرئيس الامريكي 'ترامب'
الجزائر تركع خوفا من القادم: بعد فشل محاولات عديدة، الرئيس الجزائري 'تبون' يتسول فرصة شرف لقاء الرئيس الامريكي 'ترامب'

بلادي

timeمنذ 2 أيام

  • بلادي

الجزائر تركع خوفا من القادم: بعد فشل محاولات عديدة، الرئيس الجزائري 'تبون' يتسول فرصة شرف لقاء الرئيس الامريكي 'ترامب'

الجزائر تركع خوفا من القادم: بعد فشل محاولات عديدة، الرئيس الجزائري 'تبون' يتسول فرصة شرف لقاء الرئيس الامريكي 'ترامب' عبدالقادر كتـــرة نشر موقع 'معهد آفاق الجيوبوليتيكا' في 19 أبريل 2025 بقلم الصحفي عبد الحكيم يماني، مقالا عن الجزائر ومسعى رئيسها عبدالمجيد تبون إلى الظفر بلقاء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية 'دونالد ترامب' بعد فشل عدد من المحاولات للتقرب من الإدارة الأمريكية بإغراءات لا حدود لها بل 'حدودها السماء' بتعبير 'صبري بوقادوم' سفير الجزائر في واشنطن. المقال المنشور باللغة الفرنسية بعنوان 'الجزائر 'ظهرها إلى الحائط'(عبارة فرنسية معناها : التراجع والخضوع خوفا من الخطر القادم): تبون يسعى للقاء ترامب' (L'Algérie Dos au Mur Tebboune Cherche Audience avec Trump)، له أهمية وجدير بالقراءة بعد ترجمته باللغة العربية. المقال: 'كشفت مصادر 'مقربة' من المورادية، مقر الرئاسة الجزائرية، لمعهد آفاق الجيوبوليتيكا أن فريق الرئيس عبد المجيد تبون بدأ مبادرات دبلوماسية للحصول على لقاء رفيع المستوى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية غير المسبوقة على الجزائر بشأن ملف الصحراء الغربية. وأفادت المصادر الجزائرية، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، بأن 'الدائرة المقربة من الرئيس تبون تعتقد أن لقاءً مباشرًا مع ترامب قد يخفف من مطالب واشنطن ويضمن بدائل مهمة مقابل تغيير الموقف الجزائري'. محاولة جديدة بعد سلسلة إخفاقات ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها الجزائر فتح قنوات اتصال مع إدارة ترامب. كما كشف معهد آفاق الجيوبوليتيكا سابقًا، نظم وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اجتماعًا سريًا في الدوحة يوم 16 ديسمبر 2024 مع رجل أعمال لبناني مؤثر، بهدف إقامة اتصال مع مايكل بولوس (زوج تيفاني ترامب وابن مسعد بولوس، المستشار الرئاسي لأفريقيا والشرق الأوسط). وفقًا لمصدر دبلوماسي في الدوحة، سلّم الوزير الجزائري هدية موجهة لترامب، مؤكدًا 'رغبة الجزائر في بناء علاقات مميزة مع الإدارة الأمريكية القادمة'. بعد فشل هذه المحاولة، نفّذت الجزائر 'خطة بديلة' عبر سفيرها في واشنطن صبري بوقادوم، الذي قدّم عرضًا مثيرًا في 7 مارس 2025 خلال مقابلة مع صحفيين أمريكيين من 'DefenseScoop'، قائلًا: 'السماء هي الحدود' فيما يتعلق بالتعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة. شمل العرض تعاونًا في مجال الاستخبارات الخارجية، رغم أن المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي الجزائرية (DGDSE) تشهد تدهورًا في الخبرة منذ 2019. الوساطة الأمريكية كمحفّز جاءت هذه الخطوة بعد تصريحات مسعد بولوس عن وساطة أمريكية مقبلة بين المغرب والجزائر. وأكد بولوس في مقابلة مع 'العربية' يوم 18 أبريل أن 'الدعم الأمريكي لسيادة المغرب على الصحراء لا يعني أن واشنطن غير معنية بتقريب وجهات النظر بين الجزائر والمغرب'، مشيرًا إلى أن '200 ألف لاجئ صحراوي في الجزائر ينتظرون حلًا دائمًا'. تبدو الاستراتيجية الجزائرية محاولة لرفع مستوى الحوار، بتجاوز بولوس والاتصال المباشر بترامب. ويوضح مراقب للعلاقات الجزائرية-الأمريكية: 'الجزائر تأمل أن تركز واشنطن على الحجج الاقتصادية بدلًا من الاعتبارات الجيوسياسية'. تنازلات حتمية لكن قابلة للتفاوض وفقًا للمصادر، قبلت الرئاسة الجزائرية مبدأ تغيير موقفها بشأن الصحراء، لكنها تسعى لتفاوض شروط ذلك على أعلى مستوى. يوضح مصدرنا: 'تبون أدرك أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية أمر لا رجعة فيه. السؤال لم يعد عن المواجهة، بل عن التفاوض لتحقيق أفضل انتقال دبلوماسي'. يمثل هذا تحولًا جذريًا للجزائر، التي ظل موقفها من الصحراء ثابتًا طوال 5 عقود. العرض الجزائري: وعود مبالغ فيها سبق أن قدّمت الجزائر عروضًا مذهلة لإغراء إدارة ترامب، كما كشف المعهد في يناير 2025، تضمنت: – شراء أسلحة أمريكية بقيمة 15 مليار دولار سنويًا. – تحويل 500 مليون دولار فوريًا لأوكرانيا. – طلب مساعدة في التطبيع مع إسرائيل. مقابل تجميد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية. واجهت هذه العروض رفضًا أمريكيًا قاطعًا، إذ رفضت واشنطن التضحية بعلاقاتها مع المغرب لصالح شريك 'غير موثوق'. تهديد تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية تزامنت المبادرة الجزائرية مع تصاعد التهديدات الأمريكية بتصنيف جبهة البوليساريو كـ'منظمة إرهابية أجنبية (FTO)'. ونشر معهد هدسون مقالًا يوم 18 أبريل بعنوان 'الأسباب الاستراتيجية لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية'، مقدّمًا حججًا قانونية لهذا التصنيف. وفقًا لدبلوماسي أوروبي في الجزائر: 'هذا التهديد ضغط كبير على الجزائر، فالتصنيف سيعقّد موقفها دبلوماسيًا وقانونيًا'. هامش مناورة ضيق تسعى الجزائر للقاء ترامب في وقت تضيق خياراتها الدبلوماسية، خاصة بعد إعادة توجيه بعثة ستيفان دي ميستورا في الأمم المتحدة (14 أبريل) نحو تنفيذ خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وأقرّ تبون مؤخرًا في مقابلة مع صحيفة 'لوبيون' الفرنسية: 'رفضنا حتى الآن تزويد البوليساريو بالأسلحة'، ما يعكس تأثير الضغوط الأمريكية. أولويات الجزائر الجديدة تركز أولويات الجزائر في لقاء محتمل مع ترامب على: – ضمانات إنسانية: لحماية سكان مخيمات تندوف. – شراكة اقتصادية: في قطاعات الطاقة والتعدين. – مرحلة انتقالية: لتجنب ظهور التغيير كاستسلام. ويؤكد مصدرنا: 'على تبون تقديم أي تغيير كمساهمة في السلام الإقليمي، لا كهزيمة أمام المغرب'. خاتمة: إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية تمثل المبادرة الجزائرية لحظة مفصلية في ملف الصحراء. سواء نجحت أم لا، فهي تعكس إدراك الجزائر أن الوضع القائم لم يعد مستدامًا. كما يلخّص خبير: 'نشهد إعادة تشكيل جيوسياسي في المغرب الكبير، حيث الاعتراف الأمريكي دفع الجميع لمراجعة مواقفهم. الجزائر، التي كانت صلبة، تدخل مرحلة تفاوض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه'. قد يشهد عام 2025 (الذكرى 50 للمسيرة الخضراء) حسم النزاع في الصحراء، مع تداعيات عميقة على توازن المنطقة'. انتهى المقال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store