logo
«النيل وتشكيل الهوية المصرية».. مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة

«النيل وتشكيل الهوية المصرية».. مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة

صدى البلدمنذ 4 أيام
نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور أشرف العزازي، مائدة مستديرة بعنوان "النيل وتشكيل الهوية المصرية" ضمن فعاليات الاحتفاء بمناسبة وفاء النيل، التي تشهد تنظيم عدد من الفعاليات في قطاعات وزارة الثقافة.
استهل اللقاء الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية وأستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة القاهرة، حديثه عن التأثير الوجداني العميق لنهر النيل في نفوس المصريين، مؤكّدًا أن النيل هو "هبة المصريين" وليس العكس. وأوضح أن وجوده كان سببًا في نشأة حضارة عظيمة على ضفتيه، ودفع القدماء المصريين لدراسته جغرافيًّا ومعرفة أسراره، ما أسهم في استقرار الزراعة وتحويل مسار البشرية آنذاك.
وتطرق إلى أسطورة دموع إيزيس، وتقنيات الحفر، وورق البردي، ومقاييس النيل التي كانت تحدد ارتفاع منسوب المياه، مثل مقياس الروضة الذي كان المنسوب المثالي فيه 16 ونصف ذراع، ومنها جاءت عبارة "وفّى وكفى".
كما أشار إلى مشروعات محمد علي باشا للتحكم في فيضان النيل، ثم السد العالي الذي وصفه بأنه أهم مشروع مائي في القرن العشرين.
أما الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي وخبير المخطوطات، فقد استعرض بعض الطقوس القديمة مثل إلقاء "عروسة النيل" في العصر البيزنطي، وذكر كتابات المؤرخين والرحالة عن النيل، ودوره في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى حضوره في السينما المصرية من خلال مهن مثل "ناظر الزراعة".
كما عرض بعض الكواليس التاريخية لاحتفالات وفاء النيل، وأبرز الدراسات والمذكرات التي كتبها مستشرقون عن الدلتا والنهر.
وقدمت الدكتورة إيمان عامر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، التحية لوزارة الثقافة لاهتمامها بهذه المناسبة، مؤكدة أن النيل شكّل سمات الشخصية المصرية عبر السماحة والكرم، وحرص المصريين قديمًا على طهارته، بل واعتقادهم أن تلويثه يجلب اللعنات.
وأشارت إلى تأثير النيل في اللغة المصرية، حيث اكتسبت نعومة ورومانسية قربه، بينما أصبحت أكثر جفافًا في بيئات الصحراء. كما تناولت حضوره في الشعر والأفلام التي تغنت بجماله وسماره.
من جانبه، أوضح الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن الشخصية المصرية نتاج بيئة زراعية مستقرة نشأت على ضفاف النيل، وأن الحضارات العريقة دائمًا ما قامت حول الأنهار.
وأكد أن المصري القديم استغل النهر في الزراعة والنقل، ما أرسى دعائم دولة مركزية قوية منذ توحيد القطرين، وتطور استخدامه للنقل حتى إنشاء هيئة عامة للنقل النهري بعد ثورة يوليو.
كما تحدث الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، عن تأثير النيل في الاقتصاد والزراعة منذ عهد محمد علي والخديوي إسماعيل، وصولًا إلى مشروعات الدلتا الجديدة لمواجهة تآكل الأراضي الزراعية.
وأوضح أن النهر أسهم في تكوين عقل جمعي تعاوني لدى المصريين، خاصة في مواجهة مواسم الفيضان، وكان سببًا في تآكل الصحراء عبر مشروعات توصيل المياه، كما أسهم في تشكيل وجدان المصريين وهويتهم السياسية منذ أقدم العصور.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«النيل وتشكيل الهوية المصرية».. مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة
«النيل وتشكيل الهوية المصرية».. مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة

صدى البلد

timeمنذ 4 أيام

  • صدى البلد

«النيل وتشكيل الهوية المصرية».. مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة

نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور أشرف العزازي، مائدة مستديرة بعنوان "النيل وتشكيل الهوية المصرية" ضمن فعاليات الاحتفاء بمناسبة وفاء النيل، التي تشهد تنظيم عدد من الفعاليات في قطاعات وزارة الثقافة. استهل اللقاء الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية وأستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة القاهرة، حديثه عن التأثير الوجداني العميق لنهر النيل في نفوس المصريين، مؤكّدًا أن النيل هو "هبة المصريين" وليس العكس. وأوضح أن وجوده كان سببًا في نشأة حضارة عظيمة على ضفتيه، ودفع القدماء المصريين لدراسته جغرافيًّا ومعرفة أسراره، ما أسهم في استقرار الزراعة وتحويل مسار البشرية آنذاك. وتطرق إلى أسطورة دموع إيزيس، وتقنيات الحفر، وورق البردي، ومقاييس النيل التي كانت تحدد ارتفاع منسوب المياه، مثل مقياس الروضة الذي كان المنسوب المثالي فيه 16 ونصف ذراع، ومنها جاءت عبارة "وفّى وكفى". كما أشار إلى مشروعات محمد علي باشا للتحكم في فيضان النيل، ثم السد العالي الذي وصفه بأنه أهم مشروع مائي في القرن العشرين. أما الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي وخبير المخطوطات، فقد استعرض بعض الطقوس القديمة مثل إلقاء "عروسة النيل" في العصر البيزنطي، وذكر كتابات المؤرخين والرحالة عن النيل، ودوره في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى حضوره في السينما المصرية من خلال مهن مثل "ناظر الزراعة". كما عرض بعض الكواليس التاريخية لاحتفالات وفاء النيل، وأبرز الدراسات والمذكرات التي كتبها مستشرقون عن الدلتا والنهر. وقدمت الدكتورة إيمان عامر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، التحية لوزارة الثقافة لاهتمامها بهذه المناسبة، مؤكدة أن النيل شكّل سمات الشخصية المصرية عبر السماحة والكرم، وحرص المصريين قديمًا على طهارته، بل واعتقادهم أن تلويثه يجلب اللعنات. وأشارت إلى تأثير النيل في اللغة المصرية، حيث اكتسبت نعومة ورومانسية قربه، بينما أصبحت أكثر جفافًا في بيئات الصحراء. كما تناولت حضوره في الشعر والأفلام التي تغنت بجماله وسماره. من جانبه، أوضح الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن الشخصية المصرية نتاج بيئة زراعية مستقرة نشأت على ضفاف النيل، وأن الحضارات العريقة دائمًا ما قامت حول الأنهار. وأكد أن المصري القديم استغل النهر في الزراعة والنقل، ما أرسى دعائم دولة مركزية قوية منذ توحيد القطرين، وتطور استخدامه للنقل حتى إنشاء هيئة عامة للنقل النهري بعد ثورة يوليو. كما تحدث الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، عن تأثير النيل في الاقتصاد والزراعة منذ عهد محمد علي والخديوي إسماعيل، وصولًا إلى مشروعات الدلتا الجديدة لمواجهة تآكل الأراضي الزراعية. وأوضح أن النهر أسهم في تكوين عقل جمعي تعاوني لدى المصريين، خاصة في مواجهة مواسم الفيضان، وكان سببًا في تآكل الصحراء عبر مشروعات توصيل المياه، كما أسهم في تشكيل وجدان المصريين وهويتهم السياسية منذ أقدم العصور.

رحيل صنع الله إبراهيم.. صوت الغضب والذاكرة الحية للأدب المصري
رحيل صنع الله إبراهيم.. صوت الغضب والذاكرة الحية للأدب المصري

صدى البلد

timeمنذ 5 أيام

  • صدى البلد

رحيل صنع الله إبراهيم.. صوت الغضب والذاكرة الحية للأدب المصري

ودعت الأوساط الأدبية والثقافية، اليوم الكاتب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا إبداعيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الأدب العربي. برحيله، تخسر الثقافة المصرية صوتًا حرًا ظل وفيًّا لقضايا مجتمعه، وشاهدًا صادقًا على تحولات مصر السياسية والاجتماعية لعقود طويلة. النشأة والبدايات وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937 لأسرة متوسطة، وتلقى تعليمه في مدارس العاصمة قبل أن يلتحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، في شبابه المبكر، انخرط في العمل السياسي ضمن الحركة الشيوعية المصرية، وهو ما قاده للاعتقال عام 1959 وقضاء خمس سنوات في السجن، تلك التجربة القاسية لم تكسر إرادته، بل صقلت وعيه النقدي وشكّلت رؤيته الأدبية التي ستظهر لاحقًا في أعماله. البداية الأدبية وتجربة السجن بعد خروجه من السجن، أصدر روايته الأولى "تلك الرائحة" عام 1966، والتي جاءت صادمة في لغتها وبنيتها، كاشفة بجرأة عن الواقع الاجتماعي والسياسي بعد هزيمة الأحلام الكبرى، أثارت الرواية جدلًا واسعًا وقت صدورها، لكنها كرّسته كصوت مختلف لا يهادن، ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه مرتبطًا بالكتابة التجريبية الممزوجة بالتوثيق والجرأة السياسية. أسلوب الكتابة وملامح الإبداع جمع صنع الله بين الحس الصحفي والخيال الروائي، مستفيدًا من عمله السابق في وكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث أدخل الإحصاءات والوثائق والأحداث الحقيقية في نسيج رواياته، لغته كانت مباشرة، مشحونة بالسخرية المرة، وأبطاله غالبًا من المهمشين والفقراء، ما جعل أعماله مرآة تعكس وجوه المجتمع المخبأة. أهم أعماله من أبرز رواياته اللجنة (1981) التي رصدت آليات البيروقراطية القمعية، وبيروت بيروت (1984) التي وثقت الحرب الأهلية اللبنانية، وذات (1992) التي قدّمت بانوراما للمجتمع المصري من عهد السادات حتى نهاية الثمانينيات، وشرف (1997) التي تناولت عالم السجون والفساد، وأمريكانلي (2003) التي وجّه فيها نقدًا لاذعًا للسياسة الأمريكية، تنوعت موضوعاته بين المحلي والعالمي، لكن ظلت السياسة وخطاب المقاومة حاضرين في كل نص. الجوائز والتكريمات رغم مواقفه النقدية الحادة، حظي بتقدير واسع، ونالت أعماله ترجمات إلى عدة لغات، حصل على جوائز عربية ودولية، منها جائزة كافكا في النمسا عام 2004، وجائزة سلطان العويس الثقافية عام 2016، لكنه ظل يؤكد أن أعظم تكريم له هو تفاعل القراء مع كتاباته. إرثه الأدبي يُعد صنع الله إبراهيم 'شاهد عصر' بامتياز، حيث سجّلت رواياته تحولات المجتمع المصري منذ الخمسينيات حتى اليوم، أسلوبه التوثيقي جعل من كتبه مصادر موازية للتاريخ، ودرست أعماله في الجامعات كمراجع في الأدب العربي الحديث. خاتمة برحيل صنع الله إبراهيم، فقدت مصر أحد أكثر كتّابها صدقًا وجرأة، ورحل صوت ظل يذكّرنا بأن الأدب ليس ترفًا، بل سلاحًا لكشف الحقيقة، ستظل كتبه حاضرة كوثائق أدبية، تحمل غضبه النبيل وحرصه على أن تبقى الذاكرة مفتوحة على الجرح، حتى لا يتكرر. وكما قال في إحدى مقابلاته: "الكاتب الحقيقي هو الذي يظل واقفًا في وجه الريح، حتى لو كان وحده".

قصور الثقافة تنشط بالمسرح والملتقيات والندوات العلمية في القاهرة وجنوب سيناء
قصور الثقافة تنشط بالمسرح والملتقيات والندوات العلمية في القاهرة وجنوب سيناء

صدى البلد

timeمنذ 7 أيام

  • صدى البلد

قصور الثقافة تنشط بالمسرح والملتقيات والندوات العلمية في القاهرة وجنوب سيناء

تشهد الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، نشاطًا ثقافيًا وفنيًا مكثفًا خلال شهر أغسطس، يتنوع بين العروض المسرحية والملتقيات الثقافية والندوات التوعوية، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى نشر الوعي، ودعم الإبداع، وتحقيق العدالة الثقافية في جميع المحافظات. ففي مسرح السامر بالعجوزة، انطلقت أولى ليالي العرض المسرحي "حب من طرف حامد" وسط حضور جماهيري كبير، وبحضور اللواء خالد اللبان، والكاتب محمد عبد الحافظ، والفنان أحمد الشافعي، وعدد من قيادات الهيئة والمبدعين. العمل من تأليف محمد جمال، وإخراج سهى العزبي، ويستند إلى المسرحية الكوميدية الفرنسية الشهيرة "لعبة الحب والمصادفة" لبيير دي ماريفو، حيث تدور أحداثه في إطار غنائي استعراضي يعتمد على تبادل الأدوار بين الشخصيات، مما يخلق مواقف كوميدية مليئة بالمفارقات. أشاد اللواء اللبان بالمستوى الفني للعرض وأداء الممثلين، مؤكدًا حرص الهيئة على دعم هذه الأعمال لجذب الأجيال الجديدة إلى المسرح. ومن جانبها، أوضحت المخرجة سهى العزبي أن العمل تم إنجازه في وقت قياسي بمشاركة عدد من الشباب الموهوبين ومعالجة تناسب روح العصر وأجواء السوشيال ميديا. ويستمر العرض لمدة أسبوعين على خشبة مسرح السامر. أما في القاهرة الفاطمية، فقد احتضن شارع المعز أولى جولات الملتقى الثقافي الحادي والعشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بالمحافظات الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر" الذي تنظمه الإدارة العامة لثقافة المرأة تحت شعار "يهمنا الإنسان"، بمشاركة 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية الست. بدأت الجولة بزيارة سور القاهرة الشمالي والتعرف على معالمه التاريخية مثل باب الفتوح، قبل الانتقال للتجول بين معالم شارع المعز، وختام اليوم في بيت السحيمي الذي شهد عروضًا لفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي. ويستمر الملتقى حتى 15 أغسطس، متضمنًا لقاءات توعوية وثقافية وورشًا فنية وحرفية، وزيارات لمعالم العاصمة والعاصمة الإدارية. وفي جنوب سيناء، نظم فرع ثقافة المحافظة سلسلة من الأنشطة التوعوية والفنية. في بيت ثقافة أبو زنيمة عُقد لقاء بعنوان "البحث العلمي.. أهميته وأهدافه" تحدث خلاله أحمد قطب عن دور البحث العلمي في التطور المجتمعي ودعم الابتكار، أعقبه لقاء "لا للعنف.. نعم للتسامح" الذي دعا فيه الشيخ أحمد الحضري إلى نبذ العنف وغرس قيم التسامح لدى النشء. كما نُظمت ورشة حكي للأطفال بعنوان "عرائس صامتات" لتعزيز احترام الوالدين وفهم دور الأب في الأسرة. وشهدت مكتبة طابا محاضرة عن "حقوق الإنسان" ألقاها الشيخ محمد أحمد عامر، بينما ناقشت المكتبة العامة بطور سيناء كتاب "كيف تخدع البصر" لعبد الله بن محمد، في حين أقام بيت ثقافة نويبع ورشة فنية عن قناة السويس لتنمية مهارات الأطفال. وتعكس هذه الفعاليات المتنوعة استراتيجية الهيئة في الجمع بين الإبداع المسرحي، والتواصل المجتمعي، والتثقيف التاريخي، ونشر الوعي العلمي، بما يلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، ويعزز حضور الثقافة في حياة المواطنين في العاصمة والمحافظات على حد سواء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store