
إليك 8 أحداث علمية بارزة حصلت في 2024
من اكتشاف أسرار جديدة حول الدماغ وبنية البروتينات، إلى تعميق معرفتنا حول القمر وباقي مكونات النظام الشمسي. كان عام 2024، حافلا بالأحداث والاكتشافات العلمية المهمة التي وضعت لبنات جديدة في صرح المعرفة البشرية. الكثير من هذه الاكتشافات تحقق بفضل التنامي غير المسبوق لتقنيات الذكاء الصناعي التي أصبحت أكثر استخداما في البحث العلمي بمختلف مجالاته.
هذا في الوقت الذي استمرت فيه انبعاثات الغازات المسببة في الاحترار بوتيرة عالية السرعة في ارتفاع متوسط حرارة كوكب الأرض ليبلغ عتبة 1.5 درجة مئوية لأول مرة، الأمر الذي أدى إلى تزايد حدوث عدد من الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير.
نشر أول خريطة لدماغ كائن حي
تمكن فريق العلماء من جامعة برينستون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من نشر أول خريطة كاملة لدماغ ذبابة الفاكهة (دروسوفيلا ميلانوجاستر)، تظهر 50 مليون توصيلة عصبية تربط بين حوالي 140 ألف خلية عصبية، مما يعطي رؤى جديدة حول أدوار مناطق الدماغ المختلفة.
ورغم أن دماغ ذبابة الفاكهة يعتبر أقل تعقيدا من دماغ الإنسان، فإنه ينفّذ العديد من العمليات العصبية الأساسية المماثلة لتلك التي يقوم بها الدماغ البشري، من الإدراك الحسي إلى اتخاذ القرار والتحكم في الأفعال، مثل الطيران، أو عند التفاعل مع الحيوانات أخرى. لذلك، فإن فهم طريقة عمل دماغ هذا الكائن الصغير وتركيبته يمكن أن يفيد في دراسة جميع أنواع الأدمغة، بما في ذلك أدمغتنا التي تحتوي على أكثر من 80 مليار خلية عصبية.
وقد بدأ العلماء بالفعل، خلال هذا العام، في فك أسرار الدماغ البشري، حيث كشف باحثون في مايو/أيار الماضي عن صورة ثلاثية الأبعاد لقطعة صغيرة من الدماغ البشري بحجم نصف حبة أرز، تحتوي على نحو 16 ألف خلية عصبية. وقد أضيف هذا الإنجاز إلى أطلس عالي الدقة أنشأه مشروع "الدماغ البشري" التابع للاتحاد الأوروبي العام الماضي.
إلى جانب السعي إلى فهم أفضل لكيفية عمل الدماغ، تهدف مثل هذه المشاريع إلى حل ألغاز الأمراض العقلية البشرية وتحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي في معالجة هذه المهام التي تعتمد على البيانات بشكل كبير.
معلومات جديدة عن أصول النظام الشمسي
في عام 2020، تمكنت المركبة الفضائية "أوزيريس-ركس" من الهبوط لفترة وجيزة على كويكب بينو، ثم العودة إلى الأرض في سبتمبر/أيلول 2023 بعينة من صخوره يبلغ وزنها حوالي 121 غراما، وهي أكبر عينة تم جلبها إلى حد الآن من الكويكبات.
وفي هذا العام، ولأول مرة، تمكن العلماء من تحليل جزء من هذه العينات وأذهلهم اكتشاف بعض المعلومات غير المتوقعة التي تحتوي عليها. فقد أظهرت نتائج التحليل على سبيل المثال، أن هذه الصخور تعود إلى أكثر من 4.5 مليارات عام، وأن الشمس تكونت نتيجة لموت نجوم متعددة، وليس نجما واحد كما كان يعتقد سابقا، بعضها منخفض الكتلة، والبعض الآخر كبير بما يكفي لإحداث مستعرات عظمى قوية عند انفجارها. وتظهر النتائج أيضا أن العينة جاءت من جرم قديم كان نشطا جيولوجيا، قبل أن يتم تدميره الآن. كما عثر العلماء في العينة على سلسلة من المركبات الحيوية، بما في ذلك جميع أنواع الأحماض الأمينية، في هذا الكويكب البدائي.
اكتشاف محيطات على أقمار النظام الشمسي
اعتقد العلماء لفترة طويلة، أن المحيطات الموجودة على كوكب الأرض فريدة من نوعها ولا يوجد مثيل لها في باقي أجرام المجموعة الشمسية. فالمريخ بالنسبة لهم، عبارة عن صحراء واسعة الأطراف، وسطح الزهرة يبدو كمشهد بركاني قاحل، أما أقمار المشتري وزحل وأورانوس ونبتون العديدة فهي مجرد كرات من الجليد.
رغم ذلك، أشارت بعض المؤشرات التي رُصدت على قمر المشتري (يوروبا) في الثمانينيات القرن الماضي، إلى أن محيطا قديما من المياه الدافئة والمالحة والسائلة قد يكون مختبئا تحت قشرته الجليدية السميكة.
وقد أدى هذا إلى إطلاق مهمة "أوروبا كليبر" التابعة لناسا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أمل دراسة هذا المحيط وتحديد ما إذا كان قادرًا على دعم الحياة أم لا.
وخلال هذا العام، عثر العلماء على أدلة جديدة لوجود محيطات أخرى في جميع أنحاء النظام الشمسي الخارجي. وقد اكتشف العلماء على سبيل المثال، أن قمر زحل إنسيلادوس وميماس وقمر أورانوس ميرندا تحتوي جميعها على محيطات سائلة.
ويعتبر وجود محيطات أخرى في النظام الشمسي أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للعلماء، خاصة وأن الماء عنصر أساسي في الحياة كما نعرفها اليوم. وقد أصبح لدى العلماء الآن العديد من الأماكن للبحث عنها عبر النظام الشمسي.
اختبار بسيط لكشف مرض الزهايمر و"نوبات" الشيخوخة
وخلال هذا العام، نجح علماء في السويد في تطوير طريقة جديدة وسهلة للكشف بدقة تصل إلى نحو 90% عن مرض الزهايمر لدى كبار السن عن طريق فحص بسيط للدم، وذلك بدل طرق التشخيص الحالية التي تتطلب أخذ عينة من السائل النخاعي أو تصوير الدماغ باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
كما أدرج تقرير "ذا لانسيت" لعام 2024 الذي أعدته مجموعة من الخبراء، أكثر من 12 إجراء بسيطا أظهرت الأبحاث أنها يمكن أن تساعد في منع الخرف أو تأخيره، تشمل استخدام المعينات السمعية والحفاظ على الكوليسترول تحت السيطرة وممارسة الرياضة.
يرتبط هذا النوع من الأمراض لدى الإنسان بتقدم العمر الذي يحدث تدريجيا وبشكل بطيء حتى ظهور أعراض الشيخوخة. لكن العلماء اكتشفوا هذا العام أننا نتعرض أيضا لنوبتين كبيرتين من "نوبات الشيخوخة" على مدار حياتنا: واحدة في سن 44 عاما، والأخرى في سن 60 عاما.
واستنادا إلى جميع أنواع العينات البيولوجية التي قدمها 108 من مشاركين في الدراسة المنشورة في شهر أغسطس/آب الماضي، تابع الباحثون تطور المؤشرات الحيوية المختلفة في أعمار مختلفة من الحياة. واكتشفوا أن النساء والرجال على حد سواء يواجهون تحولات كبيرة في منتصف الأربعينيات من عمرهم بصورة فجائية، فيفقد الجسم قدرته على كسر مواد مثل الكحول والدهون والكافيين ويصبح أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وعند بلوغ الستين، يخضع الجسم لمزيد من التغييرات، لا سيما في تنظيم الجهاز المناعي وفي استقلاب الكربوهيدرات.
لم يكن مفاجئا أن يحطم عام 2024 مرة أخرى الأرقام القياسية للحرارة، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية لأول مرة 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة. وقد تسببت درجات الحرارة المرتفعة في صيف هذا العام في رابع وأوسع حدث تبييض للشعاب المرجانية على مستوى العالم، مما أثر على حوالي 75 في المائة من الشعاب المرجانية العالمية.
ونتج عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب العديد من الظواهر المناخية المتطرفة، حيث أدت الحرارة غير العادية في خليج المكسيك إلى تغذية الأعاصير الشديدة، كما تلقت مدينة فالنسيا في إسبانيا ما يعادل كمية الأمطار التي تهطل خلال عام كامل في 8 ساعات في أكتوبر/تشرين الأول، مما تسبب في فيضانات مميتة
ورغم أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سجلت استقرارا نسبيا في عام 2023، فإنها عادت إلى الارتفاع من جديد خلال عام 2024 مما يجعل العالم بعيدا عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس التي تهدف إلى الحد من الانحباس الحراري. وبدلا من ذلك، يبدو أن السياسات والإجراءات الحالية ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100.
الذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة نوبل
لقد شهدت برامج الذكاء الاصطناعي تحسنا كبيرا هذا العام. فقد تفوقت نماذج اللغة الكبيرة التي تدعم برامج الدردشة الآلية مثل "شات جي بي تي" على البشر في العديد من المجالات. وقد لفتت موجة التطورات انتباه لجنة نوبل، حيث مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لباحثين شاركوا في دراسة البروتينات، وهي الآلات الجزيئية التي توفر العديد من الوظائف في أجسامنا.
ويعمل اثنان من الفائزين الثلاثة بالجائزة، في شركة غوغل ويدينان باكتشافهما لنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهما المسمى "ألفا فولد2" وهي أداة أثبتت قدرتها على التنبؤ بكفاءة مذهلة ببنية جميع البروتينات المكتشفة حتى الآن والتي يبلغ عددها 200 مليون بروتين. وهذا يعني أن العلماء لديهم الآن أداة يمكنها تحديد أنواع البروتينات بسرعة ودقة ويمكن أن تساعد في كشف جميع أنواع التفاعلات الكيميائية أو الظواهر البيولوجية الأخرى.
ومن خلال فهم وتوقع مجموعة واسعة من الأشكال التي يمكن أن يتخذها البروتين، يمكن للعلماء تصميم عقاقير تستهدف بروتينات محددة لها أدوار محددة في الخلية. ويأمل العلماء في استخدام أداة الذكاء الصناعي "ألفا فولد2" للتنبؤ ببنية البروتينات والحمض النووي والجزيئات الحيوية الأخرى ولتسريع هذه المهمة الشاقة وبالتالي تطوير أدوية جديدة في أقل وقت ممكن لإنقاذ حياة المرضى.
ومع هذا التقدم: تقدم التكنولوجيا، تضخَّم طلب شركات التكنولوجيا على الكهرباء اللازمة للحوسبة التي تدعم الذكاء الاصطناعي بشكل مثير للقلق، مما دفعها إلى الاتجاه نحو الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها الشديدة من الطاقة.
يتم إرسال العديد من المركبات إلى القمر كل عام، لكن عام 2024 شهد بعض النجاحات في إرسال مركبات إلى القمر، حيث أصبحت شركة "إنتويتف مشينز" الأميركية أول شركة تضع مركبة هبوط على القمر، وأصبحت اليابان الدولة الخامسة التي تنجح في هذه المهمة. ومن المثير للاهتمام أن مهمة "تشانج آه-6" الصينية تمكنت من جلب أول عينة من الصخور التي تم جمعها من "الجانب الآخر" من القمر، كشفت عن وجود علامات على نشاط بركاني حديث.
وفي دراسة علمية نشرت في بداية العام، أظهر باحثون أن محيط قمر الأرض انكمش بمقدار يزيد عن 50 مترا مع استمرار انخفاض حرارة نواته تدريجيا على مدى مئات الملايين من السنين الماضية. وأدى هذا الانكماش إلى تجعد تضاريسه بنفس الطريقة التي تتجعد بها حبات العنب عندما يتقلص حجمها إلى حجم حبة زبيب. ولكن على عكس الجلد المرن للعنب، فإن سطح القمر صلب، مما يتسبب في تشكل الصدوع في قشرته الخارجية.
اكتشف فريق من العلماء أدلة على أن هذا الانكماش المستمر للقمر أدى إلى تشوه ملحوظ في سطحه في منطقة القطب الجنوبي، بما في ذلك المناطق التي اقترحتها وكالة ناسا لهبوط مأهول للمهمة أرتميس3. ولأن تكوّن الصدع الناجم عن انكماش القمر غالبًا ما يكون مصحوبًا بنشاط زلزالي مثل الزلازل القمرية، فإن المواقع القريبة من أو داخل مناطق الصدع هذه قد تشكل مخاطر على جهود الاستكشاف البشري المستقبلية.
الحوسبة الكمومية
كانت الحوسبة الكمومية واحدة من التقنيات التي تطورت بشكل أسرع مما كان متوقعا خلال عام 2024، حيث أعلنت شركات مايكروسوفت وكوانتينوم وجوجل أنها تحقق تقدما عبر ربط البتات الكمومية معا، مما أدى إلى تقليل معدل الخطأ في العمليات الحسابية، بدلا من زيادته.
في حين تخزن الحواسيب العادية المعلومات في صورة "بتات"، والتي يمكن أن تأخذ القيم 0 أو 1، يمكن أن يأخذ البت الكمومي أي قيمة بينهما. يمكن أن تتكون تلك البتات الكمومية من مادة فائقة التبريد أو ذرات محصورة بالليزر.
وسّعت جوجل من انجازاتها إلى ما هو إلى أبعد من ذلك، حيث ربطت 105 من البتات الكمومية في شريحة تسمى "ويللو"، والتي تم الإعلان عنها في دراسة بدورة "نيتشر مؤخرا". يمكن أن تستغرق هذه الشريحة خمس دقائق للقيام بحل مشكلة لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر العملاقة القيام بها في 10 سبتلييون سنة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
ظهر في اجتماعات ترامب الأخيرة.. ما هو جهاز "سيسكو" المؤمن؟
شهدت الأيام الماضية مجموعة من الاجتماعات السياسية بين دونالد ترامب الرئيس الأميركي المنتخب ورؤساء دول الخليج، وضمن هذه الاجتماعات ظهر جهاز تقني أمام ترامب في أكثر من اجتماع، ورغم أن هذا الجهاز قد لا يكون جديدا على العاملين في عدة قطاعات، فإنه أثار فضول العامة حول العالم، خاصة أنه وصل إلى قاعات الاجتماعات الحساسة. يعود الجهاز إلى فئة هواتف المؤتمرات المؤمنة من " سيسكو" (Cisco) وتحديدا طراز "سيسكو 8831 هاتف المؤتمرات الداعم لبروتوكول الإنترنت الموحد" (Cisco Unified IP Conference Phone 8831)، وهو من الطرز التي أوقفت "سيسكو" إنتاجها عالميا وانتقلت إلى طرز أكثر حداثة. ولكن لماذا يتم استخدام هذه الأجهزة في الاجتماعات المغلقة والأماكن الحساسة؟ ولماذا أجهزة "سيسكو" تحديدا؟ من "سيسكو"؟ تأسست الشركة في ديسمبر/كانون الأول 1984 على يد اثنين من علماء الحاسوب بجامعة ستانفورد، ساندي ليرنر وليونارد بوساك اللذين كانا متزوجين في ذلك الوقت، ومثل كافة الابتكارات الثورية، فقد ولد هذا الابتكار من حاجتهم للتواصل معا عن بعد وبشكل إلكتروني آمن. وبشكل فوري، وجد الزوجان طريقة للاستفادة من تقنية أجهزة التوجيه المتعددة، التي تعرف باسم "راوتر" (Router) وهي تقنية تم تطويرها في جامعة ستانفورد سابقا في سبعينيات القرن الماضي، وعبر أبحاثهم، ساهم الزوجان في ابتكار تقنية الشبكات المحلية "لان" (LAN) المعروفة في يومنا هذا والمستخدم في كافة الجوانب حول العالم. وإيمانا منهما بالفرصة التجارية الموجودة في هذا القطاع، أسس الزوجان شركة "سيسكو" لتطرح أول منتجاتها في عام 1985، وهو جهاز توجيه "راوتر" قادر على الاتصال بأكثر من شبكة في آن واحد، وبحلول عام 1990، بدأت الشركة بتبني معيار بروتوكول الإنترنت وتطويره بشكل مكثف عبر الاستحواذ على مجموعة من الشركات الصغيرة، وهي الشركات التي أتاحت لهم تقديم كوكبة من المنتجات التي تلبي الاحتياجات العالمية في قطاع المعلومات وأمن المعلومات بشكل عام. وبفضل جودة المنتجات التي تقدمها الشركة وتنوعها، أصبحت الخيار الأول لتأسيس شبكات الاتصال المباشرة بالإنترنت في مختلف المؤسسات العالمية، كما أن إمكانية تخصيص الشبكة بناءً على الاستخدام والاحتياج جعلها من أهم المتعاقدين مع حكومات الدول المختلفة. ما الهواتف الداعمة لبروتوكول الإنترنت الموحد؟ تختلف هذه الهواتف بشكل جوهري عن الهواتف المعتادة التي تستخدم شبكات الهواتف المحمولة أو حتى خطوط الهواتف السلكية المعتادة، ويأتي الاختلاف، كما تصفه "سيسكو"، في موقعها بآلية الاتصال ونقل المكالمات، فبدلا من استخدام خطوط الهاتف الأرضية، فإن هذه الهواتف تعتمد مباشرة على شبكات الإنترنت، سواء كانت داخلية أو خارجية. بمعنى أن هذه الهواتف تتعامل مع شبكات الإنترنت كأنها أجهزة حاسوب متصلة بها، ولكن هذه الأجهزة تمتع بمزايا ووظائف خاصة بها تضمن لها نقل الصوت والصورة في بعض الأحيان مباشرة عبر شبكات الإنترنت. ولأنها تعتمد على شبكات الإنترنت، فهي تتيح نقل المكالمات الصوتية أو مكالمات الفيديو بشكل خاص ومؤمن بطبقات إضافية من الحماية بعيدا عن خطوط الهواتف الأرضية أو شبكات الهواتف المحمولة، كما أنها توفر سهولة في الاتصال والوصول إلى الأخرى أكثر من تطبيقات الاجتماعات والمكالمات المعتادة مثل "زووم" وغيرها. وفي حالة هاتف "سيسكو 8831″، فإنه يحصل على طبقات تأمين إضافية توفرها الشركة، فضلا عن إمكانية توصيله مباشرة بمجموعة من الملحقات الخارجية مثل أجهزة ميكروفون ومكبرات صوت متعددة، وهذه الأجهزة تتشارك مع الهاتف في طبقات التأمين الإضافية. لماذا يتم استخدام هذه الهواتف في غرف الاجتماعات المغلقة والخاصة؟ تعتمد العديد من الشركات على هذه الأجهزة في التواصل داخل غرف الاجتماعات المغلقة والحساسة، وذلك لأنها تقدم أمنا أكثر من الهواتف المعتادة، فضلا عن شبكات الإنترنت وتطبيقات الاجتماعات المعتادة، ويمكن القول إنها تمثل النسخة الاحترافية من مكالمات "زووم" و"تيمز". ويمكن الاتصال مباشرة من الهاتف بأي هاتف آخر متصل بالشبكة داخليا أو خارجيا، ويمكن الاعتماد عليها في الترجمة المباشرة بين الأطراف حالة غياب المترجم الفوري، كما أنها تتيح الاتصال مع الحفاظ على وضوح ودقة الصوت لنقل الاجتماعات إلى أي مكان حول العالم. وتوفر "سيسكو" العديد من خيارات التخصيص لشبكات هذه الهواتف، سواء كانت المحلية أو العالمية، وهو ما يجعلها الخيار الأول لكبرى الشركات والحكومات حول العالم.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
باحث أميركي: الهيمنة على العالم مستقبلا لبكين ولا عزاء لواشنطن
لطالما توقع المنظِّرون أن يشهد العالم بداية قرن تتمكن فيه الصين من تسخير إمكاناتها الاقتصادية والتكنولوجية الهائلة، وتتفوق على الولايات المتحدة، وتعيد توجيه القوة العالمية لتدور حول قطب واحد هو بكين. بهذه العبارة التي توجز مآلات التنافس بين أكبر قوتين في العالم حليا، استهل كايل تشان، الباحث المتخصص في السياسات الصناعية للصين في جامعة برنستون بولاية نيو جيرسي الأميركية، مقاله في صحيفة نيويورك تايمز. وزعم الكاتب أن فجر الهيمنة الصينية ربما يكون قد بزغ بالفعل، وعندما يلقي المؤرخون نظرة إلى الوراء فقد يرون أن الأشهر الأولى من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية كانت هي اللحظة الفارقة التي انطلقت فيها الصين وتقدمت تاركة الولايات المتحدة وراءها. ولا يهم -برأيه- أن واشنطن وبكين قد توصلتا إلى هدنة غير حاسمة ومؤقتة في الحرب التجارية التي بدأها ترامب وادعى في حينه أنه انتصر فيها. لكن الباحث يفند هذا الادعاء بالقول إنه يؤكد فقط على المشكلة الأساسية التي تعاني منها إدارة ترامب والولايات المتحدة على حد سواء، وهي التركيز القصير النظر على مناوشات غير ذات مغزى في الوقت الذي تخسر فيه الحرب الكبرى مع الصين بشكل حاسم. وانتقد تشان بعض القرارات التي اتخذها ترامب منذ توليه مقاليد الحكم للمرة الثانية، قائلا إنه بذلك يُحطِّم ركائز القوة والابتكار التي تقوم عليها بلاده. ومن الأمثلة التي أوردها في هذا الصدد أن الرسوم الجمركية التي يفرضها على الواردات تضر بقدرة الشركات الأميركية على الوصول إلى الأسواق العالمية، وتعيق سلاسل التوريد. كما أن إقدامه على تقليص ميزانيات الأبحاث الحكومية وخفض التمويل المقدم للجامعات، يدفعان العلماء والباحثين الموهوبين إلى التفكير في الرحيل إلى بلدان أخرى. ولا يقتصر الأمر على تلك المجالات وحدها، فالمقال يشير إلى أن ترامب يريد أيضا التراجع عن دعم برامج تقنية مثل الطاقة النظيفة وتصنيع أشباه الموصلات، ويقضي على القوة الناعمة الأميركية في مناطق واسعة من العالم. أما الصين فهي تسلك مسارا مختلفا تماما، إذ تتصدر بالفعل الإنتاج العالمي في صناعات متعددة كإنتاج الصلب والألومنيوم، وبناء السفن، والبطاريات والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، والطائرات المسيرة، ومعدات الجيل الخامس، والإلكترونيات الاستهلاكية، والمكونات الصيدلانية النشطة، والقطارات السريعة. ومن المتوقع أن تستحوذ على 45%، أي ما يقرب من نصف التصنيع العالمي بحلول عام 2030. وإلى جانب ذلك، فهي تركز بشدة على كسب المستقبل، حيث أعلنت في مارس/آذار الماضي عن صندوق وطني بقيمة 138 مليار دولار يهدف لضخ استثمارات طويلة الأجل في التقنيات المتطورة مثل الحوسبة الكمية والروبوتات، كما زادت ميزانيتها المخصصة للبحوث والتطوير. وعندما أطلقت شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة روبوت الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي في يناير/كانون الثاني، أدرك العديد من الأميركيين فجأة أن الصين يمكن أن تنافس في هذا المجال. ليس هذا فحسب، فوفقا لمقال نيويورك تايمز ، فقد تفوقت شركة "بي واي دي" الصينية لصناعة السيارات الكهربائية على شركة "تسلا" العام الماضي في المبيعات العالمية، وتبني مصانع جديدة في جميع أنحاء العالم، وفي مارس/آذار الماضي وصلت قيمتها السوقية إلى معدلات أكبر من أسعار سيارات فورد وجنرال موتورز وفولكس فاغن مجتمعة. وتتقدم الصين في مجال الاكتشافات الدوائية، وخاصة علاجات السرطان. أما في أشباه الموصلات، فإنها تبني سلسلة توريد تعتمد على نفسها بقيادة الإنجازات الأخيرة التي حققتها شركة هواوي. وفي تقدير تشان أن قوة الصين في مجال هذه التقنيات وغيرها من التقنيات المتداخلة تخلق دورة حميدة تعزز فيها التقدم في قطاعات متعددة متشابكة بعضها بعضا وترفع من شأن جميع تلك المجالات. وينصح الباحث في سياسات الصناعات الصينية الولايات المتحدة بأن تدرك أنه لا الرسوم الجمركية ولا غيرها من الضغوط التجارية ستجعل الصين تتخلى عن قواعد اللعبة الاقتصادية التي تحركها الدولة والتي نجحت معها بشكل جيد، لتتبنى على حين غرة سياسات صناعية وتجارية تروق للأميركيين باعتبارها توجهات منصفة. بيد أن الصين تواجه تحديات خطيرة خاصة بها؛ إذ لا يزال الركود العقاري الذي طال أمده يعيق النمو الاقتصادي ، على الرغم من وجود دلائل على أن القطاع ربما بدأ في التعافي أخيرا. كما أن هناك تحديات على المدى الطويل تلوح في الأفق مثل تقلص القوى العاملة وشيخوخة السكان، طبقا للكاتب، لافتا إلى أن المشككين كانوا يتوقعون وصول الصين إلى الذروة وسقوطها الحتمي لسنوات، إلا أن ظنهم كان يخيب في كل مرة. ويرجح المقال أنه إذا استمر مسار كل دولة على المنوال نفسه، فسينتهي الأمر بأن تفرض الصين هيمنتها الكاملة على التصنيع المتطور؛ بدءا من السيارات والرقائق إلى آلات الرقاقات الإلكترونية والطائرات التجارية. وعلى النقيض من ذلك، فقد تتحول الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى دولة متقزمة، على حد وصف المقال، حيث ستحتمي شركاتها خلف جدران التعريفات الجمركية ، وستبيع منتجاتها بشكل حصري تقريبا للمستهلكين المحليين، وسيؤدي فقدانها الأسواق العالمية إلى تدني أرباحها، وسيجد المستهلكون الأميركيون أنفسهم محصورون في سلع أميركية الصنع متوسطة الجودة وأغلى ثمنا من نظيراتها الخارجية. إعلان واختتم تشان مقالته بالقول إنه لتجنب هذا السيناريو الكئيب فإن الأمر يقتضي من واشنطن اليوم رسم سياسات واضحة تحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتقوم على الاستثمار في البحث والتطوير، ودعم الابتكار الأكاديمي والعلمي والشركات، وإقامة علاقات اقتصادية مع دول العالم، وخلق مناخ مرحب وجاذب للمواهب ورؤوس الأموال الدولية.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
لحظة فارقة في تاريخ الطب.. أول عملية زرع لمثانة بشرية
أجرى جراحون في جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة أول عملية زرع مثانة بشرية، مُقدمين بذلك إجراء جديدا قد يُغير حياة آلاف المرضى. أُجريت العملية في 4 مايو/ أيار الجاري على يد جراحين من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وجامعة جنوب كاليفورنيا لأوسكار لارينزار البالغ من العمر 41 عاما، والذي فقد جزءا كبيرا من سعة مثانته بسبب علاجات لنوع نادر من سرطان المثانة وفقا لصحيفة النيويورك تايمز الأميركية. يخطط الأطباء لإجراء عمليات زرع مثانة لأربعة مرضى آخرين كجزء من تجربة لمعرفة نتائج الزراعة مثل سعة المثانة ومضاعفات عملية الزرع قبل تجريبها على عدد كبير من المرضى وتوسيع نطاق استخدامها. وصف الدكتور إندربير جيل، الذي أجرى الجراحة مع الدكتور نيما ناصري، الأمر بأنه "تحقيق حلم" لعلاج آلاف المرضى الذين يعانون من آلام الحوض المُنهكة والالتهابات والعدوى المتكررة. قال الدكتور جيل، رئيس قسم المسالك البولية في جامعة جنوب كاليفورنيا: "لا شك في أن بابا قد فُتح لهؤلاء الأشخاص لم يكن موجودا من قبل". البحث عن مريض يُعاد استخدام جزء من أمعاء معظم المرضى الذين يخضعون لاستئصال المثانة لمساعدتهم على التبول. ويحصل البعض على قناة معوية، تُفرغ البول في كيس خارج البطن، بينما يُعطى آخرون ما يُسمى بالمثانة الجديدة، أو كيس مُخبأ داخل الجسم يُربط بالإحليل ويُتيح للمرضى التبول بطريقة تقليدية. لكن أنسجة الأمعاء، مليئة بالبكتيريا ، وملوثة بطبيعتها، كما قال الدكتور جيل، وإدخالها إلى المسالك البولية المعقمة بطبيعتها يؤدي إلى مضاعفات لدى ما يصل إلى 80% من المرضى، تتراوح من اختلال توازن الكهارل (مثل الصوديوم والبوتاسيوم) إلى انخفاض بطيء في وظائف الكلى. كما يمكن أن يُسبب فقدان الجزء المعوي مشاكل هضمية. في أواخر عام 2020، كان الدكتور ناصري في عامه الرابع من الإقامة في جامعة جنوب كاليفورنيا عندما اجتمع هو والدكتور جيل لبدء مناقشة الحلول. بعد أن بدأ الدكتور ناصري زمالة في زراعة الكلى بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، واصل الجراحان العمل معا في مؤسسات مختلفة لاختبار كل من التقنيات الروبوتية واليدوية، حيث مارسا العمل أولا على الخنازير، ثم على جثث بشرية، وأخيرا على متبرعين بشريين في أبحاث طبية فقدوا نشاطهم الدماغي لكنهم حافظوا على نبضات قلبهم. كان من تحديات زراعة المثانة وجود أوعية دموية بشكل معقد في هذه المنطقة من الجسم. كان على الجراحين إجراء عملية جراحية عميقة داخل حوض المتبرع لالتقاط وحفظ الأوعية الدموية لينمو العضو داخل جسم المتلقي. قال الدكتور جيل: "عندما نزيل مثانة بسبب السرطان ، نقوم ببساطة بقطعها. نقوم بذلك في أقل من ساعة تقريبا. بالنسبة للتبرع بالمثانة، يتطلب ذلك جهدا تقنيا أكبر بكثير". عندما أُتقنت استراتيجيتهما في عام ٢٠٢٣، وضع الاثنان خططا لتجربة على مرضى، والتي ستُسفر في النهاية عن أول متلقٍّ في العالم: أوسكار. المريض المثالي كان السيد لارينزار، وهو أب لأربعة أطفال، يُعاني من مرض الكلى في مرحلته الأخيرة و سرطان الكلى ، وساعده الدكتور ناصري في استئصال كليتيه. لكن السيد لارينزار نجا أيضا من السرطان الغدي للقناة السُرية البولية (Urachal Adenocarcinoma)، وهو نوع نادر من سرطان المثانة، وقد تركته جراحة استئصال ورم المثانة بدون مثانة، كما قال الدكتور ناصري. ويمكن للمثانة الطبيعية استيعاب أكثر من ٣٠٠ سنتيمتر مكعب من السوائل؛ بينما يمكن لمثانة السيد لارينزار استيعاب ٣٠ سنتيمترا مكعبا. غسيل الكلى تدهورت الحالة؛ حيث تراكمت السوائل داخل جسمه. ومع كثرة الندوب في منطقة البطن، كان من الصعب إيجاد أمعاء طويلة صالحة للاستخدام لمتابعة خيار آخر. قال الدكتور ناصري: "لقد ظهر بالصدفة، لكنه كان مرشحا مثاليا لهذه العملية". في ليلة ما من هذا الشهر، تلقى الدكتور ناصري اتصالا هاتفيا حول إمكانية تطابق مثانة السيد لارينزار. توجه هو والدكتور جيل مباشرة إلى مقر ون ليغاسي (OneLegacy)، وهي منظمة لزراعة الأعضاء ، في أزوسا، كاليفورنيا، وانضما إلى فريق مكوّن من سبعة جرّاحين كانوا يعملون طوال الليل لاستئصال مجموعة من الأعضاء من متبرع. أحضر الاثنان الكلية والمثانة إلى جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، واستراحا قليلا قبل العملية. وأكملا الجراحة التي استغرقت ثماني ساعات لزرع مثانة وكلية جديدتين للسيد لارينزار في وقت لاحق من ذلك اليوم. عندما تحدث المعجزة قال الدكتور ناصري إنه عندما تم توصيل الكلية والمثانة داخل السيد لارينزار، كان هناك اتصال رائع -إنتاج فوري للبول – وبدأ مستوى الكرياتينين، الذي يقيس وظائف الكلى، في التحسن على الفور. لا تتضمن زراعة المثانة الجديدة على اتصالات عصبية لدى المتلقي، لذلك ورغم أنها تؤدي وظيفة التخزين بشكل جيد، لم يكن الأطباء يعلمون ما إذا كان السيد لارينزار سيتمكن يوما من الإحساس بامتلاء المثانة، فضلا عن قدرته على التحكم الطبيعي في احتباس البول وإفراغه. وقد تحدثوا عن استخدام حركات في البطن، أو حتى عن تطوير محفّز للمثانة يعمل عند الطلب للمساعدة في عملية الإخراج. لكن في موعد المتابعة صباح الخميس – بعد يومين فقط من خروج السيد لارينزار من المستشفى – أزال الدكتور ناصري القَسطر البولي وأعطاه محاليل، وشعر السيد لارينزار فورا بأنه يستطيع التبول. حذّر الدكتور جيل: "بالطبع، هذا مبكر جدا، لنرى كيف ستسير الأمور. لكنها المرة الأولى التي يتمكن فيها من التبول منذ سبع سنوات. بالنسبة لنا جميعا، هذا إنجاز كبير".