
بعد العدوان الإسرائيلي إيران أمام خيارين
باتت إيران اليوم أمام خيارين إما إعلان امتلاكها السلاح النووي وهو سلاح الردع النووي.. أو الرد على الضربة الإسرائيلية بضربة موازية لها بالقوة والحجم لاستعادة الردع الذي فقدته كلياً..
إذ لطالما شكل دعمها لقوى المقاومة 'دفاع متقدم' في وجه إسرائيل لكنها خسرت هذه الاستراتيجية المتمثلة بالدفاع المتقدم وتآكلت على مراحل:
ـ أولها: اغتيال اللواء قاسم سليماني في بغداد
ـ ثانياً: حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان الذي شكل ضربة تحت الحزام
ـ ثالثاً: اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران وبضيافة الحرس والمرشد
ـ رابعاً: اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في بيروت والذي شكل منعطف تاريخي في تاريخ الحزب والمقاومة
ـ خامساً: سقوط نظام الأسد ومنظومته الأمنية في سورية.. واستكمال إسرائيل عملية تقويض القدرات العسكرية السورية وإنهائها والقضاء على معامل الدفاع التي كانت مدماك أساسي في صناعة الحزب العسكرية
ـ سادساً: تراجع الفصائل العراقية وانكفائها بعد الضربات التحذيرية و التحذيرات الشفوية التي تعرضت لها..
ـ سابعاً: توقيع الاتفاق بين الحوثي والأميركي لتحييد الاخير عن الضربات اليمنية ..
ـ ثامناً: التصعيد المستمر في غزة وإطباق الحصار ضد الفلسطيين وعدم قدرة حماس على الاستمرار في الحكم
ـ تاسعاً: نزع سلاح المخيمات الفلسطينية وملاحقة قادة الفصائل الفلسطينية في سورية وتعهد سلطات الأمر الواقع في سورية بالقضاء على تلك الفصائل ..
ـ عاشراً: الهجمات الإسرائيلية على نطنز وهو أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم وغيرها من المقرات العسكرية والمدنية داخل الأراضي الإيرانية واغتيال قادة في الحرس الثوري وعلماء ذرة..
في المقابل كانت الردود الإيرانية على كل تلك الأحداث ردوداً متحفظة وضبط للنفس وغير موازية للأفعال الإسرائيلية المتمادية ..
وبالتالي مع خسارتها للدفاع المتقدم الذي استثمرت به لعقود طويلة بحيث كان الحضور الإيراني الإقليمي وتحديداً في سورية والفصائل التي تدعمها في لبنان وفلسطين والعراق واليمن كانت الخط الدفاعي الأول والأصلب ضمن إستراتيجية 'الدفاع المتقدم' وقد تلاشى للأسباب السابقة وتلاشت معه قوة الردع وتآكلت..
أما البرنامج الصاروخي المتقدم فقد جرى اختباره ودراسة القدرة على تحييده في الهجمات السابقة..
ويبقى لديها البرنامج النووي الذي يسعي الإسرائيلي إلى تقويضه بموافقة أميركية غربية ..
وعليه؛ وبعد أن بدت الصورة الآن أكثر وضوحاً فإيران أمام خيارين لتعويض هذه الخسارة إما إعلان الردع النووي أو استعادة الردع الدفاعي بردٍ موازٍ للفعل الإسرائيلي.. وإلا ستكون الخطوة الإسرائيلية التالية هي 'إسقاط النظام الإيراني' إما مباشرة من قبل إسرائيل بضوء أميركي أو عبر أدواتها في الداخل..
أو القبول بالخسارة للدفاع المتقدم والقوة الصاروخية وتقويض القوة النووية بالتوصل إلى إتفاق وفق الشروط الأميركية وانكفائها عن القوة الإقليمية والتقوقع حول نفسها بعيداً عن الصراعات الخارجية.. وهو أمر مستبعد .. الساعات القادمة والأيام القادمة ستبلور الخيارات وتحدد مسار المنطقة المستقبلي..
كاتبة سورية
نقلا عن رأي اليوم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرائش أنفو
منذ 14 ساعات
- العرائش أنفو
انكسار المرآة: إيران بين صدى الزئير وواقع الانهيار
انكسار المرآة: إيران بين صدى الزئير وواقع الانهيار العرائش أنفو في مسرح الوجود الجيوسياسي، حيث تتراقص الأمم على حبال القدر، وتتصارع الهويات في غبار التاريخ، تبرز إيران، لا ككيان سياسي فحسب، بل كظاهرة فلسفية تستدعي التأمل العميق، وربما السخرية المريرة، فمنذ أن أطلقت صرخاتها الثورية، وهي تتغنى بالصمود والمقاومة، وتتوعد الأعداء بـ'الوعد الصادق'، الذي ما لبث أن تحول إلى 'صدى باهت' في فضاء الواقع العسكري. لقد كانت إيران، في مخيلة قادتها، أسداً زئاراً، يرتعد له فرائس المنطقة، لكن الواقع، هذا الساحر الماكر، كشف عن أسد من ورق، يزأر في الفراغ، بينما تنهش أطرافه خفافيش الليل ببراعة جراحية، تأملوا معي هذا المشهد العبثي الذي تجلى في 'هجوم الأسد الصاعد' دولة تتدرب على حرب لم تحدث بعد، وتجري مناورات 'اقتدار' لتتنبأ بهجوم لم يقع، ثم تفاجأ بأن الهجوم قد وقع بالفعل، وبشكل لم تتوقعه حتى في أحلامها الكابوسية، لقد كانت إيران، في غفلتها الاستراتيجية، كالملاكم الذي يتدرب على لكمات وهمية، بينما يتلقى ضربات حقيقية على رأسه، فيسقط صريعاً قبل أن يدرك أن المباراة قد بدأت. إنها كوميديا سوداء، حيث يتحول التهديد إلى نكتة، والوعيد إلى سخرية، والقوة إلى ضعف مكشوف، فالصياح الأيديولوجي، الذي طالما شكل جوهر الخطاب الإيراني، والذي يهدف إلى ترسيخ الهوية وتعبئة الجماهير، قد اصطدم بجدار الواقع الصلب، فبينما كان قائد الحرس الثوري يزأر بالوعيد قبل ساعات من الهجوم، كان القدر يجهز له نهاية مفارقة، ليتحول هو نفسه إلى عبرة للتاريخ، اغتيل في بيته، وكأن القدر أراد أن يسخر من غروره، ويكشف عن الفارق الشاسع بين بلاغة الخطاب ووحشية الفعل ، أما مفهوم 'الإرهاب'، الذي طالما وُصمت به إيران ( دعم المليشيات في العراق و نظام بشار البائد و حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن و دعمها للذراع العسكري الجزائري إرهابي البوليساريو و الساحل الإفريقي …)، فقد اكتسب أبعاداً جديدة في ضوء هذه المواجهة. فإذا كانت إيران تُتهم بدعم جماعات تُصنف كإرهابية، فإن طبيعة الهجوم الإسرائيلي، الذي لم يقتصر على الأهداف العسكرية بل امتد ليشمل اغتيالات دقيقة لكبار القادة والعلماء، واستهداف منازلهم وأسرهم، يثير تساؤلات فلسفية حول حدود 'إرهاب الدولة'، إن استهداف العلماء النوويين بفرق اغتيالات اخترقت الأراضي الإيرانية قبل أسابيع، واستهداف منازل القادة العسكريين، يشير إلى مستوى غير مسبوق من الاختراق الاستخباراتي، ويفضح هشاشة الأمن الإيراني، هذا الاختراق العميق، الذي جعل طهران تبدو كعش دبابير اخترقه النحل، لا بل الفراشات، يضع مفهوم 'الدفاع الأمامي' و'محور المقاومة و' في سياق جديد، حيث يصبح الفاعل نفسه عرضة لضربات وجودية لا يمكن التنبؤ بها أو ردعها بتهديدات جوفاء، فالموساد الإسرائيلي، هذا الشبح الذي لا ينام، تجول في أراضيها كأنه في نزهة ربيعية، يغتال ويُدمر، وكأنها لعبة فيديو، حيث النقاط تُجمع بقتل الأبطال الخارقين ، والبرنامج النووي، هذا الحلم الذي طالما راود قادة إيران كشكل من أشكال 'التأكيد الوجودي' في نظام دولي فوضوي، قد تحول إلى كابوس. فالمفاعلات التي كانت تعد باليورانيوم المخصب، تحولت إلى ركام، والعلماء الذين كانوا يعملون على صنع القنبلة، تحولوا إلى أشلاء، لقد كانت إيران، في سعيها لامتلاك القوة النووية، كمن يبني قصراً من الرمال على شاطئ عاصف، فينهار القصر مع أول موجة، ويتبخر الحلم مع أول ضربة، فالضربات لم تقتصر على مفاعل 'نطنز'، بل امتدت لتشمل مفاعل 'برشين' المسؤول عن تطوير الرؤوس الحربية، ومفاعل 'خنداب' لإنتاج البلوتونيوم، ومختبرات 'خروم أباد'، وحتى مفاعل 'فوردو' المحصن داخل كهف جبلي، حيث تم تعطيل مداخله ومخارجه ومنافذ التهوية، هذا الاستهداف الشامل يهدف إلى تدمير أو تعطيل كل مكونات البرنامج النووي الإيراني، مما يضع إيران أمام تحدٍ وجودي حقيقي يتعلق بقدرتها على استئناف هذا البرنامج، ويجعل من سعيها نحو 'توازن الرعب' مجرد سراب. وفي خضم هذا العبث، تبرز أمريكا، هذا العملاق الذي يتظاهر بالحياد، بينما يوجه الضربات من خلف الستار، لقد كانت أمريكا، في هذا المشهد، كالمخرج الذي يدير مسرحية عبثية، يوزع الأدوار، ويحرك الدمى، ويشاهد الصراع من بعيد، بينما يضمن أن مصالحه محفوظة، وأن مضيق 'هرمز' مفتوح، إنها سخرية القدر، حيث يصبح الضحية أداة، والجلاد متفرجاً، والصراع مجرد لعبة شطرنج، فموقفها بعدم المشاركة المباشرة، مع علمها بتفاصيل الهجوم، يؤكد على هذه الجدلية المعقدة لموازين 'القوى'، حيث تسعى واشنطن لتحقيق أهدافها دون الانخراط المباشر، تاركةً إسرائيل لتنفيذ 'العمل القذر' ، بينما تضمن استمرار قنوات التفاوض، وتجنب أي تصعيد قد يهدد تدفق النفط العالمي ، لقد كشف 'هجوم الأسد الصاعد' عن عمق التناقض بين الضحية' و'الفاعل' في الهوية الإيرانية، فالفيديوهات التي خرجت تصور إيران كـ'بالونة فارغة' تنهار عند المواجهة الحقيقية، مع فشل دفاعاتها الجوية و الاستخباراتية الذريع، والاختراق غير الطبيعي للموساد الإسرائيلي لأراضيها. هذا التصوير يضع إيران في موقف الضحية التي تعرضت لضربة قاسية كشفت عن ضعفها، لكنه في الوقت نفسه يبرزها كفاعل غير قادر على حماية نفسه، مما يتناقض مع خطابها القوي السابق، فالقيادات التي لم تُقتل اختبأت تحت الأرض، والمرشد الأعلى نفسه، الذي بقي على قيد الحياة، يُنظر إلى بقائه كقرار إسرائيلي أمريكي لضمان موافقته على شروط التفاوض، وكأنه دمية في مسرحية أكبر، إن هذا التحول الجذري في مكانة إيران الإقليمية، يفرض عليها إعادة تعريف هويتها ومكانتها في المنطقة، ويجعلها مجبرة على القبول بشروط التفاوض الأمريكية والإسرائيلية والخليجية، حتى لو ردت بضربات أخرى رمزية لحفظ ماء الوجه مع توابعها و مليشياتها الإقليمية و حاضنتها الشعبية . في النهاية، تظل إيران، هذه الظاهرة المنحرفة بالشرق الأوسط ، سؤالاً بلا إجابة قاطعة، هل هي حقاً 'دولة صياح وإرهاب'(بالتأكيد)، أم أنها ضحية لمؤامرات خارجية، أم أنها مجرد بالونة فارغة، تنتظر أن تنفجر؟ ربما هي كل ذلك و هي ضرورة امريكية واسرائيلية لحلب المنطقة ، وربما لا شيء من ذلك، ففي مسرح الوجود، حيث تتراقص الأمم على حبال القدر، وتتصارع الهويات في غبار التاريخ، تظل الحقيقة غامضة، والواقع مراوغاً، والسخرية السوداء هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تعبر عن هذا العبث الوجودي، إن ما حدث لإيران ليس مجرد هزيمة عسكرية، بل هو تحدٍ وجودي يفرض عليها إعادة تعريف ذاتها في عالم متغير، والبحث عن سبل جديدة لتأكيد مكانتها في ظل واقع إقليمي ودولي جديد، حيث انكسرت المرآة التي كانت تعكس صورتها الذاتية، وبات عليها أن تواجه حقيقة ضعفها في مواجهة قوة لم تكن لتتصورها . بقلم : عبدالقادر العفسي / المغرب

تورس
منذ 17 ساعات
- تورس
إيران تعلن إسقاط مسيرات إسرائيلية في مهمة "تجسّس"
أسقطت القوات الإيرانية ، السبت، مسيرات إسرائيلية كانت في مهمة "تجسس" في شمال غرب البلاد، وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن القوات الإيرانية"تمكنت من إسقاط مسيرات إسرائيلية مسيرة انتهكت المجال الجوي للبلاد في منطقة سلماس الحدودية"، مضيفا أن "المسيرات دخلت المجال الجوي الإيراني في مهام تجسس واستطلاع". ماذا حدث؟ نفذت إسرائيل عملية عسكرية مكثفة، استهدفت مواقع حساسة في إيران ، فجر الجمعة. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل العملية استهدفت "دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل". أعلن نتنياهو في كلمة مصورة، صباح الجمعة، أن إسرائيل استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية الإيرانية في نطنز. استهدفت إسرائيل قادة إيرانيين ، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، اللذين لقيا حتفهما خلال الضربات. الأولى انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.


الإذاعة الوطنية
منذ يوم واحد
- الإذاعة الوطنية
مجلس التعاون الخليجي: لم يتم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية في الخليج
أكد مجلس التعاون الخليجي، الجمعة، عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول الخليج حتى اللحظة، مشيراً إلى أن المؤشرات البيئية والإشعاعية ما تزال ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنياً. جاء ذلك في بيان للأمانة العامة للمجلس، عقب هجوم شنّه الكيان الصهيوني فجر الجمعة، استهدف ضرب البرنامج النووي والعسكري في أنحاء متفرقة من إيران، والمنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وذكرت الأمانة العامة أنه جرى مع التطورات الراهنة في المنطقة، تفعيل "مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ"، بشكل جزئي ضمن إجراءات الاستجابة الإقليمية، وتعزيز التكامل والعمل المشترك، بالتعاون مع الأجهزة المختصة بدول الخليج. وأضاف البيان أن تفعيل المركز التابع لها يأتي كإجراء احترازي يندرج ضمن خطط الجاهزية والاستجابة الإقليمية المعتمدة، وفي إطار واجباتها في رصد ومتابعة المؤشرات البيئية والإشعاعية. وأشارت الأمانة العامة إلى أنه وبالتنسيق مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء، ستتم متابعة الحالة وتطوراتها من خلال منظومات الرصد والإنذار المبكر، ونشر التقارير الناتجة عنها أولاً بأول وبصورة مباشرة. من جانبها، قالت "هيئة الرقابة النووية" السعودية إنها تتابع الأوضاع الإقليمية على مدار الساعة، مؤكدة أن المستويات الإشعاعية في المملكة طبيعية، وبيئتها آمنة من أي عواقب. وأضافت في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أن "مركز العمليات" لديها يعمل على استقراء تداعيات الطوارئ النووية المحتملة استباقياً، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الإنسان والبيئة من الآثار الإشعاعية.