logo
هجوم مسيّرات الدعم السريع على موانئ ومطارات شرق السودان.. سيناريوهات مختلفة لمستقبل الحرب

هجوم مسيّرات الدعم السريع على موانئ ومطارات شرق السودان.. سيناريوهات مختلفة لمستقبل الحرب

التغيير٠٨-٠٥-٢٠٢٥

تطورات متسارعة في الحرب السودانية عقب تعرض مطار وميناء بورتسودان لضربات جوية لأول مرة منذ بداية الحرب السودانية قبل عامين، حيث سارعت الحكومة السودانية إلى اتهام دولة الإمارات باستهداف المنشآت المدنية، وأعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة دولةً معتدية، وقرر قطع العلاقات الدبلوماسية معها بشكل كامل، بما يشمل إغلاق السفارة والقنصلية العامة وتصنيفها دولة عدو.
تقرير: التغيير
وصول مسيّرات الدعم السريع إلى بورتسودان وكسلا شرق السودان أثار مخاوف الكثيرين من دخول السودان في مرحلة جديدة من الحرب قد تشهد تدخلاً لأطراف دولية وإقليمية، مما يطيل أمد الصراع الممتد منذ عامين بين الجيش السوداني والدعم السريع.
الضربات على مدار أيام استهدفت، بجانب مطار بورتسودان، قاعدة دُقنة العسكرية ومحطات الكهرباء ومستودعات المحروقات وميناءي سواكن والميناء الجنوبي. ولم تُسجل خسائر في الأرواح، لكن هناك خسائر مادية كبيرة جدًا، خاصة جراء الحريق الكامل لخزانات الوقود الرئيسية.
وانقطع التيار الكهربائي عن مدينة بورتسودان ليومين متتاليين، فيما شهدت محطات الوقود 'الطلمبات' ازدحامًا شديدًا للسيارات، وأصدرت وزارة النفط السودانية بيانًا أكدت فيه توفر المشتقات البترولية.
ردود أفعال دولية
الدولة المتهمة، الإمارات، قالت إنها لا تعترف بقرار مجلس الأمن والدفاع السوداني، فيما أدانت الولايات المتحدة الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار على مدينة بورتسودان.
وقال مكتب الشؤون الأفريقية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عبر موقعه على منصة 'إكس': 'تدين الولايات المتحدة الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار، التي أفادت التقارير أن قوات الدعم السريع أطلقتها على البنية التحتية الحيوية وأهداف مدنية أخرى في بورتسودان وفي جميع أنحاء السودان'.
الاتحاد الأوروبي كذلك أدان هجمات الدعم السريع التي شنتها بمسيّرات على المرافق المدنية في بورتسودان، مؤكدًا أن أفعال الدعم السريع جاءت بدعم دولي يهدد السلام والاستقرار الإقليمي.
من جانبه، طالب مجلس الوزراء السعودي، في اجتماعه برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان وتجنيب البلاد مزيدًا من المعاناة والدمار، مؤكدًا أن إنهاء الأزمة يتطلب حلًا سياسيًا (سودانيًا – سودانيًا).
خسائر مادية
قدّرت بعض الجهات المختصة خسائر الاعتداء على مستودعات البترول في بورتسودان، الذي يتسع لـ'20 ألف' ألف متر مكعب، بأكثر من 150 مليون دولار، بعد تدمير المستودع وتلف شحنات المحروقات. وفي مطار بورتسودان تضررت طائرتان تابعتان لشركة بدر، بحسب مصادر تحدثت لـ (التغيير)، إلى جانب ضرر خفيف لطائرة تتبع لشركة تاركو، إضافة إلى طائرة أخرى رابضة بالمطار 'معطلة'.
فيما تشهد المدينة ازدحامًا في محطات الوقود، وارتفاعًا في أسعار السلع المختلفة، وظهور سماسرة الوقود.
وأكد المصدر تراجع عودة عدد من السفن إلى المياه الإقليمية، بعيدًا عن السودان، بعضها يحمل مواد غذائية ومواد بترولية. وأشار المصدر إلى أن الهجوم المتكرر من شأنه أن يؤدي إلى إيقاف العمل في مطار بورتسودان والميناء، حيث لن تُقدِم أي سفينة أو طائرة على المجازفة في ظل استمرار التصعيد والضربات، الأمر الذي سيؤدي إلى شلل في الحياة العامة، خاصة حركة الصادر والوارد في الموانئ، بجانب ارتفاع أسعار الوقود.
اللواء أمن متقاعد إبراهيم الخواض، قال إن الهجوم الذي جرى على بورتسودان في اليوم الأول لم يتم بواسطة مسيّرات استراتيجية أو انتحارية، بل هو طيران حربي، وغالبًا من مجموعات طائرات 'إف' بمختلف تصنيفاتها، لجهة أنها تطلق صواريخها من مسافات تتعدى (50) كلم، وقد تصل إلى ألف كلم بحسب نوع الصاروخ.
فالهجوم الأول على بورتسودان تم بطريقة ذكية، إذ انطلقت '11' مسيّرة لتُغطّي على الهجوم الحقيقي الذي نُفّذ بصاروخ جو – أرض متوسط المدى.
وأضاف: شاهد المواطنون المسيّرات في السماء، والتي استطاعت الدفاعات الأرضية للجيش القضاء عليها، لكنهم لم يلاحظوا الصاروخ الذي أصاب بدقة متناهية مخزن الوقود. طائرات العدو المقاتلة تطلق صواريخها الآن من البحر الأحمر، وتستخدم مسارات فوق البحر لا تخضع لسلطة أي دولة.
عدوان خارجي
واتفق العميد المتقاعد عبد الرحمن إبراهيم، مع ما ذهب إليه اللواء الخواض، قائلًا: العدوان كان خارجيًا من دولة الإمارات، حيث تشير تحليلاتنا إلى أن مدى 'المسيّرات الاستراتيجية' التي تمتلكها الدعم السريع، والتي تمكّنها من تسديد ضربات دقيقة مثل FH-95، لا يمكن أن يصل إلى مدينة بورتسودان أو ولاية البحر الأحمر، التي تبعد قرابة 1100 كيلومتر عن أقرب نقطة انطلاق محتملة للمسيّرات في 'حمرة الشيخ'.
ويضيف بأنه رغم طرح فرضيات عن احتمال انطلاق الهجوم من منطقة 'العطرون' التي تضم مدرجًا، فإن ذلك يُعد غير منطقي نظرًا لافتقار الدعم السريع إلى القدرة على تسيير هذا النوع من المسيّرات لمسافات طويلة بهذا الشكل، بل كانت هناك طائرات مأهولة تتبع جهات عسكرية خارجية.
لذلك، كان هجوم المسيّرات بمثابة غطاء لهجوم رئيسي نُفّذ بواسطة 'طائرة استراتيجية'. لافتًا إلى أن الدعم السريع وداعميها يحاولون تغيير أماكن إطلاق المسيّرات وتنويعها للتمويه.
وأشار العميد عبد الرحمن إلى أن الدعم السريع بجانب منهجها المعروف في استهداف البنية التحتية، تريد أن تُحدث توازنًا بعد أن فقدت ميزة الإمداد العسكري بعد تحييد مطار نيالا، فهي تخطط لتجفيف المواد البترولية وبالتالي شلّ قدرة الجيش على التحرك، لكنها تتناسى أنها تحارب دولة يمكن أن تصنع بدائل.
ويؤكد عبد الرحمن أن الهجوم المتكرر بالطيران المسيّر يريد أن يُظهر أن الدعم السريع تمتلك كوادر قادرة على شن هجمات شبه يومية على المنشآت السودانية، بعد مقتل عدد من الأجانب من مشغلي المسيّرات في مطار نيالا.
معاناة المواطنين
يقول الأكاديمي والأستاذ الجامعي فتح الرحمن عمر: من الواضح أن الإسلاميين أحكموا قبضتهم على الجيش والعمليات العسكرية، فبعد أن رفضت قيادة الجيش التوقيع على اتفاق جدة بحجة وجود الدعم السريع في منازل المواطنين، وقالها قائد الجيش مرارًا: لن نوقع اتفاقًا ما دام الدعم السريع موجودًا في بيوت المواطنين في الجزيرة وسنجة والخرطوم، والآن بعد أن خرج الدعم السريع من تلك المناطق، يستمر دعاة الحرب 'بل بس' في دعواتهم لاستمرار الحرب دون النظر إلى معاناة المواطنين.
ويؤكد أن التذرع بقيام قوات الدعم السريع بضرب المنشآت المدنية ليس له مبرر؛ فالجيش دمّر الكباري في الخرطوم، وحتى مصفاة الجيلي ومستشفيات نيالا وشرق النيل وغيرها. والآن عندما وصلت هذه الحرب إلى العاصمة المؤقتة للإسلاميين بدأ الصراخ والعويل. هذه حرب، وليست لعبًا.
يقول فتح الرحمن: ما حدث بالأمس في مطار بورتسودان والموانئ والكهرباء وقواعد الجيش يؤكد ما ظللنا نكرره: أن الحرب ستصل إلى كل المناطق، طالما أن تفكير الطرفين لم يتجاوز محطة (بل بس).
حيث دخلت المدينة التي يقيم فيها البرهان وحكومته دائرة الحرب، وأصبحت غير آمنة. ستغادرها البعثات الدبلوماسية ومنظمات الغوث الإنساني، وستتوقف الملاحة الجوية والبحرية، فشركات الطيران والنقل الملاحي لن تجازف بوجود مواعينها وطواقمها في منطقة محفوفة بالمخاطر.
ويتابع: رغم ذلك، دعاة الحرب لا يتعظون، ينادون بمنح قواعد لدولة أجنبية كروسيا في السودان، متناسين أن الطرف الآخر يمكن أن يجد دعمًا من أطراف أخرى توازي أو تفوق التكنولوجيا الروسية، وبالتالي تستمر الحرب، وهذه المرة بتدخلات دولية، ونخسر سيادتنا كليًا.
ويقول: الدعم السريع الآن يسيطر على دارفور ومعظم كردفان ومناطق في النيل الأزرق، ويمكن أن تتمدد الحرب حتى إلى الولايات الآمنة شمالًا وشرقًا، وحينها لا ينفع الندم. قد يعود الجيش ويستعيد بعض المناطق، لكن هذه الحرب ليست حرب كرامة كما يروج لها الإسلاميون، بل حرب لفرض سلطتهم، ولن تتوقف إلا عبر الآليات المعروفة، أي التفاوض.
ويواصل فما رُفض الآن وسابقًا سيُقبل به قادة الجيش مستقبلًا، وحينها يكون السودان قد تدمّر. لذلك، لا بد من اتفاق سريع يوقف هذا الصراع الدموي.
مخاوف من تدويل الحرب
من جانبه أبدى أستاذ العلاقات الدولية شمس الدين محمود طه، تخوفه من تدويل الحرب في الشرق، قائلًا: استمرار حرب المسيّرات سيغري جهات خارجية كثيرة طامعة في المياه الإقليمية السودانية للتدخل، خاصة إذا أقدم الجيش السوداني على منح روسيا قاعدة في البحر الأحمر.
وأضاف: لا نجزم بأنها خطوة ستدعم الجيش السوداني عسكريًا أم لا، فهي سلاح ذو حدين، مرتبطة بجهات أخرى في المعسكر الأمريكي قد ترى في ذلك خطرًا على مصالحها.
وأشار طه لـ (التغيير) إلى أن بوادر هذا التدخل يمكن قراءتها من شكل البيان الإماراتي برفض قرار مجلس الأمن السوداني وعدم الاعتراف بالسلطة القائمة.
وقال: لذلك، يبدو أن الحرب في البلاد في طريقها إلى التدويل، أو ربما تحدث أمور إيجابية لا نعلمها، ولكن في علم السياسة والاستراتيجيات لا يجب أن تمنح أي دولة سيادة على أراضيك مهما كانت علاقتك بها جيدة. الصحيح هو تبادل المصالح والمنافع.
وأيضًا يمكن أن يؤدي قرار منح قاعدة روسية إلى غضب بعض الدول الصديقة للسودان حاليًا في المعسكر الأمريكي، وهذه تقاطعات قد يدفع السودان ثمنها.
خيارات متاحة
يقول المحلل السياسي والكاتب ياسر خليفة لـ (التغيير): الخيار الأمثل لوقف هذه الاعتداءات على الموانئ والمنشآت في البحر الأحمر هو منح روسيا قاعدة في المياه الإقليمية للسودان، خاصة وأن موسكو لطالما وضعتها شرطًا أساسيًا لتسليح السودان بجميع أسلحة الردع التي يحتاجها.
وأضاف: البنية التحتية للدولة أصبحت في خطر ومكشوفة أمام أسلحة العدو المتطورة، الإمارات وذراعها الدعم السريع، وأن أي تأخير في اتخاذ هذا القرار المصيري يساعد في دمار البلد.
وأشار إلى أن الحديث عن تدويل الحرب تهويل، قائلًا: سيحدث التدويل إذا كان السودان بلا حليف، فدخول روسيا على الخط سيردع الطامعين في الدخول في مغامرة خاسرة. حتى أمريكا لن تجازف بصراع مع روسيا في السودان أو في أي مكان في أفريقيا، وقد رأينا نماذج كثيرة لهذا السلوك الأمريكي وصمته تجاه التدخل الروسي في العديد من البلدان الأفريقية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية
تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية

التغيير

timeمنذ 3 أيام

  • التغيير

تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية

تاج السر عثمان بابو 1 أشرنا سابقا إلى خطر الحرب الإيرانية الإسرائيلية على المنطقة التي اصلا مشتعلة، ولما لها من أثر كبير في العالم، فقد أثارت الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل التي بدأت يوم الجمعة بشن إسرائيل غارات جوية على إيران مخاوف في منطقة كانت بالفعل في حالة توتر منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023. الذي مازالت ماسيه وآثاره المدمرة مستمرة، فاسرائيل تواصل حرب الابادة الجماعية في غزة مع الحرب مع إيران. استبقت إسرائيل بضربتها إيران المفاوضات النووية التي كان من المزمع إحياؤها التي اعتبرتها مجرد شراء للوقت. كما اشرنا ان قرار الحرب كان بعلم أمريكا، لكن إسرائيل أخطأت التقدير، بعد ضرباتها الموجهة لإيران، واعتبرتها حرب خاطفة كمثل حروبها السابقة تعود منها بخسائر قليلة ، ولكنها فتحت نار جهنم عليها بالرد الإيراني الصاروخي الذي دخل يومه السابع، والحق بها بها اضرارا بليغة. 2 كما اشرنا الي خطورة التدخل الأمريكي والغربي والروسي والصيني في الحرب، مما قد يحولها لحرب عالمية. فقد تدخلت أمريكا وطلبت من إيران الاستسلام، وطالب ترامب بإخلاء طهران، في تدخل انحياز سافر لإسرائيل، من جانب اخر حذرت روسيا من التدخل الأمريكي وتقديم اي مساعدات عسكرية لإسرائيل، فقد أطلقت وزارة الخارجية الروسية تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة، دعتها فيه إلى الامتناع عن تقديم أي مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل، أو حتى مجرد التفكير في ذلك. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف يوم الأربعاء، إن أي دعم عسكري مباشر محتمل من جانب واشنطن لتل أبيب قد يُفضي إلى زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري، مشيرة إلى حساسية المرحلة الراهنة والتداعيات الإقليمية المحتملة لمثل هذا التحرك. كما هددت إيران بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، وإغلاق مضيق هرمز، في حالة التدخل الامريكي. الصراع في هذه المنطقة الغنية بالنفط وموقعها المهم بين الضواري الرأسمالية بهدف نهب مواردها والسيطرة عليها كما فصلنا سابقا. 3 إضافة للتداعيات الاقتصادية للحرب جراء ارتفاع أسعار النفط، الذي بدوره يؤدي لارتفاع كل السلع والخدمات ٠مما يعني المزيد من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في العالم. فضلا عن أنه؛ في حال تم إغلاق مضيق هرمز، فإن حركة النقل البحري عبر مضيق 'هرمز' ستضطرب، الذي يمر عبره نحو خمس إجمالي استهلاك النفط في العالم، أي ما بين 20 إلى 21 مليون برميل يوميا، وإذا تم حظره فإن الأسعار سترتفع. وارتفع الخامان القياسيان 'برنت' الأمريكي 'غرب تكساس الوسيط' بنحو 7% عند الإغلاق يوم الجمعة الماضي. كما أشار قادة مجموعة الدول السبع إلى أنهم سيظلون يقظين تجاه التداعيات المحتملة على أسواق الطاقة العالمية، وأعربوا عن استعدادهم للتنسيق من أجل الحفاظ على الاستقرار. 4 اضافة للتداعيات الأخري كما في إغلاق المجال الجوي لبعض الدول مثل: إيران وإسرائيل وسوريا والعراق. الخ، وضرب المواقع المهمة مثل مستودعات ومحطات تكرير النفط في اسرائيل وايران. كما أصدرت قمة 'مجموعة السبع' (القوى الرئيسة الغربية) بيانا اكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، علما بأنها التي بدأت الحرب، ويؤكد على رفض امتلاك إيران السلاح النووي. وفي سياق دبلوماسية دعم التصعيد الإسرائيلي. واجتمع قادة مجموعة السبع من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في منتجع كاناناسكيس في جبال روكي الكندية. مما يشير إلى إمكانية توسع الحرب في ظل التصعيد الكلامي الأميركي – الإيراني حالياً والقابل للازدياد. إسرائيل تهدف إلى التخلص كلياً من النووي الإيراني بالقوة. وإسقاط النظام. 5 كما أشرنا فقد كان رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 'انتقامياً متجاوزاً الحدود القانونية والجغرافية، شمل إبادة في' غزة' وغزو جنوب لبنان واحتلال مناطق بسوريا وهجمات على إيران'. وهي الآن تشرب من نفس الكأس، فمن ياخذ الناس بالسيف، بالسيف يؤخذ. فضلا عن خطورة إطالة أمد الحرب كما حدث في الحرب العراقية الايرانية وكيف أصرت إيران على عدم قبول إنهاء الحرب رغم المناشدات الدولية المستمرة حينذاك مما جعل الحرب تستمر ثمان سنوات حسوما، فقد تدهورت الأوضاع في إسرائيل، كما في تذمر المواطنين وأنتقاد أعضاء الكنيست الإسرائيلي لنتنياهو على الوضع المأساوي الذي تمر به أسرائيل لأول مرة منذ قيامها وقوة القصف الإيراني المدمر. وتظل مخاطر الانزلاق للحرب الشاملة التي لا تبقي ولا تذر قائمة، مع المخاوف ان تؤدي الضربات الإسرائيلية للمواقع النووية في إيران إلى كارثة نووية، وما حادث تشرنوبل ببعيد عن الاذهان، ما لم يرتفع صوت العقل بوقف الحرب، واعتماد الحل التفاوضي السلمي الذي يحفظ الأمن والسلام في المنطقة.

حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!!
حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!!

التغيير

timeمنذ 3 أيام

  • التغيير

حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!!

حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!! أولاً وقبل أن نحكي عن قصة الروائي الروسي الشهير 'فيودور ديستوفسكي' حول (الكاهن والشيطان) نسأل رئيس وزراء حكومة الانقلاب (الرجل الأممي) الذي تبنّى نهج مواصلة الحرب: هل تثق في ما تقوله منظمة 'أطباء بلا حدود' العالمية..؟ أم ترى أنها هيئة صهيونية تتآمر على تزييف الحقائق..؟! نقول ذلك لأن كامل إدريس تحول إلى منصة جديدة في إعلام الكيزان (الكضّاب) مثله مثل الانحرافي والرياضي الجُزافي و(صحفجية المظاريف أحباب أفورقي) والخبراء الاسطراطيجيين ومشعوذي حركة الترابي الضليلة؛ حيث أن رئيس وزراء الانقلاب مثلهم يهدد بمواصلة الحرب حتى القضاء المبرم على قوات الدعم السريع (صناعة أيديهم) والتي لم يواجهها عسكر البرهان والبراؤون حتى الآن في معركة حقيقية..!! فأما انسحبوا أمامها..أو استولوا على منطقة انسحبت منها..! كل هذه المعارك الإعلانية 'اليرموكية' ولا أسير واحد من الدعم السريع.. ولا كلمة واحدة عن 'حسبو عبد الرحمن'..! أيضاً من حيث أن رئيس وزراء الانقلاب مثله مثل إعلام الكيزان يحاول تزيين (العبوب والخبوب) الذي يُجلل السودان بأحاديثه الرومانسية المُضللة عن الانتصارات (الفشنك) وعن عاصمة مملكته (الخرطوم الجديدة) التي تطل من أسوار بيوتها زهور الجيوكندا..! تلك الخرطوم التي قال عنها تقرير رويترز الأخير بعد معاينة ميدانية إنها مدينة (غير قابلة للسكنى) بعد عامين من الحرب وبعد الدمار الذي لحق بمحطات الكهرباء والجسور، وبسبب المياه الملوثة والمستشفيات المنهوبة والخاوية وتفشي الأوبئة والقذائف غير المتفجرة بما يجعل إعادة أعمار الخرطوم وحدها يتطلّب 300 مليار دولار؛ في حين يحتاج السودان بأكمله إلى أكمثر من 700 مليار دولار ..! كم لديك يا رئيس وزراء (جمهورية زهرستان الوردية)..؟! وهل يعطيك البرهان شيئاً من عائد تصدير الذهب الذي يضعه على حِكرِه يتصرّف فيه وحده..؟! هل يصدّق لك جبريل إبراهيم ببعض ميزانية (حركته) أو وزارته.. لا فرق..؟! والآن إليك ما قاله أمس الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود 'كرستوفر لوكيير': فقد قال بتأكيد وتشديد (هناك أخطار جدّية في السودان بتفشي الأمراض الوبائية جراء الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي وتصاعد النزوح مع استمرار النزاع وتعطل حملات التطعيم الروتينية وصعوبة الوصول للمياه النظيفة؛ وهذا الوضع الكارثي مرشّح للتفاقم مع موسم الأمطار الوشيك الذي يتزامن مع تفشي الكوليرا والحصبة وحمى الضنك وشحّ الغذاء مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والحشرات، في حين يواجه نصف السكان انعداماً حاداً للغذاء، مما يمهّد لتفشّي الأوبئة بصورة واسعة ما لم تتحدث تدخلات إنسانية عاجلة وواسعة النطاق، كما أن هناك تحديات كبيرة في تقديم الإسعافات الطبية نتيجة القيود الإدارية ونقص التمويل وصعوبة الوصول للمناطق الأشد ضرراً واستمرار الهجمات على البعثات الإنسانية وعلى البنية التحتية المدنية بما فيها المرافق الصحية ومحطات المياه والكهرباء)..! مع كل هذه المقتلة والأوبئة والنزوح والجوع والخراب والغُلب الذي يعيش فيه السودانيون وإعلام الكيزان بما فيه حكومة الانقلاب المهزوزة لا يترك الناس في حالهم… بل يلاحقهم بالتهديد والوعيد..! وقصة ديستوفسكى (الكاهن والشيطان) خلاصتها أن أحد الكهنة النصّابين اعتاد في مواعظه اليومية تهديد الفقراء والمعذبين في الأرض بما ينتظرهم في جحيم الآخرة من عذاب وأهوال.. فأخذ الشيطان هذا الكاهن من تلابيبه وأرغمه على العيش في جحور الفقراء وتذوّق مرارة الجوع والتشرّد والحرمان وظلمة السجون.. حتى أصبح الكاهن يصيح مُعلناً عن توبته وسحب كل مواعظه..! الكاهن النصّاب هنا هو إعلام الكيزان..! أو هو (عبد الحي يوسف) الذي جمع في طيات قفطانه و(خمشة دولاراته) كل سوءات رجال الدين النصّابين ..! لا للحرب.. لا للحرب.. لا للحرب.. بالرغم من كل دعاوى المهاويس وبالرغم من تبرّجات كل هذه الطواويس الملوّنة.. وعاشت ثورة ديسمبر العظمى.. الله لا كسّبكم..!

جدول مدروس!!
جدول مدروس!!

التغيير

time١٤-٠٦-٢٠٢٥

  • التغيير

جدول مدروس!!

أطياف صباح محمد الحسن جدول مدروس!! طيف أول: طبول تدفع في ظلام المتاهة كل خلايا النُهى التي سيّجت معاني الحقيقة.. ولكن!! ويقول جان بول سارتر: 'نحن لسنا ما نقول، بل نحن ما نفعله'، وليت رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الانقلابية د. كامل ادريس بصفته مؤلف وقارئ أن يدرك أن القيمة في العمل وليست في القول، الإدراك الذي يجب أن يسبق إعلانه عن رغبة الحكومة في بدء عملية الانتقال التدريجي للوزرات والمؤسسات الحكومية الى العاصمة القومية الخرطوم. والخبر في عنوانه يكشف عن خطوة عملية ممتازة لرئيس الوزراء الجديد تكشف عن وضع أسس وقواعد لبداية عمل الحكومة على أرض الواقع إلا أن كامل قال إن هذه الخطوة ستتم وفقا لجدول زمني مدروس (يراعي الجوانب الفنية والإدارية والبشرية ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع بجانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة) ما يعني أن الحكومة لن تنتقل، ولكنها تتلاعب بالتصريحات فالجدول المدروس لابد أن يضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع أي أن العاصمة الخرطوم يجب أن يتم فيها إعادة إعمار تبدأ مثلا اولا بمحطات الكهرباء فهل يعلم رئيس الوزراء أن خسائر محطة كهرباء قري فقط قدرت بـ 700 مليون دولار، وتم تدمير أكثر من 11 ألف عمود كهرباء، والشبكة العامة خسرت محطة تنتج حوالي 300 ميغاواط/ساعة، قبل اندلاع الحرب بساعات!! ويقول خبراء الطاقة إنه لا يمكن استعادة محطة كهرباء قري بالخرطوم بحري إن لم تحصل الحكومة على تمويل ضخم لاستيراد المعدات والآليات التالفة التي تعرضت إلى أضرار كبيرة بسبب الحرب لأكثر من عامين وكان الباحث في مجال الطاقة حسن عبد الغفار، في حديث سابق له لشبكة 'عاين' قال إن خسائر محطة بحري الحرارية تحتاج الى حوالي 300 مليون دولار لاستعادتها حتى مراحل التشغيل وضخ 400 ميغاواط/ساعة إلى الشبكة العامة، وهذه التكلفة لا تتوفر للقطاع الحكومي، حتى لو توقفت الحرب ما يعني الحاجة إلى استقطاب قروض من المؤسسات الدولية بواسطة حكومة معترف بها دوليا). فهذا قطاع الكهرباء فقط اما عن ما ذكره ادريس ووضعه ضمن جدول العودة وهو (إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة) فتكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في السودان (بما في ذلك الخرطوم) قد تصل إلى 300 مليار دولار، وقد تزيد على ذلك) وبما أن كامل ادريس رئيس مجلس وزراء السودان وليس الخرطوم فبعد ان ينتقل الى العاصمة الخرطوم فهو مطالب بتوفير إعادة تعمير بقية الولايات التي تشير التقديرات إلى ان تكلفتها تبلغ 700 مليار دولار. ويقول ادريس في تصريحاته: (يأتي قرار الانتقال للعاصمة الخرطوم لتنفيذ الرؤية القومية لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المتوزانة انسجاما مع الخطة الاستراتيجية الرامية الى تفعيل دور العاصمة القومية كمركز إداري متكامل) ولو أعاد القارئ معي العبارات بين 'الهلالين' سيجد كلمات إنشائية مطاطية تكشف أن رئيس الوزراء دخل مربع الخديعة القائم على التلاعب بالكلمات لخدعة الشعب السوداني ليوهمه أن بلاده آمنة، فالرجل يريد فقط أن يشغل الناس بعملية عودة الحكومة للخرطوم بحديث للإعلام لا أكثر، على ذات النهج الذي مارسته الحكومة على المواطن بدعوتها الزائفة للمواطنين بالعودة الى عاصمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة وعلى رأسها مياه الشرب حتى نال المواطن كفايته من تلوث الماء والهواء ومات بالجملة!! وكامل ادريس ليبدأ اولا بخطة توفير الخدمات للمواطن الذي ظل يتواجد في العاصمة لأكثر من سنتين او ليقرر نقل حكومته الى الخرطوم بحالتها الراهنة ليقاسم المواطن معاناته ويبدأ في تنفيذ إعادة الخدمات من كهرباء ومياه شرب حتى يحقق كل الاهداف التي تشملها خطته ولكن دون ذلك تظل هذه وعود وأحلام سرمدية لا علاقة لها بأرض الواقع، فبداية الإعمار للخرطوم لا تبدأ من الداخل لأن رئيس وزراء الحرب يعلم أن العاصمة ما هي إلا 'اكوام من الأنقاض' بلا مصانع وبلا مؤسسات وان ايرادات الدولة في بورتسودان يتم تقسيمها على 7 اشخاص تذهب الى حساباتهم الخاصة لذلك سيجد إدريس نفسه يدور في نفق مظلم يتأبط شهاداته الأكاديمية ومعها خطة احلامه الوردية التي لا سبيل لتطبيقها على ارض الواقع دون أن يستطيع ان يوفر لحكومته دعما وقروضا مالية عبر شبكة علاقات دولية فالباحث نفسه اشترط في تحليله 'حكومة معترف بها دوليا' وهذا ما لم يكن من نصيب إدريس فعلاقاته الدولية سطحية متواضعة لن تمكنه من تحقيق اهدافه، وسيجد نفسه كان فريسة في 'وادي الذئاب' عندها لن يفيده الندم ولو حدث نفسه بأربع لغات!!. طيف أخير: رغم البدء العنيف من إسرائيل والرد الضعيف من إيران فإن الأخيرة ستكون مجبرة لمواصلة الحوار بسبب ضائقتها الاقتصادية وإن علقت مفاوضاتها بسبب الهجمات فستعود قريبا للطاولة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store