
تمرد المراقبين في سكك الحديد الفرنسية.. هل النقابات خلف كواليس الغضب؟
في مشهد غير مألوف في تاريخ التحركات الاجتماعية داخل شركة السكك الحديدية الفرنسية، يبدو أن زمام المبادرة بات بيد مجموعة من مراقبي القطار الذين لا ينتمون لأي نقابة تقليدية.
وذكرت مجلة "ماريان" الفرنسية في تقرير لها، أنه "بينما دعت نقابتان رئيسيتان في السكك الحديدية الفرنسية إلى إضراب واسع خلال عطلة 8 مايو/ أيار، يبرز مجددًا "الائتلاف الوطني لمراقبي القطارات" كقوة مؤثرة تهز موازين القوة النقابية داخل الشركة الوطنية للسكك الحديدية". وتساءلت المجلة الفرنسية: "فهل بات هذا الكيان غير النقابي يتحكم بإيقاع الحراك الاجتماعي؟".
وفي تطور جديد لمشهد الإضرابات المتكررة في شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية (SNCF)، انضمت النقابات العمالية الكبرى، وعلى رأسها CGT-Cheminots وSUD-Rail، إلى حركة احتجاجية أطلقها "التجمع الوطني لمراقبي القطارات" المعروف بـCNA. ويعود هذا الكيان الذي يصف نفسه بأنه "لا نقابي" إلى عام 2022، حين حرك غضب المراقبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفرض إيقاعه على النقابات الرسمية خلال إضرابات أعياد نهاية العام.
وقالت المجلة الفرنسية إن هذا "الائتلاف الوطني للمراقبين" (CNA)، الذي نشأ على فيسبوك قبل عامين، بات اليوم يفرض إيقاعه على نقابات عريقة كـ CGT وSUD-Rail، ويدفع بها إلى التنسيق معه في إضراب يُتوقع أن يشل حركة القطارات خلال عطلة 8 مايو في فرنسا. فهل نحن أمام تحول في ميزان القوى داخل SNCF؟ وكيف تنظر مراكز البحث إلى هذا التبدل في المعادلات النقابية؟
من جانبه، قال بيار لافورج، الباحث في مركز الدراسات العمالية والاجتماعية بباريس (CETOP) لـ"العين الإخبارية"، إن "تصاعد نفوذ ائتلاف CNA يعكس أزمة ثقة متزايدة تجاه النقابات الكلاسيكية، لكنه أيضًا يعيد تعريف العلاقة بين التمثيل النقابي وقواعده القاعدية".
وأضاف: "النقابات الكبرى مجبرة اليوم على إعادة النظر في طرق اشتغالها، فهي إن تجاهلت هذه الحركات القطاعية الجديدة، ستجد نفسها خارج المعادلة، أما إن احتوتها بذكاء، فربما تنجح في إعادة بناء شرعيتها الاجتماعية".
تمرد المراقبين في سكك الحديد الفرنسية: النقابات خلف كواليس الغضب؟
هذا العام، تعود نفس الموجة، حيث أعلنت CGT عن "أسبوع أسود في النقل" بدءًا من 5 مايو، مطالبة بإعادة هيكلة العلاوات الخاصة بسائقي القطارات والمراقبين. ومع أن النقابة حاولت إبراز موقفها المستقل، إلا أن التحرك يبدو متماهيًا إلى حد كبير مع مطالب CNA، مما يثير تساؤلات حول من يقود فعليًا زمام المبادرة.
أما SUD-Rail، النقابة التي لطالما وصفت بأنها "مقاتِلة"، فقد سبقت الجميع بإطلاق دعوة للإضراب في عطلة نهاية الأسبوع الممتدة من 9 إلى 11 مايو/ أيار، رافعة مطالب تشمل زيادة شهرية قدرها 100 يورو للمراقبين وتحسين جداول العمل.
لكن العنصر المفاجئ كان في الكواليس: التحرك تم بالتنسيق الصريح والمسبق مع CNA، الذي لم يتوانَ في توجيه الدعوات وتنسيق الأجندة من خلال مجموعات WhatsApp وتلغرام، بعد أن بدأت نواته من مجموعة فيسبوك تجاوز أعضاؤها 3900 شخص.
وعلى الرغم من أن CNA لا يملك صفة قانونية للتفاوض باسم العمال، إلا أن النقابات اضطرت لتبني تحركاته رسميًا، في سابقة لم تشهدها الساحة النقابية الفرنسية بهذه الحدة منذ سنوات.
موقف النقابات: تحوّل أم اضطرار؟
في السابق، رفضت CGT أي تنسيق مباشر مع CNA ووصفت تحركاته بـ"الفئوية والمُقسّمة للعمال"، بحسب رسالة مفتوحة نُشرت في مايو/ أيار 2023. لكنها اليوم تسير على إيقاع CNA، وإن بتكتيك يحافظ على مظهر القيادة النقابية.
في المقابل، تعتبر نقابات مثل UNSA-Ferroviaire وCFDT أن هذا النوع من التحركات يُهدد وحدة صفوف العاملين، وامتنعوا عن المشاركة في الإضراب.
من جانبه، قال الخبير الفرنسي لوران بيرتونشو، الباحث في "مركز الدراسات حول السياسات الاجتماعية والعمالية" في باريس لـ"العين الإخبارية":" إن ما نشهده هو انتقال النفوذ من النقابات التقليدية إلى ما يُشبه النقابية القاعدية الرقمية. CNA يعكس توقًا إلى تمثيل مباشر للمطالب دون بيروقراطية. النقابات لم تفقد شرعيتها، لكنها أصبحت مجبرة على التحرك في توقيت ومطالب لا تحددها هي وحدها. وهذا ما قد يعيد رسم مشهد العمل النقابي في فرنسا."
موقف الحكومة
وفيما تعلو الأصوات المطالبة بضمان "فترات آمنة بلا إضرابات" خاصة في قطاع النقل، صرّح وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو أن مطالب المراقبين "غير مشروعة" و"يفتقرون إلى أسباب موضوعية للإضراب"، معتبرًا أن مهنتهم أقل إجهادًا من غيرها في SNCF.
لكن الواقع يشير إلى أن الغضب قد تجاوز بالفعل النطاق المهني الضيق، وأن تحالف النقابات مع CNA ليس إلا انعكاسًا لتغيير جذري في طريقة التعبير العمالي الحديثة، حيث الشبكات الاجتماعية تحل محل المكاتب النقابية.
aXA6IDEwNC4yNTIuNDIuMTM0IA==
جزيرة ام اند امز
CH

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 12 ساعات
- العين الإخبارية
بلا جوازات.. الهجرة الرقمية لجماعة الإخوان
بين زحام مقاطع الرقص والفكاهة القصيرة التي تملأ شاشة تيك توك، تختبئ شبكات إلكترونية تنشطها جماعة الإخوان، كما يكشف ملف سري بوزارة الداخلية الفرنسية حصلت عليه "لو فيغارو". ما كان منصة تسلية لحظية، تحول إلى ساحة تعبئة وتحشيد تُدار تحت مسمى "التذكير الإسلامي"، حيث استغلت الجماعة كل ركن من أركان هذا الفضاء الرقمي لتجنيد الشباب الذي يبتلع المحتوى بسرعة، بلا رقيب يوقف هذا الزحف. توضح المذكرة المؤلفة من تسع صفحات كيف أن "الإمام الإلكتروني" لجماعة الإخوان لم يعد مجرد صورة تقليدية للداعية، بل أصبح يتماهى مع أحدث صيحات منصات التواصل، مستخدمًا الفيديوهات القصيرة، والتأثيرات الصوتية، والمرئيات الجذابة، ليخترق عقول الفئات الصغيرة سنًا ويصل إليها بعمق غير مسبوق. تحذر المذكرة من تحول هذا النوع من التأثير إلى استراتيجية متطورة للتجنيد لا تكتفي بالتلقين الديني التقليدي، بل تصنع حالة نفسية وعقلية تمهد طريق التطرف. من منصة ترفيه إلى منصة تجنيد وفقًا للوثيقة نفسها، بات تيك توك من أهم المنابر التي تتصدرها عناصر جماعة الإخوان، حيث يغلب الخطاب المتشدد على المحتوى الإسلامي، وينتج هذا المحتوى تعليقات أشد تطرفًا من أصل الفيديو. وتتجاوز خطورة الأمر المحتوى ذاته إلى تفاعلات المتابعين، إذ تتحول المنشورات إلى أرض خصبة لترويج مواقف متشددة تتجاوز أحيانًا مضمون الرسالة الأساسية. في أوروبا، وعلى وقع تصاعد الصراع في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والرد العسكري الإسرائيلي، شهدت القارة ارتفاعًا لافتًا في اعتقالات مرتبطة بالإرهاب، غالبيتهم من المراهقين الذين يشكلون حوالي ثلثي المعتقلين بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024. ويؤكد خبراء مثل عالم الجريمة الفرنسي ألان باور أن هؤلاء القاصرين غالبًا ما يكونون مجهولين لدى الأجهزة الأمنية قبل اعتقالهم، مما يبرز سرعة انتشار خطاب جماعة الإخوان وسهولة استقطاب الشباب إلى العنف. ملاذات الجماعة الرقمية وليس تيك توك وحده في خريطة جماعة الإخوان، فالتطبيقات الأقدم مثل تيليغرام ما زالت تحظى بأهمية بالغة في وسائل التجنيد والتخطيط للجماعة. تستغل عناصر الإخوان تطور أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى أسرع وأكثر جاذبية، رغم محاولات الجهات الرسمية والشركات الخاصة للحد من انتشار المواد المتشددة، تبقى هذه التطبيقات منبرهم الأول. في النمسا، بدا ذلك بوضوح في مطلع 2023، حين أحبطت السلطات مخططًا إرهابيا، تورط فيه ثلاثة شباب من أصول شيشانية وبوسنية، أحدهم لم يتجاوز الرابعة عشرة، وظهر أن تأثير مقاطع تيك توك التي تمجد الجهاد كان بوابتهم الأولى إلى الانخراط في أفكار الجماعة المتشددة. وامتد تأثيرهم إلى إنشاء قناة على تيليغرام لتبادل المعلومات حول الهجمات وجمع التبرعات لشراء أسلحة، مستفيدين من أدوات الذكاء الاصطناعي لاختبار وتحسين رسائلهم. لكن المواجهة التي تقوم بها منصات التواصل الكبرى مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب لم تضع حدًا للظاهرة، بل دفعت جماعة الإخوان إلى "الهجرة الرقمية" إلى زوايا أكثر ظلمة في الفضاء الإلكتروني. بعد حظر مجموعة "إنسيل" على ريديت عام 2017، انتقل أعضاؤها إلى منتديات أخرى كـ 4chan و8kun ومواقع أخرى خاصة، ما عزز من عزلتهم وعمق إيديولوجياتهم. مراحل التطور الرقمي لعناصر الجماعة تشير الدراسات إلى تطور واضح في مسار نشاط عناصر جماعة الإخوان الرقمية، حيث مرت بثلاث مراحل: الأولى بين 1984 وحتى منتصف الألفينات استخدمت فيها المنتديات ولوحات الإعلانات؛ الثانية في منتصف 2000 حتى 2010 انتقلت إلى منصات التواصل الكبرى؛ والثالثة منذ 2010 وما بعدها، بدأت الجماعة تنسحب إلى منصات أصغر وأكثر خصوصية مثل تيليغرام وSimpleX الذي يقدم تشفيرًا متقدمًا يجعل الرقابة أكثر صعوبة. كلما ضاقت عليهم منصة ما، تجد عناصر الجماعة ملاذًا جديدًا يوفر لهم الحماية والخصوصية، وهو ما يفسر استمرار الجماعة في التسلل من منصة إلى أخرى بلا توقف. من فيسبوك إلى تيليغرام، ومن تيليغرام إلى SimpleX، لا تموت النشاطات، بل تنتقل عبر أزمنة ومواقع رقمية أكثر ظلمة، في معركة مستمرة بين المنع والمراوغة داخل فضاءات تفتقر إلى توازن القوة بين الجهات الرسمية والجماعة. فلا توجد خوارزميات تراقب، ولا إدارة محتوى تمحو المنشورات، بل غرف مغلقة، شفرات عميقة، ورموز سرية. رسائل عناصر الجماعة الإخوان لم تعد صوتًا عاليًا فقط في ساحات مفتوحة، بل همسًا مختبئًا في مجموعات مشفرة، حيث الاستهداف صار انتقائيًا، ويُزرع السم ببطء، في بيئة أكثر خطورة من العلن.حيث غيرت العنوان، وبدأت رحلة هروب رقمي متجددة، تبحث عن ملاذات جديدة بعيدًا عن أعين الرقابة. استراتيجيات "قصف الحب" الرقمية كان استقطاب النساء الشابات أكثر وضوحاً وأهمية. لم يعد الأمر حكراً على استهداف الشباب الذكور كما كان في الماضي، بل امتد إلى النساء والفتيات، لاسيما بعد موجة الانضمامات التي شهدها تنظيم داعش من بينهن. من بين أبرز الاستراتيجيات التي تستخدمها تلك الجماعات لاستقطاب النساء الشابات، نلحظ: • الاستغلال العاطفي: حيث يتبعون أسلوباً يُعرف بـ"قصف الحب"، يقوم على بناء علاقة عاطفية متينة مع الفتيات، ما يجعل التأثير النفسي أكثر عمقاً ويهيئ المجال لانجذابهن للرسائل المتطرفة. • التحريض على الشعور بالذنب: عن طريق استدعاء مفاهيم مثل "فخ الطهارة"، مما يضع ضغطاً نفسياً على النساء الشابات ليشعرن بوجوب الانضمام والدفاع عن أفكار الجماعات. • الاستفادة من التجارب الشخصية: تستهدف النساء اللواتي مررن بتجارب تهميش اجتماعي أو تعرضن للعنف الأسري، مقدمين لهن وعوداً بالحماية، والتمكين، وانتماء جديد يعوض النقص في حياتهن. • الترويج للأخوة الرقمية: من خلال تأسيس مجموعات مغلقة على مواقع التواصل، توفر بيئة افتراضية داعمة ومُحفزة، تسهل عمليات التجنيد وتوطيد الولاء. التشفير اللغوي.. كيف تفر الجماعة بين منصات التواصل؟ دراسة منشورة في مجلة "Journal of Terrorism and Political Violence" تؤكد أن "التنقل بين المنصات وتغيير التكتيكات أسلوب رئيسي تعتمد عليه جماعة الإخوان لمواصلة نشاطها الرقمي رغم محاولات الحظر المكثفة". تطورت طرقهم بشكل مستمر لتجاوز الفلاتر والأنظمة التي تحاول كشفهم. ففي تقرير نشرته شبكة BBC عام 2023، تم تسليط الضوء على استراتيجياتهم في "التشفير اللغوي" حيث يستخدمون رموزاً وكلمات غير مباشرة، وأحياناً صوراً وفيديوهات تحمل رسائل مخفية لا تتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من التقاطها بسهولة، ما يجعل المحتوى كأنه يختفي تحت سطح الرقابة، لكنه في الحقيقة ينتشر بلا قيود. وبحسب دراسة لمعهد "جيمس ماديسون" عام 2024، فإن حظر الحسابات أو المجموعات على منصة معينة سرعان ما يؤدي إلى هجرة جماعية إلى منصات أخرى أقل رقابة، مما يعقد مهمة الحكومات وشركات التقنية ويجعل مكافحة هذه الظاهرة أصعب بكثير. هذا التنقل بين المنصات ليس عشوائياً، بل يعتمد على تقنيات متقدمة كالشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) التي تخفي الموقع الجغرافي للمستخدم، مما يصعب على الجهات المختصة تعقّبهم أو حتى حصر نشاطاتهم. عبر هذه الأدوات، يتمكنون من تخطي الحظر الجغرافي المفروض على بعض المنصات في مناطق محددة، ويزيدون بذلك من نطاق تأثيرهم الرقمي. لكن هذا التجوال المستمر بين المنصات يضع تحدياً حقيقياً أمام جهود مكافحة نشاطات جماعة الإخوان الرقمية. إذ تظل إجراءات الحظر والإزالة محدودة الفاعلية، لأن الجماعة قادرة على التنقل بسلاسة، والاختباء خلف أساليب تمويه متعددة تجعل من رصدها أمراً معقداً ومكلفاً. مبارزة الظلام.. لماذا تفشل جهود المواجهة؟ في عام 2024، أطلق أنصار الجماعة برنامجاً إعلامياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي باسم "حصاد الأخبار" بهدف نشر فيديوهات دعائية بشكل مكثف. دراسة نُشرت في مجلة CTC Sentinel يناير/كانون الثاني 2024 كشفت أن بعض منصات الذكاء الاصطناعي تستجيب للطلبات التي تحمل نوايا الجماعة، حتى وإن كانت مشفرة بصيغ غير مباشرة، عبر ما يُعرف بنظام "الجيلبريك"، مما يجعلها عرضة للاستخدام السيئ. وبحسب تقرير صادر عن جامعة جيمس ماديسون، فإن عناصر الجماعة لا يختارون منصات التواصل الاجتماعي عشوائيًا، بل يتبعون استراتيجية مبنية على ثلاثة عوامل رئيسية: مستوى الرقابة على المحتوى، طبيعة الجمهور المستهدف، والأدوات التقنية المتاحة لهم. وفي مقابلة مع موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، قال أحد الباحثين في مجال مكافحة التطرف: "المجتمعات الرقمية التي انتقلت إليها الجماعة باتت أشبه ببيئات معزولة ومغلقة، حيث لا يمكن للجهات الأمنية أو حتى الباحثين النفاذ بسهولة إليها. كل محاولة تدخل قد تُفسر كمحاولة رقابة، مما يزيد من حالة التمرد والتطرف داخل هذه المجموعات." السلطات وشركات التكنولوجيا ليست بلا حول، لكنها أبطأ من وتيرة التغيير. كل منصة تُغلق، تظهر أخرى. كل تقنية مراقبة تُطوَّر، تُقابل بخدعة جديدة. وفي الوقت الذي تنشغل فيه الحكومات بوضع قوانين، ينجح المتطرفون في تجاوزها عبر أدوات مفتوحة المصدر، وشبكات لا مركزية، وبروتوكولات تشفير. وفي الوقت نفسه، تُعيق قوانين حماية الخصوصية، والموارد المحدودة، وتسارع التحولات الرقمية جهود الحكومات والمنصات. هنا تسكن المعركة الحقيقية: صراع مستمر بين التكيف الرقمي للجماعة الإخوان، وسباق الحكومات والمنصات في إغلاق المنافذ أمامها. هذه التطورات تفتح أبواباً جديدة لاستغلال التقنيات الحديثة من قبل الجماعة، وتضع تحديات معقدة أمام أجهزة الأمن وشركات التكنولوجيا، التي تحاول جاهدة محاصرة هذه الظاهرة المتجددة عبر فضاء الإنترنت الرحب. التنقل بين المنصات، الترميز اللغوي، المجتمعات المغلقة، واستخدام الذكاء الاصطناعي كلها أدوات في يد الجماعة، تجعلها أشبه برقصة دائمة في الظل، لا تتوقف، ولا تنتهي. aXA6IDgyLjIzLjIxNy4xMzMg جزيرة ام اند امز CH


الاتحاد
منذ 3 أيام
- الاتحاد
مرشح أقصى اليمين في رومانيا يعلن فوزه بالرئاسة
أعلن جورج سيميون مرشح اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية في رومانيا، فوزه في جولة الإعادة الحاسمة، اليوم الأحد، قبل إتمام فرز الأصوات، رغم أن النتائج الأولية أظهرت خسارته. وقال سيميون، في بث تليفويوني مباشر أمام مؤيديه في العاصمة بوخارست بعد إغلاق صناديق الاقتراع "نحن الفائزون بوضوح في هذه الانتخابات. ونعلن هذا النصر نيابة عن الشعب الروماني". ونشر سيميون تصريحات مشابهة على موقع فيسبوك ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس". لكن مكتب الانتخابات المركزي في بوخارست أعلن أنه مع فرز 60% فقط من الأصوات في مراكز الاقتراع، كان منافس سيميون، عمدة بوخارست المؤيد لأوروبا نيكوشور دان، متصدرا بنسبة 51.41% من الأصوات، بينما حصل سيميون على 48,59%.


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
بولندا: دونالد توسك يتهم "قراصنة روس" باستهداف مواقع حزبه قبل ساعات من الانتخابات
اتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "قراصنة روس" بالوقوف وراء هجوم إلكتروني على مواقع أحزاب الائتلاف الحاكم، التي تضم الليبراليين والاشتراكيين والمسيحيين المحافظين، قبل ساعات فقط من الانتخابات الرئاسية يوم غد الأحد. ونقلت شبكة يورونيوز الإخبارية الأوروبية عن منشور رئيس الوزراء البولندي على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "قبل يومين من الانتخابات، قامت مجموعة من القراصنة الروس النشطين على تطبيق تيليجرام بمهاجمة مواقع حزب المنصة المدنية". وأضاف رئيس الحكومة أن "أجهزتنا تنفذ عمليات مكثفة، ومازال الهجوم مستمرا". وتحقق السلطات البولندية أيضا في الإعلانات السياسية المدفوعة على فيسبوك والتي حددتها الشبكة الوطنية للبحوث الاكاديمية والحاسوب (وهو معهد أبحاث حكومي بولندي) على أنها تدخل محتمل في الانتخابات. وقال المعهد إنه أبلغ شركة ميتا، مالكة فيسبوك، بالمعلومات الكاذبة، وتمت إزالة الإعلانات المعنية. ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي عقد فيه المرشحون الرئاسيون تجمعاتهم الختامية الليلة الماضية، ومن المتوقع أن يدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار بديل للمرشح المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا، الذي تنتهي فترة ولايته الثانية والأخيرة التي استمرت خمس سنوات في أغسطس المقبل. ومع وجود 13 مرشحا، من غير المرجح تحقيق فوز حاسم في الجولة الأولى، ومن المتوقع على نطاق واسع إجراء جولة إعادة في الأول من يونيو المقبل. وتتوقع استطلاعات الرأي منافسة حامية الوطيس بين رافال ترزاسكوفسكي، عمدة العاصمة البولندية الليبرالي، وكارول ناوروكي، المؤرخ المحافظ غير المعروف لدى عامة الناس، بدعم من حزب القانون والعدالة المحافظ الوطني (الذي تولى السلطة من عام 2015 إلى عام 2023).