logo
لازاريني يستبعد نجاح خطة المساعدات الجديدة بغزة ومنظمات القطاع ترفضها

لازاريني يستبعد نجاح خطة المساعدات الجديدة بغزة ومنظمات القطاع ترفضها

الجزيرةمنذ 6 ساعات

استبعد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني نجاح خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة ، في حين أكدت هيئات المجتمع المدني بغزة، أن لا أحد مستعد للتعامل مع الآلية الجديدة.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إنه لا يعتقد أن خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في غزة، التي اقترحتها إسرائيل والتي تدعمها واشنطن ستنجح.
وأَضاف لازاريني "يبدو أن خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في غزة وُضعت لهدف عسكري أكثر منه إنساني".
المنظمات الأهلية بغزة تحذر
وفي غزة، قالت منظمات المجتمع المدني والأهلي في القطاع، إنه لا توجد هيئة محلية أو مؤسسة فلسطينية ودولية واحدة مستعدة للتعامل مع آلية المساعدات الأميركية الجديدة ذات الطابع الأمني والتي تكرس مفهوم الغذاء مقابل الوصاية الأمنية.
وشككت المنظمات في دور المؤسسة الأميركية ومن يقف خلفها ودعت للتوقف عن لعب دور مشبوه يندرج في سياق خدمة مخطط التهجير للشعب الفلسطيني والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وقالت إنها تشيد بالدور الأخلاقي والقانوني المسؤول لهيئة الأمم المتحدة ووكالة الأونروا وكافة المؤسسات الدولية الإنسانية التي ترفض التعاطي مع طريقة توزيع المساعدات.
التحذير من الوقوع في الفخ
كما حذرت أبناء الشعب الفلسطيني "من الوقوع في فخ المؤسسة الأميركية، والانتقال لمعسكرات الاعتقال بذريعة توفير الطعام مقابل أهداف أمنية وسياسية لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف".
ودعت المؤسسات الأميركية والأوروبية الشريكة والجاليات والفعاليات الشعبية لرفع دعاوى قضائية عالمية بحق المؤسسة الأميركية المتواطئة مع الاحتلال في حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة.
من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن التقطير بإدخال المساعدات إلى غزة لن يحل أزمة الجوع
وطالبت المجتمع الدولي بتكثيف الضغط على حكومة الاحتلال لفتح معابر القطاع لتتدفق المساعدات بالشكل الذي يضمن توفيرها إلى كل المناطق.
وحذرت من خطة التوزيع التي يتم الحديث عنها عبر شركات أميركية، لأنها مشروع لحشر أبناء القطاع بما يخدم خطة جيش الاحتلال لتوسيع عملياته، والاستيلاء على أكبر مساحة خالية من السكان.
84 يوما من الحصار
وفي السياق، قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، تُواصل لليوم الـ84 على التوالي، فرض حصار خانق ومُحكم على قطاع غزة، من خلال الإغلاق التام لكافة المعابر، وتنفيذ سياسة تجويع جماعي ممنهجة ترتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي ، إلى جانب الاستمرار في تنفيذ إبادة جماعية ممنهجة وقتل يومي لا يتوقف.
وأضاف أن مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية والإنسانية تكدّست في الخارج، وتعرضت للتلف والتعفّن نتيجة منع إدخالها منذ شهور طويلة، بينما يعاني سكان القطاع من مجاعة متفاقمة ووضع إنساني بالغ الخطورة.
وأوضح المكتب أنه كان من المفترض -خلال 84 يوماً من الحصار والإغلاق الكامل- أن يدخل إلى قطاع غزة ما لا يقل عن 46.200 شاحنة محمّلة بالمساعدات والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، بينما لم يدخل فعليا إلا حوالي 100 شاحنة، أي أقل من 1% من الاحتياجات الأساسية للسكان.
وتحتوي هذه الشحنات -وفقا لبيان المكتب الإعلامي- كميات محدودة من الأدوية والطحين، وصلت إلى عدد محدود من المخابز، في وقت يستمر فيه الاحتلال في تعطيل تشغيل أكثر من 90% من مخابز القطاع، الأمر الذي يكشف بجلاء سياسة "هندسة التجويع" التي ينتهجها الاحتلال عبر التحكم المتعمد في تدفق الغذاء وتوزيعه، ما يزيد من تعقيد الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني مدني في غزة.
إعلان
وقال إن الاحتلال يفرض قيوداً مشددة على حركة "الشاحنات القليلة" التي سُمح بدخولها خلال الأيام القليلة الماضية، ويجبرها على سلوك مسارات وطرق خطرة تخضع لرقابة الطائرات المُسيّرة التابعة له، ما يسهّل تعرضها لعمليات سطو من قبل مجموعات مسلحة ينشط بعضها بتغاضٍ واضح من الاحتلال.
كما يمنع الاحتلال في الوقت نفسه -وفقا للبيان- تأمين هذه الشاحنات أو توفير الحماية اللازمة لها، بل يستهدف بشكل مباشر الفرق العاملة على تأمين المساعدات، حيث ارتكب مؤخراً جريمة جديدة تمثّلت في قصف ستة من عناصر تأمين المساعدات، ما أدى إلى استشهادهم أثناء أدائهم واجبهم الإنساني في حماية تلك الشحنات.
وقال المكتب إن 80 يوما من الحصار وإغلاق المعابر، أدت إلى 58 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، و242 حالة وفاة نتيجة نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن.
كما أدت أيضا إلى فقدان 26 مريض كلى لحياتهم بسبب غياب الرعاية الغذائية والعلاجية، وإلى أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل، بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية لاستمرار الحمل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسلمو بريطانيا يطالبون بالاعتراف بفلسطين ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل
مسلمو بريطانيا يطالبون بالاعتراف بفلسطين ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

مسلمو بريطانيا يطالبون بالاعتراف بفلسطين ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل

بعثت كبرى المساجد والمؤسسات الإسلامية البريطانية، برسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر ، دعته فيها إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. وحملت الرسالة -التي أرسلت أمس الجمعة- توقيع 44 جهة إسلامية من بينها، مسجد شرق لندن ، ومسجد برمنغهام المركزي، ومسجد فينسبري بارك، والمركز الإسلامي في ريجنتز بارك. ونددت الرسالة بفشل الحكومة البريطانية في منع المجاعة والمعاناة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة. وجاء في الرسالة أنه "على مدى أكثر من 18 شهرا، شهدنا معاناةً ودماراً لا يُحتملان في غزة، ومن الواضح أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع كأداة حرب ضد سكان مدنيين عزل، في انتهاكٍ للقانون الإنساني الدولي". ودعت الرسالة رئيس الوزراء ستارمر، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات المكونة من أربع نقاط، تشمل: إعلان وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى، ورفع الحصار المفروض على القطاع، والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، إلى جانب الوقف الكامل لمبيعات الأسلحة لإسرائيل. وأشارت الرسالة إلى أن الحكومة البريطانية، من خلال غض الطرف عن عدم محاسبة إسرائيل ، تخاطر بتقويض التزاماتها تجاه القانون الدولي وحقوق الإنسان. إعلان وأضافت أن غياب تدخل دبلوماسي أو إنساني فعّال، واستمرار الدعم المادي لإسرائيل، يقوّضان تعهدات بريطانيا بحماية العدالة والقانون الدولي وحقوق الإنسان. وأكدت الرسالة أن حل الدولتين يجب أن يبنى على أساس العدالة، وأن عملية السلام يجب أن تقوم كذلك على أساس العدالة والمساواة والقانون الدولي، داعية إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين والتحرك وفق قرارات الأمم المتحدة والتوافق الدولي. وشددت على العواقب المميتة لاستخدام إسرائيل للجوع كسلاح ضد مليوني فلسطيني في غزة. وأردفت أن آلاف الأطفال والرضّع يعانون من سوء تغذية حاد، ويواجهون الموت في ظروف لا إنسانية مؤلمة. ودعت الرسالة، لتطبيق القانون الدولي على نطاق عالمي، مشيرة إلى أن المعايير المزدوجة القائمة على أسس عرقية أو دينية تشكل مثالا خطيرا.

مسؤول للجزيرة نت: إسرائيل دمَّرت 85% من مصادر المياه في غزة
مسؤول للجزيرة نت: إسرائيل دمَّرت 85% من مصادر المياه في غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

مسؤول للجزيرة نت: إسرائيل دمَّرت 85% من مصادر المياه في غزة

غزة- تعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدميرَ مصادر وشبكات المياه في قطاع غزة ، بعد أن استهدفها بغاراته الجوية وعملياته البرية في إطار حربه لتقويض مقومات الحياة وإجبار الفلسطينيين على هجر أماكن سكنهم. ويقول مدير عام مصادر المياه في سلطة المياه بقطاع غزة، منذر سالم، إن إسرائيل دمَّرت 85% من مصادر المياه، وأنهكت قطاع المياه المستنزف أساسا، ولم تعد المياه الصالحة للشرب والمخصصة للاستهلاك اليومي متاحة أمام أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون داخل غزة. وحذَّر في حديث خاص للجزيرة نت، من آثار تلوث المياه على صحة المواطنين الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للحصول على القليل منها، وفي كثير من الأحيان تفشل مهمتهم في توفيرها. المصدر الأهم ويعتمد قطاع غزة -حسب سالم- على ثلاثة مصادر للمياه؛ أولها الخزان الجوفي الذي كان مستنزفا قبل الحرب وأصبح منهكا، حيث أظهرت آخر التحاليل التي سبقت العدوان الإسرائيلي عام 2023، أن 97% من مياهه غير صالحة للشرب، بينما تُمثل المصدر الثاني محطات التحلية، سواء العامة أو الخاصة، التي زاد الاعتماد عليها كثيرا خلال الحرب. وتوفر المصدر الثالث شركة مياه "ميكروت" الإسرائيلية، بناء على اتفاق أوسلو ، حيث بدأت بتزويد قطاع غزة بـ5 ملايين متر مكعب من المياه سنويا عبر 3 محاور واقعة شرق مدينة غزة، وشرق المغازي وسط القطاع، وشرق عبسان جنوبه، وارتفعت الكمية في 2023 لتصل إلى 21 مليون متر مكعب سنويا. واستعرض سالم التفاصيل الصعبة لواقع الخزان الجوفي في قطاع غزة، الذي يعتمد على مياه الأمطار لتعويضه، لكن كثرة الاستهلاك وعشوائيته أنهكته وأصبح ملوثا. وأضاف "يمثل الاعتماد الأكبر على الخزان الجوفي بما يعادل 85% من إجمالي مصادر المياه، وزادت هذه النسبة خلال الحرب بعدما قطعت إسرائيل إمدادات المياه التي تزود بها القطاع، فور عودة العدوان عليه في مارس/آذار الماضي". سياسة التعطيش ودمَّر الاحتلال أكثر من 80% من آبار المياه العامة، التي كانت توفر الماء لمعظم المناطق السكنية، ما يؤكد وجود مخطط إسرائيلي لتعطيش سكان قطاع غزة، حسب المسؤول سالم. ولفت إلى أن معظم الآبار التي يتم إعادة تشغيلها بعد تنفيذ أعمال صيانة طارئة عليها، لا تعمل بالكفاءة المطلوبة نظرا للأضرار الجسيمة التي لحقت بمنظومة المياه، ما أدى إلى انخفاض إنتاج هذه المصادر ما بين 30-35% مما كان عليه قبل العدوان. وكانت محافظات قطاع غزة تعتمد في استخراج المياه الجوفية على 300 بئر تنتج 262 ألف متر مكعب في اليوم، إلا أن أضرارا لحقت بها قلصتها إلى أدنى مستوى. وأدت عمليات النزوح المستمرة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على سكان جميع محافظات قطاع غزة إلى تجمعهم في أماكن محدودة، والعمل على حفر آبار منزلية جديدة أو إصلاح بعض المصادر الجوفية التي أصابها الدمار كي يتمكنوا من توفير المياه. وأشار سالم إلى العراقيل التي تصطدم بمحاولات تشغيل الآبار المتبقية في قطاع غزة، منها غياب مصادر الطاقة اللازمة لعملها بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود، وارتفاع تكلفة تشغيلها عبر الطاقة الشمسية التي دمر العدوان معظمها. وأوضح أن القدرة التخزينية للنازحين تقتصر على غالونات مياه محدودة السعة بسبب النزوح والدمار الذي طال خزانات المياه الكبيرة، وبالتالي، فإنه عند انقطاع المياه عنهم ليوم واحد فقط، فسيتركوا دون ماء، وهو ما يزيد من الأزمات اليومية التي يعيشها معظم سكان القطاع. التلوث وأخطاره وزاد اعتماد سكان قطاع غزة على محطات تحلية المياه التي كانت تغطي 10% فقط من مجمل احتياجهم، حيث اضطرت لزيادة كميات إنتاجها رغم ارتفاع تكلفتها بشكل ملحوظ. وقال سالم: إن محطات التحلية تجتهد من خلال المؤسسات الخيرية والمبادرات المجتمعية لإيصال أكبر قدر ممكن من الماء إلى محافظات قطاع غزة، وهذا يساعد على توفير حصة يومية من المياه حتى لو كانت قليلة. وتطرَّق إلى مخاطر تلوث مياه الشرب، حيث يتكدس مئات المواطنين حول شاحنات توزيعها، مما يتسبب أحيانا بوصول الرمال والأتربة إلى الغالونات المخصصة لنقل المياه. وبيّن المسؤول سالم، أن كل 1 غرام من الرمل يحتوي على 5 ميكروبات، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعوية، وحذَّر من أن تراكم النفايات الصلبة في غزة يؤدي مباشرة إلى تسرب التلوث للمياه. وشدد سالم على أن مصادر المياه تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة بما فيها محطات تحلية المياه، ومحطات الضخ، والآبار، وخزانات المياه، وخطوط النقل الرئيسية، وشبكات المياه، كي تتمكن الجهات المختصة من تلبية احتياجات المواطنين الطبيعية للمياه.

عائلة في غزة لا يدرك أبناؤها المعاقون معنى الحرب والمجاعة
عائلة في غزة لا يدرك أبناؤها المعاقون معنى الحرب والمجاعة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

عائلة في غزة لا يدرك أبناؤها المعاقون معنى الحرب والمجاعة

غزة- لا شيء في خيمة السيدة ممتازة صُبح يوحي بالحياة سوى صراخ أبنائها الثلاثة المتواصل طلبا للطعام، وهم الذين يعانون من الإعاقة الذهنية. بينما يلاصق خيمتها مكب نفايات يقع في قلب مدينة غزة، في ظروف لا تصلح لحياة البشر. لا يدرك أبناؤها أن قطاع غزة بأكمله يعيش مجاعة خانقة، منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر قبل قرابة 80 يوما، ولا يفهمون معنى الحصار ولا يتقبلون الأعذار، ويطلبون الطعام دون توقف من والدتهم التي تصارع وحدها لإسكات صرخاتهم. وبينما تعاني غزة من مجاعة جراء حصار مشدد تفرضه إسرائيل منذ بداية مارس/آذار الماضي، ويعيش معظم السكان في خيام بعد تدمير منازلهم، وسط إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود وانعدام المساعدات وصعوبة الوصول إلى الطعام، تواجه الفئات الأضعف، كذوي الإعاقة الذهنية، أوضاعا إنسانية مأساوية. الجوع ينهش الصمت نزحت السيدة ممتازة من بيت لاهيا شمالا إلى مدينة غزة قبل نحو شهرين، وهدم جيش الاحتلال منزلها هناك، وتعيش في الخيمة التي منحتها لها إحدى الجهات الخيرية. ومنذ نزوحها، لا يوجد عند ممتازة أي مصدر دخل، وتعيش على الصدقات، وتحصل على الطعام من التكيات ومن يتبرع لها من "أهل الخير". ومع تفاقم المجاعة جراء نقص الغذاء وقلة التكيات، تفاقمت الأوضاع المأساوية لعائلة صُبح، خاصة أن أبناءها من ذوي الإعاقة الذهنية، غير قادرين على تحمّل الجوع، أو تفهم أسبابه. وتقول ممتازة للجزيرة نت، "كان عندي بيت في منطقة بيت لاهيا ، صحيح بسيط، لكنه كان ساترَنا وحافظ كرامتنا، لكن الآن نحن في الشارع". ولا تتوقف معاناة ممتازة عند فقدان المأوى، بل تمتد لتدخل عمق حياتها اليومية، فأبناؤها الثلاثة: صقر (25 عاما)، وصخر (23 عاما)، وأحمد (22 عاما) تمنعهم إعاقتهم من فهم معنى "حرب" أو "حصار" أو "مجاعة". إعلان وتضيف "ما بيعرفوا شو يعني ما في أكل، بيصحوا من النوم، بيطلبوا أكل، أقولهم الدنيا حرب، بيردوا: إحنا جوعانين، أقولهم استنوا (انتظروا) شوي، بصرخوا، بيكسروا، بيهددوا يحرقوا الخيمة". لم تأكل العائلة خبزا منذ شهر، فلا يوجد دقيق في المنزل، وحينما يحضر الطعام، فإنه لا يتعدى العدس الأحمر الذي يصلها كهِبات من بعض الأقارب أو المحسنين، وتوضح أن أولادها لا يحبون العدس، لكنهم يضطرون لأكله لعدم توفر البديل. وذات مرة، رمى ابنها صخر وعاء الطعام في الشارع، بعد أن أكل ما بداخله، ثم صاح "جوعان.. بدّي كمان"، وهدد بحرق الخيمة، وتكمل "يطلبون الأكل كل نصف ساعة، مش مستوعبين أن الدنيا حرب وأن الأكل مرتين أو ثلاثة باليوم غير متوافر". تنهار ببطء تعيش ممتازة هذه الحياة كل يوم، دون انقطاع ودون استراحة، رغم أنها أم مريضة بالسكري وضغط الدم المرتفع، لا تقوى على مجاراة الجوع المتكرر لأبنائها، ولا على حمل المياه من المسافات البعيدة، ولا على الجري خلفهم عندما يصرخون أو يعتدون على بعضهم بعضا. تقول "أنا مش قادرة، بمشي وبنهار، وعندما أفقد السيطرة، أذهب للنوم وأتركهم يصرخون، يكسرون أي شي حواليهم، أذهب للنوم ليس لأجل النوم، ولكنني لأستسلم أمام كل هذا التعب". ولا تنتهي المأساة في هذه الخيمة عند الجوع، فوجودها إلى جوار مكب نفايات يجعلها ساحة للحشرات التي تغزوهم ليل نهار، تسبح على وجوههم، وتلدغهم، وتوقظهم من نومهم، وفي هذا تقول ممتازة "طول الليل أطارد الحشرات، كل ما أقتل وحدة بلاقي عشرة غيرها، أما الرائحة فهي خانقة". تفتقد الخيمة للمرحاض، كما يعانون من نقص الملابس والأحذية، ويمشون حفاة في الشوارع، ويرتدون ملابس بالية ممزقة. وتحرص ممتازة في حديثها على الدوام على أن تدعو الله أن يمنحها الصبر، خاصة أنها لم تعد شابة وقادرة على تحمّل هذه المعاناة، وتختم حديثها، "دائما بقول يا رب صبرني على أولادي، صبرني على جوعي، صبرني على الناس". ارتفاع نسبة الإعاقة يكشف الدكتور إياد الكرُنز، منسق قطاع الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية بقطاع غزة، أن العدوان على غزة تسبب في ارتفاع غير مسبوق في أعداد ذوي الإعاقة، حيث أُضيف نحو 32 ألف شخص إلى القائمة، بزيادة تقدَّر بـ 52% مقارنة بالأعداد المسجّلة قبل الحرب، والتي بلغت آنذاك 58 ألف حالة، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وأضاف الكرُنز للجزيرة نت، "هذه الأرقام لا تزال غير نهائية، إذ يُسجَّل يوميا من 10 إلى 12 حالة جديدة، غالبيتها من الأطفال مبتوري الأطراف". وأوضح الكرُنز أن الأشخاص ذوي الإعاقة – سواء الجدد أو القدامى- يواجهون ظروفا بالغة القسوة، إذ يعانون من نقص حاد في الغذاء والمكملات الغذائية والفيتامينات والبروتينات. ولفت إلى أن حالة المجاعة السائدة في قطاع غزة حاليا، تفاقم من حالة المعاقين الذين يحتاجون إلى تغذية سليمة، مشيرا إلى أن فئة المعاقين "ذهنيا" يطلبون الطعام باستمرار لأن أدمغتهم لا تضبط مسألة الإحساس بالشبع، مما يُشكل عبئا نفسيا وماديا متزايدا على أهاليهم. كما ذكر أن المعاقين يفتقدون "الأدوية والحفاظات والأجهزة المساعدة مثل الكراسي المتحركة والأطراف الصناعية". وأشار الكرُنز إلى أن البُنى التحتية في مراكز الإيواء، تفتقر لأبسط متطلبات ذوي الإعاقة. وأشار إلى أن هذه الفئة تخوض "منافسة غير عادلة مع الأصحاء للحصول على الماء والغذاء والعلاج". وتفاقمت معاناة ذوي الإعاقة، بحسب الكرُنز، بفعل تدمير إسرئيل مراكز التأهيل التي كانوا يعتمدون عليها، إضافة إلى فقدانهم أدواتهم المساعدة نظرا للنزوح المستمر والمتكرر. وبيّن أن تدمير المستشفيات والنقص الحاد في الرعاية الصحية يسهم في تدهور أوضاع ذوي الإعاقة، ويقصّر من أعمار كثيرين منهم. كما سلط الضوء على معاناة فئة ذوي الإعاقات الذهنية، وخاصة المصابين بالشلل الدماغي، مشيرا إلى أن معاناتهم "مركّبة"، إذ يعانون من إعاقات حركية مصاحبة، ويحتاجون إلى تغذية وأدوات طبية خاصة وكراسي متحركة لا تتوفر حاليا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store