logo
نافذة إنفوغرافيك.. تعرف على "جيو تيان" أول حاملة مسيرات في العالم

نافذة إنفوغرافيك.. تعرف على "جيو تيان" أول حاملة مسيرات في العالم

الأحد 25 مايو 2025 12:00 مساءً
نافذة على العالم - من المتوقع أن تُجري الصين نهاية يونيو 2025 أول رحلة لطائرة "جيو تيان" المسيرة، والتي تُعرف عادةً بأول "سفينة أم للطائرات المسيرة" في العالم، مما يُمهد الطريق لإطلاق أول طائرة في العالم من فئة جديدة كليًا من الطائرات العسكرية.
وكانت تقارير أفادت بأن الطائرة الصينية المسيرة "جيو تيان "، التي يطلق عليها أيضا لقب "السماء العالية"، التي طورتها الصين بشكل مستقل، قد أكملت مرحلة تجميع الهيكل. ودخلت مرحلة تركيب الأنظمة وإجراء الاختبارات.
تُعتبر "جيو تيان" طائرة استطلاع هجومية متقدمة، حيث يقدر امتداد جناحيها بـ25 مترا، ويصل الحد الأقصى لوزنها عند الإقلاع إلى 16 طن، في حين تبلغ حمولتها القصوى 6 أطنان.
وتعتمد الطائرة في نظام الدفع على محرك توربوفان، ما يمنحها قدرة على الطيران حتى ارتفاع 15 ألف متر، وبسرعة قصوى تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة. كما تتمتع بقدرة تحمل فائقة، حيث يبلغ مداها الأقصى 7 آلاف كيلومتر، ويمكنها التحليق لأكثر من 36 ساعة.
تبرز "جيو تيان" أيضا بقدرتها الكبيرة على حمل الأسلحة، إذ تحتوي على 8 نقاط تعليق خارجية قادرة على حمل قنابل موجهة يصل وزنها إلى 1000 كيلوغرام، إضافة إلى صواريخ جو-جو، وصواريخ جو-أرض، وصواريخ مضادة للسفن، وذخائر متسكعة.
ويرى الخبراء العسكريون أن ما يميز "جيو تيان" هو إمكانية تزويدها بأنظمة حرب إلكترونية متطورة، تمكنها من قمع رادارات العدو والتشويش عليها، بالإضافة إلى نظام تشويش بالأشعة تحت الحمراء الاتجاهية للتصدي للصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء عبر أشعة الليزر، مما يعزز من قدرتها على البقاء والنجاة في بيئات قتالية معقدة.
وتعتمد "جيو تيان" على بنية مفتوحة، وتحتوي على مقصورة مهام قابلة للاستبدال بسرعة. ومن خلال تغيير الحمولة المعيارية، يمكن للطائرة التبديل بين أنواع مختلفة من المهام خلال ساعتين فقط، لتلائم متطلبات تشمل: النقل الجوي، الإسقاط الجوي، دعم المعلومات، المواجهة الإلكترونية، الضربات النارية، والدعم القتالي. كما يمكن استخدامها في كل من المجالات العسكرية والمدنية، مثل القتال التقليدي، ودعم الإمداد، والإنقاذ في حالات الطوارئ.
ومن أبرز ما يميز "جيو تيان" أيضا هو احتواؤها على "مقصورة المهام المتعددة" المدمجة في بطن الطائرة.
وتتميز هذه المقصورة بقدرتها على حمل مئات الذخائر المتسكعة أو الطائرات المسيرة الصغيرة، ولذلك تُعرف "جيو تيان" كذلك باسم "حاملة الطائرات المسيرة".
ويمكن للطائرة أيضا أن تعمل كمنصة اتصالات ونقل بيانات للطائرات المسيرة الصغيرة، حيث تُدار وتُشغّل من قِبل أطقم خلفية، ما يجعلها مناسبة لنشر طائرات مسيرة صغيرة مزودة بصواريخ كروز، لتنفيذ مهام هجومية واستطلاعية متعددة.
وفي حال نجاحها، يُمكن أن تُلحق بها حاملات طائرات مسيرة أكبر بكثير تنشر كميات أكبر من الطائرات المسيرة أو فئات أكبر من الطائرات المسيرة.
ويأتي تطويرها في وقتٍ تلعب فيه حرب الطائرات المسيرة دورًا محوريًا متزايدًا في الصراعات الحديثة، كما يتضح في مسارح العمليات من السودان وأذربيجان وجنوب لبنان وأوكرانيا.
يتبع تطوير "جيو تيان" اتجاهًا أوسع نحو قيادة صناعة الطائرات المسيرة في الصين للعالم في تقديم أنواع جديدة تمامًا من المركبات الجوية بدون طيار للاستخدام العسكري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من حرب النجوم إلى القبة الذهبية.. مرحلة جديدة في «عسكرة الفضاء»
من حرب النجوم إلى القبة الذهبية.. مرحلة جديدة في «عسكرة الفضاء»

بوابة الأهرام

timeمنذ 4 ساعات

  • بوابة الأهرام

من حرب النجوم إلى القبة الذهبية.. مرحلة جديدة في «عسكرة الفضاء»

محمد الطماوي في لحظة تعيد للأذهان أجواء "حرب النجوم" في ثمانينيات القرن الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع دفاعي جديد تحت مسمى "القبة الذهبية"، يستهدف حماية الأراضي الأمريكية من التهديدات الخارجية باستخدام تكنولوجيا فضائية متقدمة، هذا الإعلان لم يكن مجرد خطوة عسكرية أو تقنية، بل مثّل تحوّلاً استراتيجياً يعكس تصاعد سباق التسلح في الفضاء، ويفتح باباً جديداً من أبواب الصراع الجيوسياسي بين القوى الكبرى. فالولايات المتحدة، التي لطالما سعت للهيمنة على الفضاء التكنولوجي والعسكري، تدخل الآن طوراً جديداً من المواجهة، قد يعيد تشكيل موازين القوى العالمية، ويُشعل فتيل سباق تسلح فضائي قد لا يكون أقل تكلفة أو خطورة من الحرب الباردة الأولى. المشروع، بحسب مراقبين، ليس إلا تجسيداً لحلم قديم راود الرئيس الأسبق رونالد ريجان، لكنه اليوم يعود بثوبٍ أكثر تطوراً وبتكلفة تفوق الخيال. السؤال المحوري الذي يطرحه هذا المشروع، هل تمثل "القبة الذهبية" تحولاً دفاعياً ضرورياً لحماية الأمن القومي الأمريكي؟ أم أنها بداية مرحلة جديدة من عسكرة الفضاء ستدفع العالم إلى صراع استراتيجي مفتوح تهتز له خرائط الاقتصاد والأمن الدوليين؟ هذا ما يجيب عليه الخبراء الذين استطلعت «الأهرام العربي» آراءهم. تفاصيل المشروع في البداية، قال اللواء الطيار محمد الصمادي، الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني، إن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان أطلق في عام 1983 برنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي الذي تطور لاحقًا إلى نظام "حرب النجوم" المعروف اختصارًا بـ (Strategic Defense Initiative – SDI)، موضحًا أن هذا النظام تعرض آنذاك لانتقادات واسعة، سواء من حيث الجدوى التقنية أو التكلفة العالية، مما حال دون تطبيقه بالكامل، ليتم لاحقًا تطويره إلى برنامج الدفاع الصاروخي القومي (National Missile Defense). وأضاف الصمادي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقّع في 27 يناير 2025 مرسومًا رئاسيًا يقضي بإنشاء قبة حديدية دفاعية متطورة مضادة للصواريخ، مشيرًا إلى أن ترامب أعلن في 20 مايو 2025 عن هذا النظام الدفاعي الجديد، الذي يهدف إلى حماية كامل الأراضي الأمريكية من أي هجمات صاروخية محتملة، تنفيذًا لوعد قطعه خلال حملته الانتخابية في عام 2024، حيث يتوقع أن يكون البرنامج جاهزًا قبل نهاية عام 2029. وأوضح الصمادي أن ترامب وصف هذا المشروع بأنه نظام متطور من الجيل الجديد، يشمل أجهزة استشعار ومقاومات قادرة على العمل في الفضاء، لمجابهة واعتراض التهديدات الجوية والأقمار الصناعية التي قد تنفذ هجمات إلكترونية أو تصطدم بأقمار صناعية أخرى، بالإضافة إلى مجابهة أنواع متطورة من الصواريخ، مثل الصواريخ العابرة للقارات، والصواريخ المجنحة، والمدارية، وتلك التي قد تُطلق من الفضاء، فضلًا عن صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والفرط صوتية الصينية والروسية، وصواريخ كوريا الشمالية، إلى جانب الطائرات المسيّرة. وأشار إلى أن النظام سيتم نشره على البر والبحر وفي الفضاء، مؤكدًا أن ترامب يأمل في تحقيق نسبة نجاح تبلغ 100% في الحماية، بالنظر إلى أن التكنولوجيا المتاحة حاليًا باتت أكثر تطورًا مما كانت عليه في العقود السابقة. وتابع الصمادي أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيت صرّح بأن القدرات التكنولوجية المتقدمة المتوفرة اليوم قد تجعل من الممكن تحقيق الرؤية القديمة، مضيفًا أنه تم تكليف الجنرال مايكل غيتلاين، نائب رئيس العمليات في قوة الفضاء الأمريكية (U.S. Space Force)، بقيادة المشروع والإشراف عليه. وحول ردود الفعل الدولية، أوضح الصمادي أن البرنامج أثار انتقادات من العديد من الدول التي تخشى من أن يؤدي إلى عسكرة الفضاء والمزيد من سباقات التسلح بين الدول، وهو ما قد يُسهم في زعزعة الأمن العالمي، مشيرًا إلى أن الصين أعربت عن قلقها البالغ من هذا المشروع، واعتبرته انتهاكًا لمبدأ الاستخدام السلمي للفضاء، وحذرت من أنه قد يهز أسس الأمن الدولي ويُطلق سباق تسلح جديد. وأكد أن روسيا بدورها عبرت عن مخاوفها من أن يؤدي هذا المشروع إلى زعزعة الاستقرار الاستراتيجي العالمي، محذرة من أنه قد يُخل بتوازن الردع النووي القائم. واستطرد الصمادي قائلًا إن التكلفة الأولية للبرنامج تُقدَّر بـ175 مليار دولار، من بينها 25 مليارًا كاستثمار أولي، بينما تتراوح الكلفة الكلية على مدار عشرين عامًا بين 500 و830 مليار دولار، وقد تتجاوز هذه التقديرات وفقًا لبعض الدراسات، موضحًا أن الكونجرس الأمريكي يواجه صعوبات في الموافقة على الميزانية المقترحة بسبب التكلفة الباهظة، في ظل احتمالية مشاركة كندا في المشروع. وأضاف أن تنفيذ المشروع خلال الإطار الزمني المحدد يبدو صعبًا، بسبب التعقيدات التقنية والتمويلية، فضلًا عن احتمالية تجاوز الكلفة المتوقعة بكثير، مؤكدًا أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن جدوى التكنولوجيا الحالية في تحقيق الأهداف الطموحة التي حددها المشروع. وأشار الصمادي إلى أن التحديات الاستراتيجية لا تتوقف عند الجانب التقني، بل تشمل أيضًا إمكانية أن يُثير البرنامج سباق تسلح فضائي بين القوى الكبرى، لافتًا إلى أن من أبرز نقاط الضعف المحتملة ضعف فعالية النظام في حال وقوع هجوم شامل، وعدم قدرته على التعامل مع هجمات متعددة ومتزامنة، إلى جانب احتمالية استهداف مكوناته بأنظمة مضادة للأقمار الصناعية. ومضى موضحًا أن المشروع يواجه أيضًا انتقادات داخلية، حيث يشكك عدد من المشرعين الديمقراطيين في جدوى المشروع وفعاليته من الناحية العملية. وتابع الصمادي بأن نظام القبة الذهبية يتكون من ثلاث طبقات حماية رئيسية، موضحًا أن الطبقة الأولى هي الطبقة الفضائية، والتي تعتمد على ألف قمر استطلاعي لمراقبة حركة الصواريخ عالميًا من لحظة إطلاقها وحتى مراحل طيرانها المختلفة، إلى جانب 200 قمر هجومي مزود بصواريخ اعتراضية وأسلحة ليزر متطورة لتعطيل أو تدمير التهديدات دون الحاجة إلى صواريخ اعتراضية تقليدية، فضلًا عن صواريخ اعتراضية فضائية قادرة على إسقاط الأهداف خلال لحظات من إطلاقها. وأشار إلى أن الطبقة الثانية تتمثل في الطبقة الجوية والبحرية، وتشمل منصات إطلاق منتشرة عبر الجغرافيا الأمريكية، إلى جانب أنظمة بحرية متمركزة على الزوارق والغواصات الحربية. وأكد أن الطبقة الثالثة هي الطبقة الأرضية، وتشمل أنظمة دفاع صاروخي أرضية متطورة، قابلة للتكامل مع الأنظمة الأمريكية الدفاعية القائمة. وحول التقييم العام للمشروع، أكد الصمادي أن "القبة الذهبية" تُجسد رغبة الولايات المتحدة في استعادة الردع وهيبتها العسكرية، وتمثل في الوقت ذاته رؤية ترامب لإنشاء نظام دفاع صاروخي شامل يحمي الولايات المتحدة من جميع التهديدات الصاروخية المحتملة. وختم الصمادي تصريحه قائلاً إن ترامب يروج لهذا المشروع بوصفه إنجازًا تقنيًا وأمنيًا غير مسبوق على المستوى الاستراتيجي، إلا أن هناك العديد من المخاوف الجيوسياسية والتحفظات والأسئلة والانتقادات، التي تتعلق بجدواه التقنية، وتكلفته العالية، والتداعيات المحتملة على الأمن الدولي، متسائلًا في الوقت ذاته: "هل يمكن أن تتحقق رؤية ترامب عمليًا على أرض الواقع خلال الإطار الزمني المحدد، في ظل التحديات التقنية والمادية؟ أم أنه سيواجه نفس مصير برنامج حرب النجوم؟". الردع النووي من جانبه، قال العميد الدكتور عمر الرداد، العميد السابق في المخابرات الأردنية والخبير الأمني والاستراتيجي، إن المشروع الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعد في جوهره إعادة إنتاج لمشروع "حرب النجوم" الذي طرحه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان في عام 1983، موضحاً أن الهدف الرئيسي من ذلك المشروع كان يتمثل في إنشاء نظام دفاع صاروخي لحماية الولايات المتحدة من هجمات الصواريخ النووية الباليستية، ولا سيما من قبل الاتحاد السوفييتي آنذاك. وأوضح الرداد أن المشروع اعتمد حينها على استخدام تقنيات متطورة ومفاهيم جديدة، مثل أشعة الليزر وحزم الجسيمات في الفضاء الخارجي، لاعتراض وتدمير الصواريخ المعادية في مراحل مختلفة من مسارها، بما يجعل نشوب حرب نووية أمراً مستحيلاً، ويُلغي عملياً سياسة الردع المتبادل التي كانت سائدة خلال فترة الحرب الباردة. وأضاف أن مشروع "القبة الذهبية"، في حال تم تنفيذه، من المرجح أن يقابل بردود فعل قوية تؤدي إلى سباق تسلح، لا سيما من قبل روسيا والصين، مشيراً إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يزعزع مقاربة الردع النووي القائمة حالياً، حيث سبق أن أعربت كل من موسكو وبكين، كل على حدة، عن معارضتهما لتوسع الدفاعات الصاروخية الأمريكية، معتبرتين أن مثل هذه الخطوات تُخل بتوازن الردع الاستراتيجي القائم. وأشار إلى أن الدولتين – روسيا والصين – قد أرسلتا إشارات واضحة بشأن عزمهما على تطوير أسلحة فرط صوتية أو أنظمة جديدة قادرة على اختراق الدفاعات الأمريكية والتغلب عليها، مؤكداً أن هذا المسار سيُسهم في تسريع وتيرة سباق التسلح العالمي. وتابع الرداد قائلاً إنه في حال أقدمت الولايات المتحدة على نشر هذه الأنظمة في مناطق مثل آسيا أو أوروبا، فإنها قد تُقابل بردود فعل من دول مجاورة، مثل كوريا الشمالية أو إيران، أو حتى من بعض الحلفاء الذين قد يطالبون بالحصول على أنظمة مماثلة، مما يُعزز من فرص اندلاع سباق تسلح على المستويين الإقليمي والدولي. ومضى مضيفاً أن دولاً في منطقة الشرق الأوسط، على سبيل المثال، سبق أن أعلنت نيتها امتلاك سلاح نووي في حال امتلكته إيران، وهو ما يعني أن المشروع الأمريكي قد يشجع قوى إقليمية أخرى على السعي لتطوير قدراتها العسكرية، مشدداً على أن مناطق النزاعات الدولية في آسيا وأمريكا اللاتينية قد تشهد بدورها اندفاعاً مماثلاً لتطوير ترساناتها. وحول الجدية المحتملة للرئيس ترامب في تنفيذ هذا المشروع، أوضح الرداد أن الأمر لا يزال غير واضح حتى الآن، لكنه لفت إلى أن الفارق في الإمكانيات التقنية، وخاصة فيما يتعلق بتطورات الذكاء الاصطناعي، بين فترة طرح الفكرة سابقاً وبين المرحلة الراهنة، ربما يجعل من مشروع "القبة الذهبية" مشروعاً قابلاً للتطبيق بشكل أكبر. واستطرد قائلاً إن الكلفة المالية المقدرة للمشروع، والتي تصل إلى نحو 170 مليار دولار، لا تبدو كبيرة بالنسبة للرئيس ترامب، الذي يُولي اهتماماً خاصاً بالعوائد السياسية والاستراتيجية، مشيراً إلى أن هذا المشروع قد يُحقق لواشنطن ضمانات أكبر لاستمرار تفوقها وريادتها على المستوى العالمي. العقيدة الدفاعية قال العميد المتقاعد سعود الشرفات، مدير مركز شرفات للدراسات وبحوث العولمة، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع "القبة الذهبية"، يشكل تحولاً لافتاً في العقيدة الدفاعية الأمريكية، حيث يستهدف المشروع بناء نظام دفاعي فضائي متكامل لحماية الأراضي الأمريكية من التهديدات الخارجية. وأوضح الشرفات أن "القبة الذهبية تمثل نقلة نوعية في التفكير العسكري الأمريكي، لأنها تعتمد على تقنيات متقدمة تشمل الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية والطائرات بدون طيار، لخلق درع دفاعي ضد الصواريخ الباليستية والهجمات الإلكترونية والفضائية". وأشار إلى أن "المشروع أثار جدلاً واسعًا حول العالم، بين من يعتبره خطوة ضرورية لتعزيز الأمن القومي الأمريكي، ومن يراه مقدمة حقيقية لعسكرة الفضاء وسباق تسلح فضائي خطير"، مؤكدًا أن "الجدل لا يدور فقط حول التقنيات، بل حول التداعيات السياسية والعسكرية على النظام الدولي برمته". وأكد أن "المشروع في حال نجاحه قد يوفر، نظرياً، حماية فعالة للأراضي الأمريكية من التهديدات الخارجية، لكنه يظل مرهونًا بقدرة التكنولوجيا المستخدمة على مواجهة تحديات معقدة، إضافة إلى طبيعة ونوعية التهديدات المحتملة في المستقبل". وفي هذا السياق، لفت الشرفات إلى أن "هناك مخاوف حقيقية من أن يفتح مشروع القبة الذهبية الباب واسعًا أمام عسكرة الفضاء، ما قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين الدول العظمى، مثل الصين وروسيا، وربما يطلق شرارة سباق تسلح فضائي يشبه الحرب الباردة، ولكن على مستوى الكواكب". وأضاف أن "الصين أعربت رسميًا عن قلقها، واعتبرت أن المشروع قد يؤدي إلى حرب فضائية ويهدد بمسح مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء من المعادلة الدولية، وهو ما من شأنه زعزعة استقرار النظام الأمني العالمي"، مشيرًا إلى أن "روسيا من جانبها، ورغم حديثها عن حق الدول في حماية مصالحها الفضائية، إلا أنها حذرت من أن المشروع قد يخل بتوازن الردع النووي القائم". ورأى الشرفات أن "القبة الذهبية تعيد إلى الأذهان مشروع (حرب النجوم) الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان في ثمانينيات القرن الماضي، بهدف بناء نظام دفاعي ضد التهديدات النووية آنذاك، لكن لم يكتب له النجاح الكامل"، معتبرًا أن "ترامب يحاول اليوم إحياء الحلم ذاته، ولكن بأدوات وتقنيات أكثر تقدمًا وحداثة". واختتم الشرفات تصريحاته بالقول: "القبة الذهبية مشروع أمريكي طموح يحمل أبعادًا استراتيجية كبيرة، وقد يوفر حماية للأراضي الأمريكية على المدى الطويل، لكنه أيضًا ينطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بالأمن العالمي، الكرة الآن في ملعب واشنطن، التي ستواجه اختبارًا حقيقيًا في كيفية تنفيذ المشروع دون تفجير توازنات القوة الدولية، أو دفع العالم إلى حافة سباق فضائي جديد". تداعيات اقتصادية قال الدكتور عمر أحمد البستنجي، الخبير الأردني في الاقتصاد السياسي الدولي، إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع "القبة الذهبية" يمثل لحظة مفصلية في مسار العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يعيد رسم خرائط الصراع الجيوسياسي في سياق أكثر خطورة وتعقيدًا من أي وقت مضى. وأكد البستنجي أن "المشروع لا يقتصر في رمزيته ومضمونه على كونه مجرد مظلة دفاعية صاروخية، بل يعكس انتقالاً واضحًا من مرحلة الحرب الباردة الثانية بصيغتها التجارية، إلى صراع مركب يشمل – ولأول مرة منذ عقود – البعد التسليحي، وربما أبعادًا أخرى لاحقًا، قد تحوله إلى صراع متعدد الجبهات لا يقتصر على الاقتصاد أو التكنولوجيا فقط، بل يطال أيضًا التوازنات الاستراتيجية العالمية". وأضاف: "شهد العالم خلال العقد الأخير تصاعدًا مضطردًا في حدة التوتر بين الولايات المتحدة من جهة، وكل من الصين وروسيا من جهة أخرى، لكنه ظل محصورًا في نطاق الحرب التجارية والتكنولوجية، عبر الرسوم الجمركية والسيطرة على الأسواق وهيمنة الشركات. أما اليوم، فإن إعلان القبة الذهبية يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة الأولى، وما تلاها من سباق تسلح نووي استنزف الموارد وأربك النظام الاقتصادي العالمي". وأشار البستنجي إلى أن "تجارب التاريخ القريب مهمة جدًا في هذا السياق، حيث قدّرت مجلة ' أن كلفة الحرب الباردة الأولى بلغت نحو 10 تريليونات دولار، منها 5.8 تريليون دولار تحملتها الولايات المتحدة وحدها، واليوم يُقدّر أن تصل الكلفة الأولية لمشروع القبة الذهبية إلى 175 مليار دولار، مع توقعات بتجاوزها حاجز 540 مليار دولار وفقًا لتقديرات وزارة الخزانة الأميركية، نتيجة لتسارع التطوير وتعقيد البنية التحتية للمشروع". وتابع: "الخطورة الاقتصادية الأهم لا تكمن فقط في التكاليف المباشرة، بل في التموضع الاقتصادي للدول المعنية بالصراع. فحين تمثل الولايات المتحدة بمفردها نحو 26% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتتشكل الصين وروسيا معًا من 19%، فإن هذه الدول الثلاث تسيطر على قرابة نصف اقتصاد الكوكب. وهذا يجعل أي تصعيد فيما بينها تهديدًا مباشرًا للأمن الاقتصادي العالمي". وشدد البستنجي على أن "التشابك العميق بين هذه الاقتصادات وسلاسل التوريد العالمية يزيد من خطورة أي مواجهة، خصوصًا أن هذه الدول تُعد شرايين حيوية لحركة التجارة والإنتاج العابرة للحدود. وتقرير صندوق النقد الدولي الصادر مطلع عام 2024 أكد أن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وحدها أسفرت عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.5%، أي ما يعادل 2.5 تريليون دولار، مع احتمال بلوغ الخسائر 7 تريليونات دولار إذا استمر الصراع دون تدخل عقلاني". وأضاف: "اليوم دخل الصراع طورًا جديدًا عنوانه سباق التسلح الفضائي، وهذا يعني أن وتيرة الخسائر والتكاليف مرشحة للتصاعد، ليس فقط على الدول الكبرى، بل على الاقتصاد العالمي بأسره، في ظل اندماج الأسواق العالمية بدرجة غير مسبوقة". وأوضح الخبير الأردني أن "درجة التشابك الاقتصادي الدولي اليوم تتجاوز 60%، مقارنة بـ24% فقط خلال الحرب الباردة الأولى، مما يعني أن أي هزة في مراكز القوى ستنتقل كالزلزال عبر الأسواق، مسببة أزمات مالية وتباطؤًا في النمو وركودًا يصعب احتواؤه". كما أشار إلى بعد إضافي يزيد من تعقيد المشهد، قائلاً: "لم يعد الصراع الحالي ثنائيًا كما كان بين واشنطن وموسكو في القرن العشرين، بل باتت الساحة الدولية تضم قوى ناشئة ذات ثقل اقتصادي وعسكري متنامٍ، ما قد يؤدي إلى تفكك منظومة عدم الانحياز التقليدية، ويطلق تحالفات جديدة تعقّد من المشهد العالمي، وتحول الصراع من ثلاثي الأقطاب إلى شبكة متداخلة من النزاعات الجيوسياسية يصعب ضبطها". واختتم الدكتور عمر البستنجي تصريحاته بالتأكيد على أن "مشروع القبة الذهبية لا يمثل مجرد تحول في العقيدة الدفاعية الأميركية، بل يشكل نقطة ارتكاز جديدة لصراع دولي معقد قد يرسم ملامح النظام العالمي لعقود قادمة"، محذرًا من أن "غياب صوت عاقل داخل المجتمع الدولي يعيد توجيه الموارد نحو التنمية ويوازن العلاقات الاقتصادية، سيقود إلى مرحلة خطيرة تطغى فيها لغة القوة على منطق المصالح المشتركة، ويكون الجميع فيها خاسرًا".

أول حامة طائرات مُسيرة في العالم تستعد للطيران لأول مرة نهاية يونيو 2025
أول حامة طائرات مُسيرة في العالم تستعد للطيران لأول مرة نهاية يونيو 2025

النهار المصرية

timeمنذ 3 أيام

  • النهار المصرية

أول حامة طائرات مُسيرة في العالم تستعد للطيران لأول مرة نهاية يونيو 2025

«جيو تيان».. أول حامة طائرات مُسيرة في العالم تستعد للطيران لأول مرة نهاية يونيو 2025، إذ أعلنت وسائل إعلام صينية، عن الطائرة الصينية «جيو تيان» المعروفة بلقب «السماء العالية» والتي تتميز بمجموعة من الخصائص التقنية، فهي طائرة استطلاع هجومية متقدمة، ويبلغ طول الجناحين 25 متراً، والوزن الأقصى عند الإقلاع 16 طناً، والحمولة القصوى 6 أطنان، والمُحرك توربوفان. القدرات العسكرية يبلغ الارتفاع الأقصى للطيران لـ «جيو تيان» 15 ألف متر، والسرعة القصوى 7000 كيلومتر، ومدة التحليق أكثر من 36 ساعة، فيما تمثلت قدراتها العسكرية، في أنها تحتوي على 8 نقاط تعليق خارجية قادرة على حمل قنابل موجهة زنة 1000 كيلوجرام، وصواريخ جو – جو، وصواريخ جو – أرض، وصواريخ مضادة للسفن، بجانب دخائر متسكعة. الإمكانيات الهائلة تتميز «جيو تيان» بإمكانية تزويدها بأنظمة حرب إلكترونية متطورة، ونظام تشويش على رادارات العدو، ونظام تشويش بالأشعة تحت الحمراء مضادة للصواريخ، وأشعة ليزر مضادة للصواريخ الموجهة، بجانب احتوائها على مقصورة المهام المتعددة المدمجة في بطن الطائرة، ويمكن للطائرة أن تعمل كنصة متقدمة للاتصالات ونقل البيانات الخاصة بالطائرات المسيرة الصغيرة، حيث تتم إدارة وتشغيل هذه الطائرات عن بُعد بواسطة أطقم خلفية، ويُمكنها نشر طائرات مسيرة مزودة بصواريخ كروز لأداء مجموعة متنوعة من المهام الهجومية والاستطلاعية.

«جيو تيان» تغير قواعد اللعبة.. الصين تسبق العالم بإنتاج أول طائرة حاملة للمسيرات
«جيو تيان» تغير قواعد اللعبة.. الصين تسبق العالم بإنتاج أول طائرة حاملة للمسيرات

بلدنا اليوم

timeمنذ 3 أيام

  • بلدنا اليوم

«جيو تيان» تغير قواعد اللعبة.. الصين تسبق العالم بإنتاج أول طائرة حاملة للمسيرات

تستعد الصين لإجراء أول تجربة طيران لطائرتها المتطورة "جيو تيان" بنهاية يونيو القادم بعام 2025 الجاري، في خطوة تُعد بداية عهد جديد في عالم الطائرات بدون طيار (المسيرات)، إذ تُصنَّف هذه الطائرة كأول "سفينة أم للطائرات المسيرة" على مستوى العالم. الطائرة 'جيو تيان' التي تُعرف أيضًا باسم "السماء العالية"، والتي تم تطويرها بالكامل محليًا في الصين، أنهت مؤخرًا مرحلة تجميع الهيكل، ودخلت حاليًا مرحلة تركيب الأنظمة الداخلية وتنفيذ الاختبارات الفنية. وصممت "جيو تيان" كطائرة استطلاع هجومية متقدمة، ويبلغ طول جناحيها معا 25 مترًا، وتزن عند الإقلاع نحو 16 طنًا، بينما تصل حمولتها القصوى إلى 6 أطنان, وتعتمد في نظام الدفع على محرك 'توربوفان' يمنحها القدرة على التحليق حتى ارتفاع 15 ألف متر، وبسرعة قصوى تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة، مع قدرة تحمُّـل هائلة تُمكّنها من الطيران لمسافة تصل إلى 7 آلاف كيلومتر ولمدة تتجاوز 36 ساعة متواصلة. ومن أبرز ميزات الطائرة الجديدة هي قدرتها العالية على حمل الأسلحة، فهي تملك 8 نقاط تعليق خارجية تتيح لها تحميل قنابل موجهة يصل وزن الواحدة منها إلى طن، إلى جانب صواريخ جو- جو وجو- أرض ومضادة للسفن، بالإضافة إلى الذخائر المتسكعة. قدرات غير مسبوقة في عالم المسيرات ويشير خبراء عسكريون إلى أن ما يميز "جيو تيان" فعليًا هو إمكانية تزويدها بأنظمة حرب إلكترونية متطورة، تتيح لها التشويش على رادارات العدو وتعطيلها، إلى جانب نظام تشويش بالأشعة تحت الحمراء الاتجاهية، قادر على التصدي للصواريخ الموجهة بالأشعة عبر استخدام الليزر، مما يمنحها قدرة فائقة على النجاة في بيئات قتال معقدة. وتتميز الطائرة ببنية هيكيلية مفتوحة ملحق بها مقصورة مهام قابلة للاستبدال السريع، حيث يمكن تغيير الحمولة المعيارية خلال ساعتين فقط لتناسب مهام متنوعة، تشمل النقل، الإمداد، الإنقاذ، الضربات الجوية، الدعم القتالي، أو المواجهات الإلكترونية، مما يجعلها صالحة للاستخدامات العسكرية والمدنية على حد سواء. ومن أبرز خصائص "جيو تيان" احتواؤها على "مقصورة المهام المتعددة" المدمجة في هيكلها السفلي، والتي تُتيح حمل مئات الذخائر المتسكعة أو الطائرات المسيرة الصغيرة، ما أكسبها لقب "حاملة الطائرات المسيرة". وتُستخدم هذه المقصورة كذلك كنقطة اتصال وتحكم في الطائرات الصغيرة التي تُدار عن بُعد بواسطة أطقم خلفية، مما يُتيح لها إطلاق أسراب من الطائرات المزودة بصواريخ كروز، لتنفيذ هجمات دقيقة أو مهام استطلاعية معقدة. وفي حال نجاح التجربة المرتقبة، يُتوقع أن تمهّد "جيو تيان" الطريق أمام تطوير نسخ أكبر من حاملات الطائرات المسيرة القادرة على نشر أسراب أكبر وأكثر تطورًا، في وقت تتزايد فيه أهمية الطائرات بدون طيار في النزاعات الحديثة، كما تشهد بذلك تجارب ميدانية في أوكرانيا والسودان وأذربيجان ولبنان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store