
هل التوافق الحقيقي بين الأزواج مهم فعلًا؟ دراسة جديدة تثير الشكوك
ونُشرت نتائج المراجعة في مجلة Journal of Social and Personal Relationships، حيث أكدت أن ما يؤثر بشكل أوضح على الرضا والاستقرار العاطفي هو الشعور الذاتي بالتشابه مع الشريك، وليس بالضرورة التشابه الواقعي بين الطرفين.
قاد المراجعة فريق بحثي من جامعة ميشيغان الأمريكية، وصرّحت الباحثة الرئيسية أنيكا فروم بأن الهدف كان فهم ما إذا كان التوافق الفعلي يؤثر فعليًا في نجاح العلاقات الرومانسية.
ولتحقيق ذلك، أجرى الفريق مراجعة منهجية لما يُعرف بـ"الدراسات بعيدة المدى"، شملت بيانات من 1937 إلى 2024، معظمها من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وقد صنّفت المراجعة ستة مجالات للتشابه: القيم والمعتقدات، الخلفية الديموغرافية، أسلوب الحياة، السمات الشخصية، الخصائص الجسدية، والعادات الرومانسية.
ورغم تعدد هذه الجوانب، لم تظهر العلاقة بين التشابه الفعلي والنجاح العاطفي إلا بشكل محدود، وغالبًا غير منتظم، وفي المقابل، أظهرت الدراسات التي تقيس مدى شعور الشخص بأن شريكه يشبهه نتائج أكثر إيجابية على مستوى الرضا والاستقرار.
أدوات القياس تصنع الفارق
كشفت المراجعة أن النتائج المتعلقة بمدى تأثير التشابه بين الأزواج على نجاح العلاقة تختلف بشكل كبير بحسب الأسلوب الإحصائي المعتمد في الدراسة.
إذ أظهرت الأبحاث التي استخدمت طرقًا مبسطة للمقارنة نتائج تميل إلى وجود علاقة إيجابية بين التشابه والاستقرار العاطفي، في حين أن الدراسات التي لجأت إلى تحليلات إحصائية أكثر تقدمًا – تأخذ في الاعتبار التحيزات الفردية والاتجاهات العامة – غالبًا ما توصلت إلى تأثير ضعيف أو غير موجود للتشابه الفعلي على جودة العلاقة.
كما أوضحت أن عوامل مثل النوع الاجتماعي، الحالة الاجتماعية، أو البلد، لم تلعب دورًا واضحًا في تعزيز أو إضعاف العلاقة بين التشابه والنتائج العاطفية. العامل الحاسم كان دومًا الطريقة التي تُقاس بها البيانات.
رغم أن فكرة "الطيور على أشكالها تقع" متجذرة في الثقافة الغربية، وتُستخدم بكثرة في تطبيقات المواعدة، إلا أن الدلائل الفعلية على فائدتها في العلاقات الطويلة الأمد تبقى ضعيفة.
قالت أنيكا فروم، مؤلفة الدراسة: "لا نجد دليلًا على أن التشابه الفعلي مع الشريك يؤثر على جودة العلاقة أو على احتمال الاستمرار بها". لكنها أضافت: "هناك ما يدعو للاهتمام في تأثير الشعور بالتشابه، وهو ما أنوي دراسته في المستقبل".
أشارت الدراسة إلى بعض القيود المنهجية، أبرزها تركيزها على الأزواج المستقرين في سياقات غربية، مع استبعاد العلاقات في مراحلها المبكرة أو تلك التي تنشأ في بيئات ثقافية مختلفة.
ورغم ذلك، تُعد هذه المراجعة من بين الأوسع نطاقًا التي تناولت مسألة التشابه بين الأزواج من منظور علمي شامل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
الذكاء الاصطناعي كقوة ناعمة: إعادة رسم خرائط النفوذ
في العقود السابقة، كان يقاس نفوذ الدول بقدرتها العسكرية، وتحالفاتها الإستراتيجية، ومساحتها الجغرافية. أما اليوم، فقد دخل عنصر جديد على خط التأثير الدولي، عنصر لا يُرى ولا يُمس، لكنه يصوغ توجهات المجتمعات ويعيد رسم موازين القوة العالمية... إنه الذكاء الاصطناعي. لقد تحول الذكاء الاصطناعي من مجرد تقنية إلى أداة قوة ناعمة قادرة على التغلغل في عمق الوعي العام، ولم يعد التأثير الثقافي والدبلوماسي يعتمد فقط على الإعلام أو التعليم أو اللغة، بل أصبح الذكاء الاصطناعي لاعباً أساسياً في تشكيل المواقف، وتحديد السلوك السياسي، وتعزيز النفوذ من دون الحاجة لاستخدام القوة التقليدية. القوة الناعمة، كما صاغها الباحث جوزيف ناي، تقوم على القدرة على الإقناع والجذب، بدلاً من الإكراه واليوم، يستخدم الذكاء الاصطناعي هذه القاعدة ليعيد صياغة مفاهيم التأثير فمن خلال المنصات الرقمية، ومواقع التواصل، والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم المحتوى، بات من الممكن توجيه الرأي العام والتأثير على المزاج الشعبي بطرق غير مباشرة لكن فعالة. من يتابع مقاطع الفيديو التي تظهر له، أو المقالات التي تقترح عليه يومياً، قد لا يدرك أن الذكاء الاصطناعي هو الذي يختار له هذه المحتويات، وهنا تكمن القوة الناعمة للذكاء الاصطناعي في التأثير من دون أن يشعر المتلقي بأنه تحت تأثير. الذكاء الصناعي وإعادة رسم خرائط النفوذ الولايات المتحدة، تعتبر من أبرز الدول التي توظف الذكاء الاصطناعي ضمن أدوات سياستها الخارجية، حيث تصدر أنظمة وتقنيات تعتمد عليه لتعزيز حضورها العالمي والصين بدورها تسعى لنشر نموذجها القائم على الذكاء الاصطناعي المرتبط بالرقابة والتنظيم، في حين تستخدم روسيا الذكاء الاصطناعي في دعم إستراتيجيات المعلومات الموجهة. هذه الدول الكبرى لا تخوض صراعاً تقليدياً، بل تخوض سباق ثورة ناعمة تكمن في الذكاء الاصطناعي هدفه السيطرة على مساحات أكبر من العقول، وليس من الأرض فقط. لقد تغير تعريف النفوذ الدولي، فبدلاً من السيطرة على المضائق والموانئ، أصبح النفوذ يقاس بمدى قدرة الدولة على التأثير في الفضاء الرقمي العالمي. الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لبناء صورة الدولة، ونشر ثقافتها، وتعزيز مصالحها من خلال تقديم نموذج جذاب يبنى على التحليل، والتوجيه، وتكييف الرسائل مع كل جمهور على حدة. بالنسبة لدول الخليج، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة إستراتيجية لصياغة هيمنة ناعمة جديدة تتناسب مع مكانتها الاقتصادية والثقافية فمع وجود استثمارات ضخمة في مجالات التقنية، ومبادرات وطنية متقدمة في الذكاء الاصطناعي، يمكن لدول الخليج أن تنشئ منصات إعلامية وثقافية توصل صوتها إلى العالم، بعيداً عن القوالب الغربية الجاهزة. لكن التحدي يكمن في أن تكون هذه المشاريع مبنية على رؤية مستقلة، وأن تخدم مصالح المجتمعات المحلية قبل أن تكون مجرد نسخ من تجارب عالمية مستوردة. إذن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية فقط، بل أداة قوة ناعمة، تعيد ترتيب العلاقات بين الدول، وتمنح النفوذ لمن يحسن استخدامها وفي زمن تتراجع فيه الجغرافيا أمام التكنولوجيا، لم تعد الدول بحاجة لاحتلال أراض لتكون مؤثرة، بل يكفيها أن تكون حاضرة في عقل المستخدم وشاشته اليومية. إنه عصر جديد من النفوذ... لا يمارس من خلال الجيوش، بل من خلال الذكاء الاصطناعي.


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
نظام ميكروويف صاعق لإسقاط الطائرات المُسيّرة
حصلت شركة إبيروس، الناشئة في مجال الدفاع، على عقد جديد مع الجيش الأميركي لتوريد نظاميْ ميكروويف عاليَي الطاقة، قادرين على إسقاط سِرب من الطائرات المُسيّرة من السماء، وذلك بعد سنوات من تصميم النماذج الأولية والاختبارات الأخيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما كتبت لورين سي. ويليامز(*). يأتي الاستخدام العسكري لهذه التقنية - القادرة على صعق أي شيء يحمل شريحة إلكترونية - لمواجهة الأنظمة الجوية المُسيّرة في وقتٍ تُظهر فيه الصراعات العالمية مدى أهمية الطائرات المُسيّرة في ساحة المعركة وفي الداخل. وصرّح آندي لوري، الرئيس التنفيذي لشركة إبيروس، لموقع «ديفينس وان»، على هامش قمة جديدة للتصنيع بعنوان «إعادة التصنيع»، بأن «جميع الترددات التي نُشغّلها تعتمد على ترددات تداخل كهرومغناطيسي ذكية». وتمتصّ هذه الترددات مباشرةً في لوحات الدوائر الإلكترونية ولوحات أجهزة الكمبيوتر والأسلاك التي تُصنع منها الإلكترونيات الاستهلاكية. وهذا ينطبق على الطائرات دون طيار التي تُشبه أجهزة الكمبيوتر الطائرة، وكذلك على سيارة تيسلا، كما أن بمقدورها وقف محرك قارب، وأي شيء يحتوي على كمبيوتر بداخله. وتتيح هذه النُّظم إنتاج منطقة إلكترونية ميتة بوساطة هوائي يمسح البيئة ويُنشئ «جدار طاقة بزاوية 60 درجة»، والذي «يُسقط» أي عدد من الطائرات دون طيار. يأتي هذا العقد في الوقت الذي يُعزز فيه الجيش استخدام ودمج تكنولوجيا الطائرات دون طيار وتقنيات مكافحة الطائرات دون طيار في العمليات، بالإضافة إلى حماية البنية التحتية - وخصوصاً التكنولوجيا التي تُقلل الخسائر المحتملة. ومن المقرر تسليم نظامَي الحرب الإلكترونية بنهاية العام، وبعد ذلك سيجري اختبارهما؛ لتحديد مدى تلبيتهما التوقعات، وفقاً لتصريح لوري. * «ديفينس وان»، خدمات «تريبيون ميديا».


الرجل
منذ 11 ساعات
- الرجل
دوران الأرض يتسارع.. والعلماء يدرسون حذف "ثانية" من الزمن
في تحوّل فلكي غير مسبوق، بدأت الأرض هذا الصيف بالدوران بوتيرة أسرع، ما أدى إلى تقليص طفيف في طول اليوم، وأثار موجة قلق عالمية في الأوساط العلمية والتقنية. ففي العاشر من يوليو 2025، سجّل الكوكب أقصر يوم له خلال العام، أقصر بـ 1.36 ميلي ثانية من اليوم المعتاد، وفقًا لبيانات "خدمة دوران الأرض الدولية" و"المرصد البحري الأميركي". ورغم ضآلة هذه الفروقات على المستوى اليومي، فإن تراكمها على مدى السنوات قد يسبب اضطرابات واسعة النطاق في أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية والمعاملات المالية، وفق ما نقلته شبكة CNN. منذ منتصف القرن الماضي، تعتمد البشرية على ما يُعرف بـ"الساعة الذرية" لضبط الوقت بدقة شديدة، استنادًا إلى اهتزازات الذرات في فراغ معزول. هذا النظام، المعروف باسم "التوقيت العالمي المنسق" (UTC)، يتكوّن من شبكة تضم 450 ساعة ذرية حول العالم، ويُعد المرجع الرئيس لكل الأنظمة الرقمية بدءًا من الهواتف والحواسيب وصولًا إلى البنوك والملاحة الجوية. هل يُربك العالم؟.. "ثانية سلبية" تهدد أنظمة الاتصالات - المصدر: Shutterstock ما هي الثانية الكبيسة في التوقيت العالمي؟ حتى الآن، لم يُسبق أن حُذفت ثانية واحدة من التوقيت العالمي. فمنذ عام 1972، أُضيفت 27 "ثانية كبيسة" لتعويض بطء دوران الأرض. غير أن ما يحدث اليوم قد يُجبر العلماء على حذف ثانية واحدة، تُعرف باسم "الثانية السلبية"، بحلول عام 2035، وهو إجراء لم يُختبر قط، ويُنذر بخلل محتمل في العديد من الأنظمة التقنية الحساسة. في هذا السياق، صوّت المؤتمر العام للأوزان والمقاييس (CGPM) عام 2022 لصالح إلغاء الثواني الكبيسة ابتداءً من 2035. إلا أن تسارع دوران الأرض قد يُعيد فتح النقاش بشأن حذف ثانية واحدة، وهو ما أكده دنكان أغنيو، الأستاذ الفخري للجيوفيزياء في معهد سكريبس، قائلًا إن استمرار التسارع لفترة طويلة قد يفرض هذا التعديل الزمني. في مفارقة علمية لافتة، يبدو أن التغير المناخي يعرقل هذا التسارع بطريقة غير مباشرة. إذ أظهرت الدراسات أن ذوبان الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي يُبطئ من دوران الأرض، نتيجة لتوزّع الكتلة حول الكوكب على نحو يُشبه المتزلج الذي يمد ذراعيه ليُخفف من سرعته. ومع دخول متغيّرات جديدة على المشهد مثل تأثير القمر، وحركة الغلاف الجوي، ونشاط نواة الأرض السائلة، يحذّر العلماء من فترة دقيقة قد تمتد لسنوات، يُحتمل فيها حذف ثانية من الزمن بنسبة 40% خلال العقد المقبل. ويختتم الفيزيائي الأميركي جودا ليفين تحذيراته بالقول: "إذا كانت الأنظمة لا تزال تخطئ في التعامل مع الثانية الكبيسة، فكيف سيكون الحال مع ثانية لم تُجرّب قط؟"