
"يُحدد الأهداف والأولويات".. كيف سيؤثر تقييم أضرار المنشآت النووية على نجاح المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟
في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية على إيران، يترقب العالم تقييم الأضرار النهائي لتحديد مسار المفاوضات الدبلوماسية حول البرنامج النووي الإيراني، وستعتمد إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تسعى لتحويل العمل العسكري إلى اتفاق دبلوماسي، على هذا التقييم لصياغة استراتيجية تهدف إلى وقف طموحات إيران النووية نهائيًّا.
وتتوقف استراتيجية المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على تقييم دقيق للأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، وتقرير الأضرار الذي سيتضمن تفاصيل حول الدمار وموقع المواد النووية سيحدد النقاط التي يجب معالجتها في المفاوضات. وأكد المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي براناي فادي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى أساس استخباراتي قوي قبل بدء الحوار، "فلا يمكننا الاعتماد على ما تقدمه إيران من معلومات"، قال فادي، مشددًا على أهمية معرفة ما تحقق عسكريًّا لتحديد الأهداف الدبلوماسية، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
ورغم تصريحات ترامب بأن البرنامج النووي الإيراني "أُبيد بالكامل"، أظهر تقييم مبكر لوكالة الاستخبارات الدفاعية أن الضربات لم تُدمّر المكونات الأساسية للبرنامج، وهذا التناقض أثار انقسامًا بين المشرعين الأمريكيين، وقد يعقّد مهمة ويتكوف، خاصة أن تدمير المنشآت لا يعني القضاء على المعرفة النووية الإيرانية.
وحتى لو تضررت المنشآت بشدة، يبقى البرنامج النووي مدعومًا بخبرات بشرية، وقد أوضحت بيث سانر نائبة مدير الاستخبارات الوطنية السابقة أن الاعتقاد بإنهاء البرنامج عسكريًّا يتجاهل وجود بقايا معرفية، وهذا يعني أن أي اتفاق دبلوماسي يجب أن يتضمن آليات لمراقبة هذه القدرات المتبقية. وتظل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجهة الأساسية لتحقيق ذلك، حيث كانت رقابتها المشددة في اتفاق 2015 فعالة في مراقبة المنشآت الإيرانية.
لكن إيران علّقت هذا الأسبوع تعاونها مع الوكالة، متهمة رئيسها رافائيل غروسي بتسهيل الضربات الأمريكية والإسرائيلية، وهذا القرار، الذي جاء بعد تقرير للوكالة عن انتهاكات إيران لالتزاماتها النووية، يفاقم الفجوات في معرفة العالم بمخزون إيران من اليورانيوم المخصب.
مفاوضات معقدة
وأكدت لورا هولغيت السفيرة الأمريكية السابقة لدى المنظمات الدولية أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية وحدها لن تكون كافية، لأن إيران ستطعن في مصداقيتها، والوكالة الدولية هي المصدر المتفق عليه للحقائق. مشيرة إلى أن إعادة بناء أساس بيانات موثوق يتطلب تعاون إيران. وتشمل الخطوات المحتملة في أي اتفاق: تدمير العناصر المتبقية من البرنامج، ومراقبة الأنشطة، وتخفيف اليورانيوم المخصب.
وأشار نائب الرئيس جيه دي فانس إلى أن التعامل مع مخزون اليورانيوم المخصب سيكون أولوية، خاصة بعد تقارير عن نقله قبل الضربات، والنائب مايكل مكول دعا إلى "حساب كامل" لليورانيوم في المنشآت الإيرانية، مؤكدًا ضرورة إشراك الوكالة في هذه العملية.
وسيستغرق تقييم الأضرار النهائي أسابيع، بحسب ما أفادت مصادر في "البنتاغون"، وإدارة ترامب، التي بدأت بالفعل صياغة شروط محتملة للمفاوضات، تسعى لاستغلال الوضع الحالي لإعادة إيران إلى طاولة الحوار. لكن، كما أشارت سانر، يجب أن تكون المفاوضات سريعة وتستند إلى آليات واضحة لتسجيل القدرات الإيرانية المتبقية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
صحيفة إسرائيلية: ترامب يريد إنهاء حرب غزة بأقرب وقت
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلا عن مصدر سياسي بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة بأقرب وقت ممكن. وأضاف المصدر السياسي نفسه أنه جرى طرح فكرة تقليص الإطار الزمني لخطة مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، بشأن غزة. ونقلت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين قولهم إنهم سيبلغون المستوى السياسي اليوم بأن العملية البرية في غزة أوشكت على الانتهاء، وأنه لا يمكن مواصلتها دون تعريض حياة الأسرى للخطر. كما نقلت القناة عن مسؤولين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيبحث، خلال الزيارة المرتقبة لواشنطن، إنهاء القتال في غزة والتوصل إلى اتفاقات سلام جديدة. وقالت القناة نفسها نقلاً عن المسؤولين إن نتنياهو يخطط لزيارة البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال أسبوع.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
وزير الدفاع ورئيس «الأركان الإيرانية» يستعرضان العلاقات الدفاعية وجهود حفظ الأمن
تلقى وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الدفاعي، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
وطنٌ مستقرٌ في بحر متلاطم
أكتب هذه المقالة تزامناً مع إعلان نهاية الحرب الشرسة بين إسرائيل وإيران، التي استمرت 12 يوماً بين الجانبين؛ حرب ضروس عمل كل طرف على كسر إرادة الجانب الآخر، فإسرائيل منذ الأيام الأولي للحرب سيطرت بشكل شبه مطلق على الأجواء الإيرانية، وقضت على دفاعاتها الجوية، وأصبح الداخل الإيراني خاصة منشآتها الاستراتيجية والعسكرية أهدافاً سهلة للطيران الإسرائيلي، وبعد أيام استعادت إيران ثقتها بنفسها وبدت بتوجيه ضربات صاروخية قوية على منشآت ومناطق سكنية في الغالب في الداخل الإسرائيلي، وهذا باعتقادي سبّب ضغطاً هائلاً على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب، فلقد شاهدنا مناظر وصوراً لدمار هائل في المدن الإسرائيلية، وأغلب الضحايا كانوا من المدنيين، وقد يقول البعض إن في الحروب كل الأسلحة قابلة للاستخدام بغض النظر عن الخسائر في المدنيين بين الأطراف المتصارعة. الساعات الأخيرة من هذه الحرب باعتقادي هي الأخطر لدول الخليج العربي، حيث إنها استطاعت وبشكل احترافي الوقوف بعيداً عن التكتلات الإقليمية والعالمية في هذا الصراع، بل إنها ركزت على علاقاتها الثنائية مع إيران قبل اندلاع هذه الأزمة وخلالها من خلال بيانات إدانة رسمية واضحة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وعملت هذه الدول الخليجية من خلال المنظمات الخليجية والإسلامية والعربية في حلحلة هذه الأزمة لما تمثله من تهديدات حقيقية على الإقليم والعالم في حال زادت وارتفعت وتيرتها ودخلت أطراف إقليمية ودولية فيها، فقط الولايات المتحدة الأمريكية شنت عملية عسكرية دقيقة ومحددة على منشآت إيران النووية، وأحدث هذا العمل ارتفاعاً في مستوى الأوضاع المتصاعدة أصلاً، والبعض رأى أن هذه الضربة الأمريكية قد تكون بداية نهاية هذه الحرب، وهذا ما تحقق فيما يبدو. على الجانب الخليجي المخاطر الأمنية والسياسية شاهدة وواضحة للعيان خاصة لدول الخليج المجاورة لإيران بشكل واضح، التي يوجد بها قواعد عسكرية أمريكية، فالرد الإيراني كما كان متوقعاً هو هجوم حتى ولو كان شكليّاً ومتفقاً عليه مع الجانب الأمريكي، إلا أن الهجوم الإيراني على دولة خليجية وعلى قاعدة عسكرية أمريكية فيها له الكثير من الدلالات السياسية الخطيرة. المملكة بكل مناطقها وتفاصيلها تعيش وعاشت خلال هذه الحرب وكالعادة استقراراً تاماً وبكل المقاييس، بل إن قيادتها، ممثلة بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عملت على مدار هذه الأزمة وفي كل الاتجاهات الإقليمية والدولية على إنهاء هذه الحرب المدمرة، وعملت المملكة من خلال سياستها الخارجية على الوقوف ضد الاعتداءات والأعمال العسكرية المناهضة للقوانين الدولية. مرت أيام الحرب علينا في وطننا الآمن ولم يتغير شيء والأوضاع طبيعية جدّاً، المواطن يسافر في الداخل والخارج، والمدارس تعمل كما هو محدد في أجنداتها، والجماهير السعودية تتابع الفرق الرياضية وهي تلعب في الخارج، وسوق الأسهم السعودية تسجل مؤشراته ارتفاعات معقولة في ظل هذه الظروف الإقليمية الصعبة، وهذه كلها نتيجة لسياسات بلدنا وقيادتنا الحكيمة التي تدعو دائماً لحل الأزمات بين الدول بالحوار والتفاهم بعيداً عن استخدام القوة. أخبار ذات صلة