logo
إدارة ترامب تفكر بترحيل مهاجرين لسوريا..بعضهم من مرتكبي الجرائم

إدارة ترامب تفكر بترحيل مهاجرين لسوريا..بعضهم من مرتكبي الجرائم

المدنمنذ 5 ساعات

دخلت سوريا، قائمة تضم 51 دولة تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقناعها بقبول مهاجرين مُرحلين من الولايات المتحدة، حتى لو لم يكونوا من مواطنيها، حسب برقيات دبلوماسية حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"، في خطوة تسلط الضوء على حملة أميركية غير مسبوقة لترحيل مهاجرين إلى دول "ثالثة"، بعضها يعيش حروباً أو يواجه اتهامات دولية بانتهاك حقوق الإنسان، ومنها ليبيا، رواندا، طاجيكستان، وسوريا.
من هم المرحلون؟
وتشن إدارة ترامب حملة ضد المهاجرين غير النظاميين، بعضهم أدين بارتكاب جرائم في الولايات المتحدة، لكن كثيرين منهم لم يُدانوا بأي جرم.
وتقول الإدارة إن هدفها هو "إفراغ البلاد من المجرمين والمعادين لأميركا"، بحسب تصريح أدلت به المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشا مكلولين جاء فيه: "نحن نبحث عن دول تقبل هؤلاء الأشخاص كخدمة لنا، وكلما كانت أبعد عن أميركا، كان ذلك أفضل".
غير أن وثائق رسمية تؤكد أن بعض هؤلاء المرحلين لا يمتون بأي صلة للدول التي يُنقلون إليها، بل أن بعضهم لم يزُر تلك الدول يوماً، وقد شملت عمليات الترحيل مواطنين من فيتنام ونيبال واليمن وحتى العراق، جرى نقل أحدهم إلى رواندا مقابل 100 ألف دولار دفعتها واشنطن.
سوريا: وجهة جديدة للترحيل
وورد اسم سوريا في برقية مؤرخة في 12 آذار/مارس الماضي، ضمن تسع دول أفريقية وآسيوية وصفتها واشنطن بأنها "وجهات آمنة محتملة" يمكن إرسال مهاجرين إليها، بمن فيهم من لا يحملون جنسيتها، ويأتي ذلك في وقت تُصنف فيه سوريا من قبل الخارجية الأميركية كبلد شديد الخطورة، بسبب استمرار الحرب والانتهاكات لحقوق الإنسان.
ولم تُعلق دمشق رسمياً على هذا الطلب، كما لم يُعرف إن كانت الاتصالات الأميركية وصلت إلى الحكومة السورية أو أنها ما زالت ضمن قنوات غير رسمية، غير أن مجرد إدراج سوريا في القائمة يثير تساؤلات حول نية واشنطن عقد تفاهمات سرية أو فرض ضغوط دبلوماسية في ملفات أخرى مقابل قبول المرحلين.
سوريا في دائرة الحظر
ورغم أن ترامب استثنى سوريا من قائمة حظر السفر الجديدة التي أعلنها في 4 حزيران/يونيو الجاري، بعد أن كانت مشمولة في قراره الأصلي عام 2017، فإنها عادت لتكون من بين 36 دولة تدرس الإدارة الأميركية إعادة فرض قيود سفر عليها، بحسب ما كشفته مذكرة صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست" في 14 حزيران.
المذكرة، الموقعة من وزير الخارجية ماركو روبيو، أُرسلت إلى السفارات الأميركية وتضمنت تعليمات بمخاطبة حكومات الدول المعنية لإبلاغها بضرورة الامتثال لمجموعة معايير أمنية وإدارية صارمة خلال مهلة لا تتجاوز 60 يوماً، أو مواجهة خطر العودة إلى قائمة حظر السفر أو فرض قيود جزئية على التأشيرات.
وبحسب المذكرة، فإن من بين الأسباب التي دفعت لإعادة سوريا إلى قائمة الدراسة، ضعف السلطة الحكومية المركزية، وغياب البنية الإدارية لإصدار وثائق موثوقة، ووجود "احتيال حكومي واسع النطاق"، فضلاً عن عجز السلطات عن توفير بيانات دقيقة عن رعاياها المقيمين في الخارج.
كما أشار التقرير إلى أن عدداً من السوريين تجاوزوا مدة الإقامة المسموحة بتأشيراتهم داخل الولايات المتحدة، ما زاد من احتمالات شمول سوريا بقيود جديدة.
ومن العوامل الأخرى التي رُفعت كمبررات لإعادة النظر في السماح لمواطني بعض الدول بدخول الولايات المتحدة، سهولة الحصول على الجنسية مقابل الاستثمار المالي دون شروط إقامة، وورود مزاعم بنشاط معادٍ للسامية أو للولايات المتحدة من بعض الأفراد المرتبطين بهذه الدول.
وفي ملاحظة لافتة، نصت المذكرة على أن استعداد أي دولة لاستقبال مرحلين من دول أخرى، أو توقيع اتفاق "الدولة الثالثة الآمنة"، يمكن أن يُخفف من حدة المخاوف الأميركية، ما يربط بين ملف الترحيل وملف حظر السفر بشكل مباشر.
رغم ذلك، لم تُعلن واشنطن موعداً واضحاً لتطبيق قيود السفر الجديدة، واكتفت الخارجية الأميركية بالقول إنها لا تعلق على "المداولات الداخلية"، بينما لم يصدر رد فوري من البيت الأبيض.
الترحيل بأي ثمن
وتتجاوز حملة ترامب حدود الترحيل التقليدي للمواطنين إلى أوطانهم، إذ تسعى إدارته لبناء شبكة عالمية من الدول المستعدة لاستقبال "الآخرين"، وتُمنح أحياناً مقابلاً مالياً أو سياسياً.
وقد شملت المفاوضات حتى الآن 58 دولة، وافقت سبعٌ منها فقط (بينها رواندا وكوسوفو وبنما)، بينما لا تزال المشاورات جارية مع عشرات الدول الأخرى، بينها سوريا.
وتفيد الوثائق أن بعض الدول، مثل السلفادور، حصلت على تمويل أميركي بلغ 5 ملايين دولار بعد أن وافقت على احتجاز أكثر من 200 فنزويلي تتهمهم واشنطن بالانتماء لعصابات إجرامية.
أما دول مثل بيرو، فرفضت مراراً استقبال مرحّلين من غير مواطنيها، مشيرة إلى ضغط الهجرة الفنزويلية الحالي، وخوفها من غضب شعبي.
مخاوف قانونية وإنسانية
وتحذّر منظمات حقوقية من أن هذه السياسة "تدفن" آخر ما تبقى من صورة أميركا كمدافع عن حقوق الإنسان، وقال مارك هيتفيلد، رئيس منظمة "HIAS": "تخيل أن تُرحل إلى بلد لا تعرفه، لا تربطك به أي صلة، لا تتكلم لغته، وقد يشهد حرباً أو قمعاً وحشياً، هذا ما تفعله إدارة ترامب اليوم".
وتخشى عائلات بعض المرحلين من اختفائهم قسراً، كما حدث مع رجل فيتنامي حاولت واشنطن ترحيله إلى جنوب السودان، قبل أن توقف محكمة فيدرالية العملية بسبب خطر الحرب هناك.
ويُثير ورود اسم سوريا مفارقة مؤلمة؛ فهي بلد خرج ملايين اللاجئين خلال العقد الأخير، وها هي اليوم تُطرح كوجهة استقبال لمهاجرين لا صلة لهم بها، فهل سيتحول البلد المنكوب إلى "مكبّ بشري" لمهاجرين لا ذنب لهم سوى أنهم خسروا معركتهم أمام نظام الهجرة الأميركي؟.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بسبب الاحتجاجات.. دولة تقطع البث التلفزيوني
بسبب الاحتجاجات.. دولة تقطع البث التلفزيوني

ليبانون 24

timeمنذ 39 دقائق

  • ليبانون 24

بسبب الاحتجاجات.. دولة تقطع البث التلفزيوني

في ظل تجدد موجة الاحتجاجات الجماهيرية في كينيا، فرضت السلطات حظراً على البث التلفزيوني المباشر، بعدما تدفق الآلاف إلى الشوارع للمطالبة باستقالة الرئيس وليام روتو ، في ذكرى مرور عام على احتجاجات دموية ضد قانون ضريبي مثير للجدل. الاحتجاجات، التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد، ترافقت مع إغلاق البنوك والشركات والمدارس، وشلل في الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة نيروبي، وسط تصاعد المخاوف من عنف الشرطة. وقال دون كليف أوشينغ، وهو حارس أمن يبلغ من العمر 24 عاماً، لصحيفة نيويورك تايمز: "كثير منا يُقتلون بلا سبب". تقارير إعلامية غير مؤكدة أفادت بمقتل شخصين على الأقل خلال اليومين الماضيين في بلدة ماتو، على بعد نحو 65 ميلاً من نيروبي، وإصابة أكثر من 50 متظاهراً. في سياق متصل، أعلنت قناتا NTV وKTN أن الشرطة داهمت مركز البث الخاص بهما وأوقفت إشارات البث بشكل "غير دستوري"، وفق تعبيرهما. وقالت مجموعة "نيشن ميديا"، المالكة لقناة NTV، إن الخطوة تمت "دون سابق إنذار"، واعتبرتها "تدخلاً مباشراً في العمليات التحريرية". ويأتي هذا التصعيد بعد أن أثار مشروع قانون ضريبي، اقترحه الرئيس روتو في حزيران 2024 لجمع ملياري دولار من الإيرادات الإضافية، موجة غضب شعبية عارمة، رغم تراجعه عنه لاحقًا، بسبب المخاوف من ارتفاع تكاليف المعيشة على المواطنين.

حلف شمال الأطلسي يستعدّ لإقرار زيادة كبيرة في إنفاقه الدفاعي
حلف شمال الأطلسي يستعدّ لإقرار زيادة كبيرة في إنفاقه الدفاعي

الميادين

timeمنذ 43 دقائق

  • الميادين

حلف شمال الأطلسي يستعدّ لإقرار زيادة كبيرة في إنفاقه الدفاعي

يستعد حلف شمال الأطلسي لإقرار زيادة كبيرة في إنفاقه الدفاعي تحت ضغطٍ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمة تُعقد في لاهاي، في حين تتصاعد التوترات العالمية بشأن الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا والمواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل حيث من المتوقع أن يهيمن هذا الموضوع على اجتماع الناتو، إضافةً إلى ذلك سيكون موضوع أوكرانيا حاضراً في مناقشات الحلف. وقد حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى لاهاي لكن ليس بصفة مشارك رسمي في الاجتماعات.

ماكرون: سنقوم بتقييمنا الخاص للأضرار في منشآت إيران النووية
ماكرون: سنقوم بتقييمنا الخاص للأضرار في منشآت إيران النووية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

ماكرون: سنقوم بتقييمنا الخاص للأضرار في منشآت إيران النووية

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن "خوض حرب تجارية بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمثابة "شذوذ"، موجها رسائل لنظيره الأميركي دونالد ترامب، عقب قمة تعهد خلالها القادة الأوروبيون، زيادة إنفاقهم الدفاعي استجابة لطلب ترامب، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين في لاهاي: "لا يمكننا، بين الحلفاء، القول إنه يجب إنفاق المزيد على الدفاع وخوض حرب تجارية داخل الناتو، إنه شذوذ". وأضاف "هذا الجهد الجماعي، وخصوصا من جانب الأوروبيين، يفرض بوضوح سلاما تجاريا، أي ازالة كل الحواجز الجمركية الموجودة أو التي تم تشديدها"، داعيا إلى أن "اتباع هذه القاعدة بين جميع الحلفاء". ورأى ماكرون أن "على الاتحاد الأوروبي الآن التوصل إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة". وأكد أنه أثار هذه القضية مع ترامب "في مناسبات عديدة"، وأيضا "علنا أمام آخرين" خلال هذه القمة. وأوضح الرئيس الفرنسي أن نظيره التركي رجب طيب إردوغان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تطرقا "للأمر نفسه". ولكن عندما سُئل عما إذا كان الرئيس الأميركي مستعدا لتلبية هذا الطلب، تهرّب من الإجابة قائلا: "اسألوه". ورفض ماكرون مرارا التعليق على تصريحات ترامب. وقال الرئيس الفرنسي باستياء: "ليست وظيفتي تفسير تصريحاته". ومع ذلك، لفت إلى "غموض يُحوط بالنص التأسيسي للحلف"، مؤكدا أنه "يجب عدم التشكيك فيه". واعتبر ماكرون أن "الجهد الدفاعي الذي وعد به حلفاء الولايات المتحدة يتطلب الوحدة والاحترام"، داعيا "واشنطن خصوصا، إلى عدم نسيان حرب روسيا ضد أوكرانيا". واشار الى ان بلاده "ستنجز خلال الأيام القليلة القادمة تقييمها الخاص للأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية بعد الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية، ثم تقارنها بالنتائج التي خلص إليها الحلفاء". واوضح إنه "سيلتقي في وقت لاحق مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في باريس لمناقشة أحدث تقييماته بهذا الشأن. وأضاف "نوشك على الانتهاء من تحليلاتنا وفق كل ما لدينا وبعدها سنطابق النتائج بتحليلات الدول المعنية الأخرى، الأمريكيين بالطبع، والدول الأوروبية الأخرى، والإسرائيليين". وقال: "لدينا جدول زمني سار، ويجب اتخاذ القرارات بحلول الصيف". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store