نطالع في "مجلة القوافي" الرصافَة العراقية.. جسر شعري يصل القديم بالحديث
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء
صدر عن "بيت الشعر" في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 71 لشهر يوليو من مجلة "القوافي" الشهرية؛ المتخصّصة بالشعر الفصيح ونقده - في عامها السابع- التي تحتفي بالمواضيع ذات الصلة به بلاغةً ولغةً وتراثًا. كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور.
وجاءت افتتاحية العدد التي استهلت بها القوافي عددها الجديد بعنوان " البنية الاجتماعية .. وأدوات الكتابة في العصر الحديث" وذُكر فيها : تماهت القصيدة العربية منذ القدم مع واقع الإنسان العربي، وتقاطعت مع مختلف شؤون حياته الاجتماعية، إلى أن أصبحت مرآة لذلك المجتمع الذي تدور حوله وتبحث في أدقّ تفاصيليه وقضاياه العامة.
وفي هذا العدد من "القوافي" نطلّ على القارئ، بموضوع يتناول البنية الاجتماعية في الكتابة الشعرية، إذ تعدّ ركيزة أساسية في تكوين القصيدة، التي اتّكأت على الموروث وتجاوزت الذات إلى الجماعة. ونستعرض مجموعة من الشواهد التي تشير إلى ذلك، بأبيات شعرية متنوعة.
في باب إطلالة كتبت الدكتورة إيمان عصام خلف عن موضوع "البنية الاجتماعية" التي تعد ركيزة في تكوين القصيدة.
وكتب الدكتور سلطان الزغول، في باب "آفاق" عن موضوع "الذاكرة الشعرية بين القديم والحديث".
وتضمن العدد حوارًا في باب "أوّل السطر" مع الشاعر عبدالرحمن الحميري، وحاورته الشاعرة جمانة الطراونة.
واستطلعت الشاعرة مروة حلاوة، رأي مجموعة من الشعراء والنقاد، حول موضوع "المنصات الرقمية."
وفي باب "مدن القصيدة" كتب الشاعر عبد الرزاق الربيعي، عن الرصافة العراقية.
أما في باب "حوار" فقد حاور الشاعر مخلص الصغير، الشاعر المغربي حميد الشمسدي.
وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و"قالوا في..."، وكتبتها وئام المسالمة.
وتطرق الباحث الدكتور ضياء الجنابي، في باب "مقال" إلى موضوع الانطباع القيمي عن الأسد.
كما كتبت الباحثة الدكتورة سماح حمدي، في باب عصور، عن سيرة الشاعرة ابن رشيق القيرواني.
وكتب الباحث أحمد حسين حميدان، في باب "دلالات" عن موضوع "البيت" في قصائد الشعراء.
وقرأت الشاعرة الدكتورة صباح الدبي، في باب "تأويلات" قصيدة "وأتبعت سببا" للشاعرة العمانية بدرية البدري.
كما قرأ الشاعر الدكتور محمد طه العثمان، قصيدة "أراود الليل" للشاعر السعودي الدكتور سعود اليوسف.
أما في باب "استراحة الكتب" فقد تناول الشاعر محمد الهادي الجزيري، ديوان "آمنت بالماء.. رضيت بالجمر" للشاعر الدكتور عبدالله الخضير.
وفي باب "نوافذ"، أضاءت الشاعر حسن شهاب الدين، على موضوع "صفة كتمان السر" عند الشعراء.
واحتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية، امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبد الله البريكي، بعنوان "تطير مع الريح"، وجاء فيه: " فيا شِعْرُ.. خُذْنا إلى النّاسِ، واجْلِسْ بنا في مَجالسِهم، واسْتَمِعْ لأنينِ مَواجِعِهم، وتَجلّى بأجْمَلِ لَحْنٍ يؤثِّثُ أفْراحَهم، واستفزَّ العِبارة، وامْسحْ دُموعاً تُعاني المجاعة والفقر والفَقد والحُبّ والحَرب، فالنّاسُ هم حَرْفُنا والقلوبُ التي تتمايلُ في قاعةِ الأمسياتِ، وديوانُ أشعارِنا في المَعارض، أو تَتَباهى على أرْفُفٍ في البُيوت، لذا فالقَصيدَة دونَ قلوبٍ تُغَنّي بها، أو كُفوفٍ تصفِّقُ معجبةً بأساليبِها، ستَطيرُ مَعَ الرّيح مِثلَ الدُّخان".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
"بين اليقظة والحلم".. قصص تخاطب الواقع بأدوات رومانسية.. للأديبة سوزان خلقي
عمّان – الدستور - عمر أبو الهيجاء تحفل المجموعة القصصية "بين اليقظة والحلم" للروائية والقاصَّة الأردنية د. سوزان خلقي بمجموعة من النصوص السردية التي تلامس أدق التفاصيل الداخلية لأبطالها وبطلاتها، وتمزج خلالها بين الشخصي والعام، والحاضر والذكريات. وجاءت المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 106 صفحات من القطع المتوسط، وقُدمت فيها الأحداث ضمن إطار واقعي مغلف بالرومانسية والحرص على تلمُّس المشاعر والخلجات التي ترافق الشخصيات في ما تؤول إليه من أحوال ومصائر. تقدم قصة "شرفة مطلة" إحدى هذه الخلجات العميقة بالقول: "اختارت وحدتها بعناية؛ شارع مغلق ينتهي ببيت له شرفة مطلة، هنا هي ملكة الحي، والشارع يبدو خفيف التعرج من حيث تجلس يوميا بعد العصر لتلملم الحكايا. خلف شرفتها تفاصيل؛ غرفة نوم عتيقة والكثير من الصور؛ ثلاثة أبناء، قبعات تخرج، بذلات عرس، ثلاث نساء لا يشبهنها وستة أحفاد. بجانب المرآة مشط صغير استخدمه زوجها لترويض شاربه الكث، لم تنظفه منذ وفاته، في منتصفه تعلق شعرتان. من شرفتها راقبتهما بصمت؛ امرأة تجر ابنا لن يكبر، ورجل يسكنه الحزن". وجاءت لغة الكاتبة عفوية فكانت قادرة على الوصول إلى أعماق المواقف والشخصيات، واتسمت القصص بطابعها التصويري الذي يحرص على إظهار تفاصيل المكان والعناية بأدق عناصر المشهد في خدمة الحدث الذي ارتكزت عليه كل قصة من قصص المجموعة.. وطعمت الكاتبة مجموعتها بعدد من النصوص الشاعرية التي خدمت المجموعة، وأبرزت الثيمة التي تدور حولها القصص.. تقول الشرايري في أحد هذه النصوص: لا شيءَ يعنيني سوى هذِهِ اللحظاتِ حينَ لا نتجمَّلُ.. تتجرَّدُ الأسماء لا تحيّرنا اللُّغة تتسرَّب الكلمات منَّا.. حرَّةً تحمل المعنى بخفَّة لا شيء يبقى كالكلامْ لا شيء يفنى كالكلامْ.. ومن الجدير ذكره أن سوزان حسان خلقي وُلدت في القاهرة لأب أردنيٍّ وأم مصرية. ونشأت في مدينة إربد في شمال الأردن، وفيها أكملت دراستها الثانوية، ثم حصلت على شهادة البكالوريوس والاختصاص العالي في الطب، تخصص النسائية وجراحتها، من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. وهي تكتب في مجالات عدة، من بينها إضافة إلى الرواية: الشعر والمقالة والقصة القصيرة. وقد صدرت لها قبل هذه المجموعة رواية تحت عنوان: "روت لي حكايتها".

الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
نطالع في "مجلة القوافي" الرصافَة العراقية.. جسر شعري يصل القديم بالحديث
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء صدر عن "بيت الشعر" في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 71 لشهر يوليو من مجلة "القوافي" الشهرية؛ المتخصّصة بالشعر الفصيح ونقده - في عامها السابع- التي تحتفي بالمواضيع ذات الصلة به بلاغةً ولغةً وتراثًا. كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور. وجاءت افتتاحية العدد التي استهلت بها القوافي عددها الجديد بعنوان " البنية الاجتماعية .. وأدوات الكتابة في العصر الحديث" وذُكر فيها : تماهت القصيدة العربية منذ القدم مع واقع الإنسان العربي، وتقاطعت مع مختلف شؤون حياته الاجتماعية، إلى أن أصبحت مرآة لذلك المجتمع الذي تدور حوله وتبحث في أدقّ تفاصيليه وقضاياه العامة. وفي هذا العدد من "القوافي" نطلّ على القارئ، بموضوع يتناول البنية الاجتماعية في الكتابة الشعرية، إذ تعدّ ركيزة أساسية في تكوين القصيدة، التي اتّكأت على الموروث وتجاوزت الذات إلى الجماعة. ونستعرض مجموعة من الشواهد التي تشير إلى ذلك، بأبيات شعرية متنوعة. في باب إطلالة كتبت الدكتورة إيمان عصام خلف عن موضوع "البنية الاجتماعية" التي تعد ركيزة في تكوين القصيدة. وكتب الدكتور سلطان الزغول، في باب "آفاق" عن موضوع "الذاكرة الشعرية بين القديم والحديث". وتضمن العدد حوارًا في باب "أوّل السطر" مع الشاعر عبدالرحمن الحميري، وحاورته الشاعرة جمانة الطراونة. واستطلعت الشاعرة مروة حلاوة، رأي مجموعة من الشعراء والنقاد، حول موضوع "المنصات الرقمية." وفي باب "مدن القصيدة" كتب الشاعر عبد الرزاق الربيعي، عن الرصافة العراقية. أما في باب "حوار" فقد حاور الشاعر مخلص الصغير، الشاعر المغربي حميد الشمسدي. وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و"قالوا في..."، وكتبتها وئام المسالمة. وتطرق الباحث الدكتور ضياء الجنابي، في باب "مقال" إلى موضوع الانطباع القيمي عن الأسد. كما كتبت الباحثة الدكتورة سماح حمدي، في باب عصور، عن سيرة الشاعرة ابن رشيق القيرواني. وكتب الباحث أحمد حسين حميدان، في باب "دلالات" عن موضوع "البيت" في قصائد الشعراء. وقرأت الشاعرة الدكتورة صباح الدبي، في باب "تأويلات" قصيدة "وأتبعت سببا" للشاعرة العمانية بدرية البدري. كما قرأ الشاعر الدكتور محمد طه العثمان، قصيدة "أراود الليل" للشاعر السعودي الدكتور سعود اليوسف. أما في باب "استراحة الكتب" فقد تناول الشاعر محمد الهادي الجزيري، ديوان "آمنت بالماء.. رضيت بالجمر" للشاعر الدكتور عبدالله الخضير. وفي باب "نوافذ"، أضاءت الشاعر حسن شهاب الدين، على موضوع "صفة كتمان السر" عند الشعراء. واحتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية، امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع. واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبد الله البريكي، بعنوان "تطير مع الريح"، وجاء فيه: " فيا شِعْرُ.. خُذْنا إلى النّاسِ، واجْلِسْ بنا في مَجالسِهم، واسْتَمِعْ لأنينِ مَواجِعِهم، وتَجلّى بأجْمَلِ لَحْنٍ يؤثِّثُ أفْراحَهم، واستفزَّ العِبارة، وامْسحْ دُموعاً تُعاني المجاعة والفقر والفَقد والحُبّ والحَرب، فالنّاسُ هم حَرْفُنا والقلوبُ التي تتمايلُ في قاعةِ الأمسياتِ، وديوانُ أشعارِنا في المَعارض، أو تَتَباهى على أرْفُفٍ في البُيوت، لذا فالقَصيدَة دونَ قلوبٍ تُغَنّي بها، أو كُفوفٍ تصفِّقُ معجبةً بأساليبِها، ستَطيرُ مَعَ الرّيح مِثلَ الدُّخان".

الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
الفلسطيني فجر يعقوب في روايته "طباخ انغمار برغمان" يعاين لاجئ فـلسـطيني في السويد، يولد بنصف رأس
عمان – الدستور - عمر أبو الهيجاء صدر حديثاً، عن "منشورات المتوسط – إيطاليا"، رواية جديدة للكاتب والمخرج السينمائي الفـلسـطيني "فجر يعقوب"، حملت عنوان "طباخ انغمار برغمان." إذا كان الجميع يعرفون المخرج السينمائي السويدي العبقري انغمار برغمان، فإن لا أحد يعرف "يحيى" اللاجئ الفـلسـطيني الذي يعيش في السويد أيضاً، والذي وُلد بنصف رأس. يحيى، الذي يسعى إلى النجاة من تاريخه عبر التماهي مع رموز ثقافية مثل برغمان وكامبراد، يلتقي بالسائقة البوسنية كريستينا، التي تحمل على كتفيها مجازر سريبرينيتسا، والتي تفجّر أمامه سيلاً من الاعترافات المذهلة، أبرزها افتتانها الجنسي بشخصية صدام حسين كرمز للسلطة والعنف والفحولة المتخيّلة. أما السرد فينطلق من حادثة انتحار مفترضة على سكة الترام في غوتنبرغ السويدية، لتتوالى مشاهد الرواية في لعبة سردية بارعة، بين الجمل الطويلة المتشظية، وتكرار الحوارات العبثية، وإقحام اللغات الأجنبية، لتعكس كلها تفكّك العالم الذي يكتبه فجر يعقوب، وتؤسس لحس سينمائي واضح في بناء المشاهد، ببطء بصري وتأمل داخلي، كما لو أن الرواية تُكتب عبر عدسة كاميرا يدوية. رواية جريئة وصادمة، تفتح أبواباً مؤجلة في الذاكرة العربية عن اللجوء، والجنون، والسلطة، والحب، والحرمان. فهي مشبعة بالسخرية السوداء، وتترع من مشاهد الحرب، ولغة الإعلام، والتفكك الأسري، والجنون السياسي، وهي في الوقت ذاته سردٌ عن الضياع، والوحدة، والعجز، وعن طاولة إيكيا التي تصبح منصة للكتابة، وللأكل، وللجماع، وللهذيان أيضاً. أخيراً، صدر الكتاب في 240 صفحة من القطع الوسط. من الكتاب نقرأ: ها أنذا أنضم لجوقة المشاهير بالجلوس إلى طاولة مميزة، لأكتب حكايتي، وأصرخ في الوقت نفسه ممجداً ذلك الرجل الذي منحنا القوة بشكل يومي لنصرخ من الصباح وحتى المساء بصوت واحد: «تحيا إيكيا.. تحيا إيكيا» على أية حال معرفة الطريقة التي يتم فيها إخراج حشرة القرّاد من السيقان المربربة، أفضل بكثير من أن يُحرج المرء بلسانه الطويل، البذيء، مؤسس إيكيا العظيم، السيد اينغفار كامبراد، الذي منح البعض منّا أثناء حياته المديدة طاولة سوداء أنيقة ورخيصة لنكتب، ونأكل عليها، ولنفكر بجدية كيف يمكن أن نضاجع عليها امرأة جميلة بوضعيات جديدة لم يسبقنا إليها أحد. ويذكر أن الكاتب: فجر يعقوب: سينمائي وروائي فـلسـطيني مقيم في السويد. أنجز مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة حاز بعضها جوائز ذهبية وتقديرية في مهرجانات سينمائية مختلفة. له خمس روايات مطبوعة: نقض وضوء الثعلب 2013، وشامة على رقبة الطائر 2016، ونوتة الظلام 2019، وساعات الكسل (يوميات اللجوء) 2020 - والتي حازت جائزة كتارا للرواية العربية سنة 2021، ونيلة زرقا 2022 إضافة إلى إصداره، عبر العقدين الماضيين، العديد من الكتب التي تعنى بالنقد السينمائي تأليفاً وترجمة.