
في يوم مكافحة المخدرات.. الأردن لا زراعات ولا مصانع وسيطرة على الحدود
تحتفل دول العالم غدا الخميس، الموافق السادس والعشرين من حزيران، باليوم العالمي لمكافحة إساءة استخدام المخدرات والإتجار غير المشروع بها، وهو اليوم الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول من عام 1987، ليكون مناسبة سنوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي العالمي بخطورة آفة المخدرات، والتأكيد على أهمية مكافحتها بجميع أشكالها.
خبراء أكدوا أن هذا اليوم يأتي في ظل تنامي التحديات المرتبطة بتوسع شبكات الإتجار، وتغير أنماط التعاطي، وتزايد المخاطر التي تهدد الأمن المجتمعي والصحة العامة، ما يجعل من تعزيز جهود الوقاية والعلاج والتأهيل مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمجتمعات، في سبيل حماية الأفراد وصون استقرار المجتمعات من هذا الخطر المتصاعد.
وفي هذا الصدد، أكد مدير إدارة مكافحة المخدرات الأسبق، اللواء المتقاعد طايل المجالي، أن الأردن تنبه مبكرًا لخطورة آفة المخدرات، وعمل على مواجهتها من خلال جهود تشريعية وأمنية واستخبارية متقدمة، مشددًا على أن المملكة خالية من الزراعات التجارية أو المصانع الخاصة بإنتاج المواد المخدرة.
وقال المجالي، إن خطر هذه الآفة لا يقتصر على الصحة العامة، بل يهدد كيان الأسرة والمجتمع، لافتًا إلى أن الأردن لا يُعد بلد منشأ أو تصنيع للمخدرات، حيث تؤكد التقارير الدولية عدم وجود زراعات تجارية أو مصانع لإنتاج المخدرات على أراضيه، رغم ظهور بعض الشتلات المحدودة التي لا ترقى إلى مستوى التهديد.
وأضاف أن المملكة تواجه تحديًا حقيقيًا في تعاطي المخدرات وترويجها محليًا، لكنها قطعت شوطًا كبيرًا في تقويض نشاطات المروجين، بفضل الجهود المتواصلة من إدارة مكافحة المخدرات والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، التي تعمل على مدار الساعة لحماية الحدود والتصدي لمحاولات التهريب.
وأشار إلى أن الأردن عانى في فترات سابقة من تهريب منظم مصدره أراضٍ مجاورة، شاركت فيه جهات رسمية غير أردنية، واستخدمت خلاله تقنيات متقدمة مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ، في عمليات وصفها المجالي بأنها تتجاوز قدرات الأفراد وتُدار على مستوى مؤسسي.
وأشاد بالدور الاستخباري الذي تنتهجه إدارة مكافحة المخدرات، مشيرًا إلى أن كل ضابط في الإدارة لديه شبكة من المخبرين، يساهمون في الوصول إلى مصادر التعاطي والترويج، ما أسهم في خفض معدلات الإتجار محليًا.
وفيما يتعلق بالجانب التشريعي، أوضح المجالي أن الأردن يمتلك قانونًا حديثًا لمكافحة المخدرات هو القانون رقم 11 لسنة 1988، والذي يتماشى مع الاتفاقيات العربية، ويمنح المتعاطين فرصة العلاج مع الإعفاء من العقوبة، بينما يفرض عقوبات رادعة على المروجين تصل إلى الإعدام في حالات التكرار.
وحول جهود العلاج والتأهيل، أشار إلى وجود 3 مراكز رئيسية للعلاج، أحدها تابع لإدارة مكافحة المخدرات، وآخر لوزارة الصحة في شفا بدران، والثالث مستشفى خاصا، تقدم جميعها خدمات مجانية وتحقق نتائج إيجابية في مساعدة المدمنين على الإقلاع.
وشدد المجالي على أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني، مشيدًا بالوعي المتنامي لدى المواطنين بخطورة الظاهرة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن المجتمع ليس في منأى عن الشر، ما يستدعي استمرار المواجهة بجدية ودون تهاون.
بدوره، أكد رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات، الدكتور موسى داود الطريفي، أن خطر المخدرات في الأردن، كما في سائر دول العالم، يشكّل تحديًا مركبًا يتجاوز كونه مسألة أمنية أو صحية، ليطال مختلف أبعاد التنمية الاقتصادية والاجتماعية واستقرار الأسرة وتحصين الأجيال القادمة.
وقال الطريفي إن تصاعد محاولات التهريب وتنوع العقاقير المخدرة والمؤثرات الخطرة يستدعي تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لمواجهة هذه الظاهرة بجدية وحزم.
وأشار إلى أن الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات تنفذ برامج وقائية شاملة موجهة لفئات الشباب والأسر والمدارس والمراكز المجتمعية، تعتمد على التوعية المستندة إلى الأدلة العلمية، من خلال تنظيم محاضرات وورش عمل وحملات ميدانية، إلى جانب تقديم الدعم والإرشاد الأسري لمساعدة عائلات المتعاطين.
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، أوضح الطريفي أن الجمعية تعمل على تعزيز التعاون مع مؤسسات ومنظمات متخصصة، وتشارك في اجتماعات لجنة المخدرات بالأمم المتحدة، كما تنفذ برامج تدريبية ومؤتمرات علمية تعزز من الجاهزية الوطنية لمواجهة التحديات المستجدة في هذا الملف.
ولفت إلى أن شعار الأمم المتحدة لهذا العام، 'اكسر الحلقة، أوقف الجريمة المنظمة'، يعكس الحاجة إلى كسر الروابط بين تجارة المخدرات والشبكات الإجرامية، عبر نهج وقائي مستدام يشارك فيه الجميع، مشددًا على أن أي جهد مبذول – سواء في حماية فرد أو علاج مدمن أو توعية أسرة – يمثل خطوة مهمة في كسر هذه الحلقة.
وأكد الطريفي أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية لا تقتصر على جهة واحدة، بل تتطلب استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة، تتعاون فيها الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع التعليمي والإعلامي، إضافة إلى الأسرة، من أجل حماية المجتمع وضمان أمنه وسلامته.
وحول دور الإعلام بالتوعية من مخاطر المخدرات، أكد عميد كلية الإعلام في جامعة الزرقاء، الدكتور أمجد صفوري، أن بناء الإنسان الواعي يمثل الأساس الحقيقي لحماية المجتمعات من التفكك والانهيار، مشددًا على أن الإعلام يشكّل خط الدفاع الأول في معركة التوعية ضد آفة المخدرات، من خلال رسالة مؤثرة ومحتوى مهني يساهم في تحصين النسيج الاجتماعي.
وقال صفوري إن هذه المناسبة تمثل محطة مهمة لتجديد الالتزام المؤسسي والمجتمعي في التصدي لهذا الخطر المتنامي، لافتًا إلى أن الإعلام لا يقتصر دوره على نقل الأخبار، بل يتعدى ذلك إلى تشكيل اتجاهات الرأي العام، وترسيخ مفاهيم الوقاية، وتفكيك المفاهيم المغلوطة التي قد تُغري الشباب وتعزز من قابلية الانزلاق نحو التعاطي.
وشدد على أهمية أن تُبنى الرسالة الإعلامية على فهم دقيق للجمهور المستهدف، باستخدام لغة مناسبة ووسائل فعالة، خصوصًا عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة مركزية للفئات العمرية الشابة، داعيًا وسائل الإعلام إلى تبني قصص وتجارب واقعية وشهادات حقيقية، تسهم في خلق إدراك عاطفي ومعرفي لدى المتلقي.
وأشار صفوري إلى الدور الحيوي للمؤسسات الأكاديمية، خاصة كليات الإعلام، في إعداد جيل من الإعلاميين يمتلكون أدوات التأثير الأخلاقي والمهني، وقادرين على إنتاج محتوى توعويا يعزز من ثقافة الرفض المجتمعي للمخدرات، من خلال تشجيع الطلبة على تنفيذ حملات إعلامية هادفة تخدم قضايا الوطن، وتكرّس مفاهيم الحماية والوعي المجتمعي.
وختم، بالتأكيد أن مواجهة خطر المخدرات تتطلب تكامل الأدوار وتعاونًا وثيقًا بين الإعلام ومؤسسات الأسرة والتعليم والصحة والأمن، معتبرًا أن هذه الظاهرة باتت تمثل تهديدًا شاملًا لكل مكونات المجتمع، ولا يمكن التصدي لها إلا عبر استراتيجية توعوية شاملة ومستدامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 36 دقائق
- الغد
رئيس الوزراء يهنئ بمناسبة حلول العام الهجري الجديد
اضافة اعلان عمان- هنأ رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في منشور على منصة "اكس" بحلول العام الهجري الجديد.وقال الدكتور حسان في المنشور " في العام الهجري الجديد، نسأل الله تعالى أن يعم السلام والاستقرار والأمن، وأن يكون عاماً مليئاً بالخير والبركات على وطننا الغالي وقيادتنا الهاشمية الحكيمة. كل عام وأنتم بخير". -(بترا )


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
الأردن ينجو من العاصفة
اضافة اعلان الأيام التي مرت وانقضت من الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران، أكدت ما كان مؤكدا، من أن استقرار الإقليم مصلحة أردنية عليا، وتمس بشكل مباشر وفعلي، حياة الأردنيين في بيوتهم. وأنها مصلحة تستحق ما تبذله مؤسسات الدولة لأجلها من جهود على الصعد كافة، لجعلها واقعا دائما.استقرار الأردن لا ينفصل عن استقرار المنطقة، هذه الخلاصة تجلت في المواجهة الأخيرة على نحو غير مسبوق، لأن الحرب لو لم تبلغ نهايتها بسرعة، لحملت معها مخاطر كبرى.الموقع الجيوسياسي فرض علينا واقعا صعبا، ففي لحظة تاريخية فارقة وجدنا أنفسنا وسط عاصفة من الصواريخ والمسيرات تتطاير من فوق رؤوسنا، وتتساقط شظايا ورؤوسا محملة بالمتفجرات، كل واحد منها كان يمكن أن يتسبب بمجزرة. الأمن الوطني الأردني كان على المحك كما لم يكن منذ حرب الخليج الأولى، عندما كانت الصواريخ العراقية، تعبر الأجواء الأردنية صوب إسرائيل.هذه المرة كانت المخاطر أكبر بكثير، نظرا لقدرة إيران الصاروخية المتقدمة، وحدة المواجهة، وتصاعدها لاحقا، بدخول الولايات المتحدة المعركة.مواجهة لا شأن لنا فيها، كان يمكن أن تجرنا لوضع صعب وخطير، لم نرغب فيه أبدا، فليس في وارد الأردن يوما أن يكون طرفا في حرب، أو ميدانا لصراع الآخرين.لم يكن أمام الأردن من خيار سوى اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وقبل ذلك منع إسرائيل من استخدام مجاله الجوي، وبخلاف ذلك الموقف، سيتحول الأردن لطرف في المواجهة، ومجالا جويا لصراع يجلب معه عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار.أدارت مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية أيام التصعيد والمواجهة، باحتراف ومهنية، مستندة لخبرة طويلة في التعامل مع صراعات الإقليم المضنية، والتي وضعت الأردن مرات كثيرة في دائرة الخطر.القوات المسلحة تحملت مسؤولية كبيرة في التعامل مع الصواريخ والمسيرات في أجوائنا، وأدت المهمة بدرجة عالية من الكفاءة والاحتراف.عمليات الاعتراض كانت تتم في معظم الحالات بعيدا عن المناطق السكنية، ومعظم الشظايا المتطايرة سقطت في أماكن غير مأهولة بالسكان، باستثناء عدد محدود منها. وفي نفس الوقت أبقت على أجواء المملكة مفتوحة للطيران المدني، مما مكن طائرات الملكية من تسيير رحلاتها بشكل طبيعي، في وقت كانت فيه حركة الطيران من حولنا متوقفة.المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ظهر دوره كمؤسسة وطنية حيوية في إدارة العمليات وتنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات، مستندا لخبرة متراكمة، شهد عليها الأردنيون، في أزمة كورونا. رسائل المركز، وبياناته كانت تتدفق للجمهور بشكل منهجي ومدروس، وتكتسب مصداقية عالية، وهذا هو أهم شرط لنجاح التواصل مع الجمهور.بدا واضحا أن الدولة حريصة على عدم إثارة هلع المواطنين، وفي نفس الوقت، ضمان أقصى درجات الحماية من مخاطر لا نعرف لها اتجاها، تتساقط علينا من السماء. سمح هذا النهج، في سير الحياة بشكل طبيعي في الأردن، ومواصلة نشاطات القطاعات الاقتصادية، بتدابير أمنية محدودة للغاية، وكان لهذا أثر إيجابي على الحركة الاقتصادية، والنشاط العام في البلاد.عبرنا الأزمة بأقل الخسائر، لكنها تبقى مناسبة تذكرنا، أننا بلد صغير محدود الإمكانيات، نعيش في إقليم يعاني من صراع مزمن، تتحارب فيه قوى عالمية وإقليمية كبرى، وأفضل ما يمكن أن نسعى إليه وسط هذا كله، أن نحمي وجودنا واستقرارنا، كما فعلنا ذلك بجدارة على مر عقود طويلة.الإثنا عشر يوما التي مرت، كانت أقرب ما تكون إلى العاصفة الشديدة، وقد نجونا منها.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
'سي آي إيه': منشآت إيران النووية الرئيسية 'دُمرت'
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون راتكليف، إن مجموعة من المعلومات الاستخباراتية الموثوقة تشير إلى أن برنامج إيران النووي 'تضرر بشدة' من جراء الضربات الأميركية الأخيرة. وأضاف راتكيلف في بيان: 'يشمل ذلك معلومات استخباراتية جديدة من مصدر موثوق ودقيق، تفيد أن العديد من المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية دُمرت، وأنه سيتعين إعادة بنائها على مدار سنوات'. وتابع البيان: 'تواصل وكالة الاستخبارات المركزية جمع معلومات إضافية من مصادر موثوقة، لإبقاء صانعي القرار المعنيين وهيئات الرقابة على اطلاع كامل'. وختم راتكليف البيان قائلا: 'سنقدم أيضا، عندما يكون ذلك ممكنا، تحديثات ومعلومات للجمهور الأميركي، نظرا للأهمية الوطنية لهذه المسألة وفي كل محاولة لتوفير الشفافية'.