
مانشيت "الجمهورية": قلقٌ لبنانيّ من عواقب التصعيد... ومخاوف من ضغط في ملف السلاح
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، أنّ إسرائيل تستعدُّ، في ما يبدو، لشنِّ هجوم قريباً على إيران. وقالت إنّ هذا التطور «قد يزيد من تأجيج الشرق الأوسط، وتعطيل أو تأخير الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسُّط في اتفاق لقطع الطريق على إيران لبناء قنبلة نووية». وأضافت الصحيفة، أنّ «من غير الواضح مدى اتساع نطاق الهجوم الذي قد تكون إسرائيل في صدد التحضير له». وأشارت إلى أنّ «التوترات المتصاعدة تأتي بعد أشهرٍ ضَغَطَ فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ترامب لاغتنام ما تعتبره إسرائيل لحظة ضعف إيران أمام ضربة». فيما قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في تصريحات، إنّه لا يعرف ما إذا كانت إيران ترغب في امتلاك سلاح نووي، وسط تعثر المفاوضات بين طهران وواشنطن.
وفيما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر، انّ رئيس الأركان الإسرائيلي عبّر عن موقف متشدّد رافض لأي عمل عسكري إسرائيلي منفرد ضدّ إيران، قالت القناة i24 العبرية نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين قولهم، إنّه «على رغم من الخلافات الكبيرة بين الإيرانيين والأميركيين، فإنّ الإدارة الأميركية لا تتعامل حاليًا مع محادثات يوم الأحد في عُمان على أنّها محادثات الفرصة الأخيرة».
ولكن مع ذلك، يُقرّ مسؤولو الإدارة الأميركية بأنّ الإعلان الإيراني عن افتتاح منشأة تخصيب جديدة واستبدال أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو «يُعقّد الأمور». واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين، أنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن إيران يثير القلق، وإنّ الولايات المتحدة تُراقب تطورات الوضع من كثب.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتمد امس قراراً يدين «عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية»، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر ديبلوماسية عدة، انّه «أيّدت النص الذي أعدّته لندن وباريس وبرلين وانضمّت واشنطن إليهم، 19 دولة من أصل 35».
وردّت منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانيتان على هذا القرار ببيان مشترك جاء فيه: «أصدر رئيس المنظمة الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن»، مضيفا: «أنّ تدابير أخرى ستُعلن لاحقاً». وتعهّد وزير الخارجية عباس عراقجي «الدفاع عن حقوق الإيرانيين في الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة»، المقررة في مسقط الأحد. وقال: «سنكون في مسقط للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني»، معتبراً أنّ «قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة طهران على خلفية عدم الامتثال لالتزاماتها، يزيد من تعقيد النقاشات».
وفي المقابل، دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى «الردّ بحزم» ومنع إيران من تطوير سلاح نووي. وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على «إكس»: «عملت إيران بشكل مستمر على عرقلة عمليات التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأخرجت مفتشين (...) ونظفت وأخفت مواقع يشتبه في أنّها غير معلنة في إيران». وأضافت: «كل ذلك يقوّض نظام منع الانتشار العالمي ويشكّل تهديداً وشيكاً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».
وفيما لبنان ينتظر ما ستنتهي اليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية الاحد المقبل، عبّرت مصادر ديبلوماسية في بيروت عبر «الجمهورية» عن قلقها من عواقب التصعيد في الملف الإيراني على الوضع اللبناني الذي يتصف أساساً بالتشنج. ورأت هذه المصادر أنّ لبنان قد يكون إحدى ساحات المواجهة بأبعادها السياسية والعسكرية. فإيران لها حليفها الأساسي «حزب الله»، وفي المقابل باتت لإسرائيل هوامش تحّرك واسعة بناءً على ما تضمنه اتفاق وقف النار الموقّع في تشرين الثاني الفائت. وأما الولايات المتحدة فتمسك بأوراق الأزمة اللبنانية بإحكام، وسيكون من دواعي القلق في لبنان أن تخوض المواجهة إلى جانب إسرائيل.
وتوازياً، توقعت المصادر أن يرفع الأميركيون، ومعهم الحلفاء الغربيون، لهجتهم إزاء أركان الحكم، على قاعدة المماطلة في معالجة ملف سلاح «حزب الله» والتزام الإصلاحات. وهذا ما سيظهر في الحراك المنتظر من الموفدين الأميركيين بين سوريا ولبنان قريباً.
في هذه الأجواء سافر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون إلى روما في زيارة للفاتيكان، حيث سيستقبله البابا لاوون الرابع عشر اليوم في لقاء خاص، وفق التقليد المعتمد في العلاقة بين رؤساء الجمهورية والأب الأقدس، تنضمّ بعده السيدة الاولى وأفراد العائلة في لقاء عائلي لأخذ البركة البابوية..
وفي برنامج الزيارة محادثات سيجريها عون بعد لقائه البابا، مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة.
وبالتزامن، أشار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لبرنامج «عشرين 30» عبر قناة الـ«lbci» إلى انّ «أكثر ما يلفت إنتباهي أنّه من الآن فصاعدًا هناك دولة لبنانية وهي تعمل، لكن ليس بكل طاقتها بعد، واستعدنا شكلًا من أشكال الإستقرار الأساسي بعد سنوات متعددة من الجمود وعدم الكفاية وهذه قوة كبيرة. وأرى حكومة متماسكة ومتجانسة ومتحدة ولم أر ذلك منذ فترة طويلة في لبنان، فهناك شخصيات رفيعة المستوى وتتمتع بكفاية فنية عالية وعازمة على أن تكون على قدر الثقة التي منحها إياها الشعب اللبناني وهو أمر ضروري للغاية اليوم». وأكّد انّ «جميع من التقيت بهم يدعمون تجديد ولاية قوات اليونيفيل»، وقال: «نحن اليوم على طريق التعافي، لذلك من المهم أن يستمر بناء الثقة وأن تواصل السلطات الحكومية جهودها من أجل الإصلاح الجوهري، لأنّ على لبنان أن يدرك أنّه إذا لم يتمّ إصلاحه فستكون خطوة إلى الوراء». وشدّد على انّه «يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد».
وقال لودريان: «لا أرى كيف يمكننا الشروع في إعادة إعمار الجنوب إذا لا أمن في الجنوب وما لم يُحصر السلاح بيد الدولة، ووحدها القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تتولى هذه المهمّة لضمان الأمن وتمكين إعادة الإعمار». وأضاف: «استمعت باهتمام إلى خطاب الرئيس عون في 9 كانون الثاني (الماضي) وتأثرت بإصراره على استعادة السيادة الكاملة للبنان وحصر السلاح بيد الدولة، هذان الالتزامان أُكّدا في البيان الوزاري لرئيس الحكومة، والتحدّي اليوم هو تطبيقهما، وفرنسا تدعم هذا التوجّه كلياً، ولدى لبنان اليوم فرصة ليؤكّد مكانته كبلدٍ يجدد نفسه في الشرق الأوسط. وهذا ما يسعى إليه مؤتمر باريس عبر دعم إعادة الهيكلة، شرط أن تبدأ بمبادرة القادة اللبنانيين وتضامنهم»، لافتاً إلى انّ «القلق الدولي هو الحرب في لبنان وطريقة الإستجابة هي التحرك بسرعة، لأنّ ما حدث في سوريا يمكن أن يكون أيضًا فرصة للبنان».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 9 دقائق
- المنار
مقدمة نشرة أخبار المنار الرئيسية ليوم الأحد في 15-6-2025
في 'بيت يام' كانت التجربةُ الاصعبُ في ايامِ بنيامين نتنياهو حتى الآن، وما يَتوعدُ به الايرانيونَ اكبرُ من ان تقدرَ عليه تل ابيب وحدَها، وعليه ارتفعت الاصواتُ العبريةُ باكراً لجرِّ الاميركيّ الى المعركةِ بشكلٍ مباشر، مع اعترافِهم باَنَ حضورَها غيرَ المباشرِ عبرَ دفاعاتِها الجويةِ ومعلوماتِها الاستخباريةِ وخُطَطِها العسكريةِ وكلِّ ترسانتِها الاستراتيجيةِ بخدمةِ تل ابيب ليسَ خافياً على احد. أحدُ الكيانِ كانَ صعباً، من تل ابيب الى حيفا فـ'ايلات' وما بينَها من مراكزَ حساسةٍ واستراتيجيةٍ على ما تَسرّبَ من الاخبارِ العبريةِ والمشاهدِ الميدانيةِ رغمَ كلِّ اِطباقِ الرقابةِ العسكرية، اما عنترياتُ المواقفِ من نتنياهو وازلامِه بين الدمارِ غيرِ المسبوقِ على ارضِ كيانِهم فهي لَمحاولةٌ لرأبِ الصدعِ مع جبهةٍ داخليةٍ ارتفعَ صوتُها اعتراضاً من ثاني ايامِ الحربِ التي تَفرضُها تل ابيب على طهران .. وان كانَ ما يراهُ العالمُ من استهدافاتٍ صهيونيةٍ في ايرانَ غيرَ مفاجئٍ من المنظورِ العسكريِّ نتيجةَ احتشادِ كلِّ تكنولوجيا العالمِ العسكريةِ وقواها الاستخباريةِ لخدمةِ تل ابيب في حربِها على الجمهوريةِ الاسلامية، فانَ الصادمَ للادارةِ الاميركيةِ وحكومةِ بنيامين نتنياهو حجمُ الاختراقاتِ المتواصلةِ للصواريخِ الايرانيةِ لمنظوماتِ الدفاعِ الاميركيةِ الاسرائيليةِ وما لفَّ لفَّها في المنطقة، ووصولُ تلكَ الصواريخِ الى اهدافٍ امنيةٍ واستراتيجيةٍ حساسة. ومع حساسيةِ المرحلةِ من عمرِ المنطقةِ والعالمِ فانَ الواقعيةَ هي سمةُ المواقفِ الايرانيةِ القائمةِ على الحقِ بالدفاعِ عن السيادةِ والحقوقِ الايرانيةِ بوجهِ اعتداءٍ صهيونيٍ خارقٍ لكلِّ القوانينِ الدوليةِ والشرائعِ الانسانية، مع تأكيدِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الثباتَ في الحربِ المفروضةِ عليها والتي تَخَطَّتْ فيها تل ابيب كلَّ الخطوطِ الحمرِ بضربِ مواقعَ سكنيةٍ وبنًى تحتيةٍ ومطاراتٍ مدنيةٍ وحتى شبكاتِ جرِّ المياهِ كما جرى في طهران. اما ما يَجري على اَلسنةِ الادارةِ الاميركيةِ من كذبٍ سياسيٍّ فلا ينطلي على الشعبِ الايرانيِّ العارفِ بالدليلِ تورطَ ادارةِ ترامب بالشراكةِ الكاملةِ مع تل ابيب بالحربِ عليه. وعليهِ فانَ كلامَ الرئيسِ الاميركيِّ عن استعدادِه للوساطةِ بين تل ابيب وطهران لوقفِ الحربِ ما هو الا استشعارٌ بخطورةِ الحال، ومن هذا المنطلقِ كانَ الاستنجادُ بمبادرةِ الرئيسِ الروسي لتفعيلِ خطِّ تلكَ الوساطة. انها نارٌ اشعَلها المحتلُ الصهيونيُ ولا بدَ انها ستُحرقُ اصابعَه اِن لم يكن كاملَ يدِه التي يبلطجُ بها في المنطقة. المصدر: موقع المنار


صيدا أون لاين
منذ 16 دقائق
- صيدا أون لاين
"أكسيوس" عن مسؤولين: لا توجد حاليًا أي مبادرات دبلوماسية جادة لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل
نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يحاول منع المزيد من التصعيد في الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل واستئناف المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي"، وذلك بعد دعوته لإيران وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق وحديثه عن اتصالات تجرى لهذا الهدف. في السياق، ذكر مسؤولان إسرائيليان للموقع أنّه "لا توجد حاليًا أي مبادرات دبلوماسية جادة لمحاولة وقف الحرب". وقال أحد المسؤولين لـ"أكسيوس"، إنّ "إسرائيل غير مهتمة حاليًا بوقف إطلاق النار لأنها لم تُنفّذ جميع أهدافها بعد، خاصةً فيما يتعلق بتدمير البرنامج النووي الإيراني". ويأتي ذلك بعد استمرار الهجمات الإسرائيلية على إيران التي تردّ على إسرائيل بموجات من الصواريخ الباليستية والمسيّرات. وكان قد شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أنّه "إذا استمر العدوان الإسرائيلي على إيران فإن الرد الإيراني سيكون أشد إيلامًا وقسوة".


ليبانون 24
منذ 16 دقائق
- ليبانون 24
جهود الوساطة لوقف الحرب مع إيران بدأت.. هذا ما كشفه مسؤول اسرائيلي
أكد مسؤول كبير في مجلس الوزراء الإسرائيلي ، اليوم الأحد، أن "جهود الوساطة بدأت خلف الكواليس". وأوضح المسؤول، الذي لم يتم الكشف عن هويته، أنه "لا يوجد حتى الآن أي مقترح ملموس لوقف إطلاق النار مع إيران"، بحسب صحيفة"يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية. كما أضاف أنه عمليا لا يوجد ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف إطلاق النار: "لدينا المزيد من المفاجآت، ولدينا تصميم كبير". "قريباً ستتوصلان إلى السلام" جاء ذلك، بعدما قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، اليوم ،إن إسرائيل وإيران ستتوصلان قريبا إلى السلام. وقال في منشور على حسابه في منصة "تروث سوشيال"، اليوم الأحد، يجري الآن الكثير من الاتصالات والاجتماعات. كما أضاف ترامب أنه يفعل الكثير للدفع في هذا الإطار، كما فعل مع باكستان والهند. وفي مقابلة مع شبكة "أي بي سي"، اعتبر ترامب أنه من الممكن أن تتدخل أميركا في الصراع بين إسرائيل وإيران. وقال "من الممكن أن ننخرط في النزاع بين البلدين، لكن بلادنا "ليست منخرطة في الوقت الراهن". وردا على سؤال حول إمكان تأدية الرئيس الروسي دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل قال ترامب إن فلاديمير بوتين"مستعد، لقد اتصل وناقشنا الأمر مطولا". وأجرى الرئيسان السبت مكالمة هاتفية وكان "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط" محورها، بحسب ما أفاد الكرملين. بدوره، رد مبعوث الاستثمار الروسي كيريل دميترييف في منشور على منصة إكس، على منشور ترامب اليوم الأحد وقال إن بوسع روسيا أن تلعب "دورا رئيسيا" في التوسط في النزاع بين إسرائيل وإيران. في السياق ذاته، قال مسؤولين بالبيت الأبيض اليوم، إن ترامب ما زال يحاول استئناف المحادثات مع إيران، وفق ما نقله موقع "أكسيوس". ودعا ترامب إيران الجمعة إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي ، فيما كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة، الأحد، في سلطنة عمان، لكن مسقط أعلنت السبت إلغاءها، فيما اتهمت طهران إسرائيل بعرقلتها. واعتبرت إيران أن لا جدوى حاليا من المحادثات مع الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "ما دام الكيان الصهيوني يواصل هجماته فإن المشاركة في محادثات مع أكبر داعم وشريك له (الولايات المتحدة) لا معنى لها".