
تطبيق مفهوم العملات الرقمية في تعزيز سلاسل التوريد
تاريخ النشر : 2025-04-06 - 01:37 am
الدكتور احمد علي
في عصر التحول الرقمي السريع، أصبحت العملات الرقمية وتقنيات البلوك تشين من أبرز الابتكارات التي تعيد صياغة قواعد الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من أن العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم اشتهرت كأدوات استثمارية أو وسائل دفع بديلة، إلا أن تطبيق تقنياتها يمتد إلى مجالات أخرى أكثر تعقيدًا، ومن بينها سلاسل التوريد العالمية. فكيف يمكن للعملات الرقمية وتقنيات البلوك تشين أن تُحدث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي؟
سلاسل التوريد هي العمود الفقري لأي اقتصاد حديث، حيث تشمل جميع العمليات المتعلقة بإنتاج ونقل وتوزيع السلع والخدمات، بدءًا من المواد الخام وحتى وصول المنتج النهائي إلى المستهلك. ومع ذلك، فإن هذه السلاسل غالبًا ما تعاني من تحديات كبيرة مثل قلة الشفافية، التعقيد في تتبع المنتجات، والتلاعب بالبيانات. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد العديد من الشركات على أنظمة مركزية لتسجيل البيانات، مما يجعلها عرضة للأخطاء البشرية والاحتيال. وهنا يأتي دور العملات الرقمية وتقنيات البلوك تشين التي توفر نظامًا لامركزيًا وشفافًا لتسجيل المعاملات. كل عملية يتم تسجيلها في "كتلة" مرتبطة بالأخرى ضمن سلسلة لا يمكن العبث بها أو تغييرها دون موافقة الأطراف المعنية. هذا النظام يوفر مستوى غير مسبوق من الشفافية والأمان، مما يجعله أداة قوية لإصلاح سلاسل التوريد.
العملات الرقمية ليست مجرد وسيلة للدفع، بل يمكن أن تكون جزءًا من نظام متكامل يعتمد على البلوك تشين لتسهيل المعاملات المالية داخل سلاسل التوريد. على سبيل المثال، يمكن استخدام العملات الرقمية لتسريع عمليات الدفع بين الأطراف المختلفة في السلسلة، خاصة عندما تكون هذه الأطراف منتشرة عبر دول متعددة. باستخدام البلوك تشين، يمكن تتبع كل خطوة في سلسلة التوريد بدقة. على سبيل المثال، يمكن للمستهلكين معرفة مصدر المنتج الذي يشترونه، سواء كان ذلك الطعام أو الملابس أو الأدوية. هذا الأمر يعزز الثقة بين الشركات والمستهلكين. شركة "Nestlé" بدأت في استخدام البلوك تشين لتتبع مصدر القهوة التي تبيعها، مما يسمح للمستهلكين بمعرفة المزارع التي تم زراعتها فيها. العملات الرقمية تتيح إجراء معاملات فورية وبتكلفة أقل مقارنة بالأنظمة التقليدية التي تعتمد على البنوك أو الوسطاء. هذا يؤدي إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التأخير في عمليات التوريد.
بسبب طبيعتها اللامركزية وعدم قابلية البيانات للتغيير، تمنع تقنيات البلوك تشين أي محاولات للتلاعب بالسجلات أو تقديم بيانات مضللة. هذا يساعد على بناء سلاسل توريد أكثر موثوقية. يمكن للشركات استخدام البلوك تشين لتتبع مدى التزام الشركاء في سلسلة التوريد بمعايير الاستدامة البيئية والاجتماعية. على سبيل المثال، يمكن التأكد من أن المواد الخام المستخدمة في تصنيع المنتجات لم يتم الحصول عليها من مناطق تعاني من الاستغلال البيئي أو العمالة القسرية. بتوفير بيانات دقيقة وفورية حول حركة البضائع، يمكن للشركات تحسين إدارة المخزون وتقليل الهدر الناتج عن التخزين الزائد أو النقص.
في السنوات الأخيرة، بدأت العديد من الشركات العالمية في تبني تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية لتحسين سلاسل التوريد الخاصة بها. على سبيل المثال، شركة IBM أطلقت منصة "IBM Food Trust" التي تعتمد على البلوك تشين لتتبع الأغذية من المزارع إلى المتاجر. هذه المنصة تستخدم أيضًا العملات الرقمية لتسهيل المعاملات بين الأطراف المختلفة. شركة Walmart استخدمت تقنية البلوك تشين لتتبع منتجات مثل اللحوم والفواكه الطازجة، مما أدى إلى تحسين سرعة الاستجابة في حالات تفشي الأمراض المرتبطة بالأغذية. قطاع السيارات أيضًا لم يكن بعيدًا عن هذه التكنولوجيا، حيث بدأت شركات مثل BMW في استخدام البلوك تشين لتتبع مصادر المواد الخام المستخدمة في تصنيع السيارات، مما يعزز الشفافية ويقلل من الممارسات غير الأخلاقية.
على الرغم من الإمكانيات الهائلة لهذه التقنيات، إلا أن هناك تحديات يجب التغلب عليها. من بينها الحاجة إلى بنية تحتية تقنية قوية، وتطوير إطار تنظيمي واضح لاستخدام العملات الرقمية، بالإضافة إلى مقاومة بعض الشركات التقليدية للتغيير. ومع ذلك، يبدو المستقبل واعدًا. مع استمرار التطور التكنولوجي وزيادة الوعي بأهمية الشفافية والاستدامة، من المتوقع أن تصبح العملات الرقمية وتقنية البلوك تشين جزءًا لا يتجزأ من سلاسل التوريد العالمية. هذا التحول لن يساهم فقط في تحسين الكفاءة التشغيلية، بل سيؤدي أيضًا إلى بناء اقتصاد أكثر شفافية وعدالة.
إن تطبيق مفهوم العملات الرقمية وتقنية البلوك تشين في سلاسل التوريد ليس مجرد تحديث تقني، بل هو ثورة تعيد تعريف كيفية إدارة الأعمال على المستوى العالمي. من خلال تعزيز الشفافية، تقليل التكاليف، ومكافحة الاحتيال، يمكن لهذه التقنيات أن تخلق نظامًا أكثر استدامة وكفاءة يلبي احتياجات الاقتصاد الحديث. وبينما نواصل استكشاف إمكانيات هذه الابتكارات، يجب على الشركات والحكومات العمل معًا لضمان تحقيق أقصى استفادة منها لصالح الجميع.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 18 ساعات
- جفرا نيوز
تطور تقنيات الدفع عبر الإنترنت: من البطاقات البنكية إلى العملات الرقمية
شهد العالم الرقمي ثورة حقيقية في مجال المدفوعات الإلكترونية، حيث تحوّلت عمليات الدفع من الشكل التقليدي المرتبط بالنقد والشيكات إلى حلول ذكية وسريعة عبر الإنترنت. ومع تنامي التجارة الإلكترونية، والتوسع في تقديم الخدمات الرقمية، ظهرت حاجة ملحة إلى وسائل دفع أكثر أمانًا ومرونة. هذا التطور لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة مراحل متعددة من الابتكار التقني والاستجابة لاحتياجات المستخدمين حول العالم. من الدفع البنكي إلى فتحة RTP الجائزة في بداية الألفية، كانت بطاقات الائتمان هي الوسيلة الأكثر شيوعًا للدفع عبر الإنترنت، ثم ظهرت المحافظ الرقمية، وتطورت أنظمة الدفع حتى أصبحت متكاملة مع المنصات الترفيهية والتجارية. أحد أبرز الأمثلة على هذا التكامل هو ما يعرف بـ فتحة RTP الحية في ألعاب، حيث أصبحت المدفوعات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من تجربة اللعب، ويمثل نظام RTP (Return to Player) معيارًا مهمًا في هذه الألعاب، ما يعكس الارتباط المباشر بين تقنيات الدفع ورضا المستخدم النهائي. مقارنة بين أبرز تقنيات الدفع الرقمي كيف أثرت العملات الرقمية على صناعة المدفوعات؟ مع ظهور عملات مثل البيتكوين والإيثيريوم، أصبح بالإمكان إجراء المعاملات المالية دون الحاجة إلى بنوك أو وسطاء. هذه النقلة النوعية أثّرت بشكل مباشر على قطاعات عديدة، من بينها الترفيه، الألعاب، وحتى التجارة التقليدية. تعتمد العديد من المنصات الحديثة على العملات الرقمية لتقليل الرسوم، وتوفير معاملات أكثر سرعة وخصوصية، وهو ما أدى إلى تزايد اعتماد المستخدمين على هذه الوسائل الجديدة. دور تقنيات الدفع في تحسين تجربة المستخدم لا يقتصر دور تقنيات الدفع على تسهيل المعاملات، بل تسهم بشكل مباشر في تحسين تجربة المستخدم، سواء في التجارة أو الترفيه. على سبيل المثال: التحديات المرتبطة بتقنيات الدفع الحديثة رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات تؤثر على فعالية وسرعة انتشار أنظمة الدفع، ومن أبرزها: كيف تختار وسيلة الدفع الأنسب لك؟ يعتمد اختيار وسيلة الدفع المناسبة على عدة عوامل شخصية وتقنية: هل تهتم بالخصوصية؟ العملات الرقمية قد تكون الأنسب هل ترغب في معاملات سريعة؟ المحافظ الذكية والدفع عبر الهاتف هما الخيار الأفضل هل تتعامل مع مواقع عالمية؟ بطاقات الائتمان لا تزال مقبولة على نطاق واسع هل تبحث عن تقنيات متقدمة؟ جرب منصات تعتمد على تقنية RTP كجزء من تجربة المستخدم مستقبل تقنيات الدفع: ما المتوقع خلال السنوات القادمة؟ يتوقع الخبراء أن يشهد هذا المجال المزيد من التطورات مثل: مقارنة بين الوضع الحالي وتوقعات المستقبل المعيار الوضع الحالي المتوقع خلال 3–5 سنوات السرعة ثوانٍ إلى دقائق لحظية الأمان مشفر وموثوق ذكاء اصطناعي وتحقق بيومتري التبني العالمي متفاوت شبه شامل التكامل مع الأنظمة متوسط كامل بين التجارة والترفيه والبنوك خاتمة لا شك أن تقنيات الدفع عبر الإنترنت لعبت دورًا جوهريًا في تسهيل الحياة الرقمية، وتحقيق تجربة أكثر سلاسة وأمانًا للمستخدمين في مختلف المجالات. من البطاقات البنكية إلى المحافظ الذكية، وصولًا إلى العملات الرقمية وتقنيات مثل فتحة RTP الجائزة، نشهد اليوم عصرًا جديدًا من المدفوعات يتسم بالسرعة، الأمان، والمرونة. ومع استمرار الابتكار، فإن المستقبل يحمل إمكانيات أكبر لم تُكتشف بعد.


Amman Xchange
منذ يوم واحد
- Amman Xchange
«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار
سنغافورة: «الشرق الأوسط» بلغت عملة «البتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قانون «جينيوس»، وهو مشروع قانون مهم لتنظيم العملات المستقرة، متجاوزاً بذلك عقبات تشريعية سابقة. ويشير مصطلح «Stablecoin» (العملة المستقرة) إلى نوع من العملات الرقمية (العملات المشفرة) التي تم تصميمها للحفاظ على قيمة مستقرة، على عكس التقلبات السعرية الكبيرة التي تشهدها معظم العملات المشفرة الأخرى مثل البتكوين والإيثريوم. وحققت العملة المشفرة سعراً قياسياً جديداً بلغ 109,400 دولار، متجاوزة بذلك ذروتها السابقة التي سجلتها في يناير (كانون الثاني) تزامناً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وجاء هذا الارتفاع الكبير بعدما شهدت «بتكوين» زيادة تفوق 46 في المائة عن أدنى مستوى لها الذي بلغته في أبريل (نيسان)، مدفوعةً بزيادة المخاوف العالمية بشأن الحرب التجارية والرسوم الجمركية الأميركية. وكان إقرار مشروع قانون العملات المستقرة، يوم الثلاثاء، بمثابة انتصار كبير لقطاع العملات الرقمية، مما يعزز التوقعات حول بيئة تنظيمية أكثر دعماً لهذا القطاع. ومن المتوقع أن يُطرح مشروع القانون للتصويت في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يمهد الطريق لإحالته إلى مكتب الرئيس ترمب للتوقيع عليه. إضافةً إلى ذلك، أسهم قرار إدارة ترمب بإنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين في مارس (آذار)، بهدف تعزيز مكانة الولايات المتحدة بوصفها داعماً رئيساً للأصول الرقمية، في زيادة التفاؤل بين المستثمرين. ومع ذلك، تبقى التوترات الكامنة قائمة، حيث انتقدت الصين بشدة القيود الأميركية الجديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية، ووصفتها بأنها «تنمر»، متوعدةً بالرد. وتُهدد هذه النزاعات بإفساد الهدنة التجارية الهشة بين البلدين، ما قد يعطل مسار انتعاش الأصول الرقمية. وقد جاء هذا الارتفاع القياسي في وقت شهد فيه مايو (أيار) تدفقات صافية كبيرة لصناديق تداول بتكوين المتداولة في البورصة، حيث استحوذت هذه الصناديق على 3.6 مليار دولار، مما يعكس تجدد الاهتمام الزائد من قبل المستثمرين. ويمثل هذا التوجه الجديد تعزيزاً لثقة السوق في بتكوين، خصوصاً في ظل دعم عدد من شركات الخزانة الكبرى التي تركز على العملة المشفرة، مثل شركة «استراتيجي» التابعة لرجل الأعمال مايكل سايلور، وشركة «توينتي ون كابيتال» التي تم إطلاقها حديثاً. وكانت هذه الشركات من بين العوامل التي أسهمت في موجة الشراء الكبيرة، مما ساعد على دفع سعر بتكوين إلى مستويات قياسية جديدة.


خبرني
منذ 2 أيام
- خبرني
كيف تضاعف أرباحك من العملات الرقمية؟ دليل موسّع للمستثمر الطموح؟
خبرني - في إحدى أمسيات الشتاء الممطرة، جلس «سالم» يتصفّح هاتفه بحثًا عن وسيلة إضافية لزيادة دخله. صادف إعلانًا يتحدّث عن شخصٍ «تحرّر ماليًّا» بفضل العملات الرقمية، فقرر أن يخوض التجربة على استحياء. اشترى سالم أول جزء من بيتكوين حين كان سعر البيتكوين مقابل الدولار( ethereum price usd) يقلّ كثيرًا عمّا هو عليه اليوم، ثم نسي أمره تقريبًا. بعد عامين، اكتشف أن ما أنفقه في وجبة عشاء أصبح قادرًا على دفع إيجار منزله شهرًا كاملًا. ومع ذلك، فقد نصف المكاسب لاحقًا لأنه لم يمتلك خطة واضحة. القصة ليست خيالًا، بل نموذجًا متكرّرًا في هذا السوق المتقلب. هذا المقال يرشدك لتكون من أولئك الذين يحتفظون بالمكاسب ويتضاعف رأس مالهم بدل أن يتبخّر. ١. ابدأ من الأساس: المعرفة قبل الأرباح القاعدة الأولى لأي مشروع استثماري هي الفهم العميق للمجال. العملات الرقمية لا تشبه الأسهم التقليدية أو العقار؛ إنها أصول تعمل على شبكة لامركزية تسمى بلوكشين. قبل أن تضع ريالك الأول، احرص على أن تتقن المصطلحات الرئيسية مثل المحافظ الساخنة والباردة، المفاتيح الخاصة، إثبات العمل، وإثبات الحصّة. خصص ساعة يوميًا لمطالعة المقالات التعليمية أو مشاهدة الشروحات المتخصصة. كل دقيقة تقضيها في التعلم اليوم تعصمك من خسارة محتملة غدًا. نصيحة سريعة: امنح نفسك أسبوعًا كاملًا تتعامل فيه مع شبكة تجريبية (Testnet) لأي عملة كبيرة، كي تفهم عمليًا كيف ترسل وتستقبل العملات بلا خوف من فقدان أموالك الحقيقية. ٢. اصنع بوصلة شخصية لتحليل السوق سوق الكريبتو لا ينام؛ الأسعار تتحرك في الثانية الواحدة مئات المرات. بدل ملاحقة الأرقام المدوّخة، كوّن نظامًا مبسطًا لاتخاذ القرار: أهداف مالية واضحة: حدّد رقمًا تريد الوصول إليه وموعدًا زمنيًا تقريبيًا. مؤشرات متابعة: اختر ثلاث عملات كبرى تراقب حركتها (بيتكوين، إيثيريوم، وعملة ثالثة تناسب اهتماماتك). إشارات الدخول والخروج: عندما يُظهر مؤشر القوة النسبية تشبّعًا في الشراء مع خبر إيجابي، قد يكون ذلك إشارة بيع جزئية لجني ربح، والعكس بالعكس. عندما يكون لديك هذا «الدليل المختصر»، ستبتعد عن الانجرار وراء عناوين الإثارة وستتحرك وفق بوصلة منطقية. ٣. التنويع البعيد عن العشوائية غالبًا ما يُشَبَّه التنويع بعبارة «لا تضع كل البيض في سلة واحدة»، لكن في الكريبتو الأمر أدق. لا يكفي شراء خمس عملات عشوائية وتظن أنك موزع المخاطر. جرّب تقسيم محفظتك كالتالي: ٥٠٪ عملات رائدة ذات رسملة سوقية ضخمة وسيولة عالية. ٣٠٪ مشاريع متوسطة تمتلك منتجًا حقيقيًا أو شراكات معروفة. ٢٠٪ رهانات ناشئة في مجالات ناشطة مثل الذكاء الاصطناعي أو الألعاب القائمة على البلوكشين. بهذا المزج، تحتفظ بجزء آمن نسبيًا، وتفتح الباب أمام مضاعفات محتملة من المشاريع الصغيرة دون تعريض رأس مالك للخطر الكامل. ٤. استراتيجيات تداول قابلة للتنفيذ الشراء الدوري الثابت (DCA): خصص مبلغًا شهريًا ثابتًا لشراء العملات بغض النظر عن السعر. على المدى الطويل، يقلّ أثر التذبذب ويختفي القلق من توقيت السوق. التداول المتأرجح: استغل تغيّرات شهرية واضحة؛ اشترِ عند تصحيح ٢٠٪ وبِع عند ارتداد ٢٠–٣٠٪. يحتاج هذا الأسلوب إلى متابعة أسبوعية لا يومية، ما يجعله مريحًا لأصحاب الأعمال. التراكم أثناء السوق الهابطة: paradoxically، أفضل وقت لبناء الثروة في الكريبتو يكون حين يهرب الجميع. إذا انهار السعر، قسّط عمليات شراء على مراحل وانسَ المحفظة لعامين. اختر الأسلوب الذي يناسب وقتك وحالتك النفسية؛ النجاح هنا مرهون بالالتزام بخطتك لا بكم تعرف من النظريات. ٥. الدخل السلبي في عالم التمويل اللامركزي هل تبدو لك فكرة ربح العملات وأنت نائم مغرية؟ هذا بالضبط ما يوفره التمويل اللامركزي (DeFi): التخزين (Staking) يمنحك عوائد على عملات إثبات الحصّة مقابل قفلها فترة معينة. توفير السيولة في بورصات لامركزية يكافئك برسوم المتداولين. القروض اللامركزية تتيح لك إقراض عملات مستقرة والحصول على فائدة يومية. راقب العائد السنوي الحقيقي بعد خصم رسوم الشبكة، وضع حدًا لخسارة غير المحققة (Impermanent Loss) قبل ضخ سيولة كبيرة في مجمّعات التداول. ٦. إدارة المخاطر: شبكة الأمان التي تُبقيك في اللعبة أهم ما يميّز المستثمر المحترف هو نظرته للمخاطر قبل الأرباح: لا تستثمر أموالًا تحتاجها خلال ستة أشهر مقبلة؛ فرأس المال المغامر يجب أن يكون «مالًا زائدًا». استخدم أوامر وقف الخسارة (Stop Loss) لحماية محفظتك في حالات السقوط الحر. جزّئ الأرباح دوريًا: عندما تتضاعف عملة ثلاث مرات، اسحب رأس مالك الأصلي واترك المكسب يواصل النمو. وجود خطة واضحة يجعل الخسارة المحتملة مجرد انتكاسة مؤقتة وليست نهاية لمشوارك الاستثماري. ٧. الأمان الرقمي: حصن أرباحك عشرات القصص عن مستثمرين خسروا ملايين بسبب اختراقات بسيطة. لا تكن الحلقة التالية في هذه السلسلة: المفاتيح الخاصة خط أحمر: احتفظ بها في مكان غير متصل بالإنترنت. المصادقة الثنائية الإلزامية لكل حساب تداول. المحافظ الباردة للأرصدة الكبيرة، بينما تكفي المحافظ الساخنة للتداول السريع اليومي. تذكّر دائمًا أن التكنولوجيا التي تمنحك الحرية المالية يمكنها أيضًا أن تسلبها إذا أهملت أساسيات الأمن. ٨. لياقتك النفسية أهم من أموالك تحركات السوق العنيفة قد تستنزف طاقتك العقلية. خصص يومًا أسبوعيًا بلا تطبيقات كريبتو، وجرّب نشاطًا يُبعدك عن الشاشة. حين يعود ذهنك صافياً، ستتخذ قرارات أفضل وتتفادى تداول الهلع أو طمع اللحظة. ٩. تعلّم من الأخطاء الشائعة مطاردة عملة ارتفعت ١٠٠٪ في يوم واحد غالبًا تنتهي بخسارة. بيع كل شيء عند أول تصحيح حاد قد يحرمك مكاسب ضخمة لاحقًا. الاعتماد الكامل على توصيات المؤثرين يورّطك في مشروعات وهمية. اجعل كل تجربة غير موفّقة درسًا لتحسين قواعدك، لا سببًا لليأس أو الانسحاب. الخلاصة: رحلة تدوم أكثر من صفقة مضاعفة أرباحك في العملات الرقمية ليست وصفة سحرية تُنفّذ في ليلة، بل هي مسار طويل يقوم على ثلاثة أعمدة: معرفة راسخة، خطة واضحة، وانضباط حديدي. حين تمتلك هذه الأركان، يتحول تذبذب السوق من مصدر قلق إلى فرصة. تذكّر أن قيمة سعر البيتكوين مقابل الدولار قد تصعد وتهبط، لكن القيمة الفعلية لخبرتك وتحمّلك للمسؤولية تبقى صلبة وتزداد بمرور الوقت. ابدأ اليوم، بخطة صغيرة، واستمر في البناء؛ فالوقت أفضل صديق للمستثمر الذي يعرف أين يضع أقدامه.