
هل يتحول صراع إيران والاحتلال لحرب إقليمية؟
محمد الكيالي
اضافة اعلان
عمان – في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين الاحتلال الصهيوني وإيران، تستبعد قراءات إستراتيجية عدة، انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية شاملة، ما لم تُقدم طهران على استهداف مباشر للدول التي تعترض صواريخها.ويرى محللون سياسيون، أن المشهد الحالي ما يزال محصورًا في إطار الضربات الجوية المتبادلة بين الجانبين، في ظل عدم قدرة الاحتلال على الوصول برا إلى إيران، لتنفيذ أعمال حربية برية، بحكم الحواجز الجغرافية البرية، بينهما.ويحاول الاحتلال إنهاك إيران باستهداف مراكزها القيادية وبناها النووية، والمراهنة على خلق ضغط داخلي، يُفضي إلى تفكيك النظام الإيراني، دون الدخول في حرب شاملة. مؤكدين أن الصراع بين الطرفين ما يزال منضبطا وحذرا، في ظل محاولات دولية وإقليمية حثيثة لاحتوائه، وأن الردود الإيرانية تخضع لحسابات دقيقة ضمن معادلة "التدرج والتناسب"، للحفاظ على الردع دون فتح الباب أمام تصعيد غير محسوب.وبينما يضغط الاحتلال باتجاه إنجاز أي نوع من الحسم العسكري، تتطلع واشنطن لفرض تسوية تفاوضية بين الجانبين، عن طريق الضغط السياسي على إيران، والدعم اللوجستي للكيان، في وقت تحاول فيه طهران ترسيخ توازن جديد، يعزز موقفها التفاوضي ويمنع فرض إملاءات عليها.المراهنة على انهيار في إيرانرئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، بين أن احتمال انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة ما يزال ضعيفا، ما لم تقدم إيران على مهاجمة الدول التي تعترض صواريخها، لافات إلى أن المشهد الحالي طالما هو في إطار "الرد والرد المقابل"، فسيظل محصورا في نطاق حرب جوية دون دخول بري مباشر.وأوضح شنيكات، أن الاحتلال غير قادرة فعليا على تنفيذ عملية برية داخل إيران، نظرا لاتساع الجغرافيا الإيرانية وتعقيدها، فضلا عن الفارق الكبير في المساحة والإمكانات، ما يجعل خيار الاجتياح البري غير واقعي.وأشار إلى أن هذا النمط من الحروب؛ أي المناوشات الجوية والهجمات الصاروخية، مكلف للغاية للطرفين، خصوصا للاحتلال التي تسعى لاستنزاف قدرات إيران باستهداف مراكز القيادة والسيطرة، وضرب برنامجها النووي، مبينا أن الكيان الصهيوني يعول على إمكانية ايقاع خسائر كبيرة، في حال لم تُقابل برد مؤلم، إلى إثارة حالة أضرابات داخلية في إيران، تُفضي لضعضة النظام الإيراني الحالي من الداخل.وأضاف شنيكات، أن تصعيد الاحتلال المتواصل، في حال لم يُواجَه بضربات إيرانية حاسمة، قد يدفع الكيان لتوسيع هجماتها على مراكز القوة في النظام الإيراني، في محاولة لفرض شروطها والضغط لفتح باب التسوية بشروطها وشروط واشنطن.وأوضح أن قدرة إيران على توجيه ضربات نوعية ومؤثرة للاحتلال، تمثل العامل الحاسم بتحديد ما إذا كان الاحتلال، سيجبر على القبول بمسار تسووي، أم أنه سيواصل التصعيد، وإذا بقي الرد الإيراني محدودا ومتقطعا، فقد يغري ذلك الاحتلال، بمواصلة الهجوم أملا بزعزعة النظام الإيراني.استبعاد توسع رقعة المواجهةأما بشأن توسع رقعة المواجهة إقليميا، فاستبعد شنيكات انخراط سورية، نظرا للمتغيرات الداخلية الأخيرة، كما أن معادلة الردع في لبنان، بعد الانتكاسة التي مُني بها حزب الله، لا توحي بإمكانية حدوث تغيير جوهري في هذا التوقيت.وفي العراق، أشار إلى أن دعم الجماعات المسلحة لا يشمل جميع الفصائل، إذ إن بعضها يرتبط مباشرة بالحكومة العراقية، التي تخضع لنطاق العلاقة القائمة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة، ما يقيد حركتها. أما على صعيد القوى الإقليمية، فإن الساحة لا تضم سوى تركيا وإيران، بينما تُعد روسيا أقرب إلى "قوة دولية" لا إقليمية. وفيما بدا الموقف الباكستاني واضحا في دعمه لإيران، فإن الموقف التركي ما يزال غامضا.وأشار إلى أنه برغم إدانة أنقرة للهجوم، إلا أن طبيعة تحركاتها الفعلية غير واضحة، بخاصة في ظل العلاقات السياسية المتوترة مع الكيان، مقابل ازدهار ملحوظ في العلاقات الاقتصادية.وبشأن الوضع في غزة، لفت شنيكات إلى أن عدوان الاحتلال على الغزيين مستمر، إلى جانب حصار خانق وإبادة جماعية، فيما تبقى عمليات المقاومة محصورة في نطاق محدود، برغم أنها تتسبب بوقوع إصابات وقتلى في صفوف قوات العدوان الصهيوني، مشيرا إلى أن العامل الوحيد القادر على كبح جماح هذا التصعيد، هو تكبيد هذا الاحتلال، خسائر فادحة قد تدفع بواشنطن لفرض وقف إطلاق نار في غزة.ورجح شنيكات، اضطلاع دولة كقطر بدور وساطة على غرار ما جرى في النزاع بين الهند والباكستان، حين تدخلت الولايات المتحدة بوقف الصدام بين البلدين، بعد تعرض الهند لخسائر كبيرة، وأجبرت نيودلهي على قبول تسوية لم تكن لتقبل بها لولا الخسائر.لا مؤشرات على حربإقليمية شاملةالخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، استبعد انزلاق الصراع الحالي بين إيران والكيان لمواجهة عسكرية شاملة أو حرب إقليمية واسعة النطاق، مؤكدا أن التطورات حتى الآن، تشير لصراع مضبوط ومحكوم بإرادة الطرفين، إلى جانب تدخل قوى إقليمية ودولية، تسعى جاهدة لمنع تفجره على نحو غير محسوب العواقب.وأوضح أبو زيد أن المنطقة تعاني من هشاشة جيوإستراتيجية مفرطة، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالأزمات بدلا من التأثير فيها، ما يعزز الاتجاه لاحتواء التصعيد ضمن نطاق الصراع الثنائي بين الكيان وطهران. مؤكدا أن طبيعة الردود الإيرانية حتى الآن، تندرج ضمن معادلة "التدرج والتناسب"، إذ تتعمد إيران الرد بما يتوافق مع حجم استهداف الكيان لها، بما يمنحها هامشا لإبقاء الصراع تحت السيطرة مع الحفاظ على هيبة الردع.رد محسوب ومدروسوفي هذا السياق، لفت إلى أن إيران استهدفت وسط الكيان بخاصة مركزه الاقتصادي والسياسي "تل أبيب"، في ضربة تُفسر على أنها موجهة نحو "المركز الثقافي الإستراتيجي"، ثم تبعتها باستهداف منشآت نفطية ومطار حيوي، لكن الرقابة العسكرية للاحتلال، فرضت تعتيما إعلاميا واسعا على تفاصيل الأضرار، تحت بند "منع النشر".وحول احتمالات تحول المواجهة لصراع إقليمي واسع، شدد أبو زيد، على أن هذا السيناريو غير مرجح حاليا، مبينا أن الجهود الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الوساطة التي تقودها سلطنة عُمان بدعم من روسيا، تسير باتجاه إعادة الطرفين لطاولة المفاوضات.وأضاف أبوزيد، أن إيران تدرك أهمية العودة للمفاوضات، لكنها تسعى لتحقيق ذلك، وهي تملك أوراق ضغط تفاوضية، ولا تذهب للتفاوض من موقع ضعف، مبينا أن الكيان وحده من يدفع نحو حسم عسكري، في حين تفضل الولايات المتحدة الضغط السياسي والدبلوماسي لدفع طهران للتفاوض.وأشار أبو زيد إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ارتكب "خطأ في التقدير الزمني" حين منح رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو ضوءا أخضر لتنفيذ عملية عسكرية قبيل الجلسة السادسة من المفاوضات النووية، التي كانت مقررة اليوم، ما أضعف المسار التفاوضي، مشيرا إلى أن نتنياهو تعمد استغلال تلك اللحظة لإفشال المحادثات.وأشار إلى أن الولايات المتحدة، وإن كانت لا ترغب بتكرار تجربة الانخراط المباشر في حرب استنزاف كما حدث مع الحوثيين- والتي كلفت واشنطن نحو 4 مليارات دولار خلال 54 يوما - إلا أنها ما تزال تقدم للكيان دعما لوجستيا واستخباراتيا وسياسيا واسعا، في مسعى لفرض معادلة تفاوض جديدة تُجرد إيران من أوراق الضغط.وأكد أبو زيد أن "حسابات صانعي القرار في واشنطن وتل أبيب، لم تأخذ على محمل الجد قدرة إيران على الرد"، غير أن طهران أثبتت بأنها تملك الردع، وأظهرت بهجماتها الأخيرة قدرتها على فرض توازن جديد، بما يعيد ترتيب أوراقها التفاوضية، ويؤسس لمعادلة تفاوض تُبنى على مقاييس مشتركة، لا على إملاءات أميركية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 25 دقائق
- الغد
صواريخ إيران تحقق عدة إصابات بإسرائيل وتشعل حرائق
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إيران أطلقت مساء اليوم الأحد موجة ثانية من لصواريخ باتجاه إسرائيل، جرى اعتراض بعضها في سماء تل أبيب وحيفا. اضافة اعلان وأكدت وسائل إعلام عبرية أن نحو 30 صاروخا أطلقت نحو إسرائيل في الرشقة الأخيرة، مشيرة إلى تضرر 7 مبان في حيفا واندلاع النيران في عدد من السيارات إثر سقوط صاروخ إيراني. من جهته قال الإسعاف الإسرائيلي إن 15 شخصا أصيبوا في الهجوم الصاروخي على حيفا، مضيفا أن الصواريخ الإيرانية سقطت في 3 مواقع في حيفا، مما تسبب في إصابة عدد من الإسرائيليين واندلاع الحرائق. وذكرت سلطة الإطفاء الإسرائيلية أن إصابة مباشرة في مبنيين سكنيين سجلت بلواء الساحل وأخرى في مبنى سكني بلواء الجنوب، وأن حريقا اندلع في لواء القدس ولواء الشمال. فيما تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن إصابة 4 إسرائيليين بجراح في المدينة واثنين آخرين جنوب إسرائيل. كما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن قوات الإنقاذ تشتبه بوجود عالقين في مبنى بعد سقوط صاروخ شمال البلاد.


رؤيا نيوز
منذ 30 دقائق
- رؤيا نيوز
إسرائيل تعلن مقتل رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، أن إسرائيل 'نالت' من رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه في غارة جوية على طهران في وقت سابق من اليوم. وقال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة 'فوكس نيوز' الأميركية: 'هاجمنا قياداتهم العليا، قبل لحظات نلنا من رئيس الاستخبارات (الإيرانية) ونائبه في طهران'. وأضاف: 'طيارونا الشجعان موجودون في سماء طهران ويستهدفون مواقع عسكرية ونووية'. تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل ولليوم الثالث على التوالي، تواصل إسرائيل ضرباتها ضد أهداف في إيران، حيث قتل 5 أشخاص على الأقل الأحد في غارة على مبنى سكني في العاصمة طهران، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون إن 'مبنى سكنيا استهدف في وسط طهران، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص'، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يرتفع لأن الضربة طالت منطقة مكتظة بالسكان في وسط العاصمة. وأضاف: 'طيارونا الشجعان موجودون في سماء طهران ويستهدفون مواقع عسكرية ونووية. تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل ولليوم الثالث على التوالي، تواصل إسرائيل ضرباتها ضد أهداف في إيران، حيث قتل 5 أشخاص على الأقل الأحد في غارة على مبنى سكني في العاصمة طهران، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون إن 'مبنى سكنيا استهدف في وسط طهران، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص'، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يرتفع لأن الضربة طالت منطقة مكتظة بالسكان في وسط العاصمة وأفادت 'فرانس برس' بأن انفجارات قوية هزت المنطقة مرتين على الأقل، بفارق دقائق، ما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود في السماء، مضيفا أن أعدادا كبيرة من السكان هرعت إلى موقع الانفجار قرب وزارة الاتصالات. وعلى الجانب الآخر، فقد أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل ليل السبت الأحد عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 200 وفقا لطواقم الدفاع المدني والشرطة وتسببت الضربات بدمار كبير وأضرار واسعة النطاق. بينما أفادت وسائل إعلام بأن حصيلة الضربات الإسرائيلية الجمعة والسبت بلغت 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، فيما أُصيب المئات بجروح.


رؤيا نيوز
منذ 30 دقائق
- رؤيا نيوز
الإعلام العسكري: سلاح الجو الملكي ووحدات الدفاع الجوي تعمل على اعتراض جميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تخترق المجال الجوي للأردن
أكد مدير الإعلام العسكري، العميد الركن مصطفى الحياري، أن الدولة الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، قررت منذ البداية أن تتجنب الانخراط في الصراع القائم بين إيران وإسرائيل. وقال الحياري إن جلالة الملك عبّر عن الموقف الأردني في عدد من المناسبات المختلفة، كان آخرها اليوم خلال لقائه مع مجموعة من السياسين والاعلاميين في قصر الحسينية كما أُبرز هذا الموقف أمس من خلال جلسة مجلس الأمن القومي. وأوضح أن ما نشهده هو محاولة من قبل أحد أطراف الصراع لجرّ الأردن إلى دائرة النزاعات لانه ينفذ حاليًا عددًا من الطلعات التي تتضمن مسيرات وصواريخ باليستية، إضافة إلى صواريخ جوالة تعبر الأجواء الأردنية من الشرق باتجاه الغرب، في محاولة لزعزعة أمن واستقرار المملكة. وفيما يتعلق بالإجراءات التي تتخذها القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي لمواجهة هذا التهديد اكد أن القوات المسلحة بدأت منذ البداية في رفع مستوى الجاهزية القتالية واللوجستية لكافة وحداتها وتشكيلاتها، وأنها وضعت هذه الوحدات والتشكيلات في حالة إنذار قصوى لضمان التصدي الفعّال لأي تهديد محتمل. وبين الحياري إن سلاح الجو الملكي ووحدات الدفاع الجوي، سواء كانت المركزية أو الميدانية، تعمل على اعتراض جميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تخترق المجال الجوي للأردن موضحا أن هذا الجهد بدأ منذ بداية الأزمة، منذ يوم الخميس الماضي ولا زال مستمرًا حتى الآن لضمان حماية الأجواء الأردنية والحفاظ على أمن المملكة. وأوضح أن سلاح الجو الملكي ووحدات الدفاع الجوي في حالة يقظة دائمة على مدار 24 ساعة، حيث تراقب بشكل مستمر باستخدام راداراتها المتقدمة أي تهديدات جديدة قد تظهر، بهدف حماية الأجواء والأمن الوطني. وأكد خطورة الصواريخ والطائرات المسيرة التي تدخل الأجواء الأردنية، مشيرًا إلى أن هذه الطائرات والصواريخ تعتبر معدات عسكرية، وقد تتعرض لبعض الأخطاء أو التقصير في المدى نتيجة لعدة أسباب، مثل ضعف محركات الدفع أو نفاد الوقود، مما يؤدي إلى تقصير مسارها. وفي حال قصور المسار، فإن المنطقة المستهدفة قد تتغير، وتصبح الساحة الأردنية هدفًا محتملًا لهذه الصواريخ والطائرات، مما يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة للحماية والاحتراز. وقال إن هذه الطائرات المسيرة، وخصوصًا الصواريخ الجوالة، تعتمد على التوجيه الإلكتروني، مما يجعلها عرضة لعمليات التشويش والتداخل. ونتيجة لذلك، قد تفقد مسارها وتصبح في حالة هياج، ما قد يؤدي إلى اصطدامها بأقرب مرتفع، وقد يكون ذلك أحد المدن أو المناطق الأردنية المأهولة بالسكان، مما يزيد من خطورة استخدامها ويستدعي اتخاذ التدابير اللازمة للحماية. واضاف أن الصواريخ الباليستية يُفترض أن يتم التخلص من الأجسام الزائدة، مثل خزانات الوقود، عند استنفاذها، وبالتالي فإن أماكن إطلاقها ستكون بالتأكيد على الأراضي الأردنية قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي كل ذلك يعرض أمن المملكة الأردنية الهاشمية وسلامة المواطنين للخطر، مما يجعل هذا التصرف مرفوضًا تمامًا ويعد تهديدًا للأمن الوطني. وفيما يتعلق بصفارات الإنذار، أكد الحياري أن تُعد صفارات الإنذار وسيلة للتحذير والتنبيه من اقتراب خطر، وتتحمل مسؤولية إصدارها جهة معينة، وفي هذه الحالة، سيكون سلاح الجو الملكي هو المسؤول عن إصدار الإنذار، باستخدام رادارات متقدمة تراقب إمكانية حدوث موجات أخرى من الصواريخ والطائرات المسيرة. وقال إن هذا الإنذار يُوجه إلى مديرية الأمن العام حيث أن وحدات الدفاع المدني منتشرة في جميع محافظات المملكة الأردنية الهاشمية وعند حدوث ذلك، ستطلق ثلاث صفارات إنذار بشكل متقطع، وذلك كدلالة على بدء عملية التحذير واقتراب الخطر. وقال ان حالة الإنذار تستمر حتى إصدار الصفارة التالية، والتي تكون عبارة عن صافرة متواصلة، وتدل على انتهاء التهديد. وبشأن نتائج هذه الإجراءات العسكرية على الأرض أكد الحياري أن هناك نتائج مشرفة، حيث لم تسجل المملكة أي خسائر بشرية، وهو دليل على كفاءة وفعالية التدابير المتخذة. وأوضح الحياري أن الإصابات حتى الآن محدودة جدًا، حيث سجلت خمس حالات فقط في موقع واحد بمدينة إربد وعبّر عن أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. واكد أن القوات المسلحة قامت على الفور بنقلهم إلى مستشفى الامير راشد العسكري لتلقي العلاج كما قام قادة عسكريون بزيارتهم للاطمئنان عليهم، وجرى إجراء الصيانة الفورية لمساكنهم لضمان راحتهم وسلامتهم. وأوضح الحياري أن الوضع في المملكة بشكل عام ممتاز حيث يوجد تناغم وتنسيق كبير بين جميع المؤسسات مضيفا أنه لا توجد انقطاعات في الخدمات، سواء كانت في التيار الكهربائي، أو الاتصالات، أو المخزونات الغذائية والطاقة. كما أن حركة السير سلسة، ولا توجد ازدحامات تعيق العمل أو أداء الواجب من قبل أي جهة أو مؤسسة وطنية، مما يعكس مستوى التعاون والتنسيق العالي بين جميع المؤسسات في المملكة.