
الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي.. "ثورة صامتة" تقتحم الرياضة
خالد تيسير العميري
اضافة اعلان
عمان - تشهد الرياضات الفردية والجماعية تحولا عميقا تقوده الخوارزميات والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وهي الأدوات التي أصبحت لاعبا رئيسيا في المشهد الرياضي العالمي، التي تؤثر في كل زاوية من زوايا اللعبة، بدءا من غرف التحليل التكتيكي وسلوك الجماهير، مرورا بالقرارات الحاسمة والمصيرية داخل الصالات المغلقة والملاعب المفتوحة.وأصبح الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي، 'ثورة صامتة' تعيد تعريف مفهوم الأداء، وتضع الإنسان في مواجهة سابقة مع 'نموذج رقمي' لا يتعب ولا ينسى ولا يخطئ.ويساهم الذكاء الاصطناعي في تفكيك الجسد البشري إلى بيانات دقيقة، وذلك من خلال الأنظمة الذكية القابلة للارتداء كالأحزمة الذكية والمستشعرات الدقيقة، وهي الأدوات التي أصبحت قادرة على تحويل كل حركة يقوم بها اللاعب إلى سلسلة من البيانات القابلة للتحليل، ليتم استخدامها فيما بعد لقياس نسب الإجهاد العضلي والإصابات المحتملة وضبط برامج الأحمال التدريبية بشكل دقيق لكل لاعب، والتنبؤ بمستوى الأداء تحت الضغط، وربما يشكل نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، أنموذجا حيا في استخدام هذه الأدوات القائمة على الذكاء الإصطناعي لرصد 'الإرهاق الخفي'، وهو انخفاض الأداء غير الملحوظ الذي يسبق الإصابات العضلية للاعبين.ويمكن للمدربين الاستفادة من التحليل الرقمي عبر استخدام أدوات مثل' STATS Perform' و'Catapult'، ما يسمح لهم بتصميم أنظمة لعب تختبر رقميا قبل تطبيقها على أرض الواقع، ويمكن محاكاة مباراة كاملة ضد خصم معين بناء على سلوكه السابق، فيما تتنبأ الخوارزميات بأفضل خطوط التمرير والهجوم بناء على إحصائيات المنافس، كما أن هذه الخوارزميات باتت تعرف نقاط ضعف المدافعين أكثر مما يعرفونها عن أنفسهم.ويتواجد الذكاء الاصطناعي في التحكيم، لتكون نتائجه حائرة بين العدالة الرقمية والجدل الإنساني بالنسبة للفرق والمشجعين، وهناك تقنيات التحكيم مثل 'VAR' والتسلل شبه الآلي 'SAOT'، التي تستند إلى رؤية حاسوبية تتجاوز حدود الإمكانيات البشرية من حيث الدقة والتوقيت، وربما كانت بطولة كأس العالم الأخيرة 'قطر 2022' شاهدة على استخدام هذه التقنيات، التي كانت تحسم قرارات التسلل خلال ثوان معدودة، بعدما استخدمت كاميرات تلتقط 50 لقطة في الثانية الواحدة مع تتبع حوالي 29 نقطة في جسم اللاعب.ورغم تحسين العدالة في استعمال الأنظمة التقنية، يرى كثيرون أن الذكاء الاصطناعي يسلب اللعبة طبيعتها، ويخلق نوعا من 'البيروقراطية التكنولوجية'، التي تعيق تدفق اللعب، ليبقى السؤال، هل نفضل رياضة دقيقة أم لعبة بشرية مليئة بالأخطاء الجميلة؟وباتت الثورة الرقمية تتيح للأندية إمكانية صناعة المشجع الذكي باستخدام أدوات تحليل السلوك الرقمي، من خلال تخصيص التجربة الرقمية لكل مشجع، عبر التطبيقات وتصميم إعلانات وتذاكر ومحتوى حسب تفضيلاته وتحليل المزاج العام للجمهور بعد الخسارة والفوز، وبما يساهم في تحويل الجمهور من كتلة عاطفية إلى قاعدة بيانات ديناميكية يمكن التفاعل معها لحظيا.وأتاح الذكاء الاصطناعي أدوات تنبؤ وتحليل متاحة للجماهير، والمتضمنة احتمالات الفوز والخسارة، والتي تحسب بنماذج رياضية مع محاكاة نتائج البطولات ومقارنتها بالواقع، وتبرز من بين هذه المنصات 'Opta' و'FiveThirtyEight'، تجعلان الجمهور جزءا من اللعبة التكتيكية، بعيدا عن اعتباره متلقيا لها.وتبرز جملة من التحديات الأخلاقية والتقنية، المتعلقة بالخصوصية وسوء الاستخدام، لتطرح أسئلة حول من يملك بيانات اللاعب وكيف تحمي معلوماته البيولوجية والنفسية؟ إلى جانب الفجوة التقنية بين المناطق والأقاليم، وبما يساهم في حرمان الأندية الصغيرة من المنافسة العادلة، خصوصا الأندية صاحبة الإمكانيات المحدودة.الذكاء الاصطناعي ليس خيارا للمستقبل، بل ضرورة حاضرة، فلم يعد السؤال هل نستخدمه في الرياضة؟ بل كيف نستخدمه، ولأي غرض؟ فالرياضات الفردية والجماعية أمام لحظات مفصلية، إما أن تعيد اكتشاف نفسها كحقل علمي وإنساني متكامل، أو أن تصبح مجرد عرض رقمي خال من النبض البشري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
هنداوي رئيسا للاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل
اضافة اعلان عمان الغد - انتخب الدكتور عمر هنداوي، عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في الجامعة الهاشمية ورئيس اللجنة البارالمبية الأردنية، رئيسا للاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل (IFAPA)، ليصبح أول أردني وعربي يتبوأ هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد في العام 1973.وجاء فوز هنداوي خلال اجتماع الجمعية العمومية، الذي عقد في مدينة كيري الإيرلندية، بعد منافسة قوية مع الأميركي جستن هيجل وحسمت النتيجة بفارق تجاوز 150 صوتا، في تصويت تاريخي يعكس الثقة العالمية بالكفاءات الأردنية.ويمثل هذا الفوز نقلة نوعية ليس فقط في مسيرة رئيس اللجنة البارالمبية الأردنية المهنية، بل أيضا في حضور الأردن على الخريطة الدولية للرياضة والنشاط البدني المعدل، حيث يعرف هنداوي بريادته العالمية في هذا المجال، بعد أن صنف في العام 2023 بلقب (الرائد الأول عالميا)، وكان أول عربي يشغل عضوية مجلس إدارة الاتحاد قبل أن ينتخب رئيسا له.ويعكس هذا الإنجاز العالمي المكانة التي باتت تحتلها الكفاءات الأردنية في المحافل الدولية، ويجسد الإيمان بقدرة أبناء الأردن على قيادة دفة المؤسسات العالمية بكفاءة واقتدار.ويشكل الدكتور عمر هنداوي، بخبرته الطويلة وشبكة علاقاته الدولية الواسعة، نموذجا ملهما للريادة والإبداع في خدمة الرياضة ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم، عبر النشاط البدني.وتضم تشكيلة مجلس الإدارة الجديد حضورا عالميا متنوعا، إلى جانب رئيس الاتحاد الأردني، وضم المجلس التنفيذي الجديد للاتحاد نخبة من الخبراء من مختلف القارات، أبرزهم: د. كاثي مككي (الولايات المتحدة الأميركية) – نائب رئيس وكوك نجي (فنلندا) – نائب رئيس وجيون جن (كوريا الجنوبية) – الأمين العام وممثل آسيا ود. جي بي بارفيلد (الولايات المتحدة الأميركية) – أمين الصندوق ود. بيتر بوكالا (كينيا) – ممثل أفريقيا ود. شان هيلي (إيرلندا) – ممثل أوروبا ود. كيلي بوشكارنكا (كندا) – ممثل أميركا الشمالية ود. ليوز سان جوستافو (تشيلي) – ممثل أميركا الجنوبية.ويعنى الاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل (IFAPA) بتنسيق الجهود الدولية في مجالات الرياضة والنشاط البدني والبحث العلمي الموجه للأشخاص ذوي الإعاقة، والاحتياجات الخاصة، من مختلف الأعمار. كما يعد جهة فاعلة في التعاون مع منظمات كبرى، مثل اللجنة البارالمبية الدولية (IPC)، الأولمبياد الخاص الدولي، والمجلس الدولي لعلوم الرياضة والتربية البدنية (ICSSPE).


الغد
منذ 8 ساعات
- الغد
الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي.. "ثورة صامتة" تقتحم الرياضة
خالد تيسير العميري اضافة اعلان عمان - تشهد الرياضات الفردية والجماعية تحولا عميقا تقوده الخوارزميات والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وهي الأدوات التي أصبحت لاعبا رئيسيا في المشهد الرياضي العالمي، التي تؤثر في كل زاوية من زوايا اللعبة، بدءا من غرف التحليل التكتيكي وسلوك الجماهير، مرورا بالقرارات الحاسمة والمصيرية داخل الصالات المغلقة والملاعب المفتوحة.وأصبح الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي، 'ثورة صامتة' تعيد تعريف مفهوم الأداء، وتضع الإنسان في مواجهة سابقة مع 'نموذج رقمي' لا يتعب ولا ينسى ولا يخطئ.ويساهم الذكاء الاصطناعي في تفكيك الجسد البشري إلى بيانات دقيقة، وذلك من خلال الأنظمة الذكية القابلة للارتداء كالأحزمة الذكية والمستشعرات الدقيقة، وهي الأدوات التي أصبحت قادرة على تحويل كل حركة يقوم بها اللاعب إلى سلسلة من البيانات القابلة للتحليل، ليتم استخدامها فيما بعد لقياس نسب الإجهاد العضلي والإصابات المحتملة وضبط برامج الأحمال التدريبية بشكل دقيق لكل لاعب، والتنبؤ بمستوى الأداء تحت الضغط، وربما يشكل نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، أنموذجا حيا في استخدام هذه الأدوات القائمة على الذكاء الإصطناعي لرصد 'الإرهاق الخفي'، وهو انخفاض الأداء غير الملحوظ الذي يسبق الإصابات العضلية للاعبين.ويمكن للمدربين الاستفادة من التحليل الرقمي عبر استخدام أدوات مثل' STATS Perform' و'Catapult'، ما يسمح لهم بتصميم أنظمة لعب تختبر رقميا قبل تطبيقها على أرض الواقع، ويمكن محاكاة مباراة كاملة ضد خصم معين بناء على سلوكه السابق، فيما تتنبأ الخوارزميات بأفضل خطوط التمرير والهجوم بناء على إحصائيات المنافس، كما أن هذه الخوارزميات باتت تعرف نقاط ضعف المدافعين أكثر مما يعرفونها عن أنفسهم.ويتواجد الذكاء الاصطناعي في التحكيم، لتكون نتائجه حائرة بين العدالة الرقمية والجدل الإنساني بالنسبة للفرق والمشجعين، وهناك تقنيات التحكيم مثل 'VAR' والتسلل شبه الآلي 'SAOT'، التي تستند إلى رؤية حاسوبية تتجاوز حدود الإمكانيات البشرية من حيث الدقة والتوقيت، وربما كانت بطولة كأس العالم الأخيرة 'قطر 2022' شاهدة على استخدام هذه التقنيات، التي كانت تحسم قرارات التسلل خلال ثوان معدودة، بعدما استخدمت كاميرات تلتقط 50 لقطة في الثانية الواحدة مع تتبع حوالي 29 نقطة في جسم اللاعب.ورغم تحسين العدالة في استعمال الأنظمة التقنية، يرى كثيرون أن الذكاء الاصطناعي يسلب اللعبة طبيعتها، ويخلق نوعا من 'البيروقراطية التكنولوجية'، التي تعيق تدفق اللعب، ليبقى السؤال، هل نفضل رياضة دقيقة أم لعبة بشرية مليئة بالأخطاء الجميلة؟وباتت الثورة الرقمية تتيح للأندية إمكانية صناعة المشجع الذكي باستخدام أدوات تحليل السلوك الرقمي، من خلال تخصيص التجربة الرقمية لكل مشجع، عبر التطبيقات وتصميم إعلانات وتذاكر ومحتوى حسب تفضيلاته وتحليل المزاج العام للجمهور بعد الخسارة والفوز، وبما يساهم في تحويل الجمهور من كتلة عاطفية إلى قاعدة بيانات ديناميكية يمكن التفاعل معها لحظيا.وأتاح الذكاء الاصطناعي أدوات تنبؤ وتحليل متاحة للجماهير، والمتضمنة احتمالات الفوز والخسارة، والتي تحسب بنماذج رياضية مع محاكاة نتائج البطولات ومقارنتها بالواقع، وتبرز من بين هذه المنصات 'Opta' و'FiveThirtyEight'، تجعلان الجمهور جزءا من اللعبة التكتيكية، بعيدا عن اعتباره متلقيا لها.وتبرز جملة من التحديات الأخلاقية والتقنية، المتعلقة بالخصوصية وسوء الاستخدام، لتطرح أسئلة حول من يملك بيانات اللاعب وكيف تحمي معلوماته البيولوجية والنفسية؟ إلى جانب الفجوة التقنية بين المناطق والأقاليم، وبما يساهم في حرمان الأندية الصغيرة من المنافسة العادلة، خصوصا الأندية صاحبة الإمكانيات المحدودة.الذكاء الاصطناعي ليس خيارا للمستقبل، بل ضرورة حاضرة، فلم يعد السؤال هل نستخدمه في الرياضة؟ بل كيف نستخدمه، ولأي غرض؟ فالرياضات الفردية والجماعية أمام لحظات مفصلية، إما أن تعيد اكتشاف نفسها كحقل علمي وإنساني متكامل، أو أن تصبح مجرد عرض رقمي خال من النبض البشري.


ملاعب
منذ 10 ساعات
- ملاعب
ليفركوزن يعرض 30 مليونًا لضم مدافع ليفربول
اضافة اعلان قدم نادي باير ليفركوزن، عرضًا لليفربول، من أجل ضم أحد لاعبيه، في الميركاتو الصيفي الجاري.وتعاقد ليفربول مع لاعبين مهمين من صفوف ليفركوزن، وهما فلوريان فيرتز وجيريمي فريمبونج.وأكد فابريزيو رومانو، خبير سوق الانتقالات في أوروبا، أن ليفركوزن قدم عرضًا لليفربول، من أجل ضم جاريل كوانساه مدافع الريدز.ويمتد عقد كوانساه مع ليفربول، حتى صيف 2029، أي لمدة 4 مواسم مقبلة.وأشار رومانو، إلى أن العرض الأول الذي أرسله ليفركوزن إلى ليفربول، بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني بخلاف المكافآت.وأضاف رومانو، أن ليفركوزن توصل بالفعل لاتفاق مع كوانساه، على بنود عقده.وأصبح فيرتز، أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي، حيث اشتراه ليفربول من ليفركوزن بمقابل 125 مليون يورو، متفوقًا على إنزو فيرنانديز، الذي انضم لتشيلسي مقابل 121 مليون يورو.