logo
لماذا تتعثر المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران؟

لماذا تتعثر المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران؟

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، اليوم الاثنين، أن 'المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية ستفشل إذا أصرت واشنطن على وقف التخصيب تماما داخل إيران'.
وأضاف: 'موقفنا بشأن التخصيب واضح، وأكدنا مرارا أنه إنجاز وطني لن نتنازل عنه'.
وقال عبر حسابه على منصة 'إكس' :'لا يوجد سيناريو أو وضع يمكن أن يسمح فيه الإيرانيون بالتنازل عن تلك الحقوق. إن امتلاك المعرفة المتعلقة بتقنية التخصيب هو إنجاز محلي تحقق بجهود عظيمة، وهو ثمرة سنوات من الكفاح العلمي وتضحيات كبيرة، بذل فيها المال والأرواح'.
جولات المفاوضات
بدأت المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران هذا العام، بجولة بناءة في الـ12 من إبريل الماضي احتضنت مجرياتها العاصمة العمانية مسقط، بمشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. تضمنت مناقشات غير مباشرة.
وتواصلت الجولة الثانية من المفاوضات في الـ19 إبريل الماضي، في العاصمة الإيطالية روما، في ظل التركيز على إطار لاتفاق نووي محتمل.
وفي ذات الشهر إبريل كانت مسقط تستضيف جولة ثالثة، ثم جولة رابعة في هذا الشهر وتحديدا 11 مايو، إلا أن كلا الطرفين أمريكا وإيران تمسكا بما أسمياه 'الخطوط الحمراء' خاصة حول تخصيب اليورانيوم.
تصر واشنطن على أن إيران تسعى إلى امتلاك سلاح نووي وهو ما نفته طهران أكثر من مرة، ليهدد المبعوث الأمريكي ويتكوف باتخاذ مسار مختلف إذا فشلت المحادثات.
من جهتها عرضت إيران مشروعًا نوويًا مشتركًا يتضمن تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% (مستوى الاتفاق السابق 2015)، مع رفض مقترح التخلي الكامل عن برنامج التخصيب، وطالبت خلال المحادثات برفع العقوبات الاقتصادية فورًا.
وسط الإصرار الأمريكي على تنفيذ شروطه، عقدت إيران في الـ16 من مايو الجاري، مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) لمناقشة المفاوضات مع أمريكا، في محاولة لإشراك أوروبا لتجنب اتفاق ثنائي يتجاهل مصالحها، في وقت يسود القلق الأوروبيين من تهميش دورهم، خلال المفاوضات.
على عكس مؤشرات الجولة الأولى من المفاوضات، تصاعد الخلاف حول تخصيب اليورانيوم، حيث ترفض إيران التخلي عن برنامجها النووي المدني، بينما تصر الولايات المتحدة على تفكيكه.
تتعامل طهران مع المفاوضات الحالية، بعدم ثقة في واشنطن، خاصة وأن إدارة ترامب تواصل فرض العقوبات الاقتصادية، وفرض سياسة ' اقصى الضغوط'.
لا تزال الفجوة واسعة بين الطرفين، إصرار إيراني وتعنت أمريكي، في واحدة من أبرز الملفات السياسية الدولية، نظرًا لما لها من تأثيرات مباشرة على الأمن الإقليمي والدولي، وأسواق الطاقة العالمية.
انسحاب أمريكي
كانت إيران في العام 2015 قد توصلت إلى اتفاق نووي شامل (خطة العمل الشاملة المشتركة – JCPOA) بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا)، حيث وافقت على الحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها؛ إلا أنه بعد ثلاث سنوات في 2018 أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وعودة فرض العقوبات على إيران، لترد طهران بالتراجع التدريجي عن التزاماتها في الاتفاق.
حاليا، لا يزال الملف معقد بين الطرفين، ويعتمد نجاح المفاوضات، على وجود ضمانات متبادلة تحفظ مصالح الطرفين، وتساهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ومع ذلك يظل التفاؤل الحذر بالنظر إلى تباين مخرجات الجولات، حيث يمكن التوصل لاتفاق مؤقت يقيد برنامج إيران النووي كتخصيب لليورانيوم تحت إشراف دولي، يقابله تخفيف العقوبات.
وفيما لو تعثرت المفاوضات أو فشلت لأي سبب كان، فقد يكون التصعيد العسكري هو المتاح، أو زيادة الضغط بفرض المزيد العقوبات، وقد يكون الخيار الثالث هو تمديد المفاوضات مع تقدم جزئي مثل تجميد بعض الأنشطة النووية مقابل الإفراج عن أصول إيرانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يستضيف اجتماعاً دولياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن
الاتحاد الأوروبي يستضيف اجتماعاً دولياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن

اليمن الآن

timeمنذ 33 دقائق

  • اليمن الآن

الاتحاد الأوروبي يستضيف اجتماعاً دولياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن

في خطوة جديدة تهدف إلى احتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، يستعد الاتحاد الأوروبي لاستضافة اجتماع دولي رفيع المستوى، الأربعاء المقبل، يجمع كبار المسؤولين الأمميين وممثلي المنظمات الإنسانية والدول المانحة، لمناقشة تحديات الاستجابة الإنسانية وآليات تعزيز الدعم في ظل تراجع التمويل الدولي. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)، عبر منصة 'إكس'، أن الاجتماع السابع من نوعه سيُعقد في 21 مايو الجاري في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة واسعة من الجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والتنموي. وأكدت ماريا روزاريا برونو، القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، أن اللقاء المرتقب يأتي في وقت حرج، وسط تصاعد الاحتياجات الإنسانية وتقلص الموارد، مشددة على ضرورة 'تسريع وتيرة الدعم الدولي لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة التي يعيشها الملايين في البلاد'. من جهته، أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونويرا فينيالس، أنه سيشارك في رئاسة الاجتماع، موضحًا أن هذه المناسبة ستشكل فرصة لإعادة التأكيد على الالتزام الأوروبي تجاه اليمن، والعمل على تعبئة الشركاء الدوليين لدعم الجهود الإنسانية والتنموية، مع المطالبة بتهيئة بيئة عمل آمنة وفعالة للعاملين في هذه المجالات. ويأتي هذا الاجتماع بعد انعقاد النسخة السادسة منه في 7 مايو 2024، والتي أسفرت عن تعهدات تجاوزت 734 مليون يورو، بينها 120 مليون يورو قدمتها المفوضية الأوروبية، في إطار خطة الاستجابة الإنسانية لليمن. ورغم هذه الجهود، لا تزال الفجوة التمويلية واسعة؛ إذ لم يحصل نداء الأمم المتحدة للعام 2025 سوى على 9% من إجمالي التمويل المطلوب البالغ 2.48 مليار دولار، أي ما يعادل 222.4 مليون دولار فقط، مما اضطر وكالات الإغاثة إلى تقليص برامجها الأساسية بشكل كبير، في ظل ما وصفه مراقبون بأنه 'أدنى مستوى تمويلي تشهده الأزمة اليمنية منذ أكثر من عشر سنوات'.

القيادي في المجلس الانتقالي: اللقاء التنسيقي بين الإعلام الجنوبي والمقاومة الوطنية يمهد لمرحلة جديدة من العمل المشترك
القيادي في المجلس الانتقالي: اللقاء التنسيقي بين الإعلام الجنوبي والمقاومة الوطنية يمهد لمرحلة جديدة من العمل المشترك

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

القيادي في المجلس الانتقالي: اللقاء التنسيقي بين الإعلام الجنوبي والمقاومة الوطنية يمهد لمرحلة جديدة من العمل المشترك

أخبار وتقارير (الأول)خاص: أشاد القيادي في المجلس الانتقالي- عضو مجلس الشورى، الشيخ راجح سعيد باكريت، باللقاء التنسيقي بين هيئة الإعلام الجنوبي وإعلام المقاومة الوطنية، مؤكداً أن اللقاء يمهد لمرحلة جديدة في العمل المشترك. وقال الشيخ باكريت، في تدوينة على منصة إكس: "‏نبارك اللقاء الموسّع الذي جمع شبابنا في قيادة الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، مع الإخوة في قيادة العمل الإعلامي للمقاومة الوطنية". وأكد باكريت أن هذا اللقاء خطوة إيجابية ومهمة في مسار تعزيز التنسيق الإعلامي وتوحيد الصفوف في مواجهة كافة التحديات، كما تُمهّد هذه اللقاءات لمرحلة جديدة من العمل المشترك، وتُبنى على أسس من الاستقلالية والاحترام المتبادل، وتضمن لكل طرف حقه في الدفاع عن ثوابته الوطنية.

'أسبيدس' تعلن تأمين عبور أكثر من 830 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال 15 شهراً
'أسبيدس' تعلن تأمين عبور أكثر من 830 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال 15 شهراً

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

'أسبيدس' تعلن تأمين عبور أكثر من 830 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال 15 شهراً

المرسى- عدن أعلنت مهمة 'أسبيدس' البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقديم الدعم والحماية لأكثر من 830 سفينة تجارية أثناء عبورها في منطقة البحر الأحمر، خلال 15 شهراً من انطلاق العملية. جاء ذلك في بيان نشرته على منصة إكس، الاثنين، بمناسبة 15 شهراً على بدء العملية التي انطلقت في 19 فبراير 2024م، لمواجهة الهجمات الحوثية على حركة الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن. وقالت أسبيدس: 'اليوم، أكملنا أربعة عشر شهراً على إطلاق مهمتنا في منطقة العمليات بالبحر الأحمر، لقد مكّننا الالتزام الثابت لجميع أفرادنا من مواجهة تحديات عديدة وتعزيز مساهمتنا في حماية المصالح المشتركة العالمية'. وأضافت في فيديو مرفق بالتدوينة، أن أصولها الحربية قدمت الدعم والحماية الوثيقة لأكثر من 830 سفينة تجارية أثناء عبورها في البحر الأحمر. يُذكر أن الاتحاد الأوروبي أطلق مهمة 'أسبيدس' في 19 فبراير 2024 في أعقاب تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وفي فبراير الماضي أقر مجلس الاتحاد الأوروبي تمديد فترة ولاية المهمة لعام إضافي، تنتهي في 28 فبراير 2026م.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store