
عن الصمود.. وأطفال فلسطين
اضافة اعلان
د. م. رضا بهنام* - (كاونتربنش) 25/7/2025صمود هي كلمة عربية تُجسّد القدرة على تحمّل المشقة والحفاظ على الحسّ بالهوية والهدف، على الرغم من التحديات التي يشكلها العيش تحت الاحتلال.إن أمة تشوه، وتقتل، وتجوّع الرجال والنساء والأطفال، من غير المرجّح أن تبقى. كما أن قادة الأمم الذين ساعدوا -أو شاركوا في- هذه الفظائع سيواجهون على الأرجح المصير نفسه.تقول "محكمة غزة"، التي تم إنشاؤها حديثًا لمواجهة تواطؤ العديد من الدول الغربية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل: "تمثّل غزة نقطة قطع في المسيرة التاريخية للإنسانية، عندما يسود نظام عالمي قائم على القوة، لا على العدالة". وقد وصف ريتشارد فولك، رئيس المحكمة، غزة، في جلستها الأولى في سراييفو، بأنها "التحدي الأخلاقي لزمننا".إنهم أطفال غزة، مستقبل فلسطين، هم الذين يتحملون عبء فظائع إسرائيل. وتصف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (يونيسف) غزة بأنها أخطر مكان في العالم على الأطفال. وفي معرض تعليقه على حرب إسرائيل على غزة، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لـ"وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، فيليب لازاريني: "هذه حرب على الأطفال. إنها حرب على طفولتهم ومستقبلهم".ثلثا الفلسطينيين الذين قتلهم في غزة "الجيش الأخلاقي" -المعلن ذاتيًا كذلك- هم من النساء والأطفال. وواحد من كل عشرة أطفال في غزة يعاني من سوء التغذية بسبب الحصار المُحكم الذي تضربه إسرائيل على المساعدات الإنسانية. ويعاني أكثر من 40.000 طفل من إعاقات ناجمة عن الحرب نتيجة الهجمات: "أصبحت غزة الآن تضم أعلى نسبة من مبتوري الأطراف بين الأطفال وفق نسبة الأفراد مقارنة بأي مكان آخر في العالم".ويلاحظ طبيب نفسي للأطفال يعمل مع منظمة "أطباء بلا حدود في فلسطين" أنه "لا يوجد شيء اسمه (ما بعد) في اضطراب ما بعد الصدمة. إنها صدمة مستمرة؛ إنها صدمة مطوّلة؛ إنها حرب (إسرائيلية) تليها حرب أخرى".بينما يعتصرني الألم من المعاناة والصدمة التي تفوق الوصف والتي يختبرها أطفال غزة، لا تفارقني لازمة أغنية بيلي هوليداي الحزينة للعام 1941: "فليبارك الله الابن الذي لا ينتظر عون أحد".هذا النشيد المؤلم مصمم لكل أولئك الذين يعانون من الألم الجسدي والنفسي. يبدو الأمر كما لو أن كلمات الأغنية كُتبت خصيصًا من أجل الفلسطينيين.تشجع القصيدة الاعتماد على قوة المرء وقدراته الذاتية حتى يتمكن من البقاء والنجاة من ظلم الحياة وقسوتها. وعلى الرغم من لهجتها الحزينة، فإنها تحمل رسالة قوية عن الإصرار على تقرير المصير والتحدي في وجه المحن. ومع مرور الوقت، أصبحت نشيدًا للاستقلال والاعتماد على النفس.لقد عانت أجيال من الفلسطينيين من ظلم لا يُحصى، وأجبِر الفلسطينيون على النضال من أجل البقاء وحدهم. وكان الصمود، باعتباره قيمة أساسية في المجتمع الفلسطيني، هو نجمهم الهادي.على مدى عقود، لجأت الأنظمة الإسرائيلية المدعومة أميركيًا إلى القسوة المنهجية والقوة الساحقة لقمع المقاومة الفلسطينية. ومع ذلك، جعلت هذه الوحشية الفلسطينيين أكثر قوة وابتكارًا في مواجهة القهر الصهيوني.الآن، شرع نضال الفلسطينيين من أجل الحرية في توحيد العالم، وأصبح عابرًا للأجيال. أصبحت فلسطين تعني الحرية، خاصة بالنسبة للمحرومين والمهمشين.على الرغم من امتلاكها ترسانة عسكرية أميركية في متناولها، عجزت إسرائيل عن هزيمة قوة تخوض حرب عصابات ولا تملك أي وسائل دفاع حقيقية. وقد اغتالت قوات الاحتلال عددًا لا يُحصى من القادة الفلسطينيين، وقصفت بلدهم بلا هوادة، وحولت غزة التاريخية إلى أنقاض، لكنها لم تنجح في سحق روح الصمود.كان من المهم للغاية أن ينكشف زيف الصورة التي روّجت لها إسرائيل لنفسها كدولة ديمقراطية، متحضّرة، وأخلاقية، وأن توصم بالعار. وقد وصل المجتمع الدولي إلى إدراك طبيعة الكيان الصهيوني على حقيقته: مشروع استيطاني استعماري وحشي وغير قانوني في قلب العالم الإسلامي، يسعى إلى أن يصبح القوة الإقليمية المهيمنة بلا منازع. وبينما تنخرط في حملة بربرية بوحشية مطلقة في غزة والضفة الغربية المحتلتين، هاجمت إسرائيل أيضًا إيران، لبنان، سورية واليمن.من المؤسف أن تكون واشنطن قد ألزمت نفسها بدعم الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل -ماليًا وعسكريًا وسياسيًا. وكان موقف العرب، بدولهم الثلاث والعشرين، (باستثناء اليمن)، والتي يبلغ عددهم 500 مليون نسمة، ضعيفًا وخاضعًا للولايات المتحدة.ثمة الكثير الذي يستطيع العالم العربي، بل يجب عليه، أن يتعلمه من صمود الفلسطينيين. إن طاقتهم التحررية وثباتهم يقفان شاهدًا على ما هو ممكن: نظام إقليمي موحّد جديد يقول "لا" للهيمنة الأميركية - الإسرائيلية.من الجدير ملاحظة أن القادة العرب أدركوا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ضرورة الوقوف الحازم في وجه زرع الإمبريالية الغربية في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين على وجه الخصوص.على سبيل المثال، أوضح الدبلوماسي المصري وأول أمين عام لجامعة الدول العربية حديثة التأسيس، عبد الرحمن حسن عزام، المعروف أيضًا بعزام باشا، موقف الجامعة من فلسطين والمزاعم الصهيونية خلال جلسة استماع علنية للجنة الإنجليزية-الأميركية للتحقيق في القاهرة في العام 1946. وكان قد تم تشكيل هذه اللجنة في أعقاب الحرب العالمية الثانية لبحث تأثير توطين 100 ألف ناجٍ يهودي من المحرقة في فلسطين.في جلسات الاستماع التي عقدت في القاهرة، قدّم عزام باشا رؤية مستقلة لمستقبل المنطقة، فقال:"الصهيوني، اليهودي [الأوروبي] الجديد، يريد أن يهيمن، وهو يتظاهر بأنه يقوم بمهمة تمدينية يريد أن يتوجه بها إلى جنس منحط متخلف ليغرس فيه عناصر التقدّم في منطقة لا تريد أي تقدّم. حسنًا، هذه كانت دائمًا دعوى كل قوة سعت إلى الاستعمار وهدفت إلى الهيمنة... العرب يقفون ويقولون، ببساطة: لا. لسنا رجعيين ولسنا متخلفين... لدينا إرث غني من الحضارة والحياة الروحية. ولن نسمح بأن يسيطر علينا أحد...".رفض عزام باشا، كما كان حال قادة عرب آخرين في زمانه، إقامة دولة يهودية حصرية، واقترح بدلًا من ذلك قيام فلسطين مستقلة تحكم نفسها، وتُحترم فيها إرادة الأغلبية العربية وتُصان فيها المساواة الكاملة بين جميع سكانها، بغض النظر عن دياناتهم. ومن المؤسف أن المواقف الحالية تبدو صمّاء إزاء مثل هذا الطرح.ليست فلسطين الوطن الأصلي للصهاينة ولا لذريّتهم، الذين احتلوا بشكل غير قانوني طيلة 77 عامًا أرضًا مسروقة، وأداموا أنفسهم بموارد منهوبة. وهو ما يفسر الغياب الكامل لأي ندم أو تردّد لدى النظام الإسرائيلي في تدمير غزة ذات التاريخ الممتد لخمسة آلاف عام.منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية قطاع غزة بشكل ممنهج، وهو ما يشكل جريمة حرب بموجب "المادة 53" من "اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949"، التي تحظر تدمير الأراضي المحتلة مسبقًا من قبل قوة احتلال. ومنذ انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار في آذار (مارس) 2025، نفذت إسرائيل عمليات هدم مسيطرًا عليها ومخططًا لها مسبقًا في كل أنحاء غزة المدمرة بالقصف، وقامت فعليًا بتسوية مدينة رفح بالأرض، وهي المدينة التي تمتد جذورها التاريخية لآلاف السنين.لدى الفلسطينيين، تمامًا مثل أشجار زيتونهم التي يعتزون بها، حيوات متجذرة عميقًا في تراب فلسطين. ومثل هذه الأشجار، رفضوا أن يُقتلعوا على يد الإمبرياليين البريطانيين، والصهاينة، والأميركيين.لقد عولَمَت ثورة تشرين الأول (أكتوبر) قصة النكبة الفلسطينية. لم يعد بالوسع تجاهل فلسطين. وأصبح بقاء النظام الدولي وسيادة القانون نفسيهما مرتبطًا بشكل وثيق ببقاء الأمة الفلسطينية.اليوم، أصبح دعم المجتمع الدولي للنضال الفلسطيني أكثر أهمية وحسمًا من أي وقت مضى. ومن الضروري أن يتحول هذا الدعم من كونه دعمًا سلبيًا إلى أفعال ملموسة، وهو ما بدأت بعض الدول في إدراكه أخيرًا. وأدى هذا الوعي المتزايد إلى ظهور عدد من المبادرات الدولية، منها: "محكمة غزة"، و"مجموعة لاهاي"، و"مجموعة مدريد"، على سبيل المثال لا الحصر.تستند "محكمة غزة"، التي تُعرف أيضًا باسم "محكمة الشعوب"، وهي مبادرة من المجتمع المدني، إلى خبرات مجموعة واسعة من المفكرين والأكاديميين والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان، وشخصيات أخلاقية وثقافية، ومنظمات مدنية، وتعمل لتكون بمثابة "محكمة للضمير الإنساني"، وتتناول بشكل خاص الوضع في غزة.وعلى سبيل المثال، في "المؤتمر الطارئ لمجموعة لاهاي" الذي عُقد في بوغوتا، كولومبيا، بتاريخ 15 تموز (يوليو) 2025، اتفقت جميع الدول الثلاثين المشاركة على أن "عصر إفلات [إسرائيل] من العقاب يجب أن ينتهي -وأن القانون الدولي يجب أن يُطبق".كما أن الهدف المُعلن لـ"مجموعة مدريد"، وهي تحالف يضم أكثر من 20 دولة أوروبية وعربية، هو إنهاء الحرب والحصار الإسرائيليين على غزة.بعد مرور 22 شهرًا من الهمجية، أعرب وزراء خارجية بريطانيا و27 دولة أخرى أخيرًا عن "انتقادات حادة" لإسرائيل بسبب سلوكها في غزة. وعلى الرغم من كل محاولاتهم تجاهل المجازر، فإنهم لم يستطيعوا الاستمرار في إنكار مشهد القتل اليومي للغزّيين الذين يتضورون جوعًا ويحاولون يائسين الوصول إلى الغذاء. وقد قُتل أكثر من 1.054 شخصًا في مناطق توزيع المساعدات منذ أن استولت "مؤسسة غزة الإنسانية" -وهي مقاول أميركي مدعوم من إسرائيل- على هذه المواقع وفرضت الطابع العسكري على توزيع الإغاثة بتاريخ 26 أيار (مايو) 2025.يوم الثلاثاء، 22 تموز (يوليو) 2025، حذر العاملون الإنسانيون في الأمم المتحدة من أن شرايين الحياة التي تُبقي سكان غزة على قيد الحياة شرعت في الانهيار. وفي اليوم نفسه، أفادت المستشفيات القليلة المتبقية بأنها سجلت وفاة 21 طفلًا خلال الأيام الثلاثة السابقة بسبب سوء التغذية والجوع. إن وحشية إسرائيل لا حدود لها.كلمات المغنية بيلي هوليداي التي ترثي فيها الصمود الإنساني وقوة الروح البشرية: "فليبارك الله الابن الذي لا ينتظر عون أحد... الذي يجلب خبزه ويملك أشياءه" - يتم الشعور بها بإلحاح اليوم بشأن كل فرد في فلسطين، وبخاصة أطفالها.*د. م. رضا بهنام Dr. M. Reza Behnam: باحث وأكاديمي أميركي من أصل إيراني، متخصص في السياسات الأميركية والمقارنة في الشرق الأوسط، وله مساهمات بارزة في تحليل التاريخ السياسي والسياسات الإمبريالية وتأثيرها للمنطقة، خاصة في ما يتعلق بإيران وفلسطين. شغل مناصب أكاديمية في عدد من الجامعات الأميركية، كما عمل مستشارًا في قضايا الشرق الأوسط. له كتابات ومقالات بارزة تتناول قضايا الاحتلال والعدالة الدولية، ويُعرف بمواقفه النقدية تجاه الأنظمة التي تنتهك القانون الدولي وحقوق الشعوب المستعمرة، التي نُشرت في منصات فكرية بارزة، حيث يسلط الضوء على ازدواجية السياسات الأميركية، ودعمها غير المشروط لإسرائيل، وتأثير ذلك على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة. كتابه الأبرز بعنوان "الأسس الثقافية للسياسة الإيرانية" Cultural Foundations of Iranian Politics، الذي يتناول فيه الجذور الثقافية العميقة للسياسة الإيرانية من منظور تاريخي وحضاري.*نشر هذا المقال تحت عنوان: Sumud and the Children of Palestine

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 5 ساعات
- رؤيا نيوز
8 أعراض إذا شعرت بها.. اذهب للطوارئ فورا
يشاهد أطباء الطوارئ، يوميا، أسوء الحالات الصحية وحوادث غريبة وأمراضا غامضة، كما أنهم معتادون على أعراض خطيرة لا يأخذها أغلب المرضى على محمل الجد. وقدم تقرير لمجلة 'تايم' 8 أعراض يحذر الأطباء من تجاهلها، ويوصون بالتوجه فور ظهورها إلى المستشفى. الارتباك المفاجئ أو تغير في الشخصية في حال ملاحظة ارتباك شخص ما، كأن يصبح فجأة غير مدرك لمكان تواجده، أو عجزه عن التعرف لمن حوله، أو عند حديثه بكلمات غير مفهومة، يوصي الأطباء بالتوجه مباشرة إلى قسم المستعجلات. لأن تلك الأعراض هي مؤشر على سكتة دماغية، أو عدوى مثل الإنتان، أو انخفاض شديد في نسبة السكري في الدم. ألم غير معتاد في أعلى الظهر يقول الأطباء إن الألم الحاد والمفاجئ بين الكتفين، أو في أعلى الظهر، خصوصا إذا صاحبته دوخة أو غثيان، قد يكون مؤشرا على نوبة قلبية، أو تمزق في الشرايين الأبهر، وهو ما يستدعي الاتصال بالإسعاف فورا. حكة شديدة وغير مفسرة يحذر الخبراء من أن الحكة الشديدة والمفاجئة في الجسم يمكن أن تكون بداية رد فعل تحسسي حاد، أو صدمة تاقية، خاصة إذا ترافقت مع احمرار الجلد والغثيان والتقيؤ أو الإسهال. القيء بلون غير طبيعي أشارت مجلة 'تايمز' إلى أن لون القيء مهم، فإذا كان باللون الأخضر فإن ذلك مؤشر على انسداد خطير في الأمعاء. أما إذا كان القيء بلون البني الغامق، أو الأسود فقد يكون ذلك بسبب نزيف داخلي. وإن كان لون القيء أحمر فاتحا فذلك يدل على نزيف حاد وخطير ويجب التوجه فورا إلى قسم الطوارئ. الإحساس المفاجئ بالهلع والخوف من الموت في حالة الإحساس بشعور غامر بالخطر، أو الخوف من الموت إلى جانب تسارع ضربات القلب وضيق التنفس، فإن ذلك قد يكون عرضا لنوبة قلبية، أو جلطة دموية، أو حساسية مفرطة. الإغماء المفاجئ أو فقدان الوعي قد يكون الإغماء من دون سبب، أثناء الجلوس، أو النوم راجعا إلى اضطرابات في القلب، أو نزيف داخلي، أو مشكلات عصبية. ضيق التنفس أثناء الاستلقاء الشعور بضيق تنفس أثناء التمدد والراحة مؤشر على فشل قلبي، أو جلطة في الرئة، أو نوبة قلبية صامتة. وفي هذه الحالة قد يكون تراكم السوائل في الرئتين هو السبب، ويوصي الأطباء بالتوجه فورا إلى الطوارئ. ألم أو تورم في الساقين وأشار الأطباء إلى أن الشعور بألم مفاجئ، أو تورم، أو احمرار في ساق واحدة فقط، قد يكون علامة على جلطة دموية في الوريد العميق، والتي يمكن أن تنتقل إلى الرئتين وتسبب انسدادا رئويا قاتلا. ويعد مستخدمو الهرمونات، والمدخنون والنساء الحوامل، إلى جانب المسافرين بعد رحلات طويلة، والخاضعين حديثا لعمليات جراحية، الأكثر عرضة للإصابة.


الرأي
منذ 6 ساعات
- الرأي
وفيات في غزة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية
استشهد ٧٨ مواطنًا، وأصيب آخرون، الاثنين، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في اليوم الـ668 للعدوان. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة» باستشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين، باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة التوام شمال غربي القطاع. وقالت إن خمسة مواطنين ارتقوا، وأصيب آخرون، باستهداف طائرات الاحتلال مواطنين أثناء تفقدهم منازلهم في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وقال شهود عيان أن مواطنين استشهدا، باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في بيت لاهيا شمالي القطاع. وأن مواطنين اثنين استشهدا وأصيب أكثر من 20 آخرين، قرب مركز مساعدات الشاكوش شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع، عُرف منهما هالة أبو مطير. وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن مواطنًا على الأقل استشهد وأصيب آخرين، باستهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات في منطقة نتساريم جنوب مدينة غزة. بدوره، أفاد مستشفى العودة بوصول 8 شهداء و50 مصابًا، جراء استهداف الاحتلال تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع. وفي السياق، استشهد الشاب محمد عبد الحميد دواس متأثرًا بإصابته في قصف سابق على دير البلح وسط القطاع. واستشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مدينة دير البلح. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن تسجيل ٩ حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية ناجمة عن المجاعة وسوء التغذية، مشيرة إلى أن جميع الضحايا من البالغين.وبينت الصحة في تصريح صحفي، أن العدد الإجمالي للضحايا الذين قضوا نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية ارتفع إلى 180 شهيدا، من بينهم 93 طفلا. وتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من أزمة تعطيش حادة، حيث يعاني نحو 90% من سكان غزة من عدم القدرة على الوصول إلى مياه صالحة للشرب. ولا تزال آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات متوقفة عند المعابر، إذ سمح الأحد فقط بدخول 80 شاحنة فقط، تعرضت غالبيتها للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال «الإسرائيلي» بشكل ممنهج، ضمن ما بات يُعرف بسياسة «هندسة الفوضى والتجويع» الهادفة إلى تفكيك المجتمع وضرب مقومات صموده. في حين أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة حاجة القطاع إلى 600 شاحنة يومياً، مؤكدًا تكدس حمولة 22 ألف شاحنة من المساعدات على المعابر يمنع الاحتلال دخولها. وأكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغل اللاجئين «أونروا» عدنان أبو الحسنة، أن 6 آلاف شاحنة مستعدة لدخول غزة وهي كافية لإطعام سكان القطاع لمدة 3 أشهر، بينما تسمح إسرائيل بدخول 30-40 شاحنة فقط، ودون طرق آمنة. وطالب بإدخال 600 شاحنة على الأقل يوميًا والسماح لموظفي الأونروا بإدارة نقاط المساعدات. ووفق الإحصاءات الرسمية، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول 2023 إلى 60,839 شهيدا و149,588 جريحا. في حين بلغ عدد ضحايا «لقمة العيش»، نتيجة استهداف مراكز المساعدات 1,487 شهيدا، وأكثر من 10,578 إصابة. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في تشرين الأول 2023، ترتكب «إسرائيل» بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، بعدما شددت من إجراءاتها في 2 آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات «كارثية». وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة محمد أبو عفش، »، إنه «لا يوجد بديل عن توزيع المساعدات عبر البر داخل قطاع غزة، مؤكدًا أن «المساعدات الجوية تسقط في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال». وقال أبو عفش إن «المساعدات الجوية تُسرق ولا تصل إلى مستحقيها». وفيما يخص مراكز توزيع المساعدات، قال أبو عفش إن «مؤسسة غزة لا تحمل أي صفة للإنسانية كما يزعم القائمون عليها»، مؤكدًا أن «الكثيرين يموتون في مراكز المساعدات بغياب وسائل الإسعاف والنقل». بدوره، قالت مسؤولة برنامج المساعدات الخارجية الأمريكية للكوارث نتاليا واكسلر إن الإنزال الجوي ليس السبيل الأمثل لمساعدة غزة. وذكرت المسؤولة أن افضل الطرق لإدخال المساعدات الغذائية الطارئة عبر فتح معابر قطاع غزة. وقالت المسؤولة: «من خلال تجربتي كمدير لمكتب المساعدات الخارجية الأميركية في حالات الكوارث، إن إنزال المظلات من الطائرات هو الأسلوب الأكثر ظلمًا لإيصال الإمدادات الإنسانية أؤكد أن مثل هذه العمليات غير فعالة ومكلفة للغاية وخطيرة». وقالت واكسلر: ثبت في العديد من مناطق الحرب، فإن الشباب والأقوياء والسريعين والمدججين بالسلاح هم من يحصلون على الإمدادات، إما بالوصول إلى المنصات أولًا أو بالاستلاء عليها قسرًا لاحقًا. وأضافت إنه بدون كوادر إغاثة ماهرة على الأرض لجمع وتوزيع الإمدادات الغذائية بشكل عادل على الأطفال والمدارس والمستشفيات وكبار السن والجرحى وغيرهم من السكان المستهدفين، فإن هذه الفئات الأخيرة تخسر وتستمر في الجوع. في المقابل، وجّه رؤساء أركان ومفوضون ورؤساء الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية نداء مشتركًا لوقف الحرب في قطاع غزة، تحت عنوان «أوقفوا الحرب». وحمل النداء توقيع الغالبية العظمى من كبار القادة العسكريين، رؤساء المنظومة، رؤساء الموساد، كبار القادة العسكريين في جيش وأجهزة أمن الاحتلال.وأكد"النداء» أن الأشخاص الموقعون على الرسالة كانوا في الكابنيت، في «مطبخ» صنع القرارات، في جميع عمليات اتخاذ القرارات الأكثر حساسية. وجاء في النداء:"أكثر من ألف سنة من الخبرة الأمنية، السياسية، تعطي لنا الواجب للقيام وقول ما يجب علينا قوله؛ نحن في فجر الهزيمة، هذه الحرب بدأت كحرب عادلة، كانت حرب دفاع». وأردف: «ولكن عندما حققنا جميع الأهداف العسكرية، عندما حققنا انتصارا عسكريا لامعا ضد جميع أعدائنا، توقفت هذه الحرب عن كونها حربا عادلة، وهي تقود دولة إسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها». ولفت الموقعون النظر إلى أن دولة الاحتلال «تجاوزت النقطة التي كان بإمكانها فيها إنهاء الأمور بتحقيق كافٍ». مؤكدة: «نحن الآن في الأساس نخسر أكثر مما نحقق، نحن نفقد هذه الإنجازات». وحذر نداء الشخصيات الإسرائيلية: «لا أعرف جيشا انتصر في حرب عصابات، نحن الآن في حالة ثابتة في قطاع غزة، الجيش الذي لا يتحرك هو الجيش الذي يتعرض للخطر». وأشار إلى أن حكومة الاحتلال «لم تُفكر في مدى قوة الجيش، الحرب بدون هدف سياسي حقيقي تؤدي إلى هزيمة، والحرب اليوم هي حرب مضللة». وذكر النداء أن «عملية عربات جدعون لم تحقق أي شيء تقريبا؛ دفعنا ثمنا غاليا من حيث الضحايا، القتلى، أكثر من اللازم، إنجازاتنا هناك محدودة جدا، الأضرار الدولية ثقيلة، ولم نحرز أي تقدم حتى الآن في قضية المختطفين». وتساءل: «هل يوافق الجيش على ما يحدث هناك؟». مستطردًا: «الجيش الإسرائيلي بقدراته غير قادر على تنفيذ خيال شخص في الكابينيت يعتقد أنه يمكن تنفيذه». وتابع: «الآن لدينا حكومة تقودها شخصيات دينية تقودنا إلى اتجاه غير عقلاني. هذه أقلية المشكلة هي أن الأقلية تتحكم في السياسة، والاتجاه الذي تسير فيه الحكومة الآن هو رؤية متطرفة متعصبة، في حين أنها لم تُنتخب لتكون حكومة متطرفة متعصبة وقد أخذتنا رهائن». وشكك في قدرة جيش الاحتلال على «إنهاء المقاومة في غزة». مُبينًا: «هل يعتقد أحد أننا سنتمكن من الوصول إلى كل مخرب (مقاوم)، وكل عين نفق، وكل سلاح، وفي نفس الوقت إعادة المختطفين إلى منازلهم؟ أعتقد أن هذا غير ممكن، خيال». وشدد النداء على ضرورة يجب أن ننتقل «وضع الأمور على الطاولة، والوقوف بشجاعة أمام رئيس الحكومة وأمام الكابينيت ويقولون الأمور بأكبر قدر من الصدق عن هذه الحرب، وعن عدم جدواها». وعن الحرب العدوانية في قطاع غزة، أكد العسكريون الإسرائيليون الموقعون على النداء أنه «حان الوقت لإنهاء هذه الحرب؛ يمكن إنهاء هذه الحرب منذ الأمس: الانسحاب إلى الحدود وإعادة المختطفين جميعهم في خطوة واحدة وفورًا».


الغد
منذ 6 ساعات
- الغد
تقرير حكومي يدعو لتعزيز بنية الاتصالات والتركيز على التعليم الرقمي
إبراهيم المبيضين اضافة اعلان عمان– دعا تقرير حكومي أخيرا إلى تعزيز البنية التحتية للاتصالات وتطوير الخدمات الحكومية الرقمية والتوسع في الرعاية الصحية والتعليم الرقمي بهدف تحسين موقع الأردن ضمن المؤشر العالمي "IDI" الذي يقيس مدى تقدم الدول في تحقيق الاتصال الشامل.واحتل الأردن المرتبة 68 عالميا من بين 164 دولة والمرتبة التاسعة عربيا من بين 20 دولة مشاركة في المؤشر الذي يهدف إلى تقييم مدى تقدم الدول في تحقيق الاتصال الشامل والمجدي.ويصدر مؤشر تطور تكنولوجيا لمعلومات والاتصالات 2025 "IDI " عن الاتحاد الدولي للاتصالات " اي تي يو" وهو يعتمد منهجية مبنية على تحليل 10 مؤشرات رئيسية منها: البنية التحتية الرقمية واستخدام الإنترنت والأسعار وجودة الاتصال ونطاق التغطية، كما يركز المؤشر على قياس الفجوات الرقمية وتوجيه السياسات الرقمية نحو تحقيق التحول الرقمي الشامل.ويعد التقرير أداة أساسية لصناع القرار لفهم واقع التنمية الرقمية ووضع سياسات مبنية على البيانات.وفي تفاصيل توصيات التقرير الحكومي، الذي أصدرته وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة كمتابعة لنتائج المؤشر الدولي، دعت الوزارة إلى تحسين وتطوير البنية التحتية للاتصالات من خلال العديد من الإجراءات منها توسيع النطاق العريض والتغطية الخلوية والعمل على تطوير وتوسيع شبكات الإنترنت ( النطاق العريض والخلوية )، بالتعاون مع مزودي الخدمات مع التركيز على المناطق غير المخدومة والنائية لضمان تحسين الجودة وزيادة نطاق الوصول.ودعا التقرير إلى تحسين الخدمات الحكومية الرقمية عبر تطوير منصات وتطبيقات الحكومة الإلكترونية لتكون سهلة الاستخدام وتفاعلية ومتاحة عبر الأجهزة المحمولة ما يحسن تجربة المستخدم، ورفع مستوى الثقافة الرقمية عبر إطلاق حملات توعية ودورات تدريبية مكثفة لجميع الفئات لتعزيز المهارات الرقمية وتشجيع الاستخدام الآمن والفعال للإنترنت.وفي توصية، أخرى دعا التقرير إلى بناء بيئة رقمية ذكية وآمنة من خلال طلاق مبادرة المدن الذكية عبر تنفيذ حلول تقنية قائمة على إنترنت الأشياء وتحليل البيانات لتحسين جودة الحياة الحضرية وتعزيز الاتصال الذكي في البنية التحتية.وأكد التقرير أهمية تطوير الرعاية الصحية والتعليم الرقمي من خلال توسيع التعلم الإلكتروني والتطبيب عن بعد وتحسين منصات التعليم الإلكتروني وتطوير البنية التحتية للتطبيب عن بعد مع توفير الموارد الرقمية اللازمة ودمج أنظمة البيانات لضمان كفاءة الوصول للخدمات الصحية والتعليمية.وأشار التقرير إلى أهمية تأسيس بنية تحتية رقمية مستدامة ومبتكرة من خلال إنشاء مركز وطني للابتكار وتأسيس مركز لدعم الابتكار وريادة الأعمال في قطاعات التقنية والاتصالات، مع دعم، البحث والتطوير في التقنيات الحديثة والناشئة.وأوصى بتبني التقنيات المتقدمة والمستدامة عبر دمج تقنيات إنترنت الأشياء وتحليل البيانات في القطاع الزراعي ( الزراعة الذكية ) لتعزيز الكفاءة إضافة إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة لتشغيل البنية التحتية الرقمية وضمان الاستدامة البيئية.