logo
هل تمهد الضربات الأمريكية الطريق لانتصار حاسم للقوات الحكومية اليمنية على ميليشيا الحوثي؟

هل تمهد الضربات الأمريكية الطريق لانتصار حاسم للقوات الحكومية اليمنية على ميليشيا الحوثي؟

اليمن الآن١٧-٠٤-٢٠٢٥

بقلم: السفير د. محمد قباطي
سؤال محوري يفرض نفسه اليوم في أروقة صناع القرار، ومراكز التحليل الاستراتيجي، وفي وجدان الرأي العام اليمني: هل تمثل الضربات الجوية الأمريكية المستمرة ضد ميليشيا الحوثي مجرد خطوة احتوائية، أم أنها تشكل تمهيدًا مدروسًا لفرصة تاريخية تمكّن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من استعادة زمام المبادرة والسيادة على كامل التراب الوطني؟
للوهلة الأولى، تشير كثافة ودقة هذه الضربات إلى موقف دولي حازم ضد التهديدات الحوثية المتزايدة لأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر. غير أن ما يتجاوز هذا البعد التكتيكي هو بروز فرصة استراتيجية عميقة قد تمكّن القوات الشرعية من استعادة السيطرة على المشهد اليمني.
بينما يرى البعض في غياب التنسيق الميداني دليلاً على غياب الرؤية، فإن قراءة أكثر واقعية توحي بأن ما يحدث هو ضبط محسوب للإيقاع من قبل الجيش اليمني. ليس تأخر التحرك نتيجة ضعف، بل تعبير عن صبر استراتيجي، في انتظار أن تُستنزف قدرات الحوثيين تدريجياً تحت وطأة الضربات المتكررة. ويبدو أن القوات الشرعية، المدعومة من التحالف العربي والمسنودة بتنامي التململ الدولي من التصعيد الحوثي، تترقب لحظة أنسب – عسكريًا وإقليميًا ودبلوماسيًا – لشن هجوم حاسم.
السيناريو الأول: هجوم مدروس قائم على صبر استراتيجي
في هذا السيناريو، تستثمر الحكومة اليمنية تآكل قدرات الحوثيين لشن عملية برية منسقة تستعيد من خلالها المدن الاستراتيجية، وتفكك البنية العسكرية للمليشيا، وتعيد بناء مؤسسات الدولة. ويعتمد هذا المسار على توحيد الصف الوطني، وتنشيط الدعم الإقليمي، وتأمين ضمانات دولية واضحة لمرحلة ما بعد النزاع. وإذا تم تنفيذه بكفاءة، فقد يشكل هذا الهجوم نقطة التحول التي انتظرها اليمنيون طويلًا.
السيناريو الثاني: تسوية سياسية مشروطة بقوة الشرعية
في حال أجبرت الضغوط المستمرة الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن شروط التفاوض هذه المرة قد تتغير جذريًا. فلن يكون الحوثي في موقع القوة كما في جولات سابقة، بل سيكون أمام مشهد تفاوضي أكثر توازنًا، تقوده الحكومة المعترف بها دوليًا من موقع قوة وثقة، بما يضمن أن أي اتفاق مستقبلي يحفظ السيادة، ويفرض نزع السلاح، ويعيد الاعتبار للمؤسسات الشرعية.
بالنسبة للمحللين الإقليميين، تشكل هذه المرحلة لحظة محورية. فالموقف الأمريكي الحالي يُلمح إلى تحوّل من إدارة الأزمات إلى خلق بيئة للتغيير الحقيقي. أما بالنسبة لصناع القرار، فهي فرصة نادرة لدعم انتقال يمني تقوده الشرعية، بما يتماشى مع ضرورات الأمن الإقليمي. وللرأي العام اليمني، الذي أنهكته سنوات الحرب والانقسام، فإن هذه اللحظة تلوح كأمل حقيقي – شريطة أن تتحلى القيادات الوطنية بالرؤية والجرأة لاقتناصها.
في نهاية المطاف، بقاء ميليشيا الحوثي ليس قدرًا محتوما. فمسارها بات محكوماً بضغط خارجي واستنزاف داخلي. وإذا تمكنت المؤسسات اليمنية الشرعية من توحيد الاستعداد العسكري مع البصيرة السياسية، فقد تُسجّل هذه المرحلة ليس كحلقة جديدة من إدارة الأزمة، بل كبداية لاستعادة سيادة وطن وإنهاء دوامة الميليشيا.
تعليقات الفيس بوك

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليمن: جماعة الحوثي تعلن استهداف مطار بن غوريون في تل ابيب
اليمن: جماعة الحوثي تعلن استهداف مطار بن غوريون في تل ابيب

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

اليمن: جماعة الحوثي تعلن استهداف مطار بن غوريون في تل ابيب

اعلنت جماعة الحوثيين، الجمعة، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار "بن غوريون" في تل أبيب. وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، ان العملية نفذت بصاروخ باليستي فرط صوتي. وأضاف سريع "ان العملية حققت هدفها بنجاح". وقال الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، انه اعترض صاروخا حوثيا أُطلق من اليمن تجاه إسرائيل. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" أنه تم "اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن حيث تسبّب في تفعيل إنذارات في عدة مناطق في البلاد". واعلنت وسائل إعلام عبرية تعليق عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون بسبب الصاروخ الذي أطلق من اليمن. وفي وقت سابق من امس الخميس تبنت جماعة الحوثي تنفيذ عمليتين عسكريتين، فيما اكد الجيش الاسرائيلي اعتراض صاروخين حوثيين خلال ساعات من ذات اليوم.

سرقة الحصاد.. الحوثي ينهب قمح مزارعي الجوف ويبتلع مليار ريال من عرق الفلاحين
سرقة الحصاد.. الحوثي ينهب قمح مزارعي الجوف ويبتلع مليار ريال من عرق الفلاحين

اليمن الآن

timeمنذ 9 ساعات

  • اليمن الآن

سرقة الحصاد.. الحوثي ينهب قمح مزارعي الجوف ويبتلع مليار ريال من عرق الفلاحين

اخبار وتقارير سرقة الحصاد.. الحوثي ينهب قمح مزارعي الجوف ويبتلع مليار ريال من عرق الفلاحين الجمعة - 23 مايو 2025 - 03:54 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص فضيحة جديدة تكشف عن العبث الحوثي بمقدّرات اليمنيين، إذ شكا مزارعون بمحافظة الجوف من نهب منظم لمحصولهم من القمح على يد ميليشيا الحوثي، التي استولت على مئات الأطنان دون أن تفي بوعودها بدفع قيمتها، ما تسبب في كارثة معيشية تهدد حياة آلاف الأسر. وأكدت مصادر محلية أن المزارعين سلموا قمحهم أواخر مارس الماضي إلى ما تُسمى بـ"مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب" التابعة للميليشيا، بعد وعود كاذبة بدفع المستحقات خلال 48 ساعة. لكن وبعد مرور شهرين، ما تزال المؤسسة تماطل في صرف ما يقارب 500 مليون ريال يمني بالعملة القديمة، ما يعادل نحو مليون دولار، متجاهلةً بشكل فج نداءات المزارعين المتكررة. وقال أحد المتضررين إن الكثير من المزارعين باتوا عاجزين عن توفير لقمة العيش بعد أن 'سُرق تعبهم أمام أعينهم'، مشيراً إلى أن الحوثيين يستخدمون مؤسسات وهمية مثل شركة "تلال اليمن" لاحتكار السوق وفرض أسعار بخسة بالقوة، في ظل منع أي تاجر أو مزارع من بيع منتجاته بشكل حر. وتُعد هذه الجريمة امتداداً لسلسلة طويلة من الانتهاكات الاقتصادية التي تنفذها المليشيا ضد القطاع الزراعي، عبر استغلال حاجة الفلاحين ومصادرة محاصيلهم، في مشهد يُهدد الأمن الغذائي في البلاد ويحوّل الزراعة إلى مصدر معاناة لا إنتاج. الاكثر زيارة اخبار وتقارير مصادر تكشف سبب الانفجارات التي هزت صنعاء. اخبار وتقارير مقتل 37 شخص في صنعاء وتدمير كامل لـ10 منازل في انفجارات هي الأعنف. اخبار وتقارير الحكومة تكشف تفاصيل انفجار مرعب هز صنعاء. اخبار وتقارير محاولة اغتيال قيادي حوثي تكشف بركان صراع يوشك على الانفجار بصنعاء.

مليشيا الحوثي تعدم شاب أعزل في نقطة تفتيش بالجوف وسط تصاعد الغضب القبلي ضد جرائم التصفية.
مليشيا الحوثي تعدم شاب أعزل في نقطة تفتيش بالجوف وسط تصاعد الغضب القبلي ضد جرائم التصفية.

اليمن الآن

timeمنذ 13 ساعات

  • اليمن الآن

مليشيا الحوثي تعدم شاب أعزل في نقطة تفتيش بالجوف وسط تصاعد الغضب القبلي ضد جرائم التصفية.

أقدمت جماعة الحوثي الإرهابية، الخميس، على إعدام شاب أعزل رمياً بالرصاص في إحدى نقاط التفتيش التابعة لها بمحافظة الجوف، الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وقالت مصادر قبلية، إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار بكثافة على الشاب 'هلال ناجي الجمل' أثناء مروره في نقطة تفتيش 'المهير' بمنطقة 'اليتمة'، مركز مديرية خب والشعف شمال غرب الجوف. وأضافت المصادر أن الجريمة أثارت غضبًا واسعًا بين قبائل المنطقة التي باتت ترى في هذه النقاط الحوثية أدوات لتصفية الحسابات وترويع السكان، بعيدًا عن أي مسوغ قانوني أو إنساني. تأتي هذه الجريمة بعد أيام فقط من مقتل الشاب عبد الولي يحيى شمعان في 6 مايو الجاري، برصاص عناصر حوثية في نقطة تفتيش 'الشجرة' عند المدخل الشرقي لمدينة الحزم، والتي أسفرت أيضاً عن إصابة كل من أيمن صالح الريمي ومنصور منصر حاجب. وحسب مراقبين، فإن ما يحدث في محافظة الجوف يعكس تحول نقاط التفتيش الحوثية إلى مصائد قاتلة تستهدف أبناء القبائل المعروفة بمواقفها المناهضة للانقلاب الحوثي، في ظل غياب أي مساءلة قانونية أو تدخلات دولية توقف هذه الجرائم المستمرة. وتشير تقارير حقوقية إلى أن جماعة الحوثي تستخدم نقاط التفتيش في الجوف وغيرها من المحافظات وسيلة ممنهجة لانتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتصفية الميدانية، في إطار سياسة الترهيب وكسر إرادة المجتمعات المحلية. لمتابعة حسابات العرش نيوز والتواصل معنا على التواصل الاجتماعي اضغط في الرابط التالي ⬅️ هنا غرِّد شارك مشاركة انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store