
النظم البيئية
كشفت دراسة حديثة أعدها باحثون من جامعة أديلايد الأسترالية، أن التفاعل المشترك بين النشاط البشري وتغير المناخ يؤثر بشكل كبير في النظم البيئية في البحيرات الساحلية، بغض النظر عن مستويات الملوحة فيها، وهو ما يؤدي إلى تغيّرات في الحياة الميكروبية والوظائف البيئية لهذه المواطن الحساسة.
البحيرات الساحلية، التي تمثل حلقة وصل بين البيئات البرية والبحرية، تُعد من بين أكثر النظم البيئية إنتاجية وتنوعاً، غير أنها باتت تواجه ضغوطاً متزايدة نتيجة التوسع العمراني والتلوث الصناعي وارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الهطل. وتشير الدراسة إلى أن هذه العوامل تسهم في ارتفاع مستويات الملوحة في العديد من البحيرات حول العالم، نتيجة تقليل تدفق المياه العذبة وارتفاع منسوب مياه البحر، مما يسبب اختلالاً في التوازن البيئي.
ولا تقتصر آثار الملوحة المرتفعة على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للبحيرات، بل تمتد لتؤثر بعمق في المجتمعات الميكروبية التي تؤدي دوراً محورياً في العمليات البيئية، مثل تدوير المغذيات، واحتجاز الكربون، وتنظيم النظام البيئي. وتوضح الدراسة أن ارتفاع الملوحة قد يؤدي إلى تقليص التنوع الميكروبي وتغيير تركيبة هذه المجتمعات، ما يضعف من قدرة البحيرات الساحلية على الصمود في وجه الضغوط البيئية المتزايدة.
وتحذر الدراسة من أن التأثيرات المتراكمة للملوحة على الكائنات الدقيقة قد تُقوّض الوظائف الأساسية التي تؤديها البحيرات الساحلية، مثل توفير الموائل للأنواع البحرية، وتنقية المياه، وحماية السواحل.
وفي مواجهة هذه التحديات، يشدد الباحثون على أهمية تبنّي استراتيجيات شاملة لإدارة البحيرات الساحلية، ترتكز على الأدلة العلمية ومشاركة المجتمعات المحلية. ويؤكدون أن إجراءات الحفظ واستعادة الموائل، والتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، تمثل خطوات أساسية لضمان استمرار البحيرات الساحلية في أداء دورها الحيوي في النظام البيئي العالمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
3 ليالٍ من قلة النوم كفيلة برفع خطر الإصابة بأمراض القلب
وركزت الدراسة على البروتينات الالتهابية في الدم، وهي جزيئات يفرزها الجسم عندما يكون تحت ضغط أو في مواجهة مرض، وذكرت أن بقاء مستويات هذه البروتينات مرتفعة لفترة طويلة، قد تلحق الضرر بالأوعية الدموية، ما يزيد من احتمال الإصابة بمشكلات صحية مثل فشل القلب ، أو مرض الشرايين التاجية، أو اضطراب نبضات القلب. شارك في الدراسة 16 شابا يتمتعون بصحة جيدة، أمضوا عدة أيام في مختبر تم التحكم فيه بدقة من حيث الوجبات، والنشاط البدني، والتعرض للضوء. وخضع المشاركون لنظامين مختلفين: ثلاث ليالٍ من النوم الطبيعي (8.5 ساعات)، وثلاث ليالٍ من النوم المقيّد (4.25 ساعات). وبعد كل فترة، أجرى المشاركون تمرينًا بدنيًا عالي الكثافة على الدراجة، ثم أُخذت منهم عينات دم قبل وبعد التمرين. وقام الباحثون بقياس نحو 90 بروتينا مختلفا في الدم، ووجدوا أن قلة النوم أدت إلى ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب. كما أن الاستجابات الإيجابية المعتادة للتمرين، مثل ارتفاع مستويات بروتينات مفيدة كـ"إنترلوكين-6" و"BDNF" (التي تدعم صحة الدماغ والقلب)، كانت أضعف بكثير بعد النوم السيئ. واللافت أن هذه التغيرات ظهرت لدى شباب أصحاء، وبعد أيام قليلة فقط من اضطراب النوم. وهو أمر، اعتبرته الدراسة مقلقا، خصوصًا أن اضطرابات النوم شائعة جدا، إذ يُقدّر أن واحدا من كل أربعة أشخاص يعمل بنظام يناوب فيه على فترات تعطل إيقاع النوم الطبيعي. كما أظهرت الدراسة أن توقيت أخذ عينة الدم له تأثير: إذ اختلفت مستويات البروتينات بين الصباح والمساء، وظهرت هذه الفروقات بشكل أوضح عند تقييد النوم. وهذا يشير إلى أن النوم لا يؤثر فقط على تركيبة الدم، بل أيضا على توقيت ظهور هذه التغيرات البيولوجية. وعلى الرغم من أن نمط الحياة العصري يدفعنا غالبا للتضحية بالنوم مقابل الإنتاجية أو العلاقات الاجتماعية أو الترفيه، إلا أن هذه الدراسة تذكرنا بأن أجسامنا تسجّل كل شيء.


سكاي نيوز عربية
منذ 5 ساعات
- سكاي نيوز عربية
دراسة تؤكد: العلاقات الاجتماعية تبطئ الشيخوخة وتطيل العمر
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Journal of the American Geriatrics Society، أكد فريق من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ستين عاما ممن يظلون منخرطين اجتماعيا تتراجع لديهم الشيخوخة البيولوجية، وتقل مخاطر وفاتهم. وفي حين أن عمر الشخص في الأساس يقاس زمنيا حسب سنوات حياته، فإن قياس العمر البيولوجي يتوقف على درجة تلف الخلايا والأنسجة والأعضاء بمرور الزمن. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة شملت حوالي 230 شخصا مسنا بعد إجراء سلسلة من التحاليل الطبية وملء استبيانات لاستيضاح أنماط حياتهم. وبعد 4 سنوات من متابعة الحالة الصحية للمتطوعين في الدراسة، تبين أن الانخراط في الحياة الاجتماعية يقلل احتمالات الوفاة بنسبة 42 بالمئة، وأن الأنشطة مثل الأعمال الخيرية والمشاركة في تريبة الأحفاد والانخراط في الأنشطة الرياضية والاجتماعية بالنوادي تقلل من احتمالات الوفاة. ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية عن رئيس فريق الدراسة قوله إن "الاستمرار في ممارسة الأنشطة الاجتماعية هو أكثر من مجرد نمط حياة، بل أنه يرتبط بالحفاظ على الصحة في سن الشيخوخة وإطالة العمر".


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
"ناسا": الصين تعطل دوران كوكب الأرض
أكدت وكالة "ناسا" للفضاء في كشف رائد، أن مشروع سد الممرات الثلاثة الضخم في الصين يغير بشكل طفيف دوران الأرض، مما يثير مخاوف بيئية عالمية. وسد الممرات الثلاثة في الصين هو أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في العالم، ويرمز إلى براعة الصين الهندسية، وتشير وكالة ناسا إلى أن النزوح الهائل للمياه بسبب السد قد يؤثر على دوران الأرض، مما يؤثر على التوازن الطبيعي للكوكب، حيث يمكن لخزان السد، عندما يمتلئ، أن يؤدي إلى إطالة اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية وتغيير شكل الأرض. وبحسب ناسا أدى سعي البشرية الدؤوب نحو التقدم إلى تطورات ملحوظة في تطوير البنية التحتية حيث لا يمكن إنكار قدرة البشر على تغيير العالم الطبيعي، ومع ذلك، تكون لهذه التغييرات الضخمة عواقب غير متوقعة قد تمتد إلى ما هو أبعد من محيطها المباشر، ويمكن للمنشآت التي يصنعها الإنسان، إلى جانب الظواهر الطبيعية، أن تؤثر على دوران الأرض وفق موقع sustainability-times . سد الممرات الثلاثة في الصين بصفته أكبر سد كهرومائي في العالم بني على نهر اليانغتسي في الصين. ويعد أيضا واحداً من أكبر المشاريع الهندسية في التاريخ الإنساني، حيث يبلغ طول جدار السد الذي أكمل بناؤه عام 2006 2.3 كيلومتر ويرتفع عن قعر النهر 183 مترا، و يرمز إلى طموح الصين في تسخير مواردها الطبيعية وتعزيز براعتها الهندسية، ففي حين أن الغرض الرئيسي من السد هو توليد الكهرباء، فإنه يُمثل أيضًا دليلاً على جهود الصين في إدارة تحدياتها الإقليمية وديناميكياتها الداخلية، ومع ذلك، فإن آثار هذا البناء الضخم تتجاوز فائدته المباشرة، فقد أثار حجم السد وكتلته الهائلة نقاشات حول قدرته على التأثير على دوران الأرض، وهو موضوع بحثه الباحثون والعلماء بالتفصيل. نهر اليانغتسي الذي يعرف في الصين أيضا باسم نهر الدراغون (التنين) هو ثالث أطول أنهار العالم، وقد عاش البشر على ضفتيه منذ آلاف السنوات، أما المنطقة التي أقيم فيها السد فتعتبر من أجمل وأهدأ مناطق الصين، حيث تقع الجبال والتلال الخضراء على ضفتي النهر، محددة له ممرا ضيقا متعرجا مليئاً ب (النتوئات). في مجال الطاقة المتجددة، تتصدر الصين المشهد العالمي كأكبر منتج للطاقة الكهرومائية، وسد الممرات الثلاثة، على الرغم من حجمه الهائل، فهو لا يلبي سوى 3% من احتياجات البلاد من الطاقة، إلا أن أهميته تتجاوز مجرد إنتاج الطاقة، حيث يشير تقرير لوكالة ناسا صدر عام 2005 إلى أن السد قد يؤثر على دوران الأرض. يوضح الدكتور بنجامين فونغ تشاو من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا أن حتى الأفعال التي تبدو تافهة، مثل قيادة السيارة، قد يكون لها تأثير ضئيل على كوكبنا، ويُجسّد سد الممرات الثلاثة، بخزانه الضخم، حقيقة كيف يمكن للأنشطة البشرية أن تُغيّر، دون قصد، ديناميكيات الأرض الطبيعية، مما يستدعي إعادة تقييم جهودنا الهندسية وآثارها بعيدة المدى. تأثير 0.06 ميكروثانية إذا امتلأ خزان سد الممرات الثلاثة إلى أقصى سعته، فإنه يحتوى على ما يقارب 10.6 تريليونات جالون من الماء، وستؤدي هذه الكتلة المائية الهائلة إلى زيادة طول اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية، وستُغيّر شكل الأرض قليلًا، مما يجعلها أكثر استدارة عند خط الاستواء وأكثر تسطحًا عند القطبين. هذه التغيرات، وإن بدت ضئيلة، إلا أنها تُبرز التوازن الدقيق لأنظمة كوكبنا، فالتأثير التراكمي للعديد من الأنشطة البشرية قد يُخلّف آثارًا بالغة على دوران الأرض، ومناخها، واستقرارها العام، ومع استمرارنا في استغلال الموارد الطبيعية على نطاق غير مسبوق، يصبح فهم هذه الفروق الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية. التطلع نحو المستقبل يُثير تأثير الإنشاءات البشرية على كوكب الأرض قلقًا متزايدًا، ومع الإصرار على بناء هياكل أكبر وأثقل، من الضروري فهم العواقب المحتملة، كيف ستؤثر هذه التغييرات على حياة البشر اليومية وبيئتهم على المدى الطويل؟ فالبنى التحتية مثل سد الممرات الثلاثة في نهاية المطاف، يجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن مستعدون لتحمل المسؤوليات المصاحبة لهذه التطورات التكنولوجية؟ ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً كيف يُمكننا الموازنة بين سعينا نحو التقدم وضرورة الحفاظ على استقرار كوكبنا؟