
الإمارات تدعو إلى "صمت المدافع" في السودان
تصريحات معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية: مع دخول الحرب المدمرة في السودان عامها الثالث، توجّه دولة الإمارات نداء عاجلاً من أجل السلام في هذا البلد الشقيق، حيث تُعد هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة من أشد الأزمات وطأة وقسوة في العالم، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إغاثية عاجلة في ظل استفحال المجاعة، والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات إلى مستحقيها.
وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الحرجة، يواصل طرفا الصراع: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكاب الفظائع، حيث تسببت الاعتداءات المتواصلة التي تشنها القوات المسلحة السودانية – باستخدام سياسة التجويع، واستمرار القصف العشوائي للمناطق المأهولة، والاعتداءات على المدنيين، بمن فيهم العاملون في مجال الاستجابة الإنسانية والطوارئ، بالإضافة إلى شن هجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية – في معاناة الشعب السوداني الشقيق الذي بات بسبب ويلات الحرب التي يكابدها يقف على حافة الانهيار.
وفي ما يتعلق بهذه المأساة الإنسانية، تدين دولة الإمارات بأشد العبارات الفظائع التي تُرتكب، وتطالب بمُحاسبة المسؤولين عنها.
وتعرب دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين في دارفور، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات. كما تشدد على ضرورة وقف استهداف العاملين في المجال الإنساني، والقصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات من قبل كافة الأطراف.
وفي هذه اللحظة المفصلية والحرجة من المعاناة الإنسانية المتفاقمة، تدعو دولة الإمارات إلى اتخاذ الإجراءات الفورية التالية:
1. وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية:
تؤكد دولة الإمارات على ضرورة "صمت المدافع"، وتدعو في هذا الصدد كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والانضمام إلى طاولة المفاوضات بنوايا حسنة وصادقة، فلا حلّ عسكرياً لهذا الصراع إلاّ عبر التوصل إلى حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
2. عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية:
إنّ عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية واستخدامها كسلاح في الحرب فِعلٌ مُدان. كما يجب على طرفي النزاع السماح بوصول المنظمات الإنسانية بشكل عاجل وآمن إلى مَن هُم في أمسّ الحاجة إلى المساعدات في كافة أنحاء السودان. كما تدعو دولة الإمارات الأمم المتحدة إلى منع أيّ من الطرفين المتحاربين من استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية، وتهديد حياة ملايين المدنيين التي باتت على المحك.
3. تكثيف الضغوط الدولية:
يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل مكثف وعاجل لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية، وتكثيف تدفق المساعدات الإنسانية، وزيادة الضغط الدولي المُنسّق على كافة الجهات التي تساهم في تأجيج الصراع. كما ندعو إلى الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية - والتي تعد بلا شك النموذج الوحيد من القيادة الذي يُمثّل الشعب السوداني بشكل شرعي، وبما يُرسي أسس السلام الدائم. إذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح للسودان بالانزلاق أكثر نحو الفوضى والتطرف والانقسام.
ومنذ تفجر الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، من خلال وكالات الأمم المتحدة، وذلك بشكل حيادي ودون تمييز وفقاً للاحتياجات الإنسانية. وتؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق، والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف المعاناة عنه، مع الدفع نحو السلام.
بلا شك، لقد آن أوان العمل الحاسم والحازم، حيث يجب أن يتوقف القتل. كما يجب أن يُبنى مستقبل السودان على أسس صلبة من السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة بعيداً عن السيطرة العسكرية، وأولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
حزب الوفد: ارتفاع أعداد السائحين يعكس الثقة المتنامية في الاقتصاد المصري
أكد الدكتور ياسر الهضيبي، سكرتير عام حزب الوفد، أن القفزة الكبيرة التي شهدتها تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الفترة الأخيرة، والتي تجاوزت نسبة زيادتها 72% لتصل إلى نحو 32.6 مليار دولار، تعكس تعافي الاقتصاد الوطني واستعادة الثقة في الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها الدولة خلال السنوات الماضية، لا سيما منذ مارس 2024. وأوضح "الهضيبي"، أن هذه التحويلات تمثل أحد أهم مصادر العملة الصعبة، وتسهم بشكل مباشر في دعم ميزان المدفوعات، واحتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، والتي تجاوزت 48.1 مليار دولار مؤخرا، وهو ما يعد مؤشرا قويا على تعافي الاقتصاد واستقراره المالي، مشيرا إلى أن تدفقات التحويلات بهذه الصورة غير المسبوقة تعكس حجم الثقة التي بات يتمتع بها الاقتصاد المصري في الخارج، إلى جانب الشعور المتنامي بالاستقرار لدى المصريين العاملين في مختلف الدول، مما شجعهم على تحويل مدخراتهم عبر القنوات الرسمية. كما أكد عضو مجلس الشيوخ أن هذه الطفرة لم تكن لتتحقق لولا حزمة الإصلاحات التي نفذتها الدولة، سواء على مستوى السياسات النقدية، أو في ما يخص تسهيلات تحويل الأموال وضمان استقرار أسعار الصرف، وهو ما شجع المصريين بالخارج على زيادة تحويلاتهم بشكل لافت، خصوصا في أشهر مثل يناير وفبراير اللذين شهدا أعلى تدفقات شهرية تاريخيا. الزيادة تؤكد تعافي قطاع السياحة المصري وثمن "الهضيبي"، الزيادة الكبيرة في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، والتي بلغت نحو 3.9 مليون سائح خلال الربع الأول من عام 2025 بنسبة نمو 25%، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة تؤكد تعافي قطاع السياحة المصري رغم التحديات الجيوسياسية في المنطقة، وتعكس الجهود المبذولة من الحكومة المصرية لتعزيز هذا القطاع الحيوي، الذي سجل نموا كبيرًا بلغ 18% خلال الربع الثاني من العام المالي الجاري، متفوقا على قطاعات رئيسية أخرى. وشدد النائب ياسر الهضيبي، على أن هذه الأرقام تبعث برسالة طمأنة للمستثمرين في الداخل والخارج حول متانة الاقتصاد المصري وقدرته على جذب العملة الصعبة من خلال مصادر متعددة، أهمها تحويلات العاملين بالخارج والسياحة، مشيرا إلى أن الخطط الاستراتيجية التي تتبناها الدولة، مثل رفع الطاقة الفندقية، وتطوير البنية التحتية، والترويج السياحي الخارجي، تسهم بشكل فعال في تحقيق أهداف الحكومة الرامية إلى استقبال نحو 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030. وأكد " الهضيبي"، أن ما تحقق خلال عامي 2024 و2025 من ارتفاعات متتالية في أعداد السياح والتحويلات المالية الخارجية، يعد نتاجا مباشرا لرؤية اقتصادية واضحة تتكامل فيها الجهود بين مختلف مؤسسات الدولة، وتقوم على أسس علمية ومدروسة تهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام، مؤكدا أن هذه النجاحات يجب أن تُستثمر بشكل أكبر في تعميق الثقة لدى المواطنين والمستثمرين، وتحقيق المزيد من الاستقرار والنمو خلال المرحلة المقبلة.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
الرئيس الروسي يهنئ الدول الإفريقبة بمناسبة "يوم إفريقيا"
هنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الإفريقية بمناسبة الاحتفال"بيوم افريقيا". وقال في رسالته التي وزعتها سفارة روسيا بالقاهرة اليوم:"شهد هذا العام التواريخ التذكارية وهي ذكرى مرور 80 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة وكذلك ذكرى مرور 65 عاما على اعتماد اعلان الأمم المتحدة الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. وأضاف أن الدول الإفريقية المستقلة اصبحت علي مدار العقود الماضية، الأعضاء النافذين للمجتمع العالمي وحققت الإنجازات المعترف بها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مشيرا، إلى المشاركة المتعددة الأطراف القائمة في إطار الاتحاد الافريقي والهياكل دون الإقليمية التي تسهم في تعزيز الامن والاستقرار في القارة. وأوضح أن موسكو تدعو دائما إلى توسيع علاقات الصداقة التقليدية مع الشركاء الافريقيين وما يدل على ذلك بشكل كامل قمتي "روسيا-أفريقيا" تم عقدهما في عامي 2019 و2023 واللتين سمحتا لتحديد اتجاهات التعاون الجديدة وأسهمتا في تنسيق الجهود في الشئون الدولية. وذكر بأن المؤتمر الوزاري لمنتدي الشراكة الروسي الافريقي منح عائدا جيدا صيغة الحوار الجديدة ومن المزمع اجراء هذا الاجتماع المقبل في أحد البلدان الافريقية حتى نهاية العام. وأعرب عن ثقته بان بالجهود المشتركة سنضمن مواصلة تعزيز الروابط الروسية الافريقية متعددة الأوجه وذلك لصالح شعوبنا ومن أجل إقامة النظام العالمي متعدد الأقطاب ذي العدالة والديمقراطية.


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
الحرب «تلتهم» الاحتياطي.. أوكرانيا تغري جيل Z بالمال والامتيازات
وسط حرب لم تصل بعد إلى صافرة النهاية، وفي خضم النزيف البشري الذي تعاني منه كييف، أدخلت أوكرانيا تعديلات جذرية على استراتيجية التجنيد. وسط حرب لم تصل بعد إلى صافرة النهاية، وفي خضم النزيف البشري الذي تعاني منه كييف، أدخلت أوكرانيا تعديلات جذرية على استراتيجية التجنيد. فبينما كانت تُجنّد في السابق الرجال فوق 25 عامًا، بينما تُبقي الشباب الأصغر كـ«مستقبل لإعادة الإعمار»، دشنت برنامج "عقد 18–24"، وهو مبادرة حكومية تهدف إلى جذب الشباب الأوكراني الأصغر سنًا عبر حوافز مالية وامتيازات غير مسبوقة، في محاولة لتعويض النقص الحاد في الأفراد العسكريين بعد أكثر من ثلاث سنوات من العملية العسكرية الروسية. كيريلو هوربينكو أحد هؤلاء الذين قرروا الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي فور بلوغه السن القانونية (18 عاما) في مارس/ آذار 2024. ولم تقتصر أسباب هوربينكو للتطوع للقتال على حماسه فحسب، بل الحزمة الاستثنائية التي حصل عليها عند توقيع عقده العسكري، والتي تمثلت مكافأة تسجيل بقيمة مليون هريفنيا (نحو 24 ألف دولار)، وقرض سكني بدون فائدة، وعطلة خارجية نادرة في ظل الحرب، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. دوافع أوكرانية تأتي هذه الخطوة بعد استنفاد معظم الوسائل التقليدية وغير التقليدية لتعويض النقص في الأفراد. فمعظم الرجال الراغبين في القتال تطوعوا بالفعل منذ سنوات، في حين أصبح تجنيد المزيد من الشبان أكثر صعوبة مع استمرار الحرب وتزايد الخسائر. كما أن كثيرًا من المؤهلين للخدمة العسكرية يلجؤون إلى الاختباء أو مغادرة البلاد بطرق غير قانونية، رغم القيود الصارمة التي تمنع الرجال بين 18 و60 عامًا من مغادرة أوكرانيا. وقد جربت الحكومة الأوكرانية في السنوات الأخيرة عدة وسائل للسيطرة على أزمة نقص الأفراد، منها: مداهمة النوادي الليلية للبحث عن المتخلفين عن الخدمة. والسماح لبعض المساجين بالخروج المبكر من السجن مقابل الانضمام للجيش. وتنشر الحكومة -إضافة إلى ذلك- حملات دعائية مكثفة في الشوارع ووسائل الإعلام تحت شعار "الجميع سيقاتل"، وخفضت سن الخدمة العسكرية الإلزامية من 27 إلى 25 عامًا، ما أدى إلى زيادة مؤقتة في أعداد المجندين، لكن سرعان ما عادت الأزمة للظهور. حوافز مغرية تشمل الحوافز — التي تُروَّج لها عبر منصات مثل تيك توك — راتبًا شهريًا يصل إلى 3000 دولار (ستة أضعاف المتوسط الوطني)، وتعليمًا جامعيًا مجانيًا، ورعاية صحية مخفضة، في محاولة لمواكبة تطلعات جيل زد المادية والاجتماعية. ولا تختلف هذه الاستراتيجية عن تلك التي تتبعها روسيا، التي نجحت في تجنيد عشرات الآلاف عبر مكافآت تصل إلى 10 آلاف دولار، خاصة من المناطق الفقيرة. لكن أوكرانيا، التي تعتمد على دعم غربي محدود، تواجه تحديات أكبر في توسيع قاعدة مجنديها. فحتى الآن، لم ينضم سوى 500 شاب لبرنامج "عقد 18–24" منذ إطلاقه في فبراير/شباط، بسبب تعقيدات بيروقراطية وضغوط عائلية، وفق مسؤولين. كما أثار البرنامج سخطًا بين الجنود القدامى، الذين يلقّبون المجندين الجدد بـ"المليونيرات"، مقارنةً برواتبهم المتواضعة خلال السنوات الأولى للحرب. خيارات الشباب الأوكراني ووراء الأرقام والإعلانات البراقة، تكشف القصة معضلة وجودية للشباب الأوكراني: فمع استمرار الحرب دون مؤشرات على السلام — رغم الجهود الدبلوماسية الأخيرة — بات الخيار أمامهم إما الانضمام للجيش بوعود مالية، أو محاولة بناء مستقبل قد يتبدد عند بلوغ سن التجنيد الإلزامي، أو الهجرة بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا. ويلخّص فتيّمر أوشاك، 16 عامًا، الذي يدرس اللغة السلوفاكية استعدادًا للانتقال إلى براتيسلافا، المشهد بقوله: "إذا غادرت، فأنا أعلم أنني سأغادر إلى الأبد… لم أعد أؤمن بانتهاء الحرب." من جهة أخرى، يرى قدامى المحاربين مثل الميجور يفغيني غرومادسكي، 24 عامًا - الحاصل على وسام "بطل أوكرانيا" - أن البرنامج يعكس فجوة بين أجيال عاشت سنوات الحرب منذ 2014، وأخرى اعتادت على فترات سلام نسبي. ويطالب غرومادسكي بفرض خدمة إلزامية لمدة عامين تدمج التدريب العسكري مع التعليم الجامعي، لبناء جيش أكثر احترافية وقدرة على مواجهة التحديات التقنية المعقدة. aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjEwMCA= جزيرة ام اند امز NL