
دير البلح تدخل دائرة الإخلاء... هل تهدف إسرائيل لشق محور جديد؟
في الوقت ذاته، سقط، يوم الأحد، أكثر من 70 قتيلاً فلسطينياً في شمال غربي قطاع غزة، بعدما تجمعوا للحصول على الدقيق (الطحين)، في أعقاب السماح بدخول 8 شاحنات منه لأول مرة منذ أكثر من أسبوع، عبر منطقة موقع زيكيم العسكري.
كما ذكرت مصادر طبية أن ما لا يقل عن 10 فلسطينيين قُتلوا في انفجار طائرات مسيرة انتحارية بخيام النازحين في مواصي خان يونس بجنوب القطاع.
في بيان إلكتروني، تبعه إلقاء منشورات، طالب الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من دير البلح كلياً، بما في ذلك خيام النازحين، قائلاً إن الهدف هو «العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو، والبنى التحتية الإرهابية» في المنطقة.
وهذه المرة الأولى التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي بتلك المنطقة منذ بداية الحرب، مستخدماً ذات الذرائع التي استخدمها لتنفيذ عمليات مماثلة في أماكن أخرى بالقطاع، ودعا السكان للنزوح جنوباً إلى المواصي.
فلسطينيون ينقلون قتلى وجرحى سقطوا خلال محاولة الحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة يوم الأحد (أ.ف.ب)
ويوجد في تلك المناطق ما يقرب من 100 ألف فلسطيني، بعضهم ممن نزحوا من جنوب القطاع إلى وسطه.
وتقع المربعات السكنية التي طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها في منطقة تفصل ما بين دير البلح وسط قطاع غزة وخان يونس جنوباً، وبها أكبر محطة لتحلية المياه يدعمها الاتحاد الأوروبي، وقد توقفت عن العمل قبل أشهر، بعدما أوقفت إسرائيل خط الكهرباء المخصص لها.
وفي حال سيطرت القوات الإسرائيلية على تلك المنطقة براً، فإن ذلك يعني حرمان سكان قطاع غزة من جزء جديد من الأراضي الزراعية في شمال المواصي. الأمر الذي سيفاقم من ظروف مجاعة قاسية بالفعل.
تُقدّر مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من هذه العملية هو شقّ محور جديد يفصل خان يونس عن مناطق وسط القطاع، مشيرةً إلى أن القوات الإسرائيلية تسعى باستمرار لفصل المناطق بعضها عن بعض، وإلى أن إسرائيل فعلت هذا من قبل، حين فصلت رفح عن خان يونس.
وتوقعت المصادر تكرار نفس الأمر ما بين خان يونس ومناطق الوسط.
وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية قد تلتف من المنطقة الشمالية لخان يونس لاقتحام المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح، وبذلك تقطع أوصال المنطقة عن مناطق أخرى من المدينة، كما فعلت بتقطيع أوصال وسط وشرق خان يونس عن غربها، من خلال شقّ ما يُعرف باسم محور «ماجين عوز».
تزاحم للحصول على طعام من تكية خيرية في النصيرات بوسط قطاع غزة يوم الأحد (رويترز)
ولا تستبعد المصادر في ظل عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، أن تسعى القوات الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على محور نتساريم، بما يفصل مناطق وسط القطاع عن شماله.
وهي تسيطر حالياً على الجزء الشرقي من ذلك المحور، في حين أنها تترك، منذ وقف إطلاق النار السابق في يناير (كانون الثاني) الماضي حتى بعد انتهائه في 18 مارس (آذار)، الجزء الغربي من شارع الرشيد مفتوحاً للتحرك ما بين شمال ووسط وجنوب القطاع.
وفي حال قسمت إسرائيل مناطق القطاع إلى عدة مناطق منفصلة بعضها عن بعض، فستكون قد أحكمت بذلك سيطرتها الكاملة على مختلف المناطق، وزجَّت بالسكان في مناطق ضيقة، غالبيتها ستكون على أجزاء من الشريط الساحلي.
وترى إسرائيل في خطواتها على الأرض أنها تهدف للضغط عسكرياً على حركة «حماس»، لدفعها لتقديم مزيد من التنازلات، في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية في قطر.
مع تفاقم الجوع الذي بات يفتك بمن في القطاع، صغاراً وكباراً، هرول كثيرون صوب نقاط قريبة من موقع زيكيم العسكري انتظاراً لشاحنات طحين، هي الأولى منذ أكثر من أسبوع.
لكن القوات الإسرائيلية باغتتهم بالقصف المدفعي وإطلاق النار من الطائرات المسيرة. الأمر الذي أدّى إلى مقتل العشرات وإصابة ما يزيد عن 150 بجروح متفاوتة، غالبيتهم من الشبان والفتية والأطفال، وبعضهم من النساء.
فلسطينيات يحاولن الحصول على طعام من تكية خيرية في النصيرات بوسط قطاع غزة يوم الأحد (رويترز)
وقالت وزارة الصحة بغزة، في بيان، إن عدد من وصل للمستشفيات من منتظري المساعدات منذ فجر الأحد «بلغ 73 شهيداً، منهم 67 شهيداً في شمال قطاع غزة»، في حين تجاوز عدد المصابين 150، منهم حالات «خطيرة جداً».
وبذلك يكون أعداد الضحايا من منتظري المساعدات، وكذلك من قتلوا عند نقاط توزيع المساعدات المدعومة أميركياً، قد بلغ أكثر من ألف شخص منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، حين بدأت هذه النقاط بالعمل.
وبينما لم تعقب إسرائيل على سقوط هذا العدد الكبير من القتلى، الذي جاء بعد يوم واحد من مقتل 30 آخرين جنوب قطاع غزة، صباح السبت، اعتبرت حركة «حماس» ما حدث بمثابة «إمعان في حرب الإبادة الوحشية، واستخدام المساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم».
وقالت: «️إن ما يجري في قطاع غزة هو جريمة كبرى يُستخدم فيها القتل والتجويع والتعطيش أداة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، ما يستدعي من العالم التحرك الفوري لوضع حدّ لهذه المأساة الإنسانية».
أم تحتضن يوم الأحد جثمان رضيعها ذي الثلاثة أشهر الذي توفي نتيجة سوء التغذية في خان يونس (رويترز)
يأتي هذا في خضم وضع إنساني صعب وظروف قاسية، عادت فيها المجاعة بشراسة إلى القطاع، وزادت أعداد الوفيات بفعل سوء التغذية بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، حيث توفي 7 أطفال في غضون نحو 3 أيام.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 18 فلسطينياً توفوا بسبب المجاعة في القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 15 دقائق
- الشرق الأوسط
بريطانيا وفرنسا وإيطاليا من بينها... أكثر من 20 دولة تدعو لإنهاء حرب غزة فوراً
دعت بريطانيا وأكثر من 20 دولة أخرى، اليوم الاثنين، إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة على الفور، وأكدت أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية «خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية». وقال وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى، في بيان مشترك: «نحن الموقعين أدناه، نبعث معاً برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن». وأضافوا: «نحن مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وقف إطلاق نار فوري (وإيجاد) مسار سياسي يفضي إلى تحقيق الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت الدول إن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، ونددت هذه الدول بما وصفته بأنه «توزيع غير منظم للمساعدات وقتل وحشي للمدنيين». وسقط معظم القتلى بالقرب من مواقع مؤسسة «غزة الإنسانية» التي أسندت لها إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة مهمة توزيع المساعدات في غزة من شبكة تقودها الأمم المتحدة. وأكد وزراء خارجية هذه الدول في البيان المشترك إن «النموذج الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية لتوصيل المساعدات خطير، ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية». وتأتي الدعوة إلى إنهاء الحرب وانتقاد طريقة توصيل إسرائيل للمساعدات من عدة دول متحالفة مع إسرائيل وأهم داعميها الولايات المتحدة. وتستخدم مؤسسة «غزة الإنسانية» شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لإيصال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاماً تقوده الأمم المتحدة تزعم إسرائيل أنه سمح لمسلحي حركة «حماس» بنهب شحنات المساعدات المخصصة للمدنيين. وتنفي «حماس» هذا الاتهام. ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة «غزة الإنسانية» بأنه غير آمن ويشكل انتهاكاً لمعايير الحياد الإنساني، وهو ما تنفيه المؤسسة.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مسؤولة في «فلسطين أكشن» تطلب من محكمة بريطانية إلغاء حظر الحركة
سعت امرأة شاركت في تأسيس حركة مؤيدة للفلسطينيين، اليوم (الاثنين)، إلى الطعن في قرار الحكومة البريطانية بحظر الحركة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، وهو قرار قال محاموها إنه يحمل سمات «الأنظمة الاستبدادية ويمثّل انتهاكاً صارخاً للسلطة». وتطلب هدى عموري التي ساعدت في تأسيس حركة «فلسطين أكشن» في عام 2020، من المحكمة العليا في لندن الموافقة على الطعن الكامل في قرار الحظر الذي اتخذته الحكومة على أساس أن الحركة ارتكبت أعمالاً إرهابية أو شاركت فيها، وفقاً لـ«رويترز». ورفضت المحكمة العليا، في وقت سابق، من الشهر طلب هدى عموري بإيقاف الحظر الذي دخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الخامس من يوليو (تموز) عقب رفض استئناف تقدمت به في اللحظات الأخيرة. وأصبح الانتماء إلى الحركة بعد الحظر جريمة يُعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً. وقال رضا حسين، محامي هدى، إن «فلسطين أكشن» هي أول حركة عمل مباشر يتم حظرها بوصفها جماعة إرهابية، وهي خطوة قال إنها تتعارض مع «التاريخ العريق للعصيان المدني النابع من الضمير الأخلاقي في هذا البلد». واعتقلت السلطات العشرات لحملهم لافتات يُقال إنها تدعم الحركة منذ الحظر. وقال محامو هدى إن بعض المحتجين الذين عبروا عن دعمهم للقضية الفلسطينية أصبحوا عرضة لتدقيق متزايد من قِبل الشرطة. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، إن العنف والأضرار الجنائية لا مكان لهما في أي احتجاج مشروع، وإن أنشطة «فلسطين أكشن»، ومن بينها اقتحام قاعدة عسكرية وإلحاق أضرار بطائرتَيْن، تبرر الحظر. وزادت الحركة من استهداف الشركات المرتبطة بإسرائيل في بريطانيا، وكثيراً ما رشت طلاء أحمر أو أغلقت مداخل أو أتلفت معدات. وتتهم «فلسطين أكشن» الحكومة البريطانية بالتواطؤ فيما تقول إنها جرائم حرب ترتكبها إسرائيل في قصفها المستمر على غزة. ونفت إسرائيل مراراً ارتكاب أي انتهاكات في حربها على غزة التي بدأت بعد هجوم حركة «حماس» عليها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
فلسطين تطلب عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية الثلاثاء
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، الاثنين، عن مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية قوله إن فلسطين طلبت عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية، الثلاثاء، لبحث «الأوضاع الكارثية في غزة والانتهاكات الإسرائيلية». وأشار إلى أن الدورة غير العادية المطلوبة هي على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة التصعيد الخطير في قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية. الصورة تظهر سيارات محترقة بعد أن أشعل مستوطنون إسرائيليون النار في سيارات ببلدة برقة الفلسطينية بالقرب من رام الله في الضفة الغربية المحتلة (رويترز) وقال العكلوك إن القوات الإسرائيلية تستخدم التجويع سلاحاً ممنهجاً للإبادة الجماعية، موضحاً أن ما يُقدَّم باسم الإغاثة الإنسانية ما هو إلا «سلاح جديد لقتل الفلسطينيين تحت غطاء كاذب»، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وأضاف أن الطلب الفلسطيني لعقد الاجتماع جاء أيضاً على خلفية استهداف الاحتلال للمقدسات الإسلامية والمسيحية.