logo
الفوضى بغزة تطول المستشفيات ومخاوف من خروجها عن الخدمة

الفوضى بغزة تطول المستشفيات ومخاوف من خروجها عن الخدمة

الشرق الأوسطمنذ 5 ساعات

لا تزال الفوضى في قطاع غزة تفرض نفسها على واقع حياة السكان، وتنتقل من مرحلة إلى أخرى تكون أخطر من سابقاتها، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً.
ولم تقف حالة الفوضى العارمة عند سرقة المساعدات ونهبها، أو مهاجمة بعض الممتلكات العامة والخاصة، بل امتدت لتطول المستشفيات في صورة تعبّر عن المرحلة الجديدة للفلتان الذي بات يؤرق جميع القطاعات الحيوية، ويهدد بخروج القطاع الصحي عن الخدمة كلياً.
وخلال يومي الخميس والجمعة، شهد مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، موجة أحداث خطيرة من قبل عصابات مسلحة أطلقت النار من أسلحة رشاشة، قبل أن تقتحم أجزاء من المجمع، وتعتدي على الطواقم الطبية، وتقوم بتحطيم بعض المعدات الطبية وأجهزة الكمبيوتر للطواقم الإدارية وسرقة هواتف نقالة لبعض العاملين في المجمع.
ويُعد مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد في جنوب قطاع غزة الذي ما زال يستقبل ضحايا العمليات الإسرائيلية، وكذلك يعالج المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة بما في ذلك أمراض القلب والأورام، في حين يوجد في مناطق جنوب القطاع مستشفيات ميدانية تقدم بعض الخدمات الطبية السريعة.
وقال مسؤول طبي تحدث لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم، يوم الخميس، تسبب بإحراق سطح غرفة رعاية الأطفال، وحرق مكيّفات تتبع للغرفة، وحرق جدران غرف طبية في قسم الولادة، إلى جانب تعطل المكيّف المركزي في قسم الحضانة وإحراقه، الأمر الذي لا تحتمله الحضانة التي بحاجة ماسة لتوافر التكييف المركزي بسبب العناية الطبية التي يحتاجها الخدج.
فتاة تساعد رجلاً يمشي على عكازين في موقع غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب)
وبيّن أن الاعتداء على الممرضات تسبب بنزيف حاد لممرضة حامل، بينما تم الاعتداء على أخرى وسرقة مقتنيات وأموال كانت بحوزتها.
وأشار المسؤول إلى أن بعض الجدران التي احترقت بحاجة لإعادة ترميم بسرعة، كما أن هناك أضراراً أخرى نتيجة إطلاق النيران وتضرر في شبكات الكهرباء التي يتم تزويد المجمع فيها من خلال مولدات كهرباء تقوم منظمات دولية بتوفير الوقود لها.
وأوضحت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن أفراداً في عائلة كبيرة في خان يونس، هم من يقفون خلف الهجوم لليوم الثاني على التوالي ضد المجمع الطبي، مشيرةً إلى أن بعض أفراد هذه العائلة كثيراً ما شكا من مضايقات، مثل الاستدعاء والاعتقال وحتى التعذيب، على أيدي حركة «حماس» في بدايات حكمها للقطاع عام 2007، كما أن الكثير من أبناء العائلة هم عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن عناصر أمنية تتبع «حماس» هاجمت بالأمس أفراداً من تلك العائلة، بعد نحو 3 ساعات من حصارهم للمجمع الطبي، وقتلوا وأصابوا عدداً منهم. واليوم أيضاً تم التصدي لهم، وتوقفت الأحداث بعد نصف ساعة فقط.
ولا تُعْرف الأسباب التي دفعت أفراد هذه العائلة إلى مهاجمة المجمع الطبي الذي يخدم جميع سكان جنوب قطاع غزة، خصوصاً أن قوات إسرائيلية تتمركز على مسافة أقل من كيلومتر واحد من مكانه.
ويأتي ذلك وسط دعوات وُجهت في الأيام الماضية للطواقم الطبية بعدم معالجة اللصوص وكل من يشارك في عمليات النهب والاعتداءات على المواطنين، الأمر الذي دفع وكيل وزارة الصحة بغزة، يوسف أبو الريش، لإلزام جميع الطواقم الطبية بتقديم العلاج للجميع بلا استثناء.
ووُجهت الدعوات بشكل أساسي على خلفية قيام لصوص وعصابات بسرقة مواد ومستهلكات طبية كان من المفترض أن تصل للمستشفيات في وسط وجنوب قطاع غزة.
أطفال في موقع لتوزيع المساعدات الغذائية بمدينة غزة الجمعة (أ.ف.ب)
وفي شمال قطاع غزة، سُجلت حوادث مماثلة، فقد أفيد بحصول سرقة مواد غذائية صحية كان من المفترض أن توزع على الأطفال في ظل انتشار سوء التغذية مع استمرار الوضع الإنساني الصعب والمعقد. وفي المقابل، نجحت عشائر في شمال غزة بتأمين أدوية ومستلزمات طبية مختلفة وذلك للمرة الأولى منذ انهيار وقف إطلاق النار في شهر مارس (آذار) الماضي.
ميدانياً، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن عدد قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ فجر الجمعة، ارتفع إلى 49 شخصاً.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بمقتل مواطنين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين في حي التفاح، وجرى نقلهم إلى المستشفى الأهلي العربي «المعمداني» في المدينة.
كما أعلنت مصادر طبية وصول قتلى وجرحى إلى مستشفى «الكويت التخصصي» الميداني، جراء إصابتهم بنيران إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين بالقرب من نقطة توزيع مساعدات في خان يونس، جنوب القطاع.
إضافة إلى ذلك، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن مخطّط توزيع الغذاء الإسرائيلي - الأميركي الذي أُطلق قبل شهر في غزة «ينتهك كرامة الفلسطينيين عمداً، ويجبرهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على قلّة من الإمدادات». وأضافت أن هذا المخطط أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة قرابة 4,000 آخرين في سعيهم للحصول على الطعام. ورأت المنظمة أن هذا «ليس توزيعاً إنسانياً بل مجزرة مُقنّعة، ويجب أن يُفكَّك الآن. تدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات الإسرائيلية وحلفاءها إلى رفع الحصار المفروض على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية، والعودة إلى نظام إنساني قائم على المبادئ ومنسّق عبر الأمم المتحدة كما كانت الحال سابقاً».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أكدت عدم التهاون مع أي تجاوزات تمس سلامة الغذاء«الغذاء والدواء»: ضبط أكثر من طنين من الأغذية مجهولة المصدر
أكدت عدم التهاون مع أي تجاوزات تمس سلامة الغذاء«الغذاء والدواء»: ضبط أكثر من طنين من الأغذية مجهولة المصدر

الرياض

timeمنذ 37 دقائق

  • الرياض

أكدت عدم التهاون مع أي تجاوزات تمس سلامة الغذاء«الغذاء والدواء»: ضبط أكثر من طنين من الأغذية مجهولة المصدر

رصدت الفرق الرقابية التابعة للهيئة العامة للغذاء والدواء وبالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، عددًا من المخالفات المتعلقة بسلامة وجودة الأغذية, ضمن جولاتها المستمرة على المنشآت الغذائية، بهدف تعزيز الرقابة الاستباقية والحد من أي ممارسات تؤدي إلى التلوث أو التسمم الغذائي. وأسفرت الجولات عن ضبط أكثر من طنّين من الأغذية مجهولة المصدر، إلى جانب إتلاف نحو 200 كجم من المنتجات الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي, ورُصدت كميات كبيرة من المواد الغذائية المخزنة في ظروف غير مطابقة للاشتراطات والمعايير الصحية في موقع سكني تديره عمالة وافدة، وجرى ضبطهم واستكمال الإجراءات النظامية بحقهم. وفي سياق متصل، أوقفت الهيئة خطوط إنتاج في أحد المصانع الغذائية بعد ضبط نحو 150 كجم من المنتجات مجهولة المصدر بداخله، وكشفت الجولات الرقابية وجود عدد من المخالفات المؤثرة على سلامة المنتجات تمثلت في حيازة مواد أولية مجهولة وتدنٍّ واضح في مستوى النظافة أدى إلى وجود حشرات داخل مستودع المواد الخام، بالإضافة إلى صدأ في أجهزة تحضير الطعام واستخدام مصائد حشرات غير فعالة ووجود مواد منتهية الصلاحية ضمن صالة الإنتاج, ولوحظ استخدام باب الطوارئ ممرًا مباشرًا للعاملين إلى منطقة الإنتاج بما يخالف معايير الدخول الآمن في المنشآت الغذائية. وتُعد هذه الإجراءات جزءًا من العملية الرقابية الاحترازية التي تهدف إلى حماية المستهلك، وتُبرز فاعلية التنسيق والتكامل بين الجهات المختصة في ضمان التزام المنشآت بمعايير السلامة والجودة. وأكّدت الهيئة أنها اتخذت جميع الإجراءات النظامية بحق المخالفين، مشيرة إلى أن مخالفة نظام الغذاء ولائحته التنفيذية تصل عقوبتها إلى السجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات أو غرامة مالية تصل إلى عشرة ملايين ريال أو بهما معًا, مشددة على مواصلة جهودها في متابعة التزام المنشآت الغذائية بالاشتراطات النظامية، داعية إلى الإبلاغ عن أي مخالفات عبر الرقم الموحد (19999).

"غوتيريش": في غزة.. البحث عن الطعام يتحول إلى حكم بالإعدام
"غوتيريش": في غزة.. البحث عن الطعام يتحول إلى حكم بالإعدام

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

"غوتيريش": في غزة.. البحث عن الطعام يتحول إلى حكم بالإعدام

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إن عملية الإغاثة التي تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة "غير آمنة بطبيعتها"، مؤكدًا أنها تتسبب في مقتل المدنيين، وسط استمرار أزمة إنسانية خانقة داخل القطاع. وأضاف غوتيريش: "الناس يُقتلون لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وأسرهم. يجب ألا يكون البحث عن الطعام حكمًا بالإعدام". كما أشار إلى أن جهود الإغاثة التابعة للأمم المتحدة "تتعرض للاختناق"، وأن العاملين في المجال الإنساني يعانون من الجوع، مطالبًا إسرائيل – بصفتها قوة احتلال – بالموافقة على إيصال المساعدات وتسهيلها. من جهتها، طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بوقف نشاط "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة أنها "تصمم آلية توزع الغذاء بشكل مهين وتؤدي إلى مجازر متكررة"، حسب وصفها. وقالت المنظمة إن أكثر من 500 شخص قتلوا وأُصيب نحو 4000 آخرين أثناء توجههم إلى مراكز توزيع الطعام، في ظروف شديدة الخطورة، مشيرة إلى أن الفرق الطبية التابعة لها تستقبل يوميًا ضحايا قُتلوا أو أصيبوا أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الغذائية، وسط ارتفاع في الإصابات الناتجة عن طلقات نارية. وبحسب بيان المنظمة، فإن "مواقع التوزيع الأربعة"، والتي تقع جميعها ضمن مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية بالكامل، محاطة بنقاط مراقبة وسواتر ترابية وأسلاك شائكة، ولا يُسمح بالدخول إليها إلا عبر نقطة واحدة فقط. وقال منسق الطوارئ في غزة، أيتور زابالخوغياسكوا: "إذا اقترب الناس من نقاط التفتيش مبكرًا يُطلق عليهم النار، وإذا وصلوا متأخرين تُعد المنطقة محرّمة، وإن حاولوا اجتياز السواتر بسبب الازدحام يُطلق عليهم النار أيضًا". المؤسسة من جانبها نفت وقوع أي حوادث داخل مراكزها، وأكدت أن طواقمها تواصل تسليم الطعام بأمان، إلا أن الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى، من بينها "أطباء بلا حدود"، رفضت التعاون مع المؤسسة بسبب مخاوف تتعلق بسلامة توزيع المساعدات وحيادها. ويُذكر أن "مؤسسة غزة الإنسانية" بدأت عملياتها أواخر مايو الماضي، بعد تخفيف جزئي للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ مارس، والذي أثار تحذيرات دولية من وقوع مجاعة وشيكة. وقد ذكرت العربية نت أن المنظمة طالبت برفع الحصار عن الأغذية والوقود والإمدادات الطبية، والعودة إلى آلية المساعدات السابقة التي كانت تنسقها الأمم المتحدة. كما حذّرت "أطباء بلا حدود" من أن النساء والأطفال وذوي الإعاقة غير قادرين على الوصول إلى تلك المراكز، بسبب الفوضى وسوء التنظيم، مؤكدة أن الوضع الإنساني يتدهور يومًا بعد يوم.

زيت الزيتون بين الشهرة والواقع العلمي.. "النمر" يفنّد الشائع ويفتح باب النقاش
زيت الزيتون بين الشهرة والواقع العلمي.. "النمر" يفنّد الشائع ويفتح باب النقاش

صحيفة سبق

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة سبق

زيت الزيتون بين الشهرة والواقع العلمي.. "النمر" يفنّد الشائع ويفتح باب النقاش

أكد الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن زيت الزيتون يُعد من الزيوت الآمنة والصحية، لكنه ليس الزيت النباتي الوحيد الذي يتمتع بهذه الصفات، ولا يملك ميزة خاصة على الزيوت "عالية الأوليك" تحديدًا. وأوضح في سلسلة من الإجابات العلمية أن زيت الزيتون لا يكون مفيدًا لصحة القلب إلا بتوفر شرطين أساسيين: الأول هو الالتزام بحمية من الشحوم الحيوانية، والثاني أن لا تتجاوز السعرات الحرارية اليومية المسموح بها، وفق ما أوصت به هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). ورغم وروده في السنة النبوية كزيت مبارك، شدد النمر على أن هذا لا يرتبط بفعالية علاجية مثبتة تجاه القلب، مشيرًا إلى أنه لم يرد نص في السنة يثبت فائدته العلاجية للقلب تحديدًا، داعيًا إلى التوقف عند النص دون مزايدة. وفي رده على من يخالفه الرأي ويؤكد فائدة زيت الزيتون القلبية، بيّن أن الخلاف العلمي في هذا المجال مشروع، نظرًا لصعوبة ضبط الدراسات الغذائية طويلة المدى، ووجود عيوب إحصائية تؤثر على موثوقية النتائج، مضيفًا أن الموقف الرسمي لهيئات الغذاء الدولية مثل الـFDA هو المرجع الأساس. وعن موقفه الشخصي، نفى الدكتور النمر وجود أي "خصومة" مع زيت الزيتون، مشيرًا إلى أنه يتناوله أحيانًا مع السلطة أو بعض الأطباق، لكنه لا يبحث عنه ولا يمنحه صفة علاجية في غياب دليل علمي قاطع. واختتم بالتأكيد على أنه لا يعارض تناول زيت الزيتون، لكنه لا يوافق على ترويجه بناءً على ادعاء طبي لم يُثبت بعد، مضيفًا: "هذه نقطة دقيقة لا يدركها كثير من الناس".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store