
احتلال غزة بالكامل.. إسرائيل تمهّد لمزيد من جرائم الإبادة في القطاع المحاصر
◄
نتنياهو: الهجوم على غزة سيكون قويا ومكثفا
◄
سموتريتش: لن ننسحب من غزة حتى لو كان ذلك مقابل الأسرى
الرؤية- غرفة الأخبار
لا يمكن فهم موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، إلا في سياق ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، واستكمال نهج الإبادة الجماعية للقضاء على ما تبقى من الفلسطينيين وتصفية القضية بالكامل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العملية الجديدة بغزة ستشمل هجوما واسع النطاق وتتضمن نقل السكان لجنوب القطاع، لافتاً إلى "بدء عملية تجنيد أعداد من الاحتياطي بعد تحديد احتياجات العملية الجديدة بغزة".
وعلق وزير المالية الإسرائيلي بتسئيل سموتريتش على ذلك قائلا: "نحتل غزة للبقاء فيها ولا مزيد من الدخول والخروج، فهذه حرب من أجل النصر، حين يبدأ التوغل البري بغزة لا يوجد انسحاب من المناطق التي نسيطر عليها، حتى لو كان ذلك مقابل الأسرى".
وأكد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار في حديث لهيئة البث العامة "كان" أنه "لم يعُد هناك خيار آخر غير الاحتلال الكامل للقطاع".
وتأتي هذه التطورات بعد أكثر من عام ونصف العام على بدء أكبر عملية إبادة جماعية في العصر الحديث، إذ إنه ولأول مرة منذ بداية الحرب تستخدم الحكومة الإسرائيلية مصطلح "احتلال قطاع غزة"."
وقال مسؤول فلسطيني: "إعادة احتلال القطاع رسمياً يعني أن عليهم نشر جيشهم هناك، وتنظيم عملية السير عبر الشرطة، عليهم دفع رواتب المعلمين والأطباء، وعليهم مُعالجة الناس، وعليهم التعامل مع احتياجات الناس بما في ذلك معالجة القمامة بالشوارع. المسألة ليست نزهة".
وأضاف: "لو كان ذلك يسيراً لطبقوه في الضفة الغربية، وفككوا السلطة، المسألة مكلفة للغاية بشرياً ومالياً، إنها لا تشبه الاقتحامات مثل تلك التي تحدث في الضفة، ولا الحروب مثل تلك التي تحدث في غزة، وفي الحالتين هناك نهاية، وهناك سلطة مدنية فلسطينية مسؤولة عن الفلسطينيين، عن 5 ملايين فلسطيني في الضفة وغزة... هل إسرائيل مستعدة لأن تصبح مسؤولة عنهم؟". وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة، مؤكداً أن الهجوم الجديد على القطاع "سيكون قويا ومكثفا"
وأوضح في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن القوات الإسرائيلية لن تشن غارات على غزة ثم تتخلى عن الأراضي "بل العكس"، مشيرا إلى احتلال إسرائيل للقطاع، لكنه لم يحدد مساحة الأراضي التي ستُسيطر عليها.
وأردف: "لن نرسل قوات الاحتياط للسيطرة مؤقتا على الأرض، ثم نغادر ونكتفي بمداهمات محدودة لما تبقى من القوات هناك. هذا لن يحدث"، بحسب تعبيره.
وفي المقابل، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المرداوي، أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال غزة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على التخلي عن حقوقه ومقدساته، لكن هذه المحاولات لن تنجح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 21 ساعات
- جريدة الرؤية
سواد السويداء
د. أحمد بن علي العمري اتشحت محافظة السويداء الواقعة في الجنوب السوري بالسواد نتيجة الضربات الإسرائيلية المُستمرة عليها . إسرائيل التي تتدخل كيفما تشاء وأينما تشاء بلا حسيب ولا رقيب، وقد ذكرنا هذا في عدة مقالات سابقة، ولكن لا حياة لمن تنادي. فمن يوقف إسرائيل عن جرائمها المتكررة بلا هوادة ولا رحمة؟ فلا أمم متحدة، ولا مجلس أمن، ولا أمريكا، ولا أوروبا، فلا ضمير إنساني حي، ولا يقظة عربية إسلامية تنتخي. دكت إسرائيل غزة بكل ما فيها من بشر وشجر وحجر وسوّتها بالأرض، واجتاحت كل الضفة الغربية بدون استثناء، وضربت العراق، وضربت وما زالت تضرب لبنان واليمن، وحاربت إيران، والآن أطلقت أفواه مدافعها على سوريا، ولم تكتفِ باحتلالها التاريخي للجولان. كل هذا بدعم وأسلحة من أمريكا وأوروبا وأمام مسمع ومرأى منهم، بل وسكوت مطبق أيضًا. والغريب والعجيب وغير المفهوم أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية بعظمتها تطلب من الحكومة السورية سحب قواتها من السويداء، وهي القوات المطلوب منها فرض الأمن والأمان والنظام في المُحافظة، ولا توقف إسرائيل عند حدها! يا تُرى، لو كانت إسرائيل تعرف أن سوريا بكامل قوتها، هل كانت تتجرأ لتضربها؟ أبدًا، ومن غير الممكن، فعندما تضعف الدولة تبرز المقاومة. لقد خذلنا كل المقاومات العربية باعتبارها أذرعًا لإيران، فيا ليتنا نخذل أذرع أمريكا في بلادنا حتى تتساوى الكفة ونكون بلا "هجري" ولا ميلادي، وتتصافى الأمور ونرجع إلى نقطة الاعتدال، وهي نقطة الصفر في أوطاننا. لقد ضربت إسرائيل عددا من دول المنطقة، وربما تخطط لضرب دول أخرى، ولو بعد حين؛ فتحركوا يا دول الخليج قبل أن يفوت الأوان. لقد فرضت إسرائيل نفسها بالغطرسة أمام هذا الصمت العالمي المخجل بأنها الآمر الناهي، تفعل ما تريد ومتى ما أرادت وكيفما تهوى. لقد كانت من قبل تبحث عن التطبيع والعيش بسلام مع الجوار، ولكن بعدما راقت لها الفكرة أصبحت تنظر من منظور السيد الآمر الطاغي، ولم يبقَ لها سوى أن تقول: "أنا ربكم الأعلى"، كما قال فرعون من قبلها. لعنة الله عليهم جميعًا. لقد ضربت إسرائيل سوريا بحجة حماية الدروز، وهم في بلد مستقل آخر (سوريا)، أليس من الأولى بها أن تحمي الدروز وعرب 48 في الداخل الإسرائيلي وكذلك في الضفة الغربية من التعدي والعنجهية الصهيونية؟ ثم إذا كانت للدفاع عن الدروز في سوريا وتحديدًا في السويداء، فلماذا لا تكتفي بالإغارة على السويداء؟ ولماذا تضرب محافظات أخرى، بما فيها دمشق ومنشآت حساسة وعسكرية؟ لقد صدق المثل القائل: (من أمن العقوبة أساء الأدب)، وكذلك: إذا لم تستحِ فافعل ما تشاء. لقد بدأ نتنياهو نافخًا عضلاته مستعرضًا، وهو المطلوب دوليًا كمجرم حرب، وهناك قضايا فساد داخلية تلاحقه، الأمر الذي جعله يتنطّط من حرب إلى حرب أخرى على حساب الغلابة، هروبًا من هذه المحاكمات التي تتربص له. أليس كما يقول المحللون إن نتنياهو تودد لأبو مازن (مع احترامي لتاريخ أبو مازن النضالي)، والآن يتنكر له؟ والخوف كل الخوف أن يكرر ذات المقلب مع الرئيس الشرع. ودعونا ندخل قليلًا في العمق حتى تتضح الأمور. الدروز طائفة نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي في مصر خلال عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وكانت تعد جزءًا من المذهب الإسماعيلي الشيعي، لكنها تطورت لتصبح مذهبًا مستقلًا. وهي تُنسب للداعية محمد بن إسماعيل الدرزي، والذي يُعرف بنشتكين، الذي أعلن ألوهية الحاكم بأمر الله، والذي يعتبرونه مظهرًا للإله. وإن كانوا هم يميلون إلى حمزة بن علي الزوزني، وهو المؤسس الفكري، أما بهاء الدين المقتني فقد وضع الكثير من التعاليم السرية لهم. يعيش الدروز بكل تقدير واحترام في سوريا ولبنان وفلسطين (إسرائيل)، مع وجود تجمعات صغيرة في الأردن والخليج والشتات، وهم عرب عن أب وجد. ولا ننسى أنه كانت هناك محاولة من المتربصين، سواء دوليين أو محليين، في الساحل الشرقي من سوريا لإيقاد نار الفتنة مع الحكومة الجديدة ضد الطائفة العلوية الكريمة، ولكنها أُخمدت ولله الحمد. وها هم يحاولون إيقاد نار الفتنة مع الدروز، وبإذن الله لن تنجح. وللحقيقة نقول إن إسرائيل ومنذ 8 ديسمبر تحاول هدم وتفكيك المنشآت العسكرية السورية لإضعاف الدولة، والأمر لا علاقة له بحماية الدروز ولا غيرهم. واعتبارًا من عام 2024، شهدت محافظة السويداء في سوريا احتجاجات واسعة ومواجهات بين المليشيات والفصائل المتعددة في السويداء والحكومة، وذلك ربما بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانقطاع الكهرباء والوقود، وارتفاع الأسعار. نحن نعلم أن السويداء أغلبية سكانها من الطائفة الدرزية، ولكن هناك مشاركات، بما فيها بدو العشائر الذين يمثلون المسلمين الآخرين، ولهم اعتبارهم كما هو للآخرين احترامهم وتقديرهم. والخوف كل الخوف أن تتدخل الطوائف المسلمة الأخرى وتتداعى لحماية أبناء جلدتهم، وهنا سوف تتشعب الأمور وتخرج عن السيطرة -لا قدّر الله - كما إنها متاخمة للجولان (ربما تعتبرها إسرائيل خطًا أماميًا للدفاع عن الجولان المحتل منذ عقود). ولكن هذا لا يعطي مبررًا مطلقًا لأهلها للاستقواء على وطنهم بإسرائيل، وهي العدو التاريخي، وهم يعلمون أنها مزروعة بخبث في المنطقة، وإن كانت تغريهم بصفة كيدية ببعض المساعدات. والغريب أن كل دول العالم، بما فيها الداخل، تطالب أن يكون السلاح بيد الدولة، ما عدا في السويداء! فلماذا تنقلب الأمور على رأسها بهذه السرعة؟ وأقول للإخوة الدروز: إيّاكم ثم إيّاكم أن تفكروا بالانفصال عن بلادكم والزحف باتجاه إسرائيل، ساعتها سوف يُذلّونكم، ويكون أوطأ يهودي قادم من أوروبا سيدًا عليكم. وتذكروا قول الشاعر: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .. وأهلي وإن بخلوا عليّ كرام إن انسحاب قوات الجيش السوري المتكرر بعد كل تدخل بناءً على اتفاق ما، والذي في كل مرة يفشل، يعطي الدافع للميليشيات الخارجة عن القانون القوة، وإحساسها المزعوم بالفوز والنصر. ولو كنت صاحب قرار في الأمر، لطلبت من الدولة السورية قطع الاتصالات عن السويداء والمحافظات المجاورة لها لمدة 6 أو 7 ساعات أو حتى 12 ساعة، يدخل خلالها الجيش السويداء ويمشّط كل مكان، ويفرض هيبة الدولة وسيطرتها الكاملة غير المنقوصة على كل جزء من السويداء، وبعدها تُعاد الاتصالات، وتُشكل لجنة أو مجلس أغلبيته من الدروز لمساعدة المحافظ في إدارة المحافظة، مع الإسراع بتوفير الخدمات من كهرباء وماء ومرافق حيوية. أو يمكن استخدام أي تكتيك آخر لفرض هيمنة وسيطرة الدولة، مع الرحمة والرفق بالأهالي. وهنا نقول للعالم: اخجلوا، ودعوا سوريا تلملم جراحها بعد كل النكبات التي مرَّت بها، وأوقفوا غطرسة إسرائيل وعربدتها. ونقول للعرب والمسلمين: تضامنوا قدر المستطاع مع سوريا، ولو من تحت الطاولة إن لم تستطيعوا من فوقها. حفظ الله سوريا، والأمة العربية والإسلامية، من كل شر ومكروه.


عمان اليومية
منذ 2 أيام
- عمان اليومية
رضّع غزة «يموتون جوعا».. والأونروا: إسرائيل تجوّع مليون طفل
رضّع غزة «يموتون جوعا».. والأونروا: إسرائيل تجوّع مليون طفل غزة «وكالات»:أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم تعليمات بإخلاء مناطق في وسط قطاع غزة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين بينما وأعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 73 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات عندما أطلقت القوات لإسرائيلية النار باتّجاه أشخاص ينتظرون الحصول على مساعدات شمال غرب مدينة غزة. وأتى ذلك بينما ندد البابا لاوون الرابع عشر بـ«همجية» حرب غزة اليوم داعيا إلى وقف «اللجوء العشوائي للقوة». وأثار طلب الإخلاء العسكري الذي قد يشير إلى هجوم وشيك على أحياء في دير البلح قلق عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يخشون أن يكون أقاربهم محتجزين هناك. ودمرت الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ أكثر من21 شهرا جزءا كبيرا من غزة، وهناك مخاوف من تسارع وتيرة الجوع. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن مئات الأشخاص ربما يلقون حتفهم قريبا مع اكتظاظ المستشفيات بمرضى يعانون من الدوار والإعياء بسبب شح الطعام وانهيار عمليات إيصال المساعدات. وقالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حركة حماس «أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين ونحذر بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود». وقالت الأمم المتحدة أيضا اليوم إن المدنيين يتضورون جوعا ويحتاجون إلى تدفق المساعدات على نحو عاجل. وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات من السماء تطالب الناس في مناطق عدة بجنوب غرب دير البلح، حيث يحتمي مئات الآلاف من النازحين من سكان غزة، بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوبا. وقال الجيش «يواصل جيش الدفاع (الإسرائيلي) العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو والبنية التحتية للإرهاب في المنطقة» مضيفا أنه لم يدخل هذه المناطق خلال الصراع الحالي. من جهة ثانية، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم، بأن السلطات الإسرائيلية تجوّع مليون طفل في غزة. وقالت الأونروا، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن «السلطات الإسرائيلية تجوّع المدنيين في غزة.. من بينهم مليون طفل». وطالبت «مجددا» بفك الحصار والسماح للأونروا بإدخال الأغذية والأدوية. وفي السياق ذاته، توفي خلال الأيام الماضية العديد من الأطفال الرضّع في غزة كان آخرهم طفل يحيى فادي النجار والطفلة الفلسطينية رزان ابو زاهر، اليوم؛ بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح قوله إن «الطفلة رزان أبو زاهر 4 أعوام توفيت نتيجة مضاعفات سوء التغذية والجوع في القطاع المحاصر». وأفادت مصادر طبية بأن المستشفيات في قطاع غزة تتعامل مع مئات من مختلف الأعمار ممن أصابهم الجوع الحاد وسوء التغذية، إذ إنهم في حالات إجهاد حادة. وأشارت إلى أن هناك 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أنه يتم التعامل مع مرضى لديهم حالات من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتجة عن الجوع الحاد، والمستشفيات ليس لديها أسرة طبية وأدوية تكفي العدد الهائل من المصابين بسوء التغذية الحاد. وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو الماضيين، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. قول السلطات الصحية إن ما مجموعه 45 شخصا قتلوا في هجمات إسرائيلية وغارات جوية على أنحاء القطاع اليوم. ويقول سكان إن العثور على أغذية أساسية مثل الدقيق (الطحين) بات مستحيلا. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 71 طفلا على الأقل توفوا من سوء التغذية خلال الحرب بينما يعاني 60 ألف طفل من أعراض سوء التغذية. وزادت أسعار الأغذية بما يفوق قدرة معظم السكان. ويزيد عدد سكان القطاع عن مليوني نسمة. وقال كثيرون تحدثوا إلى رويترز عبر تطبيقات للتراسل إن بعضهم لم يتناول سوى وجبة واحدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في حين قال آخرون إنهم لم يتناولوا أي طعام على الإطلاق. وقال زياد، وهو ممرض في القطاع، لرويترز «أنا كأب بصحى من الفجر مشان أدوّر على أكل حتى لو رغيف خبز مشان أطفالي الخمسة اللي عندي، لكن كله على الفاضي». وتابع قائلا «الناس اللي ما ماتت من القصف راح تموت من الجوع. إحنا اللي بدنا إياه إنه الحرب تنتهي، ويصير هدنة حتى لو لشهرين». وقال آخرون إنهم يشعرون بالدوار وهم يسيرون في الشارع وإن الكثيرين يتعرضون للإغماء خلال سيرهم. ويترك الآباء الخيام للتهرب من أسئلة أطفالهم عن الطعام. إجلاء الأطفال المصابين في غزة وإنقاذهم من الموت من جهة أخرى، حثت اسكتلندا رئيس الوزراء البريطاني على التواصل معها من أجل إجلاء الأطفال المصابين في غزة وإنقاذهم من الموت. وكتب الوزير الأول في اسكتلندا جون سويني إلى كير ستارمر في وقت سابق من الشهر الجاري، قائلا إن اسكتلندا «مستعدة» لاستقبال بعض من ألفي طفل في غزة أصيبوا بجروح جراء القصف الإسرائيلي للمنطقة، لتلقي العلاج في هيئة الخدمات الصحية الوطنية. لكن سويني قال إنه لم يتلق أي رد من ستارمر. وفي سياق متصل، ندد البابا لاوون الرابع عشر بـ«همجية» حرب غزة اليوم داعيا إلى وقف «اللجوء العشوائي للقوة»، بعد أيام على ضربة للجيش الإسرائيلي أصابت كنيسة كاثوليكية في القطاع. وجدد البابا دعوته إلى الوقف الفوري لـ«همجية الحرب وأن يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع»، وذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص في القصف الذي طال الخميس الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع. وقال البابا، الذي تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غداة الهجوم على الكنيسة، «أعبَّر عن ألمي العميق حيال هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة». وكانت الكنيسة تؤوي حوالي 600 نازح، غالبيتهم من الأطفال، ومن بينهم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأعلنت إسرائيل من جانبها، أن الجيش يحقق في الضربة. وأضاف البابا اليوم أنّ «هذا العمل يُضاف وللأسف إلى الهجمات العسكرية المستمرة ضد المدنيين وضد دُور العبادة في غزة». ووجّه نداء إلى المجتمع الدولي «من أجل ضمان القانون الإنساني وحماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي واللجوء العشوائي إلى القوة والتهجير القسري للسكان». ويعيش في قطاع غزة 2.4 مليون نسمة، معظمهم نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.


جريدة الرؤية
منذ 3 أيام
- جريدة الرؤية
مستقبل الصراع على غزة
د. عبدالله الأشعل الصراع على غزة له صورتان: صورة إسرائيل التي تؤرخ لهذا الصراع بهجوم حماس على غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023. إسرائيل زُلزلت في هذا الهجوم رغم أن التحقيق الإسرائيلي يشي بأن الهجوم كان متوقعًا، لكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تتحسب له، ولم تستعد لسبب نفسي، وهو ما كشفت عنه حماس من قرارات لم تكن في حسبان إسرائيل، ثم إن الهجوم الكاسح جعل إسرائيل تشعر بالخطر، لأن المجتمع الإسرائيلي ظل مخدوعا بالدعاية والأكاذيب الإسرائيلية، وهي أن جيشها لا يهزم وأن الغرب وأمريكا لن تسمح له بالهزيمة، على افتراض أن إسرائيل زرعت رغم أنف العرب في بحر من العداء، لذلك لعبت أمريكا دورا أساسيا لاستقرار إسرائيل في المنطقة عن طريق جوار إسرائيل. ولذلك كان التقارب المصري في عهد السادات من أمريكا وإسرائيل حاسما في مد المشروع الصهيوني بقبلة الحياة للمرة الثانية في مصر، كانت المرة الأولى عندما خافت أمريكا وإنجلترا من موقف الملك تجاه إسرائيل، وأحلت محله ضباطا متعطشين للسلطة دون أن يكون لديهم مهارات ومؤهلات السلطة. كانت زيارة السادات لمدينة القدس في نوفمبر 1977 إيذانا بتمدد المشروع الصهيوني، وقفزا على نتائج حرب التحرير عام 1973. وبعدها بعدة سنوات أضيفت مجموعة أخرى من معاهدات السلام وسميت بالسلام الإبراهيمي وهذا عبث. المهم أن إسرائيل كان لديها هذه الصورة. أما المقاومة فكان لديها صورة معاكسة مفادها أن هجوم السابع من أكتوبر بالنسبة لها طبيعي، مقابل سياسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ورد مجمل على تجاوزات إسرائيل يترتب على ذلك أن المقاومة لها الحق في مهاجمة العدو ما دام العدو محتلا لأرض فلسطين، ويسعى لطرد السكان وتدنيس الأقصى. وواضح أن المقاومة بدأت بهذا الهجوم باستراتيجية جديدة، وهب ليس مجرد مقاومة الاحتلال، وإنما تحرير فلسطين، ودخلت إسرائيل مرحلة نفسية خطيرة واكبت عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ولأنه أول وأكبر صهيوني، فقد تماهى مباشرة مع نتنياهو، فكلاهما يعمل وفق مشروع وهو توسيع المشروع الصهيوني بعد أن رتبت أمريكا هذا الملف من الناحية الإقليمية، بحيث ضمنت سكون الجبهات العربية، بينما تنفرد إسرائيل بإبادة الشعب الفلسطيني، وبالفعل فإن أعمال الإبادة الإسرائيلية تحصد حوالي 100 فلسطيني يوميا، وبحسبة بسيطة فإن إسرائيل تأمل في إبادة غزة بكافة صور الإبادة، وقطعت في هذا السبيل شوطا كبيرا، ومن لا يريد أن يباد فليهرب خارج غزة على سبيل الهجرة الطوعية. ورفعت إسرائيل شعارات أهمها: إن الهدف من حملة الإبادة هو الانتقام لهجوم السابع من أكتوبر ووضعت إسرائيل ثلاثة أهداف إضافية: الأول: إبادة السكان، حتى يسهل جلب صهاينة العالم أو بناء المستوطنات واحتلال غزة بالكامل بدلا من تعميرها. الثاني: القضاء على المقاومة وتطهير غزة، بحيث تأمن إسرائيل، وذلك بنزع سلاح المقاومة وإبعاد قياداتها وحرمانها من المشاركة في إدارة غزة، وتحقيق هذه الأهداف بالمفاوضات أفضل من تحقيقها بالقوة، لذلك ماطلت في المفاوضات وأوهمت العالم أنها تنوي وقف إطلاق النار. الثالث: إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين فقط، وعلى المقاومة قبول شروط إسرائيل صاغرة، وإلا فإن الإبادة سوف تستمر والتجويع والمقاومة مسؤولة عن الإبادة. وإسرائيل مدعومة من العالم كله، خاصة الغرب، وسط سكون الوسط العربي والإسلامي. وعلى العكس، المقاومة لا يدعمها أحد، عزلوا إيران وقطعوا الصلات بين إيران والمقاومة ومعظم الحكام العرب لا يدعمون المقاومة، كما أن السلطة ضد المقاومة وهذا يؤدي إلى منهجين في التكهن بمصير الصراع كالاتي: منهجان لحساب مصير الصراع على غزة بين المقاومة وإسرائيل. إذا كان معظم الحكام العرب ليسوا مع المقاومة، فإن التقارير تجمع على أن الشعوب العربية تؤيد المقاومة وتكره إسرائيل وتتمنى زوالها. وفي مصر، رغم أن مصلحة مصر الدولة هي زوال إسرائيل ودعم المقاومة والأمن القومي المصري يحتم ذلك، ولكن حسابات الحكومة مع إسرائيل وأمريكا تجعل هذه الحقيقة ليست مطلقة. فحسابات السلطة وهي بطبيعتها ليست ظاهرة معقدة. ولكن أستطيع كمراقب أن أستنتج أن موقف السلطة قريب من موقف الشعب، وإلا لما تمكن المواطن من التعبير عن رأيه بحرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد إسرائيل، بل أن الهلال الأحمر المصري، وهو جهة حكومية يجمع تبرعات لصالح غزة، والمشكلة أن هذه المساعدات تتكدس في العريش دون أن يستفيد منها أهل غزة، لأن قرار فتح المعابر هو بيد إسرائيل. ولذلك فسياسة التجويع جزء من الإجرام الصهيوني. قلنا إن المقاومة بدأت من هجمتها في السابع من أكتوبر في نهج جديد يتجاوز مجرد مقاومة الاحتلال وهو تحرير كل فلسطين. واستشعرت إسرائيل وأمريكا خطورة ذلك، لذا اندفعت إسرائيل كالأسد الجريح تبيد على أساس صيغة فلسطين للأقوى، وما دامت إسرائيل تحوز كل أنواع القوة بما في ذلك الدعم الغربي والأمريكي، فإسرائيل قررت استخدام كل القوة لإرساء دعائم بقاء إسرائيل، وتجاهر بهدف القضاء على المقاومة، رغم انكشاف الجيش الصهيوني بسبب وعد الله وبطولة المقاومة. المقاومة تدرك تماما أنها وحدها، خاصة بعد أن قطعت أمريكا أواصر العلاقات مع إيران، ولذلك تسلحت بالحق وبوعد الله ولذلك تحقق المقاومة في ساحات القتال انتصارات مبهرة بإذن الله. وهناك منهجان لتقييم مصير الصراع هما: الأول: المنهج البشري ينتهي إلى القول بانتصار إسرائيل. والمنهج الإلهي الذي يؤكد انتصار الحق على الباطل. وإذا انتصرت المقاومة بمعنى ألقى الله الرعب في قلوب الصهاينة، فستزول إسرائيل، وعندئذ، تتغير جميع قواعد العلاقات داخل الإقليم وبين الإقليم والولايات المتحدة. رغم أن المنهج الإلهي مثالي وغيبي، إلا أني مؤمن به تماما، فذلك وعد الله ووعده الحق ولن يعجز الله أن ينصر الحق على الباطل.